القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ضحية ذئب الفصل الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم ريهام الحديدي

 


رواية ضحية ذئب الفصل الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم ريهام الحديدي 





رواية ضحية ذئب الفصل الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم ريهام الحديدي 




رواية ضحية ذئب،


بقلم ريهام الحديدى 


الفصل الثامن والتاسع عشر والعشرون 


(في شقة حسن)


- مرت عدة لحظات منذ خروج حسن من الغرفة وسارة مازالت واقفة في مكانها في حالة صدمة شديدة من تصرفه معها منذ


 قليل فقد ظنت أنه سيضريبها ويعذبها كما اعتادت منه عند مخالفة أوامره وعندما فاقت من صدمتها و أدركت ما حدث أخذت تبكي بشدة وهي تمسح وجنتها بعنف تريد أن تزيل آثار


 لمساته لها ثم أخذت تصرخ بشدة وهي تحطم كل ما يمكن تحطيمه في الغرفة وترمي بأغطية الفراش على الأرض وهي مازالت تصرخ وتقول ليه أنا بيحصلي كل ده ليه أنا غلط في إيه.


- سمع حسن صوت صراخ وتحطيم يأتي من غرفة سارة تقد لها على الفو وقام بفتح الباب ودلف إلى الداخل، صدم حسن من منظر الحجرة ومنظر سارة فقد كانت الغرفة محطمة بالكامل و سارة تصرخ وتبكي بشدة وهي تدور حول نفسها


 ومازالت تمسح وجنتها بعنف وتبدو على وشك الإنهيار، فقام بالإقترام منها وتثبيتها من الخلف بحيث ألصق ظهرها لصدره وهو يضمها بشدة حتى تهدأ حركاتها العصبية ويقول لها: ششششششش خلاص إهدي إهدي.


- وعندما شعرت سارة به ثارت أكثر و حاولت أن تحرر نفسها من أحضانه وظلت تقاومه عدة دقائق وهو مازال يعانقها بقوة


 حتى شعرت سارة بأن قواها تخور و وأن قدميها لم تعد تحملها فسقطت على الأرض وسقط معها حسن وهي مازالت في أحضانه تتكلم بصوت ضعيف هامس وتقول: كفاية أنا تعبت


 حرام عليك أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كل ده خلاص تعبت مش قادرة كفاية بقى كفااااية، ليه أنا ربنا يوقعني في إيد


 واحد مجرم وقواد وزاني ليه يحصلي كده ده أنا فرحي كان خلاص آخر الشهر، أنا بدعي ربنا كل يوم إنه يقبض روحي عشان ماتلمسنيش تاني، يارب أنا خلاص مش قادرة.


- شعر حسن بنغزة في قلبه وإنقباض في معدته من منظرها المتعب الشاحب ومن حديثها وشعر بها تستكين بين يديه


 بعدما فقدت قواها فقال لها بصوت هامس: صدقيني أنا عمري ما عمل حاجة تأذيكي تاني، أنا أه عايزك بس مش عايز جسمك لأ أنا عايز قلبك.


- ثم قام بحملها ووضعها على الفراش ونظر لها بضع دقائق ثم غادر الغرفة وبعدها غادر الشقة بأكلملها.


- عاد حسن بعد حوالي ساعتين يحمل العديد من الأكياس البلاستيكية والورقية وتوجه مباشرة إلى غرفة سارة وفتحها فوجد سارة نائمة، فدخل الغرفة ووضع بها معظم الأكياس التي كان يحملها ثم خرج من الغرفة وعاد بعد قليل يحمل في


 يده أدوات التنظيف، شعرت به سارة عندما دخل الغرفة ولكنها تظاهرت بالنوم لأنها شعرت أن لا طاقة لديها لمواجهته فهي تشعر بوهن شديد ودوار.


- انتهى حسن من إعادة ترتيب وتنظيف الغرفة ثم نظر إلى سارة وإتجه إليها بهدوء شديد حتى لا يزعجها واقترب منها وابعد خصلات شعرها التي تخفي وجهها فشعر برجفة سارة


 وعلم انها تتظاهر بالنوم فقال لها وهو يملس على خصلات شعرها الحريرية: أنا أسف ماكانش قصدي أعمل فيكي كل ده أو أوصلك للحالة دي، عارف إني حيوان وإني أذيتك أوي بس


 غصب عني، ماكانش أدامي طريقة تانية وماكنتش بفكر في حاجة غير إني عايزك معايا على طول، عايزك ليه وبس، أنا أسف وعارف إن عمرك ماهتسامحيني وعارف إني ما أستاهلش ملاك زيك، بس نفسي تحسي بيا وتعرفي إنه غصب عني وتحبيني زي ما بحبك.


- ثم قال بتقبيل جبهتها فنزلت دموعه على رأسها، وبعدها قام من جانبها ومسح دموعه وخرج من الغرفة.


- فتحت سارة عينيها وأنتظرت قليلاً حتى تأكدت من إبتعاد حسن عن الغرفة ثم قامت من على السرير بهدوء شديد


 ولاحظت أن حسن قد وضع صينية جديدة تحمل أنواع مختلفة من الأطعمة غير تلك اللي وقعت منه أثناء هجومها عليه منذ عدة ساعات، ثم توجهت إلى الأكياس التي تركها


 حسن ثم فتحتها فوجدت العديد من الملابس المختلفة من تنانير وبلوزات فضفاضة وإيشاربات وأيضاً ملابس داخلية، ولكن أكثر ما فرحت سارة بوجوده هو إسدال للصلاة.


(في شقة عواطف)


- في الصباح الباكرتوجهت أسرة إبراهيم الى الموقف برفقة عصام للعودة إلى قريتهم تاركين خلفهم قلوبهم التي تحترق شوقاً لرؤية أبنتهم أو حتى معرفة أي أخبار عنها.


(في قرية سارة)


- بعد عودة عائلة سارة إلى قريتهم فوجئ إبراهيم في اليوم التالي بقدوم والد أسامة** وهو شاب قام بالتقدم لحنان قبل إختفاء سارة بشهر وقام بقراءة فتحتها و أتفق مع والدها ان موعد خطبتها هو نفسه يوم عقد قران سارة** فوجئ به جاء


 ليخبره أن أسامة لم يشعر بالتوافق مع حنان ولهذا فهم لن يتمموا الخطبة وأن كل شيئ قسمة ونصيب كما يقولون، وأنصرف تاركاً والد سارة في حالة يرثى لها.


(في شقة عصام)


- لم يستطع عصام الخروج من شقته منذ أن عاد من القاهرة فشعوره بالذنب يسيطر عليه ودائماَ يتسائل بداخله كيف أستطاع أن ينسى موعد قدوم (إبنة قلبه) كما يسميها، حاول الكثير من أصدقائه التحدث معه أو مقابلته ولكنه كان يقابل


 طلبهم بالرفض، دخلت عفاف إلى غرفة إبنها الوحيد وقامت بفتح النافذة وتوجهت إلى فراش عصام وأخذت تربت على كتفه وتتحدث إليه بقلب أم مكلوم على حال ولدها وفرحته التي سرقت منه.


- عفاف: قو ياعصام، قوم يابني ربنا يريح قلبك، قوم مامنوش فايدة اللي أنت بتعمله في نفسك وفيا ده، هي لو مكتوبلها تضيع هاتضيع، قوم يا حبيبي قوم وأرضى باللي ربنا كاتبهولك، وأخذت تبكي وقالت قوم ماتعذبش نفسك وتحرق قلبي عليك يابني.


- قا عصام من الفراش وتحدث بصوت ضعيف وأولى ظهره إلى والدته.


- عصام: مش قادر يا أمي مش قادر كل دقيقة بتمر عليا بحس فيها إن قلبي هايقف من كتر الوجع اللي فيه، ودماغي هاتنفجر من كتر التفكير إزاي نسيتها وهي كانت مستنياني لوحدها.


- وتقدم ناحية أمه وجلس على الأرض ووضع رأسه على قدمها وقال: أنا من يوم ما فتحت عينيا فتحتها على حب سارة، أجي بسهولة كده وأنساها؟ أنا بإستهتاري ده أتسببت في ضياعها مني باقي عمري.


- وأخذ يجهش بالبكاء ويقول: محروق قلبي أوي يا أمي عليها وإيدي متكتفة مش عارف أعمل إيه أنا عايش في نار وماحدش حاسس بيا.


- أخذت أمه تربت على رأسه وهي تبكي معه في صمت.


****************


(في شقة إبراهيم)


- نزلت عفاف لكي تتحدث معه بخصوص إبنها وحالته فهو إبن أخيه الوحيد، طرقت الباب وإنتظرت عدة لحظات حتى فتحت لها أمينة وحيتها ودعتها للدخول، دخلت عفاف ووجدت إبراهيم يجلس في حجرة الإستقبال فحيته وقالت.


- عفاف: أزيك يا أبو حنان عامل إيه؟


- إبراهيم: نحمد الله على كل حال يا أم عصام، أمال عصام ماحدش بقى بيشوفه ليه من ساعة ما جينا من القاهرة؟


- عفاف بشئ من الإحراج: والله يا أبو حنان أنا نازلالك عشان تشوفلك حل مع عصام من يوم ما جه وهو مقاطع الناس ومش راضي يخرج ولا حتى يروح شغله وكل يوم يتصله بيه وهو مابيرضاش يرد عليها حتى.


إبراهيم بصوت حزين: لأ مالوش حق في اللي هو بيعمله ده، مصالح الناس مالهاش دعوة بحزنه و لا الحالة اللي هو فيها، أنا هاقوم أطلعله وأكلمه، خليكي أنت هنا يا أم عصام وأنا طالعله.


- عفاف: ربنا يريح قلبك زي ما ريحت قلبي ويردلك بنتك سالمة غانمة يارب.


- أمن إبراهيم على دعائها وتركها صاعداً إلى شقة أخيه المتوفى (والد عصام).


(في شقة عصام)


طرق إبراهيم الباب وإنتظر حتى فتح له عصام بوجه مكفهر، سلم عليه إبراهيم وقال: عايز أتكلم معاك.


- عصام: أتفضل ياعمي ده شئ يشرفني.


- دخل إبراهيم وجلس على أقرب كرسي ونظر إلى عصام وقال: أقعد يا عصام.


- جلس عصام على الفور وإنتظر أن يبدأ عمه بالكلام ولكن صمت إبراهيم طال فنظر له عصام و قال: فيه حاجة يا عمي؟


إبراهيم: فيه إن حالك مش عاجبني يا عصام، أنت مش عارف إنك سندي وسند أمك الوحيد، بتعمل في نفسك كده ليه؟


عصام بإنفعال: يعني مش عارف ياعمي بعمل في نفسي كده ليه؟، ده أنت أكتر زاحد المفروضيكون حاسس بيا، أنت طول عمرك محملني مسؤولية سارة من أول يوم ليها في المدرسة وأنا اللي بوديها وأجيبها لحد ما وصلت للكلية وأنا بردو اللي


 بوديها وأجيبها، أنا المسؤول عن كل إحتياجتها وفي الآخر بعد ده كله أنسى، أنسى في عز ماهي محتجالي وفي بلد غريبة إني أروح أجيبها؟ ده أنا دماغي من كتر التفكير في الموضوع ده مش قادر هاتنفجر.


- إبراهيم: و إنت فكرك باللي بتعمله ده هاتنفه سارة؟ لأ بالعكس مافكرتش لما ربنا يريد وسارة ترجع وتشوفك بالمنظر ده هايكون إحساسها إيه لما تعرف إن هي اللي وصلتك لكده؟


- عصام: أنا مش قادر أفكر في أي حاجة مش قادر أفكر غير إني السبب في اللي حصللها ده وإني أنا اللي ضيعتها وإحساسي إنها حتى لو رجعت مش هاترجع سارة اللي نعرفها أكيد هاتبقى ما طايقة تشوف وشي ولا تسمع صوتي أنا اللي ضيعتها بغبائي أنا.


وأخذ يجهش بالبكاء.


- إبراهيم وهو يتجه نحو عصام ويربت على كتفه: أستغفر ربنا يابني ماتقولش كده ده كل حاجة بتحصل بأمر الله طب ما أنا


 اللي أسمس أبوها نسيتها زيك بالظبط ربنا اللي كان عايز كده واحنا مالناش في نفسنا حاجة، وبعدين أنت أكتر واحد عارف سارة وعارف أد إيه هي مؤمنة بربنا وبقضاءه وعمرها ماهاتفكر


 في اللي أنت بتقوله ده أنت عارف هي أد إيه بتحبك وشايفاك حاجة كبيرة أوي ماتجيش دلوقتي وتعمل كده عشان ما تقعش من نظرها وعشان ماتحسش إن هي السبب في حالتك دي أنت عارف هاتتأثر إزاي لو عرفت إن جرالك حاجة بسببها ، قوم


 يابني قوم أغسل وشك وأتوضى وصليلك ركعتين إدعيلها فيهم ربنا يرجعها ، ومن بكرة تنزل شغلك وتشوف مصالح الناس لو مش عشان خاطري يبقى عشان خاطرها هي وعشان ربنا يقف معانا في محنتنا، قوم يلا يابني.


- قام عصام وقبل يد عمه ورأسه ومسح دموعه وقال: حاضر ياعمي أنا هاعمل كده عشان خاطرك أنت وسارة.


- وتوجه إلى المرحاض ليتوضأ ويصلي ويبتهل الي الله ليعيد اليهم سارة سليمة معافاة دون أن يمسها مكروه.


(عند حسن وسارة)


- إنقضى هذا الأسبوع بتجنب حسن لها فكان يطرق باب الحجرة قبل الدخول ليحضر الطعام لها حتى تنتبه لدخوله ولا يفزعها.


- كانت سارة نائمة في حجرتها وحسن يجلس بالخارج يشاهد التلفاز وهو شارد ولا ينتبه لما يعرض به فقد كان يفكر في طريقة لكسب سارة والحصول على مسامحتها، وفجأة سمع جرس الباب فتعجب فمن الذي سيأتي له.


- فتح حسن باب المنزل فرأى شريف فإندهش وظل لحظات ينظر له.


- شريف: إزيك يا حسن هاتدخلني ولا أمشي؟


- فتح حسن الباب على آخره وهو يشير إلى الداخل وقال: أتفضل.


- دخل شريف وقام حسن بإغلاق الباب.


- حسن: جاي ليه؟ عايز تضربني تاني؟


- رد شريف وقال: لأ جاي أتطمن عليها عايز أعرف أخبارها إيه وأنت عامل معاها إيه.


- حسن: هي الحمد لله بخير ونايمة جوة.


- شريف: بتعاملها إزاي يا حسن؟


- نظر له حسن بحدة وقال بصوت عالي: لو سمحت ما تتكلمش كده عن مراتي وماتحاولش تتدخل بيني وبينها.


( أستيقظت سارة على صوت حسن العالي فإقتربت من الباب لتعرف ما يحدث بالخارج فصدمت وهي تسمع صوت شريف يقول)


- شريف: أنا لازم أعرف أنت بتعاملها إزاي، أنت ماتعرفش أنا حاسس بإيه وأنا عارف إن أهلها مشيوا وسابوها وأنا كنت أقدر أقولهم مكانها وهم يتصرفوا معاك.


- حسن: مشيوا؟ مشيوا راحوا فين؟


- تنهد شريف وقال: هايقعدوا هنا يعملوا إيه؟ مابقالهم أهو داخلين على الشهر بيدوروا على بنتهم ومش عارفين يوصلولها، رجعوا بلدهم.


- تنهد حسن وقال: كده أحسن كده هاقدر أخليها تعيش معايا وتتقبلني في حياتها.


- شريف: بردو أنت اللي في دمغاك في دماغك يا حسن ربنا يهديك، المهم يعني هي كويسة.


- حسن: أه كويسة الحمد لله.


- شريف وهو يتجه نحو الباب: طيب أنا ماشي أنا بس كنت جاي أطمن عليها، عايز مني حاجة؟


- حسن: لأ ً، مع السلامة.


- بعد مغادرة شريف قام حسن بتحضير الطعام لسارة وتوجه لغرفتها وطرق الباب إنتظر قليلاً لتتهيأ لدخوله واكنه لم يسمع أي صوت منها، فحاول فتح الباب و لكنه وجد شئ يمنعه من


 فتحه فقام بترك أطباق الطعام على الأرض وقام بمحاولة فتح الباب فأنفتح جزء صغير نظر منه إلى داخل الغرفة فرأى جسد سارة ممدد على الأرض خلف الباب فحاول فتح الباب أكثر


 برفق حتى أستطاع الدخول إلى الغرفة فوجدها فاقدة الوعي حاول إفاقتها بالضرب على وجنتها برفق فلم تستعيد وعيها فقام بحملها ووضعها على الفراش وذهب للخارج و رجع بعد قليل وهو يحمل زجاجة عطر رش منها القليل على يده وحاول


 إفاقتها مرة أخرى ولكن أيضاً دون جدوى، فدب الرعب في قلب حسن و إنتفض على الفور وقام بالركض ناحية باب المنزل وخرج وبعد دقائق عاد حسن ومعه طبيب جاره يسكن في البناء المجاور له تحدث حسن بلهفة وقال.


حسن: هي مغمى عليها جوة مش عارف بقالها أد إيه، وهي الفترة اللي فاتت كانت أكلتها ضعيفة أوي، ودايماً حاسة بصداع ومابتقدرش تتحرك بسرعة.


- الطبيب متفهماً: ماتقلقش يا أستاذ حسن إن شاء الله خير وريني بس أوضتها فين وأنا هادخل أكشف عليها.


- أصطحب حسن الطبيب لحجرة سارة، قام الطبيب بالكشف على سارة وفحصها وقام بحقنها بعقار في ذراعها وإنتهى فحصها وأخذ يدون بعض الأشياء وقال لحسن وهو يعطيه


 الورقة التي كتب بها: ده العلاج اللي هي هاتخده التلات أيام الجايين وياريت تعملولها تحليل صورة ده شاملة عشان شكلها ضعيف جداً.


- حسن بفزع: هي حالتها صعبة يا دكتور؟


- الطبيب: لأ أبداً ماتقلقش، بس شكل الأنيميا زايدة عندها، وده خطر عليها وعلى الجنين.


- جحظت عين حسن عند سماعه لكلمة الجنين فقال بصوت عالي يوشك على البكاء: هي سارة حامل يا دكتور؟


- رد الطبيب بمهنية وقال: أه مبروك يا أستاذ حسن، شكلك كده ماكنتش تعرف.


- أدمعت عين حسن وبالفعل نزلت دموعه وخر ساجداً لله أستغرب الطبيب من رد فعل حسن وإنتظر حتى قام وتسائل قائلاً.


- الطبيب: إيه يا أستاذ حسن هو الأمر كان صعب أوي كده؟


- حسن بصوت باكي: أصعب مما تتخيل.


- الطبيب: على العموم ألف مبروك وأنا من رأيي أما تفوق بكرة إن شاء الله خدها ووديها عند أخصائي وإعملها التحليل


 ووديهوله عشان يتابع فقر الدم هايوصل لإيه مع العلاج، وأهم حاجة يا أستاذ حسن الغذا الكويس والنفسية تكون مرتاحة عشان ربنا يتمملها على خير.


- تجهم وجه حسن بعد سماعه آخر جملة قالها الطبيب، وقا بإصطحابه خارج غرفة سارة وتوجه به إلى باب المنزل وشكره


 على المجئ معه في وقت متأخر من الليل وأعطاه مبلغ من المال وأنصرف الطبيب وأغلق حسن الباب وراءه ثم أستند على الباب من الداخل وأغلق عينيه بتعب وتنهد وقال: يااااااااااااارب.


**************


الفصل التاسع عشر 


(عند حسن وسارة)


- بعد خروج الطبيب من منزل حسن توجه حسن إلى غرفة سارة وجلس بجوارها على الفراش وأخذ ينظر لها ملياً ويتأمل وجهها ثم تمدد جانبها وجذبها نحو أحضانه ووضع رأسها على صدره وحاوط خصرها بيده وباليد الأخرى أمسك يدها وأسند


 رأسه إلى رأسها وأخذ يتحدث إليها بصوت باكي وقال: أنت عارفة أنا فرحان بالطفل ده قد إيه؟ أنا فرحتي مش ممكن أوصفها ولا ألاقي أي كلام يعبر عنها أحساسي مش ممكن أقدر أوصلهولك مهما أتكلم مش بس عشان خلاص حلمي هايتحقق


 وربنا هايعوضني ويبقى ليا أسرة وأولاد لأ ده كمان عشان ولادي هايكونوا منك أنت بس على قد ما أنا فرحان بالخبر ده على قد ما أنا خايف عليكي من ردة فعلك وعارف إني جرحتك أوي وعذبتك كتير إني قتلتك بإيديا لا ده أنا أذيتك أكتر من


 الموت بس صدقيني غصب عني أنا كنت خايف لما المهمة تخلص لو رجعتك زي باقي البنات إنك ماترضيش بيا أنا ما حستش بنفسي غير بعد ما عملت كده أنا ندمت أوي وعارف إن الندم ده مش كفاية ومش هايفيدك بحاجة بس والله غصب


 عني أنا أول ماشوفتك وأنت بتحاولي تنتحري وتعملي زي هالة ما عملت أنت عارفة إن هالة فكرت نفس تفكيرك أيوة هالة موتت نفسها (ثم أمسك يدها وقبلها) وأكمل قائلاً بس الحمد والشكر لله إني كنت معاكي وقتها ولحقتك قبل ماتعملي حاجة


 في نفسك، أول لما شوفتك قلت إنك لازم تبقي ليا مافكرتش لحظة في الطريقة اللي هاعملها عشان أملكك بس بعدها ندمت والله أنا بموت في اليوم مليون مرة والوجع اللي جوايا كل لما بشوفك أو أسمع صوتك بيقتلني.


- أخذ حسن يتكلم معها كثيراً ودموعه تنهمر على وجنتيه وتنزل على رأس سارة وأخذ يدعو الله أن يغفر له مافعله بها ويسامحه على جريمته في حقها وإزداد في البكاء وهو يقول:


 يارب يارب أنا عارف إني غلط وغلط غلطة كبيرة أوي بس أنت عارف أنا إيه اللي وصلني لكده يارب سامحني وأغفرلي يارب أنت الغفور الرحيم يارب إغفرلي وأعفو عني خطيئتي ، يارب


 أنا راجعلك تايب نادم ، يارب أقبلني وأقبل توبتي، يارب ماتحرمنيش من سارة ماترجعنيش للضلمة بعد ما خلاص رجعت أشوف النور تاني، يارب أفتحلي قلبها وأقف جنبي يارب.


- وأثناء ما كان يدعو ويبكي ويناجي ربه سمع صوت أذان الفجر فتنبه له على الفور وشعر إنها رسالة من الله له حتى يقترب منه فأبعد سارة عن أحضانه ووضع رأسها برفق على


 الوسادة وقام مسرعاً متجهاً للمرحاض فأغتسل وتوضأ وخرج ليصلي الفجر ويكمل دعاءه إلى الله وهو يبكي في صلاته وفي سجوده ويرجو من الله أن يريح قلبه ويضع حبه في قلب سارة.


وعندما إنتهى من صلاته توجه مرة أخرى إلى غرفة سارة ونام بجوارها وجذبها مرة أخرى إلى أحضانه وأغمض عينيه وهو


 مازال يبكي وهي في أحضانه ويقبل رأسها ويدها ويضع يده برفق على بطنها ويكمل دعاءه إلى الله حتى غلبه النعاس وراح في ثبات عميق وهي نائمة في أحضانه.


**************


(في شقة إبراهيم)


- في تمام الساعة السابعة صباحاً دق إبراهيم باب حجرة حنان فقامت حنان من على الفراش بتكاسل وفتحت الباب، تفاجأت بوالدها أمامها فظنت أن والدها قد جائته أخبار عن سارة، فقالت بلهفة وهي تمسك يده.


- حنان: فيه إيه يا بابا خير عرفت أي أخبار عن سارة؟


- تنهد إبراهيم بحزن وقال: لا أبداً يا حبيبتي لسه مافيش أخبار بس إن شاء الله ربنا ييسر الحال واللواء حمدي يقدر يلاقيها.


- حزنت حنان من حديث والدها ودخلت إلى الحجرة وجلست على الفراش بإحباط شديد ثم قالت:يارب.... يارب يا بابا يعرفوا عنها حاجة قريب.


- دخل إبراهيم الحجرة وجلس بجوار حنان وقام بجذبها لأحضانه وأخذ يربت على كتفها وهو يقول: إيه يا حبيبتي هاتفضلي قاعدة في أوضتك كده كتير؟ ما وراكيش كلية تروحيها؟


- حنان وهي تبكي في أحضان والدها: مش قادرة يا بابا حاسة إني وضايعة من غير سارة، سارة مش بس أختي دي كانت صاحبتي وبنعمل كل حاجة مع بعض، أنا ندمانة أوي يا بابا إني سبتها اليوم ده تسافر لوحدها.


- إبراهيم وهو مازال يربت على كتفها وهو يهدهدها وقال بصوت حزين: إهدي يا بنتي ماتعمليش في نفسك كده ده ربنا اللي كاتب ومقدر إننا كلنا ننحط في الإختبار ده وإنك تنشغلي


 في إمتحاناتك وأنا أنسى ميعاد وصولها ويشوف هانتصرف إزاي، هانصبر على إبتلائه لينا ولا هانعترض ولاقدر الله و ونقعد نقول ليه يارب وأشمعنى إحنا وكده.


- سكت إبراهيم قليلاً ثم أكمل حديثه وقال: أنا عايزك ياحنان تبقي من جواك راضية عن مشيئة ربنا، مش ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز"ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" ودي مشيئته عايزانا نعترض ولا نصبر ونحتسب وندعي ربنا يردهالنا.


- هدأت حنان من نوبة بكائها وردت على والدها بإقتناع شديد وقالت: نصبر ونحتسب طبعاً.


- إبراهيم: ربنا يجازيكي خير يابنتي ويصبرك ويصبرنا.


- وأبعدها عن حضنه وقام بمسح دموعها وقال: يلا قومي حضري نفسك عشان تنزلي تروحي كليتك الإمتحانات خلاص قربت وأنت أخر سنة ليكي السنة دي مش عايزك تقصري في دراستك عشان سارة لما ترجع بإذن الله ماتزعلش منك.


- حنان: حاضر يا بابا.


- وقامت بتقبيل يده وقالت: ربنا يخليك لينا يا يارب وتفضل محاوطنا بعطفك وحنانك.


- إبتسم إبراهيم لإبنته وهو يبكي بداخله على حال إبنته الأخرى وقال: يلا يابنتي قومي إتوضي إلبسي وصلي الضحى قبل ماتنزلي على ماتكون ماما حضرت الفطار.


- حنان وهي تقوم من حضن والدها: حاضر يابابا.


وبالفعل خرجت من حجرتها وتوجهت للمرحاض.


(في كلية التجارة)


- دخلت حنان من بابا الجامعة فرأتها سماح وهي زميلتها في نفس الفرقة وقد تعرفت بها حنان في أول أيامها في الجامعة وأصبحتا أكثر من أصدقاء، جرت نحوها سماح وقامت


 بإحتضانها بشدة وقالت: كل ده يا حنان؟ شهر...شهر كامل يابنتي ماشوفكيش فيه؟ وكل فين وفين لما تحني عليا وتردي على إتصالات؟


- حنان بصوت مخنوق ودموعها تهدد بالنزول: ما أنت عارفة اللي أنا فيه، بالله عليكي ماتعتبيش عليا.


- ربتت سماح على كتفها وقالت: ربنا يرجعهالكوا يا حبيبتي.


- حنان: يارب يا سماح يارب، أنت عارفة أنا ساعات بحمل نفسي ذنب وأقول لو ماكنتش حضرت الإمتحان ماكانتش أختفت وكان زمانا متجمعين زي ماكنا على دايماً.


- سماح بصوت متألم لما رأته وسمعته من صديقتها المقربة وقالت: دي إرادة ربنا يا حنان وكمان ما حدش بيهرب من قدره.


حنان وهي تمسح دموعها التي غلبتها ونزلت على وجنتيها: بابا قاللي كده الصبح وهو اللي خلاني آجي أنا أصلاً ماكنتش ناوية آجي وأحضر الأمتحانات التيرم ده بس هو أقنعني و قاللي لو عايزة أختك ماتزعلش منك لما ترجع روحي جامعتك وشوفي مستقبلك ودراستك.


سماح: والله عمو ده راجل متفهم جداً واحد غيره كان قاللك ماتروحيش الجامعة ومافيش خروج برة البيت تاني.


حنان وهي تشرد بنظرها: تعرفي هو من جواه موجوع أوي، أنا حاسة بيه بس هو مش بيبين قدامنا، كل يوم بالليل يدخل أوضة سارة بعد ما ماما تنام ويفضل قاعد فيها لحد ما الفجر


 يقرب يأذن ويخرج منها عشان ماحدش يشوفه، فاكر إننا مش حاسين بيه وباللي جواه، هو قالها لماما في أول يوم حصلت فيه المشكلة دي هو حاسس إن هو السبب في إن سارة تضيع


 منه هو اللي نسي ميعاد وصولها، وماما كل يوم بتعمل نفسها نايمة عشان تديله فرصته يخرج حزنه بعيد عنها عشان يقدر يطمنا تاني يوم ويقولنا إن سارة هاترجع، تعرفي ( وأخذت


 حنان تتنفس بصوت عالي بسبب بكائها وأكملت وهي تبكي بشدة) تعرفي إن بابا إمبارح طلع أقنع عصان إنه يرجع شغله تاني لأن هو كمان من ساعة اللي حصل وهو مابخرجش من البيت.


- لم تحاول سماح مقاطعة حنان لعلها تخرج بعض ما في صدرها من حزن وتتقاسمه معها ولو بقدر يسير، إنتبهت سماح على صوت علا( وهي أخت أسامة الشاب اللي تقدم لخطبة حنان قبل إختفاء سارة) وهي تقول بصوت متهكم: يا حر ام


 تصدقي صعبتي عليا فعلاً معاكي حق يا حنان تعيطي بالمنظر ده ده أنا لو منك ماكنتش خرجت من باب البيت، إزاي قادرة توري الناس وشك بعد ما أختك حطت رأس باباها وكل عيلتها في الأرض كده وتهرب قبل فرحها بشهر؟


- وأكملت بصوت ملئ بالحقد والغل: فعلاً معاه حق أسامة يقول بكرة أختها تعمل زيها لو ظهرلها واحد غيري، فعلاً ماحدش هايرضى يبص في وشك بعد اللي أختك عملته ده.


- وأنصرفت علا وهي تضحك بصوت عالي ضحكة سخرية وهي تنظر لحنان بإحتقار.


- بعد إنصراف علاأسرعت حنان عائدة إلى منزلها وهي تبكي بكاءً شديد.


***********


( في شقة عصام)


أقتنع عصام بحديث عمه وقرر النزول إلى عمله اليوم (فهو يتشارك مع إثنين من أصدقاءه في مكتب محاماة) قام عصام في الثامنة صباحاً وتوجه للإغتسال لتهيئة نفسه للخروج لعمله وقام بتشذيب لحيته التي نمت بشكل فوضوي فهو لم يقم


********

يتبع


باقي البارت التاسع عشر والعشرون 


طلبهم بالرفض، دخلت عفاف إلى غرفة إبنها الوحيد وقامت بفتح النافذة وتوجهت إلى فراش عصام وأخذت تربت على كتفه وتتحدث إليه بقلب أم مكلوم على حال ولدها وفرحته التي سرقت منه.


- عفاف: قو ياعصام، قوم يابني ربنا يريح قلبك، قوم مامنوش

 فايدة اللي أنت بتعمله في نفسك وفيا ده، هي لو مكتوبلها تضيع هاتضيع، قوم يا حبيبي قوم وأرضى باللي ربنا كاتبهولك، وأخذت تبكي وقالت قوم ماتعذبش نفسك وتحرق قلبي عليك يابني.


- قا عصام من الفراش وتحدث بصوت ضعيف وأولى ظهره إلى والدته.


- عصام: مش قادر يا أمي مش قادر كل دقيقة بتمر عليا بحس فيها إن قلبي هايقف من كتر الوجع اللي فيه، ودماغي هاتنفجر من كتر التفكير إزاي نسيتها وهي كانت مستنياني لوحدها.


- وتقدم ناحية أمه وجلس على الأرض ووضع رأسه على قدمها وقال: أنا من يوم ما فتحت عينيا فتحتها على حب سارة، أجي بسهولة كده وأنساها؟ أنا بإستهتاري ده أتسببت في ضياعها مني باقي عمري.


- وأخذ يجهش بالبكاء ويقول: محروق قلبي أوي يا أمي عليها وإيدي متكتفة مش عارف أعمل إيه أنا عايش في نار وماحدش حاسس بيا.


- أخذت أمه تربت على رأسه وهي تبكي معه في صمت.


****************


(في شقة إبراهيم)


- نزلت عفاف لكي تتحدث معه بخصوص إبنها وحالته فهو إبن أخيه الوحيد، طرقت الباب وإنتظرت عدة لحظات حتى فتحت لها أمينة وحيتها ودعتها للدخول، دخلت عفاف ووجدت إبراهيم يجلس في حجرة الإستقبال فحيته وقالت.


- عفاف: أزيك يا أبو حنان عامل إيه؟


- إبراهيم: نحمد الله على كل حال يا أم عصام، أمال عصام ماحدش بقى بيشوفه ليه من ساعة ما جينا من القاهرة؟


- عفاف بشئ من الإحراج: والله يا أبو حنان أنا نازلالك عشان تشوفلك حل مع عصام من يوم ما جه وهو مقاطع الناس ومش راضي يخرج ولا حتى يروح شغله وكل يوم يتصله بيه وهو مابيرضاش يرد عليها حتى.


إبراهيم بصوت حزين: لأ مالوش حق في اللي هو بيعمله ده، مصالح الناس مالهاش دعوة بحزنه و لا الحالة اللي هو فيها، أنا هاقوم أطلعله وأكلمه، خليكي أنت هنا يا أم عصام وأنا طالعله.


- عفاف: ربنا يريح قلبك زي ما ريحت قلبي ويردلك بنتك سالمة غانمة يارب.


- أمن إبراهيم على دعائها وتركها صاعداً إلى شقة أخيه المتوفى (والد عصام).


(في شقة عصام)


طرق إبراهيم الباب وإنتظر حتى فتح له عصام بوجه مكفهر، سلم عليه إبراهيم وقال: عايز أتكلم معاك.


- عصام: أتفضل ياعمي ده شئ يشرفني.


- دخل إبراهيم وجلس على أقرب كرسي ونظر إلى عصام وقال: أقعد يا عصام.


- جلس عصام على الفور وإنتظر أن يبدأ عمه بالكلام ولكن صمت إبراهيم طال فنظر له عصام و قال: فيه حاجة يا عمي؟


إبراهيم: فيه إن حالك مش عاجبني يا عصام، أنت مش عارف إنك سندي وسند أمك الوحيد، بتعمل في نفسك كده ليه؟


عصام بإنفعال: يعني مش عارف ياعمي بعمل في نفسي كده ليه؟، ده أنت أكتر زاحد المفروضيكون حاسس بيا، أنت طول عمرك محملني مسؤولية سارة من أول يوم ليها في المدرسة وأنا اللي بوديها وأجيبها لحد ما وصلت للكلية وأنا بردو اللي


 بوديها وأجيبها، أنا المسؤول عن كل إحتياجتها وفي الآخر بعد ده كله أنسى، أنسى في عز ماهي محتجالي وفي بلد غريبة إني أروح أجيبها؟ ده أنا دماغي من كتر التفكير في الموضوع ده مش قادر هاتنفجر.


- إبراهيم: و إنت فكرك باللي بتعمله ده هاتنفه سارة؟ لأ بالعكس مافكرتش لما ربنا يريد وسارة ترجع وتشوفك بالمنظر ده هايكون إحساسها إيه لما تعرف إن هي اللي وصلتك لكده؟


- عصام: أنا مش قادر أفكر في أي حاجة مش قادر أفكر غير إني السبب في اللي حصللها ده وإني أنا اللي ضيعتها وإحساسي إنها حتى لو رجعت مش هاترجع سارة اللي نعرفها أكيد هاتبقى ما طايقة تشوف وشي ولا تسمع صوتي أنا اللي ضيعتها بغبائي أنا.


وأخذ يجهش بالبكاء.


- إبراهيم وهو يتجه نحو عصام ويربت على كتفه: أستغفر ربنا يابني ماتقولش كده ده كل حاجة بتحصل بأمر الله طب ما أنا


 اللي أسمس أبوها نسيتها زيك بالظبط ربنا اللي كان عايز كده واحنا مالناش في نفسنا حاجة، وبعدين أنت أكتر واحد عارف سارة وعارف أد إيه هي مؤمنة بربنا وبقضاءه وعمرها ماهاتفكر


 في اللي أنت بتقوله ده أنت عارف هي أد إيه بتحبك وشايفاك حاجة كبيرة أوي ماتجيش دلوقتي وتعمل كده عشان ما تقعش من نظرها وعشان ماتحسش إن هي السبب في حالتك دي أنت عارف هاتتأثر إزاي لو عرفت إن جرالك حاجة بسببها ، قوم


 يابني قوم أغسل وشك وأتوضى وصليلك ركعتين إدعيلها فيهم ربنا يرجعها ، ومن بكرة تنزل شغلك وتشوف مصالح الناس لو مش عشان خاطري يبقى عشان خاطرها هي وعشان ربنا يقف معانا في محنتنا، قوم يلا يابني.


- قام عصام وقبل يد عمه ورأسه ومسح دموعه وقال: حاضر ياعمي أنا هاعمل كده عشان خاطرك أنت وسارة.


- وتوجه إلى المرحاض ليتوضأ ويصلي ويبتهل الي الله ليعيد اليهم سارة سليمة معافاة دون أن يمسها مكروه.


(عند حسن وسارة)


- إنقضى هذا الأسبوع بتجنب حسن لها فكان يطرق باب الحجرة قبل الدخول ليحضر الطعام لها حتى تنتبه لدخوله ولا يفزعها.


- كانت سارة نائمة في حجرتها وحسن يجلس بالخارج يشاهد التلفاز وهو شارد ولا ينتبه لما يعرض به فقد كان يفكر في طريقة لكسب سارة والحصول على مسامحتها، وفجأة سمع جرس الباب فتعجب فمن الذي سيأتي له.


- فتح حسن باب المنزل فرأى شريف فإندهش وظل لحظات ينظر له.


- شريف: إزيك يا حسن هاتدخلني ولا أمشي؟


- فتح حسن الباب على آخره وهو يشير إلى الداخل وقال: أتفضل.


- دخل شريف وقام حسن بإغلاق الباب.


- حسن: جاي ليه؟ عايز تضربني تاني؟


- رد شريف وقال: لأ جاي أتطمن عليها عايز أعرف أخبارها إيه وأنت عامل معاها إيه.


- حسن: هي الحمد لله بخير ونايمة جوة.


- شريف: بتعاملها إزاي يا حسن؟


- نظر له حسن بحدة وقال بصوت عالي: لو سمحت ما تتكلمش كده عن مراتي وماتحاولش تتدخل بيني وبينها.


( أستيقظت سارة على صوت حسن العالي فإقتربت من الباب لتعرف ما يحدث بالخارج فصدمت وهي تسمع صوت شريف يقول)


- شريف: أنا لازم أعرف أنت بتعاملها إزاي، أنت ماتعرفش أنا حاسس بإيه وأنا عارف إن أهلها مشيوا وسابوها وأنا كنت أقدر أقولهم مكانها وهم يتصرفوا معاك.


- حسن: مشيوا؟ مشيوا راحوا فين؟


- تنهد شريف وقال: هايقعدوا هنا يعملوا إيه؟ مابقالهم أهو داخلين على الشهر بيدوروا على بنتهم ومش عارفين يوصلولها، رجعوا بلدهم.


- تنهد حسن وقال: كده أحسن كده هاقدر أخليها تعيش معايا وتتقبلني في حياتها.


- شريف: بردو أنت اللي في دمغاك في دماغك يا حسن ربنا يهديك، المهم يعني هي كويسة.


- حسن: أه كويسة الحمد لله.


- شريف وهو يتجه نحو الباب: طيب أنا ماشي أنا بس كنت جاي أطمن عليها، عايز مني حاجة؟


- حسن: لأ ً، مع السلامة.


- بعد مغادرة شريف قام حسن بتحضير الطعام لسارة وتوجه لغرفتها وطرق الباب إنتظر قليلاً لتتهيأ لدخوله واكنه لم يسمع أي صوت منها، فحاول فتح الباب و لكنه وجد شئ يمنعه من


 فتحه فقام بترك أطباق الطعام على الأرض وقام بمحاولة فتح الباب فأنفتح جزء صغير نظر منه إلى داخل الغرفة فرأى جسد سارة ممدد على الأرض خلف الباب فحاول فتح الباب أكثر


 برفق حتى أستطاع الدخول إلى الغرفة فوجدها فاقدة الوعي حاول إفاقتها بالضرب على وجنتها برفق فلم تستعيد وعيها فقام بحملها ووضعها على الفراش وذهب للخارج و رجع بعد قليل وهو يحمل زجاجة عطر رش منها القليل على يده وحاول


 إفاقتها مرة أخرى ولكن أيضاً دون جدوى، فدب الرعب في قلب حسن و إنتفض على الفور وقام بالركض ناحية باب المنزل وخرج وبعد دقائق عاد حسن ومعه طبيب جاره يسكن في البناء المجاور له تحدث حسن بلهفة وقال.


حسن: هي مغمى عليها جوة مش عارف بقالها أد إيه، وهي الفترة اللي فاتت كانت أكلتها ضعيفة أوي، ودايماً حاسة بصداع ومابتقدرش تتحرك بسرعة.


- الطبيب متفهماً: ماتقلقش يا أستاذ حسن إن شاء الله خير وريني بس أوضتها فين وأنا هادخل أكشف عليها.


- أصطحب حسن الطبيب لحجرة سارة، قام الطبيب بالكشف على سارة وفحصها وقام بحقنها بعقار في ذراعها وإنتهى فحصها وأخذ يدون بعض الأشياء وقال لحسن وهو يعطيه


 الورقة التي كتب بها: ده العلاج اللي هي هاتخده التلات أيام الجايين وياريت تعملولها تحليل صورة ده شاملة عشان شكلها ضعيف جداً.


- حسن بفزع: هي حالتها صعبة يا دكتور؟


- الطبيب: لأ أبداً ماتقلقش، بس شكل الأنيميا زايدة عندها، وده خطر عليها وعلى الجنين.


- جحظت عين حسن عند سماعه لكلمة الجنين فقال بصوت عالي يوشك على البكاء: هي سارة حامل يا دكتور؟


- رد الطبيب بمهنية وقال: أه مبروك يا أستاذ حسن، شكلك كده ماكنتش تعرف.


- أدمعت عين حسن وبالفعل نزلت دموعه وخر ساجداً لله أستغرب الطبيب من رد فعل حسن وإنتظر حتى قام وتسائل قائلاً.


- الطبيب: إيه يا أستاذ حسن هو الأمر كان صعب أوي كده؟


- حسن بصوت باكي: أصعب مما تتخيل.


- الطبيب: على العموم ألف مبروك وأنا من رأيي أما تفوق بكرة إن شاء الله خدها ووديها عند أخصائي وإعملها التحليل


 ووديهوله عشان يتابع فقر الدم هايوصل لإيه مع العلاج، وأهم حاجة يا أستاذ حسن الغذا الكويس والنفسية تكون مرتاحة عشان ربنا يتمملها على خير.


- تجهم وجه حسن بعد سماعه آخر جملة قالها الطبيب، وقا بإصطحابه خارج غرفة سارة وتوجه به إلى باب المنزل وشكره


 على المجئ معه في وقت متأخر من الليل وأعطاه مبلغ من المال وأنصرف الطبيب وأغلق حسن الباب وراءه ثم أستند على الباب من الداخل وأغلق عينيه بتعب وتنهد وقال: يااااااااااااارب.


**************


الفصل التاسع عشر 


(عند حسن وسارة)


- بعد خروج الطبيب من منزل حسن توجه حسن إلى غرفة سارة وجلس بجوارها على الفراش وأخذ ينظر لها ملياً ويتأمل وجهها ثم تمدد جانبها وجذبها نحو أحضانه ووضع رأسها على صدره وحاوط خصرها بيده وباليد الأخرى أمسك يدها وأسند


 رأسه إلى رأسها وأخذ يتحدث إليها بصوت باكي وقال: أنت عارفة أنا فرحان بالطفل ده قد إيه؟ أنا فرحتي مش ممكن أوصفها ولا ألاقي أي كلام يعبر عنها أحساسي مش ممكن أقدر أوصلهولك مهما أتكلم مش بس عشان خلاص حلمي هايتحقق


 وربنا هايعوضني ويبقى ليا أسرة وأولاد لأ ده كمان عشان ولادي هايكونوا منك أنت بس على قد ما أنا فرحان بالخبر ده على قد ما أنا خايف عليكي من ردة فعلك وعارف إني جرحتك أوي وعذبتك كتير إني قتلتك بإيديا لا ده أنا أذيتك أكتر من


 الموت بس صدقيني غصب عني أنا كنت خايف لما المهمة تخلص لو رجعتك زي باقي البنات إنك ماترضيش بيا أنا ما حستش بنفسي غير بعد ما عملت كده أنا ندمت أوي وعارف إن الندم ده مش كفاية ومش هايفيدك بحاجة بس والله غصب


 عني أنا أول ماشوفتك وأنت بتحاولي تنتحري وتعملي زي هالة ما عملت أنت عارفة إن هالة فكرت نفس تفكيرك أيوة هالة موتت نفسها (ثم أمسك يدها وقبلها) وأكمل قائلاً بس الحمد والشكر لله إني كنت معاكي وقتها ولحقتك قبل ماتعملي حاجة


 في نفسك، أول لما شوفتك قلت إنك لازم تبقي ليا مافكرتش لحظة في الطريقة اللي هاعملها عشان أملكك بس بعدها ندمت والله أنا بموت في اليوم مليون مرة والوجع اللي جوايا كل لما بشوفك أو أسمع صوتك بيقتلني.


- أخذ حسن يتكلم معها كثيراً ودموعه تنهمر على وجنتيه وتنزل على رأس سارة وأخذ يدعو الله أن يغفر له مافعله بها ويسامحه على جريمته في حقها وإزداد في البكاء وهو يقول:


 يارب يارب أنا عارف إني غلط وغلط غلطة كبيرة أوي بس أنت عارف أنا إيه اللي وصلني لكده يارب سامحني وأغفرلي يارب أنت الغفور الرحيم يارب إغفرلي وأعفو عني خطيئتي ، يارب


 أنا راجعلك تايب نادم ، يارب أقبلني وأقبل توبتي، يارب ماتحرمنيش من سارة ماترجعنيش للضلمة بعد ما خلاص رجعت أشوف النور تاني، يارب أفتحلي قلبها وأقف جنبي يارب.


- وأثناء ما كان يدعو ويبكي ويناجي ربه سمع صوت أذان الفجر فتنبه له على الفور وشعر إنها رسالة من الله له حتى يقترب منه فأبعد سارة عن أحضانه ووضع رأسها برفق على


 الوسادة وقام مسرعاً متجهاً للمرحاض فأغتسل وتوضأ وخرج ليصلي الفجر ويكمل دعاءه إلى الله وهو يبكي في صلاته وفي سجوده ويرجو من الله أن يريح قلبه ويضع حبه في قلب سارة.


وعندما إنتهى من صلاته توجه مرة أخرى إلى غرفة سارة ونام بجوارها وجذبها مرة أخرى إلى أحضانه وأغمض عينيه وهو


 مازال يبكي وهي في أحضانه ويقبل رأسها ويدها ويضع يده برفق على بطنها ويكمل دعاءه إلى الله حتى غلبه النعاس وراح في ثبات عميق وهي نائمة في أحضانه.


**************


(في شقة إبراهيم)


- في تمام الساعة السابعة صباحاً دق إبراهيم باب حجرة حنان فقامت حنان من على الفراش بتكاسل وفتحت الباب، تفاجأت بوالدها أمامها فظنت أن والدها قد جائته أخبار عن سارة، فقالت بلهفة وهي تمسك يده.


- حنان: فيه إيه يا بابا خير عرفت أي أخبار عن سارة؟


- تنهد إبراهيم بحزن وقال: لا أبداً يا حبيبتي لسه مافيش أخبار بس إن شاء الله ربنا ييسر الحال واللواء حمدي يقدر يلاقيها.


- حزنت حنان من حديث والدها ودخلت إلى الحجرة وجلست على الفراش بإحباط شديد ثم قالت:يارب.... يارب يا بابا يعرفوا عنها حاجة قريب.


- دخل إبراهيم الحجرة وجلس بجوار حنان وقام بجذبها لأحضانه وأخذ يربت على كتفها وهو يقول: إيه يا حبيبتي هاتفضلي قاعدة في أوضتك كده كتير؟ ما وراكيش كلية تروحيها؟


- حنان وهي تبكي في أحضان والدها: مش قادرة يا بابا حاسة إني وضايعة من غير سارة، سارة مش بس أختي دي كانت صاحبتي وبنعمل كل حاجة مع بعض، أنا ندمانة أوي يا بابا إني سبتها اليوم ده تسافر لوحدها.


- إبراهيم وهو مازال يربت على كتفها وهو يهدهدها وقال بصوت حزين: إهدي يا بنتي ماتعمليش في نفسك كده ده ربنا اللي كاتب ومقدر إننا كلنا ننحط في الإختبار ده وإنك تنشغلي


 في إمتحاناتك وأنا أنسى ميعاد وصولها ويشوف هانتصرف إزاي، هانصبر على إبتلائه لينا ولا هانعترض ولاقدر الله و ونقعد نقول ليه يارب وأشمعنى إحنا وكده.


- سكت إبراهيم قليلاً ثم أكمل حديثه وقال: أنا عايزك ياحنان تبقي من جواك راضية عن مشيئة ربنا، مش ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز"ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" ودي مشيئته عايزانا نعترض ولا نصبر ونحتسب وندعي ربنا يردهالنا.


- هدأت حنان من نوبة بكائها وردت على والدها بإقتناع شديد وقالت: نصبر ونحتسب طبعاً.


- إبراهيم: ربنا يجازيكي خير يابنتي ويصبرك ويصبرنا.


- وأبعدها عن حضنه وقام بمسح دموعها وقال: يلا قومي حضري نفسك عشان تنزلي تروحي كليتك الإمتحانات خلاص قربت وأنت أخر سنة ليكي السنة دي مش عايزك تقصري في دراستك عشان سارة لما ترجع بإذن الله ماتزعلش منك.


- حنان: حاضر يا بابا.


- وقامت بتقبيل يده وقالت: ربنا يخليك لينا يا يارب وتفضل محاوطنا بعطفك وحنانك.


- إبتسم إبراهيم لإبنته وهو يبكي بداخله على حال إبنته الأخرى وقال: يلا يابنتي قومي إتوضي إلبسي وصلي الضحى قبل ماتنزلي على ماتكون ماما حضرت الفطار.


- حنان وهي تقوم من حضن والدها: حاضر يابابا.


وبالفعل خرجت من حجرتها وتوجهت للمرحاض.


(في كلية التجارة)


- دخلت حنان من بابا الجامعة فرأتها سماح وهي زميلتها في نفس الفرقة وقد تعرفت بها حنان في أول أيامها في الجامعة وأصبحتا أكثر من أصدقاء، جرت نحوها سماح وقامت


 بإحتضانها بشدة وقالت: كل ده يا حنان؟ شهر...شهر كامل يابنتي ماشوفكيش فيه؟ وكل فين وفين لما تحني عليا وتردي على إتصالات؟


- حنان بصوت مخنوق ودموعها تهدد بالنزول: ما أنت عارفة اللي أنا فيه، بالله عليكي ماتعتبيش عليا.


- ربتت سماح على كتفها وقالت: ربنا يرجعهالكوا يا حبيبتي.


- حنان: يارب يا سماح يارب، أنت عارفة أنا ساعات بحمل نفسي ذنب وأقول لو ماكنتش حضرت الإمتحان ماكانتش أختفت وكان زمانا متجمعين زي ماكنا على دايماً.


- سماح بصوت متألم لما رأته وسمعته من صديقتها المقربة وقالت: دي إرادة ربنا يا حنان وكمان ما حدش بيهرب من قدره.


حنان وهي تمسح دموعها التي غلبتها ونزلت على وجنتيها: بابا قاللي كده الصبح وهو اللي خلاني آجي أنا أصلاً ماكنتش ناوية آجي وأحضر الأمتحانات التيرم ده بس هو أقنعني و قاللي لو عايزة أختك ماتزعلش منك لما ترجع روحي جامعتك وشوفي مستقبلك ودراستك.


سماح: والله عمو ده راجل متفهم جداً واحد غيره كان قاللك ماتروحيش الجامعة ومافيش خروج برة البيت تاني.


حنان وهي تشرد بنظرها: تعرفي هو من جواه موجوع أوي، أنا حاسة بيه بس هو مش بيبين قدامنا، كل يوم بالليل يدخل أوضة سارة بعد ما ماما تنام ويفضل قاعد فيها لحد ما الفجر


 يقرب يأذن ويخرج منها عشان ماحدش يشوفه، فاكر إننا مش حاسين بيه وباللي جواه، هو قالها لماما في أول يوم حصلت فيه المشكلة دي هو حاسس إن هو السبب في إن سارة تضيع


 منه هو اللي نسي ميعاد وصولها، وماما كل يوم بتعمل نفسها نايمة عشان تديله فرصته يخرج حزنه بعيد عنها عشان يقدر يطمنا تاني يوم ويقولنا إن سارة هاترجع، تعرفي ( وأخذت


 حنان تتنفس بصوت عالي بسبب بكائها وأكملت وهي تبكي بشدة) تعرفي إن بابا إمبارح طلع أقنع عصان إنه يرجع شغله تاني لأن هو كمان من ساعة اللي حصل وهو مابخرجش من البيت.


- لم تحاول سماح مقاطعة حنان لعلها تخرج بعض ما في صدرها من حزن وتتقاسمه معها ولو بقدر يسير، إنتبهت سماح على صوت علا( وهي أخت أسامة الشاب اللي تقدم لخطبة حنان قبل إختفاء سارة) وهي تقول بصوت متهكم: يا حر ام


 تصدقي صعبتي عليا فعلاً معاكي حق يا حنان تعيطي بالمنظر ده ده أنا لو منك ماكنتش خرجت من باب البيت، إزاي قادرة توري الناس وشك بعد ما أختك حطت رأس باباها وكل عيلتها في الأرض كده وتهرب قبل فرحها بشهر؟


- وأكملت بصوت ملئ بالحقد والغل: فعلاً معاه حق أسامة يقول بكرة أختها تعمل زيها لو ظهرلها واحد غيري، فعلاً ماحدش هايرضى يبص في وشك بعد اللي أختك عملته ده.


- وأنصرفت علا وهي تضحك بصوت عالي ضحكة سخرية وهي تنظر لحنان بإحتقار.


- بعد إنصراف علاأسرعت حنان عائدة إلى منزلها وهي تبكي بكاءً شديد.


***********


( في شقة عصام)


أقتنع عصام بحديث عمه وقرر النزول إلى عمله اليوم (فهو يتشارك مع إثنين من أصدقاءه في مكتب محاماة) قام عصام في الثامنة صباحاً وتوجه للإغتسال لتهيئة نفسه للخروج لعمله وقام بتشذيب لحيته التي نمت بشكل فوضوي فهو لم يقم


 بحلاقتها منذ إختفاء سارة وإنتهى من الإغتسال وتؤضأ وصلى صلاة الضحى وأخذ يدعو وهو يصلي بأن يزيح عنه ما هو فيه وأن يرد عليه حبيبته سالمة، إنتهى عصام من صلاته ودعاءه وقام بإرتداء بذلته إستعداداً للنزول وخرج من الغرفة وهو


 ينادي على أمه التي تهللت أساريرها ما إن رأت هيئته التي تدل على إنه أقتنع بحديث عمه بالأمس وأنه ذاهب إلى عمله وأتجهت نحوه مسرعة، فهي منذ أن عاد إبنها من القاهرة وهو معتكف في حجرته لا يخرج منها إلا للوضوء.


- عفاف: أنت رايح شغلك يا حبيبي.


- عصام بصوت رخيم: أيوة يا أمي.


- عفافوهي تتوجه ناحية المطبخ: ثواني والفطار يكون جاهز.


- عصام: لأ يا أمي مش عايز.


- عفاف: لأ لازم تاكل أي حاجة إن شالله حاجة بسيطة مع كوباية الشاي باللبن بتاعتك بتاعة كل يوم.


- عصام: صدقيني مش هاقدر يا أمي.


- عفاف: ماتزعلنيش منك بقى ده أنا ماصدقت أنك تخرج من حابستك اللي أنت حابسها لنفسك دي.


- عصام: حاضر يا أمي.


- بعد ربع ساعة على مائدة الإفطار.


- عفاف: مش كنت تحلق دقنك كلها زي الأول أحسن؟


- عصام بإبتسامة حزينة: مافيش حاجة بترجع زي الأول.


- وقام من على السفرة وقال: الحمد لله، يادوبك أمشي أنا بقى الساعة بقت 10ونصز


- وبالفعل توجه نحو باب المنزل، أصتدمت حنان بعصام وهي تدخل من باب البيت فهي كانت تبكي بشدة ولا تستطيع الرؤية بوضوح، صدم عصام من منظرها وتحدث بلهفة قائلاً: مالك يا حنان؟ عرفتي حاجة عن سارة؟


- حنان بصوت مبحوح من كثرة البكاء: لأ ماعرفناش.


- عصام وهو يضيق عينيه: أنال مالك عاملة في نفسك كده ليه؟


- حنان وهي تتخطاه وتصعد على السلم: أبداً أصل سارة وحشتني أوي.


- أومأ لها وهو يخرج من باب البيت ليتوجه إلى مكتبه.


************


(عند حسن وسارة)


- في التاسعة صباحاً تململت سارة في نومتها وأخذت تهمهم بكلام غير مفهوم ثم شعرت بأنها مقيدة ولا تستطيع الحركة


 وشعرت بثقل على بطنها فتحت عينيها بسرعة فوجدت نفسها نائمة في أحضان حسن وهو يحاوطها بيده فقامت مذعورة من الفراش وهي تشهق بصوت عالي وجسمها ينتفض بشدة من الخوف.


- أستيقظ حسن على حركتها وصوتها نظر إليها وجدها متكومة فيجانب الفراش ترتعش بشدة وعلى وجهها علامات الرعب الشديد، فقال لها سريعاً: أهدي أهدي أنا بس كنت نايم جنبك عشان أنت تعبتي مش أكتر.


- وقفت سارة وأخذت تنظر إلى ملابسها ثم نظرت له وقالت بحدة: أنت عملت فيا إيه تاني يا حيوان مش كفاية اللي عملته


 فيا قبل كده عايز إيه تاني مني إنت حيوان وقواد وزاني وأنا بقرف من لمستك ليا ماتلمستين وماتقربش مني أنا مش بطيق أشوف وشك أصلاً.


- وأخذت تصرخ وهي تقول: يارب يا تاخده وتخلصني منه يا تاخدني أنا وتريحني أنا خلاص تعبت تعبت، أنا بكرهك بكرهك بكر...


- هجم حسن عليا ووضع يده على فمها ليسكتها وهو يلصقها بالحائط حتى يقيد حركتها ويمنع مقاومتها له ثم قال بعد أن ثبتها في بينه وبين الحائط ونظر لها مباشرة في عينيها وهي تذرف الدموع كالاشلال: أنا مش هاقدر ألومك على كرهك ليا،


 ولا هاقدر أمنعك إنك تكرهيني بالشكل ده لأني عارف كويس إن اللي عملته ده مش ممكن تقدري تسامحيني عليه وعارف إني أستاهل أكتر من كده كمان، بس أنا مش عايزك تحاولي


 تداري الكره ده لأني مش ضامن نفسي هاقدر أستحمل نظرة عينيك وكلامك لحد أمتى أنا خايف عليكي من نفسي خايف عليكي من رد فعلي لما بتعصب مش عارف ممكن أتصرف إزاي.


- ثم تركها وإبتعد وهو يقول: وماتخافيش أنا مالمستكيش وهاحاول على قد ما أقدر إني أتجنبك وما أظهرش قدامك.


- ومن ثم توجه إلى باب الغرفة وخرج منها وأغلق الباب خلقه وأسند ظهره عليه وهو يطلق العنان لدموعه التي حبسها أمام


 سارة، وما إن خرج من الغرفة حتى جلست سارة على الأرض و هي تضم ركبتيها إلى صدرها وتخفي وجهها بينهم وتبكي بشدة وتردد تقول: يارب يارب يااااااااارب.


***************


( في مكتب عصام)


- دخل عصام المكتب وجد ولاء (السكرتيرة الخاصة بالمكتب) تعمل فقال لها: السلام عليكم، لو سمحتي يا ولاء عايزك تجيبيلي الملفات المتأجلة على مكتبي.


- ردت ولاء السلام ثم قالت: إزي حضرتك يا أستاذ عصام، حمد الله على السلامة، ثواني والملفات هاتكون عند حضرتك.


- إتجه عصام إلى مكتبه بعد سماعه لرد ولاء، وبعد قليل دخلت ولاء المكت وأعطته ملفات القضايا المؤجلة فبدأيعمل عليها


 بتركيز لمدة ساعة ونصف، وفجأة فتح باب المكتب ودخل منه أحمد(زميل عصام وشريكه في المكتب) تحدث أحمد وقال: حمد الله على السلامة، إيه يابني الغيبة دي كلها؟


- عصام: الله يسلمك يا أحمد، تعالى أتفضل أقعد.


- جلس أحمد وقال: إيه يا عم عامل في نفسك كده ليه؟ كل ده علشان حتة بت ماتسواش؟


- نظر له عصام بعنف وقال بصوت عالي: لو سمحت ماتتكلمش على سارة بالطريقة دي وإلا مش هايحصلك كويس.


- غضب أحمد من نبرة عصام المهددة له وصوته العالي فقال: إيه ياعم حيلك حيلك، هو إنت ماتعرفش إنها هربت مع واحد غيرك ولا إيه؟


- قام عصام من مكانه والشرر يتطاير من عينيه وتوجه حيث يجلس أحمد وقام بجذبه من قميصه وأخذ يضربه بشدة ويقول بصوت عالي وهو في حالة من الهياج: إلا سارة كله إلا سارة، أخذ يرددها أخذ يرددها وهو يقوم بضرب أحمد ضربات متتالية.


- أستطاع أحمد إبعاد عصام عنه وفتح الباب فجأة ودخل منه محمد(زميلهم وشريكهم الثالث في المكتب) في إيه؟، إيه اللي بيحصل هنا ده؟


- رد أحمد وقال: الأستاذ عامل عليا راجل بدل مايروح يسترجل على اللي سابته وهربت مع واحد تاني غيره.


- تحرك عصام ناحيته وقال: أنت شكلك عايز تتربى من الأول وجديد وأنا اللي هاربيك.


- وقف محمد بينهم ليحاول منع عصام من الهجوم على أحمد وقال: ماتحترم نفسك بقى يا أحمد، إيه الكلام الغبي بتاعك ده؟


- رد أحمد بتهكم وقال: والله الكلام ده مش جايبه من بيتنا دي مرات خال المحروسة اللي هربت هي اللي قالت لأمي على الحكاية، والأستاذ منفعل أوي عشانها.


- رد محمد بصوتاً عالي وقال: تصدق أنا غلطان إني حايشه عنك أتفضل روح على مكتبك يا أحمد.


- أحمد: ماشي، وعلى الله بس يفوق من اللي هو عاملة في نفسه ده، وبالفعل توجه محمد خارج الغرفة.


- أبتعد محمد عن عصام وأفلته من بين يديه وقال: إهدى بقا وماتاخدش على كلامه ده واحد مجنون مش عارف هو بيقول إيه.


- لو يرد عصام على محمد وإتجه إلى مكتبه وأخذ هاتفه وسلسلة مفاتيحه وخرج من المكتب متوجهاً إلى بيت صلاح (خال سارة)


(الحلقة العشرين)


- خرج عصام من مكتبه متوجهاً إلى منزل صلاح وقد تمكن الغضب منه مما سمعه قام بطرق باب المنزل بطريقة عنيفة.


*******


(في شقة صلاح)


- خرج صلاح من حجرة نومه مسرعاً نحو باب المنزل وهو في حالة فزع لكي يرى من يقوم بالطرق على باب منزله بهذه الطريقة، فتح الباب وجد عصام واقف أمامه في صورة مخيفة حيث كانت عيناه تقدح شرراً ويتطاير منها الغضب وهو يقبض


 على قبضتيه بشده وكأنه يمنع نفسه بقوة من ضرب أحد فسأله صلاح بقلق: عصام فيه إيه مالك يابني؟ أنت متخانق مع حد؟


- عصام بصوت عالي: لأ لسه ما تخانقتش أنا جاي هنا عشان أتخانق.


- قضب صلاح مابين عينيه وقال بإستهجان: تتخانق مع مين إن شاء الله.


- عصام: أتخانق معاك ومع مراتك المحترمة.


- صلاح بصوت حاد: ماتحترم نفسك يابني آدم أنت وتتكلم عدل.


- عصام بصوت عالي: أحترم نفسي؟ طب ما الأولى تخلي مراتك هي اللي تحترم نفسها وتبطل تتكلم على أعراض الناس


.


- صلاح وهو يجذب عصام من ياقة قميصه: أنت بتقول إيه أنت أتجننت؟ مراتي مالها ومال الناس؟


- عصام وهو ينزل يد صلاح من عليه بعنف ويبتسم بإستهزاء: أه صحيح دي حتى ملاك بجناحين، مراتك قايلة لأم أحمد صاحبي إن سارة طفشت مع غيري ومش بس كده لأ دي كمان ماشية في البلد كلها بتقول نفس الكلام.


- صلاح: مين قاللك الكلام ده؟


- عصام بإبتسامة مريرة: أحمد جه يهنيني إني خلصت من سارة قبل ما أتجوزها و كانت تهرب مني بعد الجواز، أتخانقت


 معاه ولما سألته جايب الكلام ده منين قال إن مرات حضرتك هي اللي قالت لأمه الكلام ده،(سكت قليلاً ونظر داخل المنزل ثم أكمل) هي فين؟ مش شايفها يعني ولا سامع لها صوت؟


- صلاح: مش هنا، (ثم سكت وشرد بعض الوقت وأخذ يضيق عينه وهو يقبض على يديه وقال بصوت هادئ مخيف) بس دي حسابها عليا أنا أنت خلاص حاسبت صاحبك وجه الدور عليا أحاسب مراتي.


- أقتنع عصام بحديث صلاح مما رآه بادي على ملامحه فقام بالإنصراف على الفور.


*********


(في شقة إبراهيم)


- طرقت حنان باب منزلها بصورة هيستيرية فهي لم تستطع فتح الباب وهي في هذه الحالة، فتحت لما أمينة الباب


 وصدمت من منظر إبنتها فقامت حنان على الفور برمي نفسها في أحضان والدتها وأخذت تشهق وتقول: أنا مش هاروح الكلية دي تاني ولا هاخرج من البيت.


- صدمت أمينة من كلام حنان وبكائها وأخذت ترت على ظهرها وتقول: طيب إهدي بس كده يا حبيبتي عشان أعرف مالك وفيه إيه وأنا هاعمللك اللي إنت عاوزاه.


- توجهت أمينة بحنان التي مازالت في أحضانها نحو حجرتها وأجلستها على الفراش وقالت: إهدي بقى كده وصل على النبي وكفاية عياط حرام عليكي قطعتي قلبي قوليلي بس مالك؟


- حنان من وسط بكائها: أنا مش هاروح الجامعة تاني أبداً يا ماما.


- أمينة: طيب بس إهدي كده الأول وقوليلي فيه إيه عشان أقدر أقف جنبك في قرارك ده.


- حنان وهي تبتعد عن حضن والدتها قليلاً وقامت بمسح عينيها: علا قابلتني النهاردة في الكلية، أفتكرتها جاية تواسيني بخصوص أختفاء سارة بس لأ،( وأخذت تشهق أكثر).


- فقالت أمها: إهدي بس كده الأول وأنا هاقوم أعملك عصير عشان تعرفي تتكلمي بالراحة,( وقامت بالفعل توجهت للمطبخ وبعد دقائق عادت وهي تحمل كوب من عصير الليمون وقالت) إشربي كده الأول وبعدين إتكلمي بالراحة.


- تناولت حنان الكوب من والدتها وشربت منه رشفات قليلة وأخذت تتحدث بصوت متقطع من كثرة البكاء وقالت: علا جاتلي النهاردة في الكلية وقالتلي إن سارة هربت من عصام عشان ماتتجوزوش وحطت راسنا كلنا في الأرض.


- ربتت أمينة على يدها وتنهدت وقالت بصوت باكي: وإنت مصدقة الكلام ده على أختك يا حنان؟


- نظرت لها حنان بصدمة رافضة لحديث والدتها وقالت: لأ طبعاً إستحالة أصدق في سارة كده يا ماما إنت عارفة سارة وعصام كانوا بيحبوا بعض إزاي، وسارة كان نفسها تغمض عينها وتفتحها تلاقي الكتاب إتكتب وعصام بقى جوزها، تقومي تقوليلي هربت منه؟


- تنهدت أمينة براحة لحديث إبنتها وقالت: طب لما إنت عارفة كده كويس ليه عايزة تستخبي وتثبتي الكلام ده على أختك؟، ليه ماتواجهيش أي حد يجيب سيرة أختك بالغلط وتمنعيه إنه حتى يفكر يفتح بقه ويقول كلمة عليها.


- تنهدت حنان وقالت: خفت يا ماما .... خفت من علا أحسن تسوء سمعتها أكتر وتمشي تقول وسط أصحابنا إن سارة هربت.


- أمينة: وهي ماعملتش كده فعلاًما هي أكيد عملت يابنتي والدليل إنها أتكلمت قدامك وماخافتش منك.


- حنان: طب أعمل إيه يا ماماأنا مش عارفة؟ قوليلي أتصرف إزاي؟ وجهيني لو سمحت.


-أمينة: عايزاكي تواجهيه، ولو سمعتي أي حد بيتكلم على أختك ردي غيبتها وماتسيبيش أي حد يتكلم في حقها، أقفي جنب أختك، طول عمرك يا حنان بتواجهي أي موقف


 ومابتهربيش منه، ماتجيش دلوقتي في أكتر موقف أختك وإحنا كلنا محتاجينك فيه وتهربي زي النهاردة، خليكي قوية ودافعي عنها وأنت راسك فوق ومتأكدة إن أختك ماعملتش حاجة غلط.


- أومأت حنان برأسها ومسحت باقي دموعها ومسحت عينيها وأهدابها وأحتضنت والدتها بقوة وقالت: إن شاء الله ربنا يعيني وأقدر أمنع أي حد يتكلم على أختي وأولهم علا دي.


- أمينة وهي ترت على ظهرها: أنا واثقة إنك هاتقدري وخليكي فاكرة دايماً إن الحق معانا وربنا دايماً مع الحق وهايظهره مهما طال الزمن واللي ربنا معاه عمر ماحد يقدر عليه أبداً، يلا قومي بقى أتوضي وصلي الظهر وإدعي ربنا يعينك على الجاي وإدعي لأختك.


- حنان وهي تخرج من حضن والدتها وقبلت يدها: حاضر يا أمي، ربنا يخليكي لينا يارب أنا مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه.


- وبالفعل قامت لتتوضأ وإنتوت الصلاة.


***********


(في شقة صلاح)


- إنتظر صلاح عودة زوجته من السوق بفارغ الصبر فلما سمعها تقوم بفتح الباب توجه مسرعاً نحو الباب وقام بفتحه بطريقة مفاجأة, رجعت سميرة للخلف ووضعت يدها على صدرها وهي تقول: خضتني يا صلاح فيه حد يفتح الباب كده؟


(بصوا بقى الحتة الجاية دي هاجيبلكوا تاركوا منها الست الحيزبونة دي نياهاهاهاها هعهعهعهع ضحكات شريرة متقطعة)


- قام صلاح بجذبها من شعرها بقوة وأدخلها المنزل بعف وأغلق الباب وهو مازال يمسك شعرها بقوة وهي تصرخ من الألم وقال: بقى إنت ماشية في البلد تقولي إن بنت أختي طفشت مش كده؟، (وقام بإلقائها على الأرض بعنف)


- إزدردت سميرة ريقها بصعوبة وهي تبكي وتتألم وقالت بخوف واضح على وجهها: مش أنا ونبي يا سي صلاح دي الولية أم بطة هي اللي بتقول.


- رد عليها صلاح وهو يضربها على وجهها بعنف: أم بطة بطة؟ وهي اللي قالت لأم أحمد مش مش كده برضو؟


- وأنقض عليها يضربها على جميع أنحاء جسدها وهي تصرخ بين يده وتترجاه وتقول: إرحمني يا سي صلاح، والله ماعدت هاعمل كده تاني، والله ماعدت هاجيب سيرتها تاني.


- صلاح وهو مستمر في ضربها بشراسة وهو ويضربها ضربة مع كل كلمة ينطقها: يعني إنت اللي ماشية تشنعي على بنت أختي؟ مش كده ؟هاه؟ وكل ده ليه عشان العواطلي أخوكي؟، أنا هاتأكد بنفسي إنك مش هاتجيبي سيرتها تاني لأني


 هاخليكي مش قادرة تنطقي ولا تفتحي بقك أصلا أنا هاقطعلك لسانك ده اللي جاب سيرة سارة هاخليكي تندمي على اليوم اللي فكرتي فيه تتكلمي نص كلمة عليها مع إني محذرك قبل كده.


- لم تتحمل سميرة الضربات المتتالية من صلاح (فهي أمرأة أقتربت على الخمسين من عمرها ولكنها ليست على قرب من الله فهي تمشي بين الناس بالنميمة) فتمددت على الأرض


 وأخذت تقبل قدم صلاحوتقول: مش هاعمل كده تاني بس سيبني سيبني خلاص والله ماعدت أ‘مل كده ياسي صلاح.


- أبعدها صلاح بقدمه وقال: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا شيخة، إنت خلاص ماعدش ليكي قاعدة في البيت ده تاني، وتوجه ناحية الباب وهو يوليها ظهره ويقول: إنت طالق يا سميرة وأظن دي تالت طالقة لينا يعني خلاص خلصت على كده، وإنصرف على الفور.


******************


( عند حسن وسارة)- قام حسن بطرق باب حجرة سارة وإنتظر بعض دقائق حتى يعطي لها فرصة لتهيأة نفسها لدخوله عليها،


 فتح الباب فوجدها تقرأ القرآن فوضع صينية الطعام التي أتى بها إليها بالقرب منها على الفراش وقال: أنا جبتلك أكل عشان تعرفي تاخدي علاجك بعد ماتاكلي.


- صدقت سارة وقالت: مش عايزة حاجة من وشك, خد أكلك وأطلع برة.


- نظر لها حسن بغضب وقال بلهجة تحذيرية آمرة: أنا هاخرج نص ساعة وراجع تاني لو لقيتك ماكلتيش وخدتي علاجك إنت حرة, ونظر لها بطريقة ألقت الرعب في قلبها وأكمل حديثه


 وقال أظن إنك فاهمة وإنصرف، بعد نصف ساعة في غرفة سارة دخل حسن ونظر إلى الطعام فوجدها بالكاد لمست جزء قليل منه نظر لها بغضب وقال: ماكلتيش ليه؟


- نظرت له برعب وقالت: كلت.


- تنهد حسن وقال بصوت عالي: بصي إنت تعبانة وعلاجك الوحيد إنك تهتمي بأكلك.


- سارة بصوت متوتر: كلت الحمد لله.


- قام حسن بجذبها من ذراعها وقال: كلي تاني, مفهوم؟


- أومأت سارة له ودموعها تتخذ مجرى لها على وجنتها.


- قام حسن بترك ذراعها وأولاها ظهره وقام بالمسح على وجهه عدة مرات ثم ألتفت إليها مرة أخرى ونظر لها وقال بهدوء: بس ماتعيطيش, ويلا أقععدي كلي تاني قدامي.


- أومأت له سارة وجلست على الفراش بخضوع وأخذت تضع لقمة في فمها تارة وتمسح دموعها تارة أخرى.


- تألم حسن من منظرها وأحس بقلبه يصدر أنين بسبب تلك الدموع التي تنهمر بسببه وود لو قام بجذبها بين ذراعيه


 وأحتضنها بقوة ويقول لها: صدقيني ده عشان مصلحتك, لكنه لم يفعل ذلك لأنه لا يضمن رد فعلها على قربه منها فيكفيه ماسمعه اليوم منها.


- ظل حسن لمدة ثلاثة أيام يدخل لسارة في مواعيد الطعام ويجبرها على تناول الطعام أمامه ثم يعطيها الدواء بيده ويقوم بالإنصراف فور أن ينتهي من ذلك.


- فوجئت به في اليوم الرابع صباحا وهو يطرق باب حجرتها ويدخل ومعه ممرضة.


- نظر لها حسن بطريقة تحذيرية ثم وجه كلامه إليها وقال: ال nurse جاية عشان تاخد عينة من دمك عشان التحاليلي اللي الدكتور طالبها, ثم وجه كلامه للممرضة وقال إتفضلي شوفي شغلك وأنا واقف جنبكوا هنا.


- الممرضة وهي تتوجه لسارة الجالسة في الفراش: ممكن لو سمحتي تديني دراعك.


- رفعت سارة نظرها في إتجاه حسن فوجدته ينظر لها بطريقة أرعبتها فنفذت ما قالته لها الممرضة على الفور, قامت الممرضة بسحب عينة الدم من سارة ووضعتها في أمبوبة طبية وإستأذت في الرحيل و إنصرفت.


- خرج حسن مع الممرضة وقام بمحاسابتها وأبلغها بأنه سيقوم بالمرور عليها في المساء لأخذ التقرير الطبي.


- ردت الممرضة وقالت: إن شاء الله يافندم, عن إذن حضرتك. ( ثم إنصرفت على الفور).


- قام حسن بالتوجه إلى المطبخ وقام بصب كوب من العصير وتوجه به إلى غرفة سارة ومد يده لها بالكوب وقال إشربي ده عشان يعوض الدم اللي إتاخد منك.


- نظرت له سارة بحدة وقالت: مش عايزة أشرب حاجة, أنا عايزة أعرف إيه موضوع التحاليل دي كمان أنا كويسة مافياش أي حاجة.


- وضع حسن الكوب على الكومود بجانب الفراش وقرر مصارحاتها وإخبارها عن حملها لجنين له في رحمها.


- نظر لها حسن بقلق وقال لها: أنا عايز أقولك حاجة ومش عارف هاتستقبلي اللي هاقوله ده إزاي، إشربي الأول العصير ده عشان يعوض الدم ويهديك عشان أقدر أتكلم وأقولك اللي أنا عايز أقوله.


- نظرت له سارة بترقب وقلق وهي تتسائل مع نفسها عن الموضوع الذي يريد أن يحدثها به.


- أخرجها حسن من شرودها وقال: يلا خدي إشربي.


- أخذت سارة منه الكوب وإرتشفت بضع رشفات.


- قال لها حسن: خلصيه كله.


- شربت سارة الكوب بأكمله وهي مازالت تفكر فيما يريد أن يخبرها به.


- بعد أن أنتهت سارة من شرب العصير أخذ منها حسن الكوب ووضعه على الكومود بجانب السرير وقال: قبل ما أقولك أي حاجة هاتفق معاكي إتفاق.


- نظرت له سارة بحيرة فأكمل قائلاً: إنت طبعاً بقالك حوالي شهرين ماشفتيش أهلك ومش عارف إذا كنتي عرفتي إنهم سافروا ولا لأ.


- أومأت سارة برأسها وهي تتابع الحديث بإنصات وإهتمام.


- جلس حسن بجانبها على السرير ولاحظ إنقباض وجهها وإرتعاش جسدها وهي تبتعد عنه فأكمل متجاهلاً: أنا ممكن


 أعملك اللي إنت عاوزاه لو إنت عايزة ترجعي لأهلك هارجعك ليهم, ولو عيزة تكلميهم تطمنيهم عليكي وتطمني عليها أنا بردو موافق بس بشرط. (سكت حسن قليلاً ليرى تأثير كلامه عليها)


- نظرت له بدهشة وهي غير مستوعبة لما سمعته ثم قالت بلهفة: أنا موافقة على أي حاجة تخليني أرجع لأهلي إيه هو الشرط ده؟


- حسن بغموض: إنت عندك حاجة أنا عايزها.


- نظرت له سارة بحيرة وملأت الدموع عينيها وهي تقول بحدة: حاجة إيه ما أنت أخدت كل حاجة مني ماسبتليش حاجة واحدة.


- قال لها حسن وهو ينظر إلى عينيها مباشرةً: لأ فيه......إبني، إنت شايلة إبني.


- لم تفهم سارة ماقيل لأول وهلة ثم أستوعبت الكلام دفعة واحدة فصعقت وشهقت بشدة وهي تنظر له وترجع للخلف وتحرك رأسها يميناً ويساراً دلالة على إنها ترفض تصديق الأمر وتقول: لأ إنت كداب محصلش ما حصلش.


(ثم ترفع قبضتيها وتهوي بهم بعدة ضربات على بطنها)


- إنتفض حسن وقا بالإسراع نحوها وأمسك يديها وأرجعهم خلف ظهرها وهو يقول: صدقيني هاتخسري كتير لو حاولتي تعملي كده تاني، لو فكرتي تأذي إبني مش هارحمك وهاتندمي على اليوم اللي فكرتي تعملي فيه كده, لو بس حاولتي أنا


 هابعت الفيديو بتاع أول يوم لينا مع بعض لبلدك وكمان أحب أعرفك انهم فاكرين إنك هربتي يعني إنت تحت رحمتي، ثم ترك يدها وقام من على الفراش ووقف أمامها وقال: أنا قلت


 اللي عندي وعقلك في راسك تعرفي خلاصك، أنا هاخرج دلوقتي وهارجع كمان ساعتين تكوني خدتي قرارك وماتنسيش لو فكرتي تأذي نفسك أنا ممكن أعمل إيه.


- ثم توجه نحو الباب ونظر لها مرة أخرى وهو يرى دموعها تنهمر بلا توقف ويسمع شهقاتها العالية ويفكر مع نفسه: أنا أسف وعارف إني بكرهك فيا زيادة بس غصب عني ده الطفل


 اللي بتمناه من الدنيا وإنت عايزة تحرميني منه, عارف إني قاسي عليكي أوي بس يمكن لما تعرفي الحقيقة تعذريني، لو عرفتي قد إيه أنا بحبك كنتي عرفتي إن كل اللي بقوله ده


 عمري ماهاقدر أنفذ منه حرف وعمري ما هاقدر أضرك أو أعمل حاجة تأذيكي تاني ولو فيها موتي أنا بس بقولك كده عشان أحافظ على إبني من تصرف ممكن تتصرفيه في لحظة إنفعال،


 ثم فاق من شروده على صوت سارة وهي تقول من وسط بكائها: أنا الموت عندي أهون من كده,أنا خلاص مش عايزة أعيش أكتر من كده عشان أتعذب تاني.


- أحس حسن أن جسمه وعقله أصابهم الشلل مما سمعه وأحس بأن قلبه سيتوقف عن النبض وأخذ يفكر ماذا سيفعل لو نفذت تهديدها وقامت بقتل نفسها حقاً شعر بقلبه يؤلمه بشدة وهو


 يتخيل حياته بدونها فوضع يده عليه يعتصره بحركة لا إرادية وهو يشهق لأخذ أنفاسه وسكت بعض لحظات ليفكر في طريقة يمنعها بها من تنفيذ تهديدها بقتل نفسها ثم قال بصوت


 مخنوق: إنت عندك أخت مش كده؟ حنان أعتقد؟ لو فكرتي إنك تنتحري في نفس اليوم أختك هاتكون مكانك وهايحصلها نفس اللي حصلك ومش هاسيبها الا لما تجيبلي طفل بدل اللي راح مني.


- ثم سكت قليلاً وهو يتنفس بصعوبة وأكمل قائلاً أدامك ساعتين تفكري فيهم وأديكي عرفتي إيه اللي ممكن يحصل لو عملتي حاة من اللي قلتيها الفيديو معايا وأختك مش صعب أجيبها هنا بالعكس سهل جداً, فكري وإديني قرارك لما أرجع.


- ثم خرج مسرعاً من الغرفة وأغلق الباب خلفه بعنف وسقط على الأرض بمجرد أن أغلقه و أخذ يبكي بشدة وهو يمسك قلبه ويضرب عليه ويحاول كتم صوت بكاءه حتى لا يصل لها وهو يقول: يارب ماتحرمنيش منهم يارب مش هاقدر على فراقهم هم كمان يارب.


- أما عن سارة فبمجرد خروج حسن من الغرفة القت نفسها على الفراش تبكي بشدة وتحاول أن تفكر في ما يمكنها فعله للخرروج من هذا المأزق وتفكر في حالها وما وصلت إليه


 وتتخيل أختها الحبيبة مكانها، وإزداد صوت بكائها حتى وصل إلى حسن بالخارج الذي ظل يردد بالخارج أنا أسف أسف بس مش قادر ماكانش قدامي غير كده بعد اللي سمعته منك أسف وسامحيني.


*******

يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا






تعليقات

التنقل السريع