القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الأول والثاني بقلم مروة حمدى

 رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الأول والثاني بقلم مروة حمدى 






رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الأول والثاني بقلم مروة حمدى 



البارت الاول 


مخير كنت أم مسير ففى كلا الأحوال انت من ستجنى ثمار أختيارك. 


تقف مترددة وهى تنظر لذلك الباب المفتوح، لا تصدق، تتسارع دقات قلبها بخوف وهلع أضعاف مضاعفة عما كانت. 

ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تحاول أن تخطو باتجاه الباب  لتقف قدمها بالهواء وقد أنقبضت ملامحها برهبه واضحة لتعيدها إلى موضعها من جديد؛ متسائلة. 

_معقولة! يكون صدفة؟! ولا يكون قاصدها، ممكن يكون واقف بعيد بيراقبنى، مستنينى يشوف هعمل أيه، اختبار جديد وطريقة جديدة للعقاب. 


أغلقت عينيها بقهر، تزاحمت الدموع بمقلتيها، لتفتح أعينها وهى تنظر إلى الباب المفتوح أمنيتها بحسرة، خوف يكبل قدميها يمنعها من تحقيق حلمها بالاونه الأخيرة، وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها وعيناها لا تحيد عن الباب، تنتظره،تعلم إنه فى مكان ما، مرت ثوانى أصبحت دقائق مرت عليها كدهور، ولم يظهر، جفت الدموع فجاءة وعيناها لا تبتعد عن غايتها، مرت دقيقة أخرى ثم اثنين نظرت للباب بتفكير، تعلمه جيدا، لم يكن الصبر من خصاله ابدا. 


ابتلعت ريقها من جديد تبلل به حلقها الجاف، تجاهد فى رفع قدمها المثبتة بالأرض أسفلها وتحريكها بلا فائدة، التفت برأسها للخلف، تتطلع إلى الحوائط والأركان، عادت الدموع من جديد وهى ترى حالها بإحداها متقوقعه بها تارة وتاره أخرى تحتمى بها وهى تأخذ نصيبها من عقابه وعقاب الدنيا لها. 


هزت رأسها برفض متمته بصوت هامس...لا، لا، لا. 

ليتعالى الصوت بعدها لصرخات عالية و قد أطلق ما رأت لقدميها العنان تسابق الريح كغريق يبحث عن طوق نجاه، تخرج من ذلك القفص، صارخة بوجع يخيل لمن يسمعه بأن احبالها الصوتية قد قطعت حتما من شدته. 

لا، لا، مش هقدر مش قادرة خلاص ، تعبت ، كفاية كفايه. 

لا تعلم كيف وصلت امام بوابة ذلك القفص، لتغمض عينيها بسرعة وهى تضع يدها على وجهها من أشعة الشمس التى لفحتها، ضحكت بمرارة ودموع لا تنضب من أسفل جفونها المغلقة وهى تستشعر تلك الحرارة تدفئ جسدها البارد. 

يبدو أنه حقيقى وليس احد تلك الأحلام التى كانت تنسجها بصحوتها، إزاحت  يديها بعد إن اعتادت على الضوء، تنظر حولها بأمل أنتعش بقلبها المرتجف، لتركض بسرعة تزامنا مع دقات قلبها الهلعة ، تحاول الإبتعاد عن ذلك المكان بقدر الإمكان. 


وعلى الجهة الأخرى يقود سيارته متجها إلى عمله، ليقف أمام أحدى  محطات البنزين على الطريق، يدخل يده بجيب بنطاله حتى يخرج جذلانه، تلمست أنامله بمفتاح منزله، أتسعت عيناه برعب وهو يستعيد أحداث ما فعله منذ استيقاظه، ليركض عائدا إلى سيارته بسرعة وخلفه العامل وهو ينادي. 

"الحساب يا بيه الحساب يا بيه" 

يخرج الأموال من جذلانه بدون وعى لذك اللاحق به، يصعد إلى سيارته، ليرجع الاخر إلى الخلف بسرعه وهو يراه ينطلق سريعا، ينظر فى اثره باستغراب ثم لتلك النقود بيده، متسائلا: 

" وده ماله ده كمان، وايه ده كله، يالا اهو رزق العيال" 

يضعها بجيبه عائدا مرة أخرى إلى عمله، بينما الاخر يقود سيارته بسرعة جنونية، تكاد الأ تلمس الأرض اسفلها، يضرب على المقود بكف يده بغضب متوعدا: 

غبى، غبى، أزاى ما أخدتش بالى! أزاى نسيت اقفل الباب، أزاى، والله لو ال فى دماغى حصل ورجلك عتبت بره الباب خطوة واحدة بس ل همسكالك فى ايدك يا بنت الكلب. 


أقترب من منزله، ليقف بمنتصف الطريق فجاءة وقد احتكت دواليب سيارته بالأرض مصدره صوت عالى، غطى على صوت السباب والصياح من السائقين خلفه فلقد كاد يتسبب بحدوث أكثر من حاد.ث لتوقفه هذا. 


بينما هو بعالم أخر وقد أظلمت عيناه بغضب قاتم، يمسك بالمقود يحركه بالاتجاه الاخربقوة، وصوت أنفاسه العالية هى فقط كل ماتخرج عنه، لا يستمع إلى وصفهم له بالجنون وقد ابتعد الجميع من أمامه فاسحين له الطريق خوفا على حياتهم. 


عيناه كالصقر، يسير خلفها وهى تركض غير واعية به، يتأملها وهى تركض بهيئتها تلك والغضب يتفاقم بداخله اتجاها أكثر وأكثر لو رأت نظراته لها الآن لما.تت رعبا فى الحال. 


عينه عليها ويد على المقود والأخرى يقبضها دافعا بها داخل فمه يخرج بها بعضا من غضبه، كان يمكنه الوقوف أمامها والامساك بها ولكنه لم يفعل هامسا لنفسه بشر. 

"وراكى، لما اشوف الهانم ناوية على ايه؟" 


وقفت تلتقط أنفاسها وهى تميل بجزعها تستند بيديها على ركبتيها،  هدأت أنفاسها المتلاحقة وأنتظمت دقات قلبها، ترفع رأسها وهى تنظر لتلك البناية باللون الرمادي على بعد مبنى واحد منها، أغرقت عيناها بالدموع والحنين لأيام مضت يفتك بها، صُمت أذنها عن تهامس الجيران عليها وسؤالهم لها عن حالها وأين كانت طوال هذة المدة؟ وما بها ولما تبدو هكذا؟ 


فقط صوت ضحكاتها وهى تخرج من ذلك الباب الحديدى وقد غطت معظمه أوراق اللبلاب ، تمسك بيد أباها  تتجه إلى مدرستها ، لعبها مع أخاها وابناء الجيران امام البناية وصوت والدتها بالشرفة تتبادل الحديث مع الجارة، همست بإشتياق وقلب خائف يبحث عن الأمان. 

"بابا" 


"والنبى ايه؟ دلوقت افتكرتى ابوكي، شكلك نسيتي يا حبيبتى وانا بقا هفكرك كويس اوى" 

قالها بتوعد وهو يراها تقف على مقربه من منزل أباها، يهم بالهبوط وجلبها إلى داخل السيارة فيكفى دراما إلى هذا الحد، كما أنه لا يستطيع الانتظار حتى يذيقها نتيجة فعلتها تلك. 


ضيق بين عيناه وهو يراقبها ترتد تلك الخطوة التى أتخذتها للخلف، ليبتسم معلقا بسخرية وهو يعود لمكانه من جديد ويده على المقود يعصره بتحفز. 

" اخيرا الهانم فاقت وعرفت ان مالهاش غيرى" 

بينما هى بعالم أخر يتأكل فيه الندم قلبها، ما أن همت بالحركة باتجاهه منزل أباها حتى تردد صدى ذكرى قريبة بأذنيها تسرى داخل جسدها كصاعقة كهربائية. 


"الباب ده لو خرجتى منه عمره ما يتفتح قدامك تانى" لتعود للخلف مرة أخرى وعيناها لا تحيد عن الباب تتمنى فقط لو يعود الزمن إلى الوراء لتلك اللحظة، التى رحلت بها، تصفع نفسها لعلها تفيق من ذلك الوهم، وما نفع كلمة لو الان؟ 


أحتضنت نفسها بذراعيها، تتطلب الدفء وهى تشعر بالبرودة تنخر بعظامها فى وضح النهار، دارت بعينيها حولها بتيه، لا تعرف إلى أين الميسر. 


وقعت عيناها على بنايه أخرى، تبتعد عن بنايه والدها بمبنيين بالجهة المقابلة له، تعلقت أنظارها بها وهناك صراع داخلها. 

-ازاى قدرتى تفكرى فيه تانى. 

_ما فيش قدامى غيره، هو ال هيساعدني ويحمينى. 

_وال عملتيه فيه؟! 

أغمضت عينيها بخذى متمتمه. 

_طول عمره رجل ومش هيرد حد احتاج فيوم لمساعده وخصوصا وحدة ست مهما كانت مين. 

أسرعت بخطاها باتجاه تلك البناية وقد تخطت بنايه أباها والاخر يسير خلفها بسيارته بهدوء بدون إصدار أى صوت، يحيك لها بمخيلته آلاف من الطرق لتأديبها من وجهه نظره وإفراغ غضبه من جهة أخرى يهمس بوعيد. 

"لو ال فى بالى صح وكنت ريحاله، قسما بالله لخليكى تتمنى الموت ولا تطوليه" 


بينما هى هدأت حركتها وثقلت قدمها وهى تقف على مقربه من باب البناية بقلب تتقاذف به الدقات وهى ترى تلك الفراشة وهى تقفز بسعادة بزيها المدرسى، لم تشعر بنفسها وهى تسير نحوها مسلوبة الارادة فقط تلك الغريزة التى استيقظت بداخلها هى التى تحركها، فتحت يداها لها وهى تنظر بأعين دامعة تقطر محبه، نظرات حديثه على تلك الصغيرة ولم تعهدها منها قبلا، لتنكمش وهى تقف إلى جوار أباها تمسك به بقوه خائفة منها. 


سكين أصاب قلبها وهى تعيد ذراعيها إلى جانبها ودموعها تهبط على وجنتيها بلا توقف وعيناها لا تحيد عن ابنتها بحسرة. 

صوت يهمس بإسمها بقلق حقيقى عرفت صاحبه فورا. 

_زهرة! 

تحركت برأسها باتجاهه لتتلاقى الأعين بحديث يتحول فيه بكاءها الصامت إلى نحيب وأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا ليزداد رعب تلك الصغيرة من صوتها وهيئتها المناقضة لها تماما،  أرتمت بحضن من تجاورها مناديه عليها بإستغاثة. 

"ماما" 

أخذتها بين ذراعيها تهدهدها وتطمئنها وعيناها لا تحيد عن تلك الواقفة بقبالتها، تتابع بترقب، تقرأ نظرات عينيه وما تظهره  من مكنون قلبه وتتمنى بقلب عاشق ألا تكون قد أخطئت فى قراءتها. 

بينما تلك الزهرة رفرف قلبها بداخلها عند سماعها لذلك اللقب "ماما" لتنظر لها سريعا باسطه لذراعيها من أجلها، لتخرج شهقة عالية مكتومة من قلبها وهى ترى إبنتها تتوسط أحضان أخرى براحة واطمئنان، لتعود ذراعيها بجانبها من جديد. 

تنادى على إبنتها بصوت متقطع متألم حزين فى محاولة بائسة منها للحصول على دفء حضن صغيرتها. 

"رووقا، اانا انا ال ماما يا حبيبتى، تعال تعال فى حضن ماما" 

تحول قلقه عليها إلى سخريه لاذعه بعد استماعه لحديثها ذاك، يهم بالرد عليها كما يجب ، لتوقفه يد وضعت على كتفه، رفع رأسه لتلك الواقفة جواره بعدما رفعت الصغيرة من على الأرض تحملها، نظرت له بعينيها ورجاء واضح بهما بالا يفعل، أشارت له بعينيها عليها هامسه. 

"مش وقته، انت مش شايف هى عاملة أزاى!" 

بالفعل حالتها كانت مذرية، كما إنها بدون حجاب، و بكاء.ها الغير طبيعى بالمرة، فتح عينه بصدمه وهو الآن يدرك إنها تقف أمامه بثيابها المنزلية. 


ليعيد سؤاله مرة أخرى بريبة وقلق. 

" أنتى كويسة" 

هزت رأسها بتلقائية تجيبه نافيه وهى تتطلع له ولتلك التى تجاوره حاملة ابنتها الصغيرة بإحضانها. 

ليسألها من جديد وقد بلغ قلقه عليها مبلغه والكثير من الأفكار السوداء تدور بعقله. 

" ايه ال حصل معاكى، فهمينى، وانتى عاملة كده ليه؟" 

نظرت لها الأخرى والشفقة واضحة بعينيها مما جعلها تغمض عينيها تحاول القبض  على دموعها بلا فائدة، تستمع لحديثها بقلب ممزق. 

"نطلع فوق يا على ونخليها ترتاح وبعدها نسألها فى ايه" 

_" بعتذر منكم يا جماعة خلوها مرة تانية، علشان متأخر شوية، وماتقلقوش عليها هى بس كانت عايزة تشوف رقية، مش اكتر. 


كان هذا الصوت قادم من خلفها جعلها تتصنم بمكانها كتمثال لا تقوى على الحركة، عينيها متسعة بر.عب لم يخفى على ذلك المراقب لما يحدث وقد تأكد الآن إن هناك أمر مريبا يحدث. 


حاوطت يده خصرها بتملك، فى رسالة واضحة لذلك الواقف أمامه بأنها له هو وهو فقط، بينما الاخر فى الحقيقة لم يبالى به كثيرا  بقدر قلقه على هيئتها التى لم يخطر على باله يوما ان يراها بها. 


يده المحاوطة لها تضغط على خصرها تؤلمها، أجبرتها على رفع نظرها له، لتقابلها نظراته الجحيميه وقد قرأت بهما وعيده لها بالهلاك ببراعه. 


بينما هو أكمل دوره للأخير، أدارها بالاتجاه الاخر عائدا لسيارته ولا يزال يحيطها، ليأتى إلى مسامعه صوت أنثوى. 

"يا أستاذ، وبنتها ال عايزة تشوفها" 

يشير بيده الأخرى فى الهواء بعدم إهتمام دون أن يلتفت لها: وقت تانى وقت تانى. 

تلتفت برأسها خفية عنه وهى تلتفت للوراء، برجاء ان يخرجوها من براثين ما هى مقبله عليه، تتطلع للأمام مرة أخرى بعدما قرضها بخصرها هامسا لها بشر... 

"أعدلى رأسك بدل ما أعدلهالك قدام بنتك بطريقتى" 

ترتجف وهى تصعد للسيارة بعدما فتح لها الباب بدرامية ليغلقه بعد صعودها بعنف لم يستطع السيطرة عليه، جعلها تتتفض بمكانها، ليتجه هو للصعود من الجهة الأخرى، منطلقا من ذلك المكان بسرعه. 


ينظر فى أثرها بحيرة وقلق شاركته به من تجاوره. 

"على،  على، على يا ابنى" 

صوت متوجه لهم أخرجهم من شرودهم.. 

على: حج حسين! 

حج حسين بقلب اب: هى زهرة جات هنا؟ 

هز رأسه له بنعم بصمت. 

_هى كانت عاملة ازاى كويسة؟ مالها، جاتني جاره بتقولى إنها شافتها واقفة فى الشارع وحالتها صعبه، ما فهمتش منها حاجة. 

ليكمل وهو يحدث نفسه بصوت مسموع...طب ما طلعتش عندى ليه؟ 

أغمض عينيه حزينا عليها: لسه زى ما هى مخها صغير فاكرة انى هقفل بابى فى وشها. 

نظر على لها يسألها بعينه ماذا يفعل؟ ماذا يجيب ذلك الاب المسكين؟ 

تهم بالحديث ليوقفها صوت تلك الصغيرة وقد تولت هى المهمة. 

رقية: زهرة جات وشعرها كان منكوش وعينيها حمرا وايدها فيها تعاوير كتير وبتبكى بصوت عالى يا جدو خوفتني وبعدين جه الرجل ال خدها قبل كده ومشى خدها تانى ومشى. 

أنقبض قلبه وقد رسم عقله اى حال وصلت له بنته، ليرفع عينه يسأله بقلب ملتاع: وسبتها تمشى معاه وهى بالحالة دى؟! 

على وهو يطلق زفير عالى:  ماليش انى امنعه. 

حج حسين بقله حيلة : أعمل إيه بس يا ربى، أروح فين، انا معرفش ليها طريق من يومها ولا هى ساكنة فين حتى. 

"حضرتك ممكن تلحقهم هو لسه متحرك مالهوش دقايق، بسرعة روح معاه يا على" 

على بدهشة: هند! 

تضع يدها على كتفه: دى أم بنتك. 

على: بس... 

تقاطعه بسرعة ومحتاجه مساعدتك وواضح أنها كانت جاية ومحتاجه حماية، بصراحة شكل الرجل وطريقته خوفتني اوى، الحقها يا على . 

لم يدرى بنفسه وهو يقبل أعلى رأسها هامسا لها لأول مرة بتلك الكلمة التى زلزلت يسارها بعنف. 

"بحبك" 

أغمضت عينيها تجيبه" هستناك" 

ابتسم بخفه: خدى البنت على فوق بلاش مدرسة انهارده  واقفلوا على نفسكم. 

يوجه حديثه لذلك الواقف يضرب كف بالاخر لا يزال يحدث نفسه برعب على إبنته التى أرقت لياليه بأفعالها: حج حسين ، حج حسين. 

رفع نظره له بضياع: ليمسك على بيده متحركا من المكان: يالا بينا نلحقها. 

صعدا إلى سيارته المتواضعة المصفوفة بجانب البناية خارجين من حيز المكان. 

ليوقفه صوت أحدهم وهو ينادي ويسرع خلفهم بعد إن مروا من أمامه. 

احمد بلهاث: بابا فى ايه؟ وحضرتك مع على رايح فين. 

حج حسين باعين دامعة: زهرة. 

احمد وقد تناسى كل شئ ليسال بقلب اخ: مالها؟ 

على: مش وقته اركب وهفهمك بسرعة يالا. 


تنظر فى اثرهم وهى تتمتم: ربنا يستر لحسن الرجل ال معاها ده شكله مش ناوى على خير ابدا، يالا بينا يا روقا نطلع يا قلب ماما. 

رقية: هى زهرة مالها؟ 

هند: تعبانة شوية، ادعى ربنا يقف معاها حبيبتى. 

رقية: يارب. 


عقب صعوده للسيارة، أنتبه للطريق بصمت حتى خرج من ذلك المكان، وهى تجلس برعب وكل خليه بجسدها تنتفض، تعلم إنه لن يأخر عذابها،  وصمته هذا يخفى خلفه جحيم ينتظرها، حرر خو.فها لسانها لتنطق باسمه بصوت متقطع راجى لمحاولة لاستجداءه .... 

"عاا د ل" 

وليتها ما فعلت، أجابها وهو يمسك برأسها من الخلف يضرب بعنف بمقدمة السيارة، يرفعها بعدها وهو لا يزال يقبض على خصلات شعرها بين يديه،  غير مبالى بخيط الدماء النازف من رأسها يغطى على عينيها هامسا لها بفحيح... 

"صوتك ده ما أسمعهوش" 

أفلتها بعنف من بين يديه ليرتطم رأسها بزجاج الباب ، تستند عليه والرؤية أصبحت مشوشة  لها، تستمع له وقد تحول فحيحه الى صرخات هزت أذنيها، يعدد لها أخطاءها وعقاب كل واحده منهن جعلها ترتجف بمكانها. 


أكمل بهيستريا وقد فقد عقله على الأخير... 

جاتلك الجرأه تخرجى وتجرى فى الشارع وال رايح وال جاى يتفرج عليكى بشكلك ده وفى الاخر ريحاله يا زبالة 

على ذكره انقبض القلب وهى تتذكره كيف كان يقف وبجواره تلك التى تحمل إبنتها وقد أتخذت مكانها بقلوبهم بعد إن تركته هى بإرادتها، بدأت هيئتهم لها كحلم جميل زوج وزوجة وابنه صغيرة، اختلطت دموعها بدمائها الجارية على وجنتيها، تنظر له بعينها النصف مغمضة وهو يتمتم،  يتوعد يصيح وتعلم إنه سيكون رحيما اذا فعل ما توعد لها به فقط.... 


كيف بدلت ذلك الحلم بالكابوس القابع إلى جوارها الآن،  كم سؤال طرحه عقلها على قلبها لتغمض عينيها وهى تستند  على الزجاج وقد صمت أذنها عن سماع صوته، تشرد بأيام أتت ذكراها كأجابه لها عن سؤالها.



زهرة فى مهب الريح 


البارت الثانى 


هتافات وتهاني بالنجاح تتلقاها بسعادة من والدها ووالدتها وبعض الجيران وقد أتوا على صوت زغاريط والدتها، ينادي عليها أخاها الصغير لتجيب على الهاتف. 

زهرة بسعادة: الو، ايوه يا زوزو 

زينب: مبروك النجاح قولت اسبقك انا واهنيك يا قلبى، جبتى كام؟ 

زهرة: ٨٥ تجارة بإذن الله. 

زينب: فى ديلك حبييتى ٨٣ . 

زهرة: بجد! ايه الشطارة دى كلها. 

زينب: اصل كنت بعزم على الورقة قبل ما اسلمها هعععع 

زهرة:هههههه يخرب عقلك. 

زينب: هنخرج نحتفل سوا ونفك بعد خنقة ثانوى. 

زهرة: مش عارفة، انتى عارفة ماما و 

زينب: لا سيبى انشراح عليا يالا سلام جيالك. 

زهرة: سلام. 

بعد وقت داخل احد مطاعم البيتزا المعروفة. 

زهرة وفمها ممتلئ : بس طلعتى جبارة يا زوزو، اقنعتيها ازاى؟ 

زينب: انشراح دى حبييتى و ... 

قاطعت حديثها تشير إلى طاولة قريبه منهن: شايفة يا زيزى. 

حركت برأسها للخلف لترى شاب يطعم فتاة بيديه وهى تبتسم له بهيام. 

زهرة: هاااااا ايه ده. 

زينب بحالمية: ده الحب يا زبيدة، أوعدنا يارب بس فى الحلال، عارفة يابت شكلهم زى اللقطة ال جات فى حلقة المسلسل التركى امبارح. 

زهرة : انتى عارفة الحاجات دى مش بتشتغل عندنا. 

زينب: لا تركى ولا هندى، انتوا عايشين ازاى يا بنتى، ده جرعة المحن ال فى المشاهد هى ال بتصبر الوحده. 

زهرة: طب يالا يااختي علشان كده هنتأخر. 

زينب: على قولك، ايه ده بصى كده شايفة مين داخل من الباب. 

زهرة: مش دى عالية. 

زينب: هى بس البت دى ما بتحرمش، مين ده كمان ال سحباه فى ديلها، واقعة واقفة بت الايه شبه الواد بوراك. 

زهرة وقد ثار تعليق صديقتها فضولها، جذبتها ملامحه فبالفعل كان الفتى وسيما: مين بوراك؟ 

زينب وهى تخرج متبأطا لذراعها غير مبالين لتلك التى تنظر فى اثرهم بغل: البطل بتاع مسلسل امبارح، تعالى لما احكيلك بيعمل ايه للبت نوران، حاجة تعل يا بنتى اهو نتسلى لحد ما نوصل البيت. 


باتت ليلتها تلك حالمة تتخيل تلك المشاهد الغرامية التى وصفتها لها صديقتها تتخيل هيئة ذلك البطل، ليقفذ لذهنها صورة ذلك الفتى الشبيهه به، يد الفتاة المختفية داخل يديه، وسؤال يجول ببالها كيف فعلتها ؟ألا تخاف، وكيف شعرت وقتها؟ 


مرت الأيام برتابه، حتى أصبحت الدراسة على الأبواب، لتفأجا الفتاة بوالدها يرسل لها مع اخاها ان تأتى له بغرفة المعيشة. 

جلست أمامه، ليسألها: ايه يا بنتى الدراسة خلصت ودراسة جديدة هتبدأ وانتى حابسة نفسك فى اوضتك قليل لما بشوفك  براها، اقعدى مع مامتك اخوكى اتفرجى على تلفزيون كلمى صحبتك خليها تزورك، أخرجوا. 

والدتها: الله ماهى خرجت معاها قبل  كده هو على طول وبعدين هو التلفزيون ده فى ايه نتفرج عليه غير المسخرة وقلة الأدب. 


زهرة: انا بكلم زينب كل يوم يا بابا على التليفون واهو بنتسلى سوا. 

_طيب هاتى تليفونك كده، كفاياه معاكى لحد كده. 

والدتها: لا سبهولها يا حج، اهو اطمئن  بيه عليها لما تروح الجامعة. 

_هاتى يا زهرة. 

زهرة بخوف وحزن: بابا. 

_هات يا بنتى ما تخافيش. 

اعطت له هاتفها الصغير ذو الإصدار القديم، ليبتسم لها وهو يعطيها علبه مزينة مغلقه. 

أخذتها منه بدون فهم، ليبتسم لها بطمأنينه .... 

_افتحى. 

_نزعت الزينة وجدت علبه لهاتف حديث بين يديها، نظرت للعلبة غير مصدقة وهى تفتحها، لتجده بالفعل هاتف حديث يعمل باللمس وليس كهاتفها القديم، نظرت لوالدها بفرحة. 

يؤمى لها برأسه: هدية نجاحك المتأخرة . 

ألقت بنفسها بين احضانه تقبله على وجنته" تسلملي يا احلى اب فى الدنيا" 

"هتعرفى تشغليه؟" 

اخدت العلبه منطلقه إلى غرفتها: هخلى  زوزو القروبة تعلمني عليه. 

تتحدث والدتها بعد رحيلها بعدم رضا: ما كنش فيه لزوم يا ابو احمد التليفون ده ما ال معاها كويس، مش عايزين نفتح عنين البت. 

نظر لها لثواني ثم أمسك بهاتف ابنته القديم ليعطيه لأخاها الصغير: خلى ده معاك علشان الدروس لما هتبدا نطمئن عليك بيه وادخل اوضتك سبنى  مع ماما شوية. 

هز الفتى رأسه وهو ياخده بسعادة متوجه لغرفته. 

التفت لها بجزعه: انا مش عجبنى تربيتك لزهرة يا إنشراح. 

_ومالها تربيتي، البنت شاطرة فى دراستها بتصلي و مختصرة فى حالها ومن ايدى دى لايدى دى. 

_بس قافلة عليها اوى، هى داخله عالم جديد واسع هتشوف ناس جديدة وتتعامل مع زمايلها ال مش هيكونوا بنات بس زى الثانوى، بوضعها ده اخاف عليها اوى. 

_ربى وارمى فى البحر وانت مطمئن يا اخويا. 

_بس الممنوع مرغوب ما تنسيش. 

_والدتها وقد دب بها القلق بعض الشئ: طب تقوم تجبلها تليفون جديد من ال بيدخلوا بيه على النت. 

_وهو ال كان معاها ده منظر تليفون تقعد بيه وسط زمايلها، انا بشتغل وبتعب ليه مش علشان مايحسوش إنهم أقل من اى احد. 

_بس ده باين عليه غالى اوى. 

_لأجل فرحة عينيها ال شفتها دى كله يهون. 

_ربنا يباركلنا فيك يا اخويا. 

_قربى من البت وصاحبيها واتكلمى معاها يا انشراح وفهميها الحياة ال داخله عليها . 

_من غير ما تقول يا اخويا كنت ناويه اتكلم معاها. 

أطلق تنهيدة متمتما: ربنا يجملها معانا بالستر. 


بعد وقت تجلس جوار صديقتها على فراشها،  تمسك بالهاتف تعلمها كيف تتعامل معه. 

زينب: وكده يا ستى يبقى النت عندك اتظبط كمان. 

زهرة: عايزة اشوف صورة بوراك. 

زيتب: هههههه يخرب عقلك ده المسلسل علق معاكى ، على العموم بصى كده. 

اخذت منها الهاتف بلهفة بعدما ظهرت صور عديدة له على شاشة البحث بلقطات مختلفة له تاره يبكى وتارة يضحك تارة يضم فتاة إلى أحضانه ويبتسم لها، تنهدت بحالمية: ويدها تمسك بالشاشة تسأل صديقتها. 

"مش هتحكيلى حلقة انهاردة كانت عن ايه" 

اخدت صديقتها الهاتف منها على حين غرة، تبحث بين الصور حتى استقرت على إحداها، لتقم بتكبيرها معلقة. 

اهى الصورة دى بقا من حلقة انهاردة. 

لتتسطح الفتاتان على الفراش واحدة تحكى والأخرى تستمع كعادتهم اليومية فى الاونه الأخيرة منذ ذلك اليوم بالمطعم مع إختلاف وجود صورة أمام تلك الزهرة تغذى مخيلتها، تنظر لها بأعين لامعه شاردة بعالم أخر ترى نفسها تقف بين يدي بطلها تعيش كل تلك اللحظات التى ترويها عليها صديقتها. 


مرت الأيام ليأتى اليوم المنتظر، بداية العام الجامعى، لم تبت ليلتها تلك وهى ترسم بعقلها صورة لذلك العالم الجديد، كيف سيكون؟ هل صحيح أن الفتيات والفتية يتحدثون مع بعضهم البعض دون قيود، هل ستقدر على التكيف والتعامل مع زملائها، بل الأهم هل ستستطيع  تكوين بعض الصداقات؟ هى بالأساس بالمرحلة الثانوية لم تكن لها سوى زينب صديقة طفولتها وعلاقات سطحية مع بعض الزميلات بالصف. 


بالرغم من كل تلك الأفكار التى أرقتها، الأ أن حماستها لم تنطفئ، قامت من على فراشها بسعادة تحدث نفسها. 

"يالا يا زهرة مش عايزين نتأخر من اول يوم" 

بعد وقت، تقف أمام المرأة تعدل من وضع حجابها، يفتح باب الغرفة وتدخل والدتها. 

_ها يا زهرة خلصتى. 

_خلاص يا ماما خمس دقايق. 

_أمال زينب فين؟ 

_هنتقابل فى موقف الميكروباص أقرب ليها. 

_اممممم، طيب تعالى يا زهرة عايزاكى فى كلمتين. 


تجلس جوارها على الفراش بابتسامة فى انتظار حديث والدتها التى تحولت ملامح وجهها المنبسطة إلى أخرى منقبضة، احتدت نظرة عيناها، جعلتها تنكمش بجلستها وقد تلاشت ابتسامتها تدريجيا ليحتل القلق والترقب ملامحها. 

رفعت والدتها أصبعها بوجهها تحدثها بتهد.يد وتوعد. 

_اسمعى انتى رايحة الكلية علشان تتعلمى، تتعلمى وبس يعنى صرمحة البنات والولاد ال بنسمع عنها دى لو فكرتى مجرد تفكير يا ويلك منى يا زهرة، تدخلى تطلعى مالكيش دعوة بحد عينك فى الأرض ما تترفعش، فاهمة؟ 

هزت رأسها سريعا بتأكيد، ربطت على كتفها بيدها، متابعة. 

_البنت سمعة ، وما فيش عريس كويس هيروح لوحدة سمعتها فى الأرض، واديكى شفتى ال حصل للمخفية زميلتك بتاعه ثانوى وفى الاخر أهلها نقلوا من جنبنا بسبب الفضيحة. 

هزت رأسها بتأكيد مرة أخرى دون حديث. 

يالا كملى بسرعة علشان ما تتأخريش. 


ألقت بحديثها وخرجت تاركة ابنتها بحيرة من حديث والدتها وقد فتحت الباب لألف سؤال وسؤال بعقلها وقد رحلت قبل أن تستمع وتجيب. 


هزة عنيفة بالسيارة ايقظتها من شرودها، تجاهد بفتح عينيها وهى تستمع لسبابه اللاذع وقد مرت السيارة على أحد المطبات الاصطناعية دون أن تبطئ. 

"العربية كانت هتتقلب بسببك يا بنت الكلب، كل ده هحاسبك عليه كويس اوى" 

صمت اذنها عن وعيده فهو المألوف على مسامعها ولكن تلك الهزة، النفضة الداخلية هى نفسها التى اصابتها وهى تقف أمام بوابه الجامعة تنظر لها بأعين متسعة قلب مضطرب وقدم مثبته بالأرض. 

دفعة صغيرة من يد صديقتها للأمام تحدثها بمرحها المعتاد. 

زينب: يالا يا بنتى، هتسبهلى كده كتير، ده جمال البدايات بس بعدين هنطحن فى الامتحانات. 

ابتسمت على حديثها العفوى تسير إلى جوارها ممتنه بوجودها فى حياتها لتخطوا معا عبر البوابة لعالمهم الجديد. 

حسنا، فى أقصى تخيلاتها، لم ترى مثل هذا قبلا. 

زينب: بت يا زهرة، مالك وقفتى كده ليه؟ 

أشارت لها دون حديث على فتى يجلس ملاصق لفتاة يتحدثان بود شديد تشاركهم به أعينهم المتصلة. 

زينب بتنهيدة: هييييح ده الحب يا بنتى. 

بلعت زهرة ريقها وهى تشير لمكان اخر حيث فتى يتمدد على عشب أخضر واضعا رأسه فوق قدم فتاة تجلس إلى جواره. 

زينب بقرف: اهو ده المحن بقا. 

أشارت مرة أخرى إلى فتى يسير بجوار فتاة واضعا يده على كتفها. 

زينب: اهو ده ال خمسة وأيده هتتزحلق لتحت قال ايه من غير ما يقصد وفى الاخر تقلب تحرش. 

تشير باصبعها من جديد، لتمسك به زينب متحدثة برجاء. 

_ابوس ام الصباع ده اخفيه، هيجبلنا الكلام اتفرجى وانتى ساكته بدل ما ناخد بالجذمة من الطاهرين دوول. 

سارت إلى جوارها وعيناها تتنقل من مكان لآخر تنظر بإندهاش تخلله الفضول تتساءل بداخلها" ترى عن ماذا يتحدث ذلك الفتى مع تلك التى تجاوره؟ كيف تجلس بجواره بكل تلك الاريحية، والأخرى كيف سمحت لذلك الشاب بوضع يده على كتفها؟" 


همست بصوت مسموع وصل إلى مسامع رفيقتها" شكلنا ظلمنا عاليا يا زينب" 

زينب بإمتعاض: عاليا هى ال ظلمت نفسها مش إحنا. 

ذهبت زينب لإحضار جدول المحاضرات وخلفها زهرة تتشبث بها كطفل مذعور. 

زينب: يا نهار مدوووحس وده هنجيبه ازاى من الامممم دى، قال يعنى هيذاكروا. 

زهرة فقط أعين متسعة ببلاهه وهى ترى تزاحم الفتيات والفتيه بكثافة على الجداول المعلقة، فاقت من بلاهتها على صوت صديقتها تنادى على أحد الشباب بصوت عالى. 


يا أستاذ ال واقف قدام الجدول، الله يباركلك هات معاك جدول الفرقة الأولى شعبه ز. 

هز رأسه لها، لتأخذ بيد زهرة التى شهقت بصدمة تتحرك بها بعيدا عن مرمى تدافع الطلاب. 

زينب وهى  عاقده لحاجبيها: ايه مالك يا زيزى؟ 

زهرة: انتى اتكلمتى مع شاب يا زينب. 

زينب: ااااهلا، لا زهرة فوقى وركزى حبييتى ما تلبسينيش مصيبة مع الحج ابويا، فى فرق لما اتكلم فى حدود الزمالة وفى فرق لما تقلب محانيحو، وبعدين اهو انتى شايفة كان ينفع نقف وندخل نتعجن علشان نجيب الجدول، وبعدين معقولة كل سنين الجامعة مش هيكون فى تعامل مع زمايلنا حتى فى السكاشن. 

زهرة بتيه: بس ماما قالت.... 

قاطعتها زينب وهى ترحل من جوارها باتجاه ذلك الفتى وقد أشار لها بيده وهو يمسك بورقة. 

"اقسم بالله امك هى ال هضيعك" 

أخذت الورقة منه وشكرته ورحلت مسرعة لها أمسكت بيدها تتجه بها شبه راكضة نحو مبنى المدرجات بعدما سألت نفس الشاب عن مكانه . 

زهرة: بالراحة فى ايه؟ 

زينب: فى محاضرة بعد خمس دقايق يختى والواد ال جاب الجدول بيقول خلوا بالكم الدكتور معقد وبعد ما بيدخل بيقفل الباب وراءه. 

وقفت على باب المدرج تلتقط انفاسها، لتدفعها صديقتها للداخل دفعا. 

زينب: بسرعة يالا فى مكان فاضى هناك. 

جلست زهرة جوارها على المعقد وهى تنكمش بها تكاد تبكى. 

زينب: يا بت مالك هو احنا اول يوم حضانة؟ 

أشارت إلى الشاب جوارها. 

زهرة بخوف : الشاب ده جه وقعد جنبى. 

زينب تكاد تلطم على وجنتيها من صديقتها نظرت إلى جوارها من الجهة الأخرى، ترى فتاة تجلس بجانبها، لتقم من مكانها تهز صديقتها من كتفها تحدثها بنبرة حاولت جعلها هادئة وقد شارفت أفعال صديقتها على جعلها تصرخ بأعلى صوتها. 

زينب: أتاخدى كده اقعدى مكانى. 

زهرة وهى تستقر بمكانها تتنفس براحة ابتسمت للفتاة جوارها وبادلتها الأخرى بابتسامة صغيرة، لتعود حاجبيها ناظرة لصديقتها. 

زهرة: انتى مش خايفه؟ 

زينب بعدم فهم: من ايه؟ 

زهرة: على سمعتك؟ 

زيتب بصدمة: سمعتى! مالها يا فقرية؟ 

زهرة: قاعدة جنب ولد، مش خايفة يعمل معاكى زى الشاب ده. 

رفعت زينب رأسها حيث تشير لتجد شاب على أول المقعد يجاور فتاة ومن تحت المقعد أيديهم متشابكة. 

زفرت بعمق، تعلم ان صديقتها عالمها منغلق ولكن لم تتخيل ان تكون هذه حالتها. 

زينب بعقلانية:زهرة الولد ده مسك ايدها علشان هى سمحت بده، ما فيش ولد بيتمادى الا اذا البنت عدت حدودها معاه هى الاول، وانا مش هسمح بكده اكيد، وبعدين الولد  جنبى فى حاله ما اتكلمش معانا بنص كلمة ولا حتى بص علينا، فليه نكبر الموضوع ونخاف ونعيط ونقول لده قوم وده اقعد وهيتقال علينا بنعمل حركات تلفت الانتباه علشان نظهر إننا بنات محترمة. 

زهرة : ايه؟ 

زينب: اومال انتى فاكرة ايه، عارفة احنا اهو تلات بنات جنب بعض وجنبنا ولد حطيت الشنطة فاصل بينى وبينه وهو احترم ده واخد كمان مسافه صغيرة بعد فيها وزى ما انتى شايفة الدفعة كبيرة وناس واقفة وراء مش لاقيه مكان، فى الأيام الجاية ولما الاعداد تقل نقدر نقعد براحتنا على مقعد لوحدنا، لكن دلوقت نتكيف الله يباركلك، وخلى بالك زى ما فى الوحش فى الكويس فلما تبصى بعينك بصى على كله حتى شوفى كده . 


نظرت حيث تشير إلى أول مقعد فى مقابل الباب الاخر للمدرج، تدلف فتاة ببطن ممتلئ، هيئتها، يبدو أنها فى شهور حملها الأخيرة، ليقف شابين بسرعة من المقعد المتتلئ بالفتيه راحلين إلى الوراء مفسحين لها بعض المساحة للجلوس، وقد تقارب الباقين، حتى تشعر بالراحة لتشكرهم بابتسامة ممتنة. 

زينب: فهمتينى! 

هزت رأسها بدون حديث، لتتابع صديقتها، يا لا بقا نركز علشان الدكتور دخل. 

وفى المقعد خلفهم أعين تبتسم باستهزاء وقد شاهدت وسمعت كل ما حدث، لتمتم بسخرية لاذعة. 

" لما نشوف هتفضلى كده لحد أمتى يا ست زهرة"

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة  باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

التنقل السريع