القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية لهيب العشق الفصل الأول والثاني والثالث والرابع بقلم سيليا البحيرى حصريه

 

رواية لهيب العشق الفصل الأول والثاني والثالث والرابع بقلم سيليا البحيرى 





رواية لهيب العشق الفصل الأول والثاني والثالث والرابع بقلم سيليا البحيرى 


أمريكا ، - الساعة العاشرة مساءا بتوقيت نيويورك - ، كانت تلك الفاتنة تمارس الرياضة و تسير على جهاز الجري بعن*ف ، و في ذهنها شيء واحد - الإنتق*ام من عائلة العطار -، قطع شرودها صوت شقيقها الأكبر قائلا بحدة 

أدهم: و بعدين يا تارا ، ايه اللي بتعمليه ده؟؟

تارا ( بإدعاء الجهل): أنا عملت إيه ؟

أدهم ( بحدة): تارا ، متستعبطيش ، أنا عارف أنك حجزتي تذكرة طيران  لمصر بعد أسبوع ، نفسي أعرف بتفكري في ايه ؟

تارا ( بشر و توعد): ما دام كده ، ماشي هخبرك ، أنا ناوية ادمر عيلة العطار و احر*قهم كلهم واحد ورا التاني ، مش هسيبهم يرتاحو أبدا ،زي ما دمروا حياة ماما و بابا ودمروا حياتنا ، هدمرهم 

أدهم (بغضب شديد): تارا! انتي اتجننتي؟! الانتق-ام مش هيحل حاجة، بالعكس، هيزيد الأمور سوء!

(يتقدم نحوها بخطوات ثابتة ويخفض صوته قليلاً)

أدهم: إحنا خسرنا كفاية، خسارة ماما وبابا مش هترجع بالانتقام. عيلة العطار غلطوا، ما اختلفناش، بس إحنا مش المفروض ننزل لمستواهم. اللي بتفكري فيه ده هيدمر حياتك، مش حياتهم.


(ينظر إليها نظرة مليئة بالقلق):

أدهم: تارا، الانتقام نار، وكل ما تقربي منها هتحرقي نفسك قبل أي حد تاني. فكري في نفسك، في مستقبلك. إحنا مش لازم نعيش طول عمرنا أسرى للماضي. لازم نعرف نسامح عشان نحرر نفسنا.


(يضع يده على كتفها برفق):

أدهم: لو كنتي بتحبي ماما وبابا بجد، كوني أقوى من الحقد ده. خليهم فخورين بيكِ.

لم تجبه تارا و انما اكتفت بالنظر إليه نظرة طويلة و سرعان ما تركت له المكان بأكمله 

(يتنهد أدهم بعمق وهو يمرر يده على شعره في إحباط)


أدهم (يحدث نفسه بصوت منخفض):

"يا رب، لحد فين الغضب ده ممكن يوصلها؟ تارا مش بتشوف إنها بتضيع نفسها بإيديها... الانتقام عمره ما كان حل.

(يتوقف لثوانٍ وينظر إلى الأرض بتفكير عميق)

بس أنا مش هقف أتفرج عليها وهي بتدمر حياتها. لو كان لازم أحميها من نفسها، هعملها... حتى لو ما بتفهمش دلوقتي، يوم هتشكرني."


(يتحرك نحو النافذة، ينظر للمدينة الصاخبة بوجه مليء بالقلق)

"الوجع اللي جواها كبير... بس أنا لازم أوقفها قبل ما تكون النهاية أسوأ من البداية، رب، أنت اللي شايف اللي في قلبها وعارف وجعها. اهدِ قلب تارا يا رب، وطهره من الحقد والغضب. اجعلها تشوف الحق وتلاقي طريق السلام بدل طريق الانتقام.

يا رب، ساعدها تتجاوز الماضي وتعيش حياتها بدون ما تدمر نفسها أو حد تاني. أنا خايف عليها، خايف تخسر كل حاجة بسبب اللي جواها.

احفظها يا رب من كل شر، وامنحها القوة لتسامح وتبدأ من جديد."


(يتنهد ويفتح عينيه، وكأن ثقلاً خُفف عن قلبه قليلاً):

"أنت اللي تقدر يا رب... أنت اللي بيدك كل شيء."

*********************

في غرفة تارا كانت تقف تحت الماء المنهمر، تشد قبضتيها والغضب يتصاعد في عينيها

همست بصوت منخفض لكنه مليء بالحقد: " هتدفعوا التمن، واحد ورا التاني، مش هسيبكم."

أغلقت الصنبور بعنف، وخرجت لتقف أمام المرآة، تمسح البخار عنها وتحدق في انعكاسها قائلة بحزم: "حياتكم زي ما دمرتوا حياتنا... هحولها لجحيم."

********************

في مكان آخر ، بإحدى فنادق نيويورك ، في غرفة فاخرة بإضاءة خافتة جلست سارة بين ذراعي ديفيد عيناها تلمعان بشر كأنها أفعى تستعد للانقضاض.


سارة بصوت مفعم بالكراهية: "تارا... تلك الغبية لا تعرف من تواجه سأجعل حياتها قطعة من الجحيم، سأحطمها وأريها من هي سارة حقًا."


يمرر ديفيد يده على شعرها، يبتسم بخبث ويهمس: "وأنا معك، سارة... معًا، لن يكون لها مفر."


تبتسم سارة بسخرية قاتلة وهي تضع رأسها على صدره : لن تنتهي الحرب إلا بانتصاري... تارا ستتمنى لو لم تولد.

*********************

في فيلا جاد الشرقاوي ،تارا تدخل الأوضة بخطوات هادية، بتتجه ناحية أمها شيرين اللي قاعدة على كرسيها المتحرك جنب الشباك، عينيها شاردة ومليانة حزن عميق. تارا بتنزل على ركبتها قدام أمها، وتمسك إيدها برفق


تارا (بصوت حازم بس مليان إحساس):

"ماما، أنا قريت مذكراتك... عرفت كل حاجة. جدّي وعيلتك دمّروا حياتك، وحرّمونا منك، وأنا مش هسكت. أوعدك، هأخد حق كل لحظة وجع عشتيها."


شيرين تبصلها بعينين مليانين قلق، بتحرك راسها ببطء كإنها عاوزة تقول لا، بس ملامح تارا بتفهمها غلط


تارا (بتبتسم بحماس وتشد على إيد أمها):

"عارفة إنك عايزة كده كمان، ماما. حتى لو مش قادرة تتكلمي، أنا فاهماكي. عينيكي بتقولّي: "ما توقفيش، رجعي حقي." ما تخافيش، مش هخيب ظنك."


عينين شيرين توسّعوا بصدمة، دموعها بتلمع وكإنها بتصرخ: "لا"، بتحاول تحرك راسها تاني بشدة، بس تارا مش فاهمة معنى نظراتها


تارا (بصوت واثق):

"كفاية اللي انتي عانيتيه. بوعدك، كل واحد فيهم هيدفع التمن... هخليهم يندموا على كل لحظة ظلموا فيها بنتهم."


تارا بتتحرك عشان تسيب الأوضة، وشيرين بتحاول تبصلها بعيون مليانة رجاء وخوف، مش قادرة توقف بنتها عن المشي في طريق الانتقام اللي عارفة نهايته. تارا بتلف وراها للمرة الأخيرة بابتسامة مطمئنة


تارا:

"نامي وإنتي مرتاحة، ماما... هارجعلك كرامتك."


تارا بتقفل الباب وراها، وتسيب شيرين لوحدها، دموعها بتنزل في صمت، وعينيها بتصرخ بالحقيقة اللي مش قادرة تقولها: "لا يا تارا، ده مش اللي أنا عايزاه.

********************

يدخل أدهم الغرفة بخطوات ثقيلة، وعيناه مليئتان بالتعب والهم. ينظر إلى والدته شيرين التي تجلس على كرسيها المتحرك بجانب النافذة، وجهها هادئ ولكن عيناها تحملان قلقًا لا يمكن إخفاؤه. يجلس أدهم بجانبها، يمسك بيدها برفق، ويتنهد بعمق


أدهم (بصوت منخفض لكنه مفعم بالأسى): "ماما... أنا مش عارف أعمل إيه مع تارا. الغضب مالي قلبها، وكل كلامي معاها بيروح على الفاضي. أنا بحاول، والله بحاول، لكن هي مش بتسمع غير صوت الحقد اللي جواها."


(ينظر إليها، وملامحه يكسوها الحزن): "أنا عارف قد إيه ظلموكِ... عارف وجعكِ ومعاناتكِ، لكن الانتقام مش الحل. تارا بتفكر بس في تدميرهم، وأنا خايف تدمر نفسها قبل ما تقدر عليهم."


تتسع عينا شيرين، وتحدق به نظرات مليئة بالتعاطف والدعم. تحاول أن تضغط على يده بأصابعها الضعيفة، وكأنها تقول له إنها تدرك مخاوفه وتسانده


أدهم (بصوت متحشرج وهو يمسح وجهه بيديه): "أنا بحب أختي، ماما، ومش عايز أشوفها تضيع. لو كانت بتفهم نص اللي بتحاولي تقوليه بنظراتك... لو كانت بتفهم إنكِ مش عايزة الانتقام ده. بس هي شايفة كل حاجة بطريقة مختلفة."


(ينظر إليها برجاء): "ساعديني، ماما... حتى لو كان بصمتك. أنا محتاج أي شيء يخلّيها تفوق قبل ما تفقد كل حاجة. أنا بحاول أحميها، بس هي بترفضني. أنا تعبت، ماما... تعبت من شيل الهم لوحدي."


تتساقط دمعة من عين شيرين، ونظراتها إليه مليئة بالحب والحزن، وكأنها تقول: "أنت الوحيد اللي فاهم الحقيقة. لا تيأس، استمر بالمحاولة.


أدهم (يبتسم بحزن وهو يمسح دموعها): "أنا عارف إنكِ بتحاولي تساعديني حتى لو ما بتتكلمي. ووعد مني، ماما، هفضل واقف جنبها... مش هسيبها تضيع، مهما كان."


ينهض من مكانه ويقبّل جبينها بلطف، ثم يمسك بيدها مجددًا): "ادعيلي أقدر أوصلها، ماما. أنا محتاج قوتكِ ونظراتكِ دي... هي اللي بتخليني أكمل."


يغادر أدهم الغرفة بعد أن يربت على يد والدته برفق، تاركًا شيرين تغرق في صمتها الثقيل، بينما تتابعه بنظرات مليئة بالدعاء والرجاء

**********************

بعد عدة أيام ،تارا تسير بخطوات ثابتة في صالة الوصول بمطار القاهرة الدولي، عيناها تتفحصان المكان بحذر، وملامح وجهها مزيج من الحزم والغضب. تحمل حقيبتها بيد واحدة، بينما تضع يدها الأخرى في جيب معطفها. تتوقف للحظة عند أحد النوافذ الزجاجية الكبيرة، تنظر إلى حركة السيارات في الخارج، وتبدأ بالتحدث مع نفسها بصوت منخفض، لكنه مليء بالتحدي


تارا (بغضب مكتوم): "وأخيرًا، رجعت الأرض اللي بدأ فيها كل شيء... هنا، اتدمرت حياة أمي، وهنا هيبدأ حسابهم. عائلة العطار... الكل هيعرف قد إيه كانت غلطتهم كبيرة لما ظلموا شيرين."


(تشد قبضتها على الحقيبة بقوة، ونظراتها تصبح أكثر قسوة): "ما حدش فيكم هيهرب... لا جدي، ولا عمامي، ولا حتى أحفادهم. كلكم هتدفعوا الثمن، وهتندموا على اليوم اللي فكرتوا فيه إنكم تقدروا تكسروا أمي."


(تتوقف للحظة، تأخذ نفسًا عميقًا وهي تستعيد هدوءها تدريجيًا، لكن الشر يظل واضحًا في عينيها): "مش هرحم حد... عشان اللي عملتوه مش يستاهل الرحمة. دلوقتي... دوري أنا أكتب النهاية."


تارا تتقدم بخطوات واثقة نحو بوابة الخروج، حيث ينتظرها سائق خاص، وعيناها تحملان وعودًا بالانتقام المشتعل

**********************

في قصر كبير في حي راقي، بتجتمع عيلة مكوّنة من الست العجوزة "سعاد"، وابنها "فؤاد"، ومراته "ناهد"، وحفيدها "كريم"، في أوضة المعيشة الفخمة. قاعدين حوالين طرابيزة إزاز، وعلامات الرضا والخُبث واضحة على وشوشهم. سعاد متكئة على عصاها وهي بتبص من الشباك بإعجاب، والكل بيتكلم


سعاد (بصوت متهدّج لكن فيه نبرة انتصار):

"ما قلتلكم؟ الزمن بيعيد نفسه. العيلة الغبية دي عمرها ما تعرف تكون متماسكة. شيرين طردوها بسبب كذبة صغيرة، ودلوقتي بنتها تارا بتدمر اللي فاضل منهم."


فؤاد (بيبتسم بخبث):

"صح يا أمي. تارا بتعمل اللي إحنا ما عرفناش نعمله. عيلة العطار بتنهار من جوا، وكل ده بسبب النار اللي ولّعناها من سنين."


ناهد (بضحكة ساخرة):

"والأحلى إنها فاكرة نفسها المنتصرة! مش عارفة إنها مجرد لعبة في إيدينا. كل خطوة بتاخدها للانتقام بتقرّبهم أكتر للهلاك."


كريم (بيضحك بخفة وهو حاطط رجل على رجل):

" لازم أعترف إن بنت شيرين دي أشرس مما توقعت. بصراحة أنا معجب بيها و، اصلها مزة اوي ، بس  للأسف، النهاية محسومة. لعبة الانتقام دي ما بتكسبش حد، والخسارة هتكون ليها ولعيلتها."


سعاد (بابتسامة باردة):

"زي ما خططنا بالضبط. إحنا دلوقتي ما بنحركش صباعنا، بس بنراقب ونستمتع. كل اللي بيحصل ده نتيجة أفعالهم زمان. إحنا بس بنفكرهم إن الماضي عمره ما بيموت."


ناهد (ببصة مليانة خبث لسعاد):

"وبعدين يا ست سعاد؟ نسيب الأمور تمشي كده، ولا نتدخل عشان نسرّع النهاية؟"


سعاد (بحزم):

"لا، ما فيش داعي للاستعجال. كل حاجة ماشية زي ما لازم. تارا هتدمّر كل حاجة بإيديها، ولما ييجي الوقت المناسب، هنتدخل ونكمل اللي بدأناه. ما تنسوش، الصبر هو مفتاح السيطرة."


فؤاد (بيبص لكريم):

"أما أنت يا كريم، خلّي عينك على المشهد. لو احتجنا نحرّك حاجة بسيطة، إنت هتكون إيدنا اللي تمتد هناك."


كريم (بابتسامة متعجرفة):

"ما تقلقش يا بابا. أنا دايمًا جاهز. العيلة دي تستاهل اللي بيحصل لها، وإحنا بس بنحصد ثمار اللي زرعناه."

********************

بعد شوية قصيرة، فؤاد وناهد وكريم مشيوا، وسعاد فضلت لوحدها


سعاد (وهي بتهمس وبتحرّك الكوباية في إيدها):

"قد إيه بحب اللحظات دي... لما كل الخيوط تكون في إيدي. أنا خططت لكل حاجة بدقة... كل خطوة، كل تفصيلة. ودلوقتي، بجني ثمار أفعالي بهدوء."


بتحط الكوباية على الطرابيزة جنبها، وتبص على صورة قديمة متعلقة على الحيطة، نظرتها كلها انتصار، كأنها بتسترجع ذكريات مكائدها


سعاد (بتبتسم بخبث):

"مافيش حاجة اتغيرت... اللي بدأته من سنين طويلة، لسه بيجيب نتيجته. الكل بيجري ورا الانتقام، وأنا قاعدة من بعيد، زي اللاعيب الوحيد اللي عارف قوانين اللعبة. النهاية؟ نهايتهم كلها مكتوبة بإيدي."


بتقوم وتقرب من الشباك، تبص على الحديقة الضلمة، وتحط إيدها على إطار الشباك بهدوء


سعاد (بصوت حاد أكتر):

"مافيش مكان للندم في حياتي... الماضي ملكي، والحاضر كمان. أما المستقبل... هيفضل دايمًا في إيدي."

*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*


تعريف الشخصيات 

تارا الشرقاوي (البطلة): فتاة جميلة جدا بشعر أشقر و عيون زرقاء فاتحة جدا ، عندها 23 سنة ، تحب والدتها بشدة ، تسعى للإنتقام لها ، تدرس في كلية السياحة و الفنادق بأمريكا 

إياد  العطار (البطل): شاب وسيم ، بشعر أسود فاحم و عيون رمادية ، عنده 25 سنة ، مدير شركات العطار ، مرح جدا و يحب عائلته بشدة 

شيرين العطار: والدة تارا ، امرأة في  بداية الأربعينات ، لطيفة جدا ، و تحب الخير لكل الناس ، لها ماض مؤلم سنعرفه لاحقاً 

أدهم  الشرقاوي: شقيق تارا ، عنده 25 سنة ، طبيب بإحدى المستشفيات في شيكاغو ، يحاول اعادة اخته للطريق الصحيح 

سارة الألفي: فتاة حقودة جدا ، تكره تارا بشدة و تسعى للإنتقام منها ، عندها 23 سنة 

طارق الألفي: والد سارة ، وقد ورثت عنه ابنته الحقد و الكره ، رجل أعمال ثري جدا حقود جدا على تارا و ادهم و يسعى للزواج من شيرين للإستيلاء على اموال سليم والد تارا الراحل 


عائلة العطار 

تتكون من الجد محمود العطار كبير العائلة و الجدة مها و اولادهما 

ادهم الكبيرو زوجته ولاء و اولادهما 

علا فتاة جميلة جدا و مغرورة متعجرفة قليلا ، معيدة في جامعة القاهرة ، عندها 29 سنة 

أحمد 23 سنة شقيق علا الأصغر ، يعمل في شركة العائلة مع والده و عمه و جده ، مرح جدا و يحب الفتيات 

مهاب و زوجته سلوى و ابنهما إياد ( اتعرفنا عليه)

مازن وهو الابن الثالث لمحمود العطار ، انطوائي جدا و منعزل عن العائلة ، يعمل جراح اعصاب و ليس متزوج 

شيرين العطار ، توأم مازن، لكن تم نفيها من العائلة منذ سنوات طويلة جدا و هي والدة تارا و ادهم الشاب 


عائلة سعاد العطار 

سعاد العطار عجوز حقودة  جدا وهي شقيقة الجد محمود 

خالد الصاوي ، ابن سعاد و وريثها في الحقد و الاجرام ، له جرائم كثيرة 

ناهد حلمي ، زوجة خالد ، وهي تحب السلطة و المال كثيرا أكثر من اي شيء 

كريم الصاوي ، شاب وسيم جدا ابن خالد و ناهد ، عنده 29 سنة ،  مستهتر يحب اللهو و السهر و الفتيات لا عمل له 


عائلة ممدوح العطار 

الجد ممدوح العطار شقيق محمود و سعاد 

زوجته جليلة و ابنهما الوحيد زياد العطار و زوجته حلا و اولاده 

مايا العطار ، امرأة مثقفة و جميلة جدا ، معيدة في جامعة هارفرد و تكره تارا بشدة ، عندها 33 سنه ( امها هي زوجة زياد الأولى و توفيت عند ولادتها و حلا قامت بتربيتها و تعتبرها ابنتها)

زين العطار ، دلوع العائلة ، معيد في الجامعة ،  وسيم جدا و مغرور متغطرس نرجسي جدا عنده 28 سنة 


عائلة الشرقاوي 

الجد عادل الشرقاوي و الجدة صفاء و اولادهم 

الأكبر سليم الشرقاوي - والد تارا الراحل - و زوجته شيرين و اولادهما ادهم و تارا 

الثاني زين الشرقاوي و زوجته تقى و ابنهما ياسر ، ضابط مخابرات و شاب وسيم جدا و مرح جدا و يحب الفتيات و النساء ، عنده 34 سنه 

الثالث إياد الشرقاوي و زوجته ثريا حقودة جدا و ابنهما تميم ، مثل ياسر في الشكل و الصفات ، ضابط مخابرات عنده 23 سنة


#لهيب_العشق 

فصل 2

في مصر ، في فيلا العطار، كانت العيلة كلها قاعدة على ترابيزة الفطار الصبح بدري، والشمس داخلة من الشباك، والسفرة مليانة بأكل يفتح النفس. العيلة كلها قاعدة، والجو مليان ضحك وهزار.

الجد محمود (وهو بيرفع كباية الشاي): صباح الفل يا حبايبي! مفيش أحلى من لمة العيلة وفطار مها الجميل.

الجدة مها (مبتسمة وهي بتحط له شوية جبنة في طبقه): بالهنا والشفا يا محمود، بس خفف الشاي شوية، الدكتور قالك كده!

إياد (بمزاح): جدو مستحيل يسيب الشاي، زيه زيي مستحيل أبطل هزار!

أحمد (يغمز لإياد): ولا أنا مستحيل أسيب... (يسكت لما يلاقي أبوه أدهم باصص له بنظرة حادة) أقصد مستحيل أسيب حب العيلة طبعًا!

علا (تضحك): آه طبعًا، "حب العيلة"! كلنا عارفين إنك أشهر زير نسوان في العيلة.

أدهم (بصرامة وهو بيحط كباية القهوة على الطرابيزة): كفاية هزار، مش عاوزين نبدأ اليوم بمشاكل.

مهاب (يحط إيده على كتف أدهم): سيبهم يا أخي يضحكوا، دي لحظات حلوة، ماينفعش نكشر الصبح.

مازن (بهدوء وهو بيقطع حتة عيش): ...

لحظة صمت لما الكل يلاحظ إن مازن ساكت ومش بيشارك في الهزار، لكنه بيبتسم ابتسامة صغيرة وهو سامعهم.

الجدة مها (بتحاول تدخله في الكلام): مازن، يا حبيبي، أخبار شغلك إيه؟ لسه مشغول على طول؟

مازن (بابتسامة خفيفة): آه، كالعادة، بس كله ماشي تمام.

إياد (يميل نحوه مازحًا): طب إمتى هتشرفنا وتضحك معانا يا عمي؟ شكلك محتاج جرعة من طاقتي الإيجابية!

مازن (يبص له بلطف): يمكن يوم من الأيام، يا إياد.

الجد محمود (يبص لعيلته بفخر): الحمد لله، اللحظات دي بتحسسني إني أغنى واحد في الدنيا.

الجدة مها (بحنان وهي تبص لهم): طول ما العيلة بخير ومتجمعة، كل حاجة تانية تتحل


الجميع لا يزال على الطاولة، الجو مليء بالضحك والأحاديث الجانبية. فجأة، يتجه مهاب بنظره إلى أدهم، صوته ينخفض قليلًا، لكنه لا يزال مسموعًا للكبار.

مهاب (بهدوء، وهو يقلب كوب الشاي بين يديه): أدهم... كنت عاوز أسألك... وصلنا لأي حاجة؟

يسود لحظة صمت خفيفة بين الكبار، فيما يرفع الجد محمود والجدة مها أعينهما إلى أدهم بترقب.

أدهم (يأخذ نفسًا عميقًا، صوته منخفض لكنه واضح لهم): لا جديد... نفس الدوامة، كل الطرق بتوصل لطريق مسدود. كأنها تبخرت من الدنيا.

تنخفض حدة الضحك بين الأحفاد قليلًا، حيث يلتقطون الإحساس الجاد بين الكبار، لكنهم لا يفهمون التفاصيل.

علا (بفضول وهي ترفع حاجبها): أنتو بتتكلموا عن مين؟

أحمد (ينظر لمهاب وأدهم بريبة): أيوه، واضح إن فيه حاجة مش عاوزينا نعرفها.

إياد (يبتسم وهو يغمز): أكيد موضوع عائلي سري، حاجة زي... كنز العيلة الضايع؟

يضحك الأحفاد، لكن الكبار يبادلون بعضهم نظرات حذرة.

الجد محمود (بهدوء، وهو يحاول تغيير الموضوع): لا لا، مجرد موضوع قديم... شوية حاجات مش مهمة.

الجدة مها (تبتسم بلطف): بالضبط، موضوع فات عليه زمن، إحنا بس بنسترجع شوية ذكريات.

مهاب (محاولًا إنهاء الأمر): مالوش لازمة نحكي في القديم، المهم إننا مع بعض دلوقتي.

إياد (يضحك وهو يمد يده ليأخذ قطعة كعك): طيب تمام، طول ما الموضوع مش كنز ضايع أو مؤامرة عائلية

يعود الأحفاد للهزار، بينما ينظر مازن إلى الجميع في صمت، ثم يخفض عينيه إلى طبقه، يقلب الشوكة بين أصابعه وكأن شيئًا في داخله يتحرك

**********************


الجد محمود (يمسح على لحيته ببطء، صوته هادئ لكنه يحمل ثقل الماضي): الحمد لله على العيلة... على النعمة اللي في إيدينا.

مهاب (يبتسم ابتسامة باهتة لكنه لا يعلق، عيناه تلمعان بشيء يشبه الذكرى المريرة): الحمد لله، أهم حاجة إننا مع بعض.

مازن (يحرك كوب الشاي بين يديه دون أن يرفع رأسه، ملامحه جامدة لكن أصابعه المرتعشة قليلاً تفضح توتره).

الجدة مها (بصوت دافئ لكن مليء بالشجن): صحيح، أهم حاجة إننا متجمعين... مش كل الناس عندهم الفرصة دي.

علا (تنظر حولها بشك): ... كل مرة تيجي سيرة الموضوع ده بتتصرفوا كأن فيه شبح في البيت!

إياد (يضحك وهو يحاول كسر الجو المتوتر): يمكن يكون عندنا سر عائلي مرعب وإحنا مش عارفين!

أحمد (يغمز لهم بمكر): أو يمكن فيه عفريت ساكن في أوضة مغلقة في الفيلا؟

مهاب (يحاول التظاهر بالمرح وهو يضع يده على كتف أحمد): هاها، لا تخاف، مفيش حاجة غير شوية ذكريات قديمة... ناس افتكرناهم واشتقنا لهم بس.

مازن (يرفع عينيه إليهم أخيرًا، نظرته تحمل شيئًا ثقيلًا لكنه لا يتحدث، فقط يأخذ نفسًا عميقًا ثم يعود لصمته المعتاد).

الجد محمود (يحاول إنهاء الموضوع، صوته هادئ لكنه حاسم): كفاية بقى، فطارنا حلو، ويومنا لسه طويل، ما تضيعوش وقتكم في الحاجات دي.

الجدة مها (تبتسم برقة، لكنها تخفي دمعة سريعة مسحتها قبل أن يلاحظ أحد): آه، كل حاجة في وقتها.

الأحفاد يعودون للهزار، غير مدركين أن وراء هذه النظرات الصامتة، هناك قصة مدفونة منذ 25 سنة... قصة لم تنتهِ بعد، حتى لو ظنوا ذلك

خرج أدهم إلى الحديقة بهدوء، أشعل سيجارته وأخذ نفسًا عميقًا، بينما كانت نسمات الصباح الباردة تمر فوقه. نظر إلى السماء الملبدة بغيوم خفيفة، لكنه لم يكن يراها حقًا... كان يرى شيئًا آخر، شيئًا من الماضي، ذكرى لم تتركه يومًا.

أدهم (بصوت خافت وهو يمرر يده على وجهه): ٢٥ سنة... ٢٥ سنة ولسه وشها قدامي.

لم يكن بحاجة لإغلاق عينيه كي تعود به الذاكرة... كأن عقله كان ينتظر اللحظة المناسبة ليسحبه إليها بقوة.


فلاش باك – ليلة طرد شيرين

كانت السماء تمطر بغزارة تلك الليلة، والبرد القارس يجتاح كل شيء، لكن ما اجتاح الفيلا كان أعنف من الشتاء نفسه.

شيرين، الفتاة ذات الخمسة عشر عامًا، كانت واقفة وسط الصالة، عيناها واسعتان بالصدمة والدموع، ترتجف وهي تنظر إلى والدها، محمود، الذي كان وجهه أحمر من الغضب.

محمود (يصرخ، صوته يزلزل الجدران): براااااااااااااااااااااااااااااا!!

مها كانت تمسك صدرها، بالكاد تقف، مهاب ومازن واقفان في الخلف، وجوههم شاحبة لكنهم لا يتكلمون. أما أدهم، الأكبر بينهم، فكان يقف أمامها مباشرة، يحدق فيها بملامح متحجرة، كأن قلبه من حجر.

شيرين (تهز رأسها بعنف، دموعها تبلل وجهها): لاااااا! أنا ما عملتش حاجة! أقسم لكم!

محمود (غاضبًا وهو يشير نحو الباب): بلاش تمثيل، عار على العيلة! ما فيش مكان ليكي هنا، فاهمة؟

شيرين (تنظر إلى إخوتها واحدًا واحدًا، تتوسل إليهم، صوتها ينكسر وهي تتمسك بذراع أدهم): أدهم! أنت الكبير، ما ترمينيش برا! صدقني!

أدهم لم يحرك ساكنًا، عيناه كانتا تحملان صراعًا، لكن شفتيه كانت مغلقة، وعندما تكلم، كان صوته كالسيف:

أدهم (ببرود مصطنع): لو كنتِ بريئة، كنتِ قلتي لنا الحقيقة من الأول.

شيرين شهقت وكأن أحدهم طعنها في قلبها، نظرت إلى مهاب، ثم مازن، لكنها لم تجد منهم ردًا، فقط نظرات مترددة، تائهة، ثم أشاحوا بوجوههم عنها.

شيرين (بهمس مكسور): حتى أنتَ يا مازن؟

لكن مازن لم يرد، لم يستطع.

أخذ محمود نفسًا غاضبًا، ثم أمسك شيرين من ذراعها وجذبها نحو الباب.

محمود: برااااااااااااااااااااااااااااا!

فتح الباب بعنف، والبرد اقتحم الفيلا كعاصفة، كأن القدر نفسه يعاقبهم.

شيرين لم تعد تقاوم، كانت تنظر إليهم جميعًا، إلى العائلة التي أحبتها، لكنها الآن تراها ترميها في الجحيم.

شيرين (بصوت مبحوح، آخر محاولة): أمي... أرجوكي...

لكن مها لم تستطع حتى النظر إليها، كانت ترتجف وتمسك قلبها.

شيرين سقطت على ركبتيها عند الباب، المطر كان يضرب وجهها، لكن دموعها كانت أدفأ من أي شيء حولها.

شيرين (بهمس بالكاد يُسمع): أنا بريئة...

لكن لم يعد هناك من يسمعها.

الباب أغلق أمام وجهها.

وأصبحت وحيدة.


أدهم استيقظ من الذكرى وهو يشعر برجفة تسري في جسده، لكنه لم يعرف إن كان سببها البرد أم الشعور بالذنب الذي لم يتركه منذ ذلك اليوم.

نظر إلى سيجارته المحترقة، ثم رماها على الأرض وسحقها بحذائه.

أدهم (بهمس): سامحيني،يا  شيرين...

********************


في جناح فاخر بفندق النيل، وقفت تارا أمام المرآة تتأمل انعكاسها، عيناها تضجّان بالإصرار، وابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيها. الجو مشحون بالطاقة، بينما تضع خطوتها الأولى في طريق الانتقام

تارا (بهمس لنفسها، وعيناها تضيقان بمكر): "حان الوقت... سنين وأنا بستنى اللحظة دي، دلوقتي، الدور عليهم!"

تتقدم نحو النافذة، تنظر إلى القاهرة المزدحمة تحتها، تدير خاتمها حول إصبعها بحركة لا إرادية، تفكر في هدفها الأول، إياد العطار

تارا (بصوت منخفض وابتسامة جانبية): "إياد العطار... العيلة كلها بتحبه، المدلل بتاعهم، عايش حياته من غير ما يعرف إنني جاياله... بس مش هينفع كده، لازم أقرب منه، أخليه يشوفني بنت أحلامه، يصدق إني اللي بيدوّر عليها طول عمره."

تمشي في الغرفة، تفكر بخطواتها القادمة، تمسك هاتفها، تبحث عن أماكن يزورها إياد، تبتسم عندما تجد صورة حديثة له في أحد النوادي الرياضية

تارا (بثقة): "ممتاز... البداية هتكون هناك، هنلتقي صدفة... صدفة محسوبة طبعًا!"

تضحك بسخرية، ثم تأخذ نفسًا عميقًا، وكأنها تتقمص الشخصية الجديدة التي ستقدمها لإياد. تمرر يدها على فستانها الأحمر الذي اختارته بعناية، تنظر لنفسها في المرآة للمرة الأخيرة

تارا (بصوت واثق): "استعد يا إياد... هقلب حياتك، وهخليك تدمنني... وبعدها، هحطمك!"

تنطفئ ابتسامتها تدريجيًا، وتحل محلها نظرة مظلمة، تحمل مزيجًا من الانتقام والعزم. تدير ظهرها للمرآة، ثم تخرج من الغرفة، بخطوات ثابتة، نحو أول فصول لعبتها الخطيرة

************************

في جناح تارا بفندق النيل، جلست تارا على الأريكة الجلدية، ساق فوق الأخرى، تحتسي قهوتها بهدوء، بينما الباب يُطرق بخفة. ابتسمت نصف ابتسامة وهي تعرف من القادم

تارا (بهدوء): "ادخلي، زهرة."

دخلت زهرة، فتاة في منتصف العشرينيات، ترتدي ملابس بسيطة، وعيناها تلمعان بالحماس، تحمل بيدها دفترًا صغيرًا مليئًا بالملاحظات

زهرة (بمرح وهي تجلس أمام تارا): "أخيرًا، قدرت أجمع لك المعلومات اللي طلبتيها عن عيلة العطار بالتفصيل."

تارا (تضع كوبها على الطاولة، تبتسم بثقة): "أنا مستمعة... قولي لي كل حاجة عنهم."

زهرة (تفتح دفترها، تلقي نظرة سريعة، ثم تبدأ بالكلام): "نبدأ من الجد، محمود العطار، راجل أعمال كبير، أسس شركته من الصفر، دلوقتي هو شبه متقاعد، بس لسه مسيطر وقراره مسموع، ومعاه مراته مها، اللي رغم كل السنين لسه بتحبه وبتخاف عليه."

تارا (بابتسامة خفيفة): "عيلة تقليدية إذاً... كمّلي."

زهرة: "أكبر أولادهم أدهم، عنده 51 سنة، ماسك جزء كبير من الشغل، متجوز من منار، ست محترمة وهادية، عندهم ولدين، علا وأحمد. علا دي بقى... قوية جدًا، رياضية، بتلعب ملاكمة، وعارضة أزياء، ما حدش يقدر يقف قدامها بسهولة، شخصية صعبة."

تارا (بغمزة ساخرة): "شكلها مش سهلة... وأخوها؟"

زهرة (تضحك): "أحمد؟ ده بقى الولد المرح، 25 سنة، بيشتغل في الشركة مع أبوه وأعمامه، بيحب الفتيات، بس محترم وعارف حدوده، ووسيم جدًا، البنات بيتجمعوا حواليه زي النحل على العسل!"

تارا (تغمض عينيها بتفكير): "همم... ده ممكن يكون مفتاح مهم... كمّلي."

زهرة (تنظر في دفترها): "بعد ادهم في الترتيب مهاب، عنده 47 سنة، متجوز سلوى، وعندهم ابنهم إياد، 27 سنة، وده بقى..."

تارا (مقاطعة، بصوت هادئ لكن عيناها تلمعان بتركيز): "احكي لي عنه بالتفصيل."

زهرة (بابتسامة): "إياد؟ هو فعلاً شخصية مميزة، شاب مرح، دمه خفيف، لكن وقت الجد بيكون شخص تاني، مسؤول جدًا. بيشتغل في الشركة مع العيلة، وكلهم بيحبوه لأنه بيعرف يوازن بين شغله وحياته. مش متجوز، وبيقولوا إنه مش ناوي يرتبط بسهولة، لكن مين يعرف؟"

تارا (بهمس، وكأنها تتذوق كلماته): "مش ناوي يرتبط بسهولة؟ تحدي ممتع..."

زهرة (تكمل، دون أن تلاحظ تغير ملامح تارا): "بعده في العيلة مازن، عنده 40 سنة، دكتور جراح، مش متجوز، حياته كلها شغل. معروف ببروده وانفصاله عن العيلة شوية، مش بيحضر تجمعاتهم إلا قليل."

تارا (بهدوء): "رجل غامض إذاً... وآخر فرد؟"

زهرة (بهمس وكأنها تحكي سرًا غامضًا): "البنت الوحيدة للعيلة كانت شيرين... اختفت من سنين طويلة، محدش بيتكلم عنها كتير، بس واضح إن فيه سر كبير حواليها. الجد محمود وأبناؤه ندمانين على شيء يخصها، بس ما حدش يعرف التفاصيل. الناس بيقولوا إنهم فقدوها في ظروف غامضة، وفيه إشاعات إنها ماتت، بس محدش متأكد."

تارا شعرت بغصة خفيفة، لكنها أخفتها سريعًا، تمالكت نفسها، وارتسمت على وجهها ابتسامة هادئة، بينما زهرة تنظر إليها بترقب

زهرة (بفضول): "ليه مهتمة بعيلة العطار بالشكل ده؟ بتخططي لحاجة؟"

تارا (تبتسم ابتسامة غامضة، ثم تنهض من مكانها، تتقدم نحو النافذة، تنظر إلى المدينة تحتها، ثم تلتفت نحو زهرة، عيناها مليئتان بالحسم): "لا شيء مهم... مجرد فضول."

زهرة تضحك بخفة، غير مدركة أن الفضول الذي تتحدث عنه تارا... هو بداية عاصفة ستقلب حياة العطار رأسًا على عقب 

كانت الفيلا هادئة، لا يُسمع فيها سوى صوت الرياح التي تصفع النوافذ، وكأنها تحاول اقتلاع الشر الذي يقترب منها.

في الصالة الفاخرة، جلست شيرين على كرسيها المتحرك، جسدها الهزيل مائل قليلًا، ووجهها شاحب كعادته، بينما عيناها المليئتان بالحزن كانتا تراقبان الرجل الجالس أمامها...

طارق الألفي، الرجل الذي لم يتوقف عن مطاردتها منذ سنوات، متكئًا على الأريكة، ساق فوق الأخرى، يعبث بأزرار معطفه الأنيق، وعيناه تلمعان بنظرة استحقار وكبرياء.

طارق (بابتسامة ساخرة وهو يرفع كأسه): شيرين، يا حبيبتي... ليه العناد ده كله؟ لسه بترفُضي عرضي؟ ولا انتي بقتي بتحبي العيشة وحيدة، مشلولة، مسكينة، مستنية حد يشفق عليكي؟

شيرين لم تحرك ساكنًا، لكنها شعرت بغصة مريرة في حلقها.

طارق (يضع كأسه على الطاولة ويتقدم نحوها، ينحني قليلًا ليقترب من وجهها الهزيل): بصي لنفسك، شيرين... كنتِ أجمل بنت في عيلة العطار، وكنتِ ملكة في حياة سليم. بس دلوقتي؟ مفيش حد ليكي غيري... أنا الوحيد اللي قادر "أهتم" بيكي.

كان صوته يحمل نغمة زائفة من الحنان، لكنها كانت كفيلة بإشعال نار القهر في قلب شيرين، التي أغمضت عينيها بشدة وهي تحاول أن تحبس دموعها.

طارق (يمرر أصابعه على خدها بخفة، لكن لمسة أصابعه كانت كسم الأفعى): لو وافقتي، ممكن حياتك تتغير... أنا راجل عندي سلطة، عندي فلوس، أقدر أخليكي تعيشي كملكة... بدل ما تعيشي كجثة ميتة في بيت سليم.

دمعة ساخنة سقطت على خد شيرين، لكنها لم تستطع حتى رفع يدها لمسحها.

طارق (ينظر لدموعها ويضحك بسخرية): دموع؟ لسه عندك دموع؟ ده غريب بصراحة! بعد اللي حصلك، كنت فاكر إنك خلاص استسلمتي.

جلس على طرف الطاولة أمامها، ملامحه تزداد قسوة.

طارق (بصوت منخفض لكن يحمل تهديدًا): عارفة، كل مرة كنت أطلب منك تتجوزيني، كنتِ ترفضي. بس المرة دي مختلفة... لأن ادهم مش موجود يحوش عنك، وتارا سافرت تلهو في مصر... وده معناه إنك دلوقتي "وحيدة" جدًا.

اتسعت عينا شيرين بخوف، بينما اقترب طارق أكثر وهمس بصوت خطر:

طارق: فكري كويس، شيرين... قبل ما يخطر في بالي إني أستخدم أساليب ثانية علشان أخليكي تقولي "نعم".

ارتجف جسد شيرين الهزيل، وسقطت دموعها بصمت، لكنها ظلت تنظر إليه بعيون امتلأت بالكراهية، كأنها تصرخ دون صوت: مستحيل!

ابتسم طارق بانتصار وهو يبتعد عنها، ثم مشى نحو الباب ببطء.

طارق (قبل أن يخرج، بصوت هادئ يحمل تهديدًا واضحًا): هتفكري في كلامي، شيرين... وعارفة كويس إن مفيش مفر مني.

ثم خرج، وأغلق الباب خلفه بهدوء...

أما شيرين، فقد تركت دموعها تنهمر بصمت، وكأنها لم تعد تملك سوى البكاء كسلاحها الأخير

*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*


#لهيب_العشق

#سيليا_البحيري

فصل 3

جناح فاخر في أحد فنادق القاهرة

قعدت تارا على الكنبة الفخمة، رجل فوق التانية، وهي بتبص على ضوافرها المدهونة بأحمر غامق، عنيها فيها لمعة مكر وهي بتفتكر كلام صاحبتها زهرة عن عيلة العطار.

تارا (بابتسامة جانبية): اممم... "إياد"، ابن خالي المدلل، حفيد العطار الكبير... نبتدي بيك بقى يا وسيم.

مسكت كباية العصير اللي قدامها، بدأت تلفها بين صوابعها ببطء وهي بتفكر في أحسن طريقة تقربله بيها.

تكون البنت الطيبة اللي محتاجة مساعدته؟ ولا الفاتنة الغامضة اللي تجذبه من غير ما يحس؟

وفجأة، رن موبايلها اللي كان على الترابيزة، قطع خيوط تفكيرها. بصت للرقم اللي ظهر على الشاشة، وبعد ثواني ردت ببرود.

تارا: اتكلم.

جالها صوت الحارس الشخصي اللي مشغالاه يراقب فيلا أمها في أمريكا، صوته كان فيه شوية تردد.

الحارس: آنسة تارا، عندي تقرير لحضرتك... طارق الألفي جه النهارده الفيلا.

إيد تارا وقفت عن الحركة، وساد الصمت لحظات قبل ما يطلع صوتها حاد زي السكين.

تارا (ببطء مخيف): قلت إيه؟

الحارس: طارق الألفي زار مدام شيرين، وقعد معاها شوية، وبعدها مشي.

إيديها اتقبضت بقوة لدرجة إن مفاصلها بقت بيضا، ودمها بدأ يغلي من الغضب، نفسها بقى تقيل، وملامح وشها اتحولت لكتلة جليد قاتلة.

تارا (بصوت واطي بس كله وعيد): طارق... الجرذ العجوز لسه ما زهقش؟

وقفت، ومشيت ناحية الشباك اللي بيطل على شوارع القاهرة المزدحمة، عنيها بقت سودا كإنها الليل نفسه، وبعدها أغمضت عنيها وسحبت نفس عميق، وبعدين اتكلمت بنبرة مرعبة.

تارا: فضّل راقب كل تحركاته، وبلغني أول بأول... ولو سمحت، مافيش حاجة اسمها يقرب من أمي من غير ما أكون عارفة. فاااهم؟

الحارس: مفهوم، آنسة تارا.

قفلت الموبايل من غير ما تستنى رد، قبضت عليه بقوة كإنها هتحطمه، وبعدها رمته بعنف على السرير.

تارا (همست بغضب): طارق...  العجوز الخرف ، شكلك محتاج تفكّر مين اللي ماسك الدفة هنا.

رفعت حواجبها بسخرية وأضافت بصوت بارد أكتر:

تارا: وانتي كمان، يا بنت الجرذ... سارة، يا غبية، هخليكي تدفعي تمن اللي عمله أبوكي غالي.

ضحكت ضحكة خفيفة، بس كانت كافية تخلي أي حد يسمعها يحس بالقشعريرة... وبعدها استدارت ببطء، ورجعت قعدت مكانها، عنيها بتلمع بتصميم قاتل.

اللعبة بدأت... وطارق وابنته مش هيطلعوا منها سالمين

*********************

(في قصر طارق الألفي – نيويورك، مكتب طارق الفخم)

(جلست سارة على أريكة فاخرة، ساق فوق الأخرى، تمضغ علكتها بملل بينما والدها طارق يتحدث عبر الهاتف بصوت هادئ لكنه يحمل نبرة تهديد مبطنة. أنهى المكالمة، ثم التفت إلى ابنته، التي كانت تلعب بخصلات شعرها الأشقر الطويل وتحدق فيه بمكر.)

سارة (بكسل): "إيه ده يا بابي؟ لسه مصمم على حكاية الست دي؟ بصراحة، منظرها يجيب الاكتئاب، وبعدين، إزاي هتتجوز واحدة شبه المومياء دي؟"

طارق (يضع السيجار في المنفضة، ينظر إليها بحدة): "اخفضي صوتك، سارة! أنتِ لا تفهمين شيئًا."

سارة (بضحكة ساخرة): "لا، أنا فاهمة كويس. أنت عايز تتجوزها عشان تاخد فلوسها، بس الصراحة، ما شايفاش أي فايدة في الموضوع، البنت الحقيرة بتاعتها، تارا، مش هتسمح لك تاخد قرش واحد."

طارق (يبتسم ابتسامة جانبية): "وهنا يجيء دورك يا عزيزتي… تارا قد تكون ذكية، لكنها مغرورة، ومع الغرور يأتي الخطأ… وأنتِ بارعة في دفعها نحو الخطأ، أليس كذلك؟"

سارة (بفخر): "أكيد، وصدقني، يا دوب بضربها ضربة صغيرة وهي تنهار! مسكينة، تفكر نفسها ملكة زمانها، بس أنا دايمًا بكشفها قدام الكل."

طارق (يضحك بصوت خافت): "هذا جيد… لكن هذه المرة، لا أريد مجرد إزعاجها، أريدها أن تسقط… تمامًا."

سارة (بعينين لامعتين بالمكر): "أنا عندي فكرة… ممكن نستخدم حاجة تارا الوحيدة اللي بتخاف عليها… أمها."

طارق (ينظر إليها باهتمام): "أنا أسمع…"

سارة (تقترب منه، تميل نحوه وهي تهمس بخبث): "شيرين ضعيفة، مشلولة، مسكينة… يعني لو حصل لها حاجة، أكيد تارا هتتجنن، مش كده؟"

طارق (يضيق عينيه بتفكير): "أنتِ أكثر خبثًا مما توقعت، يا ابنتي… لكن تذكري، نحن لا نريد مشاكل قانونية، نريد فقط الضغط عليها… حتى تنهار وتترك لنا الطريق مفتوحًا."

سارة (بابتسامة شيطانية): "اترك لي الموضوع، بابي… أنا أعرف بالضبط أين أضربها."

(يضحك طارق بخفوت، بينما في عينيه بريق خطير، أما سارة فكانت واثقة من أنها أخيرًا ستجد الطريقة المثالية لتحطيم تارا… لكن هل ستنجح؟)

(طارق يسكب كأساً من الويسكي ببطء، عينيه تلمعان ببريق ذكريات قديمة تحمل مزيجاً من الغضب والحقد، بينما سارة تتكئ على الأريكة، متململة لكنها مهتمة بسماع القصة، فقد اعتادت رؤية كره والدها لسليم، لكنها لم تفهم جذوره الحقيقية من قبل.)

سارة (بتأفف وهي تمضغ العلكة): "بصراحة، عمري ما فهمت… ليه كل الحقد ده على سليم؟ الراجل مات من سنين، إيه لازمتها كل الحرب دي مع عيلته؟"

طارق (يضع الكأس على الطاولة بقوة وينظر إليها بحدة): "لأن سليم كان لعنة في حياتي… من أول يوم عرفت فيه اسمه."

سارة (بفضول وهي ترفع حاجبها): "إزاي؟"

طارق (يأخذ نفساً عميقاً ويغمض عينيه للحظة وكأنه يرى الماضي أمامه): "كنا أطفال، نفس العمر، لكن سليم… كان دائمًا الأفضل. في المدرسة، كان الأول في كل شيء… درجاته أعلى، رياضته أقوى، حتى المدرسين كانوا بيحبوه أكتر مني. كنت أبذل جهدي، لكن مهما حاولت، كان دايمًا يسبقني بخطوة."

سارة (بملل): "طيب ودي مشكلتك إزاي؟ يمكن هو كان أذكى منك، ما فيهاش حاجة."

طارق (يضحك بسخرية): "كان أذكى؟ لا، كان محظوظًا! وكنت أنا الغبي اللي صدق إن الحياة عادلة. كنا أصدقاء في البداية، على الأقل كنت أظن ذلك… لكن مع الوقت، أدركت إنه حتى وهو يبتسم لي، كان يستمتع وهو يتفوق عليّ."

سارة (تميل نحوه باهتمام): "وكملتوا كده لحد الكِبر؟"

طارق (بغضب مكبوت): "لحد ما كبرنا… ودخلنا نفس الجامعة، نفس التخصص، ونفس الدائرة الاجتماعية. كنت أحاول أن أثبت أنني أفضل منه، لكن مجددًا… كان دائمًا في القمة. والأسوأ؟ الجميع كان يرى فيه البطل، الشاب المثالي… وأنا؟ مجرد ظل باهت بجانبه."

سارة (بعينين لامعتين بالمكر): "طب ما كان ممكن تكسره وقتها؟ تغلبه بأي طريقة؟"

طارق (يبتسم بسخرية وهو يميل بظهره على الكرسي): "حاولت… لكن سليم لم يكن مجرد منافس… كان لعنة! حتى عندما قررت أن أتفوق عليه في مجال المال والأعمال، وجدته أمامي، وارثًا شركة ضخمة من والده، بينما أنا كنت أبني كل شيء من الصفر."

سارة (بحماس): "بس دلوقتي هو مش موجود، صح؟ يعني خلاص، المفروض الموضوع انتهى."

طارق (ينظر إليها بابتسامة خبيثة): "الغبي مات، لكن إرثه ما زال موجودًا… تارا ووالدتها، وكل ما تركه خلفه. ولن أرتاح حتى أمحو اسمه تمامًا… وأثبت أن طارق الألفي هو من انتصر في النهاية."

سارة (بضحكة شيطانية): "وأنا هكون جنبك، بابي، عشان نتأكد إن تارا ووالدتها مش هيكون ليهم مكان في اللعبة دي."

طارق (يرفع كأسه بابتسامة مظلمة): "إذن، لنبدأ اللعبة، يا عزيزتي… ولننهِ ما بدأ منذ زمن طويل."

(تلتقي نظرات الأب وابنته، كلاهما يحمل الشر ذاته… بينما في مكان آخر، تارا لا تعلم أن ماضي والدها سيعود ليطاردها من جديد.)

(طارق يتكئ على كرسيه، ينظر إلى ابنته سارة بنظرة مليئة بالخبث، بينما سارة تراقبه باهتمام، تتوق لمعرفة خطوته التالية.)

سارة (بابتسامة متحمسة): "طيب، بابي، إزاي هنضربهم الضربة الجاية؟ تارا قوية، وبتفلت مني كل مرة، لازم خطة محكمة."

طارق (يبتسم بمكر، يأخذ رشفة من كأسه، ثم يقول بصوت هادئ وخبيث): "ما تقلقيش، حبيبتي… إحنا بالفعل زرعنا قنبلة موقوتة في وسطهم، وما باقي إلا لحظة الانفجار."

سارة (ترفع حاجبها بفضول): "إيه قصدك؟"

طارق (يميل للأمام، صوته ينخفض كأنه يهمس بسر خطير): "أخوها… أدهم."

سارة (بدهشة): "أدهم؟! شقيقها الكبير؟! وإيه علاقته بالموضوع؟"

طارق (يبتسم ببطء): "خدعته… أو بالأحرى، جعلته يقع في فخ الحب."

سارة (بعينين متلألئتين بالحماس): "أوه… عجبني الكلام ده! مين اللي وقعت في شباكه؟"

طارق (يضيق عينيه بمكر): "جاكلين… بنت شمال، بس  مشى أي بنت ذكية، بارعة في التلاعب بالرجال، تعرف كيف تجعل الرجل يصدق أنها ملاكه الوحيد."

سارة (تضحك بسخرية): "يعني بيلعب دور الحبيب الولهان؟ لطيف… بس هل أدهم ساذج كفاية ليصدقها؟"

طارق (يبتسم ابتسامة باردة): "الرجال يا ابنتي، مهما كانوا أذكياء، يسقطون أمام امرأة تعرف كيف تلعب أوراقها. وجاكلين لعبت دورها ببراعة. الآن، هو واقع في حبها حتى أذنيه، وأثق أنه سيفعل أي شيء من أجلها."

سارة (بخبث): "وده معناه… إننا نقدر نستخدمه ضد تارا؟"

طارق (يومئ برأسه): "تمامًا. عندما يحين الوقت، ستكتشف تارا أن أقرب شخص لها… أكبر خيانة في حياتها."

سارة (تصفق بيديها بسعادة): "أوه، بابي، أنت عبقري! ده هيكون ممتع جدًا. متى هنوصل لهدفنا؟"

طارق (بابتسامة غامضة): "قريبًا جدًا… اصبري، وحينها، ستنهار عائلة العطار بالكامل، وسنأخذ كل شيء لهم."

(يتبادلان نظرات خبيثة، بينما في مكان آخر، أدهم لا يعلم أن الحب الذي يعيشه ما هو إلا فخ محكم، وأن العاصفة الحقيقية لم تبدأ بعد.)

(طارق يجلس على مكتبه، ينفث دخان سيجاره ببطء، بينما سارة تجلس أمامه متوترة، تعبث بأظافرها. فجأة، يرن هاتفه، ينظر إلى الرقم، فيبتسم بمكر.)

طارق (بهدوء ساخر): "آه… تارا الشرقاوي، كنت متأكد إنك هتتصلي." (يرد على الهاتف) "مساء الخير، حبيبتي."

تارا (بغضب واضح): "إياك… إياك تقترب من والدتي تاني، فاهم يا طارق؟! آخر تحذير ليك، لو فكرت بس تحط رجلك عندها، هخليك تندم ندم عمرك كله!"

طارق (يضحك بخبث): "هادئة… هادئة يا أميرة مملكة الشرقاوي، ليه العصبية دي؟ كنت بطمئن على شيرين العزيزة، بعد كل شيء، يمكن تحتاج راجل حقيقي جنبها بدل ما تعيش وحيدة."

تارا (بصوت منخفض ومرعب): "ولا في أحلامك، يا طارق. والدتي مش لعبة في إيدك، ولو قربت منها تاني… هخليك تتمنى الموت وما تلاقيه."

(طارق يرفع حاجبه بدهشة، بينما سارة تراقبه بقلق. فجأة، تكمل تارا حديثها بصوت أكثر حدة.)

تارا: "آه، وبالمناسبة… بلّغ تحياتي لجاكلين. خطة جميلة، لكن للأسف، لعبتك انكشفت. فاكرين أنكم أذكياء، لكني دائمًا سابقاكم بخطوة."

(سارة تفتح عينيها برعب، تلتفت لوالدها بصدمة.)

سارة (بهمس): "بابي… إزاي؟! ازاي عرفت؟!"

طارق (يضغط على أسنانه، لكنه سريعًا ما يبتسم بهدوء): "إنتِ أسرع مما توقعتِ، تارا. لكن هل تظنين أن معرفتك بالحقيقة ستغير شيئًا؟ اللعبة لسه في بدايتها."

تارا (بثقة): "اللعبة انتهت قبل ما تبدأ، طارق. انت وديت نفسك وابنتك للهلاك بإيدكم. وانت عارفني كويس… لما أقول هدمرك، يبقى خلاص، انتهى أمرك."

(طارق يضغط على الهاتف بقوة، يحاول السيطرة على غضبه، بينما سارة تنهض متوترة.)

سارة (بصوت منخفض): "بابا… دي مش بتهدد، دي بتوعد!"

طارق (يرمي هاتفه على المكتب، ثم ينهض ببطء، يحدق في اللاشيء بعينين غامضتين): "الفتاة أذكى مما توقعت… لكنها ليست أذكى مني. فلتبدأ الحرب، تارا… ولترَ من سينتصر في النهاية."

(سارة تبتلع ريقها بخوف، بينما طارق يبتسم بخبث، وكأن عاصفة قادمة على وشك أن تضرب الجميع.)

******************

بعد فترة قصيرة في النادي الرياضي 

(تارا تدخل النادي بخطوات واثقة، ترتدي ملابس رياضية أنيقة تزيد من جاذبيتها، شعرها مربوط بإحكام، وعيناها تلمعان بمكر خفي. تنظر حولها، فتقع عيناها على طريدتها – إياد العطار، يقف بجوار ابن عمه أحمد، يتحدثان ويضحكان.)

(تبتسم بخبث، تمشي نحوهما متظاهرة بالبحث عن شيء ما، ثم تصطدم "بالصدفة" بأحمد.)

تارا (بصوت ناعم ومتأسف): "أوه! آسفة جدًا، لم أقصد الاصطدام بك."

أحمد (ينظر إليها بانبهار، يبتسم بسحر): "لا لا، بالعكس… لو كل الاصطدامات جميلة كده، أتمنى حد يخبط فيا كل يوم!"

(تارا تبتسم باستهزاء، تعقد ذراعيها وتنظر إليه نظرة تحمل مزيجًا من المرح واللامبالاة.)

تارا (بهدوء): "هل تستخدم هذا الأسلوب مع كل الفتيات، أم أنني حالة خاصة؟"

أحمد (بمزاح): "أحب أن أعتقد أنكِ حالة خاصة… رغم أنني، بصراحة، أستخدمه مع الجميلات فقط."

(إياد الذي كان يراقب المشهد بصمت يرفع حاجبه بضيق، يلتفت إلى أحمد بتهكم.)

إياد (بجفاف): "أحمد، ممكن تبطل أسلوبك الرخيص ده؟ مش كل بنت لازم تسمع غزلك اللي مكرر."

أحمد (يضحك): "يا راجل! خفف من جديتك شوية، نحن في نادٍ رياضي وليس اجتماع عمل."

(تارا تلاحظ توتر إياد، فتقرر اللعب على وتره.)

تارا (بنظرة جانبية إلى إياد، بابتسامة خفيفة): "أنت لست من النوع الذي يجامل الفتيات، صحيح؟"

إياد (ببرود): "أنا فقط لا أرى فائدة في الحديث الفارغ."

أحمد (يقهقه، يربت على كتف إياد): "إياد ليس ممتعًا في هذه الأمور، لكن لا تقلقي، أنا هنا لتعويض ذلك."

(تارا تضحك ضحكة قصيرة، ثم تنظر إلى إياد بتمعن، وكأنها تدرسه.)

تارا (بغموض): "أحب الرجال الجادين… يجعلون التحدي أكثر إثارة."

(إياد ينظر إليها نظرة حذرة، يشعر أن هناك شيئًا غير مريح في حديثها، لكنه لا يستطيع تحديده بعد. أحمد، من ناحية أخرى، مفتون بجمالها وثقتها بنفسها.)

أحمد (بابتسامة واثقة): "يبدو أن لقاءنا هذا قدَر، ما رأيك أن نكمله بعصير بعد التمرين؟"

تارا (بابتسامة ماكرة، تنظر إلى إياد قبل أن ترد): "ربما… إن كنتما تستحقان وقتي."

(تتركهما وتسير مبتعدة، لكن ليس قبل أن تلاحظ كيف اشتد فك إياد بضيق من تعليقها… تمامًا كما أرادت.)

(تبتسم في سرها، فاللعبة قد بدأت.)

*****************

في امريكا 

(في ردهة المستشفى، حيث الأضواء البيضاء الباردة تعكس أجواء العمل المستمر، كان الدكتور أدهم الألفي يتفحص ملف مريضة على جهازه اللوحي. يبدو كما هو دائمًا—هادئًا، مبتسمًا، ومفعمًا بالطيبة التي يندر أن تجدها في هذا العالم. بجواره، تقف جاكلين، ترتدي معطفًا أنيقًا، شعرها مسرح بعناية، وعيناها تشعان بمكر خفي تحت قناع الاهتمام الزائف.)

جاكلين (بصوت ناعم، وهي تميل نحوه قليلًا): "أتعجب من قدرتك على التعامل مع كل هذا الضغط، دكتور أدهم. كيف تستطيع أن تكون بهذه الهدوء دائمًا؟"

أدهم (يبتسم بلطف، يرفع عينيه عن الجهاز): "عندما تحب ما تفعله، يصبح الضغط مجرد جزء من الرحلة، وليس عائقًا."

جاكلين (تميل رأسها وكأنها مفتونة): "وهل هذا يعني أنك تحب عملك أكثر من أي شيء آخر؟"

أدهم (يضحك بخفة): "حسنًا، أعتقد أن الطب ليس مجرد عمل بالنسبة لي… إنه رسالة. مساعدة الناس تمنحني شعورًا لا يمكن وصفه."

(تتظاهر جاكلين بالإعجاب، بينما في داخلها، تسخر من براءته.)

جاكلين (بصوت خافت): "لا عجب أنك مختلف عن غيرك… قليلون هم من يملكون هذه الطيبة الصافية."

أدهم (بصدق): "أعتقد أن الخير موجود في الجميع، فقط أحيانًا يختبئ تحت طبقات من الألم أو الخوف."

(نظرة ساخرة خاطفة تلمع في عيني جاكلين، لكنها تخفيها سريعًا بابتسامة رقيقة، تتقدم خطوة أقرب إليه.)

جاكلين (بإغراء مدروس): "وأنت… هل لديك شيء تخفيه؟ أي طبقات من الألم أو الخوف؟"

أدهم (يبتسم، لكنه يشيح بنظره للحظة، كأنه يسترجع ذكريات قديمة): "كل شخص لديه ماضيه، لكنني أفضل التركيز على المستقبل."

جاكلين (تقترب أكثر، تضع يدها على ذراعه بخفة، وكأنها تواسيه): "المستقبل يبدو أكثر إشراقًا عندما يكون هناك من يشاركك إياه، أليس كذلك؟"

(أدهم يلاحظ لمستها لكنه لا يبتعد، فهو يرى فيها شخصًا لطيفًا يحتاج إلى من يفهمه، بينما هي تراقب عينيه، تحاول اختراق طيبته لتجد مدخلًا إلى قلبه.)

أدهم (بابتسامة هادئة): "أحيانًا، لكنني أؤمن أن كل شيء يحدث في وقته المناسب."

(جاكلين تميل نحوه أكثر، وكأنها تزرع بذور خدعتها ببطء، وعيناها تلمعان بدهاء خلف قناع البراءة.)

جاكلين (بصوت خافت ومغري): "أتمنى فقط أن لا تدع الوقت يسرق منك فرصًا قد تجعلك أكثر سعادة…"

(أدهم يبتسم بلطف، غير مدرك للفخ الذي بدأ يلتف حوله ببطء، بينما جاكلين في داخلها تضحك، لأن خطتها تسير تمامًا كما أراد طارق.)

*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*


#لهيب_العشق 

#سيليا_البحيري 

فصل 4

في فيلا سليم الشرقاوي– أوضة شيرين

(أدهم بيدخل بهدوء الأوضة الواسعة اللي شبابيكها كبيرة، ووالدته شيرين قاعدة على كرسيها المتحرك جنب الشباك، ساكتة وباصّة للسماء الرمادي. في حزن باين قوي في عينيها، كأنها شايلة همّ الدنيا ومش قادرة تحكيه. أدهم بيقلع البالطو الطبي بتاعه، وبيبتسم رغم التعب، ويتجه ناحيتها بحنية.)

أدهم (وهو بيقرب منها ويمسك إيدها بحنية):

"مساء الخير يا ماما… عاملة إيه أجمل ست في الدنيا؟"

(شيرين بتحاول تبصله، بتبتسم بصعوبة، بس هو بياخد باله من الدموع اللي بتلمع في عينيها. قلبه بينقبض، ويمسك إيدها بإيده التانية بحنية أكتر.)

أدهم (بصوت دافي):

"لأ بقى… النهارده مفيش دموع. كان يوم طويل، وانتي عارفة إنّي برجع البيت بس علشان أشوف ضحكتك، مش زعلك."

(بيحاول يضحكها شوية، بس بيلاحظ إن الحزن جواها النهارده أعمق من كل مرة. بيقعد على ركبته قدام كرسيها، ويمسك إيديها الاتنين في إيده، كإنه بيحاول ينقللها كل الحب اللي في قلبه.)

أدهم (بلطف):

"ماما… في إيه؟ حد مضايقك؟ حاسة بتعب؟"

(شيرين تومئ برأسها لأ، بس دموعها بتنزل من غير ولا كلمة. أدهم بياخد نفس عميق، بيحاول يفضل متماسك. هو عارف إن والدته جواها كتير، بس مش قادرة تطلعه بالكلام. هو الوحيد اللي بيفهم دموعها ونظرتها.)

أدهم (بيحاول يطمنها):

"عارفة؟ عندي فكرة! هعملّك كوباية الشاي اللي بتحبيها، ونسمع الأغنية القديمة بتاعتك، اللي كنتي بتغنيها لنا وإحنا صغيرين، إيه رأيك؟"

(يبتسم بحنية، ويمسح دموعها بطرف صباعه، وبعدين يقوم يجيب الشال الصوفي اللي بتحبه، ويحطه على كتفها برقة.)

أدهم (بصوت هادي):

"كده دفيتي؟"

(شيرين تومئ برأسها، وأدهم يبتسم ابتسامة صغيرة وهو شايفها بدأت تهدى شوية. بعدين يقعد جنبها على الكنبة، ويحط راسه على كتفها برقة، زي ما كان بيعمل وهو طفل.)

أدهم (بهمس):

"بحبك يا ماما… ووعد مني، هفضل دايمًا جنبك."

(شيرين تضغط على إيده بإصابعها الضعيفة بحنية، كأنها بتقوله: "وأنا كمان يا حبيبي." أدهم يغمض عينيه لحظة، مستمتع باللحظة الدافية دي، رغم الوجع اللي مالي قلبها. هو عارف إنه السند الوحيد ليها، ومش هيسمح لحد يأذيها، مهما حصل.)

***********************


(أدهم قاعد على الكنبة جنب أمه، ماسك إيدها، بس المرة دي باين عليه التوتر. بيبص في عنيها الحزينة، كإنه بيدور على إجابة مش لاقيها. بياخد نفس تقيل وبيتكلم بصوت واطي، كأنه خايف حد يسمعه.)

أدهم (محبط):

"ماما… أنا مش عارف أعمل إيه مع تارا. دماغها ناشفة جدًا، ومصممة تنتقم، ومبتسمعش مني خالص! سافرت مصر لوحدها، وكأنها ماشية في طريق كله خطر ومابتفكرش في اللي ممكن يحصل."

(شيرين ساكتة، بس عنيها دمعت، بتحاول تحرك شفايفها ومش قادرة، وده بيزود إحباطها. أدهم ياخد باله، يضغط على إيدها بلُطف، بيحاول يهديها.)

أدهم (بيتنهّد):

"أنا فاهم إن عيلة العطار غلطوا فيكي… طردوكي وظلموكي، بس همّا مش اللي قتلوا بابا، صح؟"

(شفايف شيرين بترتعش شوية، ودموعها بتنزل على خدها في سُكوت. أدهم بيبص لها بألم، عايزها تقول أي حاجة، بس عارف إنها مش قادرة.)

أدهم (بصوت هادي فيه غضب مكتوم):

"اللي قتل بابا واحد تاني… بس المذكرات الملعونة دي خلت تارا تصدق إن عيلة العطار هما السبب، وأنا… أنا كمان كنت فاكر كده في الأول."

(يسكت لحظة، يبص لوش أمه المتألم، ويكمل بصوت مليان مرارة.)

أدهم:

"بس أنا مش عايز أنتقم، ماما… مش عايز قلبي يتحول لحِتة كراهية زي تارا. حاولت معاها كتير عشان تتراجع، بس مبتسمعليش! بتقولي إني ضعيف، وإني مش عايز آخد حق بابا… بس هي مش فاهمة إن الانتقام مش هيرجع بابا، هيبس هيدمرها ويخلّيها تمشي في طريق صعب تطلع منه."

(يهز راسه بيأس، يمرر إيده في شعره، ويتنهد، وبعدين يبص لأمه اللي وشها باين فيه وجع أكتر من أي وقت فات. كانت عايزة تصرخ، تقول له الحقيقة، تقول له إن كل حاجة كانت كدبة… بس لسانها مربوط بصمتها المؤلم.)

أدهم (بصوت واطي وحزين):

"إنتي عارفة الحقيقة، مش كده؟ أنا شايف ده في عنيكي، ماما… بس إنتي مش قادرة تقوليلي."

(دموع شيرين بتنزل بشدة، بتحاول ترفع إيدها المرتعشة، فيمسكها أدهم، يضمها بين إيده كأنه بيحاول يديها كل الأمان اللي يقدر عليه.)

أدهم (بهمس موجوع):

"ماما… أنا خايف عليها. تارا بتلعب بالنار، وخايف تتحرق. مش عايز أخسرها زي ما خسرنا بابا."

(يغمض عينيه لحظة، وبعدها يفتحهم ويبص لأمه، يضغط على إيدها بلطف، كأنه بيطمنها… أو بيطمن نفسه.)

أدهم (بصوت خافت بس حاسم):

"أنا رايح مصر، ماما… لازم أكون جنبها، حتى لو هي مش عايزاني هناك."

(عنيين شيرين بتتفتح من الصدمة، بس مش قادرة تقول حاجة. أدهم يبتسم لها ابتسامة دافية، يقوم بهدوء، وينحني يبوس جبينها برفق.)

أدهم (بهمس مطمِّن):

"هحميها، ماما… هحميها حتى من نفسها."

(شيرين تغمض عينيها بقوة، بتحاول تهرب من عجزها، بس دموعها هي اللي بتعبر عن وجعها المكتوم. وأدهم، كان قراره خلاص اتاخد… وسرعان ما هتقابل خطواته خطوات تارا في مصر، وهتبدأ فصول جديدة من المواجهة.)

********************


(بعد لحظات من قراره، بيضغط أدهم على الزر اللي جنب السرير، وبعد شوية بيدخل صوت خطوات هادية، وبعدين بتظهر ماريا، الممرضة اللي في الأربعينات، شكلها طيب وشخصيتها هادية ومهنية.)

ماريا (بابتسامة خفيفة):

"طلبتني، يا دكتور أدهم؟"

أدهم (بيبصّ لمامته بحنية، وبعدين يلف لماريا بنبرة جادة):

"آه، ماريا. أنا مسافر مصر، وعاوز آخد ماما معايا."

(عنَي ماريا بتتسع شوية من المفاجأة، لكن بتفضل محافظة على هدوءها زي ما دايمًا متعودة على قرارات أدهم المفاجئة.)

ماريا (بحذر):

"مصر؟ يا دكتور، دي مشوار طويل أوي، وحالة مدام شيرين مش بسيطة. إنت متأكد إن ده آمن بالنسبالها؟"

أدهم (بإصرار):

"عارف يا ماريا، وبقدّر قلقك. بس أمي لازم تبقى معايا، وأنا كمان محتاجها معايا. هظبط كل حاجة علشان راحتها وسلامتها. هطلب تجهيزات طبية خاصة في الطيارة، وهتأكد إن كل احتياجاتها متوفرة."

ماريا (ببطء وهي بتفكر):

"بس… ليه دلوقتي؟ إيه اللي حصل؟"

(بيبص أدهم على مامته لحظة، وبعدين بياخد نفس طويل، كإنه بيحاول يرتّب الكلام.)

أدهم (بصوت هادي لكن مليان تصميم):

"تارا هناك، يا ماريا. أختي العندة بتحط نفسها في خطر، ومش قادر أقعد هنا وأتفرج من بعيد. وماما كمان… حاسس إنها عارفة حاجات مش قادرة تقولها. يمكن لو كانت قريبة من تارا، تقدر توصلها بطريقة أو بأخرى."

(ماريا بتبص على شيرين، اللي قاعدة ساكتة، وعيونها مليانة قلق ورجاء، وبعدين بترجع تبص لأدهم، وتتنهّد بهدوء وكأنها استسلمت للقرار.)

ماريا (بجدية):

"تمام، يا دكتور. هبدأ أجهز كل المستلزمات الطبية اللازمة لمدام شيرين. ناوي تسافر إمتى؟"

أدهم (بلهجة حاسمة):

"أسرع وقت ممكن. هاحجز أول طيارة متاحة. عايز كل الترتيبات تخلص في 24 ساعة."

ماريا (بإيماءة):

"حاضر، هاهتم بكل حاجة."

(ماريا بتبص لشيرين بابتسامة فيها طمأنينة، وبعدين بتخرج من الأوضة علشان تبدأ ترتّب كل حاجة. أدهم بيقعد شوية مكانه، ماسك إيد مامته تاني، وبيبتسم لها بحنان.)

أدهم (بهمس دافي):

"ما تقلقيش، يا ماما… هنروح سوا، وهحمي تارا، وبوعدك إن مش هاسمح لأي حاجة تأذيها… ولا تأذيك."

(عيون شيرين بتدمع، وكأنها بتحاول تقوله حاجة مهمة… بس الكلام مش بيطلع. وأدهم خلاص كان قرر، ومستعد يواجه كل اللي جاي في مصر.)

*********************


في مصر - شقة تارا الفاخرة - المساء


(تارا قاعدة على الكنبة الفخمة، رجل فوق رجل، وبتشرب عصيرها على مهَل، وعينيها مليانة مكر وهي بتفتكر تفاصيل اللقاء في الجيم. أخيرًا قابلت إياد العطار… الهدف الأساسي لانتقامها. والقدر بنفسه جاب لها بداية مثالية.)

تارا (بضحكة خبيثة، وبتكلم نفسها):

"إياد العطار… أول لقاء ماكانش وحش خالص. باين عليه محافظ شوية، ومغرور كمان، بس ماقدرش يخبي ضيقه من غَزل أحمد ليّا. هو كان غضبان علشان محافظ، ولا علشان أنا فعلاً شدّيته من أول لحظة؟"

(تحط كوباية العصير على الترابيزة، وتسند راسها على إيدها، وبتفتكر أحمد وهو بيكلمها بطريقته المعتادة مع البنات، وهي كانت بترد عليه بسخرية، وإياد واقف بيراقب، ساكت بس عينيه كانت بتكشف عن ضيق واضح.)

تارا (بثقة):

"أحمد معروف، بيحب يلاحق البنات، وكلامه ملوش أي قيمة… لكن إياد؟ إياد حاجة تانية… يمكن لسه مش عارف أنا مين، بس أكيد حس بحاجة… حاجة دايقته، حاجة خلته يراقبني طول الوقت رغم بروده اللي بيمثل بيه."

(تقوم بهدوء، وتتمشى في الشقة بخطوات ناعمة، تمرر صوابعها على الترابيزة الزجاج، وعينيها فيها لمعة تحدي.)

تارا (بابتسامة مليانة تلاعب):

"إنتو لسه ما تعرفوش أنا مين… ما تعرفوش إن البنت اللي شوفتوها النهاردة هتبقى سبب في إن حياتكم تتقلب فوق تحت. إياد… هتحبني، وهتصدق كل كلمة هقولها، وهتثق فيا زي ما ما وثقتش في حد قبل كده… وبعدها؟ هكسّرك."

(تضحك بخفة، وتروح ناحية الشباك، تبص على المدينة المولعة بالنور، وعينيها مليانة غرور وثقة زايدة عن اللزوم.)

تارا (بهمس):

"أول خطوة اتخطت… اللعبة بدأت، وأنا مش ناوية أخسر."

(بس هي ما تعرفش إن الحقيقة اللي مش شايفاها، والخداع اللي بتنسجه حوالين نفسها، ممكن في يوم يرجع عليها… وإن غرورها ده؟ ممكن يبقى أول خطوة في طريق سقوطها.)

**********************


فيلا عيلة العطار – أوضة الجلوس الواسعة، بالليل

(العيلة قاعدة في أوضة الجلوس الفخمة بعد ما رجع إياد وأحمد من النادي. الجد محمود قاعد على كرسيه الكبير، والست مها قاعدة جنبه. أدهم، مهاب، سلوى، وولاء قاعدين على الكنب الفاخر، وأحمد واقف ومتحمس، بيحكي اللي حصل، وإياد ساكت كأنه مش فارق معاه، بس جواه فيه ضيق كبير.)

أحمد (بحماس وهو بيحرّك إيده):

"تخيلوا يا جماعة! النهاردة قابلنا بنت غامضة، جمالها يخض، بس مختلفة عن أي واحدة شوفتها قبل كده… قوية، واثقة من نفسها، وكلامها كأنها عارفانا من زمان!"

الجدة مها (بابتسامة دافية):

"يا أحمد، مش هتبطل تجري ورا البنات بقى؟ كل يوم راجع بحكاية جديدة!

أحمد (يضحك):

"دي مش زي أي بنت يا تيتة… اسمها تارا. مش عارف ليه، بس حسيت إنها مخبية حاجة، وكأنها ماجاتش النادي صدفة. والأغرب من كده، إياد هنا ما عجبهوش الموضوع خالص!"

إياد (مدايق، ورافع حاجبه):

"أحمد، كفاية تهويل كالعادة… البنت كانت عادية جدًا، مش فاهم إنت مبهور بيها ليه؟"

أحمد (مايل عليه بمكر):

"ههه… عادية؟! بلاش تمثيل، أنا شفتك! وإنت بتبص علينا طول الوقت، ووشك كأنك عايز تضربني!"

إياد (بحِدّة وهو بيكتف إيده):

"بلاش هبل، ماكنتش ببص عليكم، كنت بس… مستغرب تصرفاتها وثقتها الزايدة عن اللزوم."

أدهم (رافع عينه من الجرنال اللي بيقراه):

"تارا؟ الاسم ده مش منتشر هنا… مين البنت دي؟"

أحمد (بيهز كتافه):

"معرفناش، كل اللي قالته اسمها، بس كانت بتكلمنا كأنها عارفة كل حاجة، والغريب إنها ماكانتش مهتمة بيا زي ما كانت مركزة مع إياد!"

مهاب (بص لابنه إياد):

"إنت تعرفها من قبل كده؟"

إياد (بسرعة):

"لأ، أول مرة أشوفها النهاردة."

الجد محمود (بهدوء وتحليل):

"أمال ليه كانت بتتصرف كأنها عارفاكم؟ أنا ما بحبش الغرب اللي يدخلوا حياتنا من غير سبب."

(مازن، اللي ساكت طول الوقت، حس بغصة في قلبه… الاسم اللي قاله أحمد خلاه يحس بحاجة مش مفهومة جواه، بس فضل ساكت، متعود دايمًا على الصمت والعزلة.)

الجدة مها (بحنان):

"يمكن تكون بنت جديدة في المنطقة، مفيش داعي للقلق يا محمود."

ولاء (بصّت لأحمد بمزاح):

"بس قوللي يا أحمد، معجب بيها؟ ولا دي كمان هتدخل في اللستة الطويلة بتاعتك؟"

أحمد (حاطط إيده على قلبه بتمثيل):

"أوه لأ يا ماما! دي مختلفة، مش زي أي واحدة!"

إياد (بيتنهّد بضيق وبيتمتم بصوت واطي):

"بس مختلفة بشكل مش مريح خالص…"

(الحوار لسه داير في الأوضة، بس إياد كان حاسس إن في حاجة غريبة بتحصل… وإن البنت دي ما دخلتش حياتهم كده وخلاص.)

*********************


(الجو مشحون بعد كلام أحمد عن تارا، لكن فجأة، علا بتكسر الصمت بكلام غريب، بيخلّي الكل يتفاجئ.)

علا (بتحط فنجان القهوة على الترابيزة وبصّة حواليها بتفكير):

"على فكرة... في حاجة دايمًا كانت محيراني من وأنا صغيرة... الأوضة المقفولة فوق في الدور اللي فوق، ليه مقفولة بقالها سنين؟"

(السكوت يعم المكان فجأة، كأن الهوا اتسحب من الأوضة، وكل العيون بتتوجه للجد محمود، اللي قاعد ثابت، وعيونه ديقت شوية، كأنّه متجاهل اللي اتقال.)

أحمد (بفضول):

"أنهي أوضة؟ أنا عمري ما خدت بالي إن فيه أوضة مقفولة فوق!"

إياد (مكشر شوية):

"وأنا كمان... بس دلوقتي لما قلتي كده، افتكرت إني شفتها مرة، بابها دايمًا مقفول... ليه؟"

الجدة مها (بقلق وبصّة لجوزها):

"يا علا يا حبيبتي، إنتِ ليه بتسألي عن كده دلوقتي؟"

علا (متجاهلة قلق جدتها وبصّة لجدها محمود):

"علشان كنت بفكر... إحنا عايشين هنا طول عمرنا، ومع كده عمرنا ما اتسمحلنا ندخل الأوضة دي، كأن فيها سر كبير... هو إيه اللي مخبيه علينا يا جدو؟"

(وش الجد محمود بيتغير، وعيونه تبقى زي التلج، بس بيحاول يتهرب من السؤال.)

الجد محمود (بصوت هادي بس نبرته حادة):

"دي أوضة قديمة خلاص، مالهاش لازمة... مفيش داعي نفتح مواضيع ملهاش أي لزمة."

علا (بعند):

"أوضة قديمة؟ طب ليه مقفولة بقالها السنين دي كلها؟ وليه محدش مسموحلُه يدخلها؟"

(إيد أدهم، أبو علا، تتحرك بعصبية على دراع الكرسي، وبعدين يلف لبنته ويتكلم بغضب مكتوم.)

أدهم (بحدة):

"علا، كفاية! مش لازم كل حاجة يبقى ليها تفسير، لما جدوك يقول إن الموضوع مقفول، يبقى مقفول وخلاص!"

(علا بتسكت شوية، بس نظرتها لسه فيها شك ناحية جدها، وأحمد وإياد شكلهم محتارين.)

أحمد (بيبص لأبوه أدهم وبعدين لجده محمود):

"ده غريب... مكانش في بالي إن عندنا أسرار في العيلة."

إياد (بهدوء وهو بيراقب وش جده):

"شكلها أوضة فيها حكاية محدش عايز يحكيها."

الجد محمود (بحسم وهو بيقوم من على الكرسي ببطء):

"قلتلكم الموضوع مقفول! وخلونا نكلم في حاجة أهم."

(يضغط الجد محمود بعصايته جامد وهو خارج من الأوضة، سايب وراه سكات تقيل... العيون بتتلاقى، والشكوك بتزيد، بس محدش قادر يكسر الحيطة اللي الجد بناها حوالين السر الكبير ده.)

**********************


  في مكان نروحله لاول مرة في فيلا  عيلة الشرقاوي – الصالة الكبيرة الفخمة


(الفيلا بتصميم كلاسيكي شيك، والإضاءة الدافية مديّة المكان جو أرستقراطي. الجد "عادل" قاعد في مكانه المعتاد، والجدة "صفاء" بتحضّر القهوة بنفسها، رغم إن الخدام حاولوا يمنعوها. زين وإياد قاعدين مع ولادهم ياسر وتميم، والدنيا هزار وضحك… لحد ما الكلام ياخد اتجاه مختلف.)

تميم (بمزاح وهو راكن على الكنبة):

"ياسر، إمتى هنشوفك عاقل ومستقر؟ ولا هتفضل تجري ورا البنات لحد ما شعرك يشيب زي بابا؟"

إياد (يضحك وهو يضربه على كتفه):

"يا ابني، لو شعري هيشيب، فهيبقى بسببك إنت وابن عمك، مش البنات!"

ياسر (بابتسامة فيها سخرية):

"وأنت يعني يا بابا كنت قديس؟! ده أنت كنت أسطورة في المغامرات، ولسه لحد دلوقتي بتتكلم عن الستات كأنك حكيم العشاق!"

زين (يضحك وهو بيراقبهم):

"إياد كان ومازال أخطر مما بتتخيلوا… بس شاطر يخبّي تحت وش الوقار ده!"

الجد عادل (يحط فنجانه على الترابيزة بنبرة جدية مفاجئة):

"كفاية هزار… اتكلمنا كتير في الهوا. قولولي، حد فيكم اتواصل مع شيرين الفترة اللي فاتت؟"

(السكوت يخيم على المكان… الجو اللي كان مليان ضحك، فجأة اتبدّل، وأي حد سمع اسم شيرين سكت.)

ياسر (يعدّل قعدته):

"أنا كمان كنت ناوي أسأل… في جديد عنها؟"

الجدة صفاء (بحزن وهي تبص على صورة قديمة لسليم على الترابيزة):

"كلمتها من أسبوعين، بس كعادتها… ماقدرتش تتكلم. الممرضة قالتلي حالتها زي ما هي، لا في تقدم ولا تراجع."

تميم (بصوت فيه لمحة حزن):

"لو بس وافقت ترجع عندنا… أمريكا مش مكان ليها وهي في الحالة دي لوحدها."

إياد (بياخد نفس عميق ويتكئ على ضهر الكنبة):

"شيرين دماغها ناشفة… بالظبط زي سليم، مش عايزة ترجع رغم إن إحنا أهلها، ورغم إننا مستعدين نرعاها."

زين (بهدوء وتحليل):

"الموضوع مش هي بس… تارا وأدهم هناك برضو، وهم مش متقبلين فكرة العيش هنا بعد موت سليم، مش كده؟"

الجد عادل (بصوت هادي لكن فيه معنى):

"بالظبط… أدهم عاقل أكتر، بس متعلق بأمه وأخته. أما تارا…"

الجدة صفاء (تقطب حواجبها وتشبك إيديها بقلق):

"تارا دي فيها حاجة غريبة، عمري ما حسيت إنها مرتاحة لما بتيجي تزورنا… كانت دايمًا عينيها فيها نظرة… كأنها شايلة سر أو حاجة."

تميم (بفضول):

"يعني حضرتك شايفة إنها مخبية سر؟"

ياسر (يبتسم بخبث وهو يشبك إيده):

"أنا شايف إنها بس متحفظة شوية، زي باباها، أو يمكن زعلانة مننا عشان بعدنا عنها السنين دي كلها."

إياد (يبص لوالده):

"بابا، تفتكر تارا ممكن توافق ترجع هنا يوم؟الجد عادل (يحط إيده على عصاه وهو بيفكر):

"مش عارف… بس إحساسي بيقولي إن تارا بتخطط لحاجة… وأتمنى إنها تكون حاجة كويسة."

(يسود الصمت تاني… وكأن الكل حاسس إن في عاصفة جاية، بس مش عارفين نوعها.)

*********************


(بعد لحظات من السكوت، دخلت ثريا الأوضة بخطوات واثقة، شايلة فنجان قهوتها في إيدها وباصّة للكل بنظرة متحفزة. قعدت جنب جوزها إياد وبدأت تسمع الكلام عن شيرين، فكرّشت وشها بضيق.)

ثريا (بصوت ساخر وهي بتحط فنجانها على الترابيزة):

"أنا مستغربة منكم والله! بتتكلموا عن شيرين كأنها ملاك نازل من السما! محدش فيكم يعرف هي كانت مين أصلًا… بنت صغيرة اتجوزت أخوكم فجأة، وإحنا لا نعرف عنها حاجة، غير إنها كانت دايمًا غامضة!"

(الكل بصّ لها بوشوش فيها استياء، بس ثريا كملت كلامها من غير ما تهتم بنظرتهم.)

ثريا (بتتكلم بتصنع وهي بترفع حواجبها):

"ليه ما نعترفش بالحقيقة؟ شيرين عمرها ما كانت واحدة مننا! محدش فينا يعرف جت منين، أو كانت مخبية إيه. ودلوقتي، بعد السنين دي كلها، مش عايزة ترجع لينا رغم إننا فاتحينلها بيتنا! مش ده دليل إنها مش عايزانا أصلاً؟

الجدة صفاء (حطّت فنجانها بعصبية على الترابيزة وبصّت لثريا بحدة):

"كفاية، يا ثريا! ما اسمحلكيش تتكلمي عن شيرين بالطريقة دي! دي كانت مرات سليم، الله يرحمه، وهو اختارها بإيده. وإحنا حبيناها كأنها بنتنا، فما لكش حق تشككي فيها!"

زين (شابك دراعاته وباصص لها بنظرة تحذير):

"أحسنلك ما تتكلميش عن شيرين كده قدام أمي، ولا قدامنا إحنا كمان… إحنا عارفين قيمتها أكتر منكِ."

ياسر (بيضحك بسخرية وباصص لثريا):

"يا طنط ثريا، ليه دايمًا لازم تدلقي السم؟ أي موضوع نفتحه، لازم يكون ليكي تعليق لاذع يبوّظ الجو."

تميم (بيحط إيده على كتف أمه بيحاول يهديها):

"ماما، مش وقته بصراحة نحفر في الماضي كده. إحنا بنتكلم عن شيرين كواحدة من العيلة، مش كغريبة زي ما بتصوريها."

إياد (بيتعصب فجأة وبيخبط بإيده على الترابيزة):

"كفاية يا ثريا!"

(سكت الكل فجأة، وثريا بصّت له بصدمة.)

إياد (بغضب وهو بيقف):

"إنتي عدّيتي حدودك المرة دي! ما اسمحلكيش تتكلمي عن مرات أخويا الكبير كده! شيرين جزء من العيلة دي، غصب عنك!"

ثريا (بتحاول تبرر بتوتر):

"إياد، أنا بس بقول الحقيقة، مفيش داعي للعصبية دي—"

إياد (بيقطع كلامها بعصبية):

"حقيقة إيه؟ الحقيقة الوحيدة إن قلبك مليان حقد على واحدة عمرها ما أذتك! شيرين ما عملتش حاجة غير إنها عاشت بعيدة عنك، فإيه السبب في كرهك ليها؟"

الجد عادل (بحزم وببرود وهو باصص لها):

"كفاية كده يا ثريا. مش أول مرة نسمع منك كلام ملوش لازمة، بس مش هسمحلك تتجاوزي أكتر من كده."

الجدة صفاء (بحزن وهي باصة لـ إياد):

"يا ابني، ما تتناقشهاش… اللي قلبه مليان ضغينة مش هتغير رأيه، مهما قلتله."

إياد (بيبص لأمه وبعدين بيرمي ثريا بنظرة تحذير قبل ما يقعد تاني):

"يا ريت ما اسمعش منك ولا كلمة تانية عن شيرين فيها سوء، لأن ساعتها مش هيبقى بيني وبينك أي كلام."

(سكتت ثريا، بس باين عليها الغضب والإهانة، وساد السكوت المكان. الكل حاسس إن الكلام عن شيرين مش هيمر بسلام طول ما ثريا موجودة… لكن اللي محدش يعرفه إن الماضي لسه مخبّي أسرار كتير.)

********************


(بعد لحظة صمت مشحونة، ثريا تبتسم فجأة بخبث، تبص لإياد بنظرة مستفزة، وتميل راسها شوية كأنها فكرت في حاجة شيقة.)

ثريا (بابتسامة ساخرة ونبرة تريقة):

"دلوقتي فهمت… كل الدفاع المستميت ده عن شيرين… كل الحماس والزعل… أكيد في سبب أعمق، مش كده يا إياد؟"

(الكل بيبصلها بدهشة، وإياد بيضيق عينه بغضب.)

إياد (بنبرة حادة):

"ثريا، ما تلعبيش بالنار."

ثريا (بتضحك بخبث وتغمز له):

"ليه ما نعترفش بالحقيقة قدام الكل؟ مش باين عليك إنك كنت بتحبها من زمان؟ مش دي الحقيقة اللي مخبيها؟"

(الجو بيتجمد، وعيون الكل بتتوسع من الصدمة. الجدة صفاء تحط إيدها على صدرها، وزين بيحدق في إياد بذهول، وياسر وتميم بيتبادلوا نظرات متوترة.)

الجد عادل (بصدمة وحزم):

"ثريا! إيه الكلام ده؟!"

ثريا (بتتجاهل صدمتهم وبتكمل بوقاحة):

"إنت طول عمرك بتحلم بيها، مش كده يا إياد؟ كنت بتتمنى تكون مكان سليم! يمكن عشان كده متضايق دلوقتي، عشان أنا اتكلمت عن حبيبتك!"

(الغضب يولّع في عين إياد، وعضلات وشه بتتوتر، وبيقوم من مكانه بخطوات هادية ناحيتها.)

إياد (بصوت واطي بس مليان غضب):

"إنتي عدّيتي حدودك يا ثريا…"

ثريا (بترفع حاجبها بتحدي):

"إيه؟ قلت الحقيقة اللي إنت كنت مرعوب حد يعرفها؟"

(وفجأة، ومن غير أي إنذار، إياد بيرفع إيده ويضربها بالقلم، ثريا تترنح لورا وهي بتحط إيدها على خدها بذهول، والجدة صفاء تشهق.)

الجدة صفاء (بصوت مخنوق):

"إياد! عملت إيه؟!"

إياد (بصوت واطي وصارم، وهو بيبصلها ببرود قاتل):

"ده آخر تحذير ليكي… اسم شيرين ده مايتقالش على لسانك تاني، فاهمة؟ ولا هتشوفي مني اللي عمرك ما كنتي تتخيليه."

(ثريا ترجع خطوتين لورا، تبصله بنظرة غضب وإهانة، وبعدين تدور بعنف وتطلع على السلم وهي بتخبط بكعب جزمتها على الأرض.)

ياسر (بهمس وهو بيتابعها):

"واضح إن العاصفة بدأت خلاص…"

تميم (بصوت واطي وهو بيبص للمشهد بدهشة):

"ماما عمرها ما هتسكت على اللي حصل ده…"

زين (بيبص لإياد بحدة):

"إيه اللي بيحصل هنا بجد؟!"

الجد عادل (يمرر إيده على وشه بتعب):

"ده اللي كنت خايف منه… الماضي لسه مخلصش."

(يسود الصمت تاني، بس الكل حاسس إن الليلة دي مش هتعدي على خير، وإن ثريا بدأت حرب مش هتخلص بسهولة.)

**********************


(إياد واقف مكانه بعد ما ضرب مراته، أنفاسه سريعة، وعينيه مولعة غضب، والكل لسه مصدوم من اللي حصل.)

الجدة صفاء (بقلق وهي حطّة إيدها على صدرها):

"يا ساتر يا رب… عمري ما كنت أتصور إن الأمور توصل لكده!"

الجد عادل (بغضب مكتوم):

"ثريا فعلاً زوّدتها… بس يا إياد، حتى إنت ما كانش المفروض تمد إيدك عليها!"

إياد (بصوت قوي بس باين عليه القهر):

"آسف، بس أنا مش هسمح لأي حد يهين شيرين… مش هسكت على الافترى اللي بيتقال عنها!"

(زين اللي كان ساكت طول الوقت، بص لإياد بنظرة حادة، وبدأ يقرب منه بخطوات هادية، بيتأمل ملامحه المتوترة، وبعدين اتكلم بصوت ثابت بس حازم.)

زين (بجدية):

"إياد، أنا عايز أفهم… هو في حاجة إحنا مش عارفينها؟ هو فعلاً كنت بتحب شيرين؟"

(ياسر وتميم بصوا لبعضهم بعدم تصديق، وإياد زفر بقوة، وبص لأخوه الكبير بعينين مليانة وجع.)

إياد (بصوت ناشف وواضح):

"أنا أحب شيرين؟! إنتو اتجننتوا؟! دي زي أختي الصغيرة، يمكن أكتر… كنت دايمًا شايفها طفلة من يوم ما اتجوزها سليم. إزاي ممكن أفكر فيها كده؟!"

تميم (بهمس وهو بيهز راسه):

"أنا عارف إن أمي ممكن تكون حقودة، بس تتهمك كده قدام الكل… ده جنان!"

إياد (بغضب مكتوم وصوت فيه مشاعر):

"أنا مش بدافع عن شيرين عشان زي ما ثريا قالت… أنا بدافع عنها لأنها مرات سليم! لأنه كان أخويا الكبير، وكان أكتر من كده… كان زي أبوي التاني!"

(بيسكت شوية، بياخد نفس عميق وبيكمل بصوت مخنوق بالمشاعر.)

"سليم ماكنش مجرد أخ… ده كان قدوتي، كان مُعلّمي، الراجل اللي كنت دايمًا نفسي أبقى زيه. لما مات، حسيت إني فقدت جزء مني. إزاي ما أدافعش عن مراته؟ عن الست اللي اختارها، واللي استحملت معاه كل حاجة؟ إزاي أسمح لأي حد يهينها؟!"

(سكتة في القعدة، الكل ساكت بيتأمل كلام إياد اللي طالع من قلبه، حتى زين بص بعيد وكأنه بيعيد حساباته.)

الجدة صفاء (بصوت مرتعش وهي بتحط إيدها على بقها):

"إياد… يا ابني، أنا ماكنتش أعرف إنك شايل كل ده جواك."

الجد عادل (بهدوء وهو باصص لابنه):

"أنا كنت شايفك دايمًا الأقرب لسليم… بس ماكنتش متخيل إن العلاقة كانت عميقة كده."

زين (بصوت واطي وهو بيفكر):

"يعني كل السنين دي، كنت بتحمي شيرين مش عشان... بل عشان بتحمي ذكرى سليم؟"

إياد (بحسم وقوة):

"بالظبط! شيرين مش مجرد ست، دي مرات أخويا، أم ولاده، جزء من سليم اللي فضل عايش معانا بعد ما راح. إزاي أسيب حد يمسّها بكلمة؟!"

ياسر (بضحكة خفيفة بيحاول يخفف التوتر):

"يعني على كده، كنت هتدافع حتى عن كرسي في بيت سليم!"

(تميم بيضحك بهدوء، بس الجو لسه تقيل، والكل حاسس بخطورة اللي حصل.)

الجد عادل (بحزم وهو بيبص للجميع):

"كفاية كلام في الموضوع ده، من النهارده مش هاسمح لحد يوقع بينّا. إياد، أنا فخور بولائك لأخوك، بس ما تخليش غضبك يخليك تعمل حاجات تندم عليها."

إياد (بهدوء وهو بيمسح وشه من التعب):

"بوعدك... بس برضو مش هاسمح لأي حد يطعن في شرف شيرين، أو يجيب سيرتها بسوء، وده آخر تحذير."

(زين بص بعيد، وياسر وتميم تبادلوا نظرات مش مرتاحة. الكل عارف إن الليلة دي مش هتعدي على خير، وإن ثريا مش هتسكت، لكن في نفس الوقت، كلهم متأكدين إن إياد مستعد يعمل المستحيل عشان يحمي شرف أخوه اللي راح.)

*******************


(الصمت يعم في الصالة، وكل واحد في العيلة غارق في أفكاره... فجأة يرن موبايل الجد عادل، ويكسر رنينه الجو المشحون. الجد بيخرج موبايله، يبص على الشاشة، وبعدين يبتسم ابتسامة دافية.)

الجد عادل (بحماس): "دي تارا!"

الجدة صفاء (بفرحة مفاجئة وهي تحط يدها على صدرها): "يا حبيبة قلبي! افتح الخط بسرعة، وحشتني صوتها!"

(الجد عادل بيضغط على زر الرد، ويشغل الموبايل على مكبر الصوت، وبيطلع صوت تارا مليان حيوية.)

تارا (بحماس وفرحة): "جدو! عامل إيه يا وسيم؟"

الجد عادل (بضحكة وهو يهز دماغه): "هاه! عايزة تضحك عليا بالكلام المعسول زي العادة؟!"

تارا (بمزاح): "أبدًا! ده أنا بقول الحقيقة... بس على فكرة، أعتقد إن الجدة صفاء أجمل منك!"

الجدة صفاء (بتضحك بفخر): "ده اللي بتقوله الحقيقة يا حفيدتي الذكية!"

(ياسر وتميم بيبصوا لبعض بدهشة، وبعدين بيقربوا من الموبايل بحماس لما يعرفوا إن تارا على الخط.)

تميم (بحماس): "تاراااا! يا متسللة الشطرة، أخيرًا قررتِ تكلمينا؟!"

تارا (بضحكة ماكرة): "تميم، يا مشاغب! لسه زي ما إنت؟"

ياسر (بمزاح): "لو كنتِ بتقصدين وسيم، رائع، ولا يُقاوم، أكيد هو زي ما هو!"

تارا (بسخرية): "هاه! قصدت مزعج، وبيعمل مشاكل، ومتورط في حاجات مشبوهة!"

ياسر (بتصنع الصدمة): "مشبوهة؟! ده افتراء! أنا ضابط محترم في المخابرات، سمعتي زي الذهب!"

تارا (بضحكة ساخرة): "ذهب؟ ممكن يكون ذهب مغشوش! أنا متأكدة إنك لسه بتطارد البنات، صح؟"

تميم (بمزاح): "صدقيني، هو مش اللي بيطارد البنات، البنات هما اللي بيطاردوه! بقى أسطورة رومانسية، بيسموه 'كازانوفا الشرقاوي'!"

ياسر (بضحكة): "على الأقل أحسن منك، إنتَ من زمان ما شوفتش بنت! حتى جدتي عندها حياة اجتماعية أفضل منك!"

الجدة صفاء (بافتخار): "ده صحيح، عندي معجبين أكتر منك يا تميم!"

تميم (بصدمة): "جدتي!! ماتخونيش معاهُم!"

تارا (بتضحك بشدة): "أقسم بالله إنكم زي ما إنتوا، ما تغيرتوش أبدًا! وحشتوني كلكم!"

الجد عادل (بحب ودفء): "وإحنا وحشناكي أكتر، بس ليه الاتصال المفاجئ ده؟ كله تمام؟"

تارا (بصوت حماسي): "طبعًا! بس عندي خبر مفاجئ ليكم... أنا في مصر!"

(الغرفة بتسكت لحظة، كأن الكل جمد في مكانه... بعدين فجأة، يصرخوا ياسر وتميم في نفس اللحظة.)

ياسر وتميم (بحماس): "مــــاذاااا؟!!"

الجدة صفاء (بحماس ودهشة): "يا حبيبة قلبي! إمتى جِيتِ؟ ولماذا ما قلتيش لنا قبل كده؟"

تارا (بضحكة مرحة): "علشان بحب المفاجآت! بس ماتقلقوش، هاجي أزوركم قريب جدًا، استعدوا ليا!"

ياسر (بمزاح): "آه، لا! ده معناه إني هخسر لقب العيلة؟! كنت أنا الأذكى والأكتر شغبًا، لكن دلوقتي تارا رجعت، وكل حاجة هتخلص!"

تميم (يحط إيده على دماغه بمبالغة): "أيوه... هاضطر أهرب لكوكب تاني! مش قادر أواجه تارا لما تبقى بكل قوتها!"

تارا (بضحكة خبيثة): "استعدوا... علشان المرة دي مش هكون سهلة معاكم!"

(الكل بيضحك، والجد عادل والجدة صفاء بيبتسموا بسعادة، بينما ياسر وتميم بيتبادلا نظرات تحدي وكأنهم عارفين إن أيامهم الهادية انتهت برجوع تارا.)

******************

فمكان مظلم، أوضة مليانة شاشات بتعرض شخصيات مختلفة كانت جزء من الفوضى اللي عاشتها تارا طول حياتها. قاعد قدام الشاشات رجل مجهول الهوية، بيبص على الكل بعينيه الحادتين اللي مليانة غموض وتحدي

(بيشعل سيجارة بهدوء، وبعد كده بينفث الدخان ببطء، وبيبص على الصور اللي على الشاشات واحدة واحدة، وابتسامة ساخرة على وشه وهو بيكلم نفسه.)

المجهول (بصوت هادي لكن فيه نبرة سخرية):

"تمام... نشوف معانا إيه هنا..."

(عينيه تقع على صورة شيرين، الست اللي عانت كتير، ونظرته بتبقى أكتر جدية.)

المجهول (بصوت واطي):

"شيرين... الست اللي كُسرت روحها، واتسرق حقها... بس إنتي قوية، صح؟ ورغم كده، لسه ما عرفتيش مين السبب الحقيقي في كل ده؟"

(بيحول نظره لصورة أدهم، أخو تارا الكبير في أمريكا، واللي باين عليه إنه جاد ومنشغل في شغله.)

المجهول (بابتسامة ماكرة):

"أدهم... الأخ الحامي، القوي... بس إنت بعيد، فاكر إنك عارف كل حاجة، صح؟ للأسف، إنت مش عارف نص الحقيقة!"

(بعد كده، بيبص على صورة عيلة العطار، عيلة شيرين، اللي وقفت ضدها يوم ما.)

المجهول (بساخر):

"عيلة العطار... يا مغفلين... صدقتوا كذبة، وبعدها ندمتوا، ودلوقتي بتحاولوا تعوضوا غلطكم... هل الزمن هيسامحكم؟ هل شيرين هتسامحكم؟"

(بعد كده، عينيه بتقع على صورة عيلة الشرقاوي، بالذات الجد عادل والجدة صفاء.)

المجهول (همس وهو مبتسم):

"آه... الشرقاوي... العيلة اللي خسرت واحد من أولادها بسبب مؤامرة خبيثة... ودلوقتي بتحاول تجمع نفسها... بس هل هيصمدوا لما تنكشف الحقيقة؟

(بعد كده، بيضيق عينيه لما بيوصل نظره لصورة سعاد، العجوز الحقودة اللي كانت سبب المأساة دي.)

المجهول (بضحكة ساخرة، نبرة صوته بتزيد خبث):

"وأنتِ يا سعاد... الست اللي بتعرفي تزرعي السموم أكتر من أي حد تاني... مش ممتع إنك تمثلي دور العجوز الضعيفة، و في الحقيقة إنتِ أفعى سامة؟"

(بيقترب من الشاشة اللي فيها صورة سعاد، بيمرر أصابعه عليها زي ما بيعبث بمصيرها.)

المجهول (بهدوء خطير):

"لكن الأفاعي... حتى لو عاشت كتير، بيجي وقت لازم تتقطع رؤوسها... وأنا... هكون السكينة اللي هتقطع راسكِ!"

(بيحول نظره لصورة تارا، البنت اللي رجع علشان يغير حياتها للأبد.)

المجهول (بابتسامة غامضة):

"وتارا... البطلة الصغيرة... مستعدة؟ لأن الحقيقة جاية ليكي، سواء كنتِ مستعدة ليها أو لأ!"

(بينقر على لوحة المفاتيح، وبتظهر على الشاشة مجموعة ملفات سرية، بعض منها صور قديمة، رسائل مخفية، وأدلة حاسمة عن دور سعاد في كل اللي حصل.)

المجهول (بصوت واطي ومليان تحدي):

"اللعبة جديدة بدأت... بس المرة دي، القواعد هحطها أنا!"

(بيطفّي سيجارته، ويقفل الشاشات واحدة واحدة، وبعد كده بيقوم من كرسيه بهدوء، بيلبس معطفه الأسود، وبيختفي في الظلام... وبيترك وراه خطة بدأت تتنفذ!)

*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا



تعليقات

التنقل السريع