القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الرابع والخامس بقلم نورا عبدالعزيز

 رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الرابع والخامس بقلم نورا عبدالعزيز



رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الرابع والخامس بقلم نورا عبدالعزيز


#جريمة_العشق_الممنوع

الفصــل الرابــع (4)  

بعنـــوان "خــدعـــــة" 


كانت “إيفا” تتجول فى منزل “إيلين” لتفتح باب أحدى الغرف ولتجد أجهزة كمبيوتر وأجهزة ألكترونية أخرى ففتح الضوء لترى صورة لها وهى تضع الخوزة على رأسها ربما لو رأها أى شخص أخر لن يتعرف عليها لكن كيف لها بأن لا تتعرف على صورتها، هذه الصورة قد نُشرت فى أحد المجلات الأجنبيةمصحوبة بمقال عن جريمتها وتوحشها، أقتربت “إيفا” أكثر وهى تنظر إلي هذه الحائط والمقالات المعلقة عليها فيبدو أن هذه الفتاة “إيلين” ذاكرت وأجتهدت جيدًا فى هذه القضية من أجل متابعينها على القناة والحصول على المال وربما هذا الجهد هو من جلب لها الموت وكلفها حياتها أستدارت “إيفا” عن هذه الحقائق ثم غادرت الغرفة وهى تفكر فى القادم وأعدت كوب من النسكافيه الساخن ثم جلست على الأريكة وهى شاردة فى المستقبل وكيف تلقي القبض على هذا الرجل الذي ينتحل شخصيتها لتغمض عينيها وهى تتذكر ما حدث منذ قليل وكيف كانت على وشك الموت من الشرفة حتى قطع شرودها رنين هاتفها لتري أسم “جاك” فأخذت الهاتف ودلفت للشرفة كي تتحدث معه وفور استقبالها الأتصال ووضع الهاتف على أذنها تحدث “جاك” بنبرة قلق وخوف قائلًا:- 

-أنتِ بخير؟ 


-امم متقلقش 

قالتها “إيفا” ببرود شديد وهى تتكأ بظهرها على الباب الزجاجى الخاص بالشرفة فقال “جاك” بجدية:- 

-لا تقلقين هذا الرجل لن يتحدث بشيء عنا؟ 


تنهدت “إيفا” بهدوء ثم قالت بسخرية:- 

-هذا الرجل!! الرجل اللى جبته عشان يحسس الشرطة أن حياتى فى خطر كان هيقتلنى بالفعل يا جاك but tell me, how long have your men been so stupid (من امتى ورجالك أغبياء؟) 


تنهد “جاك” بأسف شديد وهو يسمع حديثها بعد أن عرض رجاله حياتها للخطر بالفعل لم يكن تمثيل بحق ثم قال بأعتذار منها:- 

-sorry, it won’t happen again(اسف لن يحدث هذا مرة أخرى) 


أومأ “إيفا” له بالموافقة وقبول أعتذاره ثم قالت:- 

-امم متعتذريش يا جاك، دا كان أمرى أن الشرطة تحس أن حياتي فى خطر عشان يحمونى فعلا وأقرب منهم عشان أقدر أوصل لكل المعلومات اللى عندهم عن القاتل دا، لكن رجاءا متقولش لليزا حاجة عن اللى حصل النهاردة هتقلق زيادة ونظف الفوضي اللى حصلت، الشرطة قبضت على واحد من رجالك  


أجابها “جاك” بجدية وهو يقول:- 

-اجل لكن أنتبهى فى قربك من الشرطة وما تنوى فعله 


كادت ان تغلق الخط فأنزلت الهاتف عن أذنها لكنها وضعته مُجددًا وقالت:- 

-جاك ..متخليش حد يشوف وجهك، الوجه الأسيوي اللى عندك سيكون مميزة جدًا فى مصر عشان يفتكره أى شخص 


-لا داعى للقلق 


قالها “جاك” ثم أغلق الخط معها لتنظر على البطاقة الشخصية الخاصة بـ “يحيي” وهى تمسكها فى يدها وتنظر لها فى صمت .. 


______________ 


“فندق بوبلار” 


خرج “جاك” من التراس بعد أنهى مكالمته معها فوجد “ليزا” تقف أمام بعد أن سمعت جزء من الحديث ووجهها غاضب وأحمر أكثر من شدة نيران الغضب المكبوح بداخلها ثم قالت بأختناق:- 

-على ماذا تنوى؟ بماذا تقصد أنها ستقترب من الشرطة   


صمت “جاك” قليلاً وهو يتحاشي النظر لها ناظرًا للجهة الأخرى فصاحت “ليزا” بأنفعال شديد تقول:- 

-حسنا لا تخبرنى سأذهب لها وأسالها 


أستدارت لكى تغادر فأسرع “جاك” خلفها ومسكها من ذراعها ليمنعها من الرحيل وقال:- 

-لا تذهبى لهناك؟ تعلمين أنها حذرتك من الذهاب 


حدقت “ليزا” به بصمت ونظرة عينيها تعنى الأصرار على موقفها ليقول:- 

-حسنا سأخبرك بما تخطط له إيفا لكن لا تثورين علي بعدها  


أخبرها بالخطة كاملة لتصرخ بأنفعال قائلة:- 

-ماذا!! ستتقرب من قائد الفريق.. هل يُعقل أن تقترب مجرمة من ضابط الشرطة المُكلف بالقبض عليها.. كيف وافقتها على شيء كهذا ها.. أخبرنى كيف سيكون قرب إيفا من يحيي هو الأفضل لها 


وقف “جاك” من مكانه وقال وهو يربت على كتفها بلطف:- 

-فلتهدأي يا ليزا وثقي بإيفا 


رفعت “ليزا نظرها به ثم أبعدت يده عنها وقالت بأختناق وهى تعارض هذا الشيء:- 

-هل رأيت من قبل فريسة تدخل بيت الأسد وتخرج منه حية، فلتعرف أنى لن أغفر لك إذا أصاب إيفا شيء 


غادرت “ليزا” المكان غاضبة منه لتنهد “جاك” بأختناق فهو أيضا لا يوافق على هذا لكن “إيفا” لن تتلقي الأمور من أحد بل هى من تصدر الأمر.. 


_____________ 


“قسم الشرطة ” 


كان “يحيي” جالسًا فى مكتبه ويمسك فى يده الرصاصة التى أخرجوها من جثة “نوح” ومُدون عليها أسم “ملاك الموت” ويفكر فى تفاصيل القضية ليقطعه خروج “شريف” من غرفة التحقيقات وهو يقول:- 

-وكأن كل حاجة فى القضية دى بتحمي القاتل مش القتيل  


وضع “يحيي” الرصاصة فى جيبه وسأل “شريف” بجدية:- 

-حصل أيه 


-البيه طلع أطرش ومبيسمعش وخد أمر من الرجل اللى كان معه مكتوب فى رسالة تليفون أنه يقتل البنت اللى عايشة فى الشقة دى غير كدة ميعرفش ومسمعش ومشافش حاجة والرسالة فعلا موجودة فى تليفونه  


نظر “يحيي” إلى “هادى” الجالس على مكتوب بيأس وخذلان بعد أن هرب منه الرجل أثناء مطاردته ليقول “يحيي” بأختناق:- 

-خلينا نعزز حماية إيلين الاول  


وقف “هادى” من مكانه بأختناق وهو يتأفف ثم خرج للخارج لتقف “ألاء” وتذهب خلفه، خرج “هادى” امام باب القسم وهو يشعل سيجارة ينفث بها غضبه من الفشل فجاءت “ألاء” خلفه وكانت فتاة طويلة القامة لديها شعر قصير يصل لذقنها فقط ذات اللون الأسود ولديهاغرة شعر أمامية تصل إلى حاجبيها الرفيعين وعيني ذات اللون البنية وملامح وجه صغيرة ذات متوسطة البيضاء وجسد نسائي رفيع وترتدى قميص فضافض تدخله فى البنطلون الجينز وحذاء رياضي أبيض اللون فكانت فتاة فى هيئة رجل 


تحدثت “ألاء” بجدية قائلة:- 

-متزعلش إحنا هنقبض عليه مهما كان الثمن عشان حق نوح زميلنا مش هيروح كدة وأفتكر أن ما يقع غير الشاطر 


نظر “هادى” لها بأختناق فهذا الكلام لا يكفي لمؤاساته على خطأ لم يقصده ولن يخفف من شعره بالذنب ثم قال بغضب مكبوح:- 

-بس الغلطة فى شغلانتنا دى بتكلف حياة شخص مالهوش ذنب  


تركها وغادر القسم بأكمله لتنظر ألاء له فى صمت وهو يغادر شاب نحيف وطويل القامة ويبدو أن عقله الان غاضب رغم انه فارغ كرأسه الأصلع وحتى عينيه السوداء تحمل هذا الغضب بداخلهما لتعود “ألاء” للداخل وعندما دخلت وجدت “يحيي” ينظر إلى الرصاصة الخاصة بملاك الموت... 


وفى الجهة الأخرى كانت “إيفا” تجلس على الاريكة وتنظر على البطاقة الخاصة بـ “يحيي” بين يديها وهى تفكر كيف ترسم موقف بدون خطأ لكى تتصل به وتتقرب منه لكن هذا المرة لم تفعل هى بل القدر الذي فعل عندما قطع شرود “يحيي” رنين هاتفه فأجاب وهو يغلق قبضته على الرصاصة وكان المتصل رقم مجهول:- 

-ايوة 


أتاه صوت رجل  يقول:- 

-يحيي باشا  


أوما “يحيي” بنعم وهو يقول:- 

-ايوة أنا مين معايا  


-أنا الامن بتاع مبني سكالا، حصرتك قولتلى لو حسيت بحاجة غريبة أكلم حضرتك  


أنتبه “يحيي” للحديث بأهتمام وهو يقول:- 

-اه حصل حاجة  


-فى موتسكل اسود عليه رجل ملثم عامل يلف حول المبني أكثر من 3مرات والرجل جه من شوية يسألنى على المدام اللى ساكنة فى شقة 47 


وقف “يحيي” من مكانه وهو يضع الرصاصة فى جيبه ويأخذ سلاحه يضع فى  جرابه بجانب صدره وخرج من القسم متجه إلى المبنى السكني 


وعندما وصل وجد رجل الأمن فى أنتظره ليقول:- 

-هو فين؟ 


-أختفى من ربع ساعة وأنا مش لاقي على كاميرات المراقبة  


تأفف “يحيي” بأختناق ثم ركب المصعد مُتجه إلى الطابق العاشر حيث تقع شقة “إيلين” 


كانت “إيفا” تقف أمام البوتاجاز وتنظر فى الأناء المياه بداخله على وشك الغليان وتفكر كيف تذهب إلى القسم وعن أى سبب ستخبر الشرطة، هل يجب أن تصطنع حادثة قتل لها مجددًا؟ ام تتصل بـ “يحيي” وتدعي البراءة والضعف وتخبره انهاتخاف من النوم وحدها لكن هل ينطلى علي رائد فى الشرطة هذا السبب وهل هى طفلة لتخاف وحتى ان حدث هى لا تعرف كيف تظهر ملامح الخوف وطيلة حياتها كانت مصدر الخوف للجميع ولن تشعر هى بالخوف بل أكتفت بأرعب الجميع وحتى أسمها وحده كفيل بأرعب البعض فكيف ستمثل شيء لا تعرف ماهيته  


فتح كيف النودلز وقبل أن تضعه فى الماء دق جرس الباب لتتعجب وتأخذ سكين فى يدها وتخرج لتفتح الباب دون أن تحذر أو تسأل من الطرق بل فتحت وكأنها فى انتظار ضيف تعرفه لترى وجه “يحيي” امامها فى هذه اللحظة التى رأت “إيفا” وجهه شعرت وكأنها حققت هدف جديد لكن هذه المرة لم تفعل بل كان القدر فى خدمتها  


نظر “يحيي” للسكين فى يدها ثم لوجهها فلم تتفوه “إيفا” بكلمة واحدة بل دخلت لتكمل طهى طعامها فدخل “يحيي” خلفها وهو يقول بجدية ممزوجة بغضب من فعلتها:- 

-أزاى تفتحى الباب كدة من غير ما تسألى مين اللى بيخبط ولا حتى تتجاهلى الفتح أصلا 


أجابته وهى تضع النودلز فى المياه الملغية بنبرة خافتة تدعى البراءة:- 

-مجرد عادة انى أفتح الباب من غير ما يسال يمكن لأنى متأكدة مهما كان الطارق هكون معرفهوش  


تذكر “يحيي” المعلومات التى جمعها “هادى” وأنها لا تستقبل الضيوف ولا تملك أصدقاء وأقارب، أنهت صنع النوذلز وجلست على الطاولة تتناوله فى صمت ليجلس “يحيي” هو الأخرى أمامها يراقبها وهى تتناول الطعام عن كثب بينما “إيفا” تمظر فى الطعام وعقلها يفكر بدون توقف كيف تفتح مجال الحديث أو خطوة التقرب من هذا الرجل ليقطعها “يحيي” بجملته وهو يقول:- 

-محاولتيش تفتكري حاجة عن الحادثة؟ 


-لا 


قالتها بهدوء وهى تنظر فى طعامها فنظر “يحيي” إلى السكين التى وضعتها على الطاولة فقال بجدية:- 

-تفتكرى السكينة دى ممكن تحميكى من  مجرم محترف زى ملاك الموت  


أشتاطت “إيفا” غضبًا من ذكره لأسمها وهى لا تفعل شيء ما ذنبها فى ان ينتحل هذا الشخص اسمها ويقلدها فرفعت نظرها له بضيق شديد واضح فى ملامحها وقالت:- 

-وحتى لو كان مجرم عادى المفروض أن استسلم للهزيمة والموت على الأقل لازم أحاول أحمي نفسي مهما كلف الأمر  


كانت تتحدث عن نفسها كـ “إيفا” وليس كشخصية “إيلين” ثم تابعت بأختناق شديد:- 

-ثم لو أنا محمتش نفسي مين هيحمينى  


أجابها “يحيي” بثقة وهى ينظر بعينيها الزرقاء قائلاً:- 

-أنا هحميكي 


أجابته “إيفا” بنبرة هادئة تدعى البراءة والضغف قائلة:- 

-تفتكر لو المجرم جه وحاول يقتلنى هيستنى أن حضرتك توصل  


صمت “يحيي” ولم يجد جواب على حديثها ليتحاشي النظر عنها وهو يحنى رأسه للأسفل قليلًا، حاولت “إيفا” أن تبكي لتثير أحساسه بالذنب أكثر وهو الآن فى لحظة ضعف واضحة لكنها لا تجيد البكاء والضعف وكل هذه المشاعر الضعيفة البغيضة تثير أشمئزازها وهى لا تعرف كيف تفعلها فلم تجد شيء يبكيها الأن سوى الألم فأغلقت قبضتها بقوة على الشوكة بيدها المجروحة وتضغط بقوة أكثر وهى تتألم وكبح صراخها ليسمع “يحيي” صوت أنين مكتوم يصدر منها فرفع نظره بها ليرى عينيها تدمع بغزارة ويدها ترتجف ليأخذ يدها بين يده وتسقط الشوكة من يدها وهى ترفع نظرها به فقال بهدوء:- 

-أنا هقبض على المجرم قبل ما يأذيكي  


تمتمت “إيفا” بضعف وهى تتألم حقًا من يدها بعد أن جعلتها تنزف بقسوتها قائلة:- 

-أنا مش عايزة أموت  


أربت “يحيي” على يدها بلطف وقال:- 

-متموتيش أتفقنا 


أومات له بنعم وهى تجفف دموعها بيدها الأخرى ف  

رفع "يحيي" نظره بها فى هدوء ثم سألها:- 

-خايفة؟  


أجابته "إيفا" بنبرة باردة دون ان ترفع نظرها به أو تعطيه أى تعبير على وجهها يوضح له ما يجول بخاطرها قائلة:- 

-هو المفروض أخاف؟  


تعجب من هدوءها وهذا الكم من الصمود والقوة التي تتشبث بها رغم كل ما يحدث وتعرض حياتها للخطر أكثر من مرة ثم رد "يحيي" عليها بجدية يقول:- 

-الطبيعي، طبيعي أنك تخافي لما تتعرضي لمحاولة قتل، طبيعي أنك تخافي لما تتعلقي فى سور البلكونة من الدور العاشر وتبقي على وشك الموت ولما يدخل عليك قاتل فى المستشفى، لكن اللى مش طبيعي صمودك دا  


تركت "إيفا" طبق النودلز من يدها ووقفت فى صمت وهى تسير نحو الشرفة لتنظر للشارع فى الاسفل بصمت وتفكر بشرود فى حياتها لتقول بجدية:- 

-يمكن لأني أتعودت طول حياتي أنى حامي نفسي وعشان أحمي نفسي من أى خطر لازم أكون قوية، يمكن لأني متعودتش أن حد يطبطب عليا وعلى طول أنا اللى لازم أطبطب على نفسي واهون عليا  


وقف "يحيي" من مكانه وهو يسير نحوها وقد لمس حديثها قلبه وشعر بضعف هذه الفتاة رغم اصطنعها القوة والشجاعة، ألمه صدره على وحدتها وحياتها البائسة، أقترب نحوها أكثر وهو يفكر فى حالها ويتذكر عناقهما وهو يحاول أنقاذها قبل السقوط من النافذة، وقف خلفها مباشرة ورفع يده ببطيء وهو يُقربها من كتف "إيفا" وقبل أن يربت علي كتفها ليخفف من مؤاساتها ووحدتها القاتلة؛ أغمض عينيه بغضب من ضعفه وأستسلمه الدائم أمام هذه الفتاة وكأنه مسحورًا بها لينزل يديه سريعًا قبل أن يلمسها ويستدير لكي يرحل من خلفها ومن منزلها بأكمله دون أن يُجيب عليها او يتفوه بكلمة واحدة لكنه توقف عندما سمع صوت طلقة نارية وزجاج يُكسر بصوت قوي ليستدير لـ "إيفا" مُجددًا ويُصدم عندما..... 


 وجد الباب الزجاجى للنافذة كُسر فأستدارت “إيفا” له بضعف وهى تلهث وتلتقط أنفاسها بصعوبة ليرى الدماء تسيل من كتفها وهى ترتجف من رؤية هذه الدماء وتنظر له بعد أن استقبلت أول رصاصة غدر من هذا الوغد الذي ينتحل شخصيتها وهرع “يحيي” نحوها ليمسك جسدها قبل أن تسقط لتسقط بين ذراعيه مُجددًا وجلس بها أرضًا لتتحدث “إيفا” بتلعثم شديد وهى تتشبث به قائلة:- 

-أنت قلت هتقبض عليه قبل ما يقتلنى  


فقدت الوعى بين ذراعيها ورأسها فوق صدره ليحملها بهلع وركض للخرج يأخذها للمستشفى …. 


____________ 


“فندق بوبلار”  


أتصل أحد رجال “جاك” به من المجمع السكنى سكالا ليخبره بأن الفتاة التى طلب منه مراقبتها وحمايتها تعرضت لطلق نارى فهلع “جاك” و”ليزا” عندما سمعوا الخبر بعد تعرض “إيفا” لطلق نارى وخرجت “ليزا” وحدها إلى المستشفى لتطمئن عليها  


__________ 


كان “يحيي” واقفًا أمام باب غرفة العمليات فى أنتظار خروج الطبيب أو اى شخص من الداخل ليطمئنه عليها وكان فلا حالة يرثي بها وهو يشعر بالذنب تجاه هذه الفتاة التى أوشكت على فقدحياتها بسبب تقصير فريقه فى القبض على هذا المجرم وهو حر طليق فى الخارج هى على فراش الموت الأن .. 


رأى “ليزا” فى زى التمريض تركض وهى تدخل لغرفة العمليات لينقبض قلبه وعقله على وشك الانفجار فقد أعتقد أن حالة هذه المريضة ساءت لدرجة انهم طلبوا ممرضة تحمل أكياس دماء للداخل.. 


دخلت “ليزا” لغرفة العمليات وبقت تنظر من خلف النافذة على هذه الفتاة وهى على فراش المرض والأطباء شقه جسدها بالمشرط ويعبثوا بأحشاءها أنهى الطبيب الجراح وأخبرهما ان الرصاصة كانت فى الكتف وحالتها مستقرة ليهدأ روعة “ليزا” رغم أنها تكاد تموت قلقًا عليها وترغب بدخول غرفتها لكنها لا تستطيع بوجود “يحيي” الجالس جوارها فى أنتظار أفاقتها بل زاد الأمر سوء عندما جاء فريق الشرطة بأكمله إلى المستشفى... 


كانت “إيفا” غارقة فى نومها وكعادتها تصارع الذكريات والقتلة التى سلبتهم أرواحهم فبدأت ترتجف بضعف وظهرت حبيبات العرق على جبينها لينتبه “يحيي” إلى حالتها فمسك يديها بلطف وهو يتمتم بصوت خافت:- 

-اطمنى أنا جانبك 


فتحت “إيفا” عينيها فى الصباح الباكر بضعف وتعب وهى تبدأ تجمع ما حدث لتجد نفسها فى غرفة المستشفى وبجوارها “يحيي” يحتضن يدها بلطف بعد أن قضي الليل بأكمله بجوارها متشبث بها وفور فتح عينيها أقترب منها بهدوء وقال:- 

-أنتي كويسة؟ 


حاولت النهوض لكنه منعها لكنها لم تكترث لأمره فجلست على الفراش وهى تقول:- 

-أنا عاوزة أخرج من هنا 


-مينفعش أنتِ لسه خارجة من عملية  

قالها “يحيي” بجدية لتصيح به بغضب يسكن قلبها مما حدث وتعرضها لطلق نارى تعتبره أهانة لها وهى الأن بحاجة لتحدث مع رجالها لتقبض على القاتل بطريقتها الخاصة فقالت:- 

-المفروض أفضل هنا عشان يجي يحاول يقتلنى تانى فى المستشفى 


نزعت المحلول الطبي من يدها وهكذا الكانولا لتنزل من الفراش فوقف “يحيي” بهرع من تسرعها وغضبها ليحاول منعها فقال:- 

-حتى لو خرجتى أنتي مينفعش ترجعي بيتك  


-هنزل فى أى فندق ممكن تسبنى دلوقت لان معنديش أستعداد أموت وأن مستنية شرطة فاشلة تحمينى  

قالتها بأختناق سافر وأبعدته عن طريقها ليمسك يدها الاخرى ويسحبها معه للخارج فقالت بتذمر وانفعال شديد:- 

-أنت بتعمل أيه؟ 


-بحميكي أنتِ هتقعدى فى بيتى لحد ما أقبض عليه عشان أثبتلك أن الشرطة مش فاشلة  


صاحت به بأختناق سافر وهى تحاول أفلات يدها منه بقوة قائلة:- 

-سبنى بقولك سبنى أنا مش هقعد فى بيتك .. 


لم يعري أهتمام لحديثها ثم أخذها بالقوة إلى منزله فأوقف السيارة وهو يقول:- 

-أنزلى  


نظرت له بأختناق شديد وضيق لتقول:- 

-معقول تعرض أهل بيتك للخطر، أفرض جه هنا كمان  


أجابها يحيي” وهو يفتح حزام الامان الخاص به قائلا:- 

-أنا عايش لوحدى ولو هو غبي يجي هنا عشان يبقي سهل علينا الامر  


ترجل من سيارته ثم ألتف ليفتح الباب لها وأخذ بيدها فهى حقًا ما زالت مريضة لكنها لا تهتم لأمر جرحها بقدر غضبها من الاهانة التى لحقت بها من هذا الوغد، دلف بها من باب العمارة فأوقفه البواب وهو يقول:- 

-البريد يا يحيي باشا  


أخذ منه أظرف البريد بيده الاخرى وهو يساندها ثم صعد بها للطابق الثاني حيث شقته ثم جلسها تجلس على الأريكة ووضع البريد على الطاولة أمامها وكان من بينهما ظرف مغلق بالشمع الاحمر ودلف للغرفة فى هدوء لتنظر للشقة فى نظرة سريعة ثم نظرت للبريد على سهو لتنتبه لهذا الشمع الاحمر ولا تعلم لما شعرت بشيء سيء يحدث فأخذت الظرف وكان مكتوب عليه اسم “يحيي” وجملة “ملاك الموت” وكان هذا الاسم كفيل بأن يجعلها ترغب بفتحه وبالفعل فعلت بعد أن وضعت الشمع على النار وهى تنظر خلفها بخوف من ان يخرج الآن وصُدمت عندما وجدت صورة “إيلين” وصورتها ….


يتبــــــع... 


#جريمة_العشق_الممنوع 

__الفصــــل الخــامــس (5)__

____بعنـــــوان "وحـشـيــــة إمــرأة"____


صدمت عندما وجدت صورة “إيلين” وصورتها المشوهة وكان المرسل يعلم من هي بحق فأخفت صورة “إيلين” في حامل الذراع الخاص بها وأغلقت الظرف بالشمع مرة أخرى على النار لتسمع صوت “يحيي” في الخلف يقول:- 

-بتعملي أيه؟ 


هتفت “إيفا” بنبرة هادئة مربكة وهى تضع الظرف في جيبها وتقول:- 

-كنت عاوزة أشرب 


أخذها “يحيي” للخارج وجعلها تجلس مرة أخرى على الأريكة ثم قال بلطف:- 

-أنا هجبلك مياه أرتاحى أنتِ 


دخل “يحيي” المطبخ وتركها فوضعت الظرف مكانها وسط البريد قبل أن يلمحها “يحيي” ثم عاد إليها بكأس من الماء ... 


___________________ 


وصل “شريف” مع “ألاء” إلى قرية ريفية يبحثون عن والدة “علاء” وبعد الكثير من التساؤلات بين أهل القرية وصلوا للمنزل وكان عبارة عن بوابة خشبية صغيرة وقصيرة لينظر “شريف” من أعلى الباب ليرى بهو المنز ل والملابس المبللة معلقة على حبل طول مربوط أحد أطرافه بشجرة والأخر معقودة في المنزل الصغير وكان هناك بعض الدجاج بداخل قفص خشبي وماعز مربوطة في الشجرة وأمام الطعام ليعلم من الهيئة الخارجية للمنزل بأن هذه منزل لأمراة فلاحة ريفية أصيلة لا تلعم شيء عن التكنولوجيا ولا التقدم الذي وصل له العالم الأن، تمتمت “ألاء” بهدوء وهى تنظر للمنزل مثله:- 

-أعتقد أن زى ما الناس قالوا أنها عايشة لوحدها وبتاجر في المنتجات الحيوانية لأهل القرية 


جاءهما صوت من الخلف لسيدة عجوزة وكبيرة في السن تقول:- 

-واقفين على بابي كدة ليه 


أستدار الأثنين لها ليروا أمراة قصيرة وظهرها منحني للأمام بشدة وتسحب خلفها عربة تحمل عليها أناءين كبار جدًا فأسرع “شرؤيف” لها يساعدها في دفع العربة وهو يقول:- 

-خلينى أساعدك 


دعته يساعدها وفتحت باب المنزل ثم رحبت بهما فجلست على الأرض بعد أن قدمت لهما الشاي الساخن ليقول “شريف”:- 

-إحنا عندنا بعض الأسئلة عن أبنك علاء 


قضبت السيدة حاجبيها وقالت بحدة وهى تحدق بهما:- 

-ابنى مات من يوم ما سبنى هنا ومشي عشان يعيش في المدينة  


نظرت “ألاء” لصديقها ثم قالت لها بنبرة لطيفة :- 

-حضرتك تعرفي مراته إيلين 


أنبهرت السيدة من جملتها وحدقت بهما بذهول ودهش أصابتها فقالت مُتمتمة:- 

-هو كمان أتجوز؟ 


نظر “شريف” إلى “الاء” في صمت ثم قالت السيدة بأختناق شديدة:- 

-على كلا أنا ابنى مات زى ما قولتلكم وأتفضلوا برا بيتى  


وقفت وهى تتكأ على عصا بسبب ضعفها وقامت بطردهم من بيتها وهى غاضبة وحزينة فنظرت “ألاء” إلى “شريف” بعجز وقالت:- 

-هنعمل ايه؟ 


نظر “شريف” لها بأختناق ثم للمنزل بصمت قاتل... 


__________________ 


كانت “إيفا” جالسة في غرفة داخل منزل “يحيي” وتفكر فيما حدث ليدق باب الغرفة ويهمس “يحيي” لها من خلف الباب:- 

-العشاء جاهز  


تنهدت “إيفا” بأختناق وهى تشعر بأنها مقيدة في هذا المكان ثم خرجت لتجلس جواره على السفرة وتبدأ تناول الطعام بهدوء وكأنها لا تستطعمه أو  لا تهتم بأمر طعمه وذوقه كالأنسان الألى أو الحيوان يأكل ليشبع حاجته في الجوع فقط وكل هذا الصمت تحت أنظار “يحيي” فقطعه بهدوء قائلاً:- 

-الأكل مش عاجبك؟ 


أجابته “إيفا” وهى تنظر في الطبق الموجود أمامها دون ان ترفع نظرها به قائلة:- 

-جميل..أنا شبعت عن أذنك  


وقفت وتركته وحده وبدأت تتجول في المكان وهو يفكر كيف يجمع منها المعلومات وهى لا تتذكر شيء أراد “يحيي” أن يسألها عن زوجها المختفي لكنها لا تتذكر شيء فهل يصح ذلك؟ 


وصلت “إيفا” أمام حائط معلق عليه بعض الصور الشخصية ورأت صورة لطفل هناك، ظلت تنظر عليها دقائق طويل حتى قطع شرودها بهذا الطفل صوت “يحيي” يقول:- 

-يوسف ابني عنده 5 سنين 


نظرت “إيفا” له بدهشة وقالت بتعجب:- 

-أنت متجوز؟ 


أجابها وهو يقدم لها كوب بيه المشروب الساخن لأجلها وأحتفظ بالكوب الخاص بيه يقول:- 

-مطلق ويوسف عايش مع امه  


عادت “إيفا” بنظرها لصورة هذا الطفل، رن جرس الباب فذهب “يحيي” يفتح ووجد “شريف” على الباب فرحب به وأدخله ليرمق “إيفا” بنظره بأقتضاب ثم قال 

-أنت أتجننت يا يحيي!!  


رفع "يحيي" نظره فى "شريف" بأقتضاب وغضب ليتراجع "شريف" عن حديثه بإحراج قائلاً:- 

-مش قصدي يا يحيي باشا بس مفيش حد عاقل يدخل ضحية بيته وحياتها مُعرضة للخطر  


أجابه "يحيي" وهو ينظر على "إيفا" الجالسة فى زواية الصالون وحدها ومُنكمشة فى ذاتها متشابكة الأصابع واليدين بتوتر وأرتباك قائلاً:- 

-أصلي أتجننت وتاني مرة يا حضرة الضابط أوعى تتخطي حدودك فى الحوار والكلام معايا، أنا مش واحد صاحبك بيقعد معاك على القهوة بعد الشغل تأخدولكم دور طاولة، أنا رئيسك فى الشغل للعلم ولو سيادتك متعرفش وأنا حر فى بيتى أدخل فيه اللى أنا عايزاه  


كاد "شريف" أن يتحدث معه قائلًا:- 

-بس يا يحيي باشا دى الضحية الوحيدة اللى نجت من ملاك الموت مجاش فى بالك مرة أنها ممكن تكون متفقة معاه او شريكته فى الجرائم...  


قطعه "يحيي" بحدة ولهجة قوية غليظة وهو يشير بسبابته فى وجهه يقول:- 

-بس لحد هنا وكفاية وبكرة لينا كلام تاني فى القسم يا حضرة الضابط 


غادر "شريف" الشقة بأختناق، أقترب "يحيي" منها فى هدوء وهو يعلم بأنها قد سمعت كل هذا الحديث وقبل ان يتحدث وقفت "إيفا" من مكانها بغضب وقالت دون ان تنظر له:- 

-أنا همشي 


مرت من أمامه بضيق وهى حقًا ترغب بالمغادرة لتعود إلى رجالها وتحقق أهدافها أم إذا ظلت هنا ستصبح تحت مراقبته وعيونه ولن تنجح فى تنفيذ شيء، استوقفها "يحيي" وهو يمسك معصمها بقوة ويقول:- 

-هتروحى فين؟  


رفعت نظرها به بحدة وقالت:- 

-أى مكان أنا عندي فلوس كتير تخليني اشترى شقة جديدة وعربية ولا حضرتك متخيل ان الشغل على اليوتيوب والهكر مبيجبش فلوس ولو على القاتل أن أعرف أحمي نفسي كويس  


نظر "يحيي" إلى يدها الأخرى وكانت تمسك بها سكين الفاكهة ليقول وهو يُديرها له بلطف:- 

-هتحمي نفسك من قاتل محترف بسكينة الفاكهة دى  


أخذ السكين من يدها وهى تقف مقابلة له وتنظر بوجهه جيدًا لتُتمتم بصوت مبحوح:- 

-أنت طلعت ليا منين!!  


سمع "يحيي" جملتها بسبب قُربه منها فرفع عينيه بها وكانت تحدق به بشرود حتى أنها لم تستوعب انها لفظت بجملته بصوت مبحوح، عينيها الزرقاء كانت كفيل بإيقاف صوت عقله ووجهها البريء رغم أنه مليء بالكدمات والندوب من الحادثة ليُجيب "يحيي" بنبرة خافتة دافئة قائلاً:- 

-من القدر، القدر هو اللى جمعني بكِ  


-معرفش دا من حُسن قدري ولا سوء قدرى  

قالتها "إيفا" بنبرة هادئة ثم أبعدت يديه عنها وغادرت من أمامه لتدخل غرفتها فى صمت وتتركه خلفها واقفًا كما هو...... 


_______________ 


مرت الأيام و “يحيي” يعتني بـإصابة “إيفا” حتى تحسنت  ومازالت أمامه هذه الفتاة الضعيفة الهادئة، خرج “يحيي” للذهاب إلى عمله صباحًا فأنتهزت ”إيفا" الفرصة وخرجت من المنزل وأتصلت بـ “جاك” لتطمئن علي أحوالهم من هاتف عمومية فقال “جاك” بضيق:- 

-ليست أفضل حال، الرجال بالنادى يقوم بالعصيان على الأوامر وأنقطاع المهام يشعرون بأنهما في سجن بسبب حبسها داخل النادى  


تعجبت “إيفا” من حديثه وقال بسخرية:- 

-عصيان، أنا هقتلهم  قريب يا جاك متقلقش أنا هحل الموضوع  


أغلقت الهاتف ثم ذهبت إلى المحل البقالة وأشترت بعض الأغراض لتكن حجتها في الخروج أمام “يحيي” وعندما عادت للمنزل وجدته في المنزل، حدق بها بانفعال وغضب ليصرخ قائلاً:- 

-أنتِ أزاى تخرجى من غير أذني ها  


صاحت “إيفا” به بأنفعال شديد بسبب صراخه تقول:- 

-هو انت حابسنى هنا ولا أيه، وبعدين أنت بتزعق وبتتشرط كدة ليه أنا مش جارية عندك  


ألقت بالأكياس في الأرض وذهبت لغرفتها وأغلقت الباب من الداخل بالمفتاح وجلست على الفراش تفكر في أمر العصيان والتمرد من رجالها في حين أن “يحيي” كان يعتقد انها غضبت من قسوته فوقف خلف الباب وقال:- 

-أنا مش قصدى أعلى صوتى عليكى بس أنا لما رجعت وملاقتكيش خوفت وقلقت يكون حصلك حاجة  


تنهدت “إيفا” بهدوء ثم قالت بنبرة هادئة:- 

-حصل خير ممكن تسيبنى أنام بقى لأني تعبانة  


-تصبحي على خير  

قالها “يحيي” وغادر من أمام غرفتها، ظلت “إيفا” في الغرفة تفكر حتى دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فأرتدت سويتيشرت رجالى خاص بـ “يحيي” ذات اللون الأسود طويل عليها وأكمامه تخفي أصابع يدها ثم وضعت غطاء الرأس الخاص به على رأسها وأرتدت قناع (كمامة) أسود اللون على وجهها وفتحت نافذة الغرفة ونظرت على المفتاح الموضوع في الباب من الداخل ثم قفزت من النافذة هاربة من المنزل.... 


____________________ 


“فنـــــــــدق بـوبـــــــلار”   


خرجت “ليزا“ من المصعد فى الفندق بالطابق الأخير بصحبة “جاك” وهى تقول:- 

-لماذا أخبرتها بما حدث لقد أخبرتك أنى سأجد حل بالتأكيد  


تحدث “جاك” بتذمر وهو ينظر على حالها يقول:- 

-ستجدين حل؟ هل جُننتي يا ليزا كيف تذهبين إلى النادى لمواجهة المجرمين وحدك وبدون علمى، هل أعجبك ما فعلوا بكِ الأن 


كاد “ليزا” أن تجيبه لكنها توقفت عن السير وأبتلعت حديثها قبل أن تنطق به عندما رأت “إيفا” جالسة على مقعدها بأنتظارهما، أزدردت “ليزا” لعابها بخوف وهى ترمق “إيفا” ثم “جاك” بقلق وتوتر فوقفت “إيفا” من مكانها بهدوء قاتل وهى تسأل بنبرة هادئة تكاد تصل إلى “ليزا بعد أن سمعت حديثهما”:- 

-ماذا فعلوا بكِ هؤلاء الأوغاد يا ليزا؟ 


لم تتجرأ “ليزا” على التفوه بما حدث خوفًا من غضب هذه الفتاة فصاحت “إيفا” بنبرة قوية أرعبت الأثنين من مكانهما وخلعت قلوبهما من صدرهما عندما قالت:- 

-عملوا ايه؟ 


هتفت “ليزا” مجيبة عليها بتلعثم شديد وهى تخشي بحق غضب هذه الفتاة فهى لم تنسي يوم أن لقبها هو ملاك الموت وهدوءها أكثر رعبً من حديثها قائلة:- 

-مجرد خدش صغير بدون قصد  


قالتها “ليزا” وهى تظهر ظهر يدها لـ “إيفا” فأقتربت “إيفا” منها وهى تحدق بالخدش الصغير وهو لا يكمل عقلة أصبع واحدة بدقة فتمتمت “إيفا” بنبرة هادئة:- 

-تجرأوا على لمسك ألم يكفيهم التمرد والعصيان علي ؟ 


رفعت “إيفا” نظرها عن الجرح ورأسها للأعلى بفخر وغرور قاتل ثم قالت:- 

-جهز العربية يا جاك على ما أغير هدومى  


صعدت للأعلى لتبدل ملابسها فتمتم “جاك” قائلاً:- 

-فلتستعدي سيكون لدينا عمل طول الليل فى تنظيف الفوضي التى ستحل علينا لأجلك يا ليزا 


أتصل “جاك” بالسائق ليجهز العربية الخاصة بها وبعد قليل نزلت “إيفا” وهى ترتدى بنطلون أسود وقميص أسود اللون تدخله فى البنطلون وفوقهم بلطو جلد يصل لأسفل ركبتيها ثم عقدت رباطه حول خصرها تغلقه وركبت المصعد بصحبة “جاك” و”ليزا” فتنحنحت “ليزا” بهدوء ثم قالت بلطف:- 

-إيفا أُاكد لك بأنهم لم يقصدوا ذلك أبدًا  


لم تجيبها “إيفا” بل ظلت صامتة … 


فى مكان أخر بقرب النهر وأسفل أحد الكباري كان يوجد مبني خاص بمصنع مهجور على مساحة كبيرة تكفي لتكن ملعب كرة قدم مليء بالرجال جميعهم يتبارزون ومنهم من يمسك السكين وتدريب من الأخر على القتال بها والبعض الأخر يجلسون على الأرض مُنهكين من المبارايات والمبارزاة والبعض يضمد جرحهم كان هذا المكان أشبه بساحة حرب ومعظمهم عاريين الصدر فسمعوا صوت سيارة بالخارج على عكس المعتاد فلم يقترب أحد من قبل من هذا المكان وقف أحدهم وتسلق الصناديق الموجودة ونظر من خلف القبضان الحديدي ليصرخ بهلع شديد قائلا:- 

-fuck you، لقد جاءت السيدة  


هلع الجميع من أماكنهم فور سماع جملته وتوقف البعض عن الملاكمة والمبارزة فتح باب المبني الحديدية ودلفت منه السيارة السوداء رباعية الدفع وتوقفت ثم أغلق الباب مجددًا ليترجل “جاك” أولاً من جوار السائق الذي لزم مكانه دون حرك ثم فتح الباب الخلفي لتترجل منه “إيفا” ومن جوارها نزلت “ليزا”، رأها الجميع فهلعوا من أماكنهم ووقفوا بجوار بعضهم فى صف واحد لم يتح\خطي أحدهم هذا الخط الأحمر المرسوم فى الأرض وهم أكثر من 80 رجل من مختلف الجنسيات السودانيين والامريكيين والهنود والتركيين والكورييين واليابانين وغيرهم وكأن “إيفا” تأخذ تذكار من كل بلد تذهب إليها رجال تضمهم لعصابتها.. 


ركض أثنين منهم يحضروا المقعد الخاص بها ووضعه أمام السيارة وهو المقعد الوحيد فى المكان ويشبة كرسي الملك فحدقت بهم “إيفا” بنظرة غضب قاتل ثم دفعت المقعد بقدمها ليسقط أرضًا ووقفت أمامهم ليفزع الجميع من مكانهم وينتفضون من غضبها الواضح وكأن الهلاك قد حل بهم وعلى يسارها “جاك” وعلى اليمين “ليزا” 


تحدث “جاك” بجدية وهو يشير على خمسة رجال يقفون خارج الصف جانبًا وكان منهم شاب صغير لم يكمل العشرين يقول:- 

-هؤلاء هم الأعضاء الجدد 


لم ترفع “إيفا” نظرها بهم بل ظلت تنظر لهؤلاء الرجال ثم بدأت تتحدث بالأنجليزية بسبب أختلاف الجنسيات واللغات لهؤلاء:- 

-تجرأتم على العصيان.. يا لكم من حثالة تستحقون أن أسحقكم كالحشرات.. لكن ليس الأن، دعونا من أمر العصيان والتمرد جانبًا  


مسكت يد ”ليزا” بغضب سافر وأوضحتها لهؤلاء الرجال وهى تقول بنبرة مُخيفة:- 

-من الذي تجرأ على لمس ليزا أيها الأوغاد  


صمت الجميع ولم يُجيب عليها أحد فقالت “إيفا” بغضب أكثر من صمتهم:- 

-سأخبركم بشيء ممتع، إذا تحلي الفاعل بالشجاعة كما تحلي بها ولمس ليزا وخرج عن الصف سأبقيه على قيد الحياة لكن لو لم يفعل أعدكم أن الجميع سيكون من الأموات فى التو  


تحدث رجل هندي باللغة الأنجليزية بتعلثم شديد وخوف منها قائلاً:- 

-سيدتي! نحن لا نعرف من فعلها، لقد دخلت السيدة ليزا وسط الشجار ونحن لم نتعمد أذيتها..  


لم يكمل حديثه بل بترت “إيفا” حديثه على سهو عندما أطلقت النار عليه ليسقط أول جثة أمام نار غضبها ليفزع الجميع وحتى هم لم يملحوها تخرج المسدس من سرعتها فصرخت بهما بأنفعال شديد تقول:- 

-أنا لست هنا لأسمه مبرراتكم وأرى أفواهكم اللعينة تتحدث.. 


هدأت من نبرتها وهى تقول بسخرية مُخيفة :- 

-دخلت وسط شجاركم!! أيها الأوغاد ألم يكن حضورها كافي لتكفوا عن الشجار، كيف أستمريتم فى الشجار والعصيان حتى بعد حضورها..سأعد لخمس إذا لم يخرج الفاعل عن الصف سأقتلكم جميعًا هنا  


بدأت “إيفا” تخرج أصبع تلو الأخر فى صمت أمام أعينهم دون أن تتفوه بحرف أو تنطق الأرقام حتى وصلت للرقم الخمسة ولم يخرج أخرج فحركت يديها بهدوء كتهديد لهم يمين ويسار تظهر لهم راحة يدها ثم ضهرها وهى تفتح كفها أمامهم وبدون سابق أنظار بدأت تطلق النار على الجميع دون خوف أو ان ترجف لها رمش عين واحد وهى تقتل هؤلاء الرجال وحتى هم يقفوا الأصنام يرتجفون أمام هذه المرأة فلم تكن مرأة تخف رجال بكل كانت كالشيطان الذي يقف أمامهم فى هيئة أمراة جميلة قوية لا يستطيع أحد الوقوف أمامها، ظلت تطلق النار عليهم حتى سقط منهم تسعة وقبل أن تطلق العشرة خرج أحدهم عن الصف بهلع تحت أنظار الجميع وهو يرتجف ويقول:- 

-لقد فعلتها أنا  


حدقت به بصمت ثم نظرت للرجال الجُدد وقالت بجدية مُرعبة:- 

-هل عرفتم مع من ستعملون؟ هذا الشخص المرعب والذي جعل واحدًا منكم يتبول على نفسه من وحشيته هو ملاك الموت 


أعدل “جاك” المقعد لتجلس “إيفا” بأسترخاء وتضع قدم على الأخر وهى تمسك مسدسها فى يدها وتحدق بهذا الرجل فى صمت ثم أشارت لبقية رجالها بالمسدس بأن يجلسوا بأسترخاء فالأن قد أصبحوا فى أمان ولن تأذيهم وحتى هى أسترخت بأرتياح وكأنها نالت غرضها وقالت:- 

-لقد وعدتك بأنى سأبقيك حي، لذا سأجعلك تختار … 


لم يجعلها الرجل تكمل الحديث فهو وأصدقاء القدماء يعلمون قرارها جيدًا فركع أمامها باكيًا بخوف وهلع وهو يقول:- 

-أعفو عنى، سامحيني يا سيدتى  


وقفت “إيفا” من مكانها ونزعت البلطو عن أكتافها وقالت بجدية متجاهلة ركوعه وترجيه:- 

-فلتختار القدم أم الرأس  


لم يتجرأ الرجل على الأختيار وبقية أصدقاءه بدأت يجهشون فى البكاء رغم كونهم رجال مجرمين جميعهم قتلة وأفراد عصابة ومنهم من يوزع المخدرات دون أن يخشون شيء أو ترجف لهم عين لكن أمامها يكاد يموتون رعبًا، نظرت “إيفا” إلى الخمس رجال الجُدد وتحديد لهذا الشاب الذي تبول على نفسه رعبًا من المجزرة التى فعلتها منذ قليل وقالت:- 

-إيها الشاب فلتختار الرأس أم القدم عند الرقم 3 


رفع الشاب نظره لها وكان عمره 19 عام فقط وبدأت تعد وعند لفظها الرقم 3 تحدث الشاب بسرعة خوفًا من أن تقتله لو خالف أمرها وقال:- 

-الرأس  


تبسمت “إيفا” وهى تنظر للرجل الراكع أمامها وقالت ببسمة مُخيفة أرعبته:- 

-أبتسم أيها الأحمق فهذا يوم سعدك سأبقي على رأسك  


رفعت “إيفا” نظرها للرجال القدماء الجالسين فى الخلف وقالت:- 

-ألم تسمعوا فلتقطعوا قدميه الأثنين للتو إيها الأوغاد  


تحرك البعض وأخذوا الرجل معهم لأحد الغرف وجلست “إيفا” على المقعد مكانها وهى تستمع لصوت صراخ الرجل من الداخل وكأنها تتلذذ بعذابه فى الجحيم أم “ليزا” لم تتحمل هذه الوحشية فصعدت للسيارة وبدأت تبكي فى صمت حتى خرج الرجال من الغرفة ويحملوا الرجل بدون قدميه الأثنين وهو فقد الوعي من الصدمة والألم وألقوا به أمام “إيفا” لتقف من مقعدها وهى تقول بجدية مُحذرة البقية:- 

-تذكروا أيها الأوغاذ أنا أعطيكم المال والسكن وأقدم جميع أنواع الرفاهية لعائلتكم وحتى أني أجعل أولادكم يدرسون فى أفضل المدارس والجامعات أحصل لهم على الوظائف فقط مقابل طاعتكم لي ..ليس لتتمردون علي وتقومون بالعصيان..سأخبركم بتحذيرى الأول لكم لا تتجرأوا إيها الحثالة فى رفع أعينكم القذرة فى ليزا أو معارضة جاك وألا سأقتلع أعينكم من مكانها أم عن تحذيري الثاني والأخير خُنوني وسأجعلكم تبكون دماء على أحبتكم ثم سأقتلكم  


أنحني الجميع لها فقالت بلا مبالاة وهى تغادر المكان:- 

-فليحصل كل منكم على ماله من الحقيبة  


ألقي “جاك” حقيبة سفر كبيرة على الأرض وغادر معها لتصعد السيارة ويغلق “جاك” الباب لها لتقول له من النافذة:- 

-نظف المكان يا جاك وقم بتعليم الجدد اللى قولت يبدو ان المصريين لم يفهموا اللى قولته كويس وحطهم تحت قيادة الف هو هيعرف يتعامل معهم كويس  


أوما “جاك” لها بنعم لتتحرك السيارة تارك خلفها الكثير من الجثث التى أظهرت للأفراد الجدد كم هذه السيدة متوحشة ولم يرجف لها رمش وهى تسلب الأخرين ..روحهم بل تقتلهم وكأنها تطلق النار على بالونات وليس بشر 


_________________ 


دق “يحيي” باب غرفتها ولم يجد جواب ليدب القلق قلبه فذهب إلى غرفته وفتح الدرج ليحضر نسخة أخرى من المفتاح وذهب لغرفتها ووضع المفتاح في باب الغرفة، سقط المفتاح من الداخلى أرضًا ليفتح “يحيي” الباب ويصدم عندما وجد الفراش فارغًا ......


يتبــــــــع...... 


#جريمة_العشق_الممنوع

#نور_زيزو

#نورا_عبدالعزيز

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع