رواية رحماك الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم اسما السيد
رواية رحماك الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم اسما السيد
انتي ياهانم…
انتي لسه نايمه… لدلوقت.. قومي ولا مستنيه لما أمي تعمل كل حاجه…
التفت… له… بقله حيله وانتشلت يدها بهدوء من تحت رأس طفلها النائم بأحضانها أخيرا بعد بكاء طال لساعات..
استقامت بضعف.. قائله له بهدوء..
في ايه بس ياأحمد الساعه لسه خمسه ونص..
سيبني شويه بس وبعدين هنزل.. الولاد لسه نايمين..
نظر لها بتلك النظره المشمئزه التي ينظر لها بها منذ ولدت طفلتها سيليا..
لقد ازداد وزنها قليلا قليلا فقط ولكنه يقرف منها ومن منظرها… كما يخبرها دائما…
حتي وجودها بجانبه ليلا لم يعد يطيقه أبدا انكشعت الغمه من علي عينيها وفهمت أنه لم يكن يريدها يوما وأن زواجه منها كان لينساها هي..
حبيبته التي عادت لتستعيده وباستماته…
رفعت رأسها له تستجدي منه الرأفه..
تبحث بين خبايا عينيه تسأل نفسها..
ياقلب زوجي أين ذهبت تلك الرحمه…؟
انتفضت علي صوته..
يخبرها.. بتوتر من نظره عينيها التي ترمقه بها..
…اخلصي وقومي..
ردت بصوت مختنق..من كبت دموعها..
حاضر ياأحمد..حاضر..
رفع نظره ينظر باتجاهها وهي ترتدي ثيابها لبدء رحله عذابها اليومي…..تفتح باب خزانتها بيد مرتعشه من شده التعب…
لم تأخذ وقتا بانتقاء ما سترتديه هي لا تملك غيرهم أساسا كما تخبرها والدته..
خرق باليه..لم ولن تليق بابنها وعائلته الثريه..
نعم هي تلك الفقيره الغنيه التي انتشلوها من عالمها الوردي ونزعوها دراستها التي تعشق..
واصدقائها التي لا تملك مؤنس غيرهم..
وأهلها التي يمنعوها عنهم ولا تزورهم الا في نوبات غضبها والتي لا تستمر أكثر من ساعتين…
ويعيدوها بيديهم..
ارتدت عباءتها البيتيه لتبدأ يومها..
رجعت بنظرها لاطفالها النائمون بسلام أخيرا..
فوجدته ينظر لها بنظره لا تعرف ماهيتها..نظره لامباليه ام شفقه لحالها..ولكنها تجاهلتها كما تجاهلت العديد من امور حياتها..
ورفعت صوتها تحدثه..بتوتر من رده التي تتوقعه..
طب ممكن بس تخلي بالك من سليم وسيليا علي مايصحوا…بلاش أنزلهم معايا دلوقت الجو برد وهيتعبو..
رد برده التي تعلمه..جيدا…
أحمد بلامبالاه..وانتي لزمتك ايه اومال انا متجوزك ليه..خدي عيالك معاكي نيميهم تحت مش عايز صداع…وباستهزاء اكمل..وبعدين مايتعبو ياست الدكتوره اومال ايه ست سنين طب اللي ختيهم..وعشانهم عاملالنا فيها دكتوره…
وضعت يديها علي اذنها تكتمها حتي لا تسمعه فتذكرها بخيبتها وضياع حلمها ووأده بمكانه…لا تريده ليذكرها وهل نست ليذكروها كل دقيقه…
اقتربت مسرعه غير عابئه لنظرته التي تحولت من السخريه الي أخري لا تعلمها وهو يراها تحمل اطفالها الصغار كل علي ذراع…..ودموعها غلبتها لتغرق وجهها..بقهر…
وصلت للطابق الارضي بهم أخيرا…وجدته موصدا مازالو نائمون…نظرت لصغارها النائمون بمراره ولم تجد غير قدمها لتدق به الباب..
انفتح الباب بغل..وصراخ…
انتي ياغبيه في حد يصحي حد دلوقت نزله من دلوقت ليه….
صراخها ايقظ النائمون علي ذراعيها..فاستيقظوا صارخون من صياح عمتهم العالي..
فريده…بحزن معلش ياأمل مكنتش أعرف انكو نايمين اخوكي اللي صمم انزل دلوقت..
أمل بصراخ..ماطبعا تلاقيه قرف منك ومن منظرك العكر دا..حاجه تقرف كل يوم عالموال دا..
اندفع أخيها عابد باتجاه الصوت بلهفه..
في ايه بتشخطي كدا ليه قلتلك ميت مره متعليش صوتك علي مرات اخوكي..
وقعت عينه علي فريده الواقفه تخبئ عينيها الباكيه بحضن ابنها الباكي..
نظر لاخته بتوعد واقترب حاملا سيليا من بين يديها…
قائلا بحزن..معلش يافريده حقك عليا…هاتي سليم معايا انا هنيمهم جنبي..
ابتسمت بحزن تعلم أنه احن عليهم من والدهم نفسه..واعطتهم له بهدوء وتسللت للمطبخ لتمارس عاداتها اليوميه تمني نفسها أن غدا اجمل..تكتم آهاتها بداخلها تنفذ وصايا والدتها….اتحملي ومسيرها تتعدل..الست ملهاش غير بيت جوزها…
back..
جففت يدها واقتربت حامله طفلها النائم بوجهه متسخ من شده البكاء والتعب…
تقبله بحزن…هامسه بأذنه…أسفه يا حبيبي معرفتش أختارلك اب صالح..مكنش بايدي..والله ماكان بايدي..
التفت لطفلتها التي تمسك بقدمها..ونزلت بصعوبه لتحملها هي الاخري..
لقد أنهت الغذاء أخيرا…..
وضعتهم علي سرير عمهم عابد فهو الوحيد الذي يسمح لها باستعمال غرفته الجميع يعاملوها كأنها حشره معديه لا يصح لها أن تستعمل حاجياتهم..
وأه لو يعلمو…
وضعتهم واستندت أخيرا علي جانبها منذ الصباح..
دقائق…واندفعت حماتها صارخه بها…
قومي انتي هتنامي يالا الرجاله جم عاوزين يتغدو ولا مستنياني انا اللي أحط الاكل….
قامت من مكانها بصمت تنفذ بآليه..
انتهت واقترب الجميع من المائده لتناول الطعام….
سليم الاب…يالا يافريده يابنتي تعالي عشان تتغدي معانا…
اندفعت حماتها.. بقرف..لا غيري هدومك الاول لو عاوزه تقعدي معانا عالسفره..هتوسخي الكرسي..
علت الصدمه وجوههم وانتظرت ان يخلف ظنها ويرد عنها..ولكنه كالعاده ينظر لها بخجل من منظرها ويصمت…
وحده عابد كعادته من اندفع مدافعا عنها..
عابد بحده..ايه اللي بتقوليه دا..مالها هدومها مش شايف فيها حاجه عشان تغيرها..تعالي ياام سليم اقعدي..
نظرت له بامتنان وشكرته بهدوء..
قائله.شكرا ياعابد أنا سبقتكو بالهنا والشفا عن اذنكو..
سليم الجد..ليه كدا يام احمد من امتا وانتي كدا..استغفر الله العظيم..
دي البنت من صباحيه ربنا واقفه علي حيلها…
انتبهو لجرس المنزل فاندفعت والدته…
قائله..أكيد دي روان اصلي عزمتها عالغدا..
ارتعشت يده من ذكر اسمها حبيبته ابنه صديقه والدته التي رفضت الزواج منه لانه لم يكمل دراسته وتزوجت بغيره
…. وتزوج بفريده عندا بها ولكي يخبرها ان غيرها وبمكانه أعلي ارتضت به..
فريده التي تفوقها جمالا وعلما… ولكنه كما جرت العاده… الانسان يبحث دائما عما يرفضه..لقد تطلقت بعدما تزوج بسته اشهر وعادت حره من جديد ومن يومها عاد الامل لقلبه من جديد…وهي من أعادته
رفع راسه باتجاهها بعدما…ألقت السلام عليهم..
ورمقته بتلك النظره التي يفهمها جيدا نظره تخبره بها أنها حره وله..
صاحت والدته..
فريده..انتي يابت..
أتت فريده بهدوء كعادتها بعدما استمعت لترحيبهم بها وبيدها ما تريده قبل أن تطلبه طبقا لها. بعدما رمقت روان بنظره سخريه…ولا مبالاه..
فريده..اتفضلي ياماما…
رفعت نظرها له وجدته ينظر لها بنظره خجل..
اندفعت للداخل بغصه بحلقها…
وهل هناك أوجع علي المرأه من أن تعلم أن زوجها عاشقا لاخري..
اهناك أوجع وأصعب من أن يقترن اسمك بأخر يسخر منك ويقلل منها..
يعيب بفقرك ويهينك به…
يقتل روحك ويعنفك..
فيجعلك تنسي روحك ونفسك..وتدفنها بخجل وضعف من قله حيلتك..
أهناك أصعب من ان ترتضي بالذل والمهان من اجل قطعه منك…
هذا حالها…
هذه حياتها..
تنهدت بتعب وعيناها تغيم من شده الارهاق والتعب وغصبا عنها شعرت بالجوع لم تذق الطعام منذ هبطت..للاسفل..
وضعت بضع معالق من الطعام المتبقي ولم تجد مكانا تجلس به بالمطبخ…
فتنهدت بحزن وجلست أرضا…
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كان اندفع واقفا بعدما جلست روان غير راضيا عما يحدث يعلم تماما ماتريده والدته لتكسر انف تلك الجميله الهادئه..
ليتها كانت زوجته لحارب الدنيا من أجلها..ولكنها الدنيا لا تريح احدا…تعطي لغيرك ما تتمناه انت فتقف متعجبا من غيرك التي لا يقدر قيمه مايملكه..
ولكنها اقدارنا وهل نغيرها..
روان بسخريه..ايه ياعابد انا جيت قومتك ولا ايه..
عابد بسخريه..ابدا شبعت عن اذنكو..
اندفع للداخل باحثا بعينيه عنها…
وجدها تجلس ارضا تبتلع طعامها بغصه وبجانبها ابنتها تطعمها بيدها بهدوء..
رفعت راسها فوجدته هو فنظرت له بخجل وحزن..
اقترب منها يمنع حرجها…قائلا بابتسامه…
تصدقي الاكل عالارض أحسن..اناكمان هاكل معاكو…
فريده باستغراب..مكلتش معاهم ليه…
عابد…بصراحه نفسي انسدت بس لما لقيتكو قعدين كدا انفتحت تاني….
فريده..بابتسامه طيب هحطلك طبق… بس معلش بقي الاكل اللي هنا مش شكل اللي برا
و مش مقامك الارض..
ضحك قائلا..يابنتي احنا طول عمرنا ناكل عالارض..
مبدأناش ناكل عالسفره الا من قريب…
تنهد وهو يجلس بجانب سيليا الصغيره…
لما انتقلنا.
هنا بعد ما ربنا وسعها علينا فالتجاره ماما اللي اصرت ان احنا نعمل اوضه للسفره وناكل عليها زي ولاد البشوات بس احنا اساسا عمرنا مااكلنا عليها…
اومات بهدوء وهي تعطيه طبقه… متذكره تلك المثل التي تقوله والدتها دوما..وينطبق علي حماتها..
(شبعه بعد جوعه)
مد يده وأخذه منها…وتناولو طعامهم مع تبادل الحديث بينهم…
استمع لتمتمه كلمات من الداخل وهو يتناول طعامه…
تحت نظراتها اللعوب..
فباغتته أخته ببرود..غامزه لصديقتها روان
متستغربش دي تلاقي اسمها ايه اللي انت جبتهالنا دي بتتكلم
هي وعابد بصراحه عابد أخويا دا نفسه حلوه مش عارفه بيجيله نفس ازاي يتكلم معاها..بمنظرها دا….
ارتعشت يده…ونظر لها بتوتر…فأكملت بوقاحه…
والله انت ليك الجنه ياأحمد انا عارفه بتنام جمبك كدا ازاي.. ولا انت نفسك بتجيها ازاي..
صراخ والدها من اسكتها..أااااامل…اخرسي…
مش هسمحلك..
ايه قله الحيا دي..
اللي بتتريقي عليها دي
لولا تحكمات اخوكي اللي ملهاش لازمه
كان زمانها دكتوره محدش زيها.. وكانت وصلت لمكانه عمرك ماكنتي تحلمي توصليلها…
اول وأخر مره اسمعك بتكلمي عنها كدا…فاهمه..
ابتلعت ريقها بخوف فوالدها كأخيها عابد لا يسمح لها ابدا باهانتها..
لاتعلم ماذا فعلت بهم اهو سحر ام ماذا..؟
رفع والدها نظره لاخيها الجالس باحراج ناظرا له بخيبه..وغيظ..من ضعفه وخجله من زوجته..لكم من المرات نصحه ولكن لا حياه لمن تنادي..
نظره والده له كشفته امام نفسه..فحمدالله وقام من مكانه…
سمع صوت ضحكاتها التي تناساه منذ شهور فاقترب بهدوء من باب المطبخ وجدها تجلس بأريحيه مع اخيه يتجاذبا أطراف الحديث بسلاسه يتناولون طعامهم علي ارضيه المطبخ..
جميله هي كما رأها اول مره…ليس بها غلطه حتي وزنها الذي ازداد وما يعايرها به مازادها الا جمالا…
لقد وصل أخيه معها لمرحله من الالفه لم يصل له هو بحياته معها…
لقد اجبرها علي ترك كل شئ تحبه..لم تؤثر به توسلاتها ولا دموعها الحزينه..لم يشفق قلبه لها يوما..
ألانها بسيطه من عائلة فقيره كما يخبره والده
يتجبر عليها..
لمح ابنته بحضن اخيه تناديه بابا
انه حتي لايذكر انه حملها يوما هكذا…زوجته وأبنائه..لم يعلم من الاساس انها بدأت بالكلام وتنادي أخيه بابا…
هل بالفعل لا يستحقها كما يخبره والده واخيه…
لما دائما لا يري غير انه يريد قهرها وذلها
هو لا يكرهها لقد احبها وارتاح معها…من أول مره جلس بها معها..
ولكنه لا يعلم ما يحدث له…يسخرون من ملبسها وهيئتها…وهل هو اشتري لها يوما ثيابا لتصبح اجمل..هل يعطيها اموالا من الاساس..
كما يخبره اخيه..
هل يجعلها تري الخارج…..هو يخجل منها وفقط..
رفعت نظرها فوجدته ينظر لها بصمت مريب..
فخافت غصب عنها وارتعشت متذكره ما حذرها منه مجالسه اخيه والشكوي وهل تشتكي..
لم ولن تشتكي يوما…
ارتعشت يدها ووقعت منها الملعقه..بخوف..
خوفا من ان يمد يده عليها كما فعل مسبقا..
لاحظ عابد فعلتها..فاستدار ناظرا لما تنظر له وجده أخيه..
همت بان تستقيم فسحبها عابد بعنف لتجلس مكانها..قائلا…اقعدي يافريده كملي اكلك..رامقا اخيه بنظره استحقار وخجل منه ومن رجولته المنعدمه..
فريده بتوتر..شبعت الحمدلله هعملكو الشاي…
تنهد وهو يستقيم حاملا سيليا قائلا…
خلاص يافريده انا كمان شبعت..شكرا..متعمليش حسابي معاكي..
هاخد سيليا أنيمها معايا..ابقي اطلعي انتي لما الولاد تصحي هبقي اطلعهم لك..
رمق اخيه بغيظ ورحل باتجاه غرفته..
اقترب منها بهدوء ناظرا ليدها التي ارتعشت واوقعت الاطباق..من شده الخوف..
رفعت نظرها له مبرره بتلعثم..
والله ياأحمد هو اللي قعد معايا
انا كنت قاعده في المطبخ بتغدا لوحدي والله..
أحمد بهدوء..ششش اسكتي..خلاص..
مد يده يمسك يدها المرتعشه…
فازدادت رعشتها
لمح جرح يدها التي سببه لها يوما من ضربه لها باحدي الجوانب..
فأغمض عينيه بخجل من نفسه..لما اوصلها له…
ترك يدها التي لم يستطع بيده طمأنت رعشتها فوقعت عينه علي ماكانت تاكله بضع من الارز المحروق وفقط…
استدار لها فلمح جلبابها المتسخ من الجوانب..
المهترئ من كثره الغسيل…
فصرخ بها غصبا عنه رؤيتها هكذا تعريه هو أمام نفسه..
لم ينقصه أموال لتكون زوجته بهكذا منظر..
..اطلعي علي فوق مش عاوز اشوفك قدامي..
فريده…بس لسه هغسل مواعين الغدا وألمه ياأحمد.
وهعملكو الشاي..
صرخ مجددا..قلت اطلعي..
دخلت والدته له..تخبره بحده..تطلع فين وتسيب المطبخ يضرب يقلب كدا ومين يلم السفره..
اطلع انت ياحبيبي اقعد مع روان وامل ميصحش تسيبها لوحدها
وهي تخلص شغلها وتغور تطلع مش عاوزينها…
نظر لها فوجد عينيها غامت بدموع القهر…
والتفتت مسرعه تعد الشاي فاندفع للخارج ومنه للاعلي..غير عابئا بنداء أخته..
انتهت اخيرا..وصعدت للاعلي…دخلت للغرفه فوجدته نائما واضعا يده علي عينيه…
ذلك الرجل زوجها..
غامت عيناها بذكري حلمها الوردي..رجل آخر بمكان آخر…
كان حلمها الوحيد وخذلها كما خذلته هو حبيبته
لقد تزوجها لينسي بها من رفضته..
وتزوجته جبرا آمله أن تنساه وليتها نسته…
رجعت للخلف بهدوء…مكانها ليس هنا…لن تزعجه بالاساس لا يرحب بها بجانبه مكانها كما يخبرها بالارض..
ذهبت لغرفه أبنائها…
واعتلت الفراش متقوقعه علي نفسها تحتضن جسدها المتعب كطفله صغيره.. غير عابئه بملابسها المبتله المتسخه..ظهرها يؤلمها لن تستطيع بتعبها النوم عالارض..
رفع يده من علي عينه بعدما خرجت بهدوء كما دخلت…
استقام باحثا عنها..
فوجدها متقوقعه علي نفسها علي سرير الاطفال..
بملابسها تلك…
تنهد مقتربا منها الي أن وقف قبالتها…لاحظ دموع عينيها التي تنزل بهدوء كهدوء صاحبتها
لما يرتضي بها..ماذا ينقصها هي وهو يعلم ان زوجته كانت حلما لجميع شباب قريتهم ومن يراها..
لقد فاز بها هو..اذن لما لا يرضي ويرضيها لما يعنفها هكذا…
ماذا ينقصها لتستحق معاملته تلك..
يده امتدت لا اراديا تمسحها فانتفضت ناظره له بخوف بعينيها النجلاوتين التي اوقعته بهما يوما..
فريده…وهي تمسح دموعها بخوف..ايه في حاجه..
أحمد..بغصه..لا مفيش بس..
فريده بخوف من أن يعنفها لنومها علي الفراش بمنظرها هذا…
لملمت ثيابها واستقامت مسرعه..تخبره بأنها أسفه..
أسفه معلش مخدتش بالي..
اخر مره أنا بس كنت تعبانه ونمت بس افرد ظهري..
والتفت بغصه..تخبره..اللي زي مكانه في الارض عارفه…
عن اذنك..
لما لم تنسي…لما مازالت تتذكر…لقد قالها بلحظه غضب…
لما..ولما….
ضرب بيده علي الحائط…
شاردا بتلك الليله..وماحدث بها…
انتي ياهانم…
انتي لسه نايمه… لدلوقت.. قومي ولا مستنيه لما أمي تعمل كل حاجه…
التفت… له… بقله حيله وانتشلت يدها بهدوء من تحت رأس طفلها النائم بأحضانها أخيرا بعد بكاء طال لساعات..
استقامت بضعف.. قائله له بهدوء..
في ايه بس ياأحمد الساعه لسه خمسه ونص..
سيبني شويه بس وبعدين هنزل.. الولاد لسه نايمين..
نظر لها بتلك النظره المشمئزه التي ينظر لها بها منذ ولدت طفلتها سيليا..
لقد ازداد وزنها قليلا قليلا فقط ولكنه يقرف منها ومن منظرها… كما يخبرها دائما…
حتي وجودها بجانبه ليلا لم يعد يطيقه أبدا انكشعت الغمه من علي عينيها وفهمت أنه لم يكن يريدها يوما وأن زواجه منها كان لينساها هي..
حبيبته التي عادت لتستعيده وباستماته…
رفعت رأسها له تستجدي منه الرأفه..
تبحث بين خبايا عينيه تسأل نفسها..
ياقلب زوجي أين ذهبت تلك الرحمه…؟
انتفضت علي صوته..
يخبرها.. بتوتر من نظره عينيها التي ترمقه بها..
…اخلصي وقومي..
ردت بصوت مختنق..من كبت دموعها..
حاضر ياأحمد..حاضر..
رفع نظره ينظر باتجاهها وهي ترتدي ثيابها لبدء رحله عذابها اليومي…..تفتح باب خزانتها بيد مرتعشه من شده التعب…
لم تأخذ وقتا بانتقاء ما سترتديه هي لا تملك غيرهم أساسا كما تخبرها والدته..
خرق باليه..لم ولن تليق بابنها وعائلته الثريه..
نعم هي تلك الفقيره الغنيه التي انتشلوها من عالمها الوردي ونزعوها دراستها التي تعشق..
واصدقائها التي لا تملك مؤنس غيرهم..
وأهلها التي يمنعوها عنهم ولا تزورهم الا في نوبات غضبها والتي لا تستمر أكثر من ساعتين…
ويعيدوها بيديهم..
ارتدت عباءتها البيتيه لتبدأ يومها..
رجعت بنظرها لاطفالها النائمون بسلام أخيرا..
فوجدته ينظر لها بنظره لا تعرف ماهيتها..نظره لامباليه ام شفقه لحالها..ولكنها تجاهلتها كما تجاهلت العديد من امور حياتها..
ورفعت صوتها تحدثه..بتوتر من رده التي تتوقعه..
طب ممكن بس تخلي بالك من سليم وسيليا علي مايصحوا…بلاش أنزلهم معايا دلوقت الجو برد وهيتعبو..
رد برده التي تعلمه..جيدا…
أحمد بلامبالاه..وانتي لزمتك ايه اومال انا متجوزك ليه..خدي عيالك معاكي نيميهم تحت مش عايز صداع…وباستهزاء اكمل..وبعدين مايتعبو ياست الدكتوره اومال ايه ست سنين طب اللي ختيهم..وعشانهم عاملالنا فيها دكتوره…
وضعت يديها علي اذنها تكتمها حتي لا تسمعه فتذكرها بخيبتها وضياع حلمها ووأده بمكانه…لا تريده ليذكرها وهل نست ليذكروها كل دقيقه…
اقتربت مسرعه غير عابئه لنظرته التي تحولت من السخريه الي أخري لا تعلمها وهو يراها تحمل اطفالها الصغار كل علي ذراع…..ودموعها غلبتها لتغرق وجهها..بقهر…
وصلت للطابق الارضي بهم أخيرا…وجدته موصدا مازالو نائمون…نظرت لصغارها النائمون بمراره ولم تجد غير قدمها لتدق به الباب..
انفتح الباب بغل..وصراخ…
انتي ياغبيه في حد يصحي حد دلوقت نزله من دلوقت ليه….
صراخها ايقظ النائمون علي ذراعيها..فاستيقظوا صارخون من صياح عمتهم العالي..
فريده…بحزن معلش ياأمل مكنتش أعرف انكو نايمين اخوكي اللي صمم انزل دلوقت..
أمل بصراخ..ماطبعا تلاقيه قرف منك ومن منظرك العكر دا..حاجه تقرف كل يوم عالموال دا..
اندفع أخيها عابد باتجاه الصوت بلهفه..
في ايه بتشخطي كدا ليه قلتلك ميت مره متعليش صوتك علي مرات اخوكي..
وقعت عينه علي فريده الواقفه تخبئ عينيها الباكيه بحضن ابنها الباكي..
نظر لاخته بتوعد واقترب حاملا سيليا من بين يديها…
قائلا بحزن..معلش يافريده حقك عليا…هاتي سليم معايا انا هنيمهم جنبي..
ابتسمت بحزن تعلم أنه احن عليهم من والدهم نفسه..واعطتهم له بهدوء وتسللت للمطبخ لتمارس عاداتها اليوميه تمني نفسها أن غدا اجمل..تكتم آهاتها بداخلها تنفذ وصايا والدتها….اتحملي ومسيرها تتعدل..الست ملهاش غير بيت جوزها…
back..
جففت يدها واقتربت حامله طفلها النائم بوجهه متسخ من شده البكاء والتعب…
تقبله بحزن…هامسه بأذنه…أسفه يا حبيبي معرفتش أختارلك اب صالح..مكنش بايدي..والله ماكان بايدي..
التفت لطفلتها التي تمسك بقدمها..ونزلت بصعوبه لتحملها هي الاخري..
لقد أنهت الغذاء أخيرا…..
وضعتهم علي سرير عمهم عابد فهو الوحيد الذي يسمح لها باستعمال غرفته الجميع يعاملوها كأنها حشره معديه لا يصح لها أن تستعمل حاجياتهم..
وأه لو يعلمو…
وضعتهم واستندت أخيرا علي جانبها منذ الصباح..
دقائق…واندفعت حماتها صارخه بها…
قومي انتي هتنامي يالا الرجاله جم عاوزين يتغدو ولا مستنياني انا اللي أحط الاكل….
قامت من مكانها بصمت تنفذ بآليه..
انتهت واقترب الجميع من المائده لتناول الطعام….
سليم الاب…يالا يافريده يابنتي تعالي عشان تتغدي معانا…
اندفعت حماتها.. بقرف..لا غيري هدومك الاول لو عاوزه تقعدي معانا عالسفره..هتوسخي الكرسي..
علت الصدمه وجوههم وانتظرت ان يخلف ظنها ويرد عنها..ولكنه كالعاده ينظر لها بخجل من منظرها ويصمت…
وحده عابد كعادته من اندفع مدافعا عنها..
عابد بحده..ايه اللي بتقوليه دا..مالها هدومها مش شايف فيها حاجه عشان تغيرها..تعالي ياام سليم اقعدي..
نظرت له بامتنان وشكرته بهدوء..
قائله.شكرا ياعابد أنا سبقتكو بالهنا والشفا عن اذنكو..
سليم الجد..ليه كدا يام احمد من امتا وانتي كدا..استغفر الله العظيم..
دي البنت من صباحيه ربنا واقفه علي حيلها…
انتبهو لجرس المنزل فاندفعت والدته…
قائله..أكيد دي روان اصلي عزمتها عالغدا..
ارتعشت يده من ذكر اسمها حبيبته ابنه صديقه والدته التي رفضت الزواج منه لانه لم يكمل دراسته وتزوجت بغيره
…. وتزوج بفريده عندا بها ولكي يخبرها ان غيرها وبمكانه أعلي ارتضت به..
فريده التي تفوقها جمالا وعلما… ولكنه كما جرت العاده… الانسان يبحث دائما عما يرفضه..لقد تطلقت بعدما تزوج بسته اشهر وعادت حره من جديد ومن يومها عاد الامل لقلبه من جديد…وهي من أعادته
رفع راسه باتجاهها بعدما…ألقت السلام عليهم..
ورمقته بتلك النظره التي يفهمها جيدا نظره تخبره بها أنها حره وله..
صاحت والدته..
فريده..انتي يابت..
أتت فريده بهدوء كعادتها بعدما استمعت لترحيبهم بها وبيدها ما تريده قبل أن تطلبه طبقا لها. بعدما رمقت روان بنظره سخريه…ولا مبالاه..
فريده..اتفضلي ياماما…
رفعت نظرها له وجدته ينظر لها بنظره خجل..
اندفعت للداخل بغصه بحلقها…
وهل هناك أوجع علي المرأه من أن تعلم أن زوجها عاشقا لاخري..
اهناك أوجع وأصعب من أن يقترن اسمك بأخر يسخر منك ويقلل منها..
يعيب بفقرك ويهينك به…
يقتل روحك ويعنفك..
فيجعلك تنسي روحك ونفسك..وتدفنها بخجل وضعف من قله حيلتك..
أهناك أصعب من ان ترتضي بالذل والمهان من اجل قطعه منك…
هذا حالها…
هذه حياتها..
تنهدت بتعب وعيناها تغيم من شده الارهاق والتعب وغصبا عنها شعرت بالجوع لم تذق الطعام منذ هبطت..للاسفل..
وضعت بضع معالق من الطعام المتبقي ولم تجد مكانا تجلس به بالمطبخ…
فتنهدت بحزن وجلست أرضا…
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كان اندفع واقفا بعدما جلست روان غير راضيا عما يحدث يعلم تماما ماتريده والدته لتكسر انف تلك الجميله الهادئه..
ليتها كانت زوجته لحارب الدنيا من أجلها..ولكنها الدنيا لا تريح احدا…تعطي لغيرك ما تتمناه انت فتقف متعجبا من غيرك التي لا يقدر قيمه مايملكه..
ولكنها اقدارنا وهل نغيرها..
روان بسخريه..ايه ياعابد انا جيت قومتك ولا ايه..
عابد بسخريه..ابدا شبعت عن اذنكو..
اندفع للداخل باحثا بعينيه عنها…
وجدها تجلس ارضا تبتلع طعامها بغصه وبجانبها ابنتها تطعمها بيدها بهدوء..
رفعت راسها فوجدته هو فنظرت له بخجل وحزن..
اقترب منها يمنع حرجها…قائلا بابتسامه…
تصدقي الاكل عالارض أحسن..اناكمان هاكل معاكو…
فريده باستغراب..مكلتش معاهم ليه…
عابد…بصراحه نفسي انسدت بس لما لقيتكو قعدين كدا انفتحت تاني….
فريده..بابتسامه طيب هحطلك طبق… بس معلش بقي الاكل اللي هنا مش شكل اللي برا
و مش مقامك الارض..
ضحك قائلا..يابنتي احنا طول عمرنا ناكل عالارض..
مبدأناش ناكل عالسفره الا من قريب…
تنهد وهو يجلس بجانب سيليا الصغيره…
لما انتقلنا.
هنا بعد ما ربنا وسعها علينا فالتجاره ماما اللي اصرت ان احنا نعمل اوضه للسفره وناكل عليها زي ولاد البشوات بس احنا اساسا عمرنا مااكلنا عليها…
اومات بهدوء وهي تعطيه طبقه… متذكره تلك المثل التي تقوله والدتها دوما..وينطبق علي حماتها..
(شبعه بعد جوعه)
مد يده وأخذه منها…وتناولو طعامهم مع تبادل الحديث بينهم…
استمع لتمتمه كلمات من الداخل وهو يتناول طعامه…
تحت نظراتها اللعوب..
فباغتته أخته ببرود..غامزه لصديقتها روان
متستغربش دي تلاقي اسمها ايه اللي انت جبتهالنا دي بتتكلم
هي وعابد بصراحه عابد أخويا دا نفسه حلوه مش عارفه بيجيله نفس ازاي يتكلم معاها..بمنظرها دا….
ارتعشت يده…ونظر لها بتوتر…فأكملت بوقاحه…
والله انت ليك الجنه ياأحمد انا عارفه بتنام جمبك كدا ازاي.. ولا انت نفسك بتجيها ازاي..
صراخ والدها من اسكتها..أااااامل…اخرسي…
مش هسمحلك..
ايه قله الحيا دي..
اللي بتتريقي عليها دي
لولا تحكمات اخوكي اللي ملهاش لازمه
كان زمانها دكتوره محدش زيها.. وكانت وصلت لمكانه عمرك ماكنتي تحلمي توصليلها…
اول وأخر مره اسمعك بتكلمي عنها كدا…فاهمه..
ابتلعت ريقها بخوف فوالدها كأخيها عابد لا يسمح لها ابدا باهانتها..
لاتعلم ماذا فعلت بهم اهو سحر ام ماذا..؟
رفع والدها نظره لاخيها الجالس باحراج ناظرا له بخيبه..وغيظ..من ضعفه وخجله من زوجته..لكم من المرات نصحه ولكن لا حياه لمن تنادي..
نظره والده له كشفته امام نفسه..فحمدالله وقام من مكانه…
سمع صوت ضحكاتها التي تناساه منذ شهور فاقترب بهدوء من باب المطبخ وجدها تجلس بأريحيه مع اخيه يتجاذبا أطراف الحديث بسلاسه يتناولون طعامهم علي ارضيه المطبخ..
جميله هي كما رأها اول مره…ليس بها غلطه حتي وزنها الذي ازداد وما يعايرها به مازادها الا جمالا…
لقد وصل أخيه معها لمرحله من الالفه لم يصل له هو بحياته معها…
لقد اجبرها علي ترك كل شئ تحبه..لم تؤثر به توسلاتها ولا دموعها الحزينه..لم يشفق قلبه لها يوما..
ألانها بسيطه من عائلة فقيره كما يخبره والده
يتجبر عليها..
لمح ابنته بحضن اخيه تناديه بابا
انه حتي لايذكر انه حملها يوما هكذا…زوجته وأبنائه..لم يعلم من الاساس انها بدأت بالكلام وتنادي أخيه بابا…
هل بالفعل لا يستحقها كما يخبره والده واخيه…
لما دائما لا يري غير انه يريد قهرها وذلها
هو لا يكرهها لقد احبها وارتاح معها…من أول مره جلس بها معها..
ولكنه لا يعلم ما يحدث له…يسخرون من ملبسها وهيئتها…وهل هو اشتري لها يوما ثيابا لتصبح اجمل..هل يعطيها اموالا من الاساس..
كما يخبره اخيه..
هل يجعلها تري الخارج…..هو يخجل منها وفقط..
رفعت نظرها فوجدته ينظر لها بصمت مريب..
فخافت غصب عنها وارتعشت متذكره ما حذرها منه مجالسه اخيه والشكوي وهل تشتكي..
لم ولن تشتكي يوما…
ارتعشت يدها ووقعت منها الملعقه..بخوف..
خوفا من ان يمد يده عليها كما فعل مسبقا..
لاحظ عابد فعلتها..فاستدار ناظرا لما تنظر له وجده أخيه..
همت بان تستقيم فسحبها عابد بعنف لتجلس مكانها..قائلا…اقعدي يافريده كملي اكلك..رامقا اخيه بنظره استحقار وخجل منه ومن رجولته المنعدمه..
فريده بتوتر..شبعت الحمدلله هعملكو الشاي…
تنهد وهو يستقيم حاملا سيليا قائلا…
خلاص يافريده انا كمان شبعت..شكرا..متعمليش حسابي معاكي..
هاخد سيليا أنيمها معايا..ابقي اطلعي انتي لما الولاد تصحي هبقي اطلعهم لك..
رمق اخيه بغيظ ورحل باتجاه غرفته..
اقترب منها بهدوء ناظرا ليدها التي ارتعشت واوقعت الاطباق..من شده الخوف..
رفعت نظرها له مبرره بتلعثم..
والله ياأحمد هو اللي قعد معايا
انا كنت قاعده في المطبخ بتغدا لوحدي والله..
أحمد بهدوء..ششش اسكتي..خلاص..
مد يده يمسك يدها المرتعشه…
فازدادت رعشتها
لمح جرح يدها التي سببه لها يوما من ضربه لها باحدي الجوانب..
فأغمض عينيه بخجل من نفسه..لما اوصلها له…
ترك يدها التي لم يستطع بيده طمأنت رعشتها فوقعت عينه علي ماكانت تاكله بضع من الارز المحروق وفقط…
استدار لها فلمح جلبابها المتسخ من الجوانب..
المهترئ من كثره الغسيل…
فصرخ بها غصبا عنه رؤيتها هكذا تعريه هو أمام نفسه..
لم ينقصه أموال لتكون زوجته بهكذا منظر..
..اطلعي علي فوق مش عاوز اشوفك قدامي..
فريده…بس لسه هغسل مواعين الغدا وألمه ياأحمد.
وهعملكو الشاي..
صرخ مجددا..قلت اطلعي..
دخلت والدته له..تخبره بحده..تطلع فين وتسيب المطبخ يضرب يقلب كدا ومين يلم السفره..
اطلع انت ياحبيبي اقعد مع روان وامل ميصحش تسيبها لوحدها
وهي تخلص شغلها وتغور تطلع مش عاوزينها…
نظر لها فوجد عينيها غامت بدموع القهر…
والتفتت مسرعه تعد الشاي فاندفع للخارج ومنه للاعلي..غير عابئا بنداء أخته..
انتهت اخيرا..وصعدت للاعلي…دخلت للغرفه فوجدته نائما واضعا يده علي عينيه…
ذلك الرجل زوجها..
غامت عيناها بذكري حلمها الوردي..رجل آخر بمكان آخر…
كان حلمها الوحيد وخذلها كما خذلته هو حبيبته
لقد تزوجها لينسي بها من رفضته..
وتزوجته جبرا آمله أن تنساه وليتها نسته…
رجعت للخلف بهدوء…مكانها ليس هنا…لن تزعجه بالاساس لا يرحب بها بجانبه مكانها كما يخبرها بالارض..
ذهبت لغرفه أبنائها…
واعتلت الفراش متقوقعه علي نفسها تحتضن جسدها المتعب كطفله صغيره.. غير عابئه بملابسها المبتله المتسخه..ظهرها يؤلمها لن تستطيع بتعبها النوم عالارض..
رفع يده من علي عينه بعدما خرجت بهدوء كما دخلت…
استقام باحثا عنها..
فوجدها متقوقعه علي نفسها علي سرير الاطفال..
بملابسها تلك…
تنهد مقتربا منها الي أن وقف قبالتها…لاحظ دموع عينيها التي تنزل بهدوء كهدوء صاحبتها
لما يرتضي بها..ماذا ينقصها هي وهو يعلم ان زوجته كانت حلما لجميع شباب قريتهم ومن يراها..
لقد فاز بها هو..اذن لما لا يرضي ويرضيها لما يعنفها هكذا…
ماذا ينقصها لتستحق معاملته تلك..
يده امتدت لا اراديا تمسحها فانتفضت ناظره له بخوف بعينيها النجلاوتين التي اوقعته بهما يوما..
فريده…وهي تمسح دموعها بخوف..ايه في حاجه..
أحمد..بغصه..لا مفيش بس..
فريده بخوف من أن يعنفها لنومها علي الفراش بمنظرها هذا…
لملمت ثيابها واستقامت مسرعه..تخبره بأنها أسفه..
أسفه معلش مخدتش بالي..
اخر مره أنا بس كنت تعبانه ونمت بس افرد ظهري..
والتفت بغصه..تخبره..اللي زي مكانه في الارض عارفه…
عن اذنك..
لما لم تنسي…لما مازالت تتذكر…لقد قالها بلحظه غضب…
لما..ولما…
ضر.ب بيده علي الحائط…
شاردا بتلك الليله..وماحدث
يتبع
رواية رحماك الحلقة الثانية
انتي فاكره نفسك هتكملي تعليم لا ايه؟ تعليم ايه يا ام تعليم!
ضرب بيده عالحائط
شارد بتلك الليله وما حدث بها..
التي كانت كفيله بقلب حياتهم من سئ لاسوأ وما فعله بها وما حدث بعدها..
flash back..
بعد أربعه اشهر من زواجهم..
كان بالاسفل عند والدته كالعاده..
ولم يكن حالهم بجيد. أبدا..لقد انقشعت الغمه المزيفه التي كان يرتديها…
لقد بدأت تسأم منه ومن شخصيته الضعيفه امام والدته.. ولكنه كان يملك بعضا من الرحمه مازالت باقيه بقلبه..وكانت هي لم تنطفي شمعتها بعد..
دخل عليها بعدما سممت اذنه امه من ناحيتها كالعاده..
فسمعها تتحدث بهدوء كالعاده.. مع صديقتها..
دخل عليها وجدها تسجل شيئا ما بدفترها.. ومنتبه له..
وجد صوته يخرج حادا رغما عنه…
بتكلمي مين يافريده…؟
ارتعبت من صوته ووقع دفترها.. فأخذه يقرأ
ما به فوجدها تدون جدول محاضرتها…
اخذ الهاتف منها وأغلقه مسرعه..
صارخا بها..
أحمد.. بتعملي ايه يافريده.. هو انتي فاكره نفسك هتكملي وتبقي رأسك اعلي مني لا فوقي..
انا جايبك هنا خدامه ليا ولامي..
وقع كلامه عليها جعل قلبها يقع بين قدميها وارتعشت يدها وشفتيها ولكن غصبا عنها.. نطق لسانها…
فريده… ليه يااأحمد انت وعدتني انك هتخليني
اكمل السنه اللي فاضله… ووعدت بابا بكدا..
أحمد بحده ومازالت كلمات والدته تترد بأذنه..
لازم تكسرها عشان تفضل طول عمرها تحت طوعك مذلوله ياواد.. اومال
جامعه ايه وكلام فارغ ايه.. مااحنا اهو لا اتعلمنا ولا بنعرف نقرا ولا نكتب وعايشين وزي الفل..
واهي اختك في الدبلوم.. وبكره تتجوز وتبقي أحسن من الكل..
سيبك من الكلام دا مراتك حامل ومعدش ينفع تتنطط كل شويه في المواصلات..
تقعد تخدمك وتربي العيال..
افاق علي توسلها
فريده
بدموع.. بالله عليك يأحمد سيبني دي أخر سنه..
غصبا عنه وجد نفسه يردد كلام والدته..
بكت وعلمت أنها هي من سممت اذنيه.. ورغم توسلاتها له لم يرأف بها..
أحمد.. هيا كلمه.. مفيش چامعه.. عاجبك علي كدا ماشي..
مش عاجبك الباب يفوت جمل..
اشتعلت عينها بروح القتال.. واختارت الرحيل..
فريده.. خلاص يبقي كل واحد يروح لحاله أنا عاوزه اكمل تعليمي دي هيا سنه اللي فاضله..
وجدها بالفعل تلملم حاجياتها وبالفعل تنوي المغادره..
اشتعل قلبه وتذكر من تركته لتعليمها الاعلي منه..
روان ابنه صديقه والدته الحاصله علي كليه آداب اما هو بالكاد اخذ الشهاده الفنيه بالغصب.. مؤكد ستشمت به..
وجد نفسه يصرخ بها….
واندفع نحوها خاطفا شنطه ثيابها..
احمد.. بتعملي ايه.. وريني سرقتي ايه..
واخذ يبحث بين ثيابها..
عن شئ لا تعلمه..
فريده.. بذهول بدور علي ايه..
أحمد… بسخريه.. فين الدهب والموبايل طلعيهم…
فريده.. بحزن.. انا مخدش دهبك ياأحمد في الدرج..
مفيش غير الدبله في ايدي والحلق في ودني بابا اللي جيبهولي..
اندفع للدرج يبحث عنه وجده بمكانه استدار لها قائلا بحده…
اقلعي الدبله هاتيها… االلي ذيك مش مقامه الدهب ولا العيشه المرتاحه زي ماأمي بتقول..
اظاهر ان فكرتي نفسك بني ادمه لما لبستي الدهب ونمتي علي المراتب الفايبر..
اللي زيك مكانه الارض..كان لازم اسمع كلام امي من الاول..
حتي الهدوم اللي معباياها دي أمي اللي جيباها من فلوسي..
عاوزه تخرجي..اخرجي بالهدوم اللي جيباها من بيت ابوكي الكحيان..اللي بيكمل عشاه نوم ووريني هتكملي تعليمك بايه..ياشاطره..
ولعلمك اول ماتولدي هاخد ابني منك بالذوق بالعافيه..هعرف اخده..يااا..ياست الدكتوره..
ابتلعت ريقها…بقهر وجمدت دموع عينيها…بمكانها رافضه النزول..
جردها من كل شئ حتي هاتفها…الذي أرسله لها أخيها من الخارج هديه لها…
حين همت باخذه….انتشله منها قاذفا اياه بالارض فتحطم لاشلاء..
صرخت به فتهور ومد يده عليها لاول مره ولم تكن الاخيره..
صعد اخيه ووالده وعنفاه وابعدوه عنها..
وأخري شامته بها تنظر لها بغل..
والدته ومن غيرها..
اصطحبها عابد لمنزل والدها…ليلا..بثياب المنزل..
بعدما حرق لها ثيابها جميعا امام ناظريهم ولم يستطيعا الحديث..
ومىت يومين عليها وبعدها
جاء والده بها ليلا ولكن كانت تغيرت النفوس وتغيرت الاحوال وماعاد يأخذها الا غصبا ولا عادت تلك الورده..المتفتحه..
اصبحت اخري بلا صوت..بلا رد فعل..
الحيه الميته…
back..
رفع نظره وصوت بكائها الحاد من داخل الحمام واصلا له بوضوح..
نزل الدرج هاربا من ذكرياته المخذيه معها..بحقها..
قابلته اخته..
امل..ايه يااحمد بقالي ساعه بدور عليك تعالي عاوزاك..
آحمد بزهق..في ايه ياأمل..انا نازل الشغل..
سحبته لشقه عابد المغلقه..
تعالا بس..ادخل..
دخل فوجدها تجلس بانتظاره..
خرجت اخته قائله..
يالا اتكلمو وانا هرقبلكو الطريق..
ابتلع ريقه…
روان بجرأه…وحشتني ياأحمد..بقالك يومين مبتردش عالتليفون..في ايه انا زعلتك في حاجه..
أحمد بتوتر..مفيش ياروان بس كنت مشغول شويه في الشغل..
روان..طب ايه هفضل مستنياك كتير..عملت ايه في موضوعنا يااحمد أنا جايلي عريس وماما وبابا مصممين عليه..
احمد بلهفه..ازاي يعني هيغصبوكي عليه..
روان بخبث..زي ماغصبوني من قبل ياأحمد وانت وقفت تتفرج عليا..
احمد…انا اتقدمتلك ياروان وانتي رفضتي عشان فرق التعليم..
روان..بكذب..محصلش يااحمد ماما اضطرت تقول لمامتك
كدا لانهم كانو غصبوني فعلا واتقرت فتحتي وبابا محبش يرجع في كلامه فجابها فيا..
بس انا مقدرتش واطلقت بعدها بشهور..بس انت كنت اتجوزت يااحمد ونستني..
احمد بلهفه…أنا عمري مانسيتك ياروان..انا بحبك..
نطق الكلمه بآليه ولا يعلم لما لم يعد
يشعر بها..
روان بخبث خلاص نتجوز..
احمد..بصدمه..نتجوز طب وفريده والولاد..
روان..طلقها وخد الولاد منها وانا أوعدك ولادك يبقوا ولادي..
ومامتك مبتحبهاش ولا اختك وكله هيرحب بالفكره..
أحمد مبتلعا ريقه بتوتر..بس فريده متستحقش كدا..
أنا هتجوزك بس هسيبها علي ذمتي وتربي الولاد..
روان بحده..لا..ياانا لوحدي..ياخلاص..
اقتربت منه..بدلع تضغط علي نقطه ضعفه..
طب بذمتك أنا ولا هيا..انت ازاي طايقها بمنظرها دا..
وبعدين انت بتحبني انا صح ياأحمد..
احمد.. بضعف..
صح ياروان…بحبك..
امل من الخارج..
أيوا بقي واخيرا هنخلص منك..يافريده هانم..ياروان ياجامده..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفعت وجهها تنظر لمنظرها الباكي ولشعرها المرهق بالمرآه ولجسدها المتعب..
شارده بذلك اليوم حيث قالها بوجهها صريحه..ومازالت وقعها يتردد بأذنيها
خادمه..لا مكان لها الا الارض..
واخر كان يقلب الدنيا لو يري دمع عينيها..
أين هو الان وأين تركها…ولما يحدث معها ذلك..
وضعت يدها علي أذنها..تردد أسمه بهمس..تذكر نفسها به..حتي لا ينساه يوما وتنسي غدره بها..
كيـــــان..
رفعت يدها من علي اذنيها بتصميم..متذكره كلمات والدتها..تصبر نفسها بها..
flash back.
حينما قررت الرحيل لاكمال تعليمها بعدما جردها احمد من كل شئ..
مر يومين عليها..ناصرها والدها أولا..ولكن والدتها..
كان لها دوما رأيا اخر..
شريفه بحزن وهي تمسد علي رأسها بحنيه..
انت عارفه يافريده انك نور عيني حبيتك اكتر من ولادي نفسهم..ولا لا..؟
فريده بدموع..عارفه ياماما…انتي عندي بالدنيا بحالها بس بالله عليكي ياماما متغصبنيش..مترجعونيش ليهم دول معيشني زي الخدامه..بالله عليكي ياماما..
بكت شريفه بحزن..واحتضنتها تقبلها..
خلاص لو مش عاوزه ترجعيله.. يبقي مقدمكيش غير حل واحد ودا علي عيني وانتي عارفاه كويس..
فريده بخوف…لا لا لا ياماما استحاله..انسي..
متقوليهاش..
شريفه.. باصرار..
روحي لامك يافريده..روحي لاهلك واخوكي اهو سفرناه
محدش هيقدر يأذيه يابنتي..
ورزقه علي الله..
فريده..بخوف..لا ياماما لا..مقدرش اخاطر باخويا انا مليش غيركو انتو اهلي استحاله اقبل بكدا ابدا..
أنا اتجوزت عشان أخويا انت ناسيه المره الوحيده اللي قلت فيها هروح لاهلي
اخويا جراله ايه ولا الجواب اللي جالنا بعدها..
.اني لو حاولت اوصل لاهلي هيموتوه..
استحاله ياماما..
شريفه.. بحزن.. يبقي خلاص يافريده مقدمكيش غير انك ترجعي يابنتي…ارجعي لجوزك..وعيشي يابنتي احنا غلابه وقادر ربك يزيح الغمه
ويرجع اخوكي بعد سنين وينشلنا من الفقر والجوع دا..
والحوجه للخلق يابنتي..ياريت بايدي يابنتي كنت خدتكو ومشينا لبعيد بس انت عارفه الحال وابوكي
يدوبك يوميته بتكفينا بالعافيه..
ارتمت بأحضانها وشاركتهم اختها ياسمين….أيضا بالبكاء علي حالهم..
وقد قررت ستتحمل ولها الاجر والثواب عند الله..
back..
مسحت وجهها وخرجت تمني نفسها أن غدا أجمل..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان أخر..
بمحافظه سوهاج..
يجلس واضعا راسه علي نبوته بحزن..
هو كبير عائلته..لطالما حكم بينهم بالعدل..
عادلا هو..بينهم جميعا..الا هي..
حفيدته الغائبه منذ ولدت…
ثمره ابنته البكريه من زوجها وابن عمها الذي اخذ غدرا بثأر ليس لهم ذنبا فيه….
نارا اشعلتها النساء ومازالت توابعها الي الان..
لقد أصيبت ابنته بعد فقد زوجها منذ سنوات باكتئاب حاد وأغلقت علي نفسها وتركت باقي أبنائها وزهدت الدنيا..
لقد عانت كثيرا ابنته..حينما فقدت ابنتها بعد ولادتها بأسبوع…اختطفتها يد الغدر والظلم..
ولم يعرفو لها طريقا… الي الان..
يعلم ان الخائن من بينهم ولكنه لم يتأكد منه بعد..
لقد كبر أحفاده.. وتكاثروا والحمدلله..
ولكن قلبه لم ولن يطمئن حتي يلقاها هي..
ثمره ابنته الاولي.. وابن أخيه الذي رباه علي يديه ووصيته له بأن يلقاها ويعيدها لاحضان والدتها..
ابنته وأبنائها وحالهم المشتت….
نزل الدرج بهيبته بذلك الجلباب الصعيدي..
فلمح جده.. متكأ علي عصاته.. شاردا كعادته..
تنحنح بهدوء.. وباحترام لجده..
كيان.. السلام عليكم كيفك ياجدي..
الجد راشد بهدوء.. بخير.. فضل ونعمه ياولدي…
طالت غيبتك المره دي ياولدي.. لعله خير..
كيان.. بغصه.. معلش ياجدي الشغل بقي… ماانت خابر عاد..
الجد بضحكه مهمومه.. لساتك فاكر لهجه بلدك اهو الحمدلله..
كيان.. مهما الف وادور ياجدي.. بحن لااهنه وانت خابر.. في شئ هنا بيشدني..
المهم سيبك مني اني… جولي مالك مهموم اجده..
الجد.. بتنهيده.. جولي عملت ايه في اللي خبرتك بيه..
كيان بتنهيده.. للاسف ياجدي احنا بندور علي ابره في كوم قش..
والمحقق اللي جولتلك عليه ما قدرناش نعرف منه حاجه واصل..
وبعدين ليه منحطش احتمال تكون لاقدر الله ماتت ولا حاجه..
الجد بلهفه.. لع ان شاءالله … عايشه… وزينه..
وترجع لحضن امها المحروج ده… اوعي تيأس ياكيان ياولدي..
لو جرالي حاجه بنت عمتك امانه برجبتك… وعمتك وولادها أمانتك انت الكبير بعديا ياولدي…
أني عديتك قوي وصلب لليوم ده…
كيان بتنهيده.. بعد الشر ياجدي عليك.. متجلجش ان شاءالله هلاقيها..
الجد.. طب ايه يا ولدي نفسي اشوفلك حته عيل نفسي افرح بيك ياكيان.. ياولدي..
كيان بزوغان..ان شاءالله ياجدي كله بأوانه..
الجد..كيف ده..متجوز من بت خالتك بجالكو سنتين ومدورتش علي خلف ليه ياولدي..
وبعدين ليه مبتجييش معك اهنه..
كيان..ياجدي كله بأوانه ان شاءالله
بالاذن.. اني بقي الخيل وحشني هطل عليهم..
ــــــــــــــــــــــــ
نزلت الدرج بهدوء..وخجل فرمقها هو بنظره سخريه..
فعلمت ما يفكر به منظرها وهيئتها..
سلمي..فتاه بالصف الثاني الثانوي..
فتاه جميله جدا يهيون ناعسه تداريها بنظارتها ولباسها المحتشم كالشوال كما يخبرها ذلك المهندس ابن خالها فهد…
..المرشحه لزواجها منه..
هي ليست كباقي الفتيات والدتها المنغلقه علي نفسها تعاني اكتئابا حادا منذ ثلاث سنوات منذ انتقلت من الطفوله للمراهقه ولم تكن بجانبها وحيده هي وبجانبها أخيها الاصغر منها بالمرحله الاعداديه..
رغم دلال الجد لهم
الا انهم منعزلون تماما يسخر منها باقي فتيات العائله..لقد سمعت بقصه أختها الغائبه…
لكم تتمني ان تعود يوما وتوجهها تشكي لها وتصادقها..علها تجد منها صدرا حنونا ترتاح به..يوما..
القت السلام عليه فرمقها بلا مبالاه ولم يرد..كعادته مكتفيا بهز رأسه..
لمحت جدها الجالس بعيدا..
. فتوجهت له..
الجد..أهلا اهلا بسلمي هانم..حبيبه جدها..
تعالي ياجلب جدك..
سلمي بغصه..صباح الخير ياجدي..
الجد..ياصباح الهنا ياجلب جدك..خيك فين لساته نايم..
سلمي..اه ياجدي مااحنا اخدنا اجازه خلاص..
الجد بحزن لحالهم..ربنا يصلح حالكم يابتي ويقرب البعيد..
سلمي.بمراره…يااارب..
ـــــــــــــــــــــ
أوقف فرسه أخيرا بعيدا عند ذلك الكوخ
بالقرب من سفح جبل بنهايه البلد.. متطرف لا يعلم به الا هو وهي..
بناه خصيصا ليناسب أحلامها الورديه كما وصفته يوما.واصطحبها له
في يوم كان الاخير لهم معا…
رغم رفضها وخوفها من التجربه..حبيبته البريئه…
المذعوره دائما كما كان يلقبها..
flash back..
حبيبتي الجبانه..قولتلك ميت مره..اوعي تخافي وأنا معاكي..
فريده..بخجل..مش خايفه علي فكره..
كيان..طب بصي في عيني كدا..
فريده..اهووو واوعي بقي….
ضحك عليها وجري خلفها وهي تجري بسعاده حول الكوخ..
استني يامجنونه..فريده..
فريده بسعاده..الله جميل اوي ياكيان..
كيان وهو يمسك بها..عجبك ياعيون كيان..
فريده بسعاده..اوي اوي..
back..
تنهدو رأسه يرفض أن يترك ذكرياتها..
وهبط..
دخل بقدم يملؤها الامل أنها هنا..
تنتظره..واه لو كانت هنا….
التفت هنا
ووهنا..باحثا عن شئ ربما نسته ذلك اليوم..
ولكن لم يبقي شيئا من رائحتها فيه..فقط ذكرياته التي اشتعلت كاتون..معها..
كيف التقيا وكيف افترقا….
جلس واضعا يده علي رأسه بحزن..متذكرا ذلك اليوم القريب البعيد..
flash back..
حسام..الساعه بقت خمسه المغرب ياكيان..الشغل مش هيطير يالا نروح..انا تعبت..
كيان..انت علطول كدا..يالا ياسيدي..انا اساسا خلصت..
اندفعا خارج الشركه التي يديرها هو
وعائلته للاستيراد والتصدير..
وبمنتصف الطريق لمح سياره ما تلاحقه….
وبلمح البصر كان هناك من اطلق النار عليه وهرب..
كياان. ممسكا بذراعه…ااه..الحقني ياحسام….
حسام..وهو يتحكم بالسياره صارخا به….
كيااان..
كانت خارجه تجري. من جامعتها…
.لقد تأخرت اليوم
وحتما ستغلق المدينه الجامعيه
ولن تتدخل الا بعد محايله منها لهم. كعادتهم..
ديما صديقتها…استني يابت راحه فين بتجري ليه كدا..
فريده..اتأخرت ياديما مش هيرضو يدخلوني..
ديما..ماقلتلك تعالي اقعدي معانا في السكن يابنتي احسن من الذل دا..
ديما مغتربه كفريده يدرسان معا..
ولكن فريده من المنصوره
وديما من محافظه مرسي مطروح..
ولكنهم أكثر من الاشقاء..تقابلا معا بسنتهم الاولي بكليه طب القاهره..
فريده..خلاص نكلم بعدين في الموضوع دا خليني ألحق دلوقت سلام..
تركتها وجرت ولكن أثناء جريها لمحت سياره تنحرف يمينا باتجاهها حتي كادت تصدمها..
فريده بحده..انت بهيم مش تفتح..ولكنها رأت ماصدمها. وبشهقه..
هيييه.
ايه دا..
لمح حسام مئذرها الطبي علي ذراعها…
..فنزل مسرعا صارخا بها..
انتي دكتوره مش كدا…
ساعديه بسرعه..
فريده بخوف..انا لسه طالبه معرفش وديه المستشفي..أحسن..
تمتم كيان بهمس..مستشفي لا ياحسام هاتها..
شهقت وكادت تفر منهم..
ولكن حسام أحكم حصاره عليها..
وادخلها عنوه..
غاب هو عن الوعي واستمرت هي بصياحها..
اخذها حسام لبيت يملكوه قريبا من موقعهم..
وأمرها بأن تعالجه..
فريده..بتوتر..لازم مستشفي أرجوك..
حسام.بتنهيده..اهدي يادكتوره وخدي نفس..الضربه في كتفه..انتي في سنه كام الاول..
فريده..6طب..
حسام..طب عاال..اهدي كدا وافتكري اللي اتعلمتيه..واوعدك أوديكي بنفسي ماكانت مخدتك بس انقذيه ارجوكي..
فريده بتوتر..طب وايه المشكله بالمستشفي هناك رعايه اكتر من كدا..
حسام..بزهق..اخلصي انتي هترغي..
وبأيد مرتعشه ولشده ذكائها وعملها كممرضه بدوام جزئي لتكاليف دراستها المرهقه.. والتي لم يكن بمقدور والدها امدادها به..
أنهت عملها كمحترفه صغيره.. وساعدها حسام بجميع ماطلبته..
بعد ساعات رفض فيها حسام ان تتركه حتي يستعيد وعيه ..بعدما أنهت عملها..
فريده بدموع..بعدما لمحت الساعه انا كده هبات في الشارع حرام عليك..وغير ماهيتصلو يعرفو أهلي..
منك لله ياشيخ..
كان هو استعاد وعيه قليلا وسمع ماقالته..
فتح عينيه فوجدها تجلس بحزن ويدها علي خدها..
سرقت قلبه من أول نظره من عينيها له..
بعدما لمحته يفتح عينيه واستفاق اخيرا..
فريده بلهفه..هيييه انت صحيت..حمدالله عالسلامه..
كالاطفال ابتسمت بسعاده لانجازها..
حسام..كيان حمدالله عالسلامه..تصدقي يا…ال انتي اسمك ايه….
نظرت له بغيظ..ونطقت بغل..فريده..
حسام.. بضحك لمنظرها المغتاظ..
فريده..شكلك هيجي منك..اهو تدريب عملي أهو..
أي خدمه..
ضربت الارض بقدمها..بفستانها المحتشم الرقيق..وشعرها المنسدل الذي سبقها لفمها..
جميله بعيون زيتونيه وبشره خمريه لا بيضاء ولا سمراء..
كملكه متوجه.. تتمايل بعصبيه..
متمتمه بغيظ..بكلمات لم يفهموها..
كيان بهمس. بعدما اعتدل..
تعالي يافريده..اقعدي..
ارتبكت لوقع اسمها من بين شفتيه..
ونطقت بضياع..
هااا..
تجاهلها..ونظر لحسام..
قائلا..
روح هات حاجه ناكلها وتعالا..
حسام..فعلا أنا جعان جدا..
مش هتأخر عليكو…وانطلق..يجلب ما امره به..
رفع نظره لها بتعب..
ممكن تيجي هنا يافريده..
لمح خوفها..فابتسم..
محاولا بس الطمأنينه بداخلها..
بذمتك واحد بشكلي ومنظري دا..يتخاف منه..
ابتسمت واقتربت بخجل وجلست بجانبه..
فعلا عندك حق..
ابتسم لها وجلسا.. يتبادلا الحديث
واخبرته بما فعله حسام
ولم خائفه….
كيان.. بهدوء..
معاكي رقم المدينه..لو معاكي خدي اكتبيه هنا..
فريده..بتردد هاااا ليه..؟
كيان..بس اعملي اللي بقولك عليه..وهتعرفي..
أخذته من يده ودونت رقم المدينه..
ثواني وقد حلت مشكلتها بعدما علموا
من هو وأنها قريبه له.. وهي تنظر له بصدمه..
فريده..ببساطه كدا..
ضحك واخبرها..ببساطه كدا..
فريده..انت ليه مبلغتش البوليس دي جريمه..
كيان بهدوء..متشغليش بالك الصغير بالحاجات دي انا أعرف اجيب حقي كويس..أوي..
تنهدت وسكتت. وهو ينظر لها ولمحياها بانبهار وتملك جديد عليه….وقلبا راقصا كالاطفال..لاول مره يدق هكذا وبعنف..
جاء حسام بالطعام وتناولو طعامهم وشاركتهم علي استحياء..
ووعدوها باعادتها صباحا…ومن هنا ابتدأت حكايته معها..
حكايه بدايتها كالحلم وانتهي سريعا..
back..
أغمض عينيه..مرددا بشرود اسمها..
فريده..فريده
يتبع….
رواية رحماك الحلقة الثالثة
= اخويا الكبـ..ير في حضـ..ن مراتي يا ابا
فريده..
التفت باتجاه الصوت فوجدته هو.. اقتربت بهدوء مهلك لقلبه.. فتأوه بداخله…
من طلتها.. تلك الفتاه انتزعت قلبه ودهسته بقدميها وانتهي أمره..
قلبه القاسي أصبح فتات منذ فتح عينيه تلك الليله
ورمقته بغابات الزيتون خاصتها..
لا يعلم ماذا اصابه..لعنه باسمها حطتت عليه..
لم يكن اسمها يوما يلفت انتباهه ولكن منذ التقاها واسمها ان تردد بمكان يخفق قلبه مطالبا برؤياها هي..
قلبه يريدها وعيناه تريد رؤياها دائما..
فريده بهدوء…كيان ازيك….بتعمل ايه هنا..؟
لم يتوقع سؤالها وبماذا سيجيبها..؟
حك.رأسه بيده..و كأنه أخيرا وجدها..
كيان.. بتوتر كالمراهقين..
بعمره ال28 والعشرون لم يمر بموقف كهذا من قبل جيت عشان تغيريلي عالجرح وتشوفي حالتك بنفسك
ولا عندكو مفيش متابعه عالحاله..
فريده بدهشه. وببراءه .اغيرلك هنا طب ازاي..؟
كيان..لا طبعا اتفضلي معايا لو مش عندك اعتراض..
فريده.. بتوتر.. أتفضل فين..بص ياأستاذ انا مهمتي خلصت كدا عندك المستشفي تقدر تغير هناك..
عن اذنك بقي فرصه سعيده..
وفرت من أمامه مسرعه..
كيان بمغزي.. وهو يذهب خلفها…
جبانه….معندكيش ثقه في نفسك….
التفتت له بحده مشيره
باصبعها علي نفسها..ده انا..لا طبعا.. مين قال كدا..
كيان بتريث..لو مش جبانه مكنتيش اترددتي في عمل خير
مكنش هيزودك ولا هينقصك
بس كان هيريح ضميرك..
فريده باستغراب مردده كلماته..
هيريح ضميري ازاي بقي..
كيان وهو يقترب منها..هامسا بهدوء..
يعني عايزه تفهميني انك لما تروحي وتفتكري
انك رفضتي تساعديني وانتي عارفه اني تعبان ضميرك مش هيأنبك….
فريده..بتردد.بس.. دا مش قصدي..
كيان..بس ايه وان يكن
عموما ياستي خلاص مش عاوز منك حاجه..بس نصيحه متبقيش جبانه..الحياه عاوزه قلب جامد..مبتحبش الضعيف بتموت الضعيف بالبطئ
يا فريده..
رمقها بنظره عاشقه لم تخطئ بها يوما واستدار راحلا باتجاه سيارته..
ووقفت هي تردد كلماته بذهنها…هي بالفعل جبانه..
أدار محرك سيارته ورمقها بابتسامه وهم بالرحيل..
ولكنها في لحظه وجدها بجانبه….تجاوره بالسياره..
فتح عينيه بصدمه..ممزوجه بسعاده لم يستطع اخفائها..
فريده..بتوتر..وجرأه جديده عليها منذ التقتهم تلك الليله..هي تعلم انه لن يؤذيها..لقد قضت ليله كامله معهم وعاملوها بحب كأختا لهم..
هاجي معاك بس بشرط..
نظر لها ولم يتكلم فأكملت..
تردلي جميلي اللي عملتهولك..وساعدتك في الليله اياها..
كيان…بدهشه..ازاي..؟
فريده… بدون تردد..
فهي تحتاج لذلك وبشده..
تعلمني ازاي أبقي قلبي جامد.. كدا وماخفش من حاجه.. أنا فعلا جبانه..
كيان بسعاده.. بعدما استوعب حديثها..
ولمعه بعيونه..غمز لها بسعاده
قائلا..بجديه..
موافق……
فريده.. بدهشه.. بجد..
كيان..بلهجته الصعيديه..جد الجد كومان..
فريده..بعيون مصدومه…. صعيدي..!كمان..
كيان..بفخر.. مبسطا يده لها..
ودا وعد صعيدي.. هعلمك تاخدي حقك من عين الكل..
مدت يدها توثق وعدها ببراءه..وعد صعيدي..
علمني ارجوك..
كيان..هعلمك..ودا يبقي اسمه وعد كيان لاحلي فريده..
فريده بسعاده..مردده وراءه..
ـــــــــ وعد كيان لفريده..ــــــــ
انتبهت من شرودها….
علي ندائه باسمها..
وفي قلبها اشتعلت تلك الروح التي دفنتها منذ سنوات..
وبرأسها بدأت تتذكر قواعده…واحده تلو الاخري..
أحمد بتوتر..وهو ينظر لهيئتها التي رغم ارهاقها جميله..مغريه..
كانت تقف امام المرآه تمشط شعرها شارده…وترتدي قميصا بيتيا قصير.. قديما لكن من ترتديه أضافت سحرا له..
ليس بالقديم ولا بالجديد..بمن يرتديه..
ابتلع ريقه مدركا أن مايفكر فيه لن يأخذه منها الا غصبا فهي زاهده به لا تريده..
لمحته بالمرآه يبتلع ريقه وقد فهمت ما يفكر به ولكنها تعلم انه لن يجرؤ..
التفت له…. بهدوء..
خير ياأحمد..
احمد بتوتر..هااا.مفيش..
التفت مره اخري غير مكترثه له..فأغمض عينيه يستعيد كلام روان التي أملت رأسه به…
flash back..
أحمد..انتي بتقولي ايه..ازاي..
روان..زي مابقولك كدا..انت تخليها تروح عند أهلها يومين..كدا..وفي اليومين دول نكون جهزنا كل حاجه..ولما تيجي ناخد منها الولاد ونطردها..
ولا انت بقي مبتحبنيش..
احمد بضعف..لا ازاي بحبك طبعا بس فريده…
روان بغيظ..فريده..فريده هو انا كل ما اكلمك تقولي فريده…
اوعي تكون بتحبها..
ابتلع ريقه…مفكرا….هل يحبها..ولما خائف من خسارتها هكذا..
احمد..انتي فاكره الموضوع سهل ابويا وعابد مش هيسمحوا بأذي فريده…ولا هيسمحولي بالجواز عليها اصلا ولا اهلك..نفسهم..هيرضو بيا
روان بتأكيد..متقلقش من اهلي احنا هنحط اهلك واهلي قدام الامر الواقع..
هنتجوز ونيجي نحطهم قدام الامر الواقع ولو علي امك وامي فهما عارفين وهما اللي مخططين لكدا..
مانت عارف امك مبتحبش فريده..
أحمد. بتوتر…ربنا يستر..
روان..بخبث..انا همشي بقي وانت اطلع اعمل زي ماقولتلك وهكلمك بالليل..سلام..
back..
نظر لها مودعا..ربما من الافضل أن يتركها هو لا يستحقها فتاه كالنسمه مثلها لا تستحق رجلا مثله
شيطانه يعمي قلبه..وعينه..
تنهد هامسا باسمها…
فريده..
التفت له مره أخري..
فردت بزهق.. في ايه يااحمد عاوز تقول ايه..
بقالك ساعه واقف كدا..
هات من الاخر..ملهاش لازمه تتردد ومتقلقش انا اتعودت..
بلع ريقه بحزن..وسحبها من يدها بهدوء..للفراش..
جلس وأجلسها بجانبه..
رفع يده بهدوء يبعد شعرها المستكين علي عينيها يمنعه من رؤيتهم..يريد ان يراهم لربما المره الاخيره..
ابتعدت بوجهها عنه بنفور..
فأغمض عينه..بحزن..
أحمد..عاوزه اتكلم معاكي شويه…
ممكن..
فريده. بتنهيده…اتفضل…. وبتهكم أكملت..
بس مش شايف انها غريبه شويه..اول مره من يوم مااتجوزنا تكون حابب تكلم بلسانك معايا..
وتلغي ايدك..
ولا تكونشي ايدك وجعتك..
أحمد بتأنيب..داخلي لنفسه..هو من أوصلها لذلك..
وقد قرر. مصارحتها ضاربا بكلام روان عرض الحائط علها تثور ويلمح بعينيها بعضا من التمسك به..
احمد.. فريده انا هتجوز روان..
رفعت نظرها له ببرود وكان ماقاله لا يعنيها او كانت تتوقعه..
منذ عادت تلك الروان لحياته وهي تتوقع ان يأتيها يوما ويخبرها بذلك..
لم تستغرب أبدا….
هي لا تشعر بالغيره..ولا بالوجع..لقد تبلدت مشاعرها..
ابتسمت وصدي صوته يردد بأذنها..
flash back
في ليله ماطره وبأخر بقاع المدينه في رحله مجنونه من رحلاته ليعلمها قواعد التمرد والشجاعه..
كيان..بصيلي كدا.. ياأحلي فريده..
فريده بابتسامه وهي تنظر له باهتمام.. اهوو..
ضحك..وآكمل..باصرار
متخافيش..اتمردي وقولي لا..
لكل اللي مش علي كيفك قولي لا….واوعي تخافي أبدا..
طول مانا جمبك عاوزك تقولي لا في عين الكل..
وبحب اقترب منها هامسا امام وجهها..
ولو الكل اتخلي عنك..فانا لا..
فريده.. بتوتر من قربه..
ياسلام..افرض مكنتش جمبي وانا عاوزه اتمرد واقول لا وخايفه من اللي قدامي اعمل ايه..؟
كيان بهمس..وهو يقترب منها أكتر..
ساعتها غمضي عينك وافتكري كيانك حبيبك..
وهو بيقولك قولي لا…
واقفي بهدوء وبصي في عينهم..خلي عيونك تتكلم..
زي ماهي بتتكلم وبتبرجلني..كدا..
فريده بهمس..طب..وبعدين..
كيان..بعدين تقومي وقفه كدا بكل جبروت وتمشي..
الصمت يافريده قوه اكتر من الكلام..نفسه..
فريده..بص انا أصلا مبعرفش اتكلم.. حلو حل الصمت دا.. خلاص هسكت..
ضحك بسعاده…. علي براءتها مهما علمها لا تتعلم..
خلاص اسكتي ياقلب كيان..بس اوعي تبيني للي قدامك ان سكوتك ضعف….
ثوري واتمردي..متخفيش انتي قويه..ولو مش بيا..
يبقي بنفسك…
انتي قويه يا أحلي فريده في الدنيا..
back..
احمد..متسكتيش يافريده..انتي ليه دايما ساكته..
انا بالنسبالك ايه يافريده..
فريده بتهكم.. وسخريه أجابته.. ولا حاجه..
احمد بصدمه..ولا حاجه ازاي..
رفعت عينيها ببرود ناظره له..واكملت فلتخرج ما بجوفها وتنتهي..
انت ولا حاجه ياأحمد..بالنسبه لي..
أقولك علي حاجه..كمان..انت تستاهل روان وروان تستاهلك..انتو شكل بعض اوي..
ولايقين علي بعض..وببرود اكملت..مبروك..
احمد..بدهشه..ببساطه كدا..
فريده..اه ببساطه كدا…..روح اتجوز..ربنا يسعدك..
انت طريقك من البدايه مكنش طريقي..
سكه غلط ودخلتها.. ومعلش الواحد مبيتعلمش ببلاش..
أقولك حاجه..
عارف كام مره استنيت فيها تختارني..ومختارتنيش..
طب عارف كام مره احتجتك تدافع عني وكالعاده بتخذلني..
كام مره هنتني وقليت بيا..انت بتتكسف مني ياأحمد..
مع ان لو بصيت لنفسك انت تكسف بلد..
اشتعلت عينه وكتم غيظه وهي تعريه امام نفسه..
ولكنها قررت الكلام وانتهي الامر..
قررت البوح وليحدث ما يحدث..
عارف كام مره احتجتك وملقيتكش..كام مره ولادك تعبو واحتجتك معايا بالليل وانت قافل علي نفسك وبتحب في ست روان بتاعتك..
كام مره سمعتك وانت نايم معاها في التليفون..
وبتأكيد..اكملت..
نايم معاها يااحمد زي المتجوزين..
وبتهمس لها بكل وضاعه وقرف بحاجات قذره
كام مره أشوفك بتعري نفسك ومنسجم معاها…
كام مره سمعتك بتهيني معاها..وبتتكلم وتعيب فيا..
اتجوزها ياأحمد..بس خلي بالك الدنيا دواره واللي بتعمله بكره يقعدلك..
وأتمني يقعدلك..وهدعي ليل نهار أشوف فيك يوم..
ألجمت لسانه وعلت صدمته..وجحظت عينه..
وهي ترمقه بقرف واشمئزاز..
ابتلع ريقه…وخرج صوته مهزوزا..
انتي السبب..انتي اللي..
صرخت بأعلي صوتها به..انتي ايه..؟
انا ايه..انت اللي مقرف وقذر..انا بقرف منك..يااأخي..
ياريتني ماكنت شوفتك ولا عرفتك..
واحد زيك وسخ قذر..
بلاش تجيبها فيا..
أنا بكرهك يااخي..مابكرهش حد في حياتي قد ما بكرهك..اتفو عليك….
جبان وواطي….حقير..
كف يده التي حطت علي وجهها بغل وصراخ من أخرستها..
احمد..اخرسي..انتي نسيتي نفسك.. ولم يعد يدري ماذا يقول كعادته..انطلق مارده..
انا اشتريتك بفلوسي..مبتبصيش لنفسك في المرايه..
انت مقامك الخدمه وبس وهتجوز روان وانتي هتعيشي تخدميها وبس..
وابقي وريني مين هيقف جمبك أبوكي اللي في كل مره بتروحيله بيرجعك زي ال…ليا..
ولو عاوزه تتطلقي يبقي تتنازلي عن الولاد ومع السلامه..
فريده..بصراخ..اه ياخسيس..هتفضل طول عمرك خسيس..
ولادي بعينك..كله الا ولادي مش هسمحلك..أبدا..
هاخدهم من عينك..انت تعرف ايه عنهم اصلا..
انت ولا حاجه بالنسبه لهم..
ازداد شجارهم وملأ المكان وازداد صراخها
مع ازدياد ضرباته لها..
كان صاعدا للاعلي ليعطيها اولادها فاستمع للمشاده بينهم وما القاه علي مسامعها..حرفا حرفا..
ازداد الصراخ واشتعلت النار بقلبه من اخيه..
سيحطم فكه….
وضع سليم ارضا وبجانبه أخته..
وارتفع صوته..ينادي علي اخيه..
خبط الباب المرتفع لم يثنيه عن ضربها واصبح كالمجنون..
لم يجد حلا الا بكسر الباب ولا احد هنا غيره لقد
ذهبوا جميعا..
عابد..افتح ياأحمد..افتح ياجبان..
ارتفع صراخ الصغار..
ولم يجد ردا فاستجمع قوته وكسر الباب..
دخل وجده يكيل لها الضربات
وهي فقط مستقبله بلا حراك..
أزاحه من عليها بغضب وفوجئ بهيأتها..العاريه..
عابد..ياوسخ..بتضربها ياوسخ..
قسما بالله لو ماكنت اخويه لقتلك…دلوقت..
أحمد بغل منه….اه الفارس الهمام..متقول بقي ان عينك منها..بدافع عنها اوي وبحرقه..عينك من مراتي… بتحبها..
لكمه عابد بفكه..اه ياوسخ..ياريتها ترضي بيا وانا كنت أجيبلها الدنيا تحت رجليها..ياوسخ….
انت متستهلش ضفرها..
تبادلو اللكمات..وهي تبكي بقهر..لمحت صغارها الباكين..
قد اقتربو منها ولم تستطع أن تضمهم بيدها لتطمأنهم..
عابد وهو يزيحه بيده للخارج..غور من قدامي والا هخلص عليك..غوور..
انت اللي زيك ميستهلش غير واحده زي روان فعلا..
واحده خرج بيت روح.. ربنا ياخدك..
فر من أمامه…هاربا…كالفأر.. متمتما بأقذر الكلمات بحقه وحقها..
استند بيده علي باب الشقه ينهج بتعب..
لمح عباءتها بأحد الجوانب..فجلبها لها
واعطاه لها ومازال مستديرا يغض بصره عنها..
عابد..خدي يافريده استري نفسك..
جذبته بأيد مرتعشه..ترتديه بتعب…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خبط علي باب المنزل القديم….
جعله يتحدث بلهفه..بعدما انتظره طيله النهار..
شوفي مين ياام فريده..دا اكيد راجي..
شريفه..حاضر ياعبدالله قايمه اهوو..
دخل راجي بعدما رحب بشريفه..
راجي ابن عم عبدالله يعمل حارسا ببيت الحاج راشد..منذ زمن….
حينما انتقل باحثا عن لقمه العيش….وهو حلقه الوصل بين اهل فريده وعبدالله ينقل له اخبارهم..
بعد الترحيب به..
عبدالله بلهفه..ها ياراجي ايه الاخبار..
راجي..بحزن..مطمنش يا عبدالله الحاج قالب الدنيا علي بنت بنته وامها تعبانه اوي وحالتها صعبه…
علي عيني اشوف الست ناديه كدا ومطمنهاش..
منها لله اللي كانت السبب..
عبدالله بحزن…مش هيا بس اللي حالتها كرب بنتها كمان..شايفه الذل ومش قادره تتنفس قولتلك قول للحاج راشد واطلب الحمايه..منه..
راجي…ومين جالك محاولتش..اني حاولت كتير اجوله..
لكن المره السو وجفالي بالمرصاد..وبتهددني بعيالي.. دا حتي يوم ما جررت تبعت فريده لامها من سنين معرفش منين عرفت وكانت هتموت ولدك فيها..
عبدالله..يااه للدرجادي الغل والغيره عامينها..
راجي..طبعا..الست ناديه كيف البلسم ويتغار منيها.
ربنا قادر يشفيها..
عبدالله.. بتنهيده..علي عيني يابنتي..
كل مااقول هتفرج..اظاهر ان قدرك كدا..يابنتي..
.ربنا يقرب البعيد….
راجي..يارب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتبهت لوقع أقدام آتيه باتجاهها..
كانت تجلس بالشرفه ناظره للاشئ كعادتها..
دخل باحثا عنها بعينيه…عمته الحبيبه..تفهم عليه أكتر من والدته….يرتاح بجانبها ويفضي ما بصدره لها..
لطالما كانت تسمعه وتحاوره..منذ تعبت ودخلت بحاله صمت وهو يأتي كل فتره يفضي بمكنون قلبه وتسمعه بصمت
وحدها عينيها التي تعبر عن تعاطفها معه.. ولما يخبرها به..
يعلم انها تفهمه وتشعر به..يدها التي تمسد علي رأسه تجعله مستكينا..
يدها الحنونه تذكره بيد أخري لطالما كان يخبرها بأنها دائه ودوائه..
وسط شروده لم ينتبه انه جلس بالفعل أمامها كطفل صغير وأرجع رأسه للخلف وبالفعل يدها الحنونه امتدت لتمسد رأسه بهدوء..
لم يخطئ ابدا..هي تفهم وجعه..
كيان..بلهجتهه الصعيديه التي دائما ماكانت تؤنبه علي تناسيه لهجته وتخبره دائما ان يتحدث بها معها…
ابتسم متذكرا حديثها يوما وهو يتحدث معها كأهل المدينه..
flash back.
واه ياكيان ياولدي جلتلك ميت مره كلمني صعيدي ياواد انت.. لهجتك الصعيديه بتوصل لجلبي طوالي..
back..
تنهد..يذكرها..
خابره ياعمتي..البنت اللي خبرتك عنها زمان…
كانت يدها بتشبه يدك اكده بتاخدني لعالم تاني..
لما كنت اشتاجلك.. والدنيا تقفل بوشي..
كنت اجري اخطفها لبعيد واجولها
مشي يدك علي شعري تعبان ونفسي ارتاح..
يدها كانت كيف يدك ياعمتي
كيف السحر ياعمتي….
ضحك مقلدا ايه..خابر هتجولي ايه بسرك..
هتجولي دلوك..يدي برديك ياواد اخوي..ولا يدها..
ابتسمت بزاويه فمها لحديثه ولم يلحظها هو..مسترسل بحديثه..
هجولك عندك حج ياعمتي..يدها كيف السحر وعنيها كيف شجر الزيتون وضحكتها كانت بتنسيني همومي لو كانت حمل جبال..
ارتعشت يد عمته وابعدتها من علي راسه شارده بعينين تشبه وصفه..
ولكنه باغتها بسحب يدها ووضعهاعلي رأسه مره أخري..
قائلا بصوت يملؤه الغصه..قلبه يؤلمه..
هي ليست بخير يشعر بها واه من قلبه ومراره الفراق..
واه من ضعفه لذاكراها..واه من حنين قلبه..وقهرته عليها..
واه وألف اه من قهر الرجال….
همس بتعب..
متبعديش يدك ياعمتي..عاوز ارتاح..ريحيني ياعمتي..
يمكن نار جلبي تهدي..تعبان جووي..
جووي ياعمتي…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
رواية رحماك الحلقة الرابعة
=ابعد عني روح لمراتك. وبمراره ودموع انهمرت علي خديها..
متجوز.!.مبروك…مبروك
أغمضت عينيها بحزن وقهر..
واسودت الدنيا بأعينها ولم تستطع
ان ترفع يدها لتجلب جلبابها
لتستر به عورتها التي انتهكها زوجها
ولم يلقي بالا انها هي عرضه وشرفه
باتت عاريه هنا.. امام اخيه.
تحاملت علي نفسها ومدت يدها تلتقطها..
ولم تستطع..
دوارها غلبها وجسدها يؤلمها كل شئ به يؤلمها.. حتي روحها المقهوره تؤلمها وجدا…..
ماأصعب ان يعريك من كنت تتوقع أن يسترك بيديه..
يخبآك بأحضانه عن العالم كله.. ومااصعب ان يخيب ظنك بمن كنت تحسبه الدنيا ومافيها.. فيعريك بيديه ويتلذذ بعذابك..
صرخت صرخه موجوعه مهمومه ودارت بها الدنيا واستسلمت لغيامتها السوداء التي تناديها..
وصورته هو صارخا بها آخر ما ابصرته..
ذكري بعيده…كانت اخر صوره له..
flash back..
قطع المسافه بينها وبينه مهرولا..
قلبه يخبره بأنها النهايه..
كيان بلوعه..ودموع حبيسه..
فريده..استني يافريده..عشان خاطري اسمعيني..
فريده..
.نطرت يدها منه صارخه به..
ابعد عني روح لمراتك. وبمراره ودموع انهمرت علي خديها..
متجوز.!.مبروك…
كيان..بهيستريه..اسمعيني ياعمري..انا..وحياتك مافي غيرك في حياتي..
فريده.. وهي تضع يدها علي اذنها
اسكت..اسكت..مش عاوزه أسمعك..
انت خذلتني زي كل حاجه حواليا خذلتني..
ابعد عني..
هرولت مبتعده…تجري ويجري خلفها..متوسلا اياها ان تسمعه..
غابت بين زحام الطريق وغاب هو وانتهت الحكايه…
back..
أغمضت عينيها واسمه يتردد..علي لسانها بهمس..
أن ينتشلها..ينقذها..ياليتها استمعت له..
وياليت..
ـــــــــــــــــــ
ياليتني…انتظرت وبين ذراعيك..ألقيت مر دنيايا..
راضيه انا وأكتفي..ان كنت لقبلي..وان لم تكن يا فرح وهنايا..
ياليتني عدت ولم أصدق ما سمعته أذنايا..
ياليتني..وياليتني..
ولكن هل بالمني..ياعمري…تلتقي دنيانا..
ــــــــــــــــ
التفت مسرعا علي صرختها..
عابد..فريده..مالك فيكي ايه..
اغمض عينيه عن عورتها وجلب جلبابها وحاول ستر
عورتها به قليلا..
حتي يستطيع رؤيه ما صابها..
عابد بتوتر..فريده فوقي..فوقي يافريده..
التفت لابن اخيه ذو العامان..
سليم يا حبيبي هات ازازه المايه اللي هناك دي..بسرعه..
انتبه الطفل لعمه وذهب يلبي ندائه..
ـــــــــــــ
كانو بالخارج وصادفوه.
أثناء خروجه بتلك الحاله..
ضربت الام يدها علي صدرها..
الام..احمد مالك ياعين امك مين عمل فيك كدا..
لمعت عينه بخبث..ومارده تحكم..به…
انتبه لوالده. يتحدث بخوف..
.في ايه يااحمد مين بهدلك كدا..
احمد بصراخ مصطتنع…
ابنك الكبير اللي عامله كبير العيله
وكله يمشي تحت طوعه
اطلع شوفه في حضن مراتي..
سليم.. بصياح..انت اتجننت..
.اخرس ياوسخ ايه الليى بتقوله علي أخوك دا..
احمد..مش مصدقني اطلع شوفهم بنفسك..
وكأن.. والدته فهمت مايريده
فصرخت بعلو صوتها
الي ان التمت الحاره التي يسكنون بها علي اثرها
طلعت مسرعه وهو وراءها يتمني ان يكونو كما تركهم
حتي تثبت تهمته عليهم…ووالده ايضا..
صعدت الدرج بهروله..تتمني بداخلها ان يكون ما يقوله صحيح
ستكون فرصتها لتزيحها
وتشفي غليلها منها ومن والدتها.. واخيرا..
اندفعت لداخل الشقه..
فوجدتها تصارع لفتح عينيها
بين يدي عابد….
ضربت صدرها…يلهووي..
بتعمل ايه ياعابد ملقتش غير مرات اخوك..
يلهووي…
سليم الاب.. بصدمه..
لم يكن يتوقع بهم هكذا..
ياخساره ياعابد..مكنش العشم يابني..
عابد..بعدم فهم..في ايه يابابا اطلب الدكتور لو سمحت فريده تعبانه جدا..
اندفع احمد ليكمل مابداه..
اهو يابابا شوفت عريانه وفحضنه
مقدرتش استحمل…
لولا انو اخويا كنت قتلته..
اشتعلت عين عابد واقترب منه صارخا به..
انت بتقول ايه ياوسخ
هيا حصلت لكدا..اتقي الله يااخي..
متصدقهوش يابابا..دا هو..
صمت بصدمه حينما حطت يد والده علي خده
لاول مره…
عابد.. بصدمه وبعيون جاحظه..
بابا انت مصدق ان انا اعمل كدا بجد..
كانت استفاقت وامسكت بجلبابها لتستر نفسها به..
انقضت عليها حماتها
خاطفه اياه من بين يديها..
صائحه بها…
لا هتخرجي كدا ياوسخه عشان تشرفي ابوكي وامك الشريفه.. وعيلتك..
وبغل امسكتها.. قومي معايا…..
خلي الدنيا بحالها تشوفك
وتشوف وساختك..
اويناكي ولميناكي.. بس تقولي ايه الوسخ وسخ..
مانتي كنتي مدوراها في مصر وال ايه دكتوره…
صاحت بعلو صوتها..
.. تعالو شوفو الدكتوره المحترمه.
فريده. بقهر.. لحالها وحال ابنائها الباكين…أنا معملتش حاجه..قولهم ياعابد..قولهم..
أرجوك يابابا…
سليم الاب..باشمئزاز..لابنه..هتقولي ايه وانا شايفها بالمنظر دا في حضنك..
اخص عليك ياخساره تربيتي فيك..امشي من هنا وخد الوسخه دي معاك..
عابد بصدمه. لتاني مره..
يعيد عليه عتابه الخلوق..لربما يفيق والده ويصدقه…حتي انت يابابا انت تصدق ان انا اعمل كدا..انت مصدقهم فعلا…
الام بغل….وهي تدفعها وتصرخ بها و تسحلها للاسفل
حتي أصبحت بخارج المنزل
والتم الجميع علي صراخها..
برا برا ياوسخه..تعالو ياناس شوفو الست الدكتوره جيبنها منين….
ازدادت الهمسات حولها وضعت يدها حول جسدها العاري..
تستره بيدها..
صرخ بهم… ان يصمتو ..
وانتزع قميصه واندفع يلبسها اياه..
فريده بهستيريا.. ولم يعد يعنيها شيئا غيرهم..
ولادي ياعابد..ولادي..
عابد بصلابه..أمشي يافريده..امشي وحياه دموعك وظلمي وظلمك دا لجيبهوملك من عينهم…
فريده..لا مش هسيب ولادي لشبيه الرجال دا واجتمعت بها قوه العالم..
ونفضت يده الممسكه بها..
واقتربت منه..تخبره بقوه..
ارمي عليا يمين الطلاق ياشبيه الرجال
وهات ولادي بالذوق..
احمد بحقد..بعينك تشوفيهم ابقي خلي عابد بيه ينفعك…
عابد..بحزن.وتهكم…ياعيني عليك يااخويا اخرتك هتبقي وحشه..وحشه اوي..
اديها ولادها بالذوق وخلينا نمشي ميشرفنيش
ابقي من العيله دي..
الام بغل…اسكت ياعابد ضحكت عليك
وخسرتك اخوك..
اقترب ذلك الشيخ اماما للجامع جارهم المقرب..
.اتقوا الله ياجماعه دي اعراض ولايا…
الام..تقصد ايه احنا بنتبلي عليها
ماتبص بعينك وشوف..
استغفر الرجل في سره وغض بصره هامسا..ربنا يتولاكي برحمته يابنتي استعوضي عيالك واستودعيهم عند ربنا..
اللي زي دول انعدمت الرحمه من قلوبهم..
اقتربت بحزن ودموع عيونها اغرقتها..منه..قولهم ياعم الشيخ قولهم بالله عليك خليهم
يدوني ولادي..
اقتربت زوجه الشيخ
ولعلمها بما تعانيه فريده..
منها وبيدها جلباب..تعالي يافريده يابنتي البسي هدومك..ربنا عالمفتري يابنتي..
استسلمت لها وسترت جسدها….
كان عابد ادار سيارته واقترب منها..
قائلا بأمر..
اركبي يافريده..
نظرت لطفلها الباكي وحماتها تكتفه بيدها وهو
يصرخ ماددا يديه لها صارخا بماما..
وكذلك ابنتها التي يحملها
احمد لاول مره بحياته
وينظر لها بشماته وانتصار..
صرخ بها عابد..اركبي يافريده..
اغمضت عينيها أخيرا
واستسلمت لرياح الغدر لتحملها كيفما تشاء..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت روان…
أمل.. روان بقولك ايه انتي متأكده من اللي انتي بتقوليه..
انا خايفه..اوي..
هو مش كدا يبقي اسمه زنا بردو..
روان بخبث..يابت زنا ايه انتي غبيه
دا كله كلام في التليفون هو انتي شيفاه يعني في حضنك..
انتي كدا هضيعيه من ايدك..
دا مهندس يابت يعني فرصه تغيظي بيها
ست فريده بتاعتكو دي
اللي حطه مناخيرها في السما.. وبعدين ماانا اهو انا واخوكي..
واهو خلاص هنتجوز..يابت اتعلمي بقي..
التمعت عين امل بتحدي..
عندك حق يابت ياروان..
انا لازم اسمع كلامه
عشان يجي يتقدملي وساعتها تبقي الروس اتساوت..
بس انتي ضامنه ابن خالك دا..
روان بخبث..طبعا..بقولك هو زمانه جاي..هبقي اسيبكو تقعدو شويه مع بعض
واروح اقضي حاجه كدا…وامي مش هنا دلوقت..
انتي فاهماني بقي..اي حاجه يقولك عليها تعمليها..
عصام بيحبك ومعجب بيكي..
رن جرس المنزل..فجرت تفتح..له..اهو جه اهو..
ظبطي خلقتك دي يالا..
أمل..حاضر اهه
والله وهكسر نفسك يافريده هانم..
روان..بقولك ايه البت جوا انا هسيبكو شويه..عاوزاك تنفذ اللي اتفقت معاك عليه..
عاوزه أجيب مناخيرها الارض..
عصام..بخبث..عيوني ياجميل..بس كله بتمنه..
روان..بدلع..طبعا هو أنا ليا الا انت ياعصومي..
عصام..هو دا..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بسوهاج..
نزلت الدرج بعدما تخلت عن احتشامها..استعدادا للنوم..
وارتدت منامتها الورديه التي تعشقها.. كانت اهدتها لها والدتها بأخر عيد ميلاد لها قبل الحادث..
جاءت لتخلد للنوم وبحثت عن اخيها..
ولم تجده فرجحت
ان يكون بالخارج مازال يلعب بالكره..
فلم ترتدي ثيابها المحتشمه كعادتها ولا نظاراتها الطبيه..
نزلت الدرج مسرعه.. تبحث هنا وهنا..
فلمحها ذلك الجالس علي حاسوبه
ناظرا لها ولما ترتديه.. بصدمه..
من تلك..
انطلقت لخارج.. البيت العريق كما يسموه
الدوار..تنادي أخيها..
محمد يامحمد….
خرج ورائها…ينظر لها بصدمه من جمالها وشعرها الذي يهفو خلفها..جسدها التي كانت تخفيه
بتلك الثياب التي كان يسميها شوالا عليها..
ابتلع ريقه..وهو يعلم انها تخشاه ولا تريد الاقتراب منه دائما..وهو لم يكن أكثر حالا منها..فكان ينبذها دائما..
هي ابنه عدوتهم كما يخبره والده..وعمته..
اذن ماذا حدث له..
سلمي..وينه ده..اف يامحمد..
اقترب رحيم ابن راجي لغياب والده
فقد رحل لاقاربه بالمنصوره..
كما أخبرهم..
رحيم أكبر منها بعامين فقط..
ايوه ياسلمي بدوري علي محمد لساته عم يلعب بره..خشي انتي جوه واني هروح اندهولك..
سلمي..ماشي يارحيم بس جوله ياجي..
بسرعه الله يرضي عنيك انا جلجانه عليه جوي..
رحيم بابتسامه..عيوني ياسلمي فوتي انتي للدوار واني هروح اشوفه…
سلمي..لا هملني اهنه وروح انت..
صرخ بها بغيره..وبلهجه صارمه..ما قالك خشي للدوار..ولا عجبك المرقعه دي..
التفت بانتفاضه من صوته المرتفع..
فهد..انت..
فهد بحده..خشي جوا استري نفسك وبلاش مرقعه..
سلمي..بحده..الزم حدك يافهد
ومتحدتش معاي تاني مره اجده
اظاهر اني اكمني سكتالك علطول هتسوج فيها..
بلاش دور البطل الهمام ده..اني حره اعمل كيف مابدي..
لا اني اخصك ولا انت تخصني..واظن دا حديتك
ولا نسيته….
فهد..بصراخ..سلمي..
اتاه صوته الحاد..
كيان..بحده.فهد..متعليش صوتك
علي بنت عمتك..فاهم..
خشي ياسلمي جوا..
دخلت للدوار بعدما رمقته بنظره حارقه..
فهد..انت بتقويها عليا ياكيان..
كيان..لا بقويها ولا حاجه يااخويا…
ملكش دعوه بعد كده بسلمي..
واظن انت بنفسك رفضت جوازك منها لانها مش استايلك زي مابتقول وفضلت بنت عمتك
سحر عليها..يبقي خلاص ملكش دعوه بيها..
فهد..بلاش دور الصعيدي اللي عيشلي فيه دا ياكيان..
كيان بلهجه حاده..له..
الزم حدك يا فهد ومدام مش عجبك الصعيد.. متجيهوش تاني..واسمع سلمي ومحمد في حمايتي واللي يتعدي عليهم اتعدي عليا..فاهم….
ونصيحه بلاش تيمع لعمتك كتير وأبوك عشان متندمش..
وانت اخترت يبقي خلاص ملكش دعوه بسلمي..
فهد بغيظ..ومالهم بقي ولاد سحر..
ماانت متجوز منهم ولا حلال ليك وحرام عليا..
اشتعلت عينه وقد تذكر بلاءه
وزواجه من ابنه عمته سحر..
غلطته الوحيده…ولولا اجبار والده..
له لما تزوجها ابدا…
نظر لفهد بتهكم..قائلا..عندك حق..ربنا يسعدك بس اتمني يااخويا مترجعش تندم..
عن اذنك…
ــــــــــــــــــــــــــــ
مساء..
بمنزل والد فريده..
تجلس محتضنه ابنتها تبكي علي ما صابها…
دخل راجي وعبدالله بعدما انتهت الجلسه العرفيه التي أعدوها كبار البلده في محاوله للصلح بينهم..
واعاده اطفالها..
دخل مسرعا منقضا عليها
ممسكا بها من شعرها..
فضحتيني..فضحتيني يابت الاكابر
وارتحتي اودي وشي فين من الناس
منك لله..يافريده دا جزاء تربيتي فيكي..
عملت ايه عشان تفضحيني كدا..
وقفتي حالي وحال اختك فضحتيني..
فريده..والله يابابا ما عملت حاجه دول بيكدبوا..صدقني يابابا….
عبدالله..وفكرك بعد ما خرجتي عريانه بقميص النوم هيصدقوكي..
راجي..حرام عليك ياعبدالله سيب البت..
هتبقي انت والزمن عليها..
عبدالله بصراخ..له..انت السبب انت اللي بليتني بيها..
خدها من هنا مش عاوزها..
بسببها ابني كان هيموت..
وبنتي هيقف حالها مش هتلاقي اللي يتجوزها..
كان يقف بجوار المنزل
بعدما اتي مسرعا خوفا من والدها
بعدما استطاع احمد ووالدته ان يثبتو التهمه عليهما..
لقد توقع ان يثور والدها ولكنه لم يتوقع ابدا ما يستمع اليه..
راجي..حرام عليك ياعبدالله..
ياريتني ما جبتهالك ولا امنتك عليها
انت السبب اوعي..
تعالي يافريده يابنتي..
فريده..بدموع..ولادي فين..فين ولادي ياعم راجي..
عبدالله.ولادك هتتنزلي عنهم وهتغوري من هنا انا اتبريت منك قدام البلد كلها ميشرفنيش تبقي بنتي..والحمدلله انك مش بنتي..
دخل عابد بتلك اللحظه ولم يعد يحتمل..أكتر..
ايه اللي بتقوله دا ياعم عبدالله انت مصدق كدا في بنتك..
عبدالله..اهلا انت شرفت يالا خد الوسخه دي من هنا وامشي معدتش تلزمني برا..
راجي بذهول..انت اتجننت ياعبدالله..
عبدالله..وانت كمان برا..وخد البلوه دي اللي بليتني بيها معاك..مش بنتي ولا عاوز اعرفها من اليوم دا..اللي بيني وبينك انتهي..
شريفه وهي تتمسك بابنتها التي ربتها ببكاء..
حرام عليك ياعبدالله فريده لايمكن تعمل كدا..
عبدالله..وهو يخلصها من أحضان ابنتها..
ابعدي ايدك عنها..برا برا بيتي..
احتضنها راجي بعدما دفعها عبدالله..
فارتمت بأحضانه بقهر..
ولادي ياعم راجي..عاوزه ولادي أرجوك..
راجي بحزن ووجع لوجعها..
علي عيني يا غاليه يابنت الغالين..
علي عيني..يابنتي
يتبع
رواية رحماك الحلقة الخامسة
الماضي…ذكريات من عمر فات..
ــــــــــــــــــــــــــ
ارتمت شريفه أسفل أقدام زوجها عبدالله تبكي بحرقه علي ابنتها وما صابها..هي ليست ابنتها بالفعل..ليست من دمها ولكنها ابنه روحها ربتها واكتفت بها عن الدنيا حينما استعوضت الرب حينما تأخر انجابها..ذلك الرجل الذي يقف أمامها كان احن عليها منها نفسها ماذا حدث له..ولم فعل..
صرخت به بحرقه…
شريفه…ليه ياعبدالله ليه كدا دانت روحك في فريده ياعبدالله…
ليه دانت الدنيا بحالها كانت تيجي عليها وانت تقف في ظهرها..
ليه بعدتها عني وعنك وسبتها من غير ظهر..
فرطت فيها ليه ياعبدالله..
بنتي استحاله تعمل كدا…استحاله..حرام عليك ياعبدالله..حرااام…هاتلي فريده ياعبدالله هاتها..
انحني الرجل الذي غزي الشيب رأسه وتهالكت قواه بجلبابه المهترئ من العمل بالاجره هنا وهنا…
ودموعه أغرقت وجهه..
عبدالله…قومي يام فريده..قوومي أنا عارف بنتي ايه وربيتها ازاي..
شريفه بصدمه وصراخ..عااارف..ومع ذلك صدقتهم وطردها من حضنك ومن بيتك يااما قلتلك بنتك مكنش ليها الجوازه دي وانت اللي قلت راجل وهيشيل عنها غدر الزمان ويقويها..
كنت شايفها بتنطفي يوم بعد يوم وسبتها تغرق لوحدها..حرام عليك والله حرام..
أغمض عينيه ودموعه أغرقت لحيته..
عبدالله.عشان تقوي ياشريفه طردتها…عشان تعرف تاخد حقها من عينهم وترجع لحضن أهلها طول مالقياني صدر حنين ليها هتفضل في حضني وعمرها ماهترجع لاهلها..
فريده لازم تقوي ياشريفه…فريده لازم تتعلم تأخد حقها…
شريفه…كان ممكن تاخد حقها وهي في حضن في بيتي..
عبدالله…بحده..افهمي بقي فريده طول ماهيا معانا هتفضل المره السو عينها عليها لازم تبعد عن هنا..لازم..
تركها ودخل غرفته يبكي مراره فراقها…
صرخت شريفه بصوتها الذي ضعف من كثره الصراخ تنادي ابنتها بحزن..تناجيها وكأنها تسمعها..
ابنتها ربيبتها وهل ينكر احد..
(هناك أهل قادرون علي جعلك تكره الدنيا ومافيها..يحطون منك ومن قدراتك..يخبرونك پكل الطرق أنك عاله وانكتبت عليهم..غير قادرون علي فهمك وفهم تخبطاتك..ومن وسط عتمتك يظهر لك أشخاصا..يجعل الله بهم القليل كثير والشر خير لك..
هي أقدار قدرها الله لنا..وعسي أن تكرهو شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا..فلتؤمنو بأنفسكم أولا..وبأنكم قادرون..)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت راجي بالبلده نفسها..
بعدما اصطحبهم راجي له…
جالسون وكل بواديه…الي أن قطع عابد الصمت..
متسائلا وعينيه عليها يؤلمه قلبه عليها وكثيرا..
لقد دخلت بيتهم ورده متفتحه وانتهي بها الحال هنا وهكذا..
تنهد بعدما خطر علي باله ماحدث بالماضي لو لم يحدث لكانت أميرته هو…زوجته..ولكنها أقدار..
استدار لراجي الجالس بخزي..
عابد..ممكن بقي افهم ايه الحكايه..
وازاي فريده مش بنتهم.. عاوزك تحكيلي وتقولي الصراحه..
راجي بتنهيده..بعدما رمقها متسائلا بعينيه أن يخبره..
فأومأت بايجاب لثقتها بعابد..
00:00 / 00:52
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player
هحكيلك..يابني..
من 25عام…
كنت راجل غلبان.. علي قد حالي وعاوز اكون نفسي واتجوز ويبقالي بيت وعيال..
لفيت بلاد كتير ادور علي لقمه العيش هنا وهنا..
لحد ماحد ابن حلال دلني علي دوار الحاج راشد اليماني..راجل كباره كان راجل ولا كل الرجال..
راجل حكيم وعادل…من سوهاج..الراجل كان خيره كتير ومغرق الكبير والصغير..
روحت ورحب بيا وعاملني زين..
وارتحت قووي عندهم..
ومن هنا بقي ابتدت الحكايه..
الراجل ده كان متجوز بنت عمه فريده
وكان بيحبها حب كبير قوي ياولدي..
وخلف منها بنته ناديه..اللي هيا تبجي والده فريده..
بس يشاء القدر تحمل تاني وتموت وهي بتولد ابنها التاني ويموت ولدها التاني معاها..
حزن راشد كتير عليها سنتين مرت..
بس اياميها والده اليماني الكبير غصب عليه يتجوز بنت عمه التانيه..سعديه
اتجوزها وخلف منها بنتها سحر وولده سويلم..
بس كانت بنته ناديه عنده غاليه جوي عشان من ريحه مرته اللي لساته عم يعشقها..
بنت عمه اللي اتجوزها كانت مره سو..
.زرعت في جلب ولادها الاتنين الحقد والغل..لحد ماخلاتهم كرهو ناديه وعدوها..
ولان ناديه كانت كيف القمر زي امها الله يرحمها حبها ابن عمها مراد وعشقها..بس سحر كانت عينها علي مراد..
مراد كان حبيب عمه راشد وكان بيعده انو يبقي كبير العيله من بعده بعد ماظهر الحقد علي ابنه سويلم..ساعتها عرف انه مينفعش يبجي كبير ناسه..
هينشر الظلم والفساد..
اتجوزت ناديه من مراد وحملت في فريده بعد عذاب كبير وسنين من اللف هنا وهنا كان مراد طاير من الفرحه….
ومعاه كانت بتجيد نار سعديه
وبنتها سحر كانت عاوزه بنتها تتجوز مراد ياجل تكون مرت الكبير..
وجه يوم الولاده ولدت ناديه بنت كيف الجمر سموها علي اسم الغاليه ام ناديه..فريده..
فات اسبوع..والنجع كلاته بيدعي بالخير والبركه لراشد وحفيدته الغاليه اللي جت بعد سنين وابن اخوه مراد…
وفي ليله كانت قاسيه والمطر شديد جوي فاكره كيف انهارده..
كنت قاعد بالغرفه اللي بناها ليا الشيخ راشد..مداري من المطر..لمحت.ضل حد بيخرج بسرعه..
الفار لعب في قلبي كانت الساعه داخله علي نص الليل..
اتسحب وجريت وراه..لقيتهاسعديه…وبيدها لفه صغيره لفاها..فضلت ماشيه واني وراها..لحد ماوصلت لاخر النجع حته مقطوعه بينها وبين الجبل مفيش..
لمحتها وهي بترميها بغل عالارض..
وقتها معرفتش اتصرف وقفت مشلول معرفتش اتصرف وفجأه..
flash back..
سعديه وهي تستدير بحده له..
فكرك انك هتخوفني يااك وانت عم تتسحب اكده ورايا..
اني هخلص عليك اهنه ولا كأني حاجه حوصلت..
راجي..ايه ده لا احب علي يدك ياست سعديه اني مشوفتش حاجه..اؤمريني..
التمعت عينيها بخبث..
سعديه…يبجي تنفذ اللي هجولك عليه بالحرف..
راجي…أمرك ياست سعديه.. أمرك..
سعديه وهي تلف حوله كالشيطانه..
انت خابر بت مين دي واشارت لقطعه القماش الملفوفه بها..
راجي..ايوه خابر ياست سعديه دي فريده بنت ست ناديه..
سعديه..عفارم عليك..انت خابر اني لو سبتها اهنه هتموت وهترتاح..وهيعرفو انها ماتت..وهيحزنو يومين..وهينسوا والعجربه دي هتخلف تاني وتالث وهيتهنوا..
انما لع..اني عايزاها تعيش العمر كلاته محروج جلبها علي بتها..
راجي..ليه اكده ياست سعديه..دي طفله صغيره ايه ذنبها..
سعديه.بصراخ..اخرس..
انت هتسمع اللي،بجولك عليه..والا هخلص عليك اهنه..
راجي بخوف علي عمره…حاضر هسمع ياستنا..
سعديه.. ايوه اكده..
انت تاخد البت دي وتشوف افجر واحد في بلدكو وتديهاله…يربيها…يعلمها الشحاته..يعلمها السرجه..اي شئ….
راجي..بس يا..
سعديه مسرعه.. وهي تقرب المسدس من راسه..جولت ايه..
راجي..أمرك ياست سعديه..
سعديه..عفارم عليك..
back..
عابد..بصدمه..مش معقول..
راجي وهو يبتلع ريقه وينظر لفريده التي تستمع بصمت..
كان عبدالله ابن عمي اول واحد جه في بالي كانت مرته معوجه في الخلفه وحالته عدمانه ولاني عارف ان شريفه وعبدالله مفيش في حنيتهم جبتهالهم وبجت بنتهم رسمي استخرجولها شهاده ميلاد باسمها ولاني عارف غلاوه اسم فريده عنديهم خليته يسيبها باسمها فريده..
كان عايش بالمحله ولما حكيتله حكايتها صعبت عليه وانتقلنا كلياتنا اهنه المنصوره وفضلت اني حلقه الوصل بيناتهم..
عابد طب وليه..محاولتش تقول لجدها او ابوها..
راجي..بسخريه..حاولت كتير بس في كل مره كانت بتههدني بولادي..وخصوصا بعد مالحاج راشد أمر يبنيلي الاستراحه واتجوزت من هناك وخلفت كمان..
كانت طول الوقت بتهددني بيهم..
ولما فريده كبرت وحبت تدخل طب الشجاعه خدتها وقالت هروح لجدي واحكيله
وقتيها كان ابوها لساته موجود..بس يافرحه ماتمت..
كانت شريفه بعد سنين ربنا كرمها باكرم وياسمين..
اكرم وقتها كان بالاعداديه..
فجاه عمل حادثه وكان هيموت..
لجيت بتها سحر بتجولي جول لعبدالله قريبك..
دي قرصه ودن المره التانيه لو فكر يبعت فريده هيموت..
عابد نعم…دي عصابه..طب وعرفت منين..ان فريده ناويه تروح لاهلها..
راجي بخزي…سمعتني ياولدي واني بكلم فريده بالتليفون واوصفلها الطريق..
راجي..سامحيني يابتي سامحيني..أني جبني وخوفي هو اللي وصلوكي لاهنه.. حرمتك بيتك وعيشتك المرتاحه..بس لو مكنتش نفذت كانت سبتك للديابه كلتك ودي وليه معدومه الضمير والرحمه..
عابد..باصرار..انتي لازم ترجعي لاهلك يافريده..
أنا هروح لجدك بنفسي وأحكيله..
فريده..باصرار..لا..
عابد..بصدمه..لا ليه..دا حقك.. انتي بتفكري ازاي..
فريده..لا.. وانتهينا…يوم اما ارجع لاهلي ارجعلهم بعاري دا.. ازي كان أبويا اللي مربيني وعارفني صدقهم..
عاوزهم هما الصعايده يصدقوني دا مش بعيد يقتلوني..
عايزني أرجعلهم ياعابد..
وكدا واشارت لنفسها كدا..
لا والف لا..
لو عاوز تساعدني بجد…عاوزه ولادي..
وبس..
ارجوك ياعابد..عاوزه ولادي..
أنا استكفيت من الدنيا بحالها..لا عاوزه أهل ولا عيله
عاوزه ولادي وبس..
عابد.. بتنهيده ووجع علي حالها..
حاضر يافريده..حاضر..
أوعدك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلا..
ببيت أحمد..
ومع دعوات بقلب مكلوم وقلوب تعبت من الظلم..
ورب عادل أقسم بعزته وجلاله لانصرنكي ولو بعد حين..
كانت تجلس امام حاسوبها مغلقه علي حالها تنفذ كلامه كالمسحوره وكأنه رمي تعويذه ما عليها فاصبحت طوع بنانه..
فاصبحت تخلع ملابسها له قطعه وراء قطعه منغمسه فيما حرمه الله..
أمام ذئب كان تخصصه هي وفقط..
سلط عليها….وكانت هي فريسه سهله..
أمل…كالمسحوره..أنا بحبك اوي.ياعصام..
انا كدا بقيت مراتك صح…
عصام بخبث..طبعا ياقلبي امال الورقتين اللي كتبناهم دول ايه…طبعا مراتي..
بقولك ايه يااموله…هستناكي بكره في…زي مااتفقنا هااا..
امل بتردد..طب هتيجي تتقدملي امتا..
عصام..ياحبيبتي أنا بس شقتي اللي في مصر تجهز واجي لابوكي علطول..أنا بحبك اوي ياأمل..
أمل..بجد وانا بموت فيك..
عصام..طب ايه مش يالا بقي…وحشتيني جدا.
وغابا معا بملذات الحرام..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بدوار راشد..
تنزل الدرج بخيلاء كعادتهم وتجاورها اختها بعدما اتو صباحا تصطحبهم والدتهم كتله الشر المتحركه..
سعديه بسعاده..يأهلا ياهلا بالغالين ولاد الغاليه..
حمدالله علي سلامتكو…
سلوي..تيته وحشتيني جدا..والبلد كمان وحشتني..
سعديه..اهلا بمرت الغالي نورتي الدوار ياجلب ستك.
سمر.. بمياعه.. الله وانا ياتيته. موحشتكيش.
سعديه..وانتي ياجلب تيته..انتي..
اقتربت سحر ابنتها وشريكتها..روحو انتو يابنات وانا هكلم مع تيته واحصلكم..
ذهبا وتركاها..
سحر بلهفه..ها ياامه..ايه الاخبار..
سعديه..أخبار ايه يابت انتي جلتلك جبل سابق انسيها من دماغك استحاله هتهوب ناحيه الدوار ولا تفكر ترجع اهنه واصل من آخر مره..
سحر بانتصار..عفارم عليكي يامه..خليها اجده تموت بالبطئ علي بنتها..
سعديه..اخرسي اياكي تتحدتي في الموضوع ده تاني جلتلك انسيه..
وبعدين..ركزي شويه مع ولاد خيك..بنتك الخيبه لحد الان معرفاشي تربط كيان بحتت عيل..
سحر…بغيظ..اسكتي يامه متفكرنيش دا لولا اني قعداله ليل مع نهار في البيت هناك مكنشي بات معاها في اوضه وحده.. ولا في البيت من أساسه..
ولولا سويلم اخوي ضغط عليه مكنشي اتجوزها..
قلبه متعلق بالبت اياها بتاعت البندر…
سعديه..بغل….ياما جلت لسويلم متسبش ولدك لناديه ومراد يربوه ادي النتيجه..
طلعت دماغه كيف دماغهم..نسخه من اللي مايتسمي اللي اتجوزته.. أبوكي..
جوي وجلبه مهيعشقش غير واحده..
بنتك لازم تربطه بحتت عيل..
سحر.. بحسره.. يامه دا مدخلشي عليها تقولي تخلف منه..
خبطت سعديه علي صدرها…
يامرك يا سعديه…كيف ده يامخبله انتي..
خبط نبوته علي الارض من نبأتهم بهبوطه..
هبط الدرج..ناظرا لهم بتمعن..لا يطمأن لجمعتهم..
اقتربت سحر مسرعه منه تقبل يده..
سحر..كيفك يابوي اتوحشتك جوي..
االحاج راشد..اهلا يابتي اتمني تكوني المره دي جايه وناويه تجعدي في بيتك وتحلي عن بتك وجوزها..
سحر بغيظ..يابوي مانت خابر اني هناك عشان سمر لساته في الجامعه كيف راح سيبها مع الشباب لحالهم اكده..
راشد..واظن يابتي ان الاوان ترجعي بنتك خلاص خلصت جامعه..
سحر..يابوي بس..
راشد.. بحزم.. جفلي
هنتحدتو في الموضوع ده بعدين..
يالا عالفطور..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي الفطور..
بمجلس يشبه المجلس العربي..
علي الارض..حيث يفضل الجد تناول الطعام به..
لا يحبذ الجلوس علي تلك الاختراع الذي يسمونه هم بالسفره..
رغم تجديدهم الدوار فاأصبح يشبه القصور العريقه بأساسه المذهب..
ونقوشاته العصريه التي لا تخلو من التميز..
التف الجميع حول الطعام أحدهم يجلس
بحب وفخر.. وأحدهم بتأفف.. وقرف….
سحر بتأفف لاخيها الجالس بعمامته الصعيديه بعيون تقطر غلا وكرها.. لأبناء أخته المريضه..
أبوك هيخليه لاممنا عالارض لامتا..اومال اخترعو السفره لايه..
سويلم..بخبث..هانت يابت ابوي بجي رجل جوه ورجل بره..
وأمسك اني الكبير وهنغنغك يابت..ونخلص من الحوش اللي حوالينا دول..
سحر بغل..يسمع من بوجك ربنا..
نظرت له زوجته بتهكم لحاله..شبيه اخته..
زينب زوجه سويلم وصديقه ناديه الوحيده
أخت مراد زوج ناديه. رحمه الله.
امرأه طيبه القلب تعشق ناديه وأبنائها كأولادها..
اقتربت من ابنه أخيها وابن أخيها الجالسون بخجل كعادتهم منذ مرضت والدتهم..
تغرف لهم الطعام بحب..
زينب..كلوا ياجلب عمتكم …. عشان هاخدكم وننزلو مشوار بعد اذنك ياعمي..
راشد بحب لهم..اذنك معاكي يابتي..جولي للسواق ياخدكم وين مابدكم..
محمد..هتجيبلي ياعمتي الفسبه اللي جلتلك عليها..
الجد..لاع مفيش فسبه الا بعد الاعداديه يامحمد..لساتك اصغار ياولدي..عليها..
محمد..بحزن..أمرك ياجدي..
كيان..بضحك..فسبه مره واحده يامحمد وانت اتعلمت فين تركبها علي اكده..
محمد بسعاده..من عماد صاحبي يا كيان..
علي صراخ سلوي بحقد به..
انت يابهيم انت..كيان كدا حاف..
اسمه أبيه كيان انت عارف بينك وبينه كام سنه..ايه الارف دا..
كيان.. بصراخ.. سلوي…. انتي تخرسي خالص..
محمد وهو ينكمش بأخته.بتوتر..
التي نزلت دموعها بحزن علي أخيها وكرههم الواضح لهم بلا سبب..أنا أسف مقصدش..
سلمي..بتحدي وبصوت مرتفع..متعتذرش يامحمد انت مغلطش،بشي..
وان كان كلامنا بيزعجكم جوي اكده من اليوم مارح نتحدت مع حد منيكم..
همت واقفه وأمسكت بيد أخيها وسحبته معها.
.عن اذنك ياجدي شبعنا…..
الجد..بأمر..اجعدي ياسلمي كملي واكلك..انت وخيك..
لساتني ماموتش عشان حد يتعدي عليكم بكلمه ماسخه..
أني اهنه الكبير وبجولكم محمد وسلمي خط أحمر اللي يهنهم هاني ومن اهنه ورايح اللي يعلي صوته عليهم مطرود برا الدوار
كيان..بحب معلش يا محمد انت تجول كيف مابدك..
ولا تزعل نفسك.. حجك عليا
ونظر لسلوي نظره تعلمها جيدا..
كيان..اعتذري حالا..
سلوي بخوف وحقد…أسفه يامحمد..
جلست سلمي بعدما اعتذرت لاخيها جبرا.. ..تقلب طعامها بشرود..
لمحته هي ينظر لها بشرود ونظره متردده فاقتربت منه بميوعه..
فهدي. حبيبي.مبتكلش ليه..
فهد..هااا مانا بكل أهو..
رفعت نظرها ووقعت علي همسهم فرمقتها سمر بتحدي..فبادلتها بأخري ساخره..
كيان بهمس لها..أقسم بالله ياسلوي ماهعديهالك..
سلوي ببتوتر…أنا كان قصدي..يعني..
كيان..بسخريه..اه مكنش قصدك هتفضلي طول عمرك تغلطي وتقولي مكنش قصدي..
ياشيخه امتا أخلص منك بقي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راجي..وهو يضع أخر طبق علي السفره..
يالا يافريده يابتي لقمه كدا علي ماقسم..ماكلتيشش
حاجه من امبارح..
فريده..مليش نفس ياعم راجي
راجي وهو يجلس بجانبها بحب..طب لو قلتلك عشان خاطر عمك راجي..
التفت له ولمعت دموع عينيها..علي وشك النزول…
وبخاطرها سؤالا واحدا.. خطر ببالها..
ان كان قلبها يحرقها علي فراق أبنائها من يوم واحد فكيف هي والدتها وقد شارفت علي عامها الخامس والعشرون بعيد عنها..
كيف هي والدتها وأشقائها..هي لا تريد شيئا سوي الاطمئنان عليهم..تعرف شكلهم..لربما التقتهم صدفه يوما..
فريده.. بتردد.. عم راجي..
راجي..ايوه ياغاليه..
فريده..أمي عامله ايه واخواتي..شكلهم ايه..
معاك صور ليهم..
هو انا يعني ينفع اشوفهم..
راجي ببساطه. وبسعاده لاول مره تسأل عنهم..
.استني اكده..واخرج هاتفه من جيبه..
راجي..بتعرفي في المدعوج ده..عليه صورهم اني خليت الواد ابني يصورهم عليه..لاجل ماخليكي تشوفيهم.. بيوم من الايام..
خدي اكده..
اخذت الهاتف منه وفتحته علي معرض الصور..
راجي..ايوه يابتي هي دي..امك..صورتها اهي..وهي دي اختك المحروسه سلمي..كيف القمر..شكلك..بالظبط..
ودا بقي محمد الصغير…
ودا ياستي جدك..لم تستطع اكمال المشاهده وأعطته الهاتف واه لو أكملت….
فريده بدموع…هي عامله ايه ياعم راجي احكيلي عنها…
راجي..هي مين يابتي..
فريده..أمي..
تنهد وحكي لها كل شئ وما تعانيه وما يعانوه وما حدث لوالدها..
فريده ببكاء…كل ده.. يارب بقي مكتوب عليا وعليهم الشقي والمرار العمر كله…
راجي..متقلقيش يابنتي الحاج راشد شايلهم بعينه..
يالا بقي ريحي قلبي وقوليلك لقمه..
فريده.. بدموع.. وبكاء حاد.. اكل ازاي ياعم راضي وانا مش عارفه ولادي
جعانين ولا شبعانين..والله ما قادره..يارب..ارحمني..
يااارب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمل..ايه القرف دا ماكنتو سبتوها تاخدهم معاها..من صباحيه ربنا ذن زن ..
حاجه تقرف..
الام..لسليم الباكي..اخرس ياواد انت وكل
سليم.. ببكاء.. أنا عاوز ماما..
الام بغل..امك ماتت انساها..
أمل..خدي البت دي يأمه شكلها عملتها علي روحها..ايه القرف دا..
التفت الام وصرخت بالطفله سيليا الصغيره..
ايه القرف دا..انتي لسه بتعمليها علي روحك..
انكمشت الطفله وكتمت بكائها من شده الخوف..
الام..أنا هربيكم من اول وجديد..سخنيلي يأمل المعلقه..عشان تحرم تعملها تاني..
أمل بسعاده..عيوني ياامه..
سليم بخوف.. طفولي علي أخته.. ودموع. لا ياتيته خلاص مش هتعملها تاني..وبقهر طفولي..
خلاص والنبي..
وكأن الرحمه انعدمت من قلبها..واقتربت تنفذ ماعزمت عليه….ولكنها لم تحسب حساب لجري الطفله..ناحيه الدرج خوفا..الي ان…….
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فريده..بوجع بصدرها…لعابد الذي أتي يطمئن عليها..
روح شوفهم ياعابد بالله عليك حاسه انهم بيصرخوا وانت عارف محدش هينجدهم..
محدش هيعرف عاوزين ايه..أرجوك ياعابد..
عابد..باصرار..فريده بصيلي وانسي شويه وفوقي..
احنا في مركب واحده دلوقت…
بصيلي ومش عاوزك تضعفي..دلوقت..
أنتي لازم تكملي سنه الامتياز اللي فضلالك عشان تقدري ترفعي قضيه وتكسبيها وتاخدي ولادك..
فريده..هو انا لسه هستني المحاكم ياعابد..دي فيها سنين..
عابد..بعزم..يبقي خلاص ماقدمناش غير حل واحد..
فريده..بلهفه..ايه هو ياعابد..
عابد..هنخطفهم يافريده..هخطفهم وتهربي من هنا..
فريده..ازاي..
عابد..متقلقيش أنا مخطط لكل حاجه..
عشان كدا..مش عاوزك ضعيفه..اللي جاي صعب..
ولازمله قلب قوي فهماني..
فريده..فاهمه.. وياليتها تعلم..وياليتها أصرت عليه الرحيــــل لرؤياهم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياعيني لا تبكي ولا تنحبي..
رب العباد موجود..لا تحزني..
عالم بحالنا وما صابنا..
عالم بشوقنا وجروحنا.
.وكل اللي فات مكتوب..
كل اللي جاي موعود..
عائد أنا من الماضي..والجوده بالموجود.
راضي أنا يارب..راضي أنا بحالي..
راضي أنا يارب..
وطعم المرار مرافقني..دايما..
مرافقني.. كان حالــــي
والله كان حالـــــــــــــي..
قربني منهم يارب..واجمعنـــــي بالغالــــــي
يتبع….
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق