رواية الحلم والسراب الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر بقلم إيمان عطيه
رواية الحلم والسراب الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر بقلم إيمان عطيه
١٦&١٧
#الحلم_والسراب
بقلمي إيمان عطية
الحلقة السادسة عشر
خرجت من غرفة المدرسين وطلعت في الحوش قلت أقعد أريح أعصابي بعيد عن قليل الذوق اللي بدال مايهنيني بفوز فصلي في المسابقة.. قاعد يهلفط بالكلام… منه لله ماسابنيش أفرح بالفوز وعكنن عليا بكلامه اللي زي السم… بس يستاهل إني دايقته وسبته علي نار ماريحتوش ولا رديت عليه….
سمعت صوت أقدام حد جاي ناحيتي… قلبي اتقبض فكرته جاي ورايا يغلس عليا.. إلتفت ورايا وعنيا بتطق شرار وكنت مستحلفاله أديهمله في جنابه… بس لقيته إيهاب…
بسرعة حاولت أغير ملامح وشي اللي مليانة غضب… وبالعافية قدرت أداري غضبي وبصيت لإيهاب مستغربة جاي ورايا ليه…
لقيته بيعتذر بكل ذوق واحترام عن اللي عمله زميله… قولتله مفيش داعي للأسف.. وانت ذنبك أيه تعتذر عنه…. هو إنسان قليل الذوق…
_ بصراحة أنا مستغرب ياأستاذة نجوي… زياد مش كدة خالص… هو بس تلاقيه واخد على خاطره إنك رفضتي تشيلي معايا الحصص بتاعته وهو في الأجازة.
_ أنا مش مجبرة أشيل بداله ياأستاذ إيهاب… مع إن ده مش طبعي إني أرفض مساعدة حد… لكن مش أي حد.
_ عموما انا بس محبيتش أشوفك متدايقة… إنتي من حقك تفرحي بالفوز في المسابقة وخفت اللي حصل يعكر عليكي فرحتك… بعد إذنك…
سابني ومشي وخلاني أستغرب جدا… في حد ذوق كدة… صحيح صوابعك مش زي بعضها على رأي ماما… بس ازاي الإنسان الذوق المحترم ده.. يصاحب واحد فلتان زي زياد…. فعلا… ولله في خلقه شؤون.
جرس الحصة ضرب ورجعت الغرفة عشان أحضر الدرس للحصة اللي بعدها.. لقيت الننوس قاعد ومندمج قوي في الكتابة… لمحت بطرف عيني إنه بيكتب في ورقة بردوا… استعجبت هو مش بيهمد… بردوا بيكتب رسايل كالعادة… بني آدم تافه…
تجاهلته وقعدت بعيد عنه خالص وفتحت الكتاب عشان أحضر الدرس… شوية ولقيت نسمة جاية…
قعدت جنبي… قعدت تنكشني كالعادة بدمها اللي زي العسل… كانت أقرب واحدة ليا في المدرسات.. بصراحة كلهم كانوا طيبين وعشريين وعلاقتي كانت حلوة معاهم كلهم….
بس نسمة كانت الأقرب لقلبي.. هي من نفس سني…
متجوزة من تلت سنين وربنا مارزقهاش بأولاد.. جاية الكويت تشتغل هي وجوزها عشان يقدروا يوفروا تمن عملية عشان تخلف…
بنت حبوبة ودمها خفيف وبسيطة تدخل القلب بسرعة… قعدت تنكشني عاوزاني أحكيلها حكايتي…
قولتلها هحكيلك والله بس مش دلوقتي عشان مش رايقة.. ومش عاوزة أقلب المواجع دلوقتي…. مش طالبة نكد كفاية عليا النكد اللي أنا فيه…
_ نكد أيه بقا دانتي المفروض تكوني فرحانة.. فصلك أخد المركز الأول ماشاء الله..
_ طب سيبيني بقا يانسمة أحضر الدرس قبل الحصة ماتخلص.
_ طيب ياستي هسيبك… واحضر درسي أنا كمان.. بس ليكي زنقة يانجوى وهتحكيلي يعني هتحكيلي.
مر اليوم الدراسي على خير… وبعد كام يوم كنت في الحوش قاعدة تحت الشجرة الكبيرة اللي بحب اقعد تحتها.. جات نسمة قعدت جنبي وسألتني.
_ قاعد لوحدك ليه ياجميل ياجميل ياجميل ياللي هويتك… ده الحب في الأيام دي قليل وانا حبيتك… هههههههه
_ هههههههه فايفة ورايقة وبتغني كمان… ياااابختك.
_ ياستي فكيها محدش واخد منها حاجة… مالك يانوجا كنتي سرحانة في أيه.
_ ماما وبابا وحشوني جدااا… وسامية أختي كمان وحشتني أوي… زمانها مقربة تولد…. كان نفسي أوي أكون جنبها في الوقت ده.. وغصب عني دموعي نزلت… نسمة قربت مني وحضنتني جامد وفضلت تطبطب عليا.
_ هوني علي نفسك ياحبيبتي ومتزعليش… طب مينفعش تنزلي أجازة تتطمني عليهم وترجعي؟
_للأسف مينفعش خالص الأيام دي.
_ طب ليه؟ عشان يعني لسة مكملتيش سنة شغل؟
_ مش بس كدة… مش عاوزة أنكد عليهم وازعلهم.. مش عارفة أجيبهالهم ازاي.
_ هي أيه دي اللي تجيبيهلهم ازاي… انتي مخبية عنهم أيه؟
_ مانتي متعرفيش اللي حصل لي….
المهم حكيتلها حكايتي كلها باختصار.
_ ياااااه عالقسوة… حبيبتي يانجوى أتاريكي دايما مهمومة وسرحانة… بس احمدي ربنا والله انك عرفتيه على حقيقته وانتي لسة عالبر.
_ بر أيه يانسمة… ده أخدني من أهلي وعشمني بالأمان والحب والسعادة وحطني في وسط البحر وسابني ومشي… لا منه فضل معايا ولا منه سابني عالبر مع أهلي … ياريتها كانت رجعتله قبلها بيوم واحد بس.. كان هيبقة عندي أهون… على الأقل ماتتحسبش عليا جوازة… شيلت لقب المطلقة العذراء بعد أسبوع جواز.
_ معلش يانوجا يمكن ربنا له حكمة في كدة… لعله خير… وبعدين كفاية ان اللي حصل ده كان السبب اننا نتقابل ونبقة أصحاب واخوات والا مكنتيش عاوزة تعرفيني هههههه.
_ على رأيك… والله ربنا كريم فعلا وأكرمني بيكي إنتي وروضة.
_ شوفتي بقا.. وبعدين محدش عارف الخير فين.. وكمان بيقولوا في السفر سبع فوايد… منهم أنا طبعا… وكمان أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا يعني… وإن شاء الله ربنا يعوضك باللي أحسن منه..
_ لالالا أنا كرهت الصنف زي مابيقولوا… ده نصهم يبانلك محترم ويتحب ويخدعك بمظهره الجذاب… والنص التاني واضح.. مكتوب على وشه إنه مايتعاشرش… زي الأفندي اللي ماشي هناك ده….( قلت كدة لما لمحت زياد ماشي في الحوش وانا بتكلم).
نسمة بصت شافته وادورتلي بتعجب.
_ تقصدي مين؟ زياد؟ ليه كدة ده حتى زياد جنتلمان وحبوب ومحترم جدا… أنا مش عارفة انتي ليه مش طايقاه.
_ بقولك أيه يانسمة… أنا سيرة البني آدم ده بتعفرتني… كل مابشوفه ببقا عاوزة أفرغ غيظي من أحمد فيه هو..
_ هههههههه طب ليه.. وهو ذنبه أيه.
_ هو كدة وخلاص… بقولك أيه… أنا قايمة وسيبالك المكان… عندي حصة كمان ربع ساعة…. سلام
_ هههههههه سلام.
دخلت في طريقي لغرفة المدرسين أجيب حاجة لحد جرس الحصة مايضرب.. لقيت البارد زياد واقف على الباب تقريبا مفيش منفذ أدخل منه… كان ضهره ليا وواقف مع واحد أقصر منه مش باين أصلا… فضلت مستنية يتحرك والا يوسع عشان ادخل.. مفيش… اتعصبت وقلت بصوت منفعل. ممكن توسع لو سمحت… لقيته نط واتدور والخضة باينة على وشه.. اتنطر من مكانه وبعد خالص عشان ادخل.. بس لقيته بيقولي (مفيش أسلوب أفضل من كدة نتكلم بيه؟) رديت بعصبية (ونتكلم ليه أصلا؟) رد ببرود (فعلا عندك حق.. ملوش لزوم الكلام) وسابني ومشي.
قلت بصوت واطي (باااارد) لقيته رجع تاني وقاللي بكل سماجة (شكرا لذوقك)
إتعصبت منه جدا بس كتمت غيظي.. بصيتله وعنيا بتطق شرار بس مانطقتش…
دخلت قعدت وكانت اعتماد قاعدة وشافت كل حاجة… قالتلي مالك يانوجا متعصبة من أيه خلاكي تحطي همك في زياد… ملكيش حق… بس إهدي كدة وهو إن شاء الله مش هيزعل منك وهيقدر إنك متقصديش… رديت عليها (يزعل والا يتفلق.. انتو ازاي بتخافوا على مشاعره كدة… ده واحد تافه.. ردت اعتماد وقالت
_ هههههههه زياااد؟ واضح فعلا إنك متدايقة جامد… أنا هسيبك لما تهدي…
_ مين دي اللي تهدا. (قالتها رضوى وهي داخلة علينا)
إعتماد : قصدي علي نوجا الظاهر متدايقة من حاجة ومش طايقة تتكلم حتي.
رضوى: ليه كدة… مالك يانوجا مين اللي مزعل الجميل.
أنا : لا ولا حاجة سلامتك يا رضوى.
رضوى : سمعتوا آخر الأخبار… زياد رجع من الأجارة… أكيد يوم والا اتنين ويرجع ياخد أجازة تاني وتعك على دماغنا عشان احنا اللي بنشيل حصصه أنا ونبيلة.
أنا : يووووه يادي النيلة مابلاش سيرة الزفت ده..
إعتماد: هههههههه لأ دي رضوي بتتكلم على زياد دراسات مش زياد عربي.
أنا باندهاش: مش فاهمة.
رضوى: أصل المدرسة فيها اتنين زياد يابنتي… واحد بيدي دراسات والتاني لغة عربية.. إنتي ازاي متعرفيش… آاااه ماهو زياد دراسات مبيلحقش يظهر وبيختفي تاني… مقضيها أجازات من كتر السهر والخروج ربنا يهديه.
الدنيا لفت بيا وقلت معقووول.. يعني ده زياد اللي زمايله كانوا بيتكلموا عنه.. والتاني مظلوم؟ لالالا مظلوم أيه.. تلاقيهم الاتنين شبه بعض في الإسم والطباع.
إعتماد: سرحانة في أيه يانوجا…
_ هاه.. لا ولا حاجة.
جرس الحصة رن… أخدت أدواتي وقمت على حصتي.
الحلم والسراب
بقلمي إيمان عطية
الحلقة السابعة عشر
كنت في السكن قاعدة بقلب في الفيسبوك شوية… وفي جروب المغتربين في الكويت شوية… قريت منشورات كتير منها لناس منزلة المنشورات بإسمها الحقيقي… وناس بأسماء مستعارة.. وناس تانية منزلة المنشورات بحساب مجهول الهوية…
ولفت نظري منشورات كتير لواحد مسمي نفسه (أسير الماضي) منشوراته جميلة جدا… كلها حكم ومواعظ وتأملات…. منشوراته كلها هادفة وممتعة بنفس الوقت… أثار فضولي لدرجة إني دخلت صفحته الشخصية وقعدت أقرا منشوراته وعملتله متابعة….
لقيت اتصال من روضة… فتحت عليها وبدأنا الكلام.
_ إنتي يابنت ياوحشة انتي هو انا لازم اتصل بيكي عشان تطمنيني عليكي… فينك… وأخبارك أيه…
_ والله عارفة إني مقصرة معاكي ياطنط بس مفيش جديد والله… وبعدين مبتزهقيش مني.. منا عندك مرتين في الأسبوع.
_ لأ ياستي مبزهقش منك… وبعدين اليومين دول مايتحسبوش.. دول بتوع سيف.. وانا يادوب بشوفك عالماشي… أنا عاوزة عالأقل يوم بالأسبوع يكون ليا أنا… نقعد ونرغي مع بعض.
_ بس كدة.. والله ياطنط دنا اللي محتاجة اقعد معاكي ونتكلم… إنتي عارفة غلاوتك عندي..
_ خلاص تعالي دلوقتي… سيف ربنا هاديه وبيذاكر في أوضته.. لو سبته وجيتلك هيسيب المذاكرة وينزل يضيع اليوم في الجيم.
_ هههههه خلاص ماشي… نص ساعة وهكون عندك إن شاء الله.
قمت لبست ونزلت روحت لروضة… فضلنا نرغي ونضحك ونهزر واتكلمنا في كل حاجة.. وشوية ولقيت روضة بتقولي..
_ آه بالحق… مبارك فوز فصلك بالمسابقة… برافو عليكي والله… أيه الشطارة دي… إزاي قدرتي تفوزي علي اتنين من أشطر المدرسين في المدرسة وانتي لسة أول مرة تشتغلي بالتدريس… بجد بجد شابوه ليكي يانوجا… رفعتي راسي والله.
_ هههههههه الله يبارك فيكِ حبيبتي… أنا معملتش حاجة والله… الطلاب هما اللي ماشاء الله عليهم شاطرين واستيعابهم جيد… وبعدين تقصدي مين أشطر اتنين مدرسين دول… الأستاذ إيهاب ماشي أنا معاكي لكن التاني ده الواحد مش محتاج مجهود علشان يفوز قصاده..
_ هههههههه مين ده؟ زيااااد؟ يابنتي دي علاااامة في اللغة العربية… بس تلاقي تعبه هو اللي أثر عليه.
_ هههههههه علاااامة مرة واحدة… بأمارة أيه… دانتي بنفسك قولتيلي إن سيف مش بيفهم منه حاجة.. ودلوقتي بتقولي علاااامة؟
_ أيوة فعلا علاّمة ونابغة كمان… ومش معنى إني قلت إن سيف مش بيفهم منه يبقا أنا كدة بقلل منه…. إطلاقا…
بس هو له طريقة معينة في الشرح.. سيف إبني أنا معوداه من صغره إني ببسطله المعلومة عشان يفهمها… وللأسف اتعود على كدة… وده مسببله مشكلة في كل المواد تقريبا… يمكن المواد اللي بيشرحها مدرسات بيفهمها أكتر من المواد اللي بيشرحهاله مدرسين رجالة… وللأسف أنا السبب… الواد علشان اتعود على شرحي ليه… بقا بيفهم من الستات أكتر هههههه … والدليل أهو… يادوب شرحتيله كام حصة… بقا يجيب الدرجات النهائية في التعبير والنحو والنصوص وكل فروع اللغة العربية وكمان حصل على أكبر درجة بين المتسابقين بتوع فصله…. مالك يانوجا سرحانة في أيه…
_ هاه…. سرحانة في كلامك.
_ هههههههه ليه؟ مش مصدقاني بردوا؟
_ لا أبدا مصدقاكي طبعا مع إني مستغربة جدااااا. بسسسسس…
إنتي بتقولي لولا ظروف تعبه؟ قصدك أيه؟
_ أبدا ياستي…. سيف من فترة كان زعلان عشانه… قال إنه كل شوية يدوخ ويجيله صداع وأخد إجازة عشان يعمل شوية فحوصات… وقتها المدرسة كلها بطلابها ومدرسينها كانوا مقهورين علشانه… أصله محبوب جدا من الكل…
_ آه طبعا ماهم بيقولوا عليه مدورها سهر وبيعرف بنات وكدة… تلاقيه بيشدهم بإسلوبه وكلامه…
_ مين؟؟ زياااد؟ لالالا إنتي أكيد تقصدي زياد مدرس الدراسات… لكن زياد ده حاجة تانية خالص… يابنتي ده واخد لقب المعلم المثالي سنتين ورا بعض… قمة في الذوق والوقار والاحترام.. وكمان مدرس متميز ومتمكن جدا في اللغة العربية.
_ غريبة… أنا مش مستوعبة اللي بسمعه… يبقا يوم ماخبطني أول يوم وانا داخلة المدرسة كان دايخ وتعبان؟؟؟ والأجازة اللي أخدها كانت عشان يعمل فحوصات؟ يااااه…. أول مرة أطلع قليلة الذوق وغبية كمان…. بس انا كنت هعرف ازاي؟ منا معذورة بردوا..
_ هههههههه إنتي بتكلمي روحك يانوجا… أما اقوم اعمل اتنين كاكاو معتبر على ماتستوعبي… شكلك عاملة حاجة وندمانة عليها..
_ هي عاملة وبس… ده كفاية سوء الظن ياطنط… أسوأ حاجة سوء الظن ده.. نفهم الموضوع غلط ونتصرف على هذا الأساس… ساعتها بنظلم روحنا وبنظلم اللي حوالينا…
طنط معلش أنا هقوم أروح… شكلي اتأخرت والوقت سرقنا…
_ أيه ده رايحة فين… طب والكاكاو..
_ معلش ياطنط خليها مرة تانية لازم أمشي حالا قبل ماالدنيا تضلم عليا.
_ اوك حبيبتي مع ألف سلامة وابقي كرريها بقا..
_ حاضرحاضر… سلام…
مشيت وأنا دماغي بتلف وعمالة استرجع كل المواقف اللي حصلت مع زياد… واعيد حساباتي من جديد على أساس الشخصية المعدلة اللي روضة والكل أجمعوا عليها…. معقول……معقول يحصل لخبطة بالشكل ده…. معقول كل الشواهد تبينلي إنه شخصية مختلفة تماما عن شخصيته الحقيقية…. يخرب عقلك يازياد.. هتعمللي كاللو فنافوخي وانا مش ناقصة…
أنا مش عارفة شاغلة نفسي ليه… مايكون زي مايكون وانا مالي..
وصلت البيت ودخلت غيرت هدومي وقعدت شوية قدام التليفزيون… لقيت فيلم كوميدي شغال اتفرجت عليه… وقلبت في أوراقي ولقيت كشكولي إياه بتاع الرسم… كان واحشني جدا.. فتحته وقعدت ارسم شوية تصميمات..
وكل شوية افتكر زياد وافتكر موقف من المواقف العجيبة اللي حصلت معانا…
تاني يوم وانا في المدرسة لمحته في طابور الصباح.. فضلت ابصله كل شوية واحاول أغير نظرتي ليه واربطها بالمعلومات الجديدة اللي عرفتها عنه… لكن مش قادرة… مش قادرة اشوفه غير زياد البارد قليل الذوق… هههههههه الظاهر مفيش فايدة…
إنتهى طابور الصباح والطلاب دخلوا الفصول… كان عندي الحصة الأولى فاضية… روحت على غرفة المدرسين… فتحت الكشكول وبحضر الدرس لقيت زياد داخل هو ونسمة وإيهاب…
التلاتة قالوا السلام عليكم
رديت السلام وابتسمت لنسمة اللي جات قعدت جنبي وهي بتغمزلي بعنيها وبتقول…
_ شكلك مزاجك رايق عن انبارح كتييير. خير أيه السبب؟
_ أنا؟؟؟ بالعكس… دنا دماغي هتتفرتك من الصداع ومن كتر التفكير..
_ ياساتر… ليه كدة.
_ قوليلي يانسمة… عمرك حصل معاكي إنك تحكمي على شخص بحاجة معينة من أول ماتشوفيه وكل ماتشوفيه تتاكدي أن حكمك صح… وفجأة تكتشفي إنك كنتي غلطانة وفاهمة غلط.. والشخص ده يطلع عكس ماكنتي فاكرة؟؟
_ أيه ده؟ أنا مش فاهمة حاجة… قصدك أيه؟
_ ولا حاجة… شكلك مافطرتيش وتركيزك لسة زيرو… أنا أحضر الدرس أحسن.
وفعلا حاولت اتخلص من التفكير في المدعو زياد وركزت في شغلي.
مرت الأيام وبقينا في نهاية التيرم الأول… تقريبا مفيش جديد… غير إن الدنيا بقت هادية من الشجار والجدال بيني وبين زياد… والأيام والمواقف بينتلي وجه جديد وانطباع جديد عن شخصيته…
إنسان هادي.. رزين… ملتزم… أخلاقه عالية…. ويعشق الكتابة… تقريبا طول الوقت بيكتب معرفش خواطر والا شعر والا روايات…. ماحاولتش اعرف…
وكمان عرفت إن تعبه كان أنيميا حادة بسبب قلة الأكل واتشغاله معظم الوقت بالشغل والكتابة.. وأخد علاج بجانب نظام غذائي وبقا كويس..
العلاقة بيني وبينه اتحولت من جو العداء والشد والجذب… لعلاقة زمالة محترمة…. بنتكلم كام كلمة في حدود العمل وبس..
الدنيا بقت بالنسبالي هادية وجميلة بعد مابقا جو الشغل مريح بكل الزملاء… حتى زياد التاني اللي كان له دور كبير إني اظلم زياد زميلي… إترفد من كتر الأجازات والإعذار الواهية اللي كان بيقدمها…. والحمد لله مبقاش موجود معانا… وباقي المدرسين والمدرسات كانوا كلهم في قمة الاحترام والالتزام..
مرت أيام التيرم الأول وآخر يوم وانا مروحة حصل حاجة خلتني افتكر حظي المتعثر… لازم يحصل حاجة تزعلني كل فترة كدة ياربي….
ياترى أيه اللي هيحصل لنجوى في آخر يوم من التيرم؟؟؟
تابعوني……
١٨&١٩
الحلم والسراب
بقلمي إيمان عطية
الحلقة الثامنة عشر
بعد مااتغيرت نظرتي وحكمي على شخصية زياد.. أصبح جو المدرسة مريح وخالي من المشاكل… ومرت أيام التيرم الأول على خير…
سلمت على زميلاتي المدرسات وكنا خارجين صحبة بنودع بعض بالابتسامات والإشارات… وفجأة دوست على حاجة معرفش دي أيه واتزحلقت وقعت على رجلي وقعة جامدة …
الألم كان شديد جدا مقدرتش اقوم ولا اتحرك من مكاني… الكل اتلموا حواليا واللي يقلع الجاكت يغطي رجلي واللي يجري يجيبلي مية أشرب واللي يجري يتصل بالإسعاف….
شالوني ودخلوني عربية الإسعاف وجريوا بيا على أقرب مستشفى…. الألم كان فظيع لا يحتمل.. وصلنا المستشفى والممرضات ساعدوني للدخول على النقالة المخصصة لحالات الكسور…
لقيت بعض المدرسين والمدرسات داخلين ورايا ولمحت منهم نسمة وإيهاب وزياد… صعبت عليا نفسي وافتكرت أهلي وفضلت أبكي لحد مادخلوني غرفة الأشعة… طلع عندي كسر جامد في الكاحل ولازم عملية فورا وبعدها تتحط في الجبس… وده لازمله إقامة في المستشفى مش أقل من أسبوعين قابلين للتجديد حسب الحالة..
سألوني إن كان ليا حد يتصلوا بيه ييجي يتمم إجراءات الإقامة بالمستشفى… بكيت تاني وافتكرت روضة ولسة هقولهم عليها… لقيت إيهاب وزياد بيقربوا مني بعد ماشافوا دموعي… إيهاب سألني… لو مفيش عندك مانع إحنا ممكن نعمل كل اللازم يا آنسة نجوى…. كلمة آنسة قلبت عليا المواجع وبكيت من تاني….
إيهاب رجع سألني تاني إذا كان ممكن يتمم هو وزياد كل الإجراءات… شاورت بدماغي يعني موافقة… واديتهم جواز السفر وكارنيه المدرسة ورقم تليفوني… وبالفعل عملوا اللازم كله ومضوني على تعهد عشان أدخل العمليات…
خليت نسمة تتصل بروضة اللي جات بسرعة هي وجوزها… مسكت إديها وفضلت اعيط واقولها إوعي تسيبيني ياطنط…. وبصيت لنسمة وقولتلها وانتي كمان يانسمة ماتسيبينيش…. طمنوني وفعلا فضلوا معايا لحد مادخلت العمليات…
تمت العملية على خير وطلعت بعد حوالي ساعة ونص…. لقيت روضة وجوزها ونسمة وجوزها وإيهاب وزياد واقفين منتظرين والباقيين روحوا بعد ماطلبوا من نسمة تطمنهم…
لمحت تظرة القلق في عيونهم كأنهم أهلي بجد… نقلوني لغرفة المرضى بقسم العظام وكان أغلبهم حالات كسور زي حالاتي
كل اللي كانوا معايا دخلوا معايا الأوضة… ماعدا زياد… لقيته مش فيهم… قلت يمكن روح بعد مااتطمن عليا… لكن بعد عشر دقايق لقيته جاي وجايب عصير وسندوتشات لكل الموجودين… وقرب ناحيتي وقاللي ألف حمدا لله على السلامة ياأستاذة نجوى.. وحط جنبي كيسين كبار.. قولتله.. الله يسلمك.. إيه ده… قاللي دي شوية عصاير وسندوتشات… قولتله يااااه ده كتير… تعبت نفسك ليه…. قاللي ولا تعب ولا حاجة… تعبك راحة.
فضلوا قاعدين معايا كلهم لحد الممرضة ماجات وطلبت منهم يستنوا برة شوية عشان الدكتور ييجي يتطمن عليا ويكتب العلاج المطلوب..
بالفعل خرجوا وانتظروا في الاستراحة برة…. روضة اتعرفت بيهم وعرفتهم بنفسها وبجوزها وبإن سيف يبقا إبنهم…. زياد افتكر لما قولتله إن سيف تفوق في المسابقة عشان أنا اللي ذاكرتله… ففهم إننا قرايب.. وسأل روضة.. هي الأستاذة نجوى مقيمة معاكم… إنتو قرايب يعني… روضة ردت بلباقة وقالت.. أيوة حاجة زي كدة.
إيهاب أخد زياد وراحوا قعدوا بعيد شوية… ودار بينهم الحوار ده
زياد: شخصية غريبة نجوى دي… على قد ماكانت شرسة وهجومية في الأول.. على قد مااتحولت بعدها لإنسانة هادية ومسالمة والنهاردة بقا شفت شخصية مختلفة تماما.. منكسرة وضعيفة ولطيفة كمان… مش عارف أيه سر التناقض ده… عاملة زي القطة الهادية الناعمة الرقيقة اللي بتتحول في لحظة لكائن شرس وعدواني…. ياترى أيه سر الغموض ده.
إيهاب: جرى أيه يامستر… فكرة لرواية جديدة دي والا أيه.
_ إنت بتقول فيها.. ليه لأ… والله لو لقيت وراها قصة تستاهل أبتدي فيها فورا…
_ إنت بتتكلم جد؟ إوعى يازياد… مش عاوزين مشاكل..
_ هههههه إنت صدقت… لالا دي أخلاقي ولا دي مبادئي… إلا لو هي اللي طلبت ده.
_ عموما أنا أعرف إنها مطلقة… جات هنا مع جوزها واتطلقت وقررت تفضل وتشتغل… والست اللي هناك دي صديقتها وهي اللي ساعدتها عشان تشتغل..
_ مطلقة؟؟ غريبة.. ميبانش عليها خالص… اللي يشوفها يقول لسة آنسة صغيرة…. بس انت فعلا قولتلها من شوية ياآنسة..
_ مخدتش بالي تصدق… ماهي على رأيك اللي يشوفها يقول لسة آنسة.
_بس انت عرفت المعلومات دي ازاي؟
_ بيني وبينك.. كنت معجب بيها وبفكر اتجوزها… عملت تحرياتي عنها وعرفت المعلومات دي… بس تراجعت.. إنت عارف أهلي في البلد لا يمكن هيوافقوا إني أتجوز مطلقة… مع إنها إنسانة هايلة وتشرف أي حد يرتبط بيها… لكن للأسف.. إحنا مش عايشين لوحدنا ولازم نعمل اعتبار لحاجات كتير…. حتى لو ضد رغبتنا..
_ إنت بتقول أيه… إزاي تتخلى عن حاجة إنت مقتنع بيها لمجرد إرضاء الآخرين… وان كان على أهلك ممكن تقنعهم إنها هي الإنسانة اللي هتسعدك.. وأكيد مع الوقت هيقتنعوا لو لقوك متمسك بيها..
_ لا خلاص بقا أنا لقيت بنت الحلال وهخطبها أول ماننزل مصر إن شاءالله… بنت خالتي… متربيين سوا وعارفين طباع بعض وكمان هتريحني وتريح أمي.
_ طيب ياسيدي مبارك وربنا يتمملك بخير إن شاءالله.
_ الله يبارك فيك ياصاحبي وعقبالك.
_ لالالا عقبالي أيه… أنا قلبي اتقفل خلاص بعد وفاء الله يرحمها ماسابتني وراحت… هفضل أسير الماضي واعيش على ذكرى أجمل قصة حب.
_ يااااه يازياد… الناس بتنسى العايشين.. وانت لسة عايش على ذكرى…
_ متكملش ياإيهاب لو سمحت… وفاء هتفضل عايشة جوايا طول العمر…. هو الدكتور اتأخر جوة كدة ليه… شكله طالع اهو..
_ طب يلا بينا نقوم نسلم عليها قبل مانمشي.
وفعلا دخلوا كلهم سلموا عليا وقالولي انهم هيمشوا عشان أرتاح… بس روضة فضلت معايا شوية لحد ماأكلت وشربت وأخدت مني مفتاح شفتي عشان تجيبلي شوية غيارات…. مشيت من عندي قرب المغرب… كنت ميتة من التعب… استسلمت للنوم فورا…. قلقت بالليل في وقت متأخر ومعرفتش انام… فتحت التليفون وقعدت اتصفح شوية في جروب المغتربين…. بقيت متابعة جيدة للجروب عشان أشوف منشورات أسير الماضي… كان بينزل خواطر جميلة جدا عن الوفاء والحب من غير أمل… فكرني بنفسي أيام ماكنت بحب من غير أمل… وبعد ماتحقق أملي لقيته كان كابوس… ياريته فضل مجرد أمل… فضلت أقرأ الخواطر والمنشورات بتاعة أسير الماضي لحد مالقيت منشور قديم بيعلن عن نزول قصة ورقية لأسير الماضي… قريت نبذة عنها خلتني اتشد ليها وفكرت اشتريها واقراها… ضروري بكرة أطلب من نسمة أو روضة يجيبوهالي.. أهو أتسلى وانا قاعدة في السرير بدال ماازهق من الرقدة اللي هتطول دي…
فضلت اقرا واقرا لحد ماغلبني النوم وكمان لقيت التليفون هيفصل شحن.. بعت رسالة لروضة عالواتساب عشان تجيبلي الشاحن معاها وهي بتجيب الغيارات.. قفلت التليفون وكملت نوم….
قمت الصبح على صوت الممرضات وهما داخلين يشرفوا على تنضيف العنبر وتغيير ملايات السرير… بعدها جابوا عربية الغيارات وغيروا للحالات اللي محتاجة غيار… وأنا إدوني العلاج والمسكن… بعدها جابوا الفطار…
حسيت إني نعسانة تاني.. غصبت على نفسي أفضل صاحية لحد الدكتور ماجه يتطمن عالحالات في العنبر.. وانا منهم طبعا.. كتب التقرير ومشي… وانا غلبني النوم فنمت…. لحد روضة ماجاتني هي وسيف.. حبيب قلبي كان زعلان جدا عشاني… طمنته وقعدوا معايا شوية وقاموا مشيوا لما شافوا نسمة وزياد داخلين علينا…
سألتهم انتو جايين سوا والا أيه… قالوا انهم اتقابلوا برة عالسلم… نسمة قعدت جنبي عالسرير وزياد قعد على كرسي كان موجود جنب السرير… سألوني عاملة أيه وقضيت وقتي ازاي…
حكيتلهم وقولتلتهم على جروب المغتربين وسألتهم إن كانوا ضمن أعضاء الجروب والا لأ.. نسمة طلعت متعرفوش… نصحتها تدخله وفضلت أشكر في محتوى الجروب وأعضاءه… وخصوصا أسير الماضي وازاي منشوراته أكثر من رائعة.. حسيت إن زياد بص باهتمام وتركيز وابتسم معرفش ليه… لسة بسأله إن كان موجود في الجروب والا لأ لقيت الممرضة بتقول (لو سمحتوا… الزيارة انتهت) إفتكرت الرواية بتاعة أسير الماضي فقولت لنسمة لو سمحتي يانسمة هبعتلك عالوتساب إسم رواية لأسير الماضي موجودة في السوق… ممكن تشتريهالي وتجيبيها معاكي لما تيجي تاني…. لقيت زياد بيقولي… الرواية عندي إن شاء الله اجيبهالك بكرة..
توقعاتكم ياحلوين….
الحلم والسراب
بقلم إيمان عطية
الحلقة التاسعة عشر
اندهشت واتفاجأت لما لقيت زياد بيقول إنه هيجيب لي الرواية معاه بكرة وإنها عنده… ده باين عليه مثقف بجد وبيقرا روايات كمان… سبحان الله… المهم شكرته وهما استأذنوا ومشيوا هو ونسمة.
جات الممرضة تاني وقالتلنا نجهز روحنا عشان الدكتور هيمر علينا… وفعلا بعد دقايق الدكتور دخل وشاف الدوسيه بتاعي وقال : تمااام.. الحمد لله ياست الكل.. الأشعة بينت إن الكسر عادي ومفيش أي مضاعفات.. وتقدري تطلعي من المستشفى حالا… وحمدا لله على السلامة..
_ الله يسلمك يادكتور… طب والجبس ده هيفضل كتير؟
_ إن شاء الله بعد 35 يوم هيتشال.. بس تاخدي المسكن والفيتامين وتحاولي ماتدوسيش عليها كتير….
_ تمام يادكتور.. متشكرة..
_ العفو ياستي.
إتصلت بروضة وحكيتلها اللي حصل.. فرحت وقالتلي إنها هتيجي فورا هي وجوزها عشان يروحوني بعربيتهم…
وفعلا. بعد أقل من ساعة كانوا عندي… قعدوني على كرسي متحرك ومشوني بيه لحد العربية.. وساعدوني لحد مادخلوني فيها ومشينا…
روضة فضلت تتحايل عليا طول الطريق هي وجوزها إني أفضل عندهم لحد ماافك الجبس… لكن رفضت بشدة وشكرتهم جدا على طيبة قلبهم… وصممت أروح شقتي.. وفعلا وصلت شقتي وروضة ساعدتني في النزول من العربية وسندت على كتفها لحد مادخلت الشقة…
دخلت معايا ونزلت حاجتي من العربية وفضلت معايا شوية لحد مااتطمنت عليا وعملتلي أكل ومشيت…
كنت محتاجة ارتاح شوية ونمت فعلا زي ساعتين وقمت…. حسيت بالوحدة والملل خصوصا إن مفيش شغل وكمان هفضل قاعدة في البيت محبوسة بين أربع حيطان…
رجعت أفتقد أهلي وقعدتي وسطهم وإحساسي بالأمان وبكيت بحرقة وانا متخيلة نفسي في حضن أمي بشتكيلها من اللي جرالي وانا بعيد عنها هي وبابا… قعدت أقلب في صورهم اللي معايا عالتليفون… وافتكرت هوايتي في الرسم…
طلعت كشكولي وفضلت أرسم موديلات كالعادة لحد ماغلبني النوم…
تاني يوم صحيت على جرس الباب بيرن… كانت روضة الله يكرمها جاية تتطمن عليا… فضلت معايا حوالي ساعتين وراحت تشوف بيتها…
وانا رجعت لوحدتي من تاني.. مسكت تليفوني قلت ادخل اتصفح شوية في النت…
دخلت الفيسبوك وجروب المغتربين… فضلت اتصفحه بسرعة بدور على منشورات (أسير الماضي) وكمان دخلت صفحته العامة… بقيت مدمنة منشوراته وخواطره…
وفجأة لقيت رسالة جيالي على الخاص…. تفتكروا مين.. مش ممكن…. لالالالالالا مش معقول… يكونش أنا اللي بعتله عالخاص بالغلط وهو بيرد عليا؟؟ لالالا أنا مكلمتش حد حتى ولو بالغلط… عارفين لقيت مين اللي بيكلمني؟؟
أسير الماضي… بجد أنا مش مصدقة عنيا… يعرفني منين عشان يكلمني… وعاوزو مني أيه؟؟… فتحت الرسالة لقيتها كالآتي:
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضرتك أستاذة نجوي معلمة اللغة العربية بمدرسة…؟
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أيوة أنا. خير في أيه؟
_ آسف والله إني كلمتك هنا لكن معرفتش أوصل لحضرتك ازاي خصوصا إننا في أجازة، وروحتلك المستشفى النهاردة عرفت إنك خرجتي.
_ روحتلي المستشفى؟ هو حضرتك تعرفني؟؟
_ آه… آسف مرة تانية… أنا زياد زميلك في المدرسة.. وكنت رايحلك بالرواية بتاعتي اللي كنتي عاوزة تقريها لكن لقيتك مشيتي… إنتي عاملة أيه دلوقتي؟ وكمان كنت عاوز اسألك أوصللك الرواية ازاي؟؟
حسيت بحد خبطني على دماغي… أيه اللي جاب القلعة جنب البحر؟؟ إزااااي… إزاي زياد يطلع هو نفسه أسير الماضي…. فضلت سرحانة ومزبهلة عمالة اجمع في الموضوع عشان افهمه… لحد ماقطع حبل أفكاري وقاللي…
_ أستاذة نجوى…. حضرتك موجودة؟؟
_ أ.. أيوة موجودة… بس ازاي؟
_ هو أيه اللي ازاي؟
_ قصدي يعني… مكنتش أعرف إن حضرتك تبقة الكاتب المتميز (أسير الماضي)..
_ يااااه.. كاتب متميز مرة واحدة… شكرا للمجاملة الكريمة دي.
_ لا والله بجد أنا متابعاك من فترة وبجد منشوراتك راقية وهادفة وفادتني كتير..
_ شكرا مرة تانية ويارب دايما أكون عند حسن ظن الجميع…. هاه.. ابعتلك الرواية ازاي؟
حسيت بإحراج كبير.. واتكسفت قوي من ظني السيئ اللي كان من ناحيته… رجعت سألته.
_طيب ممكن اسألك سؤال؟ عرفت توصللي ازاي؟
_ أبدا… لما رجعت من المستشفى ومعايا الرواية فضلت أفكر هوصلهالك ازاي.. ومش هينفع أنتظر بعد عودة الدراسة واديهالك في المدرسة..
وكمان أنا عارف إنك هتفضلي فترة الجبس في البيت وأكيد عاوزة حاجة تشغلي بيها وقتك الفترة دي…
وبعدين كلام في سرك.. انا عاوز اعرف رأيك في الرواية..
_ مين؟ أنا؟ إشمعنى أنا.. أكيد عندك متابعين وقراء كتير ماجاتش عليا أنا يعني.
_ لا أنا يهمني رأيك انتي بالذات.. عشان هتقوليه بصراحة..
حسيت إنه بيلمح لحاجة عشان كنت بديهمله في جنابه بدون خجل أو إحراج.. وده أحرجني جدا.. إفتكرت لما كنت بزغرله كل مااشوفه.. وانتظر أي مناسبة عشان أوبخه… اتكسفت جدا وهو لاحظ لما طولت بدون ما أرد عليه.. فرجع ينكشني…
_ أنا قلت حاجة تزعلك؟
_ لالا.. ليه بتقول كدة…. أنأ مستنية اعرف عرفتني ازاي؟
_ أبدا.. فضلت أفكر اوصللك الرواية ازاي.. وافتكرت إنك قولتي لنسمة إنك متابعة حسابي عالفيسبوك.. قلت أكيد هتعملي أي تعليق أو أي تفاعل مع أي منشور… ولحسن حظي إنك عاملة حسابك بإسمك الحقيقي مش إسم مستعار زي حالاتي… والحمد لله لقيتك عاملة إعجاب لمنشور عندي.. قلت اجرب واسألك… وانتي عارفة الباقي…
_ أنا أولا بشكرك جدا على اهتمامك وتعبك… بس بجد مكانش في داعي لكل ده…
_ مفيش داعي للشكر.. أنا هتصرف وابعتلك الرواية… واتمنى تقريها وتتكرمي وتقوليلي رأيك فيها بصراحة.. لأن الرواية دي بالذات تختلف عن باقي رواياتي وكنت عاوز أعرف تقييم القراء ليها بكل صدق.
_ طيب ليه الرواية دي بالذات اللي قلقان منها؟
_ لأنها قصة واقعية مش مجرد حكاية من وحي الخيال.
_ (سجين الذكريات) الاسم غريب ويشبه اسم حسابك الشخصي (أسير الماضي)... أفهم من كدة إنها سيرة ذاتية لك إنت؟
_ بالظبط كدة.. ودي حقيقة انتي اول حد يعرفها.. بعد إيهاب طبعا لأنه صديقي ويعرف عني كل حاجة.
_ هو انتو تعرفوا بعض من زمان؟
_ من حوالي 5 سنين.. من يوم ماجيت الكويت واحنا أصحاب واخوات…. هو انا ممكن اسألك سؤال محتار في إجابته؟
_ طبعا.. اتفضل.
_ أنا ملاحظ إنك إنسانة محترمة وعلى خلق… لكن كنتي بتتعاملي معايا بأسلوب غريب جدا… ممكن أعرف أيه السبب؟
أنا من فترة عاوز اسألك بس محرج بصراحة.
_ خلاص بقا متفكرنيش…
_ لأ بجد عاوز اعرف السبب
_ والله هو مش سبب واحد… هو سوء تفاهم حصل واتكرر كتير بالغلط وانا كنت مجرد رد فعل مش أكتر.. بس والله لما عرفت إني كنت فاهمة غلط.. زعلت من نفسي جدا لأن ده مش طبعي..
ووضحتله أول موقف حصل واللي دايقني منه جدا… وكمان الكلام اللي سمعته عن زياد مدرس الدراسات وكنت فاكراه عليه هو…. وهكذا… المهم إنه تفهم وعذرني…. حسيت إن الكلام خدني معاه وحسيت إن ده غلط…
قفلت معاه في الكلام ونهيت المحادثة… وفضلت أوبخ نفسي كتير واتضايقت جدا… رجعت قريت المحادثة كلها من أولها واشوف ازاي اتكلمت معاه كل ده.. صحيح الكلام مفيهوش حاجة غلط بس كوني أكلمه واطول معاه في الكلام كدة هو اللي غلط… ندمت جدا ونويت إن ده مايحصلش تاني أبدا مهما حصل.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق