رواية جريمة العشق الممنوع الفصل العاشر والحادي عشر بقلم نورا عبدالعزيز
رواية جريمة العشق الممنوع الفصل العاشر والحادي عشر بقلم نورا عبدالعزيز
#جريمة_العشق_الممنوع
الفصــــل العاشــر (10)
___بعنـــوان "أغتيــــــال"___
وضع “يحيي” كوب من المشروب الساخن أمامها على الطاولة وجلس جوارها فى هدوء مُحتضن كوبه بين يديه وقال بهدوء جدى:-
-مهما كنتِ سيدة أعمال وغنية أزاى تطلعي من بيتك فى الوقت دا لوحدك، أنتِ ناسية أنك معرضة للخطر بغض النظر عن كونك مين
نظرت “إيفا” له بعيني ثابتة دون خوف بداخلهم ثبات قوي وكأن عينيها تبدلت مع اسمها لتقول:-
-كنت عاوز أشوفك
تطلع بها فى صمت ثم وضع الكوب من يده على الطاولة وقال بحدة وغضب خوفًا عليها من أن يصيبها أذي بالخارج وحدها:-
-حتى لو، كلمينى وكنت هجيلك حتى لو أربعة الفجر
تبسمت “إيفا” له وهى تنظر إلى وجهه ببراءة مصطنعة تقول:-
-كنت أشك أنك هتجي خصوصا أنى مش البنت العادية اللى كنت تعرفها
صمت قليلًا؛ رفع عينيه بها وهو يعقد ذراعيه أمام صدره بهدوء وقال بجدية مٌقتنعًا بما يتفوه بها:-
-بس بعد تفكير أنتِ من يومك كنت بنت مختلفة عن الكل، لو على الفلوس كإيلين كان عندك فلوس وبيوصل حسابك فى السنة أيرادات من اليوتيوب الهكر اللى بتعمليه أكتر من 2مليون يعنى مكنتيش البنت الفقيرة الضعيفة، فلوسك زادت شوية.. بدل ما تكوني صاحبة قناة بقيتى صاحبة نوادى ، لكن روحك هى هى متغيرش
قرب رأسه منها بعفوية وقال بغزل:-
-وحتى أسمك كإيفا أحلى واستثنائي جدًا ومش موجود فى البلد هنا، يعنى أنتِ فى حتة تانية غصب عن الكل
عادت بظهرها للخلف مُتعجبة قبوله بكل شيء متعلقة بها دون معارضة أو غضب منها فقالت بضسق من سذاجته:-
-أيه الطيبة دى كلها
تبسم وهو يأخذ يدها فى يده بلطف وقال:-
-دى مش طيبة دا حب وأعتقد أنى أعترفت بدا ليكي
نظرت ليديهما المتشابكة وأحتضنه لها وشردت بتفكيرها لو علم “يحيي” بأن يديها ملوثة بدماء الكثير والكثير هل سيظل مُحتضنها هكذا أم سيقبل على وضع الأصداف بها، نزع عن يديها الرباط الطبي بسبب ما تسببت به وهى تنزع الأصداف عن يديها من ثلاثة أيام، تتطلع بألتهاب جروحها وقال بنبرة حزينة:-
-بتوجعك؟
نظرت لوجهه العابس وخوفه عليها الظاهر فى عينيه العاشقة ليؤلمها هذا الحب الذي تراه فى عيني وقلب هذا الرجل، تعلم بأن هذا الحب سيؤلمها كثيرًا وربما يكن سبب نهايتها التى طالما منعت حدوثها لكن بداخلها جزء ضئيلة جدًا يسعد بهذا الحب ووجود هذا الرجل بجوارها لتقول:-
-بيوجع.. أوى
كنت تتحدث قاصدة حبه وخوفه عليها ليرفع نظره بها فوجدتها تضع يدها على وجنته بلطف تلمس لحيته الصغيرة وقالت:-
-طيبتك بتوجعني يا يحيي، برودي وقلبي المتحجر بيوجعهم حنيتك عليا
تبسم وهو يضع يده فوق يدها الموضوعة على وجنته بحب وقال بنبرة دافئة:-
-خلي أمتص برودك دا بدف وتحجر قلبك هلين بحينتى وحبي ليكي، بص يا إيفا أنا ممكن مكنش بحبك بجنون لكن أنا عارف ومتأكد أن ليكي حب جوايا وأنا عايزه يكبر ميختفيش، طول اليوم وأنا بفكر أزاى واحدة فى مكانتك ونفوذك هتقبل بيا فى حياتها، وممكن تقبلي بيا فعلا ولا هتقولي أنى قليل جدًا عليكي بس أول ما شوفتك وخدتك فى حضني قولت أنا هحبك حتى لو غصب عنك، الدف اللى حسيته وأنتِ قريبة منى يا إيفا مش عاوز أحسه مع غيرك
دمعت عينيها هذه المرة بصدق وبداخلها جزء يصرخ من الوجع بسبب حديثه ويطالبها بالنجاة وجزء أخرى يتراقص لهذا الحديث، رجل على وشك معارضة الجميع لأجل حبها فقط، تعجبت للبكاءها وقال:-
-إيفا!! بتعيطي ليه طيب
جهشت فى البكاء وهى ترمي بجسدها بين ذراعيه ليطوقها بلطف، جاءت لقتله وأنتهى بها المطاف بالبكاء بين ذراعيها، كيف لها بقتل هذا الرجل بحق؟ ماذا سيصيبها إذا فعلت؟.....
___________________________
__فندق بوبلار__
فى الصباح الباكر أنهت “ليزا” تجهيزها وأرتدت بدلة نسائية زرقاء اللون وحذاء بكعب عالى ثم خرجت من غرفتها لتدق باب غرفة “إيفا” برفق ثم ولجت ولم تجدها بالغرفة وكان الفراش مرتب تمامًا لتبحث عن سكينها الخاص أسفل الوسادة ولم تجده فخرجت بهلع للخارج وهىتنادى على “جاك” وتقول:-
-أين إيفا؟ هى لم تنام بفراشها من الأمس
تعجب “جاك” من حديثها وبدأ يسأل رجاله الواقفين فى المكان للحراسة ولم يراها أحد فقالت “ليزا” بإستياء من تصرفات هذه الفتاة:-
-هل تعتقد أن أحد سيراها إذا تسللت للخارج، هذه مهارة ملاك الموت.. هذه الفتاة ستتسب بموتى
-أهدأى يا ليزا هى ليست طفلة
قالها “جاك” وغادر الطابق بأكمله ليبحث عنها
_________________________
أستيقظت “إيفا” صباحًا فى السابعة ووجدت نفسها نائمة بين ذراعيه على الأريكة وهما جالسين فتطلعت بملامحه بصمت لترفع يدها تلمس وجهه بسبابتها وتداعب أنفه وتشتم رائحته الرجولية، دفء جسده الذي تشعر به يشعرها بالأمان كالجرو الصغير فى ليالي البارد وهو على وشك الموت بردًا حتى وجد مخبأه الدافيء يحميه من هذا البرد، لم تشبه نفسها بالإنسان يومًا فهى وحش مُخيفة لا تستحق بأن تكن بشري، وضعت قبلة على وجنته تداعب لحيته بشفتيها الدافئة ثم همست:-
-أنا بحبك يا يحيي
أعترفت بحبها له أثناء نومه فهى لم تفعل فى يقظته ثم تسللت من بين ذراعيه ووقفت لكي تغادر بعد أن ألتقطت سكينها فنظرت عليه وكأن محفور عليها أسم ملاك الموت ثم هربت من شقته فهذه المرة كان القدر بصفها عندما أغفل “يحيي” عن رؤية سكينها....
أستيقظ “يحيي” من نومه لكنه لم يجدها فى الشقة كاملة ليشتاط غضبًا من هروبها هكذا
__________________________
كان رجالها يبحثون فى الزقاق عن هذا الرجل المزيف بسرعة وتعجل لكي يحصلون على الجائزة منها دون أى خصم بسبب التأخير ، يملكون الصورة ويحاولون العثور عليه
فى نفس الوقت الذي بدأ فى القضية من نقطة الصفر بعد تغير شخصية “إيلين” إلى سيدة أعمال
فقال “شريف” بحماس:-
-إحنا عندنا المنوفى تاجر المخدرات، يمان أبن منصور السويسي، إيفا سيدة أعمال وصاحبة أكبر منتجعات ونوادي صحية فى العالم، نوح ضابط الشرطة، أحلام بنت بسيطة جدًا وفقيرة
تحدث “يحيي” وهو يقف أما حائط زجاجي يضع عليه صور الضحية وبمنتصفهم صورة ملاك الموت المزيف :-
-نوح أتقتل عشان مسك القضية ودى واضحة لكن ملاك الموت قاتل مأجور وبيدفع له عشان يقتل فأعتقد مفيش رابط بين الضحايا لكن الغريب الضحية الأخيرة بنت فقيرة عادية جدًا مين ممكن يدفع مبلغ لملاك الموت بنفسه عشان يقتلها وليه جريمته أتغير أسلوبها فجاة
تحدث “أمجد” بجدية:-
-أعتقد أن الجريمة الأخيرة مش ماك الموت اللى أرتكبها، دى مختل عقلي بيقلده مش أكتر وحتى ميعرفش حاجة عن جريمته
أشار “يحيي” على “أمجد” بالقلم الموجود فى يده بجدية وقال:-
-وأنا معاك فى الرأى دا لكن فى نقطة ناقصة
أجابه “شريف” بحزم وهو ينظر للحائط الموجود أمامه وعليه تفاصيل القضية:-
-إيلين الحقيقة
تبسم “يحيي” وهو يضع دائرة حول أسم “إيلين” الموجود أسفل صورة “إيفا” وقال :-
-إيلين أختفت فين وطليقها علاء.. دول مركز القضية وقضية قتل “إيفا” وليه ملاك الموت زور بطاقة شخصية لـإيفا بأسم إيلين وحطها فى موقع الجريمة، القضية دى هتوصلنا لكتير وبما أن إيفا رجعت لها الذاكرة يبقى أكيد عندها معلومات ممكن تفيدنا، ملاك الموت لو مراقبها هيعرف أن ذاكرتها رجعت ودا هيعرضها للخطر أكبر
أومأت “ألاء” له وقالت:-
-أنا معاك فى دا وأكيد هيحاول يخلص منها فى أقرب فرصة
وقف “هادى” من مكانه وهى يمسك المفكرة الخاصة به ثم قال بجدية:-0
-أنا هطلب أستدعاء لإيفا عشان نأخد أقوالها
أومأ “يحيي” بذلك موافقة على جلبها للقسم من أجل التحقيق بطريقة رسمية ثم أشار على “أمجد” وقال:-
-أبحث عن أى معلومة عن إيلين وصورتها، أقلب بيتها من أول لأخره أكيد هتلاقي بطاقة صورة أو جواز سفر، قسمية جواز أو طلاق مش معقول معندهاش أى صورة ليها
أومأ “أمجد” له بالموافقة وأنصرف مع صديقه، رن هاتف “يحيي” بأسم طليقته “هالة” فخرج من المكتب وأجاب على أتصالها فى الخفى حتى لا يسمعه أحد قائلاً:-
-نعم
-أنا قدام القسم ممكن تخرج
تأفف “يحيي” بأختناق وخرج من القسم ليراها تقف أمام سيارته وحدها، سار نحوها وقال:-
-أيه اللى جابك هنا؟
عقدت ذراعيها أمام صدرها بأغتياظ من مقابلته لها الباردة وقالت:-
-فى أيه يا يحيي باشا دا أنت بتعامل المجرمين اللى عندك ألطف من كدة
نظر للجهة الأخرى بأشمئزاز من رؤيتها وقال:-
-خشي فى الموضوع يا هالة
صاحت به بانفعال وقالت:-
-ابنك، على فكرة أنا مخلفتوش لوحدى لأحسن تكون فاكرة أنك لما بترمي المصروف أول الشهر خلاص مبقتش أب
تحدث “يحيي” بأختناق من حديثها قائلًا:-
-وبعدين يا هالة هى نفس الأسطوانة
أعطته بطاقة عمل وقالت:-
-الدكتور النفسي بتاع ابنك عاوز يشوفك ياريت تكون موجود الساعة 5 النهاردة وتفكر شوية فى أبنك ربع ما بتفكر فى شغلك
ركبت سيارتها وغادرت مُغتاظة من تحجر قلب هذا الرجل القاسي وكأنه تعلم التحجر والتبجح من المجرمين الذين يلقي القبض عليهم...
___________________________
كانت “إيفا” تسير فى الزقاق حيث قُتلت الفتاة الفقيرة على يد ملاك الموت مُرتدية بنطلون جينز أسود وسوى تي شيرت أسود بدون سحاب بل جيوب فى منتصفه تضع بيهم يديها وتضع غطاء الرأس على شعرها وتحاول أن تتخيل الجريمة وكيف حدثت ليأتيها من الخلف صوت “شريف” وهو يقول:-
-يا أنسة
توقفت قدميها عن السير بعد ان سمعت صوته لكنها لم تستدير له بل أسرعت فى خطواتها للأمام ليشك “شريف” بها بسبب تصرفها فركض خلفها لتبدأ “إيفا” فى الركض بين أزقة حتى وصلت إلى دراجتها النارية ووضعت الخوزة على رأسها وأنطلقت بسرعة جنونية ليلمحها “شريف” وهى تنطلق وكانت هيئتها تشبه ملاك الموت بدرجة كبيرة...
___________________________
-يا أستاذ يحيي ابن حضرتك بيعانى من أكتئاب حاد وعد الثقة بالنفس بسبب الانفصالوأن باباه مش موجود معاه، ابن حضرتك مش قادر يعيش حياة طبيعية زى كل الأطفال اللى فى سنه بسبب طلاقهم
نظر “يحيي” إلى طليقته فى هدوء وصمت ليقول:-
-مش حضرتك دكنور عالجه
-لوحدى مقدرش لازم أنتوا الأتنين تساعدونى فى علاج ابنكم
سمع “يحيي” إلى حديثهم إلى النهاية ثم خرج من العيادة بأكملها و”هالة” تركض خلفه تناديه:-
-يحيي.. أستن يا يحيي
مسكته من ذراعه لتوقفه القوة وأدارته لها وهى تقول بحدة:-
-لدرجة دى يوسف مالهوش أهمية عندك
صاح بها بأغتياظ وهو يقول:-
-أنا يوسف أدي له عيني لكن مش أرجعلك
تركت ذراعه بأقتضاب وحدقت بعينيه بغيظ شديد من نفوره منها وقال:-
-لدرجة دى أنا وحشة فى نظرك
صمت قليلا ثم قال بجدية:-
-هالة أنت حد جميلة وألف من يتمناكي لكن أنا لا، أنا وأنتِ مش متفهمين نهائي وأنتِ دايمًا شايفة أنى مقصر بسبب شغلى
هزت رأسها بلا وهى تقول:-
-هستحمل يا يحيي، هستحمل شغلك واهمالك عشان خاطر ابنى
تنهد “يحيي” بضجر من أصرارها على العودة وقال:-
-هالة أنا بحب واحدة تانية فرجاءًا متحاوليش أكتر من كدة
صعد إلى سيارته ورحل.....
__________________________
ذهبت “إيفا” إلى النادى الرياضي الجديد تتفحصه بصحبة “ليزا” فقط وأعجبها التصميم الداخلى للنادى وتحديدًا هذه الغرفة التى صُنعت أسفل الأرض من أجلها فقط لأغراضها الخاصة لكن لم ينتهى المُهندسين من أتمامها تماما، أنهت جولتها وعندما خرجت من المصعد رأت “يحيي” يقف بالخارج بسيارته فحدثت “ليزا” قائلة:-
-أرفضي قلب السويسي أنا مش هقتل يحيي القصاص لكن أقبلى أى طلب تانى عادى
حدقت “ليزا” بها وقالت:-
-حسنا
رأها “يحيي” تسير نحوه مُرتدية فستان نسائي أسود بكم وقصير يصل لأعلى ركبتيها مغلق من العنق لكن هناك فتحة على شكل دائرة بعرض كتفيها تبرز عظمتي الرقبة وتضع البلطو الأسود فوق أكتافها وترتدى حذاء برقبة طويلة لتصل لركبتها وبكعب رفيع جدًا لكنها تسير به بمهارة، توقفت أمامه ليقول:-
-ممكن نتعشي سوا
أومأ له بنعم وأشارت لرجالها بالرحيل ثم صعدت معه إلى سيارتها ليقول بنبرة دافئة:-
-أنتِ جميلة يا إيفا
تبسمت بخجل من ثناءه عليها ثم أنطلق بسيارته ليأخذ بجولة عفوية مليئة بالسعادة لم تجربها “إيفا” من قبل، أخذها إلى النيل لكن ليس لأجل مطعم راقي وفخم بل أشترى لهم سندوتشي من الشورما السوري وجلسوا على الرصيف يتناولها مع زجاجتين من المشروب الغازي، جلست معه أرضًا أمام المارة دون أن تهتم لهيئتها أو ملابسها الثمينة جدًا، سألها “يحيي” بتعجب من توترها:-
-مالك؟
أجابته بعفوية وهى تحدق بعينيه الجميلة الساحر لها وهذه البسمة المرسومة على وجهه:-
-أنت عارف الفستان يكلف كام يا يحيي بـ2500 دولار يعنى بالمصري بحاجة وثلاثين ألف جنيه ومع ذلك قعدت به فى الأرض
ضحك “يحيي” عليها وقال :-
-غالى فعلًا، إيفا أنتِ أمتى أخر مرة ضحكتى من قلبك
نظرت للأمام مُتحاشي النظر له وعبس وجهها الجادة فهى لم تفعل من قبل أبدًا، نظر “يحيي” إلى تعابير وجهها وكان الجواب واضح جدًا بها فوقف وهو يأخذها من يدها وهو يقول:-
-تعالى معايًا
أخذها إلى أقرب محل ملابس نسائي بالقرب وجعلها تغير ملابسها إلى بنطلون جينز وبلوفر أزرق اللون لأول مرة منذ أن قتلت والدها وهى لم تضع على جسدها لون غير الأسود لكن “يحيي” غير ذلك تمامًا وأخذها إلى أحد المدن الملاهية وأفتتحها لأجل “إيفا” وبعد رحلة طويلة مع الملاهى والألعاب وهى تضحك وتصرخ بقوة بسعادة تغمرها وهذا الشعور الذي لم تجربه من قبل تاركة هاتفها الذي يدق بأستمرار باسم “ليزا” فى السيارة لكن لا جواب، أخذها “يحيي” إلى الفندق فى الواحدة مساءًا ليوقف سيارته أمام الباب وقال:-
-تصبحى على خير
تبسمت له وهى تحمل شنطة فستانها وحقيبتها ثم نظرت له بعفوية وقالت:-
-شكرًا يا يحيي، النهاردة كان أسعد يوم فى حياتى ولأول مرة أحس أنى حرة مش مقيدة بالعمل والفكر
أخذ “يحيي”يدها بيده وقال باسمًا لها بعفوية:-
-أنا عاوزك دايمًا مبسوطة وسعيدة يا إيفا
تطلعت ببسمته الدافئة وهى تحمل لها الكثير من الحب والدفء وتشعرها بالأمان لتقترب أكثر منه وهى تلمس وجنته بيديها وتسرق قبلة ناعمة من شفتيه بحب يغمر قلبها وهو يتراقص بين ضلوعها لكن قطعها صوت أنذار سيارات الشرطة بالقرب من المكان، أبتعدت عنه لترى سيارات الشرطة والأسعاف تقتحم ساحة الفندق الخاص بها فترجلت من السيارة لينزل “يحيي” هكذا معها وسارت نحو الفندق بدهشة من وجود الشرطة فى فندقها وتعتقد بأن أحد النزلاء مريض أو قدم شكوى لكن ما سمعته من هؤلاء النساء أوقف قلبها مكانه وقتل سعادتها عندما قالت:-
-بيقولوا حصل جريمة قتل فى الدور الأخير مع أنه ملغم بالحراس
فتحت فمها وأتسعت عينها فى حين أن الحقائب سقطت من يدها أرضًا وهى تعلم بأن هذا الطابق خاص بها ولم يكن به أحد سوى “ليزا و”جاك” فور تذكرهم ركضت للداخل بهلع و”يحيي” يركض خلفها بدون أن فهم شيء وأخذت المصعد وهى تفكر فيما حدث من تجرأ على أقتحم منزلها، فتحت هاتفها ورأت الأتصالات الفائتة من “ليزا” لتغلق قبضتها على الهاتف بقوة و”يحيي” يتحدث معها لكنها لم تسمع شيء، فتح باب المصعد لترى الشرطة تعج المكان وحاول أحد العساكر منعها من الدخول عندما رأت جثة أمام الدرج وقد وضعه الغطاء عليها معلنين وفاة الضحية، دفعت العساكر بقوة وهى ترتجف بخوف وقبل أن يحاولوا منعها مرة أخرى أظهر “يحيي” شارة عمله فتركوها، سارت نحو الجثة بخطوات ثانية وقبل أن تقترب أكثر رأت “ليزا” مصابة بالصدر ملابسها ملطخة بالدماء ورجال اإسعاف يحملوها من أجل الذهاب للمستشفى لتسقط “إيفا” أرضا على بُعد خطوات من الجثة بعد أن علمت هيئته جيدًا فهو “جاك”..
زحفت بضعف وقد دمعت عينيها لأول مرة ويديها ترتجف حتى وصلت أمامه لتنزع الخطأ بقلب منقبض ويبكى دماء لقد فقدت “ليزا” و”جاك” فى أن واحد، وقف “يحيي” بالخلف يراقب صدمتها وضعفها وهو لا يعلم بأن “جاك” بمثابة والدها الحقيقي وهى تعتز به أكثر من روحها، “ليزا” لم تكن لها مجرد سكرتيرة خاصة بل كانت صديقتها وأختها، هذان الأثنين هما عائلتها الوحيدة، لمست “إيفا” وجهه بضعف ويدي مُرتجفة لتقول بتمتمة:-
-أنتِ نائم كدة ليه
حاول الضابط أخذها بعيدًا لتدفعه بقوة وهى تصرخ بهلع مُتحتضنة رأسه بقوة بين ذراعيها وتضمها له :-
-أبعد عنى.. جاك قوم جاااااااااك لا متسبنيش يا جاك...قوم يا جاك، لاااااااااااااا
يتبــــــــــــــع......
#جريمة_العشق_الممنوع
#نور_زيزو
#نورا_عبدالعزيز
#جريمة_العشق_الممنوع
الفصــــل الحادي عشر (11)
__بعنـوان "مواجهة"__
وقفت أمام غرفة العمليات تنتظر خروج “ليزا” من الداخل بعد أصابتها برصاصة فى الكبد كما قال الطبيب و”يحيي” يقف خلفها بقلق وخوف مما حدث وهذا يعنى أن أحد حاول قتلها هى عندما أقتحام الطابق الخاص بها وربما يكن ملاك الموت، خرجت “ليزا” من غرفة العمليات لتهرع “إيفا” لها بقلب أنتزع للتو من صدرها ونادتها بصوت مبحوح:-
-ليزا..ليزا رد عليا
أجابها الطبيب وهو يقف خلف “ليزا” قائلاً:-
-إحنا طلعنا الرصاصة أدعليها تفوق لأن حالتها مش مستقرة
أخذه إلى غرفة كبار الشخصيات ليضعوها على الأجهزة، أقترب “يحيي” منها بهدوء وقال:-
-إيفا
رفعت عينيها به وكانت تبث غضب ونار بركانى على وشك حرق العالم كله فتابع حديثها:-
-أوعدك أني هجيب اللى عملها
قبل أن تجيبه دخل عليهم أحد رجالها وهو مساعد “جاك” الشخصي وأشار لها بنعم فى صمت، أقتربت من “يحيي” بثقة وغضب لتقول هامسة فى أذنيه:-
-لا يا يحيي اللى عملها أنا اللى هجيبه وهقتله بأيدى وفر تعبك يا حضرة الضابط
كادت أن ترحل ليتسوقفها “يحيي” وهو يقول بجدية وخوف عليها:-
-هتلوثي أيدك بالدم!! قولتلك هقبض عليه
صاحت بوجهه بانفعال وهى غاضبة كالعاصفة الهلاكية التى أحتلت الأرض:-
-أنت ضابط فاشل يا يحيي وعدت كام مرة تمسك ملاك الموت وممسكتوش عارف ليه؟ عشان أنت فاشل وغبي
أقتربت منه تعانقه بحقد وكره أحتل قلبها ليطوقها بذراعيه بحب وهو يعلم كم هى موجوع فى الحال وقلبها ينزف، سمعها تهمس فى أذنيه تقول:-
-عارف أنت غبي ليه يا يحيي لأنك بدور على ملاك الموت وأنت حاضنه، فضلت تدور عليه فى الشوارع وأنت مخبيه فى بيتك ومش بس كدة كمان حبيته
أتسعت عيني “يحيي” على مصراعيها وهو يطوقها بذراعيه لتخرج نفسها من بين ذراعيه وتتقابل عينيهما لتكمل حديثها وهى ترى صدمته على وجهه قائلة:-
-أنا ملاك الموت يا يحيي وأيدى دى كلها دم مش لسه هلوثها
لأول مرة “يحيي” يفهم صمتها وهدوءها الغير معتاد، فى هذه اللحظة شعر وكأنه يري الشيطان أمامه من نظرة عينيها فقط تابعت “إيفا” وهو ما زال لا يصدق حديثها وما يسمعه:-
-لو حبتني بجد يا يحيي أثبت أنى ملاك الموت وأقبض عليا قبل ما أحرق الكل لأن اللى جاي كله جحيم ونار مش هتقدر عليها
غادرت المكان تاركة “ليزا” فى غيبوبتها و”يحيي” فى صدمته بما سمعه وما زال شبه غائب عن الوعى لا يصدق ما يسمعه، يشعر كأنه بكابوس أو خيال ربما أصاب عقلها شيء بعد فقدها لشخصين بمثابة العائلة لها أو تمزح معه لكن أن تكن هى ملاك الموت هذه حتما كذبة أو مزاح سيء تمزحه معه، صعدت “إيفا” بسيارتها وأنطلق السائق بها بعد أن جلس مساعد “جاك” فى المقدمة “غسان” ليقول:-
-إحنا مسحنا كاميرات المراقبة من الفندق كله ودى النسخة الوحيدة
قالتها وهو يعطي لـ “إيفا” الجهاز اللوحى لكي تشاهد ما حدث بداخل منزلها...
كانت “ليزا” جالسة فى الصالون على الأريكة تشرب قهوتها وعلى قدميها اللاب الخاص بها تباشر عملها وتتابع أحوال دور الأيتام فى الخارج لتسمع صوت بالشرفة فتركت اللاب وخرجت للشرفة ودهشت عندما وجدت رجلات يقفزان من السطح بحبال على الشرفة فأتسعت عينيها وهى تركض للداخل وقبل أن تطلب الحراس أو “جاك” أستقبلت رصاصة فى صدرها من أحدهما بمسدس يملك كاتم للصوت لذا لم ينتبه “جاك” أو رجالها بما يحدث، رأت “ليزا” تسقط على الأرض بعد تلقي الرصاصة لتدمع عينيها لما حدث وهى تتواعد لهؤلاء الرجال بالجحيم فعندما خدشها رجالها قتل منهم ما يكفي وقطع أرجل الرجل الذي خدشها بدون قصد فما ستفعلوا بهؤلاء الرجال عندما حاولوا قتلها سيكون أشبه بالهلاك، أختبي الرجال فى الطابق الأعلى أو ربما كان يبحثون عن “إيفا” فى حين أن “ليزا” أخذت هاتفها وهى مٌلقية على الأرض وأتصلت بـأحدي فى حين “إيفا” كانت تعلم أن هذا هو الوقت الذي أتصلت فيه بها وهى كانت تلعب مع “يحيي” لتفقد “ليزا” وعيها تمامًا، خرج “جاك” من المكتب وهو يقول:-
-ليزا لقد وصل الأيميل....
توقف عن الحديث عندما رأها على الأرض وعندما ركض نحوها رأي الدم لوثتها فكان يعتقد ان “ليزا” فقدت الوعى لا أرادي بل قُتلت وقبل أن بتحرك أو يحاول الألتفاف أستقبل رصاصة فى رأسه أسقطته قتيل …
أوقفت “إيفا” الفيديو فى هذه اللحظة وهى تبكى بصوت قوية وصوت شقهاتها يعلو ويعلو وتغمض عينها بضعف وهى تبكي بهلع وترتجف حزنًا ووجعًا من فقد هذان الشخصين وكلاهما كانا يحاولان منعها من القتل لكن الأن ستقتل لأجلهما فقط، طلبت من السائق أن يأخذها إلى النادي القديم....
____________________
وصل “يحيي” إلى قسم الشرطة بهلع وما زال مصدومًا ليحدق بصورة ملاك الموت المُعلقة على الحائط وهذه البنية الجسدية الذكورية كيف يكن هذا هى، هذه بنية جسد ذكرى وهو متأكد من هذا الشيء، هذا رجل بكل تأكيد، دخل “شريف” عليه وهو يلقي له فلاشة وقال:-
-ممكن تفهمني ليه إيفا ولا إيلين دى كانت موجودة فى مسرح جريمة ملاك الموت
نظر “يحيي” له بصدمة وأشغل الفلاشة ليرى “إيفا” تسير فى الأزقة بجوار مسرح جريمة الفتاة وكيف صعدت على دراجة نارية وبعد أرتدتها للخوزة أصبحت تشبه ملاك الموت بحق لكن كيف؟ ليتذكر حادثة قتل “نوح” وكيف أختلفت الرصاصة عن السابقة وعندما أختطفت وذهب كان جميع الرجال قتلة وهى وحدها من كانت على قيد الحياة، عندما أخبرته أنها سوف تقتله كل هذا جعل “يحيي” فى صدمة قوية فهى بحق كانت تخبره بحقيقتها دومًا لكنه كان الغبي والأحمق الوحيد فى هذه القضية، هو من اعمه الحب والبراءة التى مثلتها عليه وقد فهم الأن بأنها الملاك الحقيقي لكن هذا الرجل الذي يبحث عنه مجرد مختل عقلي ينتحل شخصيتها أو ربما أعجب بشرها فقلدها كمريض نفسي.. مثله تمامًا عندما أرتكب جريمة لم تغتفر ووقع فى شباك مجرمة وبدل من أن يقبض عليها ويضعها خلف القبضان أدخلها إلى قلبه ليضعها بين قبضان صدره.....
____________________
وصلت “إيفا” إلى النادى وهى فى حالة غضب وكره أرعبت الجميع فتوقف الجميع أمامها فى صمت والتزم منتظرين حديثها لتقلي الفلاشة على الأرض نحوهم بقوة وقالت بحزم وجحود:-
-من سيجلب لي رأس هذان سأعطيه أكثر من عشرة ملايين وكل ما يطلبه
قالتها وغادرت المكان لتذهب إلى دفن “جاك” وحدها ومعها “غسان”...
___________________
مر أسبوع بالتحديد وهى حبيسة جناحها بالفندق فى حالة من الحزن التى يغمرها وأقتحم حياتها وكأن العالم لم يكتفي من قسوته عليها فسلبها عائلتها الوحيدة بموت “جاك” بل كان هذا الرجل الأغلي والأعظم لها، كان وحده من يراعاها ويداوى جراحهاوينقذها من والدها وهو مربيها، لأول مرة تشعر بأن العالم يقسو عليها حتى سلبها القلب كاملاً
رن هاتف “يحيي” من المستشفى ليخبروا بأن “ليزا” أستيقظت من غيبوبتها بأعجوبة ليهرع إلى هناك وعندما وصل إلى الغرفة أظهر شارة عملها للحراس فسمعه له بالدخول وكانت “ليزا” جالسة على الفراش وتنظر نحو النافذة وعندما فتح الباب، أدارت رأسها بلهفة مُعتقدة برؤية “إيفا” لتصدم عندما رأت “يحيي” فنظرت مُجددًا للنافذة، أغلق “يحيي” الباب وسار نحوها ثم قال بسخرية:-
-مين اللى عملها وكان قاصدك أنتِ ولا ملاك الموت
نظرت “ليزا” له بدهشة فتبسم بخبث شديد وهو يقول:-
-ما هى قالت ليا أنها ملاك الموت بس متقلقيش أنا هلاقي الدليل وهقبض عليها
أرتعب قلب “ليزا” خوفًا على “إيفا” وشعرت بوخزات الحياة تقترب منها وربما النهاية على وشك فتح أبوابها، أستدار “يحيي” ليغادر فأستوقفه صوت “ليزا” المبحوح بضعف تقول:-
-إيفا متولدتش وحش ولا ملاك الموت
أستدار لها ليرمقها فقالت بضعف:-
-لم تكن حياتها لينة أبدًا وإذا كنت تكن لها المشاعر فلتوقفها فى الحال قبل أن تقتل المزيد فوحشيتها لن يستطيع بشري مثلك تخيلها....
_______________________
__فندق بوبلار__
أنهت تبديل ملابسها بعد أن أرتدت بنطلون أسود جلدي وجاكيت أسود مصنوع من الجلد ثم فتحت “إيفا” الغرفة السرية الموجودة أسفل غرفة ملابسها وكانت غرفة مليئة بالأسلحة والبنادق وأخترت بندق يتها ثم غادرت المكان وهى تلتقي سكينها الحاد المدون عليه أسمها ثم غادرت المكان...
______________________
قطع حديث “ليزا” معه رنين الهاتف وكان “شريف” يخبره بمهاجمة “أمجد” عن طريق ملاك الموت فأستشاط غضبًا ليخرج غاضبًا كالبركان من االغرفة وكانت جملة “ليزا” الاخيرة:-
-فلتوقفها إذا أردت نجاتها
نزل “يحيي” للطابق الأول حيث قسم الطوارىء وكان “أمجد” على الفراش وألتقي رصاصة فى ذراعه وتم مداوته ليمد “شريف” يده إلى “يحيي” وكانت تحمل رصاصة محفور عليها اسم ملاك الموت كما حدث مع “نوح” ليغلق “يحيي” قبضته على الرصاصة وغادر المكان دون أن يتفوه بكلمة واحدة وأتجه إلى الفندق قاصدًا طابقها الخاص وعندما فتح باب المصعد وكان الطابق فارغًا خالى من الحراس على عكس المعتاد فسار إلى الداخل وعندما دخل رأها تقف فى التراس بالخارج وترتدي بنطلون أسود وقميص رجال أسود خاص بـ “جاك”وطويل عليها جدًا وفضفاض فجسدها النحيف وشعرها مسدل على ظهرها، شعرت “إيفا” بحضور أحد وسمعت صوت أنذار المصعد معلن عن وصوله، أستدارت لترى “يحيي” يقف هناك يحدق بها فدخلت للداخل فى صمت وهى باردة كجبل جليدي وعينيها حمراء من البكاء والغضب معًا، رأى نار الأنتقام بعينيها لتهتف بهدوء:-
-ايه اللى جابك يا يحيي باشا
تقدم نحوها بغضب هو الأخر ليمسك ذراعها بأختناق وعجز من أنقاذها من الجرائم التى أقترفتها قائلة:-
-ليــــه ليه يا إيفا
قهقهت ضاحكة بقوة عوض عن نوبة البكاء، أنفجرت فى نوبة من الضحك الهسترية ثم نفضت ذراعهامن قبضته وقالت مُتمتمة وسط ضحكاتها القوية:-
-ليه، أنا كمان والله نفس اسأل ليه، نفس أعرف ليه الزمان والقدر أذانى كدة، تيجى أقولك ليه
شقطت قميصها بقوة أمامه دون خجل أو حرج بل بقسوة لتصدر حاملة صدرها السوداء، أتسعت عيني “يحيي” على مصراعيها من رؤيتها ولم تكن دهشته من جرائتها بل من مظهر جسدها، لم تبقى أنش فى نصفها العلوي بدون ندبة أو جرح خياط طبية وندبة حرق كبيرة وبشعة تحيط خصرها من الخلف والجانب الأيسر، لم تكن ندبة أو أثنين بل هناك أكثر من ندبة فى مكان واحد لتردد صوت حديث “ليزا” فى أذنه وهو ينظر إلى جسدها المشوه
-إيفا لم تولد وحش يا يحيي، بل هى ضحية العالم وقسوة القدر الذي جعلها ابنه لرجل عصابة وام عاهرة، رجل احب امرأة من ملاهى ليلي وانجب منها فتاة وبعد سبع سنوات بدأت الزوجة فى كرهه والتقزز منه فرد الكره لطفلته، طفلة عمرها تسع سنوات وضعها والدها فى المنزل وأشعال النار بالمنزل لكى يقتل ابنه وعندما نجت أخذها لنادى رجالى وأمرهم بقتل الفتاة وكل يوم كانت تحصل على طعنة سكين فى محاولة نجاتها من أيادى هؤلاء الوحوش فجسدها أصبح أبشع بكثير ولا يمكنك حتى النظر له، ام عن الأم لم تكن الألطف والأحن علي ابنتها بل بكل قسوة وجحود أخذت طفلتها وهى عمرها 12 سنة وأستئصلت الرحم لها لتحرمها من الأمومة على مدى الحياة، ألا تعلم ما قسوة أن تعيش إيفا عمرها كاملا دون ان تكن فبقت عمرها كله تبتعد عن الرجال والحب والأمومة
أخبرني الأن يا يحيي ماذا تنتظر أن تكن نتيجة قسوتهما غير وحش أنتزع البراءة والحب منه بكل غضب وكره
فاق من شروده على صوت صراخها القوي وهى تقول:-
-ليه؟، وليه أنا أكون بنت لراجل كل هدفه فى الحياة قتل بنته، ليه بدل ما أكون طفلة كل تفكيرى أن بابا جيبلى لعبة جديدة يكون تفكيرى ازاى أنقذ نفسي من رجالة قتلة أو من اللى يغتصبنى، ليه بدل ما أتعلم أزاى أروح المدرسة وأتعلم وأفرح زي الأطفال.. أتعلم أزاى أقتل وأدافع عن نفسي وأستخبي تحت السرير من الرعب، ليه لما يكن عمرى تسع سنين أخد سكينة فى أيدي وأنا نايمة بدل ما أخد عروسة.. ما تقولى ليه يا يحيي، أنا أتولدت طفلة عادية جدًا زى أى طفل لكن العالم هو اللى عملنى كدة، متلومنيش لوحدي وحاول تلوم العالم شوية على اللى عملوا فيا ..حاول تلوم قسوة ام حرمتنى أكون أم عمرى كله ..عاوزنى أكون بنت طبيعي أزاى وعشان ايه، أنا بقيت ملاك الموت وأنا بنقذ نفسي من أبويا.. أنا وحش وليد قسوة العالم يا يحيي
دمعت عينيه بضعف وهو يستمع لحديثها وأمامه جسدها الذي يؤكد ويظهر له قسوة العالم عليها فلم يرحم احد بهذا العالم وشعر بوخزات قلبه إشفاقًا وحزنًا عليها، ليس باليد حيلة فهو أرتكبت جريمة عشق لم يحق له أرتكبها، لقد عشق هذه الفتاة رغم عنه
أقترب خطوات منها بهدوء وعينيه دامعة وتتلألأ دموعه بغزارة على عكسها تتحدث عن حياتها ببرود دون ان تذرف دمعة واحدة منها فهى أعتادت على القسوة ولم يعد يرجف لها جفن أبدًا، ضم قميصها بلطف بعد أن شقنه وقطعت أزراره ليخفي جسدها بحنان ثم قال:-
-أنا نهايتى معاكِ وعلى أيدك، أنا عارف دا
أبعدت يده عنها بضيق وقالت:-
-أمشي يا يحيي، أمشي ومترجعش هنا تاني بس خلينى أقولك حاجة واحدة أنا أعترفت لك أنى ملاك الموت وقتلت نوح لكن أنا مقتلتش حد تانى فى مصر وكل الجرائم دا مش أنا اللى عملتها وأنا مش ناوية أشيل جريمة حد تاني
حدق بعينيها بدفء وهو يضع سبابته على شفتيها يمنعها عن الحديث ليقول:-
-هشششش متتكلميش يا إيفا
نظرت “إيفا” لعينيه فى صمت وسكنت بين ذراعيه وعينيه التى تعانقها وتداوي نظراته جراحها وخملت حرب العالم التى نشبت بداخلها لتصدم من رد فعله عندما شعرت بشفتيه تقبل شفتيها بدفء ولم ينفر منها بعد كل هذا وما حدث ومعرفته بحقيقتها لكنه تقبلها كما هى ثم أبتعد عنها وهو يتنفس أنفاسها الدافئة عن قرب هكذا ثم وضع جيبنه على جيبنها وأحاطتها بذراعه الأيسر بأحكام وقال بهمس وهو يداعب وجنتها وعنقها بيده الأخرى:-
-أنا هصلح الموضوع، أطمني يا إيفا
أومأ له بنعم فتبسم وهو يداعب وجنتها بيده لتغمض عينيها مُستسلمة وهادئة وكأنها ترغب فى هذا الوقت والضعف الذي يجتاحها من فقد “جاك” وشعورها بأنها فقدت السند وأصبحت وحيدة جعلها تستسلم لدفء وحنان “يحيي” ربما تجد من تتكأ عليه فتساقطت الدموع من عينيها تطلق العنان لحزنها أن يغادر قلبها وروحها قليلًا...
أستيقظ “يحيي” مساءًا وكان بفراشها الكبير بصدر عارى وهى جواره نائمة على بطنها ووتحتضن وسادتها فنظر إلى الوشم المحفور على ظهرها كاملًا وكأنها حاولت جاهدة أخفي ندبة الحرق لكنها واضحة كأشعة الشمس فى وسط النهار، رفع “يحيي” يديه يداعب ظهرها بحب لتستيقظ “إيفا” من نومها بهلع وهى تسحب السكين من أسفل وسادتها وتستدير له لتتقابل عينيهما فى نظرة صامتة والسكين على عنقه والخوف ظاهر فى ملامحها ليأخذ “يحيي” السكين منها بحنان فنظرت له بهدوء ليستقبل خوفها بقبلة على جيبنها دافئة ثم قال:-
-أنا لازم أروح القسم
أومأت له بنعم وجلست على الفراش ترتدي روبها وتنتظره بعد أن دلف للمرحاض وأستحم ثم أرتدي ملابسه لتقف من أجله قبل أن يرحل فمسك يديها بلطف ثم وضع قبلة على جبينها وقال :-
-متعمليش حاجة، خلينى أعرف أحميكي وأنقذك من قسوة العالم، أستنينى يا إيفا ولو خذلت أبقى أعملى كل اللى عاوزاه
تبسمت له بلطف ممزوج بضعف ثم غادر المكان عازمًا على تحقيق أنتقامها بالقانون فهذا ما هو بارع به....
يتبــــــــــــــع....
#جريمة_العشق_الممنوع
#نور_زيزو
#نورا_عبدالعزيز
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق