القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الثامن والتاسع بقلم نورا عبدالعزيز

 


رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الثامن والتاسع بقلم نورا عبدالعزيز





رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الثامن والتاسع بقلم نورا عبدالعزيز



#جريمة_العشق_الممنوع

¶¶ الفصـــل الثـــامـن (8) ¶¶

___ بعنــــوان ""المُــلاك وليـــد القســوة"" ___


كان “جاك” واقفًا مع قادة الفرقة في هذه العصابة وكل منهما مسؤل عن تخصص وبعض الأفراد، كان يتأكد بأن كل شيء يسير على ما يرام في أعمالهم، بينما كان المكان مليئة بضجة هؤلاء الرجال الذي يتدربون من أجل القتال وبعضهم يتدرب على فحص المخدرات بأنواعها والتأكد منهم بينما جزء أخر منهم يتعلم على المبارزة بالسكين وقليل منهم يتدرب على فك المسدسات وتركيبها بسهولة، كانت هذه هي الأجواء الطبيعية لهذا النادى المشبوه الذي يديره “جاك” تحت قيادة رئيستهم “إيفا” وصدم الجميع عندما فتحت الأبواب الحديدية للنادى ودلفت ثلاثة سيارات سوداء اللون في المقدمة والمؤخرة كانت سيارتان فان كبيرتين وبالمنتصف كانت سيارة جيب سوداء رباعية الدفع يعرفها “جاك” والجميع جيدًا فهى سيارة رئيستهم “إيفا”، توقفت السيارات بينما توقف الجميع عما يفعلوا وألتزموا أماكنهم كصفوف الجيش، فتحت أبواب السيارتين الفان ثم ترجل منهما أكثر من عشرة رجال أقوياء، أختارهم “جاك” بعناية لحراسة “إيفا” ثم فتح أحدهم الباب الخلفي للسيارة الخاصة بها ليترجل منها كلب كبير الحجم وضخم من سلالة روت ويلر وبدون أي قيود أو شبكة حديدية على فمه ثم ترجلت “إيفا” من سيارتها وسارت بغرور وكبرياء قاتل يليق بشخصيتها ومكانتها المرعبة، أحضر الرجال مقعدها في حين أن أفراد عصابتها وقفوا في صفوف معينة محفوظة أكثر من مائة رجل، وقف كل عشرة منهما بطريقة زوجية كالطابور وأمامهم رجل واحد بمثابة قائدهما والمسؤل عن تحريكهم وأعطاهم الأمور لينقسموا إلى أكثر من سبع مجموعات ثم رجل واحد وهو بمثابة المدير الخاص بالنادى المسؤل عن القادة ثم “جاك”، هكذا تنقسم عصابتها 


أبتلع الجميع لعابهم بسبب حضورها فمجيء “إيفا” إلى النادى تعنى الهلاك والموت وأن كان لقبها هو “ملاك الموت” فهى إينما تضع قدمها يجب أن يسقط أحد قتيل لكن هذا الملاك لا يكتفي بقتل واحد بل في حضرتها لابد من سقوط العشرات، يتذكر أحد رجال عصابتها وهو أأنضم لها منذ سبع سنوات أنه لم يرى وجه “إيفا” إلا ثلاثة مرات فقط في كل هذه السنوات في بداية الأمر كان يعتقد أن الرئيس يكن “جاك” حتى ظهرت هذه المرأة ليعلم أنه يعمل تحت قيادة شيطان وليس رجل، شيطان في وجه امراة  


أنحنى الجميع لها فأشارت لهما بالجلوس وأخرجت صورة من جيبها فسمعت تمتمة من أحد الرجال يقول:- 


-من الذي سيموت اليوم منا؟ 


تجاهلت ما سمعته وقالت:- 


-لنوقف كل الأعمال، لدى مهمة للجميع ومن سيحققها سيحصل على نصف مليون جنيه كمكافاة غير راتبه ومصاريف عائلته  


تحمس الجميع لهذا ثم أشارت للحراس الشخصين لها فذهبوا إلى رجالها كما هم في صفوفهم وبدأوا يوزعوا صورة هذا الرجل الذي ينتحل شخصيتها ويدعى أنه ملاك الموت على الجميع لينظروا إلى الصورة فنظر “جاك” لها بغضب وأقترب نحوها وهو يقول:- 


-من أين عثرتي عليها 


أجابته بجدية وهى تحدق برجالها دون ان ترفع نظرها به:- 


-من مكتبك 


 رفعت نبرة صوتها وهي تكمل حديتها لهؤلاء الرجال وقالت باللغة الإنجليزية ليفهمها الجميع :- 


 -هذا الرجل أطلق النار علي وحاول قتلى، فلتعثروا عليه معًا وحتى لا يصيبكم الطمع سأعطي كلا منكم نصف مليون جنيه لكن تحذير الوحيد لكم أن تجلبوا لي حي إذا تجرأ أحد منكم على قتلوا سأقتله بالمثل هو وعائلته بأكملها حتى وأن كان طفل رضيع 


أستدارت لتغادر ثم ألتفت لهم مرة أخرى وقالت:- 


-لا لقد غيرت رأي سأرفع المكافأة لتكن مليون لكل فرد وكلما عثرتوا عليه في وقت أسرع سأزيد المال  


صعدت لسيارتها وتركت هؤلاء الرجال يحتفلون ويصرخون من ضخامة المبلغ وبدأ كل منهم يتحدث مع شريكه من أين يبدأ البحث وبعضهم فتحوا هواتفهم ليتصلوا برجال أخرى يساعدوهم في العثور عليه، تبسمت “إيفا” بمكر وسخرية وهى تغلق باب السيارة وتقول:- 


-لنرى المال يقدر يعمل أيه 


صعد “جاك” بجوار السائق لتنطلق السيارة و”جاك” غاضب من تصرفها المفاجئ دون الرجوع له فقال:- 


-why? 


-خلينا نخلص الحكاية دى ونقفل القضية  


أجابها “جاك” بنبرة قوية وهو يقول:- 


-لقد وعدتك بأنى سأعثر عليه 


نظرت “إيفا” إلى الشوارع من النافذة بهدوء وقالت مُتمتمة:- 


-سيعثر عليه المال يا جاك 


كانت تداعب عنق كلبها الشرس بيدها اليسرى في صمت ثم تذكر طلب قتل “يحيي” وقالت بجدية باردة:- 


-خلينا نستعد لقتل يحيي القصاص 


أجابها “جاك” بقلق وتوتر وهو ينظر لها في الخلف:- 


-إيفا إلم تلاحظي شيء؟ أنا أشعر بأن هناك شيئ سيء سيحدث، كيف لرجل قُتل ابنه بيد ملاك الموت يطلب من ملاك الموت طلب ويتناسي أنه قاتل ابنه  


نظرت “إيفا” لــ “جاك” بهدوء ووجه خالى من المشاعر ثم قالت:- 


-أنا عارفة أنه فخ للقبض عليا يا جاك لكن لا تقلق فأنا ملاك الموت لن يستطيع بشري قتلي، الموت لن يتمكن منى إلا عن طريق القدر والخالق بس لكن مخلوق معتقدش وأنت تعرف ذلك وأن كان فخ سأوقعهم في فخهم 


يعلم جيدًا بأنها إذا وقفت أمام مئات الرجال لن يهزمها أحد بل ستقتلهم جميعًا بطرفة عين لكن ما زال القلق ملتهبًا في قلبه وعقله.... 


_____________________________________ 


تعجب “أمجد” مما رأه ليضغط على طباعة ثم أخذ الورقة وذهب إلى غرفة المكتب جيث يجلس فريقه ثم قال:- 


-يحيي باشا بص كدة  


أعطاه الورقة ثم نظر ”يحيي” بها وأجتمع البقية لينظروا وكان بالورق أخر ما بحثت عنه “إيلين” في محرك البحث على الأنترنت، تحدث “أمجد” بجدية قائلًا:- 


-إيلين كانت بتبحث عن مكان منعزل وأكتشفت أنها حجزت على طيارة إلى سنغافورة يوم رأس السنة في نفس اليوم اللى عملت الحادثة فيه  


رفع “يحيي” نظره بصدمة له من حديثه ثم قال:- 


-يعنى هي كانت بتحاول تهرب؟ 


تحدثت “ألاء” بحيرة قائلة:- 


-يمكن حست أنها متراقبة أو حد هددها بحاجة، وفى محاولة هروبها عملت الحادثة وهى في طريقها للمطار  


أكمل “أمجد” حديثه بجدية أكثر وهو يقول:- 


-لا، لأن الغريب أن طيارتها كانت الساعة 5العصر والحادثة حصلت بليل كان المفروض تكون سابت البلد 


تساءل “يحيي” بصوت مسموع وتوتر وحيرة أجتاحه:- 


-أيه اللى منعها من السفر؟ 


حيرة كبيرة أقتحمت عقله في كل مرة يتعمق في البحث عنها وعن خلفيتها تزداد حيرته والغموض والكثير من الأسئلة يمتلكها لكن لا جواب لها وكل هذه الأجابات محفورة في ذاكرتها المفقودة أو بالأحرى بداخل “إيلين” 


وقف من مكانه وقال بحزم:- 


-أنا عاوز سجل المكالمات لإيلين في أخر شهرين والرسائل وكل المحادثات اللى ممكن تكون موجودة على حساباتها الشخصية.. أكيد لو حد هددها هنوصلوا أو على الأقل يكن ساب أي طرف خيط وراءه أمتى كدة 


أومأ له الجميع بجدية وأنصرفوا ليكملوا أعمالهم..... 


______________________________________ 


كانت “إيفا” ترتدي ملابس رياضية سوداء وتضع السماعات في أذنها وتركض بقوة وبجوارها كلبها يركض في سباق معها وهى شاردة الذهن في “يحيي” وكيف لها أن تقتله؟ حتى أن بسمته الدائمة تسبب لها الازعاج في عقلها، توقفت عن الركض وهى تنحي بظهرها للأمام وتتكأ على ركبتيها بيديها وهى تلهث ليتوقف الكلب أمامها فنظرت له بحيرة وقالت:- 


-أقتله.. 


صمت الكلب وكيف له أن يجيبها فتابعت الحديث وهى تقول:- 


-لا  


نبح الكلب بقوة لتستقيم في وقفتها وهى تقول بتذمر ناظرة له:- 


-فخ.. متخافش أنت نسيت أنا ملاك الموت..أنا لا أقهر 


قالت كلمتها الأخيرة بثق وفخر بجبروتها في القتال ثم جلست على المقعد الرخامي أمام النيل وهى تنظر للنيل في صمت ليجلس الكلب جوارها في هدوء وقالت:- 


-تفتكر لو ممكن حد يقتلنى كان زمانى لسه عايشة  


شردت وهى تتذكر الماضي وكيف والدها رجل العصابة وتاجر السلاح كان يلقيها وسط الرجال في ساحة المصارعة وهى طفله ذات الأثني عشر عام لتتصارع بدون خداع، تتصارع بجدية مقابل رجال أقوياء والجميع ضدها ولم يكن أحد بصفها سوى سكينها الحاد حتى والدها كان يشجع الرجال على مصارعتها وكل من يطعنها أو يخدشها بسكينه كان والدها يكأفاه بسخاء، مٌنذ أن أنقذها “جاك” من الحريق في عمر التسع سنوات وهو بدأ يعلمها المبارزة والقتال لتدافع عن نفسها وتنجو من الموت مهما فعل والدها، تذكرت عندما كانت تجلس تتناول الطعام في مقدمة السفرة مع والدها وهو يجلس في مقدمة السفرة الأخرى مقابلة له، كانت تتناول الطعام في صمت حتى لكن صوت الملعقة وهى تطرق في الطبق أثار غضبه مما دفعه للوقوف والهجوم عليها  ليأخذها من ملابسها بقوة وهو يسحبها خلفه على الأرض بقوة وهى تكتم صراخها وقد أعتادت على معاملته وقسوته عليها هكذا ليأخذها إلى نادى الرجال وألقي بها وسطهم وقال بحزم:- 


-لا أريد رؤيتك من الأن، لتعيشي هنا حتى يقتلك هؤلاء الرجال، أنا لا أرغب بأبنة مثلك 


غادر بالفعل هذه المرة وتركها هنا في نادى للرجال وعندما أقتربوا منها لقنوها درساً قويًا بالركلات واللكمات في كل أنش في جسدها حتى فقدت الوعي من كثرة الضرب، فهؤلاء قد يفعلوا بها الأسوء من ذلك لأرضاء زعيمهم رغم كونه والدها، كبرت بين هؤلاء الرجال ولمدة ثلاثة سنوات تعاني من ضربهم المبرح لها والجروح التي تركوها على جسدها، ثلاثة سنوات قررت بهما أن تكن رجل مثلهم بل قلب وتتصارع معهم لتنجو وخلال هذه السنوات كانت تقص شعرها كالرجل كلما طول ليظهر أنوثتها ويذكرها بأنها فتاة، حياتها لم تكن هينة أبدًا في هذا المكان بل كانت أسوء بكثير من حياة هؤلاء الرجال، أعتادت على النوم والسكين في يدها حتى لا يغدر بها أحد أثناء النوم وتربي الحقد والكره في قلبها تجاه والدها فقررت الأنتقام منه لتنجو بحياتها وإذا كان هو من احضرها لهذا المكان كي تموت فهى ستنمو بهذا المكان وتصنع من الموت حليف لها وتعاهدت على قتل كل رجل تجرأ على لمسها بلكمة أو ركلة خلال سنواتها هنا، تعلمت كل أنواع القتال وفى كل مرة يزور والدها النادى يرفض رؤيتها ويجعل الرجال يسجنوها في غرفة مستقلة قبل مجيئه، حتى جاء اليوم المنشود وقررت فيه بدأ الأنتقام عندما علمت ان والدها سيأتى غدًا، أقتحمت غرف الرجال غرفة تلو الأخرى أثناء نومهم في الليل وفى يدها سكين وطعنتهم واحد تلو الأخر بالسكين في القلب مباشرة حتى قضت على أكبر عدد منهم وعند خروجها من أحد الغرف رأها رجل وهى مليئة بالدم وتمسك سكينها في يدها وقد نقشت عليه بالفعل لأول مرة كلمة ملاك الموت، هرع الرجل للأسفل وهو يصرخ لتركض خلفه وفى قتال عنيف بينهما تقتله لكن صراخه كان كافي ليقظ بقية الرجال ومن هناك بدأت حربها الحقيقة وهى القتال وجهًا لوجه، تعرضت للكثير من الطنعات والخدوش لكن كان يجب أن تنهي هذه الحرب اليوم وإلا سيأمر والدها بقتلها وستقابل الموت... 


فتح الباب ودلف “جاك” بصحبة والدها وهم يتهامسون ويضحكون ليُصدم والدها عندما رأى جثث الجميع والمكان مليء بالدم وهى تقف هناك بالمنتصف وتمسك رأس رجل من رجاله من شعره لتتقابل عينيها بعيني والدها بكل غضب وحقد لتذبح هذا الرجل بدم بارد وعينيها مُثبتة على والدها، أشتاطت والدها غضبها من فعلتها وركض نحوها ليتصارع معها بنفسه وقبل أن يبدأ العراك بينهما تلقي طعنة من سكينها في قلبه فأتسعت عينيه بصدمة وعينيها في عينيه وهى تلف السكين المغروس في قلبه بقسوة ثم سحبتها بقوة وقالت:- 


-لتتذكر أنك من صنعت من الملاك ..الموت 


ومن هنا أمست “ملاك الموت” ، قسوة والدها من حولتها من طفلة بريئة إلى قاتلة، هو من حول الملاك الصغير إلى قاتل أرواح، لهذا أخترت لقبها ملاك الموت.. ملاك من براءتها التي قُتلت والموت من سلبها للأرواح.. 


فاقت من شرودها على صوت هاتفها يدق وكانت “ليزا” وضعت الهاتف في جيبها بهدوء دون أن تجيب وعادت بنظرها على النيل وهى تراجع ذكرياتها الأليمة دون أن ترجف لها عين أو تدمع حتى... بداخلها كل القسوة التي وضعها والدها بداخلها، ربما لهذا تزعجها بسمة “يحيي” وحنانه عليها فلم يعاملها أحد من قبل بهذه الحنية واللطف أعتادت على القسوة لدرجة أنها أصبحت رفيقتها وقطعة من قلبها 


________________________________ 


صاحت “ليزا” وهى تجلس في سيارتها وتتحدث في الهاتف مع “إيفا” قائلة:- 


-لماذا ستذهبين له مرة أخرى 


أجابتها “إيفا” وهى تصعد الدرج في عمارة “يحيي” قائلة:- 


-هجيب صورى اللى وصلت له، مش هتأخر متقلقيش 


أغلقت “إيفا” الخط معها ثم وقفت أمام باب الشقة وضربت الجرس لتصدم عندما شعرت بنغزة في عنقها بعد أن حقنها أحد بمخدر وفقدت الوعى ليسقط من يدها الهاتف... 


وصل “يحيي” لشقته مساءًا ووقف يفتح الباب ليدهس بقدمه على الهاتف، تعجب بهدوء وأنحنى ليأخذ الهاتف لكنه صُدم عندما رأى صورتها بصحبة كلب خليفة خارجية للهاتف وقبل أن يفكر بشيء رأى الأبرة على الأرض ليفهم الموقف سريعًا فركض للخارج مٌتجه للقسم باحثًا عنها.... 


______________________________ 


كانت “إيفا” جالسة في مخزن للسيارات مقيدة بالمقعد الخشبي فاقدة للوعى، فتحت عينيها بتعب شديد وهى تنظر حاولها وسريعًا ما تترجم الموقف الذي حدث لتحاول فك قيد يدها لكن ظهر “منصور السويسي” أمامها وخلفه مساعده “همام” ليقول بجدية:- 


-هي دى 


أجابه “همام” وهو يقول:- 


-اه ما دام دى هنا يبقى يحيي هيجي وملاك الموت كمان هيجي  


تبسم “منصور السويسي وهو يغادر ويقول:- 


-لما يظهروا أقتلوهم وأولهم يحيي 


غادر المكان وهي تفهم الموقف بانه لم يخطفها من اجل أذيتها بل أخذها ليصنع فخ لقتل “يحيي” وملاك الموت لكنه يجهل تماما ان ملاك الموت بين يديه، فكرت لدقائق هل تظل ثابتة وتنتظر أن يأتي “يحيي” ويقتلوا رجال هذا الرجل أم تخلص نفسها وتنقذ “يحيي” لتقتله هي.. 


هزت رأسها بقوة وهى تتذمر من بسمته العالقة في رأسها وقالت مُتذمرة:- 


-اخخخخ، أوك لنرد الجميل زى ما أنقذ حياتي مرة، أنقذه المرة دى  


فكت قيد يديها بعد محاولات عدة من هذه الأصادف الحديدية وهى تكتم الألم من نزع جلدها وهى تخرج يدها من هذا القيد، سالت الدماء بقوة من يدها لكنها أعتادت على تحمل الألم وعندما أنتهت من هذا القيد راها أحد الرجال ويركض نحوها وهو ينادى على رجاله ومن هنا بدأ العراك بينهم، أخرج كلا منهم سكين حتى لا يطلقوا النار ويثيروا قلق سكان المنطقة لتُلكم أحدهما بكوعها في وجهها وأنتزعت السكين منه .. 


_______________________________ 


وصلت رسالة لـ “يحيي” بمكانها ولكنه لم يفكر كثيرًا بان هذا فخ بل ركض وخلفه رجاله من القسم حتى يذهب لينقذها وهو يعلم بأنها أضعف من أن تواجه الخطف والمجرمين .... 


_______________________________ 


كانت تركض وتفقز بمهارة ومع كل حركة تسقط قتيل وهى لا تهتم لهؤلاء القتلة، هذا السكين الذي تحتضنه بين أناملها كقطعة من جسدها تلوث بالدماء وهكذا ملابسها لكنها لا تكترث للأمر باتا، طاحت بهذا الرجل بعد أن طعنته فى كليته وهى تسحب السكين للخارج بقسوة وحقد، ركضت "إيفا" للأسفل وهى تحاول الهروب من هؤلاء الرجال حتى رأت "يحيي" يقترب منها وهو يبحث بين الجثث عنها بهلع وخوف اعتراه ثم وقع نظره عليها لتتقابل عينهما معًا فركض "يحيي" نحوها بسرعة قصوى أسرع من البرق نفسه وفور وصوله لها أحتضنها بقوة بين ذراعيه، تشنج جسد "إيفا" بين دفء ذراعيه وتشعر كأنها تحت تأثير مخدر ومهما حاولت الإفلات منه أو أبعده عنها يخذها عقلها بسبب هذا الخدر الذي يُلقي دفء هذا الرجل عليها وحتى أن جسدها لا يتصرف كما تريد بل ألقت السكين من يدها ويجتاحها شعور بالخجل والحرج من طبيعتها أمامه، خجلت رغم الخوف الذي أصابها بهذه اللحظة من أن يرى حقيقتها وكيف لا ترمش لها عين وهى تذبح أحد وكم هى وحشية وقد غلبت وحشيتها الوحوش نفسهم، أبتعد "يحيي" عنها بقلق ونظر لها وهو يسألها:- 


-أنتِ كويسة؟ حد أذاكي  


كانت تنظر له فقط فى صمت تام حتى أنها لا تُجيبه بالأشارة، تمتمت بنبرة هادئة على وشك البكاء:- 


-شكرًا لأنك جيت 


تعجب لكلمتها لتكمل جملتها فى صمت مُحدثة نفسها:- 


-وصولك هو اللى هيوقفنى عن قتلهم، شكرًا لأنك أحتويت وحشيتي..  


تبسم فى وجهها بلطف فتساءلت هل لو سمع هذه الجملة أو لو تفوهت بها بصوت مسموع كان سيبتسم أم سيلقي القبض عليها ليقطعها صوته وهو يقول:- 


-شكرًا لأنك حافظتي على حياتك، أنا المفروض أشكرك أنك أستنيت وإلا كنت هعيش فى ندم عمرى كله وأنا مش ناوي أندم عليكِ أبدًا، أستنيني دايما وأنا هجي فى كل مرة وعمرى ما هخذلك ولا مرة حتي 


أومأت له بنعم وأبتسمت له لأول مرة فى حياتها ترسم بسمة على وجهها بصدق وكانت لأجله فقط، "يحيي" وكأنه كأسمه سيعطيها الحياة..... 


نظر”يحيي“ لدماء الموجودة على يدها فأخذهما بين قبضته ليُصدم عندما رأى ظهر يديها بدون طبقته الجلدية كانت تتألم من لمسه ليديها وعلى الرغم من انها أعتادت على أخفاء ألمها لكنها أظهرت الألم في حضرته، سمع أنين وجعها ليرفع نظره لها وقال:- 


-أنا اسف أنى أتاخرت     


أومأت له بضعف وحزن وهى تقول بصوت مبحوح:- 


-يحيي انا قتلت  


مسح على رأسها بلطف وقال بثقة:- 


-متخافيش أنتِ كنتِ بتدافعى عن نفسك وأنا.... 


بتر حديثه عندما سقطت بين ذراعيه فاقدة للوعى وهى تترجف ليعتقد “يحيي” بأنها فقدت الوعى بسبب خوفها من أرتكب جريمة قتل ففتاة كالملاك مثلها لن تجرأ على أذي حيوان فكيف ستتحمل فكرة أنها قتلت رجل، طوقها “يحيي” بذراعيه بقوة وهو يراها فتاة بريئة بدأت تتسرب بداخله بسلاسة الماء وعندما أخذها بين ذراعيه هذه المرة دق قلبه دقة قلب غريبة وجديدة على صاحبه وكأن قلبه يخبره بأنه بدأ في السقوط في غرام هذه الفتاة وهو على حافة  عالم الحب ليتمتم “يحيي” بدون وعى قائلًا:- 


-أنا حبيتك ولا أيه، أنتِ طلعتي منين يا ملاكي 


أنقبض قلب “إيفا” وهى مُغمضة العين تدعي الأغماء بعد أن سمعت جملته وهو يلقبها بملاكه وكيف يراها ملاك وهى شيطان، أحبها؟! كيف أحبها وهى لا تستحق الحب وهل سيظل يحبها عندما يعرف ماهيتها وحقيقتها المرعبة ستصيبه بأكبر صدمة قد يتعرض لها في حياته، لقد أرتكب “يحيي” أكبر جريمة قد يرتكبها رجل شرطة عندما وقع في حب قاتلة، هذه الجريمة ما تُسمي بجريمة العشق الممنوع......... 


يتبـــــــــــع..... 



#جريمة_العشق_الممنوع 

الفصل التــاسـع (9) 

__بعنــوان “من أنتِ؟”__ 


تركها “يحيي” صباحًا نائمة في منزله وذهب للقسم ليباشر عمله وأغلق عليها الشقة من الخارج، قدم “شريف” له تقرير الضحية الخامسة لـملاك الموت فقال “يحيي” بتركيز:- 


-بس مش غريبة أن ملاك الموت المرة دى قرر يستخدم سكين بدل البندقية  


أجابه “شريف” بنبرة هادئة يقول:- 


-اللى انا وصلته أن دا واحد بيقلد ملاك الموت لان مش بص السكين كمان كلمة ملاك الموت، القاتل اللى إحنا عارفينه مبكتبش أسمه بل بحط الكلبشات على الضحية  


أومأ “يحيي” له ليتحدث “هادي” بنبرة واضحة وهو يشغل مقطع فيديو لأحد الطرقات:- 


-لكنه نفس البنية الجسدية حسب اللى ظهر في الكاميرا 


تطلع “يحيي” بتسجيل الكاميرات وقالت:- 


عايز تفهمنى أن قاتل دولي هيغير أسلوبه فجأة.. لا يا هادى الناس اللى زيه أسلوبهم زى توقيعه وجزء من مهمته ميقدرش يغيرها أنا متأكد أن في حاجة غل، أمال الاء وأمجد فين 


أجابه “شريف” بلا مبالاة وهو ينظر في هاتفه:- 


-روحوا يقابلوا والدة المتوفية  


أومأ “يحيي” له بصمت وقلق من تعقيد هذه القضية أكثر وأكثر.... 


_________________________ 


كانت “إيفا” واقفة في التراس بشقة “يحيي” بعد أن أغلق عليها الباب وتتحدث مع “ليزا” في الهاتف تقول:- 


-متقلقيش يا ليزا  


تنهدت “ليزا” بنبرة قوية وهى تقول:- 


-مقلقش، إيفا لقد علموا كبار الشخصيات بوصولك إلى مصر ويرغبون برؤيتك كسيدة الأعمال إيفا بوبلار، أخبرينى الآن كيف ستظهرين لهم وأنتِ تنتحلين أسم إيلين سيبدأ ظهورك على القنوات المصرية والمجلات كسيدة أعمال، أتعتقدين أن هذا الشرطي لن يرأك بأى من هذا  


صمتت “إيفا” دقائق تفكر في الأمر ثم قالت حاسمة أمرها:- 


-أتفقنا، حددي أول موعد لمقابلة الوزيرة  


أجابتها “ليزا” بغضب قائلة:- 


-لكن كيف.... 


أغلقت “إيفا” الخط في مواجهتها ثم أرسلت رسالة إلى “جاك” تطلب بها سيارتها الخاص وجلست تنظر عودة “يحيي” وهى تفكر بما ستخبره وبأى طريقة ستقول بأى شخص مزيفة وما شعر به عندما يعلم بأسمها الحقيقى وتردد كثيرًا فيفعل ذلك لكن ربما يكن هذا الأفضل له وأقل ألم من معرفته لحقيقة أنها ملاك الموت، عندما يعلم بأنها ليست فتاة عادية بريئة بل سيدة أعمالها وذات نفوذ وقوة سيتوقف عن أعجابه بها ويسيطر على هذا الأعجاب قبل أن يتحول لحب قوي  


فتح باب الشقة مع أذن المغرب ودلف “يحيي” ليراها تخرج من غرفتها وقد جمعت أشياءها في حقيبة سفر متوسطة الحجم، حدق بها بذهول وقال:- 


-على فين؟ أنتِ لسه متعلمتيش أن خروجك بيعرضك للخطر 


وقفت “إيفا” أمامه بهدوء وحدقت بعينيه تتطلع به وهى ترتب كلماتها في عقلها وقالت:- 


-يحيي 


تبسم لها “يحيي” بلطف وهو يقول:- 


-عيونى 


جمعت شجاعتها وقالت بلهجة قوية:- 


-أنا ذاكرتي رجعت 


أتسعت عينيه على مصراعيها بذهول من هذه الجملة وهو يتطلع بملامحها ثم مسكها من ذراعيها بسعادة وقال:- 


-أفتكرتي كل حاجة يا إيلين 


أنزلت يديه عنها بهدوء ثم رفعت نظرها به وقالت :- 


-إيفا.. أسمي إيفا 


شعر وكأنه يدور بعالم أخر أو أنه بحلم وأستيقظ منه، لا يعرف ما يحدث وكيف تبدل أسمها إذا كان هو يملك بطاقة هوية تحمل صورتها باسم “إيلين” فاق من صدمته على صوت طرقات الباب ليشير لها بسبابته بتحذير ووجه غاضب قائلًا:- 


-أستني لحظة هرجعلك  


فتح باب الغرفة ليرى وجه رجل مختلف، رجل أسيوي ملامحه مختلفة تماما عما يراه فى المعتاد، كان “جاك” يقف في هدوء ويشابك يديه في بعضهم البعض أمامه بطريقة رسمية وخلفه رجلين أخرين بأجسام ضخمة فسأل “يحيي” بجدية وهو الان في حالة من الغضب والحيرة لا يحاول الأهتمام بشيء أخرى:- 


-أفندم 


نظر “جاك” لها وهى تقف بالداخل فأنتبه “يحيي” لنظره، أستدار “يحيي” لها وقبل أن يتحدث دلف الرجلين يأخذون حقيبتها فسارت معهم وعندما وصلت أمامه قالت:- 


-أتمنى منتقابلش تانى يا حضرة الضابط 


خرجت معهم وهو في حالة من الصدمة ما زال لا يستوعب شيء عما يحدث حوله في الحال، ركض خلفهم وعندما خرج من بوابة رأى سيارتها تغادر... 


___________________________ 


__ فنــدق بـوبـــلار__ 


في الصباح الباكر دلفت “ليزا” إلي غرفة نومها لترى “إيفا” جالسة على الفراش وتقف أمامها امرأة في الأربعينات وبصحبتها فتاة عشرينية تحمل فستانين أحدهم باللون الأبيض والأخر باللون الأحمر لتقول الامراة:- 


-تحبي تلبسي أنهى ياأنسة إيفا 


تنحنحت “ليزا” بقلق وهى تنظر إلى “إيفا” وقالت بلهجة قوية :- 


-السيدة تفضل اللون الأسود في جميع الملابس 


-لكن 


قالتها مصممة الأزياء لتقول “ليزا” بحدة قوية تقول:- 


-من غير لكن 


خرجت النساء من الغرفة وهكذا متخصصة التجميل بعد أن أنهت مهمتها في تجميل “إيفا” فوضعت “ليزا” الجهاز اللوحى على الفراش وذهبت لغرفة الملابس لتختار أحد الملابس لأجلها وبعد دقائق نزلت “إيفا” من الأعلى مستعدة للذهاب في مقابلة العمل مع الوزيرة لتجد “جاك” بأنتظارها ليقول:- 


-هلا نتحدث قليلا 


أومأت له بنعم وقالت:- 


-هاتى فنجان قهوة على المكتب يا ليزا  


دلفا معا إلى غرفة المكتب وجلست “إيفا” على مكتبها وقالت:- 


-what Is there? 


-إيفا ماذا ستفعلين؟ هل حقًا ستدفعين هذا المبلغ للحصول على رجل واحد 


فهمت “إيفا” ما يغضبه وتنهدت بهدوء ثم قالت:- 


-جاك لو مقبضتش عليه أسمى هيدمر دا إذا مكنتش أنا اللى هكون في السجن بدل منه  


تأفف “جاك” بضيق من ردها وقال:- 


-لكنك ستخاطرين بهذا المبلغ أولا هل تعرفين كم عدد الرجال الذي أمرتيهم بفعل ذلك، 197رجل أتعرفين كم ستدفعين 197مليون جنيه، دعينى أخبرك كم سيأثر هذا المبلغ على مؤسساتك،إيفا هل تعلمين كم دار أيتام تملكين في العالم أكثر من 50دار غير 30 نادى رياضي+ مصاريف كل رجالك وأطفالهم وعائلتهم.. أخبرني من أين ستعوضين ذلك؟ما يقرب ل200مليون سيؤثر ذلك 


دلفت “ليزا” وخلفها الخادمة لتضع القهوة أمامها ثم قالت:- 


-ليزا هل ممكن أن تخبري جاك كم طلب وصلك حتى الأن  


وقف من مكانه غاضبًا أمامها وصاح “جاك” وهو يفهم حديثها ليقول:- 


-كل ما أصبحتي عليه يا إيفا وما تملكين ما زلتي توصلين قبول القتل إلى متى ألن تكفي  


أجابته “إيفا” ببرود قاتل:- 


-لا يا جاك مش هبطل عارف ليه؟ لأنى ولدت وحش وأنت خير الناس معرفة بدا .. لتقلبي يا ليزا جميع طلبات سأفعل 


غادرت “إيفا” الغرفة وهى ترجع ماضيها المؤلم فهى ولدت طفلة رضيعة بريئة كأى طفلة لكنها ولدت في عالم الوحوش وأنتزعوا منها برائتها ولم يكن والدها وحده من حولها لوحش بل والدتها كان لها القدر الكافى في نزع برائتها في عمر الثانية عشر وقبل أن يقرر والدها حرقها كانت في الخارج مع والدتها وتجلس بجوارها في السيارة خائفة من والدتها لتقول:- 


-إيفا ماذا رأيتِ بالأمس 


أتسعت عينى “إيفا” على مصراعيها بخوف عندما تذكرت ما رأته وهو عبارة عن خيانة والدتها لوادها مع أحد الرجال فنظرت إلى والدتها وقالت بتلعثم:- 


-أنا لن أرى شيء أبدًا، حقًا يا أمى لن أرى شيء ولن أخبر أبى بشيء أعدك 


تبسمت والدتها وهى تنفث دخان سيجارتها من فمها بغضب ثم قالت:- 


-أذن رأيتي كل شيء 


توقفت السيارة قليلًا على الطريق ثم نظرت والدتها لها وقالت:- 


-إيفا أتعلمين أنى لن أحبك أبدًا، أنتِ الشيء الوحيد الذي يربطنى بوالدك الأحمق لكنى سأحبك من الأن 


تبسمت “إيفا” بسذاجة لوالدتها وعانقتها بعفوية، همست والدتها لها بغيظ:- 


-لن أجعلك مثلي يا إيفا،لا تجلبي طفل في هذا العالم لا ترغبين بوجودها معاك 


فقدت “إيفا” وعيها بين ذراعيها والدتها بعد أن حقنتها بمخدر وعندما فاقت “إيفا” من وعيها كانت في اليوم التالى وقد توفت والدتها في حادث سيارة أثناء عودتهما لكن لم تكن هذه الصدمة الوحيدة لها بل كانت صدمتها الأكبر عندما سمعت الطبيب يخبر “جاك” بأن الطفلة فقدت رحمها ولن تستطيع الأنجاب أبدًا، لم تفهم “إيفا” ما قسوة ما حدث وكيف أخذتها والدتها لعشيقها الطبيب ليستئصل رحم طفلة عمرها الثانية عشر وفى عودتهما أنقلبت السيارة، لكنها قدرت ما حدث وأى قسوة فعلتها أمها بها عندما نضجت وكبرت... 


فاقت “إيفا” من شرودها عندما قال “ليزا” بجدية :- 


-لقد وصلنا يا إيفا 


ترجلت من سيارتها متناسية الماضي بألمه... 


__________________________ 


جاء “شريف” إلى مكتبه وألقى بالورقة أمامه يقول:- 


-شوفت دا، أسمها إيفا بوبلار سيدة أعمال من أمريكا وعندها الجنسية الروسية من والدتها 


أتسعت عيني “يحيي” على مصراعيها وهو يحدق بورقة بياناتها ليقول “شريف” بأبتزاز :- 


-لسه شايف أنى ظلمتها يا حرام وأنها مكانتش بتخدعنا 


خرج “شريف” من القسم وهو يحمل ورقة البيانات وذهب إلى حيث مكانها في النادى الرياضي الجديد ولم يجدها وقبل أن يغادر رأى سيارتين فان تسع راكب وبمنتصفهم سيارة مرسيدس سوداء وترجل رجالها أولا ثم “جاك” من سيارتها وفتح لها الباب لتترجل “إيفا” بهيئتها الجديدة ترتدي تنورة سوداء ضيق وقصيرة تصل لركبتها وعليها قميص نسائي أسود اللون يدخل في التنورة وفوقهما البلطو الأسود طويل مفتوح ويصل طول إلى ما بعد تنورتها وترتدي حذاء بكعب عالى أسود وعلى أعينها نظارة سوداء مربعة تليق بوجهها وتصفف شعرها على ىالجانب الأيسر وخلف ظهرها وتحمل حقيبة مربعة صعيرة على ساعدها، تقدمت أمام رجالها بجوارها “ليزا” لتراه يقف هناك، توقفت قدميها عن السير وحدقت به ثم نزعت نظارتها لتتقابل أعينهمامعا، قشعر “يحيي” وعادت قدمه خطوة واحدة للخلف من ذهول برؤيتها وكيف تحولت فتاته البريئة إلى امراة قوية وتظهر قوتها في هيئتها ورجالها الذين يقفوا هنا وهناك لحارستها، نغزة في قلبها طفيفة من رؤيته لكنها جمعت شجاعتها من رؤيته زأشارت لرجالها بالتوقف وولجت من الباب الزجاج الخاص بالمبني وحدها وسارت نحوه حتى وصلت أمامه فألقي في وجهه الورقة لتسقط أرضًا أمام قدمها لتغمض “إيفا” عينيها عندما لمست الورقة وجهها ثم فتحتهما ونظرت عليها في الأرض ورأت ورقة تحمل صورتها وبيانات عنها لترفع نظرها له ليقول “يحيي”:- 


-أقول إيفا هانم 


مسكها من ذراعها بقوة وجذبها نحوه ليسرع الرجال في الدخول وقبل ان يلمسوه رفعت “إيف” يدها لهما توقفهما وقالت بجدية:- 


-ايه اللى جابك هنا يا يحيي   


ضغط على ذراعها بقضبته وقال بأقتضاب وهو يكز على أسنانه:- 


-بتضحكي عليا وتخدعين وتقوليلى أيه اللى جابك، كدبتى في أيه تانى يا إيفا هنا 


كانت تتطلع بعينه وهو يحدثها ويتهمها بالكذب، تتطلع بغضبه عليها لأول مرة كان دومًا يبتسم لأجلها في كل مرة يراها، يبتسم بعفوية بسمة كلما أزعجتها كلما زاد تعودها وإعجاها به حتى أنها تمنت يوم أن تستطيع الأبتسام مثله لكن اليوم غضبه كعاصفة قوية ضربتها، أعتادت على حنانه ورقته معها لكن هذا الغضب الذي يبث من عينها أصابها بالشعور بالألم والحزن، أجابته بنبرة هادئة:- 


-أنا مقولتش ولا مرة أنى أسمي إيلين أنت اللى قولت وفريق الفاشل هو اللى قال أنى إيلين، الأسم دا مطلعش منى يا يحيي 


تركها بقوة لتعود قدمها خطوة للخلف فقال:- 


-أنتِ كادبة يا أنسة إيفا وأنا مبكرهش قد الكدابين 


أثار غضبها بهذا الكلمة وكأنها أعتدت على الحب والدلال واللطف منه لكن الكره لا يصلح له، أقتربت خطوة منه لتصبح على مقرب منه وتطلعت بعينيه ثم هسمت له بنبرة دافئة:- 


-عاوز تقول أنك بتكرهين، طب ليه عملتلك ايه يا يحيي عشان تكرهنى، واحدة كانت فاقدة الذاكرة ولما رجعت لها أكتشفت أنها حد تانى، أذيتك في أيه عشان تكرهنى، أنا بقى مش هكرهك لانى أحترمت وحبت الشخص اللى قدمى مهما أتغير اسمه 


مسكها من ذراعيها الأثنين وجذبها له ليقول:- 


-بس المفروض بعد النفوذ والفلوس والمكانة اللى أنتِ فيها أبعد عشان مش أنتِ البنت اللى فضلت أحميها وأخاف عليها وبعدين من اللى شايفه أنتِ مش هتحتاجي لحمايتى أنتِ عندك اللى يحميكى يا إيفا 


قالها وهو ينظر على رجالها الواقفين هناك لكنه عاد بنظره لها وقال بجدية:- 


-بس أنا مش هبعد وهنفذ وعدى أنى هقبض على المجرم دا عشا أحميكى، ملاك الموت مين ما كان نهايته على أيدى بعدها بس ممكن أقف قدامك ونتكلم بعدها عن الكره والحب 


ذكره لأسمها أفقدها غضبها وأشتاطت غضبه لتدفعه بعيد عنها وقالت:- 


-متخلنيش أشوفك تانى، لو شوفتك في حياتى تانى هخليهم يقتلوك 


أقترب خطوة منها لتزدرد لعابها بصعوبة وأرتباك من قربه هكذا فقالت:- 


-أنت مش خايف منى 


أشار لها بلا وهو يقول:- 


-لا، أنتِ بالنسبة ليا البنت الضعيفة اللة حياتها معرضة للخطر ومعجب بيها 


اللعنة على هذا الرجل الذي يربكها دوما بكل شيء حديثه، أنفاسه، وجهه الوسيم عن قرب،مسكته لها هكذا وقوته التي لم تهتز حتى بعد معرفته بحقيقتها، مسكته من قميصه بقوة وقالت:- 


-أنا هقتلك يا يحيي.. 


نظرت بعينيه بأرتباك لتقول بهمس:- 


-لكن هعيش أزاى من غيرك 


تبسم لها بعفوية كعادته ليقول لها بدلال:- 


-وأنا مش هتمنى حاجة في حياتى قد أنى أموت بين أيديك 


أشتاطت غضبًا من بروده وهى تهدده بالقتل بحق لكنه يعتقد بأنها تمزح معه فقالت ببرود:- 


-بين أيدي وبأيدي يا يحيي، أنا مش هسمح لحد يأذيك ولو بخدش صغير غيرى 


تبسم أكثر لها وهو يعلم بأنها ل تستطيع فعلها فهو رأها في أكثر الأوقات ضعفًا وخوفًا لها وكانت ترتجف، تذكر كيف فقدت الوعى عندما قالت له بأنه قتلت رجل فقال ببرود أكثر مع بسمته:- 


-محدش غيرك يقدر يعملها لأنك الوحيدة اللي مش هقاومها يا إيفا.. أعتقد أنى محظوظ كافية 


تعجبت وهى تترك قميصه ورفعت حاجبها له وقالت:- 


-محظوظ!! 


أقترب منها أكثر وكأنه يعانقها ليهمس بقرب أذنها :- 


-أكيد هو كام واحد بتسمح له الفرصة يموت بأيد حبيبته 


خرجت حزوقة من فمها وهو قد أعترف بحبه لها بجدية الأن وليس مجرد أعجاب لكن لما يستمر ربكها كثيرًا عندما مسكه “جاك” من ملابسه من الخلف بقوة يبعده عنها، نظر “يحيي” له وهكذا “إيفا” فقالت “ليزا” بجدية:- 


-أتمنى يا حظرة الضابط إذا كان لديك أي أسئلة للسيدة تأتى بطلب رسمي  


قالتها وهى تقدم بطاقة عملها إلى “يحيي” ثم أخذ “جاك” إيفا” من أمامه للداخل لتسير معه بهدوء وهى شاردة بتوتر قلبها ونبضته القوية عندما همس لها وغادر “يحيي” المكان وهو ينظر على البطاقة وكان بها أسم “ليزا” ووظيفتها محامية 


كانت “إيفا” نائمة بفراشها ليلًا وتتذكر رؤيته صباحًا وحديثهما فوقفت من مكانها ولأول مرة تغادر غرفتها بتسلل خوفًا من أن يقبض “جاك” عليها أو تمسكها “ليزا” كطفلة مُرهقة وتحمل حذاءها في يدها حتى فرت هاربة من الفندق مُتسللة.... 


____________________________ 


خرج “يحيي” من المطبخ وهو يحمل في يده كوب من الشاي الساخن وسار نحو الغرفة وقبل أن يدخل دق جرس الباب فأستدار بدهشة وهو ينظر في ساعة يده وكانت الواحدة صباحًا، فتح باب الشقة ليُدهش برؤيتها تقف أمامه بهذا الوقت فقال بتعجب:- 


-إيفا 


أدخلها وهو ينظر على الدرج بالخارج ثم دلف خلفها وهو يقول:- 


-حصل حاجة؟ أيه اللى خرجك بليل كدة لوحدك 


عانقته “إيفا” بقوة ليطوقها بذراعيه بعد أن سقط الكوب من يده وقال :- 


-حصلك حاجة 


أخرج سكينها من جيبها الخلفي وهى تفكر كيف تطعنه وتفعلها لتحصل على المال من رجل الأعمال السويسي مقابل قتله لكن هدوئه ودفئه، حنانه عليها ولطفه كيف تقابلهم بقسوة وغدر، رفعت رأسها للأعلى لكى ترى عينيه فقالت بهمس:- 


-أبتسم!! 


تعجب لكلمتها وطلبها منه فقال:- 


-ايه؟ 


نكزته في صدره بكتفها وقالت بهمس مكررة طلبها:- 


-أبتسم عاوز أشوف بسمتك بس 


تبسم لها بعفوية وهو يرفع يده إلى وجهها ليلمسه بحب وحنان، تطلعت لبسمته وحن قلبها له بلين ودف فقالت بضعف:- 


-اللعنة عليك


قالتها وأسقطت السكين من يدها بضعف ناظرة بعينيه ثم رفعت جسدها على أطراف أصابعها بسبب قصرها مقابل طول قامته لتضع قبلة خافتة على وجنته فأغمض عينيه دون معارضة منه على فعلتها..... 


 

يتبــــع... 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع