القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم اسماء عبدالهادي


 رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم اسماء عبدالهادي 






رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم اسماء عبدالهادي 


بارت 14&15

#ليتك_كنت_سندي

#أسماء_عبد_الهادي


بارت ١٤

أسماء عبد الهادي

ليتك كنت سندي

بارت ١٤

 المشفى حاول آدم إعطاؤها الادوية المناسبة لحتى تستعيد ثباتها  وما إن هدأت ووجدت نفسها بين ذراعي أخيها ماهر حتى شهقت بفزع وابتعدت عنه بسرعة فهي ما زالت تخافه وتشعر بالنفور منه ...لاحظ هو ذلك لكنه تجاهل ما فعلته وهتف بحب 

_حمدا لله على سلامتك يا حبيبتي... إطمني محدش يقدر يأذيكي من النهاردة


تحدث آدم أخيرا هاتفا بهدوء

_خليني أفك الجبس عن رجليكي ..علشان تقدري تتحركي بحرية.


بدت رهف مستسلمة تماما لما يفعله آدم فلم تتحدث مطلقا فقط تطلق بصرها الوجِل نحو أخيها ماهر بين الفنية والأخرى...في حين أنه كان منشغلا بما يفعله آدم .

_تمام كدا شلت الجبس خلاص ..بس أعتقد هتحتاجي لكم جلسة علاج طبيعي

انتهى آدم من عمله ومن ثم نادى على الممرضة ...التي أتت في الحال

_لو سمحتي يا مس فادية...ممكن تطلبي من دكتور بثينة تيجي تعمل جلسة لآنسة رهف؟


_دكتورة بثينة في أجازة وضع من امبارح .. حضرتك بنفسك اللي ماضي لها الأجازة


ضرب آدم بكفة يده على ناصيته

_اه صح نسيت ...طيب شوفي دكتورة فهيمة.


_دكتورة فهيمة تعبت الصبح واتضح أنها اشتباه في كرونا يا دكتور .


قضب آدم حاجبيه في ضيق

_وبعدين بقا مفيش ولا دكتورة علاج طبيعي متاحة...مش هينفع دكتور يعملها الجلسات.


هتفت الممرضة بعفوية

_وإية المشكلة يا دكتور...دكتور فوزي ودكتور محمد موجدين في مكاتبهم فوق.


نظر آدم إلى رهف ومن ثم زفر بضيق، فهو يغار رغم أنه لا يشعر بأي شىء تجاه رهف سوى نزعة العطف والرأفة إلا إنه لا يسمح بأن يقوم طبيب بأداء العلاج الطبيعي لها بنفسه ويكون قريبا من قدمها..فهو لديه نخوة خلت من الكثير من الشباب والرجال اليوم

_لا اللي هيعملها العلاج الطبيعي دكتورة مش دكتور..طيب خلاص اتفضلي أنا هتصرف في الموضوع ده.


هنا هتف ماهر بتلقائية متجها نحو قدم أخته

_أنا عندي خلفية بالعلاج الطبيعي والتدليك بحكم لعبي في الكورة..ممكن تجيب الدكتور وأنا اللي هعملها الجلسات تحت إشرافه لو ينفع.


قالها وهو يمد يده نحو أخته والتي ما ان لامست يده قدمها حتى ..انتفضت خوفا في كرسيها وانزوت به مديرة رأسها الناحية الأخرى بعيدا عنه.


الأمر الذي لم يتحمله ماهر فلقد وضعته أخته في موقف محرج أمام دكتور آدم ..كما أنها مصرة على إقامة الحواجز بينما .

فهتف محاولا أن يجعل نبرة صوته طبيعية يخفي ما يشعر به من ألم فهو قرر الابتعاد

_لو سمحت يا دكتور آدم اهتم بأختي لحد ما ماجد يرجع..عن إذنكم .

أغمض آدم رأسه متأسفا للوضع الذي يحدث أمامه 

........

بعد لحظات  أتت سها ومعها الصغيرة مهرولة نحو رهف لتأخذها بين ذراعيها في عناق شديد

_رهف حبيبتي..قلقتيني عليكي انتي كويسة؟.


ليداعب آدم شعر ابنته ويقبلها بينما يقول

_اطمني يا سها رهف كويسة ...بس اللي مش كويس أخوها ماهر.. رهف لسه مش عايزة تسامحه على اللي حصل ...لسه بتخاف وبتترعب لما بتشوفه..لدرجة إنه زعل ومشي.


نظرت لها سها بتأنيب

_ليه كدا يا رهف ... إعطي إخواتك فرصة..صدقيني هترتاحي .


تنهد آدم بخفوت ومن ثم نهض محله قائلا بجدية

_هروح أشوف شغلي ..خدي بالك منها يا سها لحد ما ماجد يرجع ولو رهف حبت تروح النهاردة مفيش مشكلة ...بس ابقي كلميني علشان أجي اوصلكم .


اومأت له سها برأسها بأنها ستفعل ..ليرمقهم ابتسامة خفيفة متنهدا براحة قبل أن يرحل.


___

عند حديقة المشفى التقى ماجد بتوأمه ليجده متجهم الوجه ..يخرج من وجهه زعابيب أمشير كما يقولون 

فاستغربه ماجد وتعجب للحالة التي هو عليها..وتعجب أكثر ..لما هو يتوجه للخارج تاركا أخته وحدها

_ماهر مالك يابني في إيه...وماشي رايح فين وسايب أختك لوحدها؟


أخرج ماهر زفرة مختنقة  ثم هتف بضيق وبوجه خال من التعابيؤ

_أنا مسافر يا ماجد ومش راجع تاني أشوف وشك بخير ..سلملي على بابا وبابا وخد بالك من أختك.


ضيق ماجد ما بين حاجبيه متعجبا مما يتفوه به أخيه

_إنت بتقول إيه يا ابني..سفر إيه ده اللي جه في غمضة عين؟


_هسافر التحق بفريق الكورا المسافر المانيا ومش راجع مصر تاني ...ده انسب حل .


أقترب منه أخيه يستعلم اكثر عن سبب تفكيره ذاك

_طب فهمتي بس ليه فجاءة كدا ومن غير سابق انذار.


تنهد ماهر مطولا ليخرج ما ألم بصدره من ضيق وقص له رد فعل أخته منه ثم هتف بلوعة

_مش قادر أتحمل خوفها ووجعها مني..كل لما افتكر اللي عملته فيها يا ماجد بموت..أنا وجعتها أوي وهيه مش مسامحة..يبقى كفاية عليها وجع لحد كدا مش هكون مصدر لخوفها ووجعها تاني..أنا ماشي بس أمانة عليك يا ماجد تحطها في عينيك...أنا عارف ومتأكد إنها بتحبك.


وضع ماجد يده على كتف أخيه يربت عليه بحنان ويتحدث بجدية

_ومتأكد أنها بتحبك إنت كمان يا ماهر 

قالها ثم تكلم ضاحكا ليخفف عن أخيه

_ياجدع ده اللي حصلها ده كله اتحملته علشان خاطر خايفة عليك إنت..يبقى ازاي مش بتحبك...خليك ياماهر وحاول معاها وبدد خوفها منك لحب وثقة متبادلة من جديد ...إنت أخدت وعد على نفسك إنك تفضل جنبها وتكون السند والحماية ليها..ايه هتحنث وعدك ولا ايه؟


_مش قادر يا ماجد ...مش قادر أشوفها خايفة مني تاني..أنا ماشي هسافر إسكندرية أسلم على ماما وماشي علطول.


أمسكه أخيه من ساعده وشدد على قبضته وتحدث بهدوء ظاهريا

_انت مش ماشي يا ماهر فاهم... كفاية بقا وجع لينا كلنا لحد كدا..أنا داخل لرهف وهتكلم معاها وبعدها هنادي عليك ... النهاردة رهف هتكون وسطينا ومسمحانا مش هسمحلها او هسمحلك تبعدوا تاني....استنى هنا واوعى تتحرك.


زفر ماهر متألما على الحالة التي هُم بها وهوى ببدنه على المقعد الخشبي الأخضر على مقربة من بوابة المشفى.


___

عند رهف

حملت رهف الصغيرة وقبلتها بحنان ومن ثم هتفت لسها التي تنفست الصعداء لرؤية صديقتها الغالية بخير

_سها أنا مش حابة أقعد هنا... خلينا نروح .

وضعت سها يديها على خصرها وهتفت لتبرم

_الله طب مقلتيش قبل ما آدم يمشي ليه.. بعدين استني حتى لما إخواتك يرجعوا.


لم تكمل كلمتها حتى طرق ماجد الباب وسمع الاذن من سها بالدخول 


وما أن رأته رهف حتى دارت ببصرها للجانب الآخر

استاءت سها من افعال صديقتها... وظهر الضيق جليا على ملامح وجه ماجد ليتحدث بصوت به بعض الصرامة.


_رهف بصيلي هنا .


لكن رهف لم تستجيب له وظلت على وضعها


ليتحدث هو بحدة أكثر

_رهف قلتلك بصيلي.. 


ثم لانت نبرة صوته هاتفا 

_ايه مش عايزة تشوفيني!! مش كنتي هتتجنني عليا من شوية؟..مش كنتي هتضحي بحياتك وتدفني نفسك في سجن عامر علشان خايفة علينا ...هتفضلي تضحكي على نفسك كدا لحد إمتا... كفاية بقا يارهف ..كفاية.


انسابت دمعات رهف على وجنتيها وأخفضت رأسها لأسفل دون أن تنظر له.


ليتحدث ماجد باختناق..والدمعات متحجرة عند مقلتيه تندد بالسقوط

_غلطنا في حقك وخذلناك كتير ووجعناك أكتر..أنا عارف ..بس مش طالبين منك غير فرصة تانية..نثبتلك فيها إننا إخواتك بجد ..هتعطينا الفرصة دي يارهف؟


لحظات صمت سادت أجواء الغرفة قطعه ماجد


_كفاية يا رهف ..أخوكي ماهر زعلان علشانك وقرر يسافر ألمانيا وميرجعش تاني ... انتي حابة كدا ...حابة نفضل متفرقين كدا كتير...أعطينا فرصة وصدقيني مش هتندمي 


ما ان أستمعت سها ذلك حتى  أحست بالضيق الذي جثم على انفاسها ...فخرجت من الغرفة تحاول اللحاق به لتمنعه من السفر.


بدت رهف مترددة وهي تنظر ليدي أخيها الممتدة نحوها

_رهف هتفضلي تتهربي لحد امتا، سيبي التردد و

استمعتي بكل حظة معانا

استغلي كل لحظة سعادة 


انسي كل الوحش اللي عدا عيشي الحلو اللي جي بكل اللي فيه...وربنا يقدرنا إننا نعوضك اللي فات.


بدلت رهف نظراتها بين الصغيرة أيسل التي تبتسم لها وبين يد أخيها الذي يعدها أنه لن يخذلها مرة أخرى ...فسقطت دمعة حارة من عينيها ..تريد أن ترتمي بين ذراعيه لكنها تخشى أن تخذل ثانية فعندها لن تقوى على الوقوف مرة أخرى.


لتجد أخيها ماجد يقترب منها ويمسح بحنان تلك الدمعات التي تندي وجهها...ومن ثم قبل جبينها بحب بالغ

_سامحيني يا قطتي...متزعليش مني ...مش هكررها وأخذلك تاني ... اتعلمت الدرس كويس أوي ..سامحيني


فشلت حصون رهف المنيعة في استمرارها في تجنبهم وارتمت سريعا بين أحضان أخيها فلقد اشتاقت إليه كثيرا اشتاقت لذلك الكتف الحاني الذي كان سابقا مصدر أمنها وفرحها


شدد ماجد من احتضانها لتنزل دمعاته النادمة ويهتف بحب 

_ياااه يارهف ...ده أنا كنت هموت وانتي بعيدة عني ...وزعلانة مني .. بحبك ياقطتي ووعد مش هزعلك مني تاني أبدا.


رفعت بصرها نحو عيني أخيها وقالت بينما تتشبث بمعطفه البني

_إوعدني يا ماجد إنك...

قاطع كلماتها بوضع يده على فمها كي لا تكمل 

_أوعدك يا روح قلب ماجد ..غلطة ومش هتتكرر أبدا


تنهدت رهف بارتياح وأسندت رأسها على صدر أخيها شاعرة  بأمان كبير افتقدته ...مغمضة العينين قريرة القلب منشرحة.


____

تنوية 

حملة فكرهم ونكد عليهم بتقولكم 

اوعوا تفرحوا أوي

افرحوا شوية بس 

اللي جاي أحلى✌😁


اسماء عبد الهادي

بارت١٥

خرجت تبحث عنه لتجده يجلس مهموما شاردا الحزن بادي على قسمات وجهه التعيس

لتتحدث هي بنبرة حزينة وخجلة ..لا تدري لما ذهبت إليه لكنها فعلت

_أستاذ ماهر ..قصدي كابتن ماهر ..انت هتستسلم كدا وتسيب رهف وهيه محتاجة ليك؟ ...هتتخلى عنها تاني!!


رفع ماهر بصره إليها ليتحدث بصوت مهموم

_يمكن بعدي عنها أفضل ليها ..أنا عايز مصلحتها ولو مصلحتها في البعد هبعد.


_رهف مش هتتحسن غير وسطيكم يا كابتن ..البعد مش الحل.


تنهد بقلة حيلة

_طيب الحل إيه ...دليني عليه.


_الحل روحلها و حاول مرة واتنين وعشرة لحد ما تسامحكم...رهف هتموت وترجعلكم بس بتعاند او خايفة تتوجع من جديد.


أغمض ماهر أعينه هنيهة وتحدث بصوت مختنق

_للأسف خذلتها وكنت جلادها ..رهف متستاهلش اخ زيي.


لتتحدث سها بلهفة

_لا متقولش كدا... كفاية إنك عرفت غلطتك وبتحاول تصلحها .. حضرتك إنسان جواك طيب وقلبك كبير.


 ليرفع ماهر بصره إليها فيضطرب نفسه بخلجة  قلب قوية ..وتتسارع دقات قلبه بشدة مصدرة فوضى عارمة من المشاعر بداخله.


خجلت سها من تسليط بصره عليها فهتفت باضطراب 

_أنا هرجع لرهف عن إذنك.


مد يده أمامها ليجعلها تنتبه لما سيقوله

_انسة سها ..استني من فضلك.


أدارت جسدها نحوه ببطىء وتحدثت بجدية 

_نعم

ليحدث هو بينما علم أنه كاد ليتسرع فيما يقوله فهتم بامتنان وقرر تأجيل ما نوى على فعله لحين وقته المناسب

_شكرا على وقوفك جنب أختي.. إنتي ونعم الصديقة.


ابتسمت له بخفوف وتحدثت بصدق

_رهف مش بس صاحبتي ..دي أختي ورفيقة روحي وربنا اللي يعلم.

بادلها بابتسامة صافية نادرا ما تظهر على محياه

_ربنا يديم المحبة يارب.


التفت سها لتغادر هذه المرة لتجد ماجد قد جاء ليستدعي أخيه بعد أن تحدث مع رهف.


انطلق ماهر بحماس نحو أخته والتي ما إن رأته حتى نهضت من مكانها ..ليتحدث ماهر وأعينه تتأرجح في مكانها نادما على ما اقترفه في حق أخته ليهتف بندم حقيقي

_رهف أنا أسف.. أنا..


لم تمهله رهف أن يكمل كلامه ..بل انطلقت محاولة التقدم نحوه رغم تعب قدمها والتي لم تشفى بالكامل بعد .


تلقفتها يد ماهر بلهفة لتستقر بين ذراعيه..ليمسح هو رأسها بكلتا يديه مقبلا ناصيتها بحب

_أنا نادم حقيقي على اللي عملته معاكي.


التمعت أعين رهف بفرحة وتحدثت بصوت بدى عليه السعادة العارمة

_خلاص مبقتش زعلانة منكم .


لتقفز أعين ماهر من الفرحة ويشدد من احتضان أخته

_ده أسعد خبر سمعته في حياتي ...ياحبيبتي يا رهف ولا أقولك هقولك قطتي زي ماجد.


ليتحدث ماجد بتبرم مدعيا الضجر..رغبة في اضفاء جو من المرح

_لا يا كابتن ..الاسم ده بتاعي وأنا بس اللي أناديها بيه...شوفلك اسم تاني يا حلو.


ليقابله أخيه بتخدي

_طب إيه رأيك إني هناديها بيه أنا كمان.. ووريني إزاي هتعترض


ليتحدث ماجد بمرح

_شايفة يا قطتي..أهو هيبتدي يتسلط علينا... صالحتيه ليه ده... كنا هتبقى مرتاحين منه .


نكز ماهر توامه في كتفه ليتأوه ماجد بمزاح.. فابتسمت رهف وابتسم قلبها معها...ليبدأ قلبها في التورد والازدهار من جديد....ليتنهد التوأمان براحة لرؤيتهم أختما تضحك مرة أخرى

___

صرخ به هادرا مؤنبا

_يعني إيه فلتت من إيدك... أصرفها من أنهي بنك


ابتلع ريقه قائلا بحرج من قائده

_عصب عني يا باشا.. الخطة كانت ماشية زي ما خططت تمام لكن فجاءة لقيت البت بح ..خرجت من الشقة.


_لا أنا الظاهر هرمي طوبتك خلاص وهستعين بحد أكتر كفاءة غيرك.


ليقترب منه الرجل محاولا تقبيل يده فهو لا يريد أن يخسر الأموال التي وعده بها عند تنفيذه المهمة

_لا ياباشا ...ده أنا رقبتي سدادة ليك ..اعطيني فرصة أخيرة بس.


_هيه فرصة واحدة بس ومش عايز غلطة.


ليهتف الرجل بلهفة بعد أن قبل يدي قائده 

_مفيش أي غلطة تاني يا باشا ..هاخد احتياطاتي كاملة.

_____

اتصلت سها بأخيها آدم تعلمه بشأن مغادرتهم المشفى

فجاء على الفور وقال بسعادة عندما رأى رهف تجلس بين أخويها ووجهها يشرق من جديد

_أنا سعيد جدا بالتطور اللي حصل في حالتك ده...برافو عليكي يارهف ..برافو 


ابتسم له ماهر بامتنان

_شكرا لحضرتك يادكتور آدم ...مش عارف من غيرك كنا هنعمل إيه ..حضرتك والآنسة سها متخليتوش عنها لحظة.


تحدث آدم بتواضعه المعهود

_ده شغلي يا كابتن ماهر..ورهف صديقة اختي يعني أكيد يهمني راحتها وسعادتها....أنا حددت معاد لرهف مع دكتورة علاج طبيعي وان شاء الله يارهف تتابعي معاها وترجعي زي الأول وأفضل.


همست رهف بخفوت

_شكرا يا دكتور .


نهض ماجد عازما على المغادرة

_طيب يلا بينا بقى على البيت ...مبحبش قعدة المستشفى .


لتهتف سها بحزن

_يعني خلاص يا رهف هتسيبني لوحدي أنا كنت اتعودت على وجودك معايا.


عانقتها رهف بحرارة

_حبيبتي يا سها وأنا مبقتش عارفة استغنى عنك أبدا ..خلاص أنا هفضل معاكي.


ليهتف ماجد بتبرم

_نعم !!..أنا ما صدقت إنك خلاص هتبقي وسطينا من تاني.

أسماء عبد الهادي

نظر آدم لأخته وتحدث بجدية 

_ماجد معاه حق يا سها .. أكيد محتاجين يتجمعوا عيلة مع بعض من تاني 


ليكمل ماهر على حديث أخيها

_بس ده طبعا ميمنعش إن رهف هتكون معاكي دايما  ...والبيت جنب البيت فلإما هيه هتجيلك علطول او انتي تجيلها.


أومأت سها لرهف ضامة شفتيها بقلة حيلة محتضنة صديقتها تودعها

_تمام مفيش مشكلة المهم سعادتك يا حبيبتي... أنا مبسوطة أوي إن أمورك اتحسنت وبالك أخيرا هيرتاح.


لم يستطع ماهر الانتظار فهو بطبعه يحب الجدية والانضباط لذا فما كان منه الا أن استأذن آدم ليتحدث معه على انفراد قبل أن يغادروا 


عرض عليه آدم أن يتحدثا في غرفة المكتب خاصته 

_ها يا كابتن ..اتفضل سامعك 


جلس ماهر على الكرسي قبالته

_بصراحة يا دكتور آدم من غير لف دوران وكلام كتير... أنا طالب إيد أختك آنسة سها.


تفآجأ آدم بطلبه كثيرا فلا الوقت ولا المكان مناسبين لذلك كما أن ماهر آخر شخص قد يفكر به آدم لأخته الوحيدة ... فهو يعرف عنه الكثير ...يعرف شخصيته الحادة  وطبعه الحامي ويعرف ما فعله بأخته من قبل ...ببساطة ماهر لا يصلح من وجهة نظره لأخته الرقيقة مطلقا.


تحرج آدم ولم يستطع الرد لكن كان نظرات أعينه كفيلة ليفهم  عنه ماهر قبل أن بتكلم...لذا تحدث ماهر باتنزان

_أنا عارف ان طلبي مش في وقته ويمكن تفتكر قراري متسرع... بس صدقني أنا واثق من إحساسي كويس علشان كدا حبيت أفاتحك علطول... أنا عارف إنك ممكن تخاف على أختك مني وخاصة انك عارف كويس اللي حصل لرهف على ايدي... بس صدقني يا آدم أنا بعد ماعرفت الحقيقة وانا أخدت عهد على نفسي إني أتغير 


نهض من مقعده وتوجه ناحية الباب وهو يقول 

_خد الوقت الكافي علشان تفكر واعطي الآنسة سها وقتها هيه كمان وبعدها هنتظر رأيكم... وأيا كان الرأي ده مش هيأثر على علاقتنا .. أنا حقيقي ممتن لوقوفك جنب أختي يا دكتور...عن إذنك أستأذن أنا


وقف آدم مودعا إياه وما زال الزهول حليفه ...ظل واقفا في مكانه ينظر للباب بشرود واضعا يده في جيب بنطاله 

إلى أن جاءت أخته واخرجته من شروده قائلة بينما تمسك في يدها تلك الصغيرة

_آدم .... مالك واقف ليه كدا ده انت حتى مجتش سلمت عليهم وهما ماشين... في حاجة حصلت!، وماهر كان عايزك في ايه.؟


انتبه لها آدم ونظر لها مطولا قبل أن يجيب

_لا أبدا .. كان بيشكرني على وقوفي جنب أخته... تعالي يلا علشان اوصلكم على البيت إنتم كمان.


هتفت سها بتبرم 

_لا أنا مش مروحة الا رجلي على رجلك... إحنا هنفضل نتتظرك هنا لحد ما تخلص اللي وراك وترجع معانا ع البيت مش حابة اقعد لوحدي ورهف مش معايا فيه.


ابتسم لها آدم وهتف 

_ بتحبيها للدرجة دي


لتهتف سها بحب صادق

_قولي حاجة واحدة مأحبهاش في رهف... كفاية طيبة قلبها وبراءتها دي عمرها ما شالت من حد أو حقدت عليه...في قلبها تضحية كبيرة للكل ...دي ممكن تنسى نفسها على حساب اللي قدامها يبقى مبسوط.


ابتسم لها آدم ومن ثم أغمض أعينه بألم متذكرا زوجته شيماء الراحلة فهي كانت تشبه رهف كثيرا في العديد من الصفات 


استغربت سها صمته الذي طال فهتفت بريبة 

_طب وربنا انت مش طبيعي النهاردة ... انت متأكد ان ماهر مقالكش حاجة شغلت دماغك؟


قرر آدم ألا يفاتح أخته في هذا الأمر الآن فهو نفسه ليس مقتنعا بعد لذا هتف بجدية بعد أن حمل ابنته 


_يلا نروح ...مش هنخلص من أسئلتك دي هيقولي ايه يعني.. اتفضلي قدامي يا أخرت صبري.


كانت سها تسير أمامه وعندما قال ذلك نظرت له وهتفت مستنكرة

_أنا !!

ليدير وجهها للأمام مرة أخرى متظاهرا باابتسامة

_متخديش في بالك ..امشي يلا .

_آدم هتقضي معانا طول اليوم مفيش نزول المستشفى تاني

_هقضي اليوم معاكم خلاص بقا

ابتسمت له وضحكت بطفولية

_يس هو ده الكلام.

هز رأسه باستياء 

_طفلة 

سمع صوت صغيرته تشد من بنطاله من أسفل وهي تقول 

_بابا اوبح زي لهف

انحنى بجسده نحو ابنته وهم ليحملها وهو يقول بتدليل لابنته

_بس كدا .. تعالي يا روح قلب بابا 

لتضحك سها واضعة يدها على فمها

_لا انت فاهم غلط دي بتقولك شيلها زي ما رهف أخوها شالها ونزلها لحد تحت وهو شايلها ومرضيش ينزلها غير جوة التاكسي ..ما انت فضلت قاعد هنا ومجتش تشوفهم.


ابتسم آدم بإعجاب ولاحت على شفتيه بسمة راضية 

_ماجد مش كدا... طول عمره حنين عليها ...دايما رهف بتذكره بكل خير.


حركت سها رأسها بمعنى أنه من فعل هو ماهر وليس ماجد

_لا العجيب انه ماهر مش ماجد .. كإنه اتغير ٣٦٠درجة وبمقاش زي الأول


رفع آدم أحد حاجبيه باستنكار يريد أن يعرف هل تهتم أخته بأمره أم لا

_يا سلام وانتي عرفتي منين 

أجابت سها بتلقائية شديدة 

_من كلام رهف عنه زمان ... بس دلوقتي شايفة اللهفة في عنيه زي لهفة ماجد بالظبط ويمكن أكتر .


زفر آدم بضيق فهو غير راضي عن طلب ماهر لأخته لذا لم يعجبه أن تثني أخته عليه ..لذا هتف بصوت صارم

_طيب يلا خلينا نرجع البيت.

لكنها تسمرت مكانها مربعة ذراعيها أمام صدرها 

استغرب فعلتها فهتف بتعجب 

_ايه واقفة ليه كدا ...اتحركي يا سها مالك.

_شيلني زي رهف اشمعنى أنا .

علت ضحكة آدم أنحاء الغرفة وهز رأسه بعدم تصديق

_مش ممكن طفلة بتهتم بطفلة ...ابتديت أخاف على أيسل على فكرة 

لوت سها شفتيها بتبرم فهي لم يعجبها استهزاء أخيها بها 

ليقول آدم بينما يضع يده على مفتاح الانارة 

_هتتحركي ولا أسيبك هنا وأمشي ...أخلصي يا سها.


تقدمت سها بسرعة وهتفت بينما مرت من أمامه متجاهلة إياه لكنها هتفت بضيق

_آدم إنت بقيت قاسي أوي .


أحكم غلق غرفة مكتبة ومن ثم لحق بأخته ولف ذراعه الشاغر على رقبة أخته وتحدث وكأنما يهدهدها

_دي سها حبيبتي عندي بالدنيا كلها إيش فهمك إنتي.


حاولت ابعاد يده ومحاولة المشي سريعا لتسبقه

_ياسلام

ليلحق بها ضاحكا على تصرفاتها

_إيه مش مقتنعة .. طب إيه رأيك أني هشتالك فعلا..وهم بإنزال أيسل من يده 

رفعت سها حاجبيها بزهول وهتفت به واضعة يدها على فمها 

_هتعمل ايه يا مجنون

اقترب منها قائلا مدعيا الجدية 

_مش ده اللي انتي عايزاه وبتتهميني بالقسوة ... تعالي يلا 

تحركت هي للخلف وهي تنظر حولها باحراج 

_لالا أنا كنت بشوف ردة فعلك بس ...تشيلني إيه يا نهار أبيض والناس تقول عليا إيه.


ليستمر آدم بالتحرك نحوها 

_لا سيبك من كلام أي أحد ...أنا مستعد فعلا ..يلا 

حملت سها الصغيرة أيسل وتقدمت للأمام وقالت وهي تقبلها

_باباكي بقى مجنون فعلا.


ليضربها آدم على رأسها بخفة 

_لسانك طول ومحتاج قصه حبة ها ... مرة قاسي ومرة مجنون.. ماشي ماشي


احتضنت سها آخيها بحب

_إيه متدلعش على أخويا حبيبى ولا إيه ؟


قبل آدم رأسها بحنان

_اتدلعي براحتك ياحبيبة أخوكي ...استمعتي بكل لحظة حلوة ...علشان اللحظات الحلوة بتروح بسرعة وبنفضل عايشين على ذكراها يمكن تطيب لوعة القلب.


فهمت سها مقصده وتنهدت بحزن على حرقة قلب أخيها على زوجته الراحلة .

فمدت يدها تمسد على كتفه بحنان وكأنها تحاول أن تمتص بعضا من حزنه لتخفف عنه

ليتفت لها آدم بإبتسامة تزين ثغره يخبرها بها أنه بخير.

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

أسماء عبد الهادي

ترجل الأخوان أمام مطعم بالقرب من المجمع السكني الذي توجد شقتهم بها 

ليقول ماجد بابتسامة لم تغب عن ثغره مذ أن اعربت رهف عن نسيانها ما بدر منهم في حقها 

_إيه رايك يا قطتي نتغدى في المطعم النهاردة؟

هزت رهف رأسها بإماءة بسيطة بمعنى أنها موافقة على إقتراح أخيها

وهم ماهر ليحملها مرة أخرى ..لكنها تحرجت أن يحملها أخيها لداخل المطعم

_لا لا أنا اتحرج يا ماهر ...خليني ماشية جنبكم من فضلك.


ابتسم لها ماهر وهتف بصوت هادىء مرتاح

_خلاص يا روحي اللي تحبيه ..بس اسندي عليا ماشي؟

وضعت رهف يدها بين ذراع أخيها المثني الى جنبه ..لتمشي متكأة عليه وباليد الأخرى يمسكها ماجد الى أن وصلا إلى طاولة ما في إحدى زوايا المطعم حتى يتثتي لرهف تناول طعامها بهدوء 


_ها ست الحسن والجمال تحب تتغدى إيه ؟

قاهلها وهو ينظر الى أخته بوجه يعتليه ابتسامة واسعة


أطالت رهف النظر إلى عيني أخيها ومن ثم اغرورغت أعينها بالدمعات 

انتبه اليها الأخوان وقربا كرسيهما من اختهما وطالعاها باهتمام 

ليهت ماهر بقلق

_مالك يارهف أنا قلت حاجة زعلت؟

بينما هتف ماجد 

_قطتي بتعيط ليه ..مالك يا قلب ماجد.

تنهدت رهف مطولا ومن ثم نظرت لماهر ثانية وهتفت بتعجب من حالها

_هو إنت ماهر أخويا بجد.. اللي أنا فيه ده بجد حقيقة مش حلم جميل وهفوق منه قريب؟


ضم ماهر شفتيه بضيق من نفسه ثم احتضن وجه أخته بكفتي يده 

_حقيقة يا حبيبتي ..عيشي اللحظة واستمتعي بيها ..اللي حصل فوقني ..واوعدك إنك مش هتشوفي مني إلا كل الحب والاهتمام....أنا آسف على كل لحظة وجع سببتهالك يارهف ....أسف .


ابتسمت له رهف وسط دمعاتها الفرحة وهتفت بعد أن تنهدت براحة

_تعرف يا ماهر ان ده اللي كنت بطلبه من ربنا ليل نهار..كنت بتمنى من ربنا إني اقرب منك تمام زي ما كانت علاقتي بماجد بالظبط....واهو الحمد لله ربنا حققهالي .


نهض ماهر من مقعده وقبل جبين أخته

_يا حبيبتي ..ياقطتي ..ان شاء الله أكون ليكي زي ما بتتمني وأكتر .


جاء النادل ليستعلم عما يودوا طلبه 

لينظر ماجد الى قائمة الطعام ويعرف على الفور ما سوف تطلبه رهف ...ليطلب له مثلما سيطلبه لرهف 

ليقول ماهر بعدما فهم أن هذا الطبق ما تخبه أختهم

_خليهم ثلاثة لو سمحت.


احنت رهف رأسها ناظرة لماجد بتعجب

_انت لسه فاكر ياماجد

_ولا عمري نسيت ...أنا عارف كل حاجة عنك بتحبي إيه بتكرهي ايه..ايه الحاجة اللي بتفرحك وايه الحاجة اللي بتضايقك ..ببساطة انتي كتاب مفتوح بالنسبة لي.


_طب ليه... ليه صدقت إني ممكن أعمل حاجة زي كدا...أنا كنت هتجنن لما لقيتك صدقت زي الكل رغم إنك أكتر واحد عارفني.

قالتها بنبرة عتاب تود أن تعرف الإجابة التي كانت تؤرق منامها .

زفر ماجد بغيظ من نفسه ...وتحدث بينما ضم قبضتيه بشدة

_مكنتش مصدق ولو الدنيا كلها قالت كدا عمري ما كنت هصدق عنك حاجة  من دي أبدا ... لكن سكوتك يارهف ..وبكائك وخوفك المستمر خلوني اصدق ... وأكتر شىء خلاني أتجنن واتغابي عليكي ..أني فكرتك بتخدعيني طول الوقت...ظنيت إن قطتي المغمضة اللي مربيها على إيدي ...غفلتني وعملت الغلط من ورايا ..كنت بضربك كأب خايف على بنته من الطريق الوحش اللي هيه فيه ..مش علشان خايف من فضيحة او كلام الناس... كنت عايز افضل جنبك وأعلملك تاني الصح من الغلط لكن خفت عليكي من بطشي وأنا اللي بخاف عليكي من الهوا الطاير....مش معنى كلامي إني مغلطتش في حقك.. انا غلطت وغلط كبير كمان أني لوهلة ظنيت فيكي السوء وانتي أبعد ما يكون عنه ...إني بدل ما أنفي كلام الناس عنك...ثبت التهمة عليكي أكتر.. سامحيني يارهف ...متعرفيش أنا كنت بتعذب قد إيه وأنا على ظني ده ...واتعذبت أكتر لما عرفت الحقيقة واكتشفت إني جيت عليكي وظلمتك واللي زود موتي وحرقتي أكتر اللي عرفته من آدم من أذى عامر ليكي ...بس أنا انتقمتلك منه وكنت ناوي أخلص عليه فعلا وأخليه مش نافع لكن كان لازم اسيب فيه النفس علشان أخليه يطلقك ....ولسه الدور جاي على حسن الكلب بس لما يظهر لإنه مختفي ...حقك مش هسيبه يا رهف ..حتى حقك مني أنا كمان العقاب اللي هتقولي عليه هعمله .


صمت ماجد ونظر لأخته منتظرا جوابها الذي طال ...ليجدها استندت بيدها على المنضدة أمامها وهتفت بهدوء وهي تبدل نظراتها بين إخوتها ومن ثم أغمضت اعينها هنيهة

_أنا قلت إني خلاص مبقتش زعلانة منكم واني هنسى اللي فات علشان ارتاح أنا عانيت كتير ومحتاجة فعلا اتصالح مع نفسي قبل ما اتصالح معاكم كمان، لكن ده كان عتاب محب وحبيت أسمع أسبابك مش أكتر ...لكن علشان قلبي يصفى تماما من ناحيتكم ليا شرطين .

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع