القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية لهيب العشق الفصل التاسع 9 بقلم سيليا البحيرى حصريه

 

رواية لهيب العشق الفصل التاسع 9 بقلم سيليا البحيرى  حصريه 






رواية لهيب العشق الفصل التاسع 9 بقلم سيليا البحيرى  حصريه 



#لهيب_العشق 

#سيليا_البحيري 

فصل 9

في  صباح هادئ في شقة بسيطة بالقاهرة. أشعة الشمس تتسلل بخفة عبر ستائر غرفة شيرين، التي تجلس على كرسي متحرك قرب النافذة. وجهها هادئ، لكن عينيها الزرقاوين يلمعان بالدموع التي لا تجف. تارا تفتح باب الغرفة بهدوء، مرتدية ملابس أنيقة استعدادًا لأول يوم عمل. شعرها مسدول بعناية وملامحها حادة لكن حزينة.

تارا (تدخل وتبتسم ابتسامة صغيرة حزينة، تقترب من والدتها، تركع أمامها وتقبّل يدها):

"صباح الخير يا ماما... أحلى صباح في الدنيا ما ينفعش يبدأ من غيرك."

شيرين تلمع عيناها بدموع جديدة، وتحرك يدها ببطء شديد كأنها تحاول لمس وجه ابنتها لكن لا تستطيع. تحاول الابتسام، لكن شفتيها المرتجفتين لا تستجيبان

تارا (تأخذ نفسًا عميقًا وتهمس وهي تمسك يد والدتها):

"عارفة إنك زعلانة يا ماما... كل يوم بشوف الحزن في عيونك، ودموعك اللي ما بتنشفش. وأنا؟ أنا قلبـي مولع نار، نار ما تنطفيش، ومش هتنطفي إلا لما آخدلك حقك من كل واحد تسببلك في اللي إنتي فيه."

عين شيرين تتسع قليلاً، تهتز يدها، تدمع أكثر... لكن تظل عاجزة عن الكلام. تريد أن تصرخ "تارا لا، لا تنتقمي، الحقيقة غير كده

تارا (تكمل بصوت منخفض لكن حاد):

"عارفة يا ماما؟ النهاردة أول يوم ليّا في شركة العطار. شايفة قد إيه قربت؟ شايفة؟ أنا داخل أوكرهم، هعيش وسطهم، وهخليهم يحبوني... وبعدين؟ هكسرهم، واحد ورا التاني... زي ما كسروك."

تدمع عينا شيرين بغزارة، تهتز شفتاها، تريد أن تقول "أنا ما كتبتش، دي سعاد... سعاد هي السبب"، لكنها لا تستطيع

تارا (تبتسم بحنان، وتلمس شعر أمها برقة):

"أنا مش بنت سهلة يا ماما... بس أنا بنتك. اللي اتنين سوا. أنا حملت حزنك في قلبي، كبرت عليه، نضجت بيه، وكل خطوة همشيها من دلوقتي هتكون علشانك، علشان حقك. علشان دموعك ما تنزلش تاني."

شيرين تهتز دموعها، تتألم... تريد أن تصرخ: "مش عايزة الانتقام، عايزة السلام، عايزة الحقيقة توصل لتارا"، لكن الجسد خائن، والعين وحدها تصرخ

تارا (تبتسم ابتسامة باكية وتهمس وهي تنهض):

"ادعيلي يا ماما... أو حتى فكري فيا بدعوة... أنا رايحة أبدأ أول خطوة. بحبك قوي."

تارا تطبع قبلة طويلة على جبين شيرين، وتخرج من الغرفة. الكاميرا تظل مركزة على وجه شيرين، وعينيها المكسورتين بالدموع، وصوت نفسها المرتجف، وصورة قديمة لها وسليم على الطاولة بجانبها... الصورة التي تحكي قصة لم تُروَ بعد

********************


تخرج تارا من غرفة والدتها، تمسح دموعها بسرعة، وتُغلق الباب برفق، لتصطدم بجدارٍ بشري يقف أمامها…

كان أدهم، شقيقها الأكبر، يقف عاقدًا حاجبيه، وذراعاه متشابكتان، وعيناه تشتعلان بالقلق والغضب.

أدهم (بصوت منخفض لكن حاد):

رايحة فين يا هانم من صباحية ربنا؟!

تارا (ترفع حاجبها ببرود):

عندي شغل… أول يوم ليا.

أدهم (بحدة):

شغل؟ بأي مكان؟

تارا (بنظرة متحدية):

شركة العطار… كموديل.

أدهم (يتراجع خطوة، عيونه تتسع، صوته يعلو):

إيه؟! تارا، جنّيتي؟! بتشتغلي عند الناس اللي دمّروا حياتنا؟! الناس اللي قتلوا أبونا؟!

تارا (تضحك بمرارة وهي تمر من جانبه):

لا يا أدهم، أنا م  بشتغلش عندهم… أنا  ببدأ انتقامي.

أدهم (يوقفها، يمسك بيدها):

بس كفاية، تارا! كفاية لعب بنار الحقد! لو  ما وقّفتي الجنون ده ،  هروح لعائلة العطار وأقولهم الحقيقة… إني أنا وإنتِ أولاد شيرين… وإنها بنتهم…

تارا (تتجمد، ثم تلتفت له ببطء، وعيونها تتقد بالنار):

انتا بتهددني، أدهم… انت آخر حدا بحقله يوقفني… إذا انت اخترت تعيش ضعيف وناسي   أبونا مات ازاي، فأنا لا… أنا مش نسيت، أنا عايشة و مستنية اللحظة دي من سنين.

أدهم (يحاول يهدأ): أنا مش ضعيف يا تارا، أنا بس عايز نعيش بسلام… نحمي أمي، نعيش حياة تستاهلها. الانتقام ما رح يرجّع شي، بس رح نخسر كل شي…

تارا (تُحرّك يدها بعنف لتفلت من قبضته):

قبل ما أغلط بحقك… أنا رايحة، وسواء وقفت معي أو لا… الانتقام بدأ.

تدير ظهرها، وتتركه واقفًا في الممر، يحدّق في الأرض، صوت خطواتها العالية يختفي في البعيد.

أدهم (بصوت خافت وهو يهمس لنفسه):

يا رب… احميها… واحمي قلبها من نفسه

*******************

في مكتب مدير المشفى – الساعة 10 صباحاً

دق أدهم الباب بخفّة، ودخل بهدوء يحمل ملفه الطبي، خطواته واثقة لكن داخله مضطرب.

مازن العطار، المدير، يجلس خلف المكتب بوجهه الجاد المعتاد. ملامحه قاسية ونظرته حادة. يرفع رأسه بنظرة سريعة نحو الداخل.

مازن (بصوت جاف):

تفضل، اجلس.

أدهم (يجلس، بنبرة محترمة):

صباح الخير، دكتور مازن.

مازن (بلا ابتسامة):

أهلاً… الاسم؟

أدهم (ينقل الملف):

أدهم سليم الشرقاوي ،جراح أعصاب، خريج جامعة نيويورك، خبرة  سنتين في مستشفى خاص بأمريكا.

مازن (يفتح الملف، يبدأ بالتقليب، ثم يرفع عينيه فجأة نحو وجه أدهم، يتأمله قليلاً بصمت):

نيويورك؟ ليه قررت ترجع مصر؟

أدهم (يبتسم بخفة):

أسباب عائلية... واستقرار.

مازن (يحرك رأسه قليلاً ثم يعود يقرأ الملف، لكن نظراته ما زالت تروح وترجع على وجه أدهم):

أنت… ملامحك مألوفة.

(صمت قصير)

أبوك سليم… والدتك؟

أدهم (بهدوء، لكن عيناه تشعّان بنبرة متحدية):

ربّتني امرأة عظيمة… والباقي مش مهم حالياً.

مازن (يركز نظره فيه، نبرة صوته أكثر حدة):

أحياناً الملامح تقول أكتر من الأسماء.

أدهم (يرفع حاجبه، يبتسم ابتسامة خفيفة):

يمكن… أو يمكن حضرتك بتشوف شبح من الماضي؟

مازن (يتجمد لثوانٍ، ثم يبتعد بنظره وكأنه طُعن داخلياً):

نبدأ من أوراقك. خبرتك ممتازة… نحتاج جراحين في قسم الأعصاب. ممكن تبدأ أسبوع تجريبي؟

أدهم (ينهض، يصافحه):

أكيد، وشكرًا على الفرصة.

مازن (ينظر له نظرة أخيرة قبل أن ينصرف):

أدهم… اسم غير مألوف… بس شكلك؟

(صمت، ثم يكمل ببرود)

بالتوفيق.

أدهم (بصوت هادئ):

وأنت برضه… دكتور مازن.

يخرج أدهم، لكن مازن يظل يحدق في الباب وكأنه يحاول مطابقة صورته مع شبحٍ من الذاكرة، ووجه شيرين يتسلل إلى ذاكرته دون إذن

********************


ما إن أُغلق الباب خلف أدهم حتى ظل مازن جالسًا في مكانه دون أن يحرك ساكنًا. نظره كان ما زال معلّقًا على الباب، وكأن وجه الشاب لم يغادر الغرفة بعد.

مازن (بصوت منخفض كأنه يكلّم نفسه):

نفس العينين… نفس النظرة…

(يتنهّد بعمق ويغمض عينيه)

شيرين…

يستدير على كرسيه، ينظر من النافذة دون تركيز، صوت الرياح يضرب الزجاج بخفة، فيسحبه إلى ذكريات مؤلمة.

مازن (بهمس متقطع، يحمل وجع 25 سنة):

كنّا ما نفترق لحظة…

كنتِ نصي التاني…

وهم في لحظة... طردوكِ، كأنكِ غريبة.

ما قدرت أوقفهم… ما قدرت أصرخ…

كنت جبان.

تتساقط دمعة باردة على خده دون أن يشعر، يمسحها سريعًا وكأنه يرفض أن يعترف بضعفه. يفتح الدرج بتوتر ويُخرج صورة قديمة بالأبيض والأسود له مع شيرين في سن المراهقة – يضحكان في الصورة، متشابهان كأنهما نسخة واحدة.

مازن (ينظر للصورة بشوق):

فينك يا شيرين؟

عايشة؟ بخير؟

ولا كنت مجرد ذكرى دفنوها مع الزمن؟

يرجع بعينيه للباب الذي خرج منه أدهم.

مازن (بصوت أعمق، فيه ذرة قلق):

الشاب ده …

مش غريب.

يضع الصورة على المكتب، ويظل ينظر إليها في صمت، بينما عقله يبدأ في البحث داخل صندوق الذاكرة… وشك صغير بدأ يكبر في قلبه

*********************

داخل ستوديو التصوير التابع لشركة العطار – أضواء وكاميرات، تارا تقف أمام الكاميرا ترتدي فستاناً أسود أنيقاً، تبتسم بثقة.

أحمد يقف بجانب المصور، عيونه لا تفارق تارا، يبتسم بإعجاب واضح، يرتّب أزرار قميصه ويعدل من تسريحة شعره بانشغال خفيف.

أحمد (بصوت خافت للمصور):

البنت دي مش بس عارضة… دي لوحة فنية تمشي على الأرض.

المصور يبتسم باستهزاء طفيف:

شكلها مش عاجبة حد غيرك هنا، الكل مركز على الشغل.

أحمد (بغرور):

اللي ما يلاحظ الجمال ده، يبقى أعمى.

في هذه اللحظة، يدخل إياد، يحمل ملفاً في يده، يقف بعيداً قليلاً، يراقب تارا، ثم ينتقل بنظره إلى أحمد. يضيق عينيه بشك.

إياد (بهدوء مشحون):

واضح إنك مستمتع بالعرض.

أحمد (ينظر له ضاحكاً):

وإزاي ما استمتعش؟ دي تارا… بص على حضورها، ثقتها… دي هتقلب الشركة كلها.

إياد (يحاول يخفي غيرته):

هي موظفة هنا، مش نجمة في فيلم.

أحمد (يميل برأسه، يتحدث بخفة دم):

ولو؟ النجومية بتفرض نفسها يا باشا، ودي بتعرف تلفت النظر كويس.

إياد (ينظر لتارا، ثم يعود بنظره لأحمد):

بس مش كل نظرة معناها إنها متاحة… أو إنها مهتمة.

أحمد (يرفع حاجبه بابتسامة خفيفة):

أنا ما قلتش إنها مهتمة… لكن لو اهتمّت، مش هزعل.

إياد (بحدة مغطاة بابتسامة باردة):

وقتها… هيكون في كتير محتاجين يراجعوا نفسهم.

أحمد يضحك، ثم يربت على كتف إياد ويغادر وهو يصفر بلحن خفيف، بينما يظل إياد واقفاً يراقب تارا بنظرة مختلفة… مزيج من إعجاب حقيقي وغيرة لا يستطيع إنكارها.

تارا تلمح إياد، تبتسم له وهي تواصل التصوير، ووجه إياد يتغير… يرتبك قليلاً، ثم يبتسم رغماً عنه

إياد واقف بجوار الكواليس، يراقب تارا من بعيد، وعلامات التوتر لا تزال ظاهرة على وجهه. يدخل أحمد إليه وهو يحمل كوب قهوة، ويقترب منه بجدية هذه المرة.

أحمد (يناوله كوب قهوة):

اشرب… شكلك نسيت إنك بني آدم.

إياد (يتنهد ويأخذ الكوب):

شكراً… كنت محتاجها فعلاً.

أحمد (ينظر له بتمعن):

ما بقتش عارفك… طول الوقت سرحان وكأنك شايل جبل على كتفك.

(يتوقف قليلاً ثم يسأله بنبرة أخف)

في جديد عن عمتنا؟

إياد (يهز رأسه بيأس):

ولا أثر… كأنها اختفت من الوجود. كل الأماكن اللي دورنا فيها، كل المعارف، حتى المحامية القديمة اللي كانت تعرفها… محدش عنده أي فكرة.

أحمد (بغضب مكتوم):

مش قادر أستوعب إن عيلة كاملة تطرد بنتهم وتقطع كل صلة بيها… ليه؟ ليه القسوة دي؟!

إياد (بهدوء حزين):

عشان كانت مختلفة… شجاعة أكتر من اللي قدروا يستوعبوا ده.

(يتوقف لحظة ثم يهمس)

وإحنا بندفع الثمن دلوقتي… بنحاول نصلح اللي اتكسر، بس يمكن فات الأوان.

أحمد (ينظر له بحزم):

ما فاتش… لو هي لسه على قيد الحياة، لازم نلاقيها.

(ثم ينظر نحوه بتردد قبل أن يهمس)

عارف، ساعات بحس… بحس إني قابلتها قبل كده… بس ما كنتش عارف إنها هي.

إياد (ينظر له بسرعة):

تقصد إيه؟ شفت حد بيشبهها؟

أحمد (ينظر نحو تارا من بعيد، ثم يعود بنظره لإياد):

مش متأكد… بس في ناس في حياتنا داخلين فجأة، وممكن يكون وراهم أكتر مما إحنا متخيلين.

إياد (بفضول وقلق):

بتتكلم عن مين بالضبط، أحمد؟

أحمد (ينظر إليه بعمق):

مش هسبق الأحداث… بس خليني أراقب أكتر، يمكن نكتشف حاجة مهمة قريب.


لا تزال تارا في مكان التصوير، تنهي جلسة التصوير بابتسامة واحتراف. أحمد وإياد يتابعانها من بعيد. فجأة، يدخل أدهم  بنظرات عميقة، يحمل مزيجًا من الوقار والدفء – يقف عند المدخل، ينظر إلى المشهد أمامه بتركيز.

أحمد (ينتبه لوجود والده):

بابا! إنت جيت بدري النهاردة؟

أدهم (ينظر نحو تارا دون أن يرد فورًا، ثم يتمتم بصوت منخفض):

البنت دي ؟

إياد (يرد وهو يراقب ردة فعل أدهم):

دي تارا… العارضة الجديدة.

أدهم (يظل يحدّق فيها، عينيه تلمعان بشيء من الحيرة):

في حاجة فيها…

(يصمت قليلاً)

شبه حد… حسّيت إني أعرفها من زمان، بس مش قادر أحدد.

أحمد (ينظر لوالده بفضول):

تعرفها منين يعني؟ إحنا لسه متعاقدين معاها من أسبوع.

أدهم (يهمس وكأنه يتحدث لنفسه):

مش عارف… بس لما شفتها، حسّيت إن في حاجة ناقصة جوايا… كأنها قطعة مفقودة رجعت قدامي فجأة.

إياد (ينظر إلى أحمد بقلق خفيف):

يمكن عشان شبه حد من الماضي…

أدهم (بصوت مبحوح وهو ما زال ينظر إليها):

في نظرتها… في طريقتها… حاجة فيها مش غريبة عليّ.

(ثم يهمس)

أنا شفت نفس النظرة دي في عيون شيرين زمان… قبل ما تختفي.

أحمد (ينظر له بتوتر بسيط):

شيرين؟!

(ثم يحاول يغيّر الموضوع)

يمكن بس لأنك لسه بتفكر فيها كتير…

أدهم (يهز رأسه بخفة، وكأن قلبه لا يصدّق التبرير):

يمكن… بس الإحساس أقوى من كده.

(ثم يلتفت إليهم فجأة)

راقبوا البنت دي… مش بمعنى سيء، بس…

(ينظر مرة أخيرة إلى تارا)

أنا مش مرتاح.

إياد (يتبادل نظرة صامتة مع أحمد):

تمام يا عمي…

*******************

– المنزل، مساءً – الصالة هادئة، الأضواء خافتة. شيرين جالسة على كرسيها المتحرك، نظراتها حزينة، صامتة، وعيناها تلمعان بالدموع المكبوتة. ماريا، الممرضة، تقف أمامها بوجه شيطاني متجهم.

ماريا (بصوت منخفض وسامّ، وهي تمسك بذراع شيرين بقوة):

مش كفاية العيشة اللي بتعيشيها؟ لسه فاكرة نفسك أميرة؟

(تشد على يدها بقسوة)

أنتي تستاهلي الموت ، تعرفي الست سعاد هانم هي اللي كلفتني بمهمة تدميرك أنتي وولادك 

شيرين تغلق عينيها بقهر، دمعة صامتة تسقط على خدها. فجأة، يُفتح الباب. تارا تدخل. خطواتها تتوقف، عيناها تتسعان من الصدمة.

تارا (بصوت ينفجر غيظًا):

مــــــاريا!!!

ماريا تنتفض، تستدير بسرعة، تحاول أن تتظاهر بالهدوء:

آنسة تارا! كنت… كنت بساعدها.

تارا (تتقدم بخطوات سريعة، والغضب يشع من عينيها):

كنتِ بتساعديها ولا بتعذبيها؟ أنا شوفت كل حاجة… شوفت إيدك وهي مرفوعة عليها!!

ماريا (تبدأ ترتجف، تحاول التبرير):

لا، مش زي ما بتفكري! هي بس كانت…

تارا (مقاطعة، بصوت منخفض ومرعب):

اسكتي.

تارا تلتفت نحو المطبخ، تمشي بسرعة، تصرخ:

هتدفعـــي التمن!

المشهد يتوتر، اتجهت تارا  نحو المطبخ وهي تفتح أحد الأدراج بعنف وتُخرج سكين مطبخ حاد.

ماريا (تبدأ ترتجف وتتراجع):

تارا! إنتي مجنونة؟ هتعملي إيه؟!!

تارا (تتقدم ببطء، بعيون مشتعلة، والسكين في يدها):

أنا مجنونة؟

(تضحك بسخرية مرعبة)

لو كنتِ عذبتِ أي حد غير أمي، كان يمكن أرحمك… لكن دي أمي!

ماريا (تصيح وهي تحاول الهرب):

أنا آسفة! صدقيني! كانت أوامر! كانت أوامر!

تارا (تقترب أكثر، بصوت هادئ يسبق العاصفة):

وأوامر مين؟ من أي حد؟! (صرخة غضب)

هتدفعين ثمن كل لحظة أذيتِ فيها أمي!

تتقدم تارا حتى تمسك ماريا من شعرها، وتجذبها بقوة نحو الأرض. ماريا تصرخ وتحاول الإفلات، لكن تارا تضع السكين على رقبتها.

ماريا (تصرخ بهلع):

لااااا! تارا بلييييز!!

شيرين تصدر أنيناً ضعيفاً، بعينين مذعورتين، تحاول تحريك يدها المشلولة بصعوبة، ثم... فجأة، تُسقط دمعة جديدة، وتصدر شهقة صغيرة، وكأنها تحاول النداء على تارا بصمت

*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع