رواية ناى نوح الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم ايلا حصريه
رواية ناى نوح الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم ايلا حصريه
كانت نايمة و حاطة راسها على رجلي و أنا بلمس على شعرها الناعم براحة، بصيت على عيونها اللي كانت بتلمع رمادي تحت النجوم و اتحمحمت قبل ما أتكلم:
_لازم نبطل نتقابل، المشرفات لو عرفوا هنتعا.قب.
بصتلي بض.يق و رفعت راسها قبل ما تتكلم بإعتر.اض:
_مش مهم، انت أخويا يا صهيب، ميقدروش يبعدونا عن بعض مهما حاولوا.
غ.صة اتكونت في قلبي من كلامها، بس أنا...بس أنا مش عايز أبقى أخوكِ! أنا مش أخوكِ الحقيقي ليه مش فاهمة كدا؟!! دا الكلام اللي كان نفسي أصر.خ بيه في وشها بس مع ذلك بلعته زي كل مرة قبل ما أتكلم في محاولة مني إني أغير الموضوع:
_قوليلي يا سلمى، ن..نفسك تطلعي ايه بكرا و بعده لما تكبري؟!
همهمت بتفكير قبل ما ترد:
_مش عايزة أطلع حاجة، هتجوز واحد غني و هخليه يصرف عليا و يجبلي كل اللي أنا عايزاه.
كت.فت دراعاتي و بصتلها بحاجب مرفوع قبل ما أرد:
_لا والله! و افرضنا مفيش حد غني جه اتقدملك؟!
بصتلي و ابتسمت فحسيت إن قلبي بيد.وب، بصيت بعيد و هي بدأت تتكلم:
_عشان ماما ثناء قالتلي اللي بيصدق بحاجة من كل قلبه لازم في يوم من الأيام هتتحقق.
رجعت و بصتلها تاني بر.جاء...يعني أنا لو صدقت من كل قلبي إنك هتبقي ليا هيجي يوم من الأيام و تبقي ليا فعلاً؟!
_______________________
الذكرى دي قبل عشرين سنة بالذات عالقة في دماغي، ليه؟
عشان ساعتها قررت أصدق إنها ليا، عملت كل اللي في وسعي عشان أبينلها حبي و مع ذلك ايه اللي حصل؟!
في الآخر اتجوزت و مشت و سابتني.
قوليلي يا سلمى الغل.طة كانت فين؟ اللي انتِ قولتيه ساعتها مكانش حقيقي و ماما ثناء ضح.كت علينا؟ ولا أنا اللي مصدقتش بالقدر الكافي عشان يتحقق حلمي زيك؟!!
كنت ماشي ناحيتها عشان أبشرها بإننا أخيراً عرفنا مكان ناي بعد ما تتبعنا مسار الكاميرات بس وقفت في مكاني و ضغ.طت على يدي بض.يق لما شفت جوزها قرب و با.سها، عارف إن ملياش حق أغ.ير و إن مشاعري دلوقتي غل.ط خصوصاً إنها متجوزة بس أعمل ايه؟
أنا حتى الجواز لغاية دلوقتي متجوزتش، عج.زت...عجز.ت أشوف حد من بعدك يا سلمى قوليلي أعمل ايه؟!
نوح بعد عنها بس هي سحبته في بو.سة أعمق و هنا مقدرتش أكمل ، غمضت عيني جا.مد و بعدت عنهم و مع ذلك قررت متحركش و أروح الموقع قبل ما أقولها الخبر بنفسي.
أول ما شفتهم طالعين قربت منهم و اتكلمت و أنا ببص ناحية سلمى بس:
_لقينا مكان ناي و خلال عشر دقايق هنبقى هناك.
حمدت ربنا و حض.نت نوح بسعادة فجز.يت على أسناني بغ.يظ، نوح مبادلهاش الإبتسامة نزل على الأرض فجأة و فضل ي.كح جا.مد و المفاجئة إنه...كان بيك.ح د.م؟!
أول ما لاحظت سلمى نقط الد.م اللي على الأرض صر.خت بخو.ف حقيقي:
_نوح! انت كويس؟ مالك؟
اتكلمت بق.لق أنا التاني:
_باين إنه مش كويس خلينا ناخده على المستشفى.
خليت باقي الفريق يتحركوا هم على موقع ناي و استأذنت و أخدت نوح أنا و سلمى للمستشفى.
___________________
اتكلم زين بق.لق:
_الأسود؟ ايه اللي جابك هنا؟!
تجاهل سؤاله و اتكلم بصوت عميق و هو بيقرب منا:
_مش فاكر إني طلبت منك تخ.طفها!
رد زين:
_أنا...أنا كنت شايف إن كدا أحسن عشان نج.برها تع...
قا.طعه:
_هو دا اللي مبحبهوش فيك يا زين، دايماً متسر.ع و بتتصر.ف من دماغك.
نزل زين راسه في الأرض بخ.جل و مردش.
قرب مني الراجل و وقف قدامي، مكانش في أي حاجة ظاهرة من وشه بسبب القنا.ع بس كنت عارفة إنه بيبصلي.
اتكلم فجأة:
_الشر.طة برا، مش هساعدك لو قدرت تهر.ب اهر.ب و لو مسكو.ك استحمل نتيجة اللي عملته بنفسك.
رفع زين راسه و بصله بصد.مة، جر.ي بسرعة ناحية الشباك و مترددش قبل ما ين.ط منه.
_هنبقى نتقابل تاني.
اتكلم الراجل المق.نع في نفس اللحظة اللي الشر.طة فتحت فيها الباب، التفت ليهم و أول ما رجعت أبص عليه تاني لقيته اخت.فى، اتب.خر كأنه مكانش موجود.
_____________________
عدا يومين على الحا.دثة، بابا نقلنا شقة تاني مؤقتاً لغاية ما البيت يتصلح و نظام الأ.من الجديد يتركب عشان يضمن إن محدش يقدر يقت.حم المكان تاني بالشكل دا.
كنت راكبة جمب بابا في العربية كالعادة، محكتلهمش على حاجة من اللي حصلت معايا لأن أنا ذات نفسي مش مصدقة اللي حصل و لو حد حكالي على شاب بيقرأ الأفكار و راجل بيظهر من العدم و يختفي تاني هقول عليه مجنو.ن مليون في المية عشان كدا قررت أنسى كل اللي حصل و قعدت أقنع نفسي إنه كان مجرد و.هم مش أكتر.
وقف بابا العربية فجأة لما وصلنا و أنا كنت حاسة بشئ غر.يب من ساعة ما روحت، ماما كانت قلقا.نة على بابا كالعادة بس هو كان مخ.تلف، كان منط.في و كأنه شايل ه.م كبير جداً فوق دما.غه، حاولت أكلمه أكتر من مرة بس دايماً بيرد بإنه كويس.
تن.هدت بيأ.س و نزلت من غير ما أتكلم، و أول ما دخلت الجامعة لمحتها من بعيد ماشية وسط الطلبة و رايحة ناحية كليتنا.
افتكرت علطول تحذ.يرها ليا من زين و إنها كانت بتبصله بقر.ف، يا ترى ممكن تبقى عارفة حقيقته؟!
أياً كان حسيت بالذ.نب إني ظل.متها و اته.متها بحاجة مش فيها، لو كانت و.حشة فعلاً مكانتش جات حذ.رتني منه.
جر.يت وراها عشان أتأسفلها و صر.خت بصوت عالي:
_سهااا، سهى استني...
وقفت مكانها و بصت ناحيتي باستغراب بس أول ما لاحظت نظرات الطلاب اللي مس.تنكرين إني بكلمها نزلت وشها في الأرض و رجعت تمشي تاني أسرع.
زدت أنا من سرعة جريي و أنا عمالة أتكلم بصوت عالي:
_سهى استني، عايزاكِ في حاجة ضروري، أرجوكِ استني.
دخلت في منعطف و أول ما دخلت أنا كمان في البداية مشفتهاش بس أول ما لفيت لقيتها مسنودة على الحيط و اتكلمت:
_بتندهي عليا ليه؟ عايزة مني ايه؟
حكيت رقبتي بإحر.اج و اتكلمت:
_أ..أنا آسفة عشان كلمتك بأسلو.ب مش كو.يس قبل كدا.
_طيب، إعتذارك مقبول، في حاجة تاني.
ترددت شوية قبل ما أتكلم في الآخر:
_في الحقيقة أ..أيوا، ممكن نبقى أصحاب؟
بصتلي بصد.مة في البداية بس بعدين لفت وشها و اتكلمت و هي ماشية:
_لا، مش ممكن.
جريت وراها بسرعة و اتكلمت:
_ليه؟ لسه متضا.يقة مني؟!
وقفت فجأة و اتكلمت بحز.م:
_ناي! أنا مش متضا.يقة منك، بس مش ممكن نبقى أنا و انتِ أصحاب، عن إذنك.
مشيت و أنا فضلت واقفة في مكاني مش مصدقة ردها لغاية دلوقتي، في العادي لما حد بيطلب من حد إنه يكون صاحبه مبيرفضش حتى لو كان بيكر.هه، ليه سهى رافضة إنها تصاحبني للدرجادي؟
____________________
عدا أسبوع كامل على الحاد.ثة، و بالرغم من إن بيتنا كان شبه خلص إلا إن بابا كان را.فض نرجع غير لما يتأكد إنه اتشطب تماماً.
النهاردا كان يوم أجازة فكنت قاعدة بنضف مع ماما الشقة لما طلبت مني أدخل أكنس أوضة بابا و أمسحها.
دخلت عشان أعمل اللي طلبته مني ، شلت السجادة و بدأت أكنس لما لفت انتباهي حاجة ظاهرة من تحت السرير، وطيت و سحبتها عشان ألاقيه صندوق خشب.
كنت هرجعه مكانه بس منظر بابا في الأيام الأخيرة خلى عندي فضو.ل أعرف جواه ايه ففتحته عشان أتفاجئ بورق كتير.
سحبت أول ورقة كانت ظاهرة على الوش و فتحت عيوني بصد.مة بعد ما قرأت اللي فيها على السريع، بابا كان متش.خص بسر.طان الر.ئة من تلات شهور؟!!!
اتفتح الباب فجأة و كان بابا، أول ما شاف الصندوق بين إيدي و الدمو.ع في عيني، قرب براحة و قعد جمبي قبل ما يتكلم:
_ناي أنا....
قا.طعته بسرعة و أنا برجع الورق مكانه:
_هتخف و تبقى كويس.
اتنفس بعمق و بعدين رد:
_للأسف يا ناي دا مش ممكن، حالتي وصلت لمرحلة خط.رة جداً.
ضر.بته بيدي في صدره و اتكلمت بعيا.ط:
_ليه...ليه مقولتلناش من الأول؟ ليه فضلت مستحمل الو.جع دا كله لوحدك...ماما...لو ماما ع...
قا.طعني بسرعة:
_لا، أمك بالذات يا ناي متعرفش و إياكِ تجيبيلها سيرة، دي حامل و مش هتس.تحمل تعرف حاجة زي دي...
ضر.بته بيدي أكتر و عيا.طي زاد:
_ليه...ليه دا بيحصل فينا؟ لييييه....
مسكني بابا جا.مد ، اتكلم و دمو.عه كانت خا.نته بالفعل و بدأت تنزل:
_مبنقولش ليه يا ناي...ب..بنقول الحمد لله، قدر الله و ما شاء فعل، أنا...أنا آسف عشان مقولتلكمش من البداية بس مكنتش عايز أق.لقكم عليا مش أكتر....
حضنته جا.مد و اتكلمت بين دمو.عي:
_قولي إنك ه...هت.خف، قولي كل حاجة ه..هتبقى تمام و إنك ممكن تخ.ف يا بابا.
حضني أج.مد و اتكلم بصوت مهز.وز و هو بيحاول ميب.كيش أكتر :
_ناي، أنا كنت هقولك كدا كدا عشان أو.صيكِ على أمك و النونو اللي لسه مجاش، يمكن مخلفتش ولاد بس...بس انتِ بنت بألف راجل يا ناي و أنا واثق إنك هتقدري تحميهم و هتاخدي بالك منه.
بعدت عنه و وقفت قبل ما أتكلم بعص.بية:
_متقولش كدا، أكيد في طريقة ممكن تخليك تتحسن، م...مستحيل أسيبك تمو.ت كدا!
سبته و خرجت برا الأوضة، ماما كل دا كانت في المطبخ لحسن الحظ و بما إن المطبخ لجوا خالص آخر الشقة محستش بينا، دخلت أوضتي و قفلتها على نفسي و بدأت أدور على النت و أنا في دماغي حاجة واحدة بس...هن.قذ بابا مهما حصل و.....أياً كانت الطريقة.
___________________
وصلني بابا تاني يوم الكلية و أنا تحت عيو.ني أسو.د بسبب إني مقدرتش أنام خالص طول الليل امبارح، و أول دا دخلت من الباب لقيت بنات كتار من دفعتي اتل.موا عليا و هم عمالين يقولوا حاجات زي:
"بابكِ كويس؟" "ناي انتِ بخير؟" "متقلقيش كل حاجة هتبقى تمام." "انتِ بنت قوية يا ناي."
تجاهلت كل كلامهم و بصيت على رزان اللي كانت مخ.بية نص وشها بإيدها مني بإ.حراج، أنا الحق عليا إني كنت عايزة أفض.فض امبارح و حكتلها، عارفة إنها حكت بنية كويسة بس الذكية...دلوقتي فض.حتني في الدفعة كلها!
_________________
كنت قاعدة في الكافيتريا كالعادة بس نظر.ات الطلاب اللي حوليا ز.هقتني، من ساعة ما عرفوا و هم مش سا.يبني في حالي و أنا مبحبش أحس بالش.فقة من حد.
مشيت لغاية ما وصلت ركن هادي بعيد و قعدت آكل فيه لوحدي لما جه صوت مألوف جمبي فجأة:
_ناي...انتِ كويسة؟!
لفيت و لقتها قاعدة جمبي فاتخضيت و وقفت بسرعة و أنا بتكلم بق.لق:
_سلامٌ قولاً من ربٍ رحيم! خضي.تيني بتطلعي مرة واحدة دايماً كدا ليه؟!
بصت في الارض و اتكلمت بإ.حراج:
_أنا قاعدة جمبك من بدري بس انتِ مأخدتيش بالك.
لاحظت إنها اتضا.يقت فقعدت جمبها مكاني تاني و اتكلمت:
_كنت سر.حانة شوية، معلش.
بلعت ريقها و ترددت شوية قبل ما تتكلم:
_ناي ، أنا مقبلتش صداقتك امبارح مش عشان انتِ و.حشة بالعكس...انتِ بنت كويسة جداً و عشان كدا ر.فضت، عشان...عشان لو شافوكِ قريب مني و بتتعاملي معايا هيكر.هوكِ انتِ كمان و سم.عتك هتبو.ظ.
ابتسمت و حطيت يدي على ضهرها و اتنفست بعمق قبل ما أتكلم:
_عارفة أنا شايفة ايه؟ بنت طيبة و نقية لدرجة إنها فضلت تبقى و.حيدة على إنها تصاحب بنت و تتض.رر بسببها و أنا متأكدة إن كل الكلا.م اللي بيتقا.ل عنك مش حقيقي.
_ش..شكراً.
_متشكرنيش، دي الحقيقة و أنا مش مهتمة بكلام الناس، أنا لسه مص.ممة أبقى صاحبتك.
ابتسمت و حركت راسها بالموافقة قبل ما تتكلم:
_ناي...بصراحة أنا كنت جاية عشان أقولك إن في حل لحا.لة والدك بس هو حل شبه مست.حيل للأسف.
وسعت عيوني بصد.مة و مسكت إيدها جا.مد قبل ما اتكلم بر.جاء:
_سهى، من فضلك....من فضلك قوليلي، أنا مستعدة أعمل أي حاجة.
____________________
يتبع....
الفصل السادس من رواية:
#ناي_نوح
#ناي_نوح
كنت ماشي في الشارع في وقت الضهر مروح من إمتحان لما سمعت صر.اخ مكتو.م جاي من طريق جانبي، مشيت ورا الصوت و كانت الصد.مة لما لقيت را.جلين كبا.ر مث.بتين بنت صغيرة و واقفين يتحر.شوا بيها.
ر.ميت شنطتي على الأرض و جريت بسرعة ناحيتهم و أنا بز.عق بصوت عا.لي:
_ابع.دوا عنها حالاً !
بص ناحيتي واحد من الراجلين بحاجب مرفوع قبل ما يتكلم:
_متدخلش في اللي ملكش فيه يا قمو.ر و امشي من هنا أحسنلك قبل ما نز.علك.
مع إني كنت لسه طالب ثانوية و بنيتي العض.لية كانت أقل بكتير منهم إلا إني ثبتت في مكاني و اتكلمت بتهد.يد:
_لو مبعد.توش عنها حالاً هطلبلكم الشر.طة!
ابتسم الراجل بجانبية، بدأ يقرب مني و ر.فعني من ياقة قميصي من ورا قبل ما يتكلم بسخر.ية:
_تطلب الشر.طة لمين يلا؟ اتكل على الله من هنا قبل ما أشل.فطلك وشك العسل دا...
ر.ماني بعيد ورجع للبنت تاني اللي كانت لسه عمالة تب.كي و تصر.خ بس صرا.خها مكتو.م بسبب التاني اللي كان قا.فل بو.قها بيده، وقفت بحيرة مش عارف أتصرف ازاي، منا ما أطلب الشر.طة هيكونوا عملوا اللي عايزينه في.ها و هر.بوا.
جز.يت على أسنا.ني بغ.يظ و بدأت أمشي و أنا بحاول أقنع نفسي إني مليش دعوة و لو جيت جمبهم تاني ممكن يئذ.وني بس فجأة لقيتني اتناولت خش.بة كبيرة من على الأرض قدامي و جريت بسرعة ناحيتهم تاني.
رفعت يدي فوق عشان أضر.به بيها على ر.اسه من ورا بس يدي اتجم.دت في مكانها بصد.مة لما لقيت الحيطة اللي كانوا مثب.تينها عليها بدأت تتش.قق فجأة و تم.يل.
لف الراجل و شافني لسه واقف و أول ما فتح بوقه عشان يز.عق فيا الحيطة كانت سبقته و انها.رت عليه هو و زميله بالفعل.
وسعت عيوني بصد.مة و جريت بسرعة عشان ألحق البنت الصغيرة، قربت من مكانهم فلقيتها قاعدة على الأرض و جزء من الحيطة الأسمنتية وا.قع على ر.جلها، لحسن الحظ نص الحيطة اللي فوق بس اللي و.قع و بسبب حجم البنت الصغير و إنها كانت لاز.قة في الحيط تماماً متتضر.رتش زيهم هم اللي كانوا شبه مدفو.نين تح.ت الحيط و ملهمش أي ح.س.
فتحت تيلفوني و اتصلت على الإسعا.ف بسرعة و بعدين مديت يدي و حاولت أرفع الأس.منت من على ر.جلها مرة و اتنين و تلاتة بس مقدرتش و هي كانت عمالة تب.كي من كتر الأ.لم.
في الآخر است.سلمت و قعدت جمبها أستنى الإسعا.ف بفارغ الصبر.
لاحظت إنها كانت لابسة الزي المدرسي الرمادي بتاع بنات الإعدادية فاتكلمت في محاولة مني إني أشت.تها عن أل.مها:
_كنتي بتمتحني؟!
سكتت و مردتش عليا فكملت:
_متخا.فيش، أنا اتصلت بالإسعا.ف و حالاً يجوا، قوليلي اسمك ايه...
رفعت راسها و بصتلي و كانت دي أول مرة ألاحظ فيها عيونها الواسعة الملونة رمادي و رموشها الكثيفة اللي لونها أبيض بشكل غر.يب مع إن شعرها و حواجبها كانوا بني عادي و ساعتها بس فهمت الر.جالة كانوا بيتحر.شوا بيها ليه على الرغم من صغر سنها.
مش بد.يهم مبر.ر بس البنت كانت بالفعل جميلة جداً بشكل لا يو.صف!
فضلت بصالي شوية قبل ما تنطق في النهاية بصوت واطي و مبحو.ح:
_ناي....
فتحت بوقي ببلا.هة:
_هاه؟
نزلت وشها في الأرض تاني و رجعت تتكلم:
_سألتني عن اسمي...اسمي ناي..
و دي كانت المرة الأولى اللي أقابل فيها ناي من خمس سنين ، بعد ما الإسعا.ف لحقوها اتصلوا بأهلها و عرفت بعدها إنها كانت في تانية إعدادي و مروحة من الإمتحان لو.حدها بعد ما باباها اتأ.خر عليها.
لما جم أهلها المست.شفى قدرت أتعرف عليهم، في الحقيقة دول كانوا جيرانا بس الغر.يبة إني مكنتش أعرف إن عندهم بنت و عمري ما شفتها بالصد.فة أبداً غير النهاردا.
شكروني مع إني يعتبر مكنتش عملت حاجة و الكلمة الأخيرة كانت للطبيعة، و الكل كان مستغرب إن حيط أسمنتي قوي زي كدا انها.ر فجأة و الرجالة اللي و.قع عليهم كانوا تو.فوا بالفعل.
من ساعة اليوم دا مشفتش ناي تاني غير في فترات الإمتحانات، لاحظت إنها مكانتش بت.طلع من البيت أبداً غير عشان تمتحن و ترجع تاني و أبوها اللي بيوديها و يجيبها.
سنة ورا سنة را.قبتها و هي بتكبر قدام عيني و قبل ما أحس كنت تع.لقت بيها بالفعل و بستنى فترة الإمتحانات بمنتهى الصبر عشان أشوفها لفترة زمنية صغيرة لا تتعدى الدقيقتين و هي طالعة من البيت عشان تركب العربية جمب باباها كل صبح كالعادة.
لهنا و قبل سنتين تحديداً من دلوقتي كانت حياتي طبيعية جداً لغاية ما وصلت تانية كلية، في السنة دي عملنا حاد.ثة أنا و بابا و ماما بالعربية على الطر.يق السر.يع ، بابا رجليه اتش.لت و بقى مق.عد، ماما فضلت في المس.تشفى كام يوم و بعدين تو.فت، و كنت أنا الأ.قل ضر.راً و شبه محصلتليش حاجة عشان كنت قاعد ورا.
طبعاً بعد الحا.دثة دي كل حياتي تغيرت، بابا كان رجل أعما.ل بس بعد اللي حصل فضل فترة متضا.يق و مك.تئب بسبب وفا.ة ماما و مكانش بينزل الشغل طبعاً بسبب رجليه و مستثمرين كتير في شركته انس.حبوا و بدأ يخ.سر كل حاجة بالتدريج لغاية ما فل.س و بقى عليه ديو.ن و اضطرينا نسيب بيتنا الكبير في المنصورة و رجعنا نقعد في شقتنا المتوا.ضعة القد.يمة في أسيوط تاني.
دي كانت قصتي باختصار و أنا حالياً بشتغل عشان أسد الديو.ن اللي علينا أنا و و والدي بس دا ميمنعش إني كنت بدخل في مشا.كل من حين للتاني....
اتكلمت و أنا بناول جارتنا العجوزة الفلوس بتاعتها:
_اتفضلي، تاني مرة متصدقيش أي حد يقولك هر.جعلك بنتك من المو.ت، الدجا.لين كتار و محدش بيرجع من المو.ت يا خالتي.
ردت بحز.ن و انكسا.ر:
_كتر خيرك يا ابني، هو اللي جه قعد يز.ن على دما.غي إنه يقدر ير.جعهالي و أنا من كتر حز.ني عليها صدقته أستغفر الله.
خلصت كلامها و لفت عشان تمشي و أول ما جيت أمشي أنا كمان ظهر ليث جمبي من العد.م فجأة و اتكلم:
_أبو الجود دا حو.اراته كترت، البج.ح نص.ب على خمسة كمان الأسبوع دا بس و المص.يبة إنهم بيصدقوه.
رديت عليه بض.يق:
_ناس غلا.بة من جهل.هم و طيبتهم بيصدقوه بس أنا مش هسيبه يعمل اللي عايزه براحته كدا، المهم اسمع...لسه موصلتش لناي؟!
رد و هو بيحرك راسه بالنفي:
_لا، شكلهم نقلوا من بيتهم، خلاص انسا.ها يا ريان، في بنات كتير غيرها مش انت اللي بتقولي كدا دايماً؟!
تنهدت بحز.ن و اتكلمت:
_ناي مش أي بنت يا ليث، ناي البنت الوحيدة اللي قدرت تدخل قلبي بعد ماما الله يرحمها، لازم أوصلها مهما حصل، أسبوع بالكتير و لو مقدرتش تلاقيها هسافرلها المنصورة مخصوص و أد.ور عليها في بيت بيت و حتة حتة لغاية ما ألا.قيها.
تنهد ليث بيأ.س و اتكلم:
_حالتك صع.بة يا صاحبي، روح دلوقتي عشان أبوك ميق.لقش عليك و بعدين نشوف هنعمل ايه.
_______________________
في نفس الوقت في جامعة المنصورة:
خلصت سُهى كلام و أنا بصتلها بصد.مة، حكت ورا رقبتها بإحر.اج و اتكلمت:
_قلتلك إنه غر.يب جداً، حاجة شبه الأسا.طير القديمة كدا.
اتكلمت:
_هو...هو مش بس غر.يب، هو أصلاً ازاي هنسافر و نعمل كل دا؟ مش شايفة إنها حاجة مبا.لغ فيها حبتين؟!
تنفست بعمق قبل ما تتكلم:
_ عشان كدا يا ناي أنا شايفة إن أنسب حاجة إنك تسلمي بقضاء الله و تقعدي مع باباكِ أطول فترة ممكنة و تش.بعي منه.
وقفت و اتكلمت بق.هر:
_أنا أش.بع منه و الطفل اللي جاي في السكة دا هيعمل ايه؟ مش هيلحق يقعد معاه زيي، مش هيلحق يسمع حكاويه، مش هيلحق يفسحه و يخرجه و يجبله كل اللي نفسه فيه مش هيلحق...
وقفت و حطت يدها على كتفي بموا.ساة قبل ما تتكلم:
_رزقه على الله يا ناي، اللي خلقه مش هينساه.
اتكلمت بتردد:
_لا...إذا...إذا كان اللي قلتيه فعلاً حقيقي يبقى لازم نجرب، مش عايزة أند.م إن في حاجة كانت في إيدي أعملها و معملتهاش.
_ناي اللي قلته شبه أسطو.رة و الطالب اللي حكيتلك عنه كل دفعته بيتج.نبوه و بيقولوا عنه مجنو.ن أصلاً.
اتكلمت بر.جاء:
_وديني عنده يا سُهى.
تنهدت قبل ما تتكلم:
_طيب اسمعي، هوديكِ عنده بس لو قلتلك إنه مش تما.م هتمشي معايا تاني من غير ولا كلمة فا.همة؟!
_بس يا سهى أنا...
قا.طعتني بحز.م:
_ولا عايزة تق.عي مع واحد زي زين تاني؟!
افتكرت موضوع زين و كان عندي فضو.ل أعرف ازاي عرفت إنه مش كو.يس فاتكلمت:
_ازاي عرفتي إن زين مكانش تما.م؟ و..و كان قصدك ايه لما قلتيلي إن بالونته سو.دة؟!
ابتسمت و رفعت كتافها لفوق بلا مبا.لاة و هي ماشية و اتكلمت:
_كان قصدي إن نيته مش كو.يسة، و عرفت عشان كان باين عليه.
معلقتش و مشيت وراها، معقول تكون سُهى واحدة منهم ؟!
___________________
دخلنا مدرج سنة رابعة آثا.ر و أول ما نطقت اسمه بص الطلبة لبعض بنظرات تش.كك و بعدين رجعوا يبصولنا قبل ما يتكلم واحد منهم:
_سهيل؟ عايزين منه ايه؟!
رديت بتو.تر من نبرته الحا.دة:
_ك..كنا عايزين نسأله على حاجة.
همهم بتفهم و بعدين رجع يتكلم تاني:
_و ملقتوش غير سهيل اللي تسألوه؟ دا واحد مجنو.ن با.يت ليل نهار في المكتبة مبيطلعش منها.
اتضا.يقت من كلامه عنه و كنت هرد عليه بس لقيت سهى سح.بتني معاها و هي بتتكلم:
_طيب متشكرين جداً، خلاص مش عايزين حاجة.
أول ما بعدنا عنهم اتكلمت:
_ايه اللي مش عايزين حاجة؟ لسه معرفناش مكانه!
تنهدت سهى بيأ.س و اتكلمت:
_ حبيبتي مسمعتيش كان بيقولك ايه لسه حالاً؟! با.يت في المكتبة ليل نهار يعني هنروحله المكتبة...
ابتسمت بإحر.اج و اتكلمت:
_اه، م..مخدتش بالي.
مشت قدامي و اتكلمت:
_أهم حاجة خليكِ فاكرة اللي قلته يا ناي، لو قلتلك لازم نمشي هنمشي من غير نقا.ش!
قل.بت عيوني بم.لل و اتكلمت:
_طيب خلاص فهمنا.
___________________
يتبع....
الفصل السابع من رواية...
#ناي_نوح
_أنا عايزك تتجوز مر.اتي.
طالعه صهيب بأعين ذ.اهلة قبل أن يرمش عدة مرات محاولاً استيعاب ما تفوه به الرجل القابع أمامه.
تحدث بحيرة:
_نوح انت شا.رب حاجة؟ عارف أنا مين؟ دول كام طيب؟
س.عل نوح عدة مرات قبل أن يضر.ب يد صهيب التي ارتفعت أمام وجهه بأربع أصابع مفرودة.
_مش شار.ب حاجة و عارف انت مين كويس...
_اومال في ايه؟ ليه بتتطلب مني حاجة زي كدا؟
تنهد نوح ب.همٍّ واضح قبل أن يجييه بسؤال آخر:
_السبب اللي مخليك متتجوزش لغاية دلوقتي هو إنك لسه بتحبها صح؟
حك أنفه بسبابته في ار.تباك فا.ضح و أشا.ح بنظره بعيداً قبل أن يجيب:
_ايه..ايه الكلام اللي بتقوله دا؟ اسمع...لو شا.كك إن مراتك بتخو.نك ولا حاجة أنا مليش دعوة، العب غيرها، انت عارف إن سلمى بتعتبرني أخوها.
آ.لمه قلبه لاتها.مه لها بالخيا.نة و لو على سبيل المز.اح، لا..سلمى ما كانت لتخو.ن أبداً و قد عرف ذلك في قرارة نفسه، تلك الأعين الرمادية كالغيوم الممطرة و البيضاوية كاللوز كانت تحمل صدق العالم أجمع.
تنهد نوح للمرة الألف قبل أن يتحدث:
_عارف، و عارف كمان إنك ساعتها كنت معجب بيها و مع ذلك أنا اتقدمتلها قبلك و أخدتها أنا.
أجاب صهيب و قد حاول كتم غ.ضبه:
_طيب و أنا كنت عارف إنك عارف و مع ذلك سبتكم عشان هي كان بتحبك انت، ايه...؟ جاي تند.م دلوقتي و ترجعلي حاجة عرفت دلوقتي بس إنها مكانتش بتاعتك من الأول؟!
قهقه نوح عدة مرات و سرعان ما تطورت قهقهاته إلى نو.بة سعا.ل حا.دة تح.كم فيها بصعو.بة قبل أن ينظر إلى عيني صهيب مبشارة و يتحدث دون أن يرمش:
_عمري ما ند.مت إني اتجوزت سلمى، أنا كنت بحبها زي ما انت كنت بتحبها بالظبط و يمكن أكتر و عشان بحبها جيت أطلب منك تعمل كدا.
عقد صهيب حاجبيه السوداوين الكثين معاً في استفهام واضح أعقبه الآخر موضحاً:
_أنا مش هقعد كتير، و انت الوحيد اللي عارف سرنا و تقدر تحميهم.
في تلك اللحظة، لمح صهيب طرف المنديل الذي كان يسعل فيه نوح مغطى بلون أح.مر قا.تم، دما.ء... هل كان يسعل دما.ءً؟ سأله بق.لق:
_نوح...مالك؟ مش هتقعد ليه؟
أجاب نوح باستسلا.م لمصيره:
_اتشخصت بسر.طان الر.ئة بقالي فترة و خلاص اللي فا.ضلي مش كتير...
جف.لت أعين صهيب، على الرغم من كونه يكر.ه نوح كثيراً إلا أنه لم يتمنى له نها.ية كتلك أبداً، حسنا...ربما تمنى مو.ته و لكن ليس بتلك الطريقة المأ.ساوية على الأقل.
_م..مينفعش تعمل عملية؟
تحمحم يسأله بصوت مر.تجف.
هز نوح رأسه نافياً:
_للأسف...في المر.حلة الأ.خيرة، صدقني لو كان في أ.مل بنسبة واحد في المية حتى مكنتش هبقى قاعد معاك دلوقتي.
لاحظ نوح ار.تباك صهيب، و فكر إن كان ذلك هو رد فعل عد.وه اللد.ود فما بال زوجته المسك.ينة؟ هل تدري أنه الآن يحاول إيجاد بد.يلٍ له عوضاً عن تو.ديعها بشكل لا.ئق؟ يا السخر.ية!
س.عل و من ثم تحدث محاولاً تبديد الهواء الثق.يل الذي خيم فجأة على الجو:
_عموماً متفتكرش كدا إني تقبلتك ولا حاجة ، أنا لسه بكر.هك عادي جداً.
لاحظ صهيب ما يحاول نوح فعله لذا تحدث مجارياً:
_و متفتكرش كدا إنك صع.بت عليا، أنا كمان لسه مش بط.يقك برضو، المهم أخبار ناي ايه؟!
_الحمد لله.
_لسه برضو مقولتلهاش؟!
تنهد نوح رافعاً وجهه ناحية السماء و أجاب بجدية بعد أن عقد يديه معاً إلى صدره:
_لا و مش هقولها عشان تقدر تعيش بط.بيعية زي أي شخص لكن هاخد بالي منها أكتر.
_أنا شايف إنك من الأحسن تقولها عشان هي كمان تنتبه لنفسها أكتر و محدش يقدر يض.حك عليها في المستقبل.
_صهيب! أنا أدرى بمصلحة بنتي، لما أمو.ت ابقى وريني هتتعا.مل معاها ازاي هي و أخوها...
طالعه صهيب بذ.هول قبل أن يستفسر منه:
_أخوها؟!
أومأ نوح مبتسماً:
_سلمى حامل.
شعر صهيب بن.صل حا.دٍ يط.عنه في قلبه، هو لن يتر.ك فقط ابنةً مراهقة؟ بل أيضاً رضيعاً لن يعرف أبداً ما معنى أن يكون لديه أ.ب؟ فقط مثله...؟ هو قد فتح عينيه ليجد نفسه يت.يماً تتخ.بطه الحياة بالمصا.ئب و النوا.ئب، هل سيكون قادراً على أن يحل محل نوح و هو الذي لم يدرِ أبداً ما معنى الأ.سرة؟ هو الذي ز.هد الحياة و قرر المرا.قبة من بعيد كجمهور وحيد يشاهد مسرحية لا تعنيه فيها أي شئ؟
في النهاية أجابه:
_أ..ألف مبروك.
و من ثم عم الصمت بينهما لفترة قبل أن يقرر نوح الذهاب لاصطحاب ابنته من الجامعة بعد إنتهاء دوامها ككل يوم.
___________________
في نفس الوقت في مكتبة الجامعة:
قربت منه و هو قدامه كتاب بيقرأ فيه و جمبه كشكول بيسجل فيه ملاحظاته، اتحمحت قبل ما أنادي عليه بصوت واطي:
_سهيل؟
رفع وشه و بص ناحيتي، كان شاب وسيم، جسمه رياضي عكس ما توقعت من واحد كل همه الكتب، مسرح شعره الأسود الناعم لورا و لابس نضارة واضح إنها كانت مخصصة للقرائة بس لأنه أول ما رفع وشه خلعها و ظهرت عيونه السودة الحا.دة بشكل أوضح.
بلعت ريقي من منظره ولاحظت إن سهى هي كمان كانت مصد.ومة، واحنا جايين تخيلت مية سيناريو لشكله بس متوقعتش إنه يبقى السيناريو رقم مية و واحد اللي متخيلتهوش أبداً !
تحمحم قبل ما يتكلم:
_اتفضلوا، في حاجة عايزينها؟!
تبادلت أنا و هي نظرة سريعة و لقيتها معلقتش عليه فاتكلمت:
_ب..بصراحة اه، كنا عايزين نسألك عن بحث ليك نشرته من أربع سنين كدا...
وشه ق.لب و كأنه عرف اللي نقصده قبل ما نتكلم، فقا.طعني:
_آسف بس أنا مش فا.ضي دلوقتي، خلوها مرة تاني.
وقف و سحب كتابه معاه و كان هيمشي بس سُهى مسكته بسرعة من يده و اتكلمت:
_أرجوك، الموضوع ضروري و مش هناخد وقت، هو سؤال واحد...
بص في عيون سهى و اتردد شوية قبل ما يرد:
_ط..طيب، بس سؤال واحد بس، مش هجاوب على أكتر من كدا.
قعد مكانه تاني فسحبنا كرسين أنا و سهى و قعدنا قدامه، شاورلتي سهى عشان أسأله فسحبت نفس عميق قبل ما أتكلم:
_ال...المياه اللي اتكلمت عنها قبل كدا...حقيقة؟!
وقف فجأة و اتكلم بع.صبية :
_كنت عارف إنكم هتسألوا عن البحث دا، لو جايين تتر.يقوا امشوا من هنا أحسنلكم!
اتكلمت سهى بسرعة:
_احنا مش جايين نتر.يق احنا جايين نسألك عنها بجد...
بصلها بحاجب مرفوع بتش.كك و بعدين تنهد قبل ما يجاوب:
_اعذروني على عص.بيتي بس البحث دا كان مشروع تخرجي من أربع سنين و بسببه أنا لغاية دلوقتي مش عارف أتخرج و عمال أعيد في نفس السنة عشان الدكاترة فكروني مجنو.ن.
بصينا لبعض بصد.مة و هو رجع قعد مكانه و كمل:
_قعدت فترة طويلة جداً أدرس الموضوع دا و عندي أد.لة و بر.اهين كتير على إنها فعلاً موجودة بس محدش صد.قني...
أول ما قال كدا حسيت الأ.مل بدأ يرجعلي تاني و اتكلمت بسعا.دة:
_يعني هي فعلاً موجودة؟! نقدر نجيبها منين؟
اتج.مد في مكانه بصد.مة لثواني قبل ما يبدأ يضحك بشكل هستير.ي و رد بالعا.فية و هو بيضحك:
_ما هو لو كنت أعرف هي فين كنت جبتها و أثبتلهم صحة كلامي بدل ما هم شغالين تر.يقة عليا من ساعتها.
ردت سهى:
_طيب و جربت تدور عليها فعلاً و لا الموضوع من أوله لآخره مجرد نظر.يات و تك.هنات؟!
كان باصص عليها و هي بتتكلم بس كنت شا.كة إنه سمع كلمة واحدة من اللي قالتها و فعلاً طلع ش.كي في محله لما فتح بوقه في الآخر ببلا.هة قبل ما يتكلم:
_هاه؟! أنا آسف بس...ممكن تعيدي كلامك تاني عشان مأخدتش بالي قلتي ايه؟
كان بابن جداً إنه معجب بيها، ضر.بت الترابيزة بإيدي بز.هق و اتكلمت:
_يا أستاذ من فضلك ركز معانا، أكيد حاولت تدور على المياه دي قبل كدا أو حتى عندك علم مبدأي بمكانها و إلا بنيت كل بحثك دا على أي أساس؟!
حك ورا رقبته بإحر.اج و اتكلم:
_بصراحة أنا قرأت عن الموضوع دا في كتب قديمة و بعدين بدأت أدور و أبحث و لقيت أدلة في الج.ثث المت.حنطة إنهم كانوا بيستخدومها بالفعل لكن معنديش علم بمكانها و لا إذا كانت موجودة لغاية دلوقتي أصلاً ولا لا.
بصينا أنا و سهى لبعض بإ.حباط و وقفنا عشان نمشي بس قبل ما نتحرك اتكلمت سهى فجأة:
_طب ما ندور عليها!
بصينالها أنا و سهيل باستنكا.ر قبل ما يتكلم:
_هي لعبة؟! ندور عليها ازاي يعني؟!
قربت منه سهى و اتكلمت بحماس:
_أيوا ندور عليها، أكيد في الكتب اللي قرأت فيها عنها ذاكرين معلومات أو أي حاجة...
بصلها سهيل بتردد و كان باين إن الفكرة مش عجباه فاتكلمت في محاولة إنها تقنعه:
_تخيل لو لقيناها بجد ايه اللي هيحصل؟! مش بس الناس كلها هتعرف إنك كنت على حق، الجوايز و الفلوس هتنها.ل عليك من كل مكان دا غير اسمك اللي هيخ.لد في التاريخ و مش محتاجين طبعاً نتكلم عن فوايد المياه بالنسبة لناس كتير جداً، دي هتبقى معجز.ة القر.ن!
سكت لفترة و كان باين إنه بيقلب الفكرة في دماغه، في الآخر سحب نفس عميق قبل ما يرد:
_ماشي، خلينا نجرب مش هي.ضر برضو...
صقفت بحماس و هو اتكلم:
_بس احنا مش هنقعد ندور من البداية، انا صحيح تخليت عن الموضوع دا من زمان بس صاحبي اللي كان مشاركني البحث ساعتها لسه بيدور فيه تقريباً، خلينا نسأله في الأول.
اتكلمت بسرعة و أنا بسحب شنطتي و قايمة:
_ماشي،يلا بينا....
سحبني من شنطتي عشان يوقفني و اتكلم:
_يلا بينا فين؟ هو مش بيبقى قاعد في شقته غير يوم الإتنين.
_يعني بعد بكرا؟!
_أيوا، خلينا نتجمع احنا التلاتة يوم الإتنين على الضهر كدا و نروحله.
همهمت بتفهم و أول ما جيت أمشي أنا و سهى وقفنا فجأة و اتكلم:
_ثواني، أنا لسه معرفش أساميكم أولاً، و ثانياً ازاي هتواصل معاكم؟!
رديت باقتضا.ب:
_أنا ناي و هي سهى.
بدأ يقول رقمه و أنا سجلته فبص على سهى و اتكلم:
_و انتِ؟ مش هتسجليه انتِ كمان؟!
بصتله بحاجب مرفوع و اتكلمت:
_أنا أو هي واحد، هنبقى نتصل بيك من عندها عادي مش مشكلة يعني.
همهم سهيل قبل ما يرد عليها:
_أستاذة سهى، ممكن أتكلم معاكِ على انفراد ثواني؟!
بص ناحيتي فتأ.ففت من در.اميته و طلعت أستناها برا.
_________________
ما إن خرجت ناي حتى اقترب سهيل من سهى هامساً في أذنها:
_عيونك مختلفة....
طالعته سهى باستغراب قبل أن تجيبه:
_مختلفة ازاي يعني؟!
أجاب سهيل بإبتسامة جانبية:
_عيونك بتشوف حاجات محدش غيرك بيقدر يشوفها مش كدا؟!
تج.مدت سهى في مكانها بصد.مة و لم تقوَ على إجابته.
___________________
يتبع.....
الفصل الثامن من رواية....
#ناي_نوح
#ناي_نوح
قاعد في با.ر و في تلات ستا.ت ملمو.ين حوليا، مديت يدي عشان ألم.س و.رك اللي قا.عدة على شمالي فقدرت أسمع أفكا.رها:
"حلو و باين عليه غ.ني و هيد.فع كتير، لازم أتأكد إنه يبا.ت في أو.ضتي أنا الليلة دي."
ابتسمت بجانبية و حركت يدي التانية عشان أل.مس بيها ر.كبة اللي قا.عدة على يميني و اللي كانت بتفكر في خ.طط مختلفة عنها تماماً:
"أغر.يه النهاردا و أنا.م معاه، آخد رقمه و نتقابل بعدها كذا مرة سوى لغاية ما أح.مل منه من غير ما يعر.ف و أد.بسه و أخليه يصر.ف عليا أنا و ابنه بعدين في المستقبل."
بدأت أضحك على أفكا.رها الشيطا.نية المجنو.نة و هي ابتسمت بظ.فر عشان افتكرت إنها عجبتني لكن متعرفش إني في الحقيقة أقدر أعرف كل اللي بتفكر فيه بل.مسة واحدة من إيدي.
شلت يدي و مديتها عشان أل.مس خد الأخيرة اللي كانت قاعدة على ر.جلي و و.شها قريب مني و اللي كانت فكرتها في كيفية استغلا.لي مختلفة و بسيطة عن الاتنين التانيين:
"يخر.بيته قمر، مستعدة أنا.م معاه من غير ولا قر.ش."
ساعتها بس ابتسمت برضا، و قررت إن هي دي اللي هنا.م معاها النهاردا، قربت و همست في ودنها بصوت واطي:
_الجميل فا.ضي الليلة دي؟
ابتسمت بجانبية وردت قبل ما تغ.مزلي:
_و لو مش فا.ضي....نف.ضى مخصوص عشان خاطر عيونك الحلوين دول.
قامت من ع.ليا و سح.بتني من يدي عشان أمشي وراها، طلعنا الدور التاني اللي كان مخصص للعملا ال V.IP و اخدتني ناحية أوضة قبل ما تفتح الباب و تدخلني جوا.
دخلت ورايا و قفلت الباب بالمفتا.ح و بدأت تقرب مني براحة لغاية ما وصلتلي و ز.قتني لورا على السر.ير.
ميلت عليا و بدأت تفت.حلي أز.رار القميص و هي بتبو.س صد.ري بو.سات خفيفة لغاية ما وصلت للبن.طلون بس قبل ما تقدر تف.تح زر.اره سمعنا صوت حمحمة شخص فجأة فا.تخضت و بعدت عني بسرعة عشان نشوف أنا و هي شخص غر.يب واقف عند الباب.
وسعت عيونها بذهو.ل و أنا ز.عقت بصوت عا.لي:
_انت مين و ازاي قدرت تدخل هنا؟
تجا.هلني، قرب منها و من غير ما يتكلم ولا كلمة، طلع من جيبه سك.ينة و من شد.ة سرعة اللي حصل بعد كدا مقدرتش أستو.عب منه أي حاجة غير إني في اللحظة التانية كنت قاعد على السر.ير و هي مر.مية جمبي مد.بوحة و د.مها مغر.ق هد.ومي.
بدأت أتن.فض بر.عب لما خل.ص منها و بدأ يقرب مني و افتكرت إن دي نها.يتي أنا كمان بس فجأة لقيته بيحط السك.ينة في يدي قبل ما يتكلم:
_وريني ازاي هتعرف تطلع منها المرادي يا زين...
وسعت عيوني بصد.مة، و لمحت جزء من دراعه باين على عكس وشه اللي كان مغ.طيه كله فمس.كته بسرعة منه قبل ما يبعد و اتكلمت:
_انت مين و عرفتني منين؟!
افتكرت إني هقدر أقر.أ أفكا.ره زي الباقيين بس كل اللي حصل إن مو.جة قو.ية من الفر.اغ ضر.بت دماغي فجأة فبعدت يدي عنه بسرعة، ازاي ممكن يبقى في إنسا.ن خا.لي المشا.عر و الأفكار بالشكل دا؟!
لاحظ اللي عملته فميل عليا و همس في ودني:
_عايز تعرف أنا مين؟ أنا كابو.سك الجديد...
______________________
اليوم التالي (يوم الإثنين) الساعة الرابعة و النصف عصراً:
تحدث نوح بينما يفسح المجال لضيفه:
_اتفضل يا صهيب.
كانت سلمى ترص أطباق الغداء على المائدة و ما إن رأته حتى وسعت عينيها بصد.مة، هي لم تتوقع أبداً أن يقوم زو.جها بدعوة صهيب على الغداء.
ما إن لاحظ صهيب نظراتها المستفهمة نحوه حتى ابتسم لها بار.تباك.
جلس ثلاثتهم على مائدة الغداء في جو مشحو.ن و متو.تر، صهيب الذي لا يدري كيف يبدأ الحديث و سلمى التي ما زالت تشعر بالح.يرة مما يحدث و في النهاية نوح الذي انشغل كلياً بالتفكير فيما إن كان ما يفعله هو الصو.اب.
مرت عدة دقائق و هم يأكلون بصمت حتى تحمحم صهيب أخيراً متحدثاً:
_ا..اومال فين ناي؟ مش شايفها يعني...
خط.فت سلمى نظرة سريعة ناحية نوح الذي أشار لها أنه لا بأس بالإجابة فتحدثت:
_ناي برا مع صاحبتها ريماس.
همهم صهيب بتفهم و من بعدها لم ينطق أي منهم بأي كلمة أخرى حتى أنهوا طعامهم لتكون أول من تنهض هي سلمى و ما إن ابتعدت حتى تحدث نوح:
_ايه اللي بتعمله؟
أجاب صهيب بح.يرة:
_بعمل ايه؟!
تحدث نوح بنفا.ذ ص.بر:
_مبتعملش حاجة و دي المش.كلة، فاكر كدا إنها هطلعك من خا.نة الأخو.ات و انت مش بتعمل أي حاجة؟!
طالعه صهيب بحاجب مرفوع:
_عايزني أعمل ايه يعني؟!
أجاب نوح بملامح حا.ول إبقائها محا.يدة:
_ا..اعترفلها بمشاعرك...
همس له صهيب بعص.بية:
_أعترفلها بمشاعري ازاي يعني انت اتجن.نت؟ دي مر.اتك و لسه على ز.متك مش بعيد تد.بحني لو قلتلها حاجة زي كدا.
لقد كان نوح يدري أن ما يفعله خا.طئ لكن شيئاً ما بداخله أراد التأكد من أن سلمى لا تحمل أي مشاعر تجاه صهيب لذا تحدث بإصر.ار:
_لا، لازم تعرف ايه ردة فعلها المبدأية من ناحية الموضوع دا، اعزمها على الغدا برا و اعترفلها.
نظر إليه صهيب بصد.مة و لم يبقَ لديه ش.ك الآن بأن نوح قد فقد عقله بالفعل من ثم تحدث:
_انت متأكد؟ هتس.يبنا نخر.ج أنا و هي و.حدنا؟!
أجاب نوح بتر.دد:
_أ..أيوا، بس بشر.ط إنك تقولي ردها كامل من غير ما تخ.بي عني أي حاجة.
أنهى حديثه ليغمض عينيه و يتنفس بإر.هاق، إذا كان يريد أن يجعل سلمى تتز.وج من صهيب بالفعل بعد وفا.ته إذا ما الذي يدفعه لفعل كل هذا؟!
هو لا يد.ري...أصبح لا يد.ري ما الذي يريده بعد الآن.
____________________
في ذات الوقت في إحدى المقاهي:
كنت قاعدة أنا و سهى في كافيه و مستنيين سهيل يجيلنا عشان نروح إحنا التلاتة عند صاحبه زي ما اتفقنا، لاحظت إن سهى كانت متو.ترة على غير العادة و في البداية لما اتصلت بيها عشان تنزل معايا كان واضح إنها مترد.دة و م.ش عايزة تنزل.
حاولت أسألها كذا مرة إذا كان سهيل ضا.يقها في حاجة لما أخدها و كلمها لو.حدها على جمب امبارح بس هي صممت إن مفيش حاجة فاست.سلمت منها و فتحت تيلفوني، بدأت أقلب في الفيس على ما يوصل سهيل لما استوقفني خبر غر.يب فجأة:
"تم العثور على ج.ثة امر.أة أمس في إحدى الملا.هي الليلية في مدينة المنصورة و قد تبين أن الجا.ني هو شاب يدعى "زين أحمد" لا يزال في الواحدة و العشرين من عمره و الذي كان على وشك إقا.مة علا.قة مع الض.حية قبل أن يتشا.جرا لأسبابٍ غير معروفة و يقوم بذ.بحها و من ثم يلو.ذ بالفر.ار تاركاً خلفه متعلقا.ته الشخ.صية...لمز.يد من التفا.صيل اض.غط على الرا.بط أدناه."
كل أطر.افي اتش.لت في مكانها بصد.مة، كنت عارفة إن زين مش كو.يس بس إنه يوصل بيه لدرجة إنه يق.تل...!!!
سحبت نفس عميق و هزيت راسي في محاولة مني إن أنفض منها كل الأفكار، ممكن يكون حد تاني أكيد مش هو الوحيد في المنصورة كلها اللي اسمه زين أحمد و عنده واحد و عشرين سنة!
رفعت وشي بعدها عشان ألمح سهيل بيقرب منا من بعيد فوقفت و اتكلمت بحماس:
_سهيل جه و أخيراً.
ابتسمت سهى بتو.تر و اتكلمت:
_ك...كويس إنه متأخرش!
بصتلها بحاجب مرفوع بش.ك بس قبل ما أقدر أعلق عليها وصل سهيل و اتكلم:
_ها..جاهزين عشان نتحرك؟
جاوبت بسرعة:
_أيوا، يلا بسرعة مش عايزين نتأخر.
سحبت شنطتي و وقفت عشان أمشي قدامهم فاتكلم سهيل و هو بيس.حبني لورا تاني:
_ناي اهدي، عارف إنك متحمسة بس لازم تعرفي إن صاحبي دا طبا.عه شد.يدة حبتين، ممكن في النهاية مير.ضاش يساعدنا.
بلعت ريقي و رديت بق.لق:
_ إ..إن شاء الله يوافق.
______________________
وصلنا عمارة سكنية قد.يمة طلعنا و خبطنا على باب شقة فيها مرتين و استنينا شوية لغاية ما اتفتح الباب براحة فتحة بسيطة و كان واقف وراه شاب مقدرناش نشوفه بوضوح بسبب الض.لمة، اتكلم:
_أفندم؟ عايزين مين؟!
اتقدم سهيل قدامي أنا و سهى و اتكلم:
_فارس...دا انت؟! أنا سهيل يا فارس فاكرني؟
قفل الباب تاني و قدرنا نسمع صوت الأقفا.ل اللي على الباب بتتشا.ل قبل ما يفتحه المرة دي على الآخر و يتكلم بإبتسامة:
_سهيل، فينك يا صاحبي؟ من زمان مشفتكش.
قرب سهيل و سلم عليه و حضنه قبل ما يتكلم:
_قول لنفسك انت اللي مخ.تفي علطول و بطلت تيجي الجامعة.
رد عليه فارس:
_مشا.غل الحياة بقى، اتفضل...
بص علينا و بعدين رجع يهمسله بصوت واطي قدرنا نسمعه:
_بس مقولتليش مين دول؟ معقول تكون نا.وي النهاردا تب....
ك.تم سهيل بوقه بيده بسرعة و اتكلم با.رتباك:
_لا طبعاً يا متخ.لف مش اللي انت بتفكر فيه دا ، دول ناي و سهى زمايلي في الجامعة و كنا جايين نطلب منك خد.مة.
أول ما خلص كلامه رفع يده من على بو.ق فارس اللي قرب منا و مد يده ناحيتي و هو بيتكلم بإبتسامة:
_اه، اتشرفنا، اتفضلوا عشان نتكلم جوا.
ابتسمت بتو.تر من شكله ، كان و.شه مليان ها.لات سو.دا بما يوحي إنه نا.دراً ما بينا.م، و جسمه ر.فيع جداً و كأنه مبيا.كلش خالص، مديت يدي عشان أسلم على يده الممدودة قوقفتني سهى في اللحظة الأخيرة و اتكلمت:
_الشرف لينا، اعذرنا بس إحنا مش بنسلم على رجالة.
استغربت فعلها و هو ابتسم بجانبية و فسحلنا الطريق عشان ندخل ورا سهيل و أول ما قعدنا كلنا اتكلم:
_تحبوا تشربوا ايه؟!
كان لسه سهيل هيرد بس سهى قا.طعته:
_لا ملوش لزوم إحنا جايين نسأل عن حاجة و نمشي تاني مش هنطول.
اتكلم سهيل بدوره:
_فارس فاكر البحث اللي عملناه من أربع سنين؟ احنا جايين نسألك عن ال...
مقد.رش يكمل كلامه بسبب فارس اللي اتع.صب و قام فجأة و اتكلم بصوت عا.لي:
_أنا معرفش حاجة عن الموضوع دا و بطلت أدور فيه من زمان و يا ريت تتف.ضلوا بر.ا شقتي دلوقتي عشان مش فاضي.
استغربت ردة فعله اللي كانت شبيهة نسبياً بردة فعل سهيل لما كلمناه أول مرة عن الموضوع دا و اتكلمت بتر.جي:
_بس احنا محتاجين أي معلومات عنها ضروري، أر.جوك قلنا نبدأ ندور من فين على الأقل...
اتع.صب أكتر و بدأ يز.قنا بر.ا و هو بيتكلم:
_قلتلكم معرفش حاجة.
طل.عنا بر.ا الشقة و قبل ما يقفل الباب مديت يد.ي عشان أمن.عه يقفله و اتكلمت بيأ.س:
_من فضلك دا الحل الأ.خير...بابا هيمو.ت!
قلب عيونه لفوق بم.لل و اتكلم:
_لا و مش هعيد كلامي تاني و شيلي يد.ك حالاً قبل ما....
سكت فجأة و أنا استغربت، فتح الباب تاني و مسك يدي بسرعة و هو بيتكلم:
_مست.حيل...انتِ منهم؟!
ض.يقت حواجبي بعدم فهم، أنا منهم؟! هم مين؟
__________________
يتبع....
الفصل التاسع من رواية..
#ناي_نوح
#ناي_نوح
قاعدين أنا و سلمى في مطعم قصاد بعض و مش عارف أفتح الموضوع معاها ازاي، ازاي أقولها إن الشخص اللي اعتبرتيه أخوكِ لمدة عشرين سنة و أكتر في الحقيقة عنده مشا.عر غير أخو.ية ليكِ؟!
قررت أئجل الموضوع مؤقتاً لبعد الأكل فاتحمحمت قبل ما أتكلم:
_اممم..تحبي تاكلي ايه؟!
ردت بإبتسامة دافية:
_أي حاجة، اطلبلي زيك.
بلعت ريقي من ش.كلها، هي هي نفس الإبتسامة من ساعة ما كنا صغيرين متغيرتش، نفس الإبتسامة اللي خلتني أ.قع في ح.بها!
طلبنا الأكل و قعدنا ناكل و إحنا بنتكلم عن حاجات مختلفة و أغلبها كانت عن سلمى طبعاً لأني مبطلتش أسألها عن أحوالها.
حاولت أج.رها في الكلام عشان تحكيلي عن طب.يعة علا.قتها مع نوح فاتكلمت:
_بس مش غريبة يعني إن نوح سا.بك تخرجي معايا؟!
ردت بسعادة:
_أنا فعلاً استغربت بس شكله أخيراً تق.بل حق.يقة إنك أخ.ويا، متتصورش كنت مشتاقة أقعد و أتكلم معاك قد ايه.
جز.يت على أسنا.ني بغ.يظ و اتكلمت بصوت واطي:
_بس أنا مش أ.خوكِ...
مسمعتش فردت بعدم فهم:
_هاه؟ بتقول ايه..؟! ممكن تعلي صوتك شوية؟
رفعت وشي ناحيتها و اتكلمت بع.صبية المرادي:
_بقول أنا مش أ.خوكِ! امتى بقى هت.فهمي؟!
بصتلي باستغراب قبل ما ترد:
_صهيب مالك؟ ليه بتقول كدا دلوقتي؟ في حاجة مضا.يقاك؟!
ملامح وشي لا.نت و رديت بيأ.س:
_أيوا..انتِ....انتِ يا سلمى مضا.يقاني!
شاورت على نفسها بصد.مة قبل ما تتكلم:
_أنا !...ليه بي؟ عم.لتلك ايه؟!
مديت يدي عشان أمسك يدها و اتكلمت بتر.جي:
_انتِ يا سلمى مش فا.هماني...نفسي تح.سي بيا.
ملا.محها فجأة اتو.ترت و ش.دت يدها بسرعة قبل ما تتكلم:
_ش..شكلك تعبا.ن، أنا بقول كفا.ية كدا و خلينا نروح.
وقفت و سحبت شنطتها و أول ما جات تمشي حطت يدها على بو.قها فجأة و كان باين إنها عايزة تر.جع فجريت على الحما.م و أنا...مش.يت ور.اها.
____________________
في مكانٍ آخر:
كانت تقف أمام باب شقتها و ما إن مدت يدها لتطرق على الباب حتى تفاجئت بناي تخرج بينما ترتدي ملابس رياضية و قبعة سو.داء مع حقيبة سفر كبيرة، عقدت حاجبيها معاً بحيرة في حين تج.مدت ناي في مكانها عندما لاحظتها:
_س..سهى؟ ايه اللي جابك هنا؟!
أجابت سهى بحاجب مر.فوع:
_كنت جاية أتأ.سفلك على اللي حصل عند فارس بس شكلك مستع.جلة مش كدا؟!
سحبت ناي القبعة للأسفل قليلاً في محاولة منها لإ.خفاء ملا.مح وجهها المر.تبكة ببنما تجيبها:
_أ..أيوا، لازم أوصل الشنطة دي لماما في المحطة عشان نسيتها.
كت.فت سهى ذراعيها قبل أن تتحدث بش.ك لم تحاول إخفا.ئه:
_و مامتك مسافرة فين إن شاء الله و هي حا.مل؟!
أجابتها ناي بينما تمر من جوارها لتتجا.وزها سريعاً:
_ه..هو تح.قيق؟! أهي مسافرة مطر.ح ما تسافر.
أو.قفتها سهى عن طريق س.حبها من يد.ها لتتحدث بحز.م:
_ناي! فاكراني هب.لة و مش عارفة إنك انتِ اللي مسا.فرة و ناو.ية تسمعي كلام اللي اسمه فارس دا؟!
أجابت ناي بنبرة حا.زمة مشابهة:
_أيوا مسا.فرة، استر.يحتي؟! سيب.يني بقى عشان مش عايزة أتأخر...
قب.ضت سهى على يدها بق.وة أكبر لتجيب بتح.دي:
_لا مش هس.يبك، متقوليش إنك صد.قتي كلامه، بطلي عب.ط!
تحدثت ناي بإصر.ار:
_سهى...دا الحل الو.حيد!
لو.ت سهى شفتيها بعدم ر.ضا قبل أن تتحدث:
_و افرضنا رُحتي و عملتي كل اللي قال عليه و في الآخر مفيش حاجة طلعت موجودة؟!
طالعتها ناي بنظرة عاز.مة:
_ساعتها مش هيبقى أسو.ء من إني أقعد هنا و في الآخر تطلع موجودة!
أفل.تت سهى يدها لتتنهد بيأ.س قبل أن تتحدث أخيراً:
_حلو...يبقى هاجي معاكِ!
توسعت أعين ناي بصد.مة قبل أن تتحدث سريعاً بإعتر.اض:
_لا، انتِ مش مضطرة تعر.ضي نفسك لخ.طر زي كدا دي مش.كلتي أنا و أنا اللي...
قا.طعتها سهى:
_اسمعي يا ناي...صحيح إن عمر.ي ما كان عندي أصحا.ب قبل كدا بس أنا متأكدة إن الأصحاب مش بيسيبوا بعض في المواقف اللي زي دي.
_برضو دا..دا مش عذ.ر مقنع عشان تر.مي نفسك في المتا.هات دي معايا.
كت.فت سهى ذراعيها و تحدثت بحاجب مرفوع:
_عايزة عذ.ر مقنع؟ حلو...هديكِ واحد، لو مر.ضتيش آجي معاكِ هروح أف.تن لأ.هلك على كل حاجة و أنا متأكدة إنك مسا.فرة من ور.اهم، ايه رأيك في العذ.ر دا؟!
تنهدت ناي باستسلا.م قبل أن تجيبها:
_معاكِ عشر دقايق بس تجهزي فيها شنطتك...
______________________
بعد ساعة كاملة:
كانت تقف كلٌ من ناي و سهى التي تحمل عدة حقائب على إحدى نواصي الطريق بانتظار شخصٍ لتتأ.فف سهى قبل أن تتحدث:
_هو احنا هنفضل وا.قفين كدا كتير؟ اتأ.خر ليه دا؟!
أجابت ناي بحاجب مرفوع:
_يمكن عشان في واحدة أخر.تنا ساعة كاملة؟! تلاقيه ز.هق و مشي و سا.بنا.
خط.فت نظرة جانبية إلى كل الحقائب التي كانت تحملها سهى و من ثم تحدثت با.ستنكار:
_و بعدين ايه كل دا؟ مش قلتلك تاخدي الحاجات الأسا.سية البسيطة بس؟!
أجابت سهى بتمل.مل:
_افرضنا حصلت أي حاجة؟ دي مش فس.حة يومين و نرجع!
كادت ناي أن تجيبها لولا صوت أبواق السيارة التي قاطعها فجأة لينزل زجاج السيارة و يطل بوجهه منها قبل أن يتحدث بكامل هي.بته:
_اتأخر.تي يعني...
توقف عن الحديث و خ.طف نظرة جانببة ناحية سهى من ثم أكمل:
_و مقو.لتليش إنك هتجيبي حد معاكِ!
وسعت سهى عينيها بدهشة قبل أن تنطق بعد.م تصد.يق:
_س..سهيل؟!
تجا.هلها سهيل بينما يتحدث:
_اركبوا، مش عايزين نتأ.خر أكتر من كدا.
همت ناي بالركوب لكنها تفاجئت بسهى التي سح.بتها من قم.يصها من الجا.نب قبل أن تهمس في أذنها:
_مقولتليش ليه إن سهيل اللي هيوصلك؟
أجابتها ناي بهمس مشابه:
_توقعتي مين يعني؟ مفيش غيره.
_ب..بس سهيل...
قا.طعتها ناي:
_لو ناوية تعملي مشا.كل معا.ه روحي أنا مفيا.ش ح.يل للصد.اع أديني بنب.هك من دلوقتي أهو.
قل.بت سهى عينيها بم.لل و من ثم توجهت لتفتح باب السيارة و تجلس في الخلف بينما جلست ناي في المقعد الأمامي بجوار سهيل و قبل أن يتمكنوا من التحرك تفا.جئوا بالشاب الذي ق.فز ليت.علق بنافذة مقعد ناي متحدثاً بر.جاء و خو.ف:
_خ..خد.يني معاكِ!
ترا.جعت ناي إلى الخ.لف و تحدثت بصد.مة:
_ ا..اب.عد عني، انت مين؟!
أزال الشاب الكما.مة السو.داء من على وجهه لتتحدث ناي بعد.م تصد.يق:
_زين!
تحدث زين بر.جاء:
_أر.جوكِ يا ناي، سا.عديني!
سمعت ناي صوت صا.فرات سيا.رات الشر.طة فجأة قادمة من بعيد لتدرك على الفور ما يجري....لقد كان زين يحاول الهر.ب من الشر.طة!
نظرت في عينيه المتر.جية بيأ.س و شعرت بالحير.ة، هل تنق.ذه أم تد.عه لمص.يره الذي كانت تستطيع تخمينه بسهولة ألا و هو حتماً...الإ.عدام!
_____________________
في نفس الوقت في المطعم:
كنت قاعد بر.اقب سلمى و صهيب في المطعم من غير ما يعر.فوا، في النهاية قل.بي مطاو.عنيش أس.يبها معاه وحد.هم و قررت آجي ورا.هم هنا.
كانوا بيتكلموا و هم بياكلوا و واضح إن سلمى طب.يعية و مرتا.حة معاه في الكلا.م فخمنت إنه مكانش اعتر.فلها لسه.
كنت حاطط يدي على قل.بي و مستني اللحظة اللي هيعتر.ف فيها لغاية ما لقيته بيمد ي.ده فجأة و بيحطها على إيد.ها.
جز.يت على أسنا.ني بغ.يظ و أول ما قمت عشان أو.قفه عند حد.وده اتفاجئت بيها هي ش.دت يدها بسرعة و قامت جريت على الحما.م و الغر.يب إن صهيب...مشي و.راها!!
فضلت مت.جمد في مكاني بصد.مة لثواني قبل ما أتحرك أخيراً ور.اهم و أول ما فتحت الباب اتفا.جئت بالمش.هد اللي كان قدامي صهيب كان....بيبو.س سلمى!
_______________
يتبع....
الفصل العاشر من رواية....
#ناي_نوح
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق