رواية حين بكي الذئب كاملة بقلم رزان محمد
رواية حين بكي الذئب كاملة بقلم رزان محمد
البارت 1
بقلم ( رزان محمد )
السماء كانت غائمة، والبحر موجه عالي كأن فيه غضب مش مفهوم. فيروز كانت ماشية بسرعة على الكورنيش دموعها بتختلط برزاز الهوا، وخطواتها بتجري من حاجة ما تعرفهاش، يمكن من نفسها.
كانت خارجة من شغلها في الكافيه ، يوم طويل ومليان شتيمة ونظرات محتقرة من الزباين. بس كل ده كان أهون من اللي حصل وهي راجعة.
صوت فرامل عربية فجأة!
فيروز وقفت.
شباك العربية اتفتح، وطلع منه راجل ملامحه جامدة زي صخر، عينه سودة وفيها شرّ غريب، لبسه شيك بس مش مريح، وفيه لمعة سُلطة مش مفهومة.
فهد.
"اركبي."
فيروز اتراجعت، وقالت بخوف:
"أنا معرفكش... سيبني فحالي."
ابتسم ابتسامة خفيفة، بس كانت زي السُمّ:
"ده مش طلب. إنتي المفروض تشتغلي عندي من النهارده... أو تنسي اسمك للأبد."
الشارع فاضي، والناس مش مهتمة. كأن العالم كله قرر يغمض عينه.
---
في فيلا كبيرة...... باب حديدي اتقفل بصوت دوّى في ودنها. كانت فيروز لسه مش فاهمة، إزاي؟ وليه؟ مين فهد ده أصلاً؟
هي بس عارفة إنه ظهر في حياتها فجأة، وهدد صاحب الكافيه، واشترى سكوتها بأنه هيعالج امها اللي بتعاني من مرض خطير مقابل انها تشتغل عنده... والنهارده؟ جاي ياخدها بالقوة!
دخلها أوضة ضلمة، واسعة، بس بردة ومخيفة. رماها جوه وقال بصوت هادي بس يجمّد الدم:
"انسي فيروز اللي كنتي عيشاها، من النهارده... إنتي بتاعتي."
---
صوت خطواته بعد ما قفل الباب، فضل بيرن في ودنها، وهي قاعدة على الأرض، عنيها بتدور في المكان، وبتفكر في كل حاجة ضاعت منها في ثانية.
بس ما كانتش تعرف إن ده مش آخر ألم، وإنها هتشوف من فهد ألوان العذاب... قبل ما يحصل المستحيل.
---
حين بكي الذئب
البارت 2
بقلم ( رزان محمد )
★٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭★
الليالي في فيلا فهد كانت طويلة ساكنة وباردة كأنها مقبرة فيروز كانت بتنام بعين مفتوحة والتانية خايفة تغمضها كانت بتحاول تفهم مين الراجل ده؟ وليه اختارها هي؟
فهد مكانش بيضربها بس كان بيعذبها بطريقته
نظراته اللي بتخترقها أوامره اللي ما فيهاش نقاش صمته المرعب وكلماته القليلة اللي كلها قسوة.
كان بيصحيها بدري يخليها تنظف الفيلا كلها وتطبخ له كل ده لوحدها وتقعد تاكل على الأرض قدامه وهو بيتفرج عليها كأنها شيء مش بني آدمة.
مرة قالها وهو بيشرب قهوته:
"أكتر حاجة بتقهر الإنسان... لما يتحط في مكان ملوش فيه قيمة ويفضل ساكت."
ردت فيروز بعين فيها كرامة رغم الألم:
"بس الإنسان مش جماد... ومش لعبة في إيد حد."
ساب الكوب على الترابيزة وقرب منها بهدوء.
"بس في ناس بتتولد علشان تكون لعب... واللي بيفكر يعاند بيخسر."
---
في يوم، لقيت باب الأوضة مفتوح على غير العادة خرجت بتردد ماشية على أطراف صوابعها الفيلا كانت هادية دخلت أوضة مكتبه يمكن تلاقي تليفون أو أي حاجة.
لكن اللي لفت نظرها صورة قديمة على المكتب صورة لولد صغير واقف جنب ست شكلها طيب وشه فرحان بطريقة مش شبه وش فهد.
"كنتي بتدوري على إيه؟"
صوته جمدها مكانها
التفت لاقيته واقف عنيه مش نار... لا، دي كانت حاجة تانية حاجة أشبه بالوجع.
"أنا... أنا كنت بدوّر على التليفون... عايزة أطمن على أمي."
سكت لحظة وبعدين قال:
"أمك كويسة... بعتلها دكتور وفلوس كل أسبوع... مش علشانك علشاني."
نظرتله مستغربة لكنه كمل:
"لما تشتغلي عندي... ما تقلقيش على اللي وراكي."
خرج وسابها بس المرة دي مكانش فيها عنف كان فيها حاجة غريبة... كأنه هو نفسه مش فاهم مشاعره.
---
ليلة اليوم ده وهي نايمة على الأرض سمعت صوت خبط خفيف فتحت عنيها لاقت ورقة تحت الباب مكتوب فيها:
"لو عايزة تعرفي أنا ليه كده... اقري الدفتر الجلد البني اللي في الدرج التاني في المكتب."
كانت أول مرة تحس إن فهد مش مجرد جلاد يمكن وراه حكاية.... يمكن في قلب الذئب في وجع مخبيه
---
هل ياتري فيروز هتعرف اي قصه فهد؟ وهو ليه كده ؟
حين بكي الذئب
البارت 3
بقلم ( رزان محمد )
★٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭★
الليل كان ساكن، والأنوار خافتة في الفيلا، كأنها بتتآمر معاها. فيروز دخلت المكتب بهدوء، قلبها بيرقص من الخوف، بس فضولها كان أقوى.
فتحت الدُرج التاني، لاقت دفتر جلد لونه بني، غلافه مشروخ من كتر ما اتفتح واتقفل. لمسته بحذر، وبدأت تقلب في صفحاته.
خط فهد كان حاد، عنيف... بس جواه حزن.
"أنا اللي ماتت أمه وهو عنده ١١ سنة، ماتت قدامه، وابوه باع البيت واتجوز واحدة تانية وطردني..."
"كنت بنام في الشارع، واشتغلت عند ناس بتعاملني زي الكلب، وعلّمتني الحياة إن الطيبة نقطة ضعف، وإن القسوة هي اللي بتحميني."
"لما وصلت للقوة، قررت أكون الذئب اللي مابيترحمش... بس دايمًا جوايا الطفل اللي كان بيعيط كل ليلة ومحدش سامعه."
---
فيروز قلبها وجعها... فهد مش بس شرير، ده إنسان اتكسرت ضلوعه من بدري، وكل اللي بناه من قسوة، ماكانش غير درع بيخبي بيه وجعه.
رجعت الأوضة وهي مش عارفة تنام، وفضلت تبص للسقف، والدموع بتنزل لأول مرة مش علشانها... علشانه.
---
تاني يوم، فهد لاحظ حاجة اتغيّرت في نظرتها.
"قرأتي الدفتر؟"
"آه."
"وبتعطفى عليا؟"
"لأ... بس فهمتك."
بصّ لها بنظرة مختلفة. مافيهاش تهديد، مافيهاش تكبّر. كان فيه ضعف خفي... كأنه بيقول: "أنا مش قادر أهرب منك زي ما بهرب من الدنيا."
---
في الأيام اللي بعدها، بدأ يتغير.
ما بقاش يصحيها بصوت عالي، ولا يرمي عليها الأوامر. بقى يسألها:
"عايزة تاكلي إيه؟ بتحبي تمشي على البحر؟"
وفي مرة، وهي قاعدة في الجنينة، قالها:
"كنت فاكر إني مش هعرف أحب، وإن الحب ضعف... بس وجودك هنا علّمني إنك ممكن تكوني مرآة للي كنت هربان منه."
---
كان فيه صراع جواه. هو مش بيتغير بسهولة، ولسه ساعات صوته بيعلى، ولسه لهجته فيها نبرة سيطرة. بس فيروز بقيت بترد:
"أنا مش لعبة يا فهد... بس لو عايز حد يسمعك، أنا هنا."
وساعتها... لأول مرة، ساب عنيه تدمع.
حين بكي الذئب
البارت 4
بقلم ( رزان محمد )
★٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭★
عدّت أسابيع، وفهد بقى مختلف… مش ١٠٠٪ بس واضح بقى يسألها عن رأيها يسمع حكاياتها يضحك معاها ضحكة صغيرة، نادرة لكنها حقيقية.
وكانت فيروز بدأت تحس إنها مش بس أسيرة، لأ… دي بقت نقطة نور في حياته السودة بدأت تمشي في الحديقة بحرية ومرة حتى خرجوا سوا يجيبوا كتب وكان ماشي جنبها مش متقدم عنها… لأول مرة.
بس الهدوء ده كان سابق العاصفة.
---
في يوم فيروز كانت قاعدة في الجنينة بتقرأ لما دخلت عليهم واحدة ست جمالها صارخ لبسها أنيق وخطاها كلها غرور.
فجأة قالت لما شافت فيروز:
"فهد؟! إنت بجد عايش هنا؟ مع… دي؟"
فيروز بصتلها بجمود لكن جواها نار.
الست دي كانت ريهام واحدة من ماضي فهد بنت رجل أعمال كبير وكان بينهم زمان حاجة شبه علاقة… بس مش حب أكتر شبه صفقة.
فهد ردّ بنبرة حادة:
"دي فيروز… ومش هسمحلك تتكلمي عنها كده."
ريهام ضحكت بسخرية:
"إنت بتتغير علشانها؟ انت؟ الذئب اللي كان بيخلّي الناس تبكي من اسمه؟"
بصتلها فيروز وقالت بهدوء:
"اللي بيتغير مش ضعيف… اللي بيكمل في الشر هو اللي مكسور ومش عايز يواجه نفسه."
فهد سكت بس عنيه كانت بتلمع… مش بالغضب لا… بالانبهار.
---
بعد ما مشيت ريهام حصل اللي محدش كان متوقعه.
فهد قرب من فيروز وقال:
"أنا كنت فاكر إني بعذّبك… بس الحقيقة إنتي اللي عذبتيني… بهدوئك بكبريائك بصبرك عليا."
مد إيده ولمس وشها بحنية لأول مرة.
"أنا وقعت فيكي يا فيروز… وقعت بكل جبروتي وبقيتي نقطة ضعفي اللي أنا مش عايز أخسرها."
---
بس فيروز برغم قلبها اللي كان بيرقص ردّت بكبرياء:
"وأنا مش لعبة يا فهد… لو بتحبني سيبني أختارك مش أكون أسيرة في قصرك."
ساعتها... قالها الجملة اللي عمرها ما تنساها:
"أنا جاهز أفتحلك الباب بس خايف تخرجي ومترجعيش."
حين بكي الذئب
البارت 5 والأخير
بقلم ( رزان محمد )
★٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭★
الباب اتفتح
فيروز وقفت قدامه قلبها بيدق وشمس المغرب بتغمر وشها بنور ذهبي كانت حرة… لأول مرة بجد فهد واقف وراها سايب لها القرار
"اطلعي… بس لو مشيتي مش همنعك… مش هحبسك تاني… مش هسيطر."
لفت تبصله وشافته زي ما هو… قوي بس منكسر
"أنا همشي يا فهد مش علشان بكرهك… بس علشان لو رجعتلك أبقى رجعت بإرادتي مش غصب."
ومشيت.
★٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭★
عدت أيام وفهد رجع زي زمان من بره… ساكت عنيف مع نفسه بيمشي في الجنينة ويبص على الكرسي اللي كانت بتقعد عليه على الكتب اللي كانت بتقراها وعلى الدفتر اللي لسه فيه ريحة صوابعها
بس من جواه ما بقاش نفس الشخص
بقى بيشوف في كل حاجة صورتها… وبقى فاهم إن الحب مش امتلاك وإنك ممكن تسيب اللي بتحبه يبعد عنك بس تفضل بتحبه من غير شروط.
---
وفي يوم رجعت
فيروز رجعت بنفس الخطوات اللي خرجت بيها… بس المرة دي كانت ماشية في اتجاه قلبها.
دخلت الفيلا لقت فهد واقف عند الباب عنيه فيها لهفة وخوف ودهشة.
رجعتي؟
"رجعت علشان اخترتك… مش علشان أجرب، لأ… علشان أنا شفت جواك الإنسان اللي كان محتاج حد يحبه مش يخاف منه."
قرب منها بس المرة دي بهدوء.
أنا مش نفس الشخص… بس معرفش هقدر أصلّح كل حاجة ولا لأ
فيروز ردّت وهي ماسكة إيده:
"مش مطلوب منك تبقى مثالي… أنا عايزاك تبقى حقيقي، مش الذئب اللي كان بيعضّ."
---
وبكى في اللحظة دي
فهد الذئب الراجل اللي ما نزلش له دمعة طول عمره بكى على صدرها… زي طفل تايه لقى حضن أمه زي واحد كان في عزّ الليل وشاف نور بيقوله "لسه في أمل".
★٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭★
مشهد خاص✨
جيل جديد من الدفء بعد العاصفة
الفيلا القديمة ما بقتش كئيبة زي زمان… بقت مليانة ورد وضحك وصوت أطفال بتجري على البلاط وصوت فيروز وهي بتنادي:
"مالك! سليم! انزلوا دلوقتي من فوق الترابيزة!"
ضحك فهد اللي قاعد في الجنينة ماسك فنجان القهوة وباصص لمراته اللي وشها لسه فيه نفس الدفء اللي هدّه زمان.
"مالك واخد دماغك واضح إنه طالعلك."
ردت فيروز وهي بتحاول تمسك الولد:
"لأ يا حبيبي مالك طالعلك انت… ده عنيد ودمه حامي وعيونه نفس الشرارة اللي كانت فيك زمان."
ضحك فهد وقال:
"بس أنا كنت وحش."
قعدت جنبه وغمزتله:
"بس دلوقتي بقيت أب حنين وراجل بيعيط من لقطات حزينة في الأفلام."
---
مالك، 7 سنين عيونه سودا زي فهد بس ضحكته من القلب… وعصبي شوية
سليم 4 سنين أهدى بيحب يقعد جنب فيروز ويسألها أسئلة عميقة زي:
"هو البحر بيزعل لما الناس تسيبه؟"
---
وفي مرة، لقيوا الدفتر البني اللي فيروز كانت قريته زمان ومالك قال:
ده دفتر مين؟
فهد خد نفس عميق وقال:
ده كان بتاع راجل قديم… بس دلوقتي بقيت حد جديد علشان أمكم علمتني إزاي أبقى إنسان من تاني.
نظرت له فيروز وقالت:
"وأنا علمت مالك وسليم إن الرجولة مش في القسوة… إنما في اللي يعرف يحب ويحافظ ويختار يكون طيب حتى لما الدنيا بتحاول تقسيه."
---
وخلص المشهد، لكن الحياة كانت لسه مكملة…
في بيت مليان حب واتنين كانوا في يوم من الأيام غرباء… بقى عندهم جيل جديد طالع من رحم وجع قديم… بس عاش وازدهر، لما الذئب بكى… والحب غلب.
💔 النهاية... ولا بداية؟
"حين بكى الذئب" ما كانتش حكاية حب عادية دي كانت صراع بين الألم والحنان بين الشر والحب بين الماضي اللي بيقيدك والمستقبل اللي بيناديك.
وفيروز؟ ما كانتش بس بطلة القصة… دي كانت المفتاح لقلب كان مقفول بالسلاسل.
★٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭★
"أنا بنزل روايات من قلبي وبحاول أقدملكم حاجة حلوة بس بجد التفاعل بقى قليل جدًا.
تعليقات
إرسال تعليق