رواية غلطه وندم الفصل الأول والثاني بقلم مروة محمد حصريه
رواية غلطه وندم الفصل الأول والثاني بقلم مروة محمد حصريه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه♥️♥️♥️
#غلطه_وندم🎂🎂🎂
#الفصل_الاول👏👏👏
#مروة_محمد💚💚💚
مكالمه تليفونيه بسيطه...طرف منها كان لا يريد الرد عليها ...اما الطرف الاخر تتذلل وتتودد لكسب العطف والرجاء... ليس لها وانما لابنتها الوحيده التي لم تنجب غيرها...نعم انجبت العديد من الصبيه ولكن لم يتم لهم الاكتمال اما يتوفاهم الله في رحمها أو فور خروجهم الي الحياه ...مما دفع الطرف الاخر ان يطلقها ويطلق عليها صاحبه الرحم الشؤم الذي يقتل الاطفال وخاصه الصبيه...زفر غانم النمراوى حانقا وهو يرد علي طليقته زهيرة قائلا
=عايزة ايه يا زهيرة...انتي مش عارفه اني مش فاضيلك...وميت مرة قلتلك بلاش تتصلي عليا نهائيا...طلباتك انتي وبنتك بتوصلك كل أول شهر...بتتصلي ليه بقي كل شويه وتزعجيني؟
تنهدت زهيرة بحزن قائله
=مش قصدي أزعجك والله يا غانم...بس غاده كل شويه تقول نفسي أشوف اخواتي الصبيان...وأتباهي بيهم قدام الناس...والناس كلها تعرف ان ليا اخوات رجاله.
ابتسم غانم بسخريه وقال
=اخواتها مين يا زهيرة...قلتلك ميت مرة بنتك ملهاش اخوات...أمهم مش هترضي تخليهم يتعرفوا بيها...واذا كان عاجبك وعاجبها...وكلمه زياده هقطع عنكم المصروف.
أغمضت زهيرة عينيها بحسرة علي حالها وحال ابنتها وترد عليه بصوت منخفض قائله
=لا كلمه تانيه ولا تالته يا غانم...طب بلاش اولادك يمكن مراتك خايفه من عينينا لنحسدهم...انت فين يا غانم من ده كله...فين الاب... ده انت حتي يا شيخ متعرفش بنتك في سنه كام.
لتخرج غاده من غرفتها وعينيها تتلون بلون الدماء وتأخذ الهاتف من علي أذني والداتها لتستمع الي ردوده البارده ويتفاجئ من صوتها البشع وهي تتحدث كفحيح الافعي قائله
=كمل يا غانم بيه...للأسف أمي معندهاش استعداد تسمع سخفاتك أكتر من كده...لكن أنا معاك لأخر الخط...بس خلي بالك...هتقول كلمه...هرد بعشرة...أنا غاده النمراوى...مش زهيرة الغزاوى.
لترتعش زهيرة خوفا من رده فعله ...هي تعلم جيدا أنه لا يريدهم بحياته ولكنها متأكده ان بعد هذه المحادثه والتعنيف له من قبل ابنتها...سوف يأتي...لينال منهم الاثنين...فقامت بانتزاع الهاتف من ابنتها قائله برجاء وتوتر
=معلش يا اخويا...حقك عليا...هي متقصدش تزعلك...هي بس نفسها تشوفك مش أكتر...وتتباهي بيك...قدام اصحابها...بس خلاص ...أنا هفهمها انه مينفعش
ليرد عليها غانم قائلا
=اسمعيني يا زهيرة...أنا ممكن اجي وأجيب بنتك من شعرها...بس حظكم بقا مش فاضيلك...عيد ميلاد ابني البكرى النهارده...بس عقابي ليكم انتو الجوز...محرومين من المصروف الشهر ده.
لتتودد له زهيرة قائله
=كل سنه وهو طيب...ربنا يباركلك فيه يا أخويا...بس يا أخويا هي متقصدش...سايقه عليك النبي...بلاش تقطع المصروف...دي محتاجه كتب للكليه بتاعتها.
ليرد عليها بكبرياء قائلا
=أنا اللي عندي قلته يا زهيرة...دبرى أمورك منك ليها...دي فرصه وجاتلي لحد عندي...انا حفله عيد ميلادي ابني مكلفاني...ومكنتش عارف هبعتلكم فلوس ازاي...بس بنتك الناصحه حلتها ...سلام يا ختي...
لتنهار زهيرة علي المقعد بخلفها تضع يدها علي وجهها تتحسس وجها من سخونته... ثم ترفع يديها وتنظر الي غاده نظرة لوم وعتاب قائله
=عاجبك كده...قلتلك ميت مرةملكيش دعوة بيه...استفادتي ايه دلوقتي...أهو قطع المصروف الشهر ده...أكتر شهر احنا محتاجينه...بس هقول ايه انتي طالعه ليه قاسيه وسريعه الغضب.

لتصرخ غاده قائله
=هشتغل وأصرف عليكي وعلي نفسي...وبالناقص منه ومن فلوسه اللي ذللنا بيهم...ده مش حاسس بينا...بيعتبرنا مش موجودين...وانتي عماله تعطفي وتلطفي لييييه؟
نظرت لها زهيرة بشرود فهي تتخيلها الأن غانم بجبروته فهزت رأسها جيدا تقول
=اسمعيني يا غاده...أنا لما اتجوزت أبوكي...مكنش قاسي كده...بس حظى بقا ان كل اما أخلف ولد يموت في بطني...سابني...كان ممكن أسيبك انتي كمان وأروح أتجوز ...بس أنا اتحملت المرمطه علشانك...بس انتي زيه...بتمحي الحلو بالوحش اللي فيكي.
وضعت غاده يدها علي رقبتها بحزن قائله
=أرجوكي يا ماما كفايه...مش كل شويه تقولي عليا ان زيه...أنا مش زيه...هو اللي وصلني لكده...أنا صعبان عليا نفسي أوى...ده لو ميت يبقا أرحم...دي صاحبتي حوريه مش حاسه باليتم رغم ان والداها متوفي...ومش حيلتهم غير معاشه...بس أخوها شهاب محسسها انه أبوها...وأنا اللي ليا أب وخمس أخوات صبيان أكبرهم واحد في أولي كليه...حاسه اني يتيمه.
نهضت زهيرة بغضب قائله
=اعملي ما بدالك يا غاده...بس أنا معنتش قادرة أشتغل علي ماكنه الخياطه تاني..علشان أجبلك لبس زياده...خلاص اللي بيحصل ده فوق احتمالي.
حاولت غاده تهدئه والداتها قائله
=انتي ليه يا ماما زعلتي مني...أنا زعلته هو مش حضرتك...أنا عارفه انك اتحملتي قسوته علشاني...بس أنا بقولك أهو...تعالي نطويه من حياتنا...هو مش عايزنا...احنا كمان لازم نستغني عنه.
لتنتفض من خلفها عندما استمعت لصوت مفتاح لينفتح باب شقتهم علي مصرعيه ويدلف منه غانم قائلا
=أنا كمان استغنيت عنكم...بسبب أمك الشؤم دي...بس قبلها لازم أربيكي يا أستاذه...ياللي كنت مفكرة ان زهيرة عرفت تربيكي...بس طلعت تربيه خرعه.
لترد عليه زهيرة قائله
=بالعكس يا غانم...أنا ربيتها أحسن تربيه...بس انت السبب...كل أول شهر ساعات تيجي ترمي لينا قرشين مش بيكفوا...وتمشي زى ما يكون قرصك تعبان...وساعات متجيش وتبعت موظف من عندك...ومتخافش ان كان الموظف أخد نص الفلوس...ولا دخل البيت ازاي واتعامل مع بنتك...ولا بصلها ازاي...يا أخي ده الناس بيبصوا ليها علي انها بنت عشيقتك.
ليرد عليها غانم باشمئزاز قائلا
=مش شغلك يا زهيرة...وبعدين كلامي مش معاكي...أنا كلامي مع قليله الربايه بنتك...اللي جايه تقولي غاده النمراوى...اوعي يا بت تكوني نسيتي نفسك...ده أنا أفعصك بايدي...وأجيب اخواتك اللي نفسك تشوفيهم يضربوكي...بس أنا اللي مبحبش اتعبهم
ردت عليه غاده بجبروت قائله
=لا وعلي ايه يا غانم بيه...متتعبش نفسك ولا تتعبهم...مسير يجي اليوم...اللي يتعبوك انت فيه...ما هو مش بعيد بعد ما تدوس عليا...وترفعهم فوقي...هما يعملوها معاك.
ارتفعت يد غانم ليسحقها ولكن منعته زهيرة قائله
=كده كتير يا غانم...أنا مش هخليك تعمل فيها زى ما عملت فيا زمان...اتفضل امشي يا غانم وسيبنا في حالنا...احنا مش عايزين منك حاجه.
تألمت غاده لكلمات زهيرة وقالت
=احنا خرجناك بره حسابتنا خلاص...وهي غلطه اني طلبت أشوفك وأشوف اخواتي...ااااه أسفه اني قلت عليهم اخواتي...غلطه مش هتتكرر تاني.
نظر لها غانم بغضب قائلا وهو يشير اليهم بسبابته
=انتي وهي...مسمعش صوتكم تاني في التليفون...وان كان علي العقاب أنا سحبته...وهبعت ليكم فلوس...أصل بصراحه صعبتوا عليا...فهعتبرها صدقه.
ليخرج صاعقا الباب خلفه وزهيرة تجر أذيال الخيبه خلفها تتحسر علي حظها..
.لتشعر غاده بالظلم من والداها ...تتمني أن يكون حبيبها مختلفا عن هذا القبيل.
💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
علي الجانب الاخر كان شهاب الذي ذكرت اسمه غاده شقيق صديقتها حوريه....كان يعمل في شركه خاله السيد ذكي نوح والذي كان يشتهر بالجاه والقسوة ويرى كل من أمامه صغيرا...كان لديه فتاه مدللله...تربت مع شهاب منذ الصغر ...وكان يريد الزواج منها...هي أيضا تريد ذلك ولكن تريده ببعض امتيازات لا توجد فيه...كان ذكي دائما يتهرب من مناقشه شقيقته فريال في أمر زواج شهاب وثراء... دائما يرى أن شريف ابن أخت المرحومه زوجته ألا وهو شريف الهجان والذي كان يمتلك الكثير من الثروة...كان يراه دائما مناسبا لثراء وكان يدفعها دائما أمامه لكي يزيد من ثروته عن طريق ابنته...كما فعلت فريال أخته دفعت شهاب للعمل عند شقيقها لكي يفوز بثراء وتنعم هي بمستوى أفضل...دوما تحلم به منذ وفاة والد شهاب
في شركه ذكي نوح استدعي ذكي شهاب بمكتبه ليوبخه علي تنزهه مع ثراء بالأمس...دلف شهاب ليلقي التحيه علي خاله باحترام مبتسما ابتسامته الهادئه ليجد ملامح الغضب علي وجه خاله وهو يعنفه بغضب قائلا
=علي فكرة أنا مبحبش أكرر أوامرى كذا مرة...سبق وقلتلك متخرجش مع ثراء...ثراء لما بترجع بتبقي مش طايقه نفسها من تحكماتك...
هز شهاب رأسه بهدوء قائلا
=صباح الخير يا خالي...ثراء هي اللي بتصر نخرج سوا...انت عارفني كويس...تقريبا مربيني من بعد وفاة والدي الله يرحمه...ممكن حضرتك تبقي تقولها متتطلبش تخرج معايا تاني انما أنا مقدرش أرفض ليها طلب.
اغتاظ ذكي من رد شهاب لأنه يعلم جيدا ان ثراء هي السبب في هذه الخروجات ...لانها تعشقها كثيرا...ولكنه يراها عند الرجوع تعيسه...فرد عليه بتهكم قائلا
=اسمعني كويس...وبطل بقا نغمه مقدرش أرفض ليها طلب دي...انت عارف كويس...اني لو قلت لبنتي ممنوع الخروج معاك هتعاندني...فبلاش اللعبه دي أحسن ليك.
ليرد عليه شهاب بكل قوته
=أنا مش بلعب يا خالي...وثراء مش بتعاند حضرتك...ثراء بتحبني وأنا بحبها...وحضرتك عارف كده كويس...بس للأسف حضرتك اللي بتعاند فينا احنا الاتنين...
استخدم ذكي ذكائه وخبثه ليماطل في موضوع تقدم شهاب لخطبه ثراء فربت علي كتفي شهاب قائلا بلهجه حنونه مصطنعه
=معلش يا ابني ...اعذرني....أنا عارف انكم بتحبوا بعض...بس انت عارف أنا معنديش غير ثراء...وانت عارف ان اللي أنا فيه ده مش بتاعي لوحدي...انا يدوب بدير أملاك ثراء...ولو خالتها عرفت اني هجوزها ليك هتحرمها من الثروة دي...خصوصا انها بنت مش ولد...وكمان دي عايزاها لشريف الصايع ابنها...والواد كل اما بيعرف انكم خرجتوا سوا...بيتصل بأمه وهي في أوروبا...وأمه تقعد تهددني انها هتصفي الحاجه وتاخد الفلوس...خصوصا وانها مش بتحب أمك...
ليرق قلب شهاب علي حال خاله ويرد قائلا بقنوت
=ماشي يا خالي...هعمل لك كل اللي حضرتك تأمر بيه ...بس عايز أقولك علي حاجه..أنا ممكن أشتغل في حته تانيه...وأسعد ثراء بطريقتي.
شعر ذكي بالملل من حديث شهاب المتكرر فرد قائلا لينهي الموضوع
=وده أنا متأكد منه..بس أنا برضه حابب ان البنت تاخد حقها...هي بس تكمل الواحد وعشرين سنه...وتحصل علي حقها...وتبقي ليك...
هز شهاب رأسه مستسلما واستاذن بالخروج...ليجلس ذكي علي مكتبه الوثير ينظر في أثر خروج ابن شقيقته بسخريه ومكر وخبث...حتي ارتفع صوت هاتفه ليعلن عن اتصال أتاه من شقيقته فريال فلوى ثغره ورد عليها ليجدها تتحدث بصوت حنون مصطنع قائله
=أخويا ذيكو حبيبي...واحشني موت...واحشني خالص...يعني لو مسألتش عليك...متسألش...ده لولا ثراء حبيبه عمتها بتجيلي كل يوم...كنت نسيت ان ليا أخ.
رد عليها بقوة قائلا
=عمايلك دي متدخلش عليا يا فريال...انتي عماله تخططي وتحركي البت ضدي...كل ده علشان تتجوز السنكوح ابنك بتحلمي يا حلوة...
لتبتسم فريال بخبث قائله
=هتتجوزه يا ذكي وبكره تشوف بنتك بدوب في شهاب وبعدين دي تربيتي طالعالي وبتحب ابني زى ما انا بحبه وبحب ليه الخير والخير كله عند ثراء...فمتتعبش نفسك يا ذكي...هما لبعض...سلام يا أخويا.
بعد اغلاقها للهاتف في وجه شقيقها زفرذكي بحنق ولمعت بعينه فكرة شيطانيه فهاتف شريف ابن شقيقه زوجته الراحله ليرد عليه شريف بصوت ناعس ليتحدث ذكي بنبرة متلهفه قائلا
=يا اهلا بالبيه اللي نايم في العسل وانا عمال الاحق علي شهاب وثراء وفريال وهو ولا علي باله مستني ايه يا ابن الهجان لما ثراء تروح من ايدك
ليرد شريف بصوت ناعس قائلا
=انت مصحيني من عز نومي تنوح ليا علي بنتك ما قلتلك بنتك هتكون ليا باي طريقه وهعرف ازاي اوقع بينها وبين شهاب ابن اختك فمش كل شويه بقا هتقرفني وبعدين بنتك طالعه لاختك لو جت مصلحتها قدام حبها هتختار مصلحتها
لينتفض ذكي بغضب قائلا
=ما تحترم نفسك ايه ما هو كل ده بعمله علشان في الاخر تتجوز ثراء مش انت برضه بتحبها ولا نسيت لا افكرك يا حلو انتي هتتجنن وتكون ليك
ليرد شريف بعنجهيه قائلا
=وانت كمان يا ذكي بيه هتجنن وتجوزها ليا علشان تضمن ان كل حاجه تفضل تحت ايدك ...بس خاف مني وانت بتتكلم معايا...أنا بتليفون مني لأمي توقف كل حاجه.
ليتراجع ذكي خوفا من تهديد شريف قائلا
=جرى ايه يا شريف...أنا لو كان عندي ابن...كنت أتمني ان يكون زيك في شخصيتك...علشان كده...عايزك تتجوز ثراء علشان لما أموت أبقي مطمن عليها معاك.
ليبتسم شريف بخبث قائلا
=اطمني يا جوز خالتي...بنتك في الحفظ والصون...دي مهما ان كان بنت خالتي...وأمي بتحبها جدا...ولذلك أنا عايز أتجوزها وأبعدها عن هنا.
لتلمع بعين ذكي فكرة شيطانيه ويقول
=ايه رأيك يا شريف...تاخدها أوربا الشهر الجاي بعد امتحاناتها...وهي هتتبسط أوى...وساعتها شهاب هيعترض وهي هتعانده...وهناك تملي دماغها وترجعوا متجوزين.
ليرد شريف ببرود قائلا
=هشوف...هي فكرة حلوة مفيهاش غلطه...بس أنا ممكن أعمل اللي أنا عايزه وأنا هنا...وقدام عينه..لكن فكرتك ممكن تقلب بغم ويرجعوا يتصالحوا.
هز ذكي رأسه قائلا
=اللي تشوفه يا شريف...اعمل اللي انت شايفه صح...وأنا من عندي هفحته في الشغل هخليه...يرفض يخرج معاها من التعب اللي هيحصله.
ليبتسم شريف قائلا
=دي بنتك بقا اللي حابه تخرج معاه...طب ويا ترى بقا يا حمايا العزيز...البيه بيقدر علي متطلباتها..ولا بينكد عليها...لانه مش قادر...ما أنا عارفه ثراء كويس.
لينتفض ذكي كمن لدغته عقربه قائلا
=لا مش هي اللي بتطلب منه...هي بترجع متعكننه من خروجاته الهم..دي أمه الملعونه اللي بتقعد تقول ليه خرجها علشان تقربهم من بعض.
ليتحدث شريف بغضب قائلا
=اسمعني كويس...لو عرفت ان بنتك هي اللي بتطلب منه...هيبقا ليا تصرف وحش معاك ومعاها...أنا مبحبش المراوغه...وانت عارفني كويس.
ليحاول ذكي تهدئته قائلا
=يا شريف بنتي بنت زى أي بنت...ومتزعلش مني شهاب رومانسي جدا..اما انت عنيف...حاول تكسب قلبها...هدوب في تفاصيلك...وهتنسي شهاب ده خالص.
ليتحدث شريف بخبث قائلا
=أساسا انا عندي خطه...من غير ما أخليها في صفي...شهاب أخته عندها صاحبه...لو تشوفهاوهي بتبص لشهاب تتأكد انها هتموت عليه...نحطها في طريقه..ونوهم ثراء انه بيحبها.
لتنفرج أسراير ذكي قائلا
=انت بتتكلم جد...مين البنت دي...طب ما تجبلي تفاصيل عنها..ويارب تطلع غنيه خلينا نخلص منه...ومن زن أختي المقرفه...لانها عايزة واحده غنيه لابنها يا سيدي.
ليرد عليه شريف قائلا
= غاده غانم النمراوى...طبعا اسم غانم تقيل في السوق...بس للأسف...غاده بنته من مراته الأولي...لانه طلقها علشان مش بيعيش له منها صبيان.
ليرد ذكي قائلا
=عادي...نفذ انت بس خطتك...وأنا ساعتها هوهم فريال ان أبوها غني...ولما تقع الفاس في الراس...تكون انت اتجوزت ثراء ...وضربنا عصفورين بحجر.
🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
بعد خروج والداها من المنزل نظرت الي أمها نظرات متفحصه لتجدها تتسند علي الحائط وتذهب الي غرفتها دون ان تتفوه بأي كلمه لتعجز غاده أمام حزن والداتها وتذهب هي الاخرى الي غرفتها تشرد في معامله والداها السيئه ليذهب عقلها الي اعتقاد خاطئ ألا وهو ان الرجال مثل بعضهم البعض ...كلهم أشباه رجال وليسوا برجال...ولكن توقف عقلها عند رجل واحد ألا وهو شهاب النادي شقيق صديقتها حوريه...فهي ترى منه رجل ناضج...حلم حياتها ان تتلاقي أعينها مع عينيه الساحرتين اللاتي أثرت قلبها...رغم علمها الشديد بحبه الي ثراء ابنة خاله ولكنها تدعي الله في كل لحظه ان يكون لها وتظفر به...وعندها يقين ان الممكن ان كل هذا يحدث لانها تجد دائما ان ثراء محاصرة من شريف ابن خالتها...في هذه الاثناء ارتفع صوت هاتفها واذا بحوريه تناديها ان تذهب اليها لتذاكر معها...انفرجت أساريره لان كل لحظه بقربه هي عيد لها..استاذنت والداتها التي استسلمت لأمرها..اختارت غاده فستانا ربيعيا بلون الاصفر الكنارى وباكمام طويله وكانت مثل العصفوره في هذه الثياب...ذهبت غاده الي منزل حوريه ...وجدته يصعد السلم أمامها...فتوقفت دقات قلبها..خاصه عندما اشتمت رائحه عطره الرجولي التي جعلتها تغمض عينيها وهي تصعد خلفه مطمئنه انها لن تسقط وهي مغمضه العينين...تتمني اليوم الذي تصعد فيه درجات هذا السلم وهي متبطأة ذراعيه كخطيبه أو كزوجه له ..

.أفاقت علي طرق باب المنزل فور دخوله...حيث أنه لم ينتبه علي صعود أحدا خلفه...دقت علي الجرس بأنامل رقيقه لتفتح لها حوريه سريعا..تجدها تتنهد وهي شارده الذهن...فاستعجبت حوريه من مظهرها وقالت
=معقوله...قلبه سلم واحده.....خليتك تنهجي بالشكل ده...انتي أكيد كنتي في مشوار علي السريع...لانك اتاخرتي عليا يا هانم...اعترفي كنتي فين يا بت.
تأففت غاده وجزت علي أسنانها من الغيظ وأزاحتها ودخلت قائله
=هكون فين يا مايله...هو أنا أعرف حد غيرك...ولا بروح مكان غير بيتكم...أنا بس كان بابا عندنا النهارده...وكالعاده وترليا أعصابي...معلش يا حوريه...هاتيلي كوبايه مياه
هزت حوريه رأسها واستدارت الي المطبخ لتأتي لغاده بكأس من الماء...في هذه الاثناء قام شهاب بتبديل ملابسه وخرج من غرفته غير منتبها علي غاده قائلا وهو يمسك ظهره من التعب
=ااااه يا حوريه..أنا تعبان أوى...حضريلي الغدا...لان
فجأة اقتضب كلامه لرؤيتها ولرؤيه عينيها الزمرديه التي نظرت له ليركز في ملامحها للمرة الاولي

قائلا بصوت مبحوح نتيجه افتتانه بها
=أنا أسف...مكنتش أعرف ان في حد هنا....انتي صاحبه حوريه صح...أومال حوريه فين...مش هي اللي فتحتلك برضه ولا ماما...يا حوريه...
لترتبك غاده لرؤيته هي تراه دائما ودائما تحضر الي هذا المنزل علي أمل رؤيته لها ولكنها لم تكن تتوقع أن هذا يحدث فتوترت قائله
=أنا غاده...صاحبه حوريه...حوريه في المطبخ...بتجبلي مياه...بس الظاهر المياه عندكم مقطوعه...لانها غابت كتير...أنا هروح أشوفها.
ليشعر بخجلها ويتعجب له فاستوقفها قائلا
=وانتي تروحي تشوفيها ليه...خليك قاعده هنا...وأنا هروح أنده ليها...وبالمرة أخليها تحضرلي الغدا...ويمكن تكون مأكلتش فناكل احنا التلاته مع بعض.
لتتسرع غاده في الرد عليه لانه كان أملها ان يراها ويتحدث معها ويأكل معها ويلتفت انتباهه لها فردت بلهفه قائله
=أيوه ياريت...أنا الصراحه جعانه...وكمان هي كمان مأكلتش ...ففرصه ناكل كلنا سوا...أنا هروح أساعدها...علي فكرة أنا أشطر منها .
لينظر لها بتفحص شديد وتمعن مندهش للهفتها ومندهشا أكثر لعرضه عليها تناول الطعام...ثم جلس أمامها بهدوء شديد يخفي أثار التعب المنبعث من جسده بسبب تكاثر العمل فوقه لدرجه رده باستسلامقائلا
=طيب يا غاده...المطبخ علي ايدك اليمين...روحي اشربي...وحضرى معاها الغدا...وعرفيها ان قاعد هنا مستنيكم...فاستعجليها...بلاش شغل الميتين بتاعها ده.
لتذهب سريعا تتمني منه أن يلحق بها ويعرف سر سعادتها التي وصل بها لمرحله أن تضع يدها علي قلبها ...خوفا من أي شخص يسمع دقاته السريعه ولهفتها وهي تقول
=يا ترى أنا في حلم ولا علم..معقوله أخيرا بص ليا ....واتكلم معايا كمان...وهياكل ويشرب...يارب حقق ليا حلمي يارب...انت عالم أنا بحبه قد ايه.
في هذه الاثناء كانت حوريه تتابع اللقاء بين شقيقها وصديقتها متمنيه لهم ان تتلاقي أرواحهم فهي تعلم جيدا ان غاده تعشق شقيقها قالت حوريه في نفسها
=يعني يا شهاب للدرجه دي مش حاسس بحب غاده ليك...وعمال تجري ورا ثراء...لولا انك أخويا كنت فكرتك بتجرى ورا فلوسها...ربنا يبعدها عنك.
دلفت اليها غاده قائله باستهزاء
=تصدقي أخوكي عنده حق...ده ولا شغل الميتين...كل ده بتجبيلي كوبايه مياه...ده زى ما يكون بتغليها...وبعدين لسه مكملتيش طبيخ...
استدارت حوريه حول غاده بخبث هامسه في أذنها
=فرصه اني الاكل لسه متعملش...علشان شيبو ياكل من ايدكي الحلوة يا غدغوده...أصله بيحب أكل البيت أوى...وحلم حياته يتجوز ست بيت شاطرة.
لتبتسم غاده وتنقض علي حوريه بالقبلات تحملها وتدور بها في المطبخ لتكتم حوريه صرخاتها حتي لا يسمعها شهابل تنزلها غاده وتعد الطعام بطريقه سريعه واحترافيه لكي ينعم شهاب بهذا الطعام الشهي.

أخذ شهاب يحاول مهاتفه والدته للوصول اليها وعندما وجد انها تفصل عليه الخط كل مرة استنتج انها ذهبت الي شقيقها لتفتح معه الموضوع مرة أخرى...فزفر حانقا...حيث انه لا يريد منها اي تدخل خاصه بعد توبيخ خاله له اليوم...
🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
في منزل ذكي...جلست فريال تضع رجل علي رجل قائله بخبث
=انت ليه بتأخر شهاب في الشغل يا ذكي...كل ده علشان ميقربش من ثراء..خلي بالك يا ذكي كل محاولاتك دي فاشله...لان ثراء بتعشق شهاب.
لوى ذكي ثغره بسخريه وأخرج سيجارا من العلبه الماثله امامه...واشعلها وأخذ نفسا منها ثم بثه وأخرجه في وجه شقيقته قائلا
=انتي جايبه الثقه دي منين يا فريال...ايش حال ما انتي اللي مربياها...ده انتي أثرتي فيها أكتر ما أثرتي في بنتك...تعرفي لو أمها عايشه...كنت ابصم بالعشرة انها بتحبه.
لتنتفض فريال قائله بغضب
=هتتجوزه يا ذكي...وغصبن عنك...وبكره تقول فريال قالت...ولو محصلش برضاك...هيحصل غصبن عنك...فبلاش بقا شغل العيال بتاعك ده....سلام يا ذكي يا اسم علي مسمي.
ثم تركته ورحلت لينظر في أثرها بغل وحقد شديدين عازما أمره في تنفيذ خطه شريف لانها بالفعل هي الخطه الانجح لايقاع الكل وأولهم ثراء...وثانيهم فريال شقيقته الجشعه للمال.
🔍🔍🔍🔍🔍🔍🔍🔍🔍🔍🔍🔍
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
عوده الي منزل شهاب قامت غاده وحوريه بتجهيز الطعام لشهاب وخرجت غاده من المطبخ وهي تحمل بيدها أطباق الطعام لتجد شهاب غافلا علي كرسيه...توقف الزمن لديها وشردت كانها في بيتها وتعد له الطعام...ذهبت سريعا لتضع الطعام علي طاوله السفرة ورجعت اليه تتأمله بدقه...ولتغوص في تفاصيل وجهه...التي عجزت ان ترسمها في خيالها...تمنت ان تلتقط له صورة...ولكنها خشت ان يفتح عيونه فجاه..لذلك صممت ان تحفر معالم وجهه في ذاكرتها واغمضت عينيها تستدعي تخيلات بينها وبينه ...تخيلات تحمل في طياتها نبضات عاشقه تتمني احساس معشوقها بها...لتهمس في نفسها قائله
=انت ازاي كده...خاطف قلبي وعقلي وكل حياتي...يا ترى هتفضل حلم في حياتي...ولا ممكن الزمن يلعب لعبته...وتكون ليا...يارب صبرني
وتنهدت بقوة منبعثه من أعماقها....قوة تريد سحق كل شئ يقف بينها وبينه...فاستيقظ علي تنهيدتها ليفتح عينيه علي مصرعيه ويحدق بهاويجدها تقف أمامه مغمضه العينين ...يتسائل لما تقف هكذا ولم تغمض عينيها...تأملها كثيرا يريد أن يعلم ما يدور بخلدها.. اعتدل وعدل من هيئته المبعثرة من أثر النوم وتنحنح قائلا
=احمممممم...أنسه غاده...انتي نمتي وانتي واقفه...وفين حوريه.
ليجدها ما زالت مغمضه العينين حاول أن يفيقها بيده ولكنه تردد لأن هذا يتنافي مع أخلاقه أن يلمس أي فتاة....حتي ثراء لم يوافق أن يلمس يدها يوما ما رغم محاولاتها ولكن لا يريد أن يتجاوز الامر مع أي فتاة لا تحل له ...ابتلع ريقه وارتفعت نبرة صوته قائلا
=..هو أنا بقالي كتير نايم...انسه غاده...انسه غاده....انسه غاده...يا غاااااده
لتنتفض غاده خاصه عندما سمعت صوتها بدون انسه لتتأكد أنها ليست بحلم وانما هي الحقيقه فارتبكت وتحدثت بخجل قائله
=أنااا...كنتتت...جايبه الاكل لحضرتك...وكنت هنده لحوريه تصحيك...بس الظاهر اني دوخت...شويه فاستندت علي الكرسي ده...وغمضت عيني.
لتخرج حوريه من المطبخ مسرعه علي صرخاته لتنقذها قائله
=انتي مش هتروحي تكشفي...وتشوفي أخرة موضوع الهبوط ده معاكي ايه يا غاده...أكيد انيميا...ولو موافقتيش تروحي لدكتور...أنا هقول لطنط علي اللي بيحصلك.
لتستغرب غاده من حديث حوريه وتجحظ بعينها ثم تفوق من ذلك علي صوته الحنون الذي تسمعه دوما من خلال حديثه مع حوريه وهي تهاتفها
==في دكتور أنا أعرفه كويس...أنا ممكن أبعتك ليه...انتي وحوريه...وأسعاره مناسبه...وكمان بيوصف علاجات من عنده...بس نصيحه مني بلاش تصبرى علي نفسك أكتر من كده.
خجلت غاده مما يقوله لانها تعرف انه يعلم بظروفها الماديه وظلم والدها من خلال شقيقته حوريه التي لم تكف عن الحديث عنها فردت برفض قائله
=أنا هروح المستشفي بتاعت الجامعه بكره بعد المحاضرات...وأحل الموضوع لوحدي...مفيش داعي لتعب حضرتك...وبعدين دول شويه تعب بسيط..
ليحزن شهاب علي حالها فهو يعلم جيدا قصتها وقصه والدها الظالم ويتمني من الله أن تنصلح أحوالها...يود تقديم لها أبسط الحلول حتي لا تخجل ولكنه تأكد جيدا أن كرامتها فوق كل شئ ...علي الجانب الاخر اغتاظت حوريه من رد غاده البارد علي شهاب فاندفعت قائله
=تعب بسيط...انتي هتستهبلي...هنروح للدكتور...والجزمه فوق رقبتك...ومتخافيش انتي اللي هتدفعي فلوسه...اصله ده دكتور كشفه رمزى...
حاول شهاب تخفيف الأمر فابتسم بهدوء قائلا
=اه والله ...دي حوريه مجنناه كشوفات كل ساعه والتانيه...من ساعه ما عرفت انه رخيص...وكل شويه تقولي وديني للدكتور أبو بلاش.
لتبتسم غاده من حديثه حيث أنه هو الاخر انتبه لابتسامتها ورقت أذنيه عندما قالت بصوتها الناعم
=بصراحه حوريه دي فعلا حوريه من الجنه...رغم ان بابها متوفي...بس اتربت تربيه حلوة...أنا واثقه انها تربيه ايدك..علشان يبقا في قلبها كميه الحب دي كلها.
وجدت حوريه شهاب ينجذب الي كلمات غاده كأنه كان ينتظر هذه الكلمات منذ زمن ويحلم أن يسمع من أي أحد ليستشعر بكميه التضحيات التي قام به فاندفعت قائله
=لا بقا معلش...انتي شكلك بتعاكسي شيبو قدامي...وربنا أقطعك تقطيع السنين...هو ايه أصله ده...علشان طبختي هتلهفي الواد اللي حيلتنا؟
لتتعالي ضحكات شهاب قائلا
=يا خرابي عليكي يا حوريه...في واحده برضه هتعاكس واحد بتعتبره زى أخوها؟
كانت لضحكاته الاثر في ابتسامتها والتي انقبضت اثر نعته ليها بالاخت الذي أزاد من اختناقها أكثر هو دلوف فريال وفي يدها ثراء والتي نظرت اليها باستحقار قائله وهي موجهه أنظارها نحو شهاب الذي تفاجئ من وجودهم في هذا الوقت بالتحديد

=محدش يقدر يعاكسك يا شيبو...انتي بتاعي أنا لوحدي...وكل زمايلي في الكليه عارفين كده....واللي تفكر تبص ليك تبقي واحده معندهاش كرامه.
ثم رفعت أنظارها لغاده قائله
=أعتقد الوقت اتأخر...شكرا علي طبيخك للأكل...هبقا أقولك علي رأيي فيه بكره في الجامعه...طيرى انتي بقا علشان زمان مامتك قلقت عليك.
اعتصرت غاده عينيها وتنفست بصعوبه...وأخذت حقيبتها وخرجت مسرعه غير عابئه بندائات حوريه وشهاب والذي نظر الي ثراء نظرات غاضبه واتجه الي غرفته مسرعا يصفع الباب من خلفه متوجها نحو الشرفه ليجدها تهرول في الشارع تضع يدها علي قلبها ليشعر انه المذنب الوحيد في حقها.
🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
#غلطه_وندم💋💋💋
#الفصل_الثاني❣️❣️❣️
#مروة_محمد☕☕☕
بعد مرور أسبوعين منذ ذلك اليوم العصيب الذي مرت به غاده منذ مكالمه والداتها لوالدها وحضوره وذهابها الي حوريه وشهاب وخروجها تعيسه الحظ بسبب قله ذوق واستفزاز ثراء لها...انقطعت عن الذهاب الي الجامعه... حتي لا تتواجه مع ثراء...وحتي لا تري شهاب وتتعلق به أكثر..حاولت حوريه اقناعها مرارا وتكرارا أن تأتي الي منزلهم...ولكنها رفضت رفضا قطعيا...خاصه بعد أن أخبرتها حوريه ان والداتها كانت في صف ثراء...ولقله حيله حوريه معها اضطرت للذهاب اليها يوميا لاعطائها المحاضرات والمذاكرة معها..ذات يوم من هذه الايام تأخرت حوريه كثيرا عن موعد رجوعها...ولنقل أنها قصدت ذلك عن عمد...قلق عليها شهاب خاصه عندما وجد هاتفها مغلق...ولأنه كانيوصلها دائما الي منزل غاده......عزم أمره ان يذهب ليحضرها..صعد درجات السلم المؤدي الي شقتهم...ورغم درجاته العاليه الا أنه شعر بالكثير من الراحه...لا يعلم من حيث أتت تلك الراحه...قام بدق الجرس...وجده لا يدق...فعلم انه معطل...فاضطر ان يطرق علي الباب طرقات خفيفه...لم يسمعها غير زهيرة...فتحت له الباب مبتسمه ترحب بها ترحبيا بسيطا قائله
=اتفضل يا ابني...انت أكيد شهاب أخو حوريه...اتفضل ادخل...معلش أنا شبهت ان انت...علشان بشوفك كتير بتوصلها...ربنا يباركلكم في بعض.
هز شهاب رأسه مبتسما ودلف وجلس علي الكرسي البسيط قائلا
=أنا أسف اني جيت في وقت مش مناسب...بس أصل حوريه اتاخرت أوى...وأنا بصراحه قلقت خصوصا لما لقيت موبايلها مقفول...فقلت أجي أروحها بنفسي.
ابتسمت زهيرة قائله
=ربنا يحفظكم انتم الاتنين لبعض...مفيش أحلي من الأخ اللي يخاف ويحافظ علي أخته...ده حاجه تخليها مرتاحه طول عمرها...وبصراحه حوريه بنت مؤدبه وتستاهل كل خير.
ليضحك شهاب بخفوت قائلا
=كل الناس أخده مقلب في حوريه...ما عدا أنا...بيفكروها حوريه من الجنه...وهي الجنان بعينه...بتقعد تذل فيا كل يوم...علي بال ما تجهزلي الغداا.
لتنتفض زهيرة قائله
=..نسيت يا شهاب صحيح...دي فعلا قالت ليا انك بتاكل من ايدها...وفاتك جاي دلوقتي تاخدها علشان تلحق تجهزلك الغدا ...ياريت تاكلوا عندنا النهارده.
ليهز شهاب رأسه بحرج قائلا
=لا والله ما أقصد...انا أكلت في الشغل...أنا فعلا قلقت عليها...وجيت علشان كده...متحرجنيش حضرتك...ومتتعبيش نفسك...خيرك سابق.
لتندهش زهيرة قائله
=خيرى سابق ايه يا ابني...ده انت حتي أول مرة تزورنا...وبعدين ما غاده علي طول بتجيلكم تاكل وتشرب عندكم...وبترجع شبعانه....
شرد شهاب في أخر مرة كانت غاده بمنزلهم وخروجها بدون غذاء تنهد وقال لزهيرة
=بترجع شبعانه....واحنا كمان بنشبع من أكلها ونفسها الجميل في الاكل...اللي ورثاه أكيد من حضرتك...ربنا يباركلك فيها وتفرحي بيها.
كادت ان ترد عليه ولكن ارتفع رنين هاتفه يعلن ان خاله يريده ...رد عليه وانتفض من صوته صارخا بغضب
=طبعا حضرتك خارج كالعاده مع بنتي ثراء...وسايب الشغل يضرب يقلب...بقولك ايه...أنا استحملتك كتير...مش معني انك ابن أختي هتغاضي عن تقصيرك.
ليندهش شهاب من اتهامه بالخروج مع ثراء ويرد قائلا
=ثراء مش معايا يا خالي...مين اللي قالك انها معايا...أكيد ماما صح...لا معلش بلغ أمي اني في بيت صاحبه حوريه... علشان اتاخرت..وبالنسبه للشغل ان خلصت كل شغلي..وتقدر تراجعه كل بكره ان شاء الله.
ليبتسم ذكي بخبث قائلا
=لا بجد...يعني ثراء مش معاك...ااااه يبقي أكيد مع شريف ابن خالتها...أومال أمك بتقول كده ليه...بدارى عليها مثلا...معلش يا حبيبي متزعلش مني حقك عليا.
ليتزايد غضب شهاب عندما علم بخروج ثراء مع شريف رغم تحذيراته المستميته لها فرد بغضب قائلا
=هو ده اللي كان مزعلك يا خالي...ان ثراء تكون معايا...مش زعلان انها مع شريف...والله أعلم هما فين دلوقتي...وطبعا حضرتك مش قلقان.
ليرد عليه ذكي بلا مبالاه قائلا
=متحطش في بالك انت...ده ابن خالتها...وهيحافظ عليها زى أخته...ومتنساش اننا بنسايسه علشان...مياخدش الاملاك كلها...والبت تطلع من المولد بلا حمص....اقفل انت دلوقتي وخليك في أختك وانا هخليني في بنتي
ثم أغلق الهاتف في وجه شهاب ليغمض شهاب عينيه من الغضب حتي انتبه علي صوت زهيرة الحنون ليتذكر ان الحديث كان أمامها ويشعر بالحرج خاصه عندما قالت
=ايه يا بني...هو خالك زعلان علشان حوريه عندنا...عنده حق...معلش يا ابني...أنا مش عارفه غاده...مالها بقالها أسبوعين من ساعه ما كلمت أبوها في التليفون علشان يجيلنا وياريته ما جه وهي رافضه تروح في أي حته.
اقتضب وجه شهاب خاصه عندما تذكر ان كل شئ حدث بسبب ثراء فتنحنح قائلا
=ليه هو والدها مش بيجي يزوركم ديما...أقصد يعني أنا عارف من حوريه انه مطلق حضرتك...بس يعني أكيد بيجي يشوف غاده باستمرار...بس ليه غاده ديما بتعاني من الوحده.؟
جلست زهيرة ترتاح من التعب قائله
=ربنا يسامحه بقا...رافض يجي يزورنا...ولاحتي ياخدها يوم عنده يعيشها في العز بتاعه...ولا يعرفها علي اخواتها...وأخر مرة جيت أتكلم معاه...ملقيتش غير الاهانه.
في غرفه بعيده عنهم تمطعت غاده وقررت النهوض لاحضار الطعام لها ولحوريه كانت ترتدي كنزة بنفسجيه اللون بأكمام طويله ومن تحتها تنورة سوداء قصيرة فوق الركبه تبرز جمال ساقيها الممشوقه وكانت تعصق شعرها علي شكل كحكه معقوده بقلم كانت تكتب به ...خرجت وهي تتائب غافله عن شهاب الموجود حيث كانت تفرك عينيها قائله
=يا مااااما...أنا جعت أنا و حوريه...ياريت تحضري لنا أكل ...لاحسن أنا خلاص جبت أخرى...والبت فرفرت مني جوه...وبينها نامت ووووووو
لتزيح يدها من علي عينيها وتتسمر أمامها محدقه بعينها عندما رأت شهاب أمامها يخفض رأسه أرضا يكتم ضحكاته لينتبه علي ساقيها ويغض بصره أكثر.
نهضت زهيرة وهي تضحك قائلا
=طب همتك معايا يا غدغوده...النهارده أستاذ شهاب هيتغدي معانا...ولازم نضايفه...زى ما بيضايفوكي في بيتهم...ولا ايه يا غاده هانم.
لتخرج حوريه تمسك ظهرها قائله
=ابت يا غاده...انتي حطيتي منوم في الشاي...نيمني وقفل الموبايل يا بت...زمان شيبو دلوقتي هيعلقني...كل ده بسببك...يعني كان لازم تحلفي انك معنتيش هتجيلنا بسبب ثراااا
فاقتضبت كلماتها عندما وجدت غاده تضع يدها علي فمها قائله بامتغاص وضيق تود أن تسحقها حتي لا يعلم أنها حزينه بسبب ثراء فردت بحنق قائله
=بسسس...اسكتي...اخرصي...انكتمي...أقولهالك بأنهي لغه...انتي ايه يا شيخه...فضيحه...مبتستريش...أستاذ شهاب...جه يأخدك...ادخلي اغسلي دماغك المضروبه دي وتعالي نتغدا.
لينهض شهاب مبتسما بخبث يود التحدث مع غاده قائلا
=كملي يا حوريه...وقولي ان غاده معدتش بتيجي بسبب ثراء.
ثم نظر في اتجاه غاده مركزا علي عينيها قائلا بأسف
=..أنسه غاده...أنا أسف بسبب اللي عملته ثراء أخر مرة...معلش هي طبعها حامي شويه.
كانت في هذه الاثناء زهيرة بالمطبخ تستمع الي حديثهم تتحسر علي رد ابنتها المتعجرف لشهاب وهي تقول
=اسمعني يا أستاذ شهاب معلش...اذا كان هي طبعها حامي...أنا طبعي أحمي...وعندي كرامه...الفرق اللي بيني وبينها ان أبوها في ضهرها...لكن أنا من غير أب.
تضايق شهاب من ردها ورد عليها بقسوة قائلا
=انتي صحيح بابك موجود...ورغم قساوته معاكي...بس انتي عندك أم تتقال بالدهب حنيه الدنيا فيها...لكن ثراء من يوم ما ماتت مامتها وهي ضعيفه وبتحاول تقوى نفسها بالحركات اللي بتعملها فيها وفي غيرك.
لتحمر عين غاده من الغيظ قائله
=وده حل...انت شايف ان استخفافها بغيرها...ومعايرتهم والاستقلال بيهم...ده محاوله منها لتعويض فقدان الام...بالعكس ده نقص...وهتفضل طول عمرها كده.
رد عليها شهاب باتهام واضح قائلا
=زيك بالظبط...بتحاولي تعوضي النقص اللي عندك...من حرمان ابوكي ليكي...بأنك تبقي عنيفه في ردود أفعالك...بصي لنص الكوبايه المليان مش الفاضي.
ثم استطرد قائلا
=أنا عارف انه صعب عليكي تسمعي الكلام ده...بس أنا هقوله ليكي...انتي ضعيفه مش قويه...انتي لو قويه...كنتي روحتي الجامعه تاني يوم وواجهتيها.
نظرت له غاده بكبرياء اصطنعته لنفسها قائله
=ايه اللي خلاك تقول اني مروحتش الجامعه علشانها...هي أساسا مش في دماغي...وبعدين هي في الجامعه متبقاش فاضيه تكلمني ولا تكلم غيرى ...كفايه عليها شريف ابن خالتها... بيجي تقريبا كل يوم الجامعه وبتقعد تتباهي بيه قدامنا.
ليرفع شهاب سبابته بالقرب من وجهها قائلا بحزم
=أنا مبحبش كده...مش علشان انتي وهي علي خلاف...تقعد تلمحي بحاجات ملهاش معني...في الاول والاخر هوابن خالتها...زى ما أنا ابن عمتها.
ليستطرد قائلا
=ابن عمتها حاليا...ومبقولش غير كده عارفه ليه...علشان أنا لسه ما اتقدمتش خطوة في علاقتي أنا وهي...واللي بعمله دلوقتي...حقي عليها كأخ مش أكتر.
لتنظر غاده الي الجانب الاخر قائله بأسف
=أنا أسفه ليك...وليها...وأوعدك اني من هنا ورايح...معنتش هحتك بيها...ولا هدوس لها علي طرف...ولا هتكلم معاها...أنا فعلا اتجاوزت حدودي.

خرجت في هذه الاثناء من الغرفه بعد ان قامت بغسل وجهها والاستماع الي ما دار بين غاده وشهاب فانتفضت بضيق قائله
=لا يا غاده...انتي متجاوزتيش حدودك...انتي قلتي اللي بيحصل كل يوم في الجامعه...كل يوم شريف بيجي وبياخدها يتفسحوا سوا...ولولا ماما بتعطلهم كل يوم
انتبهت غاده علي خروج والداتها من المطبخ فانتفضت تأخذ منها الاطباق قائله
=عنك يا ماما...معلش انشغلت مع حوريه...ونسيت أجي أساعدك...يالا يا حوريه تعالي نحضر الطربيزة...علشان نلحق ناكل قبل ما تروحوا.
لتبتسم زهيرة ابتسامه خافته وهي تقول
=اقعد يا بني...تعبناك معانا النهارده...واتاخرنا عليك في تحضير الاكل...معلش اعذرنا..هما البنات دول كده لما بيتلموا علي بعض بينسوا نفسهم.
ليجلس شهاب في حاله شرود بسبب غاده وردود أفعالها نحوه ولما هو يشغل باله برده أفعالها..

لتدلف غاده الي المطبخ تضع يدها علي قلبها تصارح بمشاعرها الي حوريه قائله
=أنا لي حظى وحش كده يا حوريه...هو أناعملت حاجه وحشه في حياتي...أنا اتولدت لقيت الدنيا رفضاني بدايه من ابويا لغايه أخوكي...أنا مقهورة أوى يا حوريه اني بحب الحب ده كله وهو مش حاسس.
لتحتضنها حوريه تربت علي ظهرها قائله
=اسمعي مني يا غاده...شهاب ليكي...مهما ان حصل..خالي مش هيسمح ليه يكمل مع ثراء...شريف نفسه هياخد ثراء غصبن عنه...حتي لو مقدروش شهاب مش هيستحمل ثراء.
خرجت غاده من أحضان حوريه قائله بحزن
=عارفه...وساعتها مش هيلاقي غيرى...علشان برضي بقليلي...مش كده يا حوريه...ده اللي قصدك عليه...يعني أخر حاجه هيبص لها شهاب بعد ما تضيع منه ثراء.
ليتقطع نواط قلب حوريه علي صديقتها غاده وتقول
=ولو كلامك صح...هتستسلمي زى ما عملتي أخر مرة كنتي عندنا...ولا هتحاربي وتاخديه...وتثبتي له انك قويه بحبه...وهدافعي عن حقك فيه.
لتمسح غاده علي وجهها قائله بحزم
=هدافع عنه وعن حبي ليه...بس لو جه عليا في يوم من الايام يا حوريه...صدقيني همحي من ذاكرتي اني حبيته في يوم من الايام...حتي لو كنت مجوزاها ومخلفه من عشر عيال.
لتبتسم حوريه ابتسامه انتصار علي رده فعل غاده عازمه أمرها ان تساعد صديقتها في النيل والفوز بحبها.
☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
علي الجانب الاخر عند ثراء وشريف ...وجد شريف ثراء تغمرها السعاده الكامله حيث كان لا ينقص أي طلب عنها تطلبه فابتسم بخبث قائلا
=أنا مبسوط جدا يا ثراء علشانك مبسوطه....انتي اتخلقتي علشان تبسطي وبس...وأكيد كل يوم بتنامي سعيده...لأنك تستحقي السعاده
لوت ثراء شفتيها بتذمر قائله
=مش كل يوم بنام مبسوطه...ساعات بنام متغاظه ومتعصبه ومقهورة....متفكرنيش ياريتني فعلا زى ما بتقول أنا مرتاحه كل يوم.
نظر الي عينيها وسألها بحنان مصطنع قائلا

=ليه يا ثراء بتنامي مقهورة....ده حتي عم ذكي مش حارمك من حاجه...مين اللي بيعمل فيكي كده؟
تنهدت ثراء وزفرت بحنق قائله
=لما بخرج مع شهاب...كل حاجه عيب لا حرام لا مينفعش..لا ده فوق قدراتي...لا مقدرش...مادياتي لا تسمح...حاجه اوفر...رغم ان أنا اللي بقوله نخرج بس بندم بعدها.
جز شريف علي أسنانه حيث تأكد من كذب ذكي فردد قائلا بهدوء مصطنع وهو يرفع كتفيه بلامبالاه قائلا
=خلاص بلاش تطلبي منه تخرجي معاه...أنا لسه قايل ليكي انتي مخلوقه للسعاده....مفيش واحده بمواصفاتك تتغصب علي واحد زى ده.
نفخت بضيق قائله
=يعني أعمل ايه بس يا شريف...ده لولا النهارده ان عمتي بلغتني انه عنده شغل كتير كان فاتي مدبسه في خروجه سكه من خروجاته...
ابتسم شريف بخبث قائلا
=سيبي الموضوع ده عليا أنا....دلوقتي عايزك تبسطي وبس...وأنا هتصرف.اه علي فكرة هجيلك بكره بعد المحاضرات وهيبقا أحلي من النهارده.
انفرجت أساريرها لأنه سيأتي ويعتقها من امر خروجها مع شهاب.

🆕🆕🆕🆕🆕🆕🆕🆕🆕🆕🆕🆕🆕🆕
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
بعد تناولهم للغذاء مع غاده رجعا شهاب وحوريه والتي تتضايقت من ترك شهاب لها والذهاب الي خالها...ذهب شهاب الي منزل خاله ليعاتبه علي ترك ثراء في هذا الوقت مع ابن خالتها...دلف شهاب ليجد ذكي يجلس بأريحيه شديده غير مبالي بعدم وجود ابنته..فألقي السلام ليستغرب علي ترحيب ذكي له قائلا
=أهلايا شهاب...نورتني يا ابني...والله كويس انك جيت....علي الاقل تسليني...علي بال ما ثراء ترجع...لأحسن أنا الملل قتلني...مش عارف لما تتجوز ثراء هعمل ايه لوحدي
هتف له شهاب بسخريه معاتبا له قائلا
=أنا ميت مرة يا خالي...قلتلك متعطيش لثراء مطلق الحريه...لدرجه انها تتأخر علي الرجوع بالشكل ده...حتي لو مع ابن خالتها...طالما مفيش بينهم ارتباط رسمي.
ليرد ذكي مبتسما ابتسامه نصر قائلا
=انت عارف أنا مربي ثراء ازاي...فاطمن وثق فيها...بلاش حته الشك اللي أبوك قرف أمك بيها دي...ولو علشان الخروج مع شريف...ما هي بتخرج معاك انتي كمان ولا ايه؟
جز شهاب علي أسنانه قائلا
=بنتك لما بتخرج معايا...بيبقا باصرار منها...وعلي فكرة...أنا مش شريف ولا عمرى هبقي زيه...ولا خروجاتي زى خروجات شريف.
جاءت الفرصه لذكي ليشعر شهاب بالقله فقال
=طبعا خروجاتك مش زى خروجات شريف...لذلك هي بتتأخر معاه أكتر منك....وبترجع مبسوطه وطايرة من الفرح...لأنه معندوش في قاموسه كلمه ...لا... زيك.
شهاب بتضايق قائلا
=لو هي فعلا بتعجبها خروجاته أكتر مني...يبقا خلصت يا خالي...ابقي خليها تخرج معاه...ويضيعها...بس متبقاش تندم يا خالي...علي اللي ممكن يعمله فيها.
ليبتسم ذكي بخبث قائلا
=لا متقلقش...شريف ابن ناس...وابن خالتها كمان...وبعدين متنساش ان روحنا في ايديه...فبلاش بقا تصرفات منك...تضيعنا ...انا عارف أنا بعمل ايه كويس.
تضايق شهاب أكثر وأكثر وارتفع منسوب غليان الدم في رأسه وعزم أمره علي الرحيل قبل أن تأتي ثراء وشريف ويتجاوز معهم ما يمكن تجاوزه...أما عن ذكي انفرجت أساريره علي ما حدث من توصيل شهاب الي هذه الحاله.
👁️👁️👁️👁️👁️👁️👁️👁️👁️👁️👁️👁️👁️👁️
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
في ظهيرة اليوم التالي انهي شهاب كافه اعماله مسرعا لايجلاب حوريه وثراء من الجامعه...وصل بسيارته الضئيله الي الجامعه...ووقف مستندا علي حافتها ينتظرهم...بحث في أعين البنات جميعا ليراهم. متشابهين في المظهر والثياب ..ولكن لفت أنظاره زى لفتاه محتشمه...حيث كانت ترتدي بدله كلاسيكيه بنيه اللون ..بعكس كل البنات الذين يرتدون البناطيل الضيقه والكنزات القصيرة...رفع أنظاره ليجدها غاده باشراقاتها وشعرها الملموم علي شكل كعكعه مرتبه...واللذي لم يراه مفرودا في تلك المرات التي قابلها فيها...استعجب لهندامها...حيث أنه لم يجدها في المرات القليله التي رأها فيهم ترتدي شئ خليع...أثناء تأمله اليها...كان يشرق وجهها يابتسامه جذبته وسحرته وجعلته يفتتن بها..ولكن سرعان ماان تحولت هذه الابتسامه المشرقه الي عبوس عندما علمت بوجوده...ليندهش علي تصرفها هذا...ويستنتج انه بسبب تعنيفه لها في اطار حديثها عن ثراء...تقدم من الثلاث فتيات وهو مثبت نظره علي غاده غافلا عن الاعين الحقوده التي تكاد تلتهم نظراته الي غاده
ليقول بسخاء وسعاده غير عاديه حتي أنه تفاجئ من نفسه
=أنا حظى حلو...وصلت قبل ما تخرجوا أهو....كنت خايف أتأخر عليكم...تركبوا مواصلات..والجو النهارده حر عليكم جدا...شفتوا انا كريم ازاى.
ليستمع لصوت بغيض من خلفه يتحدث بسخريه قائلا
=لا والله يا شهاب طول عمرك كريم...بس يا خسارة...عربيتك صغيرة...مش هتكفي التلات بنات...أنا رأيي تاخد اللي يخصك بس...وأنا أخد الباقي.
لترد عليهم غاده جميعا بكبرياء واضح في شخصيتها
=أنا هركب مواصلات يا أستاذ شريف...وكده تبقي المشكله اتحلت...وعربيتك يا أستاذ شهاب هتكفي...تاخد اللي يخصك فيها...وأعتقد اني مأخصش حد فيكم...عن اذنكم.
ليتحدث شهاب بصوت حازم أوقفها وأوقف معه دقات قلبها وهو يقول
=استني يا أنسه غاده...لما أرد علي الباشا شريف طالما اتكلم.
ثم وجه أنظاره الي شريف بخبث قائلا
=..مفيش حاجه يا شريف...اسمها تخصك ولا تخصني...أنا جيت الاول يبقا يركبوا معايا.
ليتحث شريف بغضب قائلا
=هي مسابقه يا شهاب مين يجي الاول...وبعدين أنا قلت كده...لاني متفق مع ثراء انها هتتغدا معايا النهارده...أما الباقيين مليش ليا حكم عليهم.
ارتفعت أنظار شهاب الي ثراء اللامباليه فارتبكت قائله
=ايه يا شيبو...مكنتش أعرف انك جاي...وطنط فريال اتصلت عليا وقالت انك عندك شغل...وهو كان متفق معايا من امبارح...ومع ذلك متزعلش مني.
ثم غمزت الي شريف قائله
=..خلاص يا شريف نأجلها لوقت تاني.
ليرد شريف في محاوله لاثارة غيظ شهاب قائلا
=انتي نسيتي يا ثراؤ...مش انتي قلتي امبارح...ابقي تعالي بدرى شويه...قبل ما شهاب يجي ويشبط فيا...وياخدني معاه...وأنا مش عايزة.
لتندهش ثراء من كذب شريف وتبتلع ريقها قائله
=أنااا...جايز قلت كده...بس نسيت...وبعدين يا شريف...الجايات أكتر من الريحات...بكره ان شاء الله..وبعدين هانت هناخد الاجازة وهسافر معاك لانطي.
ليشعر شهاب بالغيظ اثر ذكرها لموضوع سفرها الي خالتها فينتفض قائلا
=اه الظاهر في حاجات كتير يا ثراء أنا معرفهاش...خروج وفسح وسهرات وسفريات واتفاقيات...طب مدام كده...ليه بتخليني أتعب نفسي وأجي.
لتجدها حوريه فرصه وترد قائله
=أنا قلتلك يا شهاب ...وانت كنت شايل همها امبارح واحنا قاعدين بناكل عند غاده...وبالك مشغول عليها.
ليقوم شهاب بتوبيخ حوريه قائلا
=ايه اللي انتي بتقوليه ده يا حوريه...وده مكانه أو وقته...انتي مش شايفه احنا واقفين فين؟
زفرت حوريه بحنق قائله
=ما هو بصراحه بقا الحورات دي بقت أوفر أوى.
لترتفع أنظار ثراء وشريف اليه ويجدها شريف فرصه للتوقيع بين ثراء وشهاب قائلا
=سمعتي اللي أنا سمعته يا ثراء...البيه اللي كنتي خايفه انه يزعل لما يعرف انك خرجتي معايا امبارح...الباشا كان عند غاده هانم...غاده المحترمه.
ليمسكه شهاب من تلابيه قائلا بعنف
=انت مين...علشان تتكلم علي بنات الناس...وتخوض في أعراضهم بالشكل ده...اللي بتتكلم عنها دي فعلا محترمه وأحسن منك...أنا كنت هناك بجيب أختي.
ليقول له شريف بغيظ
=وهو لما انت رايح تجيب أختك.....ايه اللي طلعك ...لا وقعدت كمان واتغديت....دي مش حجه بقا تجيب أختك من هناك...ولا ايه يا شهاب.
لتزيح ثراء شهاب من فوق شريف حتي لا يقتله فهي تعلم حاله شهاب الغاضبه الي اين توصله ونظرت له بعتاب قائله
=سيبه يا شهاب...هو مغلطش...ولا زعلت اني عرفت..عموما مش فارقه معايا انك كنت عندها ولا لا...أنا واثقه فيك كويس...اللي استغربته انك عاتبتني الصبح لما خرجت معاه...ومعرفتنيش انك كنت في بيتهم امبارح.
ليرد شهاب بنفاذ صبر قائلا
=أقولك ايه يا ثراء...هو أنا كنت بايت لا سمح الله عندهم...أنا كنت رايح أجيب حوريه...والست والداتها أصرت أتعشي معاهم...قلت فرصه أعتذر لغاده علي اللي سيادتك عملتيه معاها أخر مرة.
لترفع غاده أنظارها اليه بتحدي قائله
=محصلش...انت معتذرتش...بالعكس انت كان فاضل شويه وتخليني أتصل بالهانم وأعتذرلها...بس علي فكرة ده عمره ما هيحصل...مش انا اللي أعملها.
ابتسمت ثراء بكبرياء قائله
=ومين قالك اني عايزاكي تعمليها...كفايه عندي...ان شهاب عرفك انك غلطانه...وأنا بعد اللي عمله شيبو...معدش فيه حاجه تفرق بالنسبه ليا.

لترد عليها حوريه بغيظ قائله
=وانتي من امتي بيفرق معاكي حاجه أصلا...ما انتي علي طول بدوسي علي الخلق ولا يهمك...يا شيخه ده انتي خنيقه...أنا عارفه شهاب عاجبه فيكي ايه.
لتبتسم ثراء بخبث قائله
=انتي زعلانه ليه...اذا كان غاده بنفسها اعترفت انه فهمها انها غلطت علشان اتكلمت في حقي...تيجي انتي وتعملي فيا كده..مكنش العشم يا بنت عمتي.
لينظر شهاب الي غاده الصامته يحاول توضيح لها الامر الخاطئ الذي يدور بعقلها قائلا
=غاده علي فكرة انتي بتفهمي غلط...وفهمك الغلط ده...بيبوظ حاجات كتير...وعلي فكرة انا اعتذرت...اضايقت منك بس في لحظه لما اتكلمتي علي ثراء.
ليبتسم شريف بسخريه غامزا الي ثراء يقول
=دي المياه ماشيه من تحت رجليكي يا ثراء...اعتذرات...وناس بتتكلم عليكي...بس الشهاده لله ...شهاب ما سابش غاده غير لما أقنعها ان متعملش كده تاني.
لترتفع أنظار شهاب لشريف قائلا
=أنا مش فاهم انت عايز توصل لايه بالظبط يا شريف...مالك انت بيا ...أروح لمين ولا أقعد مع مين...ولا اتكلم مع مين...كنت واصي عليا مثلا.
تنهدت ثراء قائله
=مش فاهم ازاي يعني يا شهاب...انت كل ده مش حاسس انك غلطت في حقي...لما تقعد تعتذر بالنيابه عني...وأنا مغلطتش في حاجه...غير اني قولتلها تروح علشان متتأخرش.
اندهش شهاب لما تتفوه ثراء قائلا
=علي أساس انك قولتيلها كده بس...ومكنش قصدك حاجه...احنا هنستعبط يا ثراء...أنا قلتلك انك غلطانه...وفي أقرب فرصه اعتذري ليها.
لترد عليه ثراء قائله
=وأنا فعلا كنت ناويه أعمل زى ما انت قلت يا شيبو...بس هي مجتش الجامعه من يومها...وحاولت أخد رقمها من حوريه مرضيتش...وقالتلي انها مش هتقبل اعتذارى.
لينظر اليها شهاب بعتاب قائلا
=والنهارده يا ثراء حاولتي...ولا قولتي خلاص...هي بقالها كتير مبتجيش...بلاش أفكرها واتعامل معاها عادي...لأحسن تفتكر وتزعل.
لتجد رده فرصه لها فردت قائله
=بالظبط...يا شيبو...خفت لأفكرها...وترجع تزعل مني تاني...بس الظاهر ان قلبها أسود...ومبتنساش...ياريتني كنت اعتذرت ليها وخلصت.
ليبتسم شريف بخبث قائلا
=ياريت يا ثراء...كنا خلصنا من محكمه الاسرة دي...وبعدين يا ثراء...طول عمرك بنت ذوق وشيك وبتفهمي...مش زى ناس بتاخدي وضع الهجوم ديما.
لتتأفف حوريه قائله
=جرى ايه يا عم شريف الظريف...قصدك علي مين يا عم انت...ما تبطل تلقيح...لاحسن وايمانات المسلمين ما حد هيسكت ليك ...وهتشوف الدبش اللي علي أصوله.
لتتحدث غاده قائله بغيظ
=هو مش قصده عليكي يا حوريه...هو قصده عليا أنا..معلش يا أستاذ شريف..انا معرفش أكون ذوق وشيك..مع واحد سرق رقمي وبيعاكسني بيه في أنصاص الليالي.
لتتعالي ضحكات شريف قائلا
=جرى ايه يا غاده...ده انت زى ما ثراء بتقول عليكي بالظبط...بيحصلك تهيؤات...ده بيبصلي...ده بيعاكسني...ده بيحبني...ده بيتمناني.
لتتعالي ضحكات ثراء هي الاخرى قائله
=يخرب عقلك يا شريف...ضحكتني وأنا مليش نفس أضحك...بس ده تحليل محصلش...يالا ربنا يهدي...معلش الحرمان صعب أوى...
ليرفع شهاب سبابته الي ثراء قائلا
=كفايه يا ثراء...لحد هنا وكفايه...أظن عيب أوى الكلام اللي بتقوليه ده...وزى ما قلتلها امبارح انه عيب تتكلم عليكي...بقولك انتي كمان نفس كلامي.
لتهتف غاده بصوت مرتفع قائله
=يا سلام...والله حسيت اني في مسلسل هندي...وأنا بطلته...وبسم الله ما شاء الله... في أقلام كتير...وأنا عماله أخد قلم ورا التاني...بس الحق مش عليكم.
لينظر اليها شهاب بقوة ويوقفها عن تكمله حديثها قائلا
=انتي مغلطيش علي فكرة يا أنسه غاده...وأنا بالنيابه عن الكل بعتذرلك للمرة التانيه...حقك عليا...الظاهر ان مكنش عندي حق...وحسبتها غلط.
لتجاوبه غاده بكل ثقه قائله
=أنا بقا غيرك حسبتها صح علشان معنديش وقت للندم.
ليندم شهاب علي تجريحها قائلا
=انتي ما شاء الله عليكي يا أنسه غاده ...مش محتاجه تندمي...وبتقدرى تحسسي اللي قدامك انك صح ديما..
لترد غاده بتحدي
=لا يا أستاذ شهاب...مش كده وبس..أنا مغلطش في حقكم...علشان مبقاش ندمانه ومديونه لحد فيكم باعتذار.

نظر الي ثراء بثقه قائلا
=أنا قلت فعلا انك مش مديونه لحد باعتذار...بس معلش أنا واثق ان ثراء هي اللي هتعتذرلك....
لتقف ثراء بجواره قائله
=شيبو...انت عارفني مقدرش أرفض لك طلب...رغم انه هيبقي غصبن عني...بس هعمله علشان خاطرك...وعلشان هي فعلا تعرف اني أحسن منها.
ارتفع صوت حوريه بقوة قائله
=شهاب..بجد حرام عليك اللي بتعمله ده...انت من كل عقلك مصدق الحيه اللي واقفه جمبك...علي أساس انها مغلطتش وقدامك كمان..لا كده كتير.
أغمض شهاب عينيه بغضب قائلا
=انتي مش سامعه بودانك يا حوريه.. انها هتعتذر لغاده..
لتضع غاده يدها علي صدرها من الضيق وهي تقول
=حوريه...أنا عايزة أمشي...من فضلك وقفي ليا تاكسي..مش قادرة أقف أكتر من كده...رجلي نملت ودماغي لفت...ونفسي غمت عليا من الشمس.
ليبتسم شريف بخبث قائلا
=نفسك غمه عليكي...ي ختاااي لتكوني...ولا بلاش...اللهم استر علي ولايانا...ما بلاش تمثيل بقا علينا يا غاده..مش حلو في حقك اللي بتعمليه ده.
لترد عليه حوريه بضيق قائله
=انت ايه...انت استحاله تكون بني أدم...انت واطي وحقير...وأهلك معرفوش يربوك...انت ايه اللي جابك أصلا وايه اللي موقفك معانا...
ليبتسم شريف بخبث قائلا
=أنا واقف مع بنت خالتي...اللي هتيجي تروح معايا..أصل مش معقول شيبو يسيب الانسه غاده بالوضع ده تروح في تاكسي وهو موجود.
لتشهق حوريه عندما رأت غاده سقطت علي الارض في حاله غيبوبه وتقول
=انت السبب...فوقي يا غاده علشان خاطرى... أرجوكي...شهاب أرجوك شيلها معايا بسرعه نروح أقرب مستشفي...دي محتاجه محاليل بسرعه.
كاد أن يحملها وفقا لرغبه حوريه ولكن منع نفسه عن هذه الفعله لتدنيه فأشار الي حوريه والي ثراء قائلا بلهجه أمره
=انتي شيليها من ناحيه وثراء من ناحيه...وأنا هفتح لكم باب العربيه من ورا...وهدور العربيه...يالا يا ثراء..مش وقت عناد...بسرعه شيليها.
لتستسلم ثراء الي طلبه وتحملها مع حوريه التي جلست بجوار صديقتها وتتقدم ثراء بالجلوس بجوار شهاب ولكن التقطها شريف لسيارته قائلا
=ثراء...سيبك منهم..مش بعد اللي عملته معاكي الزباله دي...واللي قالته عليكي...تروحي معاهم..انتي تستاهلي سهرة حلوة...قصاد التعب النفسي اللي شفتيه النهارده
لتستسلم ثراء لرغبه شريف وتذهب معه وهي تنظر الي شهاب الذي لم يعيرها اهتمام منطلقا الي المشفي لاسعاف غاده.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
...ذهبوا الي المشفي وخضعت غاده للكشف في حجرة الاستقبال.وهو وحوريه منتظرين بالخارج...وحوريه تعدو الممر ذهابا وايابا قلقه علي صديقتها قائله
=علي الله تكون انبسطت انت وثراء...الا صحيح هي فين دلوقتي...هقولك أنا ..هي مش هتقدر تكمل معانا اليوم..علشان كده هربت مع شريف.
ليتحدث شهاب بهدوء قائلا
=أنا فعلا غلطت في حق غاده...بس صدقيني مش عارف ...ليه كلامها بيستفزني...يمكن لانه حقيقه...مش عارف...أوعدك يا حوريه...نطمن عليها بس وأنا مش هحتك بيها تاني.
خرج الطبيب ليطمأنهم ودلفوا ليجدوها في حاله قويه تتحدث اليهم وهي ناظرة الي شهاب بقوة قائله
=أنا متشكرة ليكم بجد...وعلي فكرة أنا مكنتش بمثل زى ما شريف قال...أنا فعلا جالي هبوط..لدرجه اني قبلها حسيت ان محدش ممكن يلحقني.
ليرد شهاب بهدوء وبصوت ضعيف يحمل في طياته الندم قائلا
=وأنا مصدقك يا غاده...وبعتذرلك علي طريقتي معاك...أوعدك انها مش هتكرر تاني...أرجوكي سامحيني...انا ندمان اني اتعاملت معاكي كده.
لترد عليه بصوت متعب تريد فيه انهاء كل ما حدث ونسيانه قائله
=انا كمان أسفه ليك...وشكرا علي تعبكم معايا...معلش خرجوني من هنا بعد المحلول...ووصلوني لماما...وياريت محدش يقولها علشان هي مش ناقصه.
انتهت غاده من تناول المحلول ونهضت برفق تسندها حوريه وتدلفها الي السيارة الخاصه بشهاب لينطلق به الي منزل غاده...لاستكمال راحتها..وضعت غاده رأسها علي زجاج السيارة لتتجاذب معها حوريه أطراف الحديث حتي لا تغيب عن الوعي مرة أخرى...احتضنتها حوريه بحنان قائله
=مش قلت ليك ميت مرة يا غاده...متخرجيش من البيت من غير فطار...ده حتي في الكليه بترفضي تاكلي معايا...نفسي أعرف انتي بتاكلي امتي بالظبط.
لترتفع أنظار غاده الي شهاب الذي يتطلع اليهم من مراءة السيارة وتتحدث بصعوبه قائله
=مش بيجيلي نفس أصلا أكل حاجه قبل الضهر...وبعدين مش كل الدنيا أكل...ومش بحب اكل وانا مضايقه او زعلانه بس ببقا مضطرة علشان ماما..
لتربت حوريه علي كتفيها وتمسدهم بحنان قائله
=عارفه يا اختي عارفه...بس كفايه بقا...انتي كده هتختفي...وبعد ما كنت أحلي عود فين...محدش هيرضي يبص ليك...وهتعنسي وتعنسيني معاكي.
لتنظر اليها غاده بابتسامه خافته وهي تقول
= وده وقته.
لترفع حوريه حاجبيها وتراقصهم لغاده بغيظ قائله
=لا بقا دا انا لازم أستفزك كل شويه علشان أضحكك وأخرجك من المود الفظيع اللي بتكوني فيه ده..ما تتجوزى بقا يا غاده...وتفكي عقدتي.
لتهز غاده رأسها بيأس من كلمات حوريه ولتنظر اليها بسخريه
لتتعالي ضحكات حوريه قائله
=لازم ولا بد وحتما تتجوزى الاول...انتي الكبيرة يا أوختي...لازم تتجوزى وأمسكلك ديل الفستان...وبعدين أفكر ان كنت أوافق علي أي حد ولا اربي عيالك.
لتضع غاده يدها علي رأسها قائله بسخريه
=انتي لسعه
لتضحك حوريه لدرجه أن أعينها أدمعت كثيرا من الضحك قائله بمرح
=أنا يا غاده لسعه...ده أنا منعطف تاريخي لن يتكرر..
لتربت غاده علي يد حوريه بامتنان قائله
=ربنا يباركلي فيكي يا حوريه...مش عارفه أنا من غيرك كنت عملت ايه..وقال راحه أدور علي اخواتي الصبيان...وأنا عندي أجمل أخت في الدنيا.

نظرت حوريه الي شهاب بخبث وجدته يتابع حديثهم في خلسه وصمت تام....كان عقله يقوم بمناورات وعقد مقارنات بين ثراء وغاده بدايه من المظهر واللباس...مظهر ولباس غاده محتشم..أما ثراء حاول معها مرار وتكرار أن تعتدل في ملابسها وطريقه فردها لشعرها وهي تأبه أن تستمع له...وافراطها الدائم في وضع مساحيق التجميل...أما غاده جمالها طبيعي لا يحتاج الي أي شئ...أيضا عقد عقله مقارنه في الصدق والثقه والقوة...تكمن قوة غاده في ثقتها بنفسها رغم صعوبات حياتها....صادقه في قول كل شئ....بدأ يتذكر حوار خاله عن هيئه ثراء وهي عائده من خروجها مع شريف...انتبه الي كذبها عندما واعدت شريف أن يأتي لها الي الجامعه ويسبقه لكي يتنعم معه بنزهه تبهجهها ولكن ما سر تمسك ثراء به اليوم ومرواغه شريف ولما بالأخير تركته وذهبت مع شريف...وماسر عقده لهذه المقارنه ...تفاجئ من نفسه وهو يفكر في هذه المواقف ليتحدث لنفسه قائلا
=لا مش معقول....مش معقول أكون بفكر فيها بالشكل ده....مستحيل
انتبهت غاده لنظرات من خلال مراءة السيارة لتحدث نفسها قائله
=ايه ده هو بيبص ليا كده ليه...يا ترى بيفكر في ايه بالظبط...معقول يكون بيفكر فيا؟
لتجده يبتسم بخفوت ويستكمل حديثه مع نفسه قائلا
=الظاهر ان أنا انجذبت ليها...بس أنا لازم أظبط نفسي...حرام عليا أعلقها بحبال الهوا الدايبه.
تنهدت غاده تنهيده بسيطه قائله
=متضحكيش علي نفسك يا غاده...أكيد بيفكر في تراء وأكيد كان نفسه تكون معاه دلوقتي...وتلاقيه سرحان ازاي هيصالحها.
ردد شهاب في نفسه سؤال لم يعرف اجابته
=يا ترى هقدر أظبط نفسي وأشيلك من دماغي...ولا مش هقدر...ويا ترى نصيبك هيكون معايا عامل ازاي.
وجدته يركز في عينيها أكثر من خلال المراءة فأغمضت عينيها بمرارة قائله
=أنا مينفعش أصبر أكتر من كده...أنا هبعد بس بالتدريج...وهختفي من غير ما حد يحس بيا.
قطعت حوريه الصمت بالسيارة قائله لشهاب بمكر
=ايه يا شيبو ساكت ليها مش بتاخد وتدي معانا بالكلام..هو احنا مزعلينك في حاجه...ولا مستغرب علي كلام غاده الحلو ليا...وان أختك مهمه.
لينتبه شهاب ويتطلع الي الطريق أمامه قائلا
=الطريق بس طويل يا حوريه...وبعدين انتي عارفه كويس...مش بحب أتكلم وأنا سايق..ذاتا مبحبش حد يتكلم وأنا سايق...بس انتي ما شاء الله مش بتفصلي.
لترد غاده بسخريه لاذعه قائله
=شفتي...أديكي ضايقتي حتي أخوكي...نامي يا حوريه...أصله بيقول الطريق طويل...تصدقي أنا أول مرة أعرف ان طريق بيتنا طويل.
ليرد شهاب بنفاذ صبر قائلا
=أنا مش قصدي حاجه يا أنسه غاده...مش كل مرة هتفهمي كلامي غلط...اليوم أصله حسيته طويل بكل الاحداث اللي مرينا بيها كلنا...فطبيعي ان أحس ان كل حاجه طويله.
لترد عليه حوريه وهي تتلاعب بأظفارها قائله
=عادي عادي عادي...ما أنا عادي أهو...ولا طويل ولا حاجه...انتوا بس الاتنين اللي أخدتوا كل حاجه علي أعصابكم...أنا لو منكم كنت ....
ولم تستكمل حديث حيث توقفت السيارة وتعالي صرير عجلاتها بشده وارتدت غاده لتنصدم رأسها بالكرسي أمامها فتضايقت غاده قائله
=مش تحاسب...ايه اللي انت عملته ده...هو أنا ناقصه...انا اللي فيا مكفيني...ومش مستحمله أي رجه لدماغي...وانتي يا حوريه...في بيتكم ابقي حاولي تستفزيه براحتك.
ليدير شهاب لها رأسه وهو يبتسم بسخريه قائلا
=وده كمان للأسف فهمتيه غلط...مش عارف انت فعلا ديما كده...ولا الصدف هي االلي بتعمل فيكي كده...عموما كان في قطه معديه اضطريت أقف علشانها.
لترفع حاجبيها جاحظه بعينيها ثم تخفضهم خجلا أسفه وهي تقول
=أسفه فكرتك اضايقت من كلام حوريه...وقلت أعرفها ان مفيش داعي تتكلم في الكلام ده وأنا معاكم...المرة دي بقا لعبت الصدفه معايا لعبتها.
لتلوى حوريه شفتيها بامتغاص قائله
=هو احنا مش هنخلص بقا من تفكيركم الغلط في بعض...اشمعنا انتم نفسي أفهم...الكميا بتاعت مخكم غريبه...مبتتفقش أبدا...بدها وصله شاحن.
ليبتسم شهاب بسخريه قائلا
=وصله شاحن...ولزومها ايه...كيميا مخي تتفق مع كيميا مخها...بالنهايه هي صاحبه أختي...وأنا أخو صاحبتها...فمفيش داعي لده كله.
لتنظر غاده الي حوريه بحرج قائله
=فعلا ملوش داعي...علي فكرة يا حوريه...انت النهارده بتقولى كلام ملوش لزوم تقوليه...كفايه بقا...علشان منزعلش من بعض أكتر من كده.
ليهز شهاب رأسه موافقا لحديث غاده قائلا
=بالظبط كده يا حوريه...انتي يمكن كنتي سبب رئيسي في اللي حصل النهارده...حاولي تظبطي لسانك قبل ما تتكلمي...واتعلمي من صاحبتك.
لتندم حوريه علي حديثها قائله
=أنا مقصدتش حاجه...انتو عارفين اني بحب أهزر كتير...وانتوا الاتنين أخدينها جد أوى....وبتقفشوا علي أهون سبب...قلت أفرفشكم شويه.
ليبتسم شهاب بسخريه قائلا
=احنا الاتنين أخدينها جد شويه...طب والله كويس انك أخدتي بالك..طب ما هو يا حوريه...في حاجه متفقين فيها احنا الاتنين..ولا ايه يا أنسه غاده.
لتتحدث غاده بخفوت قائله
=عندك حق...بس مش ديما الجد حلو..ولا الهزار حلو..كل حاجه وليها وقتها...بس ساعات الحياة تجبرك تعيش موقف جد في وقت هزار.
ليبتسم شهاب اليها وينبهر بحديثها قائلا
=علي فكرة انتي كلامك كله صح وموزون...تحسيه مختلف عن اي واحده في سنك بتتكلم...بس ياريت تفكيرك يبقا موزون زى كلامك.
لتزفر حانقا تقول له
=تاني يا شهاب...احممم...قصدي يا أستاذ شهاب...بتتكلم تاني علي تفكيرى...أنا بفكر تبع قلبي وأحاسيسي...وبعدين معلش التمس لي العذر شويه.
ليبتسم شهاب قائلا
=تاني وتالت ورابع...هفضل طول عمرى أقولك تفكيرك غلط..لغايه ما تصلحيه..ده لو كان لينا نصيب نشوف بعض بعد كده...ولا ايه يا حوريه؟
☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
وصلوا الي أسفل بنايتهم ونزلوا من السيارة لتتفاجئ غاده بوالداها الذي تقدم منها قائلا
=أنا دلوقتي فهمت لما سألتك عليكي فوق...الهانم أمك قعدت تلف وتدور عليا ليه...علشانك يا ست هانم بدورى وتلفي علي حل شعرك...
لتضع غاده يدها علي وجهها تمسحه بضيق قائله
=أنا دلوقتي عرفت أنا طالعه تفكيرى غلط لمين..بص يا والدي...دي حوريه الصاحبه الوحيده اللي ليا... ...وده أخوها شهاب النادي...أنا تعبت واغمي عليا قدام الجامعه وهما جابوني هنا.
شهاب تقدم بمصافحته قائلا
=أهلا بحضرتك...أنا أسف طبعا اني دي تكون أول مقابله ما بينا...كان نفسي نتقابل في ظروف أحسن من كده...زى ما أنسه غاده حكت لحضرتك.
ابتسم غانم بخبث اليه قائلا
=معلش يا ابني متزعلش مني...انت عارفه انها بنتي الوحيده علي الصبيان...وبخاف عليها...انت عندك مثلا...أختك أهي أكيد بتخاف عليها.
لتبتسم حوريه بخبث قائله
=أكيد طبعا يا عمو...شهاب بيخاف عليا...ومتابعيني زى ضله...لان بابا الله يرحمه بقا...لكن حضرتك ربنا يخليك لغاده...ويحميها ليك...وتفضل تحافظ عليها.
لتبتسم غاده بسخريه قائله
=اااه طبعا...بابا أينعم مطلق ماما...ومتجوز واحده تانيه...ومخلف صبيان كتير...اللي مش عارفه عددهم كام...بس أنا أفضل بنته الوحيده.
لتقوم حوريه باخراج غاده من هذا الموقف وتصعد بها حتي لا يقوم غانم بضربها أمامهم قائله
=تعالي يا غاده...انتي جسمك محتاج الراحه...تعالي اما أطلعك لطنط...فرصه أوصيها عليكي وعلي أكلك...اللي واضح انك مبتاكليش حاجه.
😋😋😋😋😋😋😋😋😋😋😋😋
#غلطه_وندم بقلم #مروة _محمد
لتصعد وتجد والداتها علي حافه بركان ينفجر قائلا
=يا اهلا بالهانم اللي لسه مشرفه دلوقتي...وأنا اللي قعت ألف وأدور علي أبوكي...علشان ميحسش انك مش موجوده...بس أهو أديه شافك.
لتجلس غاده بتعب وتضع حوريه يدها علي كتفي زهيرة قائله
=شاف ايه بس يا حاجه زهيرة...غاده أغمي عليها النهارده...واحنا أخدنها المستشفي علقنا ليها تحاليل..ولسه مخلصاهم ورجعنا علي طول.
نظرت زهيرةالي غاده بلهفه قائله
=مالك يا غاده...كده برضه يا غاده...قله الاكل تعمل فيكي كده...يا بنتي أنا مليش غيرك في الدنيا...علشان خاطرى يا غاده..اهتمي بنفسك أرجوكي.
لتضغط حوريه علي كتفي غاده بشده قائله
=لا من الناحيه دي طنط...أنا هعمل عليها كماشه أنا وحضرتك...دي متنزلش بعد كده من غير أكل...ولو حصل..مش هدخلها الكليه من غير ما تاكل.
لتهز زهيرة رأسها وتقول
=فكرة حلوة يا حوريه والله...وكويس انك هتساعديني فيها...ربنا يباركلنا فيكي يا حبيبتي...وتفضلي كده علي طول أخده بالك منها...ده زى أختك برضه.
لترد عليها حوريه قائلا
=زى أختي مين يا حاجه...دي أختي فعلا..اصل ماما مكنتش بتحب تخلف كتير...رغم ان بابا كان عايز,,,بس هقول ايه بقا كسرت بخاطرى ومجبتش ليا أخت.
لتربت زهيرة علي كتفي حوريه قائله
=ربنا يجبر بخاطرك يا بنتي...دخليها الاوضه...علي بال ما أغسل ايدي...وأحضر ليكم الغدا...علشان تأكليها بايديكي...انا مش بقدر عليها.
ليتناولا الغذاء فيما بينهم بمرح متناسين أمر شهاب بالاسفل والذي من كثرة ملله هاتف حوريه ليجد انها نست حقيبتها في السيارة مما اضطره الي الصعود لتفتح له زهيرة قائلا وهي تضع يدها علي شفتيها تؤنب نفسها قائله
=ياااه يا شهاب...والله أنا نسيتك...ونسيت انك تحت... غاده قلقتني عليها...خليتني بقا مخي يروح في حته تانيه...معلش يا شهاب اعذرني.
ليبتسم شهاب بخفوت قائلا
=مقدر حضرتك..وقلقك عليها...وعارف ان حوريه روحها فيها...وبتنسي نفسها وهي معاها...معلش اندهيلي حوريه لان الوقت اتاخر .
لتعترض زهيرة قائله
=أبدا...لازم تتغدي علي بال ما حوريه تجهز وتنزل معاك...مش معقوله بعد اللي عملته ده كله..متتغداش معانا..ده كتر خيرك والله...ربنا يبارك فيك.
كاد شهاب يرد عليها الا انه وجد غاده تخرج من الغرفه هي وحوريه فابتسم لها وتنهد براحه بعد رؤيته لها وحالتها متحسنه نوعا ما...فتحدث بصوت حنون قائلا
=أنا شايف ان حوريه والمحلول وأكل مامتك عملوا مفعول حلو أوى
كادت أن ترد بسعاده ولكن أتاه اتصالا من والداته ليرد عليها محاولا تهدئتها قائلا
=يا ما ما ما خلاص بقا...والله هاجي وها أصالحها...أنا مليش بركه الاهي..وهي عارفه كده كويس...أرجوكي يا ماما هديها علي بال ما أجيلها...وحضريلنا أكل نتعشي سوا مع بعض.
رد بسيط منه لمحاوله ارضاء والداته وثراء جرح مقابله قلب غاده وزهيرة التي كانت تعلم جيدا بمدي حب ابنتها له.
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق