القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

سكريبت أمنية ضائعة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم ديانا ماريا حصريه

 سكريبت أمنية ضائعة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم ديانا ماريا حصريه





 سكريبت أمنية ضائعة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم ديانا ماريا حصريه



ده مجموع تجيبيه يا فاشلة! أُمال لو مش بتاخدي دروس بأد كدة وخصوصي كمان! يعني إحنا نصرف دم قلبنا عليكي وأنتِ جايبة لنا المجموع اللي زي الزفت ده!


ضمت أيدها بغضب وقالت وهي بتبص حواليها بتفكير: طب هنقول للناس إيه! هنواجههم إزاي وأقولهم الحيلة الخيبة جايبة لنا مجموع زي ده! ده أنا حتى بتكبر على أم سلمى لأن بنتها دخلت كلية آداب دلوقتي هبص في وشها إزاي!


كانت قاعدة باصة قدامها بتوهان، في عالم لوحدها بتحاول تستوعب وتصدق اللي بيحصل، النتيجة مرمية قدامها على الترابيزة بس هي مش شايفة حاجة، مش مصدقة أنها بعد كل اللي عملته مجابتش مجموع زي ما متوقعة رغم أنها عملت كل حاجة علشان تجيب مجموع وتفرحها وترضيها بأي شكل، بعدت عن كل صحابها ومبقتش ترد حتى على أقرب صاحبة ليها، بعدت عن الكل، اختفت تماماً وركزت كل جهدها وحياتها لأمر واحد بس، تجيب مجموع علشان ترضي أهلها بس في الآخر فشلت!


كانت آمال (والدة ود) واقفة عمالة تفكر هتعمل إيه في المصيبة اللي وقعت فيها لحد ما خدت بالها أنه ود قاعدة ساكتة وهادية وده استفزها فراحت لها ومسكتها من دراعها قومتها وهي بتزعق بسخط: إيه البرود اللي أنتِ فيه ده! اللي يشوفك يقول طالعة من الأوائل!


دخل والدها (هشام) في اللحظة دي وقال باستغراب: فيه إيه يا آمال إيه الزعيق ده كله؟ سامعكم من على السلم.


سابت آمال دراع ود وقالت بقهر وهي بتشاور عليها: تعالى ياخويا شوف خيبة الأمل الكبيرة! بنتك اللي صرفنا عليها دم قلبنا وضيعنا عليها اللي جاي واللي رايح في الآخر جايبة 72%!


اتصدم هشام وبصلها وقال بعدم تصديق: إيه ده يا ود! ليه كدة؟ ده....ده اللي قدرتي عليه؟


راح قعد على الكنبة وقال بخيبة أمل: يلا أهو حظنا ونصيبنا هناخد إيه غيره!


رفعت ود عيونها لوالدها كأن دي الحاجة اللي فوقتها من اللي هي فيه ورجعت إحساسها تاني، عيونها اللي خالية من أي إحساس اتجمعت فيها الدموع بس منزلتش ولا دمعة وخيبة الأمل والزعل بيتعمقوا جواها وهي شايفة أنه آخر أمل ليها بيسيبها لوحدها، كانت فاكرة على الأقل والدها هيقول أي حاجة، هيدافع عنها ولو لمرة لكن كالعادة حتى وهو مش بيزعق كلامه ووقوفه بعيد عنها كأنه طعنة في قلبها.


اتجننت آمال من برود هشام إزاي مش حاسس بالمصيبة اللي هما فيها، سابت ود وراحت وقفت قدامه: أنت هتشلني! أنت مش حاسس باللي إحنا فيه؟ إيه البرود بتاعك ده!


زفر هشام بملل وقال بنبرة زهق: عايزاني أعمل إيه يعني؟ ولا عجبك صوتك العالي والفضايح اللي وصلت للجيران؟


حرك إيده  بعصبية ناحية ود وكمل: خلاص كنا متأملين تجيب مجموع واهي فشلت هنعمل إيه يعني!


ساعتها ود مقدرتش تستحمل الكلام أكتر من كدة وجريت على أوضتها، كان نفسها تعيط بس مش عارفة فيه حاجة جواها مش مطوعاها، كان نفسها تصرخ أو تشكي لحد بس هتشكي لمين؟ بصت لموبايلها بحسرة وهي بتفتكر صاحبتها اللي كانت أقرب حد ليها وإزاي خسرتها بس علشان ترضي مامتها اللي عمرها ما كانت راضية عنها أبدا.


حطت ايديها الاتنين على قلبها وكأنها مسكاه بتحاول تخفف الألم اللي حاسة بيه، كان نفسها اليوم ده يبقى أحلى يوم في حياتها وأهلها يفرحوا بيها وبمجموعها وتشوف نظرة الفخر في عيون والدتها.


نزلت دمعة من عينها وهي بتهمس بحرقة: ليه؟ ليه!


نامت على سريرها وهي لسة على نفس الوضعية بتحاول متسمعش الزغاريط اللي جاية من البيوت اللي جنبها واللي بتزيد من حزنها وحسرتها، حطت ايديها على ودنها علشان متسمعش وفضلت كدة لحد ما نامت، تهرب من الواقع اللي هي فيه.


صحيت على إيد حد بيهزها من كتفها رفعت عيونها بعدم تركيز لقت والدتها بتقولها ببرود: قومي الناس برة عايزين يسلموا عليكي.


كانت ود بتقوم بصعوبة لأنها حاسة بتعب لما سمعت والدتها بتقول بسخرية وهي رايحة ناحية الباب: هو فيه إيه يباركوا عليه أصلا!


غمضت عيونها وهي مش عارفة هتستحمل الكلام ده لحد امتى ولسة ده يوم النتيجة الله أعلم الحال الأيام الجاية عامل إزاي.


غسلت وشها، وحاولت تظبط شكلها علشان ميبانش عليها العياط والتعب وطلعت لقت ستات صحاب والدتها وجيرانهم قاعدين وآمال قاعدة بتزيف ابتسامة وبتجاريهم في الكلام علشان محدش يشمت فيها على حسب تفكيرها.


سلمت ود عليهم بهدوء وقعدت وهي بتحاول تبتسم ومن جنب عينها شايفة والدتها بتبرق لها علشان تبقى طبيعية وتضحك في وش الناس، كتمت تنهيدة جواها وهي قاعدة تجامل الناس، بصت في وشوش اللي حواليها بتوهان حاسة أنه فيه اللي باصص لها بشفقة وفي اللي شمتان مش قادرة تحدد، عايزة تقوم من التجمع اللي محسسها بخنقة وتنفرد في أوضتها وتعيط براحتها علشان تخرج اللي جواها.


حست بإيد بتطبطب على كتفها لفت وشها لقت(حنان) أم سلمى، بتبص لها بعطف وحنية، ود عارفة أنه أم سلمى مش زي ما آمال بتقول عمرها ما هتشمت فيها أبدا بس آمال عقلها مصور لها كدة.


ابتسمت لها بحنان: مبارك يا حبيبتي ومتزعليش كله عند ربنا وبإذن الله يعوضك.


ابتسمت ود ابتسامة باهتة وهي مش عارفة تقولها إيه.


التفتت حنان لآمال وقالت بود: مبارك يا أم ود ربنا يوفقها.


بصت لها آمال من فوق لتحت وقالت بامتعاض: الله يبارك فيكي يا حبيبتي نورتي.


قالت حنان بلطف: طب هي فكرت هتدخل إيه؟


بصت لها آمال من جنب عينها بزهق: لا النتيجة لسة طالعة هنشوف مجموعها هيوديها فين.


حست حنان أن آمال زعلانة فقالت بحسن نية: هو مجموعها وحش ده ود أحسن الشاطرين كلهم وأي كليو هتدخلها هتبقى أحسن واحدة فيها ولو مفيش حاجة في دماغها ممكن تدخل آداب زي بنتي سلمى.


حست آمال أنه حنان بتسخر منها فقامت تزعق بصوت عالي: أنتي جاي تتريقي علينا يا ست أنتي!


بصت لها حنان بعدم فهم وقالت بارتباك: بتريق؟


كملت آمال بغضب: أيوا جاية تشمتي فينا آداب إيه اللي بنتي تدخلها زي بنتك اللي كانت أدبي ومنفعتش في دي حتى، أنا غلطانة أني افتكرت نيتك كويسة مع أني فاهمة وعارفة غرضك كويس، قومي اطلعي برة!


#يتبع.

#أمنية_ضائعة.


الجزء التاني


اتصدمت حنان من كلام آمال وقامت وقفت بذهول: إنتِ بتقولي إيه يا آمال؟


حاولوا الستات يهدوا آمال اللي مهتمتش وقالت باحتقار: بقول الحقيقة أنتِ جيتي تشمتي فيا وفي بنتي وأنا اللي دخلتك بيتي، إزاي تقارني بنتي ببنتك الفاشلة أصلا! هو أنتِ مفكرة أنه بنتي هتدخل كلية من اللي ملهاش لازمة! دي هتدخل أحسن كلية وأنتي اقعدي كلي في نفسك من غيظك.


أشارت لها وتابعت بعصبية: اطلعي برة بيتي.


كانت حنان واقفة مصدومة من كلام آمال، مش مصدقة اللي سمعته وأنه كلامها بحسن نية اتقلب ضدها بالشكل ده.


اتجمعت الدموع في عينيها مش بس من الإهانة والكلام الجارح لكن كمان من الوجع والإحراج قدام كل الناس دي.


كانت ود واقفة جنبها بتبص لوالدتها بنفس الصدمة ولحنان بشفقة وحزن كان نفسها تقف لوالدتها أو تقول أي حاجة تدافع بيها عن حنان من هجوم والدتها القاسي واللي ملوش تبرير بس مقدرتش تنطق بكلمة واحدة.


مشيت حنان بسرعة وهي كاتمة دموعها فقالت آمال بتشفي: أحسن! قال جاية لحد عندي علشان تشمت فيا!


قالت واحدة من الجيران بلوم: مش كدة ياست آمال الست حنان مقالتش حاجة غلط لكل اللي عملتيه وقولتيه ده عليها وعلى بنتها.


قالت واحدة تانية بتأكيد: اه والله يا آمال اللي قولتيه عليها وعلى بنتها ميتقالش، أنتِ شوفتيها مشيت إزاي.


حست آمال أنه الناس هتقلب عليها وهيغلطوها فزعقت وهي بتعيط: مش كدة إزاي أنتوا مشوفتوش هي بتقول إيه جاية تقهرني وتقهر بنتي! كان لازم أوقفها عند حدها أنتوا متعرفوش حاجة.


الستات مشيوا بعد ما بقوا حاسين أنه الجو متوتر وآمال بتعاند وجزء كبير منهم زعلانين على حنان، بقيت واحدة بس صاحبة آمال.


قالت لآمال بتشفي: أيوا كدة يا آمال سيبك من الستات الهبلة دي، كويس اللي عملتيه أنا مبحبش حنان دي من زمان أصلا مش بحسها سالكة.


هزت آمال رأسها وردت بثقة: كان لازم أعمل اللازم علشان متشوفش نفسها عليا.


كملت بغيظ: جاية لحد عندي علشان تغيظني، منها لله البعيدة فورت دمي.


كانت ود مضايقة جدا من والدتها واللي عملته ومتضايقة من نفسها أنها ساكتة فحاولت تقول بصوت خافت: بس...بس هي مغلطتش.


انتبهت ليها آمال وقالت بتعجب: بتقولي إيه صوتك واطي؟


علت صوتها أكتر بتوتر: بقول طنط حنان مكنتش...


قاطعتها آمال بثورة وهي بتقوم: مكنتش إيه يا حبيبتي سمعيني؟


توترت ود أكتر وسكتت فصرخت آمال بغيظ وقسوة: أنتِ مالك بتدافعي عنها كدة ليه؟ أنتِ نسيتي نفسك؟ ولا ااه طبعا علشان الكلام جاي على هواكي وبيبرر فشلك وأنا هستنى منك إيه يعني!


مقدرتش ود تتحمل أكتر من كدة من والدتها، جريت على أوضتها وقفلت الباب وراها وهي بتعيط بحرقة، هي اه مقدرتش تجيب مجموع زي ما مامتها كان نفسها بس هي عملت إيه لدرجة القسوة دي منها!


قعدت على سريرها تعيط بألم، كان نفسها تصرخ، كان نفسها تكلم حد يهون عليها اللي هي فيه، بصت لموبايلها تاني بيأس، افتكرت صاحبتها اللي كانت دايما معاها وبتهون عليها اللي بيحصل في البيت من مشاكل وجفا بس هي اللي بعدت عنها وغادرت بيها، كانت دايما بتسمع مامتها تنتقد أصحابها وهي تسكت وترفض تبعد عنهم لحد تالتة ثانوي فجأة سمعت كلامها وقررت أنه كل وقتها وحياتها تجيب مجموع وترضي والدتها.


فكرت بحسرة يا ترى لو بعتت لها هترد عليها؟ طب وهي هتقولها إيه؟ هتعتذر لها وتبرر لها إزاي؟


ضمت ركبتها لصدرها وهي بتبعد الفكرة عن دماغها، هي أجبن من أنها تواجه خصوصا وهي معندهاش حاجة تقولها.


مرت الأيام بصعوبة على ود، مكنتش بتخرج من غرفتها إلا قليل علشان تتجنب أي مواجهة مع والدتها رغم كدة مكنتش بتسلم من كلامها خصوصا بعد ما ظهر التنسيق وطلع فرص ود ضعيفة أنها تدخل كلية عالية زي ما والدتها بتقول.


كانت مستسلمة للأمر الواقع محاولتش تفكر في مستقبلها أو الكلية اللي هتدخلها لأنه مكنش هاممها أصلا بعد ما حلمها ضاع.


كانت قاعدة في أوضتها لما والدتها نادت عليها، طلعت لقت والدتها قاعدة وقدامها ورق ووالدها قاعد قدامها باين عليه الاستغراب.


نادتها آمال باقتضاب علشان تقعد قدامها فقعدت ود باستغراب.


قالت آمال ببرود: أنا حاولت أشوف الكليات الخاصة اللي تنفع تدخلها المشكلة هتبقى غالية شوية فمحتاجين كل جنيه معانا.


رد هشام بانزعاج: وأحنا هنجيب الفلوس دي منين يا آمال أنتِ ناسية أنه صرفنا كل اللي معانا على دروسها.


سابت آمال الورق وقالت بسخط: والأرض اللي أخوك بيزرعها بقاله عشر سنين فين فلوسها؟ ولا مش شاطر غير تدي حاجتك لأخوك وتقولي بيراعاها.


نفخ هشام بزهق: ماهو فعلا بياخد باله منها، هي يعني هتكفي مصاريف الجامعة الخاصة اللي عايزاها دي.


بصت له آمال بحدة: أيوا هتقضي لو بعتها وأنا معايا فلوس هنكمل عليها المهم تدخل كلية تشرفنا قدام الناس.


كانت ود قاعدة ساكتة وسط كل النقاش ده وبتبص بجمود للورق اللي قدام مامتها، مبقتش قادرة تستحمل الكلام اللي بتسمعه.


حست بخنقة رهيبة فقالت بصوت قاطع: أنا مش عايزة ادخل حاجة من دي.


التفت لها أهلها بتعجب وقالت والدتها باستنكار: يعني إيه؟


قالت ود باستياء: يعني أنا مش عايزة أدخل كلية خاصة علشان اغطي على فشلي، مش عايزة حاجة من دول، أنتوا قاعدين تتكلموا ومحدش سألني عن رأيي.


رفعت آمال حاجبها وقالت باستهجان وحطت أيدها على خدها: وأنتِ ليكِ رأي؟ عايزة تدخلي إيه بقى إن شاء الله؟


سكتت ود دقيقة بتوتر بعدين قالت: أنا عايزة أدخل آداب.


#يتبع.


الجزء الثالث


آمال سكتت ومردتش لدرجة أنه ود بدأت تبص لها بقلق مستنية ردة فعلها لحد ما آمال ضحكت ضحكة خفيفة باستخفاف: أنتِ بتهزري صح؟


حاولت ود تستجمع شجاعتها وقالت: لا أنا فكرت كتير ولقيت أنه آداب هتناسبني ده غير أنه......


انتفضت ود بفزع وسكتت لما آمال ضربتها بإيدها على الترابيزة بعنف وقامت تزعق بصوت عالي: أنتِ اتجننتي ولا جرا لعقلك حاجة؟ يعني أنا بنتي تدخل آداب؟ أنتِ اتهبلتي في عقلك؟


سكتت ثانية وقالت بغيظ: ولا تكون لعبت في دماغك علشان تعصيكي عليا؟


متحملتش ود كلامها فقامت تقول بإصرار: لا متهبلتش ولا حاجة ده قراري وبإرادتي أنا مبقتش صغيرة ومن حقي أقرر أنا هدخل كلية إيه.


آمال مكنتش مصدقة أنه ود واقفة قدامها بكل بساطة وبتتحداها وعلشان تدخل الكلية اللي استهزأت بيها وقالت بنتها مستحيل تدخلها!


بصت لها بازدراء وقالت بنبرة تحدي: وده مش هيحصل يا ود إلا على جثتي.


حست ود أنها عايزة تعيط فقالت بصوت مرتعش: طب ليه؟


كتفت آمال إيديها وقالت ببرود: علشان مش هتيجي توطي رأسي بعد كل اللي عملته علشانك.


قالت باعتراض والدموع بتتجمع في عينيها: بس دي حياتي وأنا عايزة ده، إيه الغلط فيها؟


ردت آمال بعصبية: مش مهم تعرفي إيه الغلط المهم تعرفي أنه غلط وأنك لسة عيلة صغيرة متفهميش حاجة، إحنا اللي نعرف مصلحتك والصح فين.


رفعت إصبعها في وشها بتحذير: وشيلي الهبل ده من دماغك ولو فضلتي مصرة عليه أبقي شوفي مين هيصرف عليكِ ويدفع لك مصاريف الكلية.


حست ود بالظلم وإزاي مامتها بتجبرها على حاجة مش عايزاها، بصت لوالدها لقيته ساكت وبينفخ بزهق.


رجعت تبص لوالدتها، ضغطت شفتيها معا وهي ماسكة نفسها من العياط وقالت بعناد: وأنا لو مدخلتش الكلية دي يبقى مش هدخل أي كلية من أساسه وابقي شوفي الناس هتقول إيه على بنتك اللي مكملتش تعليم وقعدت بعد الثانوية.


مشيت من قدامها قبل ما ترد عليها ودخلت أوضتها، كانت مقهورة أوي وخايفة والدتها تعاند قصادها وتقعدها في البيت بس هي مش هتتراجع عن قرارها لأنها زهقت من التحكمات بتاعتها وأكيد آمال مش هتقبل تقعدها في البيت وهتخاف من كلام الناس.


بعد شوية سمعت خبط على الباب، رفعت عينها تشوف مين اللي بيدخل لقيته باباها، لفت وشها الناحية التانية علشان ميشوفش دموعها، حست بيها بيقعد جنبها.


قالها بصوت هادئ: متزعليش يابنتي من أمك هي بتحبك وعايزة مصلحتك.


سكتت ود بقهر من كلامه ومسكت نفسها من أنها ترد عليه فكمل: هي عايزة مصلحتك وعايزة تشوفك أحسن الناس وأنتِ بتعاندي قصادها في الفاضي.


قالت ود بصوت بصوت واطي: بعاند علشان مستقبلي؟


رد هشام باقتناع: أيوا يا ود أنا دايما بقف معاكي إنما دلوقتي لا أنتِ غلطانة.


غمضت عيونها بألم وقالت بقهر وصوتها بيرتعش من العياط: وأنت كنت وقفت معايا لما هي بهدل.....


قطعت كلامها بحسرة ولفت وشها ودموعها نزلت لما بتفكر مواقف والدها طول حياتها خصوصا يوم النتيجة، بتتجرح كل ما بتفتكر إزاي وقف بعيد عنها موقفش جنبها أبدا.


قال هشام باستغراب: بتقولي إيه؟


أخدت ود نفس وحاولت تتمالك نفسها: قولت أني هدخل الكلية اللي عايزاها وده حقي مش غلط ومش هتنازل عنه.


قام لما أتأكد أنها مصممة على قرارها وسابها لوحدها، تنهدت ود وهي مش عارفة هتعمل إيه الأيام الجاية بس بتدعي ربنا يكون خير.


مرت الأيام وود مش عارفة والدتها هتوافق ولا لا خصوصا أنه متكلمتش معاها تاني في الموضوع ونادرا ما بيتكلموا أصلا بعد الخناقة، جه ميعاد التنسيق والتقديم للكلية وبدأت ود تخاف لتكون مامتها قررت تقعدها في البيت بجد، هي اه كانت زعلانة بعد النتيجة ومكنتش عارفة هتعمل إيه إنما مفكرتش أنها مش هتكمل الكلية وتقعد في البيت.


كانت قاعدة بتفكر لما آمال فتحت الباب ووقفت، بصت لها ود ومستنية هتقول إيه بتوتر.


قالت آمال ببرود: لو لسة مصممة على قرارك اجهزي بكرة هنروح نقدم.


بدأت ود تبتسم فقالت لها آمال بحدة: بس هتدخلي القسم اللي أنا هقول عليه وغير كدة مش هتدخلي لو هتقعدي في البيت بجد يا ود!


حست ود بالاحباط بس شافت أنه مقدمهاش حل تاني فهزت رأسها بالموافقة.


ظهر على وجه والدتها الرضى وخرجت، قعدت ود تفكر في مستقبلها، مفكرتش قبل كدة ممكن تعمل إيه لما تدخل الكلية، مختارتش قسم محدد تدخله أصلا بس هي كانت حست أنها عايزة تدخلها وأنها أحسن حاجة متاحة قدامها.


راحوا وقدموا حتى آمال اللي كتبت الرغبات، ود مهتمتش تشوفها المهم عملت اللي عايزاه ودخلت الكلية اللي هي عايزاها.


صحيت أول يوم كلية تلبس وتجهز كانت مش زعلانة ولا فرحانة بس نازلة علشان والدتها متتهمهاش بالاهمال من البداية.


كانت نازلة على السلم لما شافت حنان، افتكرت أنها مشافتهاش من يوم ما والدتها زعلتها وكان نفسها تشوفها وتعتذر منها.


نادت عليها بصوت واطي ف حنان التفتت وشافتها.


قربت منها ود وقالت بتردد: أزيك يا طنط حنان؟


ابتسمت حنان ابتسامة خفيفة: الحمد لله يا حبيبتي وأنتِ عاملة إيه؟


حاولت ود تبتسم بتوتر وقالت: أنا الحمد لله بخير.


ترددت شوية وقالت بأسف: كنت....كنت عايزة أقولك متزعليش من....


وسكتت بضيق لأنها مش عارفة تقول إيه أو تعتذر إزاي.


بان الحزن في عيون حنان وقالت: أنا مش زعلانة منك يابنتي أنا بس مستغربة تصرفات أمك إحنا جيران من سنين ومتوقعتش منها ده وأنا مش قصدي حاجة وحشة.


هزت ود رأسها بالموافقة وهي ساكتة بحزن فابتسمت حنان: متشغليش بالك أنتِ يا حبيبتي قولي لي عاملة إيه؟ راحة الكلية؟


هزت دماغها وقالت بهدوء: اه.


سألتها حنان بلطف: ربنا يوفقك يا حبيبتي دخلتي إيه؟


ترددت ود وقالت: دخلت آداب.


بصت لها آمال بذهول فضحكت ود ضحكة خفيفة، ابتسمت حنان بحنية: ربنا يوفقك يا حبيبتي في أي طريق تختاريه


ابتسمت لها ود بامتنان كان نفسها الكلام ده يبقى من مامتها بس حتى مامتها كلمتها ببرود وهي نازلة، قربت منها وحضنتها فبادلتها حنان الحضن.


اتفزعت ود وطلعت من حضن حنان بخضة لما سمعت صوت بيناديها بحدة: ود!


#يتبع.


الجزء الرابع


لفت ود وشافت آمال بتبص لها والغضب مالي عينيها فتوترت بس فكرت نفسها أنها معملتش حاجة غلط ومش فاهمة موقف والدتها الغريب ناحية حنان.


قالت لها حنان علشان تتفادي المشاكل: طيب يا حبيبتي ربنا يوفقك يارب.


ومشيت ف ود قالت بهدوء: أنا ماشية.


وقفها صوت آمال وهي بتقول بعصبية: تعالي عايزاكي الأول قبل ما تمشي.


أخدت ود نفس عميق وهي مش عايزة تتخانق مع والدتها وتبوظ اليوم من أوله فقالت وهي بتنزل السلم بسرعة: أما اجي ياماما بإذن الله كدة هتأخر على محاضراتي.


ومشيت بسرعة قبل ما آمال تحاول توقفها تاني، ساعات كتير بتستغرب والدتها وشخصيتها وحاولت تتعود على غرابة تصرفاتها وأفكارها كتير بس مقدرتش.


وصلت قدام الكلية وفضلت واقفة شوية قدامها تتأمل الإسم وتفكر إزاي أنها داخلة دلوقتي الكلية اللي عمرها ما فكرت فيها في حياتها ولا جت على بالها، في النهاية فكرت أنه ربنا أكيد ليه حكمة من كدة وشجعت نفسها ودخلت.


كانت بتتفرج على كل حاجة بتأمل متنكرش أنه رغم الحزن اللي جواها حاسة بشوية حماس أنها كبرت ودخلت كلية حتى لو اللي مش عايزاها.


افتكرت بحزن صاحبتها ملك، لما كانوا بيتكلموا عن الكلية ومتحمسين وبيخططوا مع بعض وأول يوم كلية هيبقى عامل إزاي ولابسين إيه ولو كل واحدة دخلت كلية غير التانية إزاي هيزورا بعض.


تنهدت بألم وفكرت ياترى ملك دخلت كلية إيه وإيه أخبارها دلوقتي؟ يا ترى هي مبسوطة دلوقتي ولا ود بتوحشها زي ما هي وحشتها؟


كملت جولة في كليتها تتفرج عليها وعلى الناس، كان واضح أنه كتير زيها لسة سنة أولى لأنها سمعت أنه الدفعات الأكبر مش بتهتم تنزل أول أيام الكلية بس هم غيرها نازلين ومتحمسين للكلية فيه منهم اللي واقف يتصور واللي واقفين مع صحابهم يهزروا ويضحكوا وهي ماشية لوحدها.


ابتسمت بحزن وهي بتفكر أنه كان نفسها تكون زيها فرحانة ومبسوطة واقفة مع صحاب ليها مش لوحدها في يوم مهم زي ده وتايهة مش عارفة تعمل إيه، رجعت تفكر في ملك تاني، فتحت موبايلها بتردد وهي مش عارفة تكلمها ولا لا.


حاسة أنها معندهاش الشجاعة تكلمها وخايفة من رفضها ممكن يأثر فيها جامد خصوصا في ظروفها الحالية، بس هي وحشتها أوي ف دخلت على رقمها وفضلت واقفة شوية لحد ما شافتها منزلة ستوري ففتحها بسرعة وهي مستغربة أنها مش مخبياها عنها.


لقتها منزلة صورة ليها من قدام الكلية بتاعتها فدققت ود في اسم الكلية لحد ما لقتها كلية علوم اللي هي جنبها بالضبط!


رفعت وشها وهي بتبص حواليها بتوتر وقلبها بينبض بسرعة مش مصدقة أنه ملك قريبة منها كدة دلوقتي بعد كل الوقت ده!


بدأت أيدها اللي ماسكة الموبايل ترتعش وهي مش عارفة تعمل إيه، لحد ما بدأت تمشي بدون وعي منها لحد كليتها، كانت ماشية بشوق ومش شايفة قدامها لحد ما خبطت في بنت بدون قصد ووقعت اللي في أيدها فزعقت فيها البنت بعصبية: مش تفتحي يا عامية!


بصت لها ود باندهاش واتضايقت لأنها مكنش قصدها والبنت كمان بتشتمها فقالت: العامية اللي ماشية مش باصة قدامها وتبجح في الناس!


كملت طريقها ونسيت الموقف لأنه تفكيرها في مقابلة ملك غلب كل حاجة لحد ما وصلت قدام الكلية.


كانت بتتنفس بسرعة من الترقب وإيدها بتعرق رغم الجو البارد، دخلت ساحة الكلية وهي بتبص حواليها بشكل شبه هستيري وسط الزحمة كأنها بتدور عليها في كل وش تقابله ومش عارفة تفضل تدور كدة ولا تتجرأ وتتصل عليها تسألها هي فين. 


رفعت موبايلها وهي بتفكر لو ملك مردتش عليها هتعمل إيه ساعتها ففكرت أنه أحسن حاجة تفضل تدور عليها هي، فضلت ماشية تتلفت حوالين نفسها بتوهان لحد ما وقفت فجأة وعينيها وسعت وهي شايفاها قدامها أخيرا بعد غياب شهور طويلة.


عينيها دمعت وهي مش مصدقة أخيرا أنها قدامها، شافتها واقفة مع بنات بيهزروا ويضحكوا، المسافة بينهم مكنتش بعيد، كانت بتبص عليها بفرح ممزوج بخوف من المواجهة.


ابتسمت ابتسامة مرتعشة بحنين: ملك!


#يتبع.


الجزء الخامس 


كانت مبسوطة أنها شايفاها قدامها، كانت ملك لسة ملحظتهاش فتقدمت منها كام خطوة لحد ما بقت قريبة منها.


مقدرتش تتكلم ولا تنادي عليها لأنها مكنتش واثقة من رد فعلها لحد ما ملك انتهبت ليها، فعيونها توسعت بصدمة، بلعت ود ريقها بتوتر وهي مستنية ملك تتكلم أو تقول أي حاجة لحد ما وش ملك رجع بارد بدون تعبير فقربت منها ود وقالت بلهفة: ازيك يا ملك عاملة إيه؟


بصت لها ملك من فوق لتحت وهي بترد ببرود: الحمد لله بخير.


كان رد فعل غير مشجع لود بس قالت بتردد: ممكن أتكلم معاكي خمس دقايق؟


رفعت ملك حاجبها بتعجب وفكرت دقيقة قبل ما تقول: ماشي.


التفتت لصاحبتها: خمس دقايق وراجعة يا سارة.


مشيت مع ود اللي كانت متوترة ومش عارفة هتبدأ كلامها إزاي ومنين لحد ما وصلوا مكان هادي شوية فوقفت ملك مستنية ود تتكلم.


قالت ود بتوتر: أخبارك إيه؟


رفعت ملك حاجبها بتعجب: معتقدش أنك جايباني هنا علشان تسأليني عن أخباري؟


حست ود بإحراج: كنت عايزة اطمن عليكِ بس.


حست ملك بموقفها فقالت بصراحة: بصي أنا عارفة أسلوبي مش أحسن حاجة بس حطي نفسك مكاني، بعد كل الشهور دي الاقيكي قدامي.


ردت ود بخجل: أنا عارفة أني اللي عملته مش سهل وبتمنى منك تسامحيني.


قاطعتها ملك باستنكار: اسامحك؟ بالبساطة دي؟ اسامحك أني كنت بكلمك عادي بعدين الاقيكي اختفيتي فجأة؟ لا بتردي على رسائلي ولا مكالماتي لدرجة أني قلقت واكلم مامتك هي كمان متردش عليا؟


سكتت ود وبصت في الأرض فكملت ملك بقهر: ولا اسامحك أني جيت لك البيت يا ود ومامتك تفتح لي وتقولي أنك مش هنا مع أني متأكدة أنك جوا؟ إزاي أقدر اسامحك وأنا فضلت أيامي كتير أسأل نفسي فيه إيه وليه بتعامليني كدة؟ جاية دلوقتي تطلبي بالبساطة دي؟


نزلت دموع ود وقالت بنبرة مهزوزة: أنا عارفة أنه أي حاجة هقولها مش هتبقى كفاية ومعنديش مبرر يا ملك غير اللي أنتِ عارفاه، أني إزاي كنت مضغوطة أوي وكنت عايزة أرضي ماما وأجيب مجموع زي ما نفسها من كتر الضغط والتفكير مبقاش قدام عيني غير حاجة واحدة بس هي المذاكرة ليل نهار علشان أجيب مجموع حتى لو هبعد عن الكل وتبقى حياتي للمذاكرة وبس، عارفة أنه اللي عملته معاكي حاجة وحشة أوي بس أنا قررت استسلم واسمع كلامها.


بصت لها ملك لأنها عارفة أنه والدتها كانت دايما بتقولها تبعد عنها وعن باقي صحابها لأنها في نظرها مش كويسين بس ود كانت بترفض.


كملت ود بحزن: حطيت نفسي كله في المذاكرة مكلمتش حد ولا كنت بقابل حد، واستنيت يوم النتيجة بفارغ الصبر.


ابتسمت بحزن: بس سبحان الله ربنا كان كاتب أني عمري ما أشوف نظرة الفخر دي في عينها وكل اللي حلمت بيه طار وجيبت مجموع وحش واتدمرت، مش هتصدقي حياتي بقت عاملة إزاي من ساعتها، كان نفسي اكلمك أوي وألجألك بس هقولك إيه؟ اتكسفت من نفسي وسبحان الله المجموع اللي بعدت عنك وعن الكل بسببه مجيبتهوش، شوفت الاستيت بتاعتك وعرفت أنك قريبة ولقيت نفسي جاية لك وبطلب منك تسامحيني.


قالت ملك باستهزاء: وياترى لو كنتِ جيبتي المجموع وبقيتي دكتورة كان زمانك هنا؟


سكتت ود لأنها مش عارفة ترد.


تنهدت ملك: مش سهل عليا أنسى كل اللي فات يا ود وأسامحك بسهولة أو حتى نرجع صحاب تاني، محتاجة وقت.


هزت ود رأسها بأسى ومشيت، راجعة كليتها، الهزيمة مسيطرة عليها، كانت بتبص للبنات اللي كانوا واقفين مع بعض يضحكوا أو يتصوروا وإحساس الوحدة بيزيد جواها بشكل مؤلم.


كانت ضامة الكشكول بتاعها ليها بقوة وهي سرحانة لحد ما حد حط رجله قدامها ف تكعبلت ووقعت على وشها وهي بتصرخ من الخضة.


سمعت صوت بيقول بسخرية: عرفتِ بقا مين العامية فينا!


#يتبع.


تكملة الرواية من هناااااااا 

تعليقات

التنقل السريع