القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الاول والثاني والثالث بقلم إيه محمد رفعت

 رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الاول والثاني والثالث بقلم إيه محمد رفعت 





رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الاول والثاني والثالث بقلم إيه محمد رفعت 



البارت الاول 

هبطت مسرعة إلى الأسفل حتى تعاون زوجات عمها ووالدتها بتحضير مائدة الأفطار قبل آذان المغرب بعدما أحضرت المشروبات من الشقة الخاصة بهم ،حملتهم وخطت الدرج بخطوات أشبه للركض حتى تعثرت بالجلباب الأبيض الطويل وكادت السقوط لتجد يد أقرب لها من الأصطدام بالدرج ...

رفعت عيناها بخوف وهى تحمل المشروبات بتمسك حتى لا تتحطم على أمل شكر من أنقذها بالسقوط فهى تعلم أنه من المؤكد أحد أبناء أعمامها ولكن لم تعلم بأنه صاحب العينان القرمزية ..من يملك سحراً يفيض بها ضربات قلبها وتكسو وجهها حمرة خجل لا منتهي ..

تأملها بأبتسامة مكر :_فى حد يجري على السلم كدا ؟

جاهدت ياسمين لخروج الكلمات بعدما أستقامت بوقفتها :_المغرب قرب يآذن ومرات عمي طلبت العصير ف...

قاطعها أحمد حينما رفع يديه لتكف عن الحديث قائلا بخبث وهو يحمل عنها الأكواب :_شكلى مضطر أساعدك

وحملهم وهبط أخر درجة مستدير لها بغمزة عيناه الساحرة :_متاخديش على كدا

وتركها تكاد تقتل خجلا وهبط للأسفل ..عدلت حجابها بأرتباك وأكملت الهبوط للأسفل هى الأخري ....

بالأسفل ...

الهدوء مخيف على المكان بأكمله فذاك قانون طلعت المنياوى المحبب ،الصمت الحليف بينهم بالغرفة المخصصة لأستقبال الضيوف كان يجلس بجلبابه الأسود وعماته البيضاء ... يحمل بيديه عصاه الأنبوسية التى تزيده وقاراً وأحترام فهو من أصول صعدية حتى طباعه ممتدة لهم ،على يمينه كان يجلس إبنه الأكبر محمد المنياوى ولجواره إبنه الأوسط إبراهيم وعلى يساره كان يجلس إبنه الأصغر إسماعيل بأنتظار أنضمام الآذان لتناول الطعام ...

هبط المشاكس من الأعلى يتأمل المكان بتفحص فهدءت أنفاسه حينما وجده خالى من جده المهيب ليتفاجئ بياسمين تدلف خلفه ..أقترب منها قائلا بأبتسامة واسعة وعيناه تتراقب الدرج :_بت يا ياسمين مشفتيش غادة ..

رمقته بنظرة ضيق :_لا مشفتش حد

وتركته وتوجهت للمطبخ فلوى فمه بتهكم :_بتتكلم كدليه البت دي ؟

ثم جلس على الأريكة المقابلة للدرج قائلا بعدم مبالة :_أقعد أستناها بنفسي ..

بالمطبخ ..

أنهت نجلاء أعداد الطعام بمساعدة ريهام وسلوى قائلة بأبتسامة هادئة حينما رأت أحمد بالمشروبات :_عنك يا حبيبي ...تعبناك معانا

إبتسم أحمد لتطل جانب وسامته المعهودة :_لا تعب ولا حاجة سا مرات عمي

سلوى بستغراب :_مش ياسمين طلعت تجيبهم ؟

قاطعتها ريهام بخبث لعلمها ما بقلب إبنها :_ممكن أحمد محبش يتعبها

رسم الجدية المصطنعه :_أنا قبلتها على السلم بالصدفة فقولت أساعد يعنى ..

سلوى بأبتسامة مكر لريهام :_طول عمرك شهم يا أحمد

رمقتهم نجلاء بغضب ثم وضعت يديها على كتفيه :_طيب يا حبيبي أطلع صحى أدهم عشان المغرب قرب يآذن وأنت عارف جدك لو حد أتاخر بيعمل مشاكل

أحمد بتفكير :_أدهم !. ربنا يستر

كبتت ضحكاتها فهى تعلم بخطورة ذاك العمل الشاق فتركها أحمد وتوجه للصعود للأعلى ...ليتفاجئ بأبن عمه يجلس على الأريكة ويراقب الدرج بتلهف ،أقترب منه قائلا بستغراب :_أنت قاعد كدليه يا زفت ؟

أشار له بلا مبالة :_وأنت مالك يا عم

جذبه أحمد من تلباب قميصه بغضب :_قولتلك ألف مرة أحترمني عشان مزعلكش

إبتلع ريقه برعب وهو يتأمل عضلات جسده المثير ليسرع بالحديث :_مستنى المزة بتاعتي يا عم

تلونت عين أحمد بشرارة مميتة قائلا بصوتٍ يشبه هلاك موته :_أنت بتعاكس أختى أدامي يا حيوان ؟

حاول تحرر نفسه من بين براثين الذئب قائلا بأحترامٍ زائف :_مهى خطيبتي برضو يا أحمد

لكمه بغضب :_أديك قولتها خطيبتك يعنى مبقتش مراتك !

حاول ضياء كبت صراخاته قائلا بهمس مؤلم :_أهدا يا أحمد الله يخربيتك جدك هيسمعنا وهنتنفخ أنا وأنت ..

أحمد بعصبية ؛_هو أنت لسه شوفت نفخ دانا هسوحك

ضياء بسخرية :_أتفخس علي ألفاظك فى محامي محترم يقول هسوحك !

على الجهة الأخري هبط ذو الطالة الساحرة من الأعلى ليفق كعادته على صوت مشاجرات أبناء العم المعتادة ولكنه صعق حينما وجده أحمد بذاته ! فهرول سريعاً ليحيل بينهم ..

عبد الرحمن بستغراب :_فى أيه يا أحمد ؟

جذبه ضياء ليتخبئ خلف جسده العريض قائلا برعب :_ألحقني يا عبد الرحمن إبن عمك أتجنن

أحمد بسخرية :_جنان ! هو أنت لسه شوفت حاجة ؟!

إبتلع ريقه برعب ليحيل بينهم عبد الرحمن قائلا بهدوء :_أهدا بس وفهمني فيه أيه ؟

أحمد بضيق :_الحيوان دا بيعاكس أختى وأنا واقف

ضياء بهمس :_خطيبتي يا جدع

كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة لعلمه ما بأحمد فأشار لضياء قائلا بحذم مصطنع :_أمشى من هنا دلوقتي يالا

أشار له بتأييد وغادر على الفور فأقترب منه عبد الرحمن قائلا بخبث :_هو دا الا ضايقك برضو !

حاول أحمد التهرب من نظرات رفيق الدرب ولكن لم يستطيع فزفر بغضب :_يووه مأنا هتجنن يا عبد الرحمن... بقا أحنا كبار أحفاده يرفض أننا نخطب حتى والزفت الا لسه بيدرس دا يخطبله كدا !

تعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق فرمقه أحمد بضيق وأوشك على الرحيل ليجذبه سريعاً :_طب خلاص متزعلش وبعدين يا عم أنا أخوها الكبير وبقولك مش هديها لحد غيرك..

صدم أحمد قائلا بستغراب :_عرفت منين أنى حاطط عيني على أختك ؟!

لكمه على صدره بخفة :_هو أنا بس الا عارف دي الحارة كلها

همس أحمد بصدمة :_هو أنا مفضوح أوى كدا !

إبتسم بتأكيد :_جداً وبذات للنمر

إبتلع ريقه برعب :_أدهم !

أشار له بتأكيد ليكمل الأخر بمبرر :_ما يعرف هو أنا حبيت أخته مثلا

تعالت ضحكات عبد الرحمن :_متقدرش مكة خط أحمر لكل العيلة

ثم تراقب الطريق ليهمس له بخفوت :_بس فى حرب جاية قريب وبينى وبينك أنا فرحان فرح

ضيق عيناه بعدم فهم ليكمل الأخر بسعادة :_الواد يوسف أخويا حاطط عينه عليها وأنت عارف بقا الا يوقع مع النمر

رمقه أحمد بغضب :_ساعات بحس أن الواد دا مش أخوك يالا

عبد الرحمن بتأكيد ؛_مهو فعلا كدا مشفتش خلقة أهله دا الا بالأخبار المنيلة بنيلة

:_كلم جدك يا عبد الرحمن

قالها يوسف بعدما خرج من القاعة الخارجية للمنزل فأنكمشت ملامح عبد الرحمن قائلا بغضبٍ جامح :_شوفت صدقتنى بقاااا

يوسف بستغراب :_صدق أيه ؟ أنتوا جايبن سيرتي !

تعالت ضحكات أحمد حتى أحمرت عيناه ليزفر عبد الرحمن بغضب :_أخفى يالا من وشي

يوسف بسخرية :_وأنا الا طايق أبص فى خلقتك أوى

وتركه بعدما رمقه بنظرة محتقنه ...أما هو فظل يفكر كثيراً بخوف عما يريده به طلعت المنياوي ! ...

استغل أحمد شروده وتسلل للدرج ليسرع له قائلا بضيق :_أنت رايح فين وسايبني بيقولك طلعت المنياوي عايزني بره !

أحمد بهدوء مصطنع ؛_كنت معاك على فكرة

عبد الرحمن بسخرية :_يا راجل وأنا أقول شبح ...ثم صرخ بغضب :_بقولك أيه أنا لو وقعت مش هقع لوحدي هقر عليكم ونخلى المنياوي بقا يعرف مين مافيا الحي الشعبي

صعق أحمد وكمم فم عبد الرحمن سريعاً قائلا برعب :_الله يخربيتك متروح تعترفله أحسن هو حد كان قالك أنه عرف حاجة ؟

دفشه بعيداً عنه قائلا بغضب :_أمال عايزني بره ليه ياخويا دا محدش مننا دخل القاعة دا عمره !

أحمد بضيق :_وأنا أيش عرفني ما تروح تشوف

قاطعه بحدة :_قصدك نروح رجلي على رجلك أه

أحمد بغضب :_يابني أنا طالع فى مهمة أصعب هصحى النمر أقصد ادهم

عبد الرحمن بتصميم :_الا عندي قولته أنا مش مستعد أتربط فى الحارة لوحدي

ضيق عيناه بغضب :_ماشي ياخويا أدامي ..

وبالفعل توجه معه للخارج ليجد شقيقته تهبط للأسفل فأشار لها قائلا بخبث :_جيانا

أنتبهت له وهى تتجه للمطبخ فأقتربت منه بأبتسامة هادئة :_أيوا يا أحمد

أحمد بأبتسامة واسعة ؛_كنت عايزك فى خدمة

أجابته بأبتسامة جميلة:_عارفة وعملتهولك باللبن زي ما تحب

أحمد بستغراب :_هو أيه ؟

جيانا :_التمر

قاطعها بسخرية :_لا مهمة أصعب

تأملته بحيرة من أمرها ليكمل هو :_أطلعي شقة عمو محمد ورني الجرس بس أوعي تسبيه غير لما تلاقي أدهم أدامك فهمتي ؟

اشارت له بالنفي قائلة بخوف :_لا أنا مش مجنونة

أقترب منها قائلا بمرح :_يا بت متخافيش أدهم مش بيمد أيده على بنات

جيانا بخوف :_متأكد ؟

أشار لها بتأكيد فجذبه عبد الرحمن بغصب :_يالا يا خويا

فغادر معه وتوجهت جيانا للأعلى برعب حقيقي

.لا تعلم بأنها صاحبة زمام قلب الأدهم

بالخارج ...

كان يجلس طلعت المنياوى وسط أبنائه الثلاث فدلف عبد الرحمن وأحمد بخوف بدا على ملامح وجوههم ..

رفع رأسه لهم بصمت مشيراً بيديه على الأريكة ليجلس كلا منهم وعيناهم على والدهم لعلهم يتمكنون من معرفة الأمر ،أشار إبراهيم بعيناه لأحمد بعدم معرفته بالأمر وكذلك فعل إسماعيل لأبنه فخرج صوت طلعت المنياوى المزلزل :_محدش يعرف أني عايزك فى أيه

أرتعب كلا منهم ليكمل بسخرية :_بتتحما فى ولد عمك إياك

خرج صوت عبد الرحمن وعيناه أرضاً :_العفو يا جدي أنا ..

قاطعه بحذم :_أسمع يا ولدى أني خليتك تبقا دكتور عشان تفيد الناس كلتها

رفع عيناه له قائلا بأحترام :_ودا الا بيحصل يا جدى

قاطعه بحدة :_متجطعنيش

وضع عيناه أرضاً ليكمل طلعت بثبات :_الأوضة الا على الشارع هفتحهالك مستوصف أصغير إكده تكشف بيه على أهل الحارة بعد ما ترجع من المستشفي من غير ولا مليم

إبتسم عبد الرحمن بتأييد :_أنا كان نفسي أعمل كدا وكنت منتظر أفاتح حضرتك بالموضوع بس الأجهزة هتحتاج مبلغ ك..

قاطعه بحذم :_أني هتكفل بكل المصاريف

إبراهيم بسعادة :_ربنا يخليك لينا يا حاج

أحمد بفرحة وهو يضع يديه على كتفي عبد الرحمن :_ربنا يجزيك خير يا عبد الرحمن

إبتسم له برضا ليقطعهم الصوت الناهي قائلا بعيناه المخيفة :_وأنت أني بديك تحذير جدام أبوك وعمامك لو يوم جالي شكوى منك أنك أترفعت عن جضية ضد واحد مظلوم هتشوف منى الا عمرك ما شوفته

:_محصلش ومش هيحصل يا جدي

قالها بحزن على حديثه الجاف معه ليترك القاعة قائلا بأحترام وعيناه ارضاً :_عن أذن حضرتك

أشار له بيديه ليغادر القاعة بصمت ...

********

بالأعلى ...

رفعت يدها تلامس الجرس الخارجي بتردد أنهته حينما تفذت ما قاله أحمد فضغطت عليه بقوة وخوف بآنٍ واحد وبالفعل ما هو الا ثواني معدودة حتى وجدته يقف أمامها بعيناه الذى أزاح غضبه رنيم الأحشاب الخضراء فبدا مخيفٍ للغاية ..

تراجعت للخلف برعبٍ فمن يقف أمامها هو نمر عيناه قابضة للأرواح ! ..

هدءت ملامحه حينما رأها تقف أمامه ...ملامحها الحاضنة للخوف كانت بمثابة مهدء له ،عادة عيناه لسحرهم الخالد ..سحراً فتك به ضحايا الأدهم ...بقى ثابتاً كطباعه الهائمة يتأملها بهدوءٍ تام ...كسى وجهها حمرة الخجل بعدما رأته يقف أمامها عاري الصدر ..أخفضت عيناها أرضاً وغادرت للأسفل سريعاً فأغلق الباب وولج للداخل بشبح إبتسامة ظهرت على وجهه الجادي ،توجه لغرفته لتصرخ به مشاكسته الصغيرة :_أيه دا ؟! مش قولنا ألف مرة عايش معاك بنات !

أستدر لها الأدهم قائلا بسخرية :_فين دول ؟!

أرتدت مكة نظراتها الطبية بغضب :_أنا مش مالية عينك يا حضرت ولا أيه ؟

ضيق عيناه بتفكير ثم قال بثبات :_لا واضح أن أنا الا محتاج أملي عينك

صعقت وتراجعت للخلف قائلة بخوف :_حقك عليا يا أدهومي دانا لوكة حبيبتك وأختك الغالية وأن كان عليا هقعد فى أوضتى وأنت خد راحتك على الأخر

رمقها بنظرة أخيرة ثم ولج لغرفته يرتدى قميصه ليهبط للأسفل ...

*******

عل صوت الآذان بالحارة بأكملها ليجتمع الجميع على المائدة بمنزل طلعت المنياوى ...جلسوا جميعاً يرتشفون التمر بجو سائد بالدعاء الهامس ثم شرعوا جميعاً بتناول الطعام ...على رأس المائد يجلس طلعت وعيناه تتوزع بين أحفاده بنظرات غامضة مفعمة بالراحة والسرور ليخرج صوته وعيناه على النمر :_عامل ايه فى الشركة الجديدة يا بشمهندس

رفع أدهم عيناه لجده قائلا بصوتٍ ثابت يحمل بعض الغضب بين طياته :_ماشي الحال رغم أنى مكنتش أفضل أسيب شغلي لأى سبب من الأسباب

رفع محمد عيناه لأبنه سريعاً أن يبتلع كلماته حتى لا يغضب ابيه ولكن صدمهم طلعت حينما إبتسم بخفوت :_مش ده صاحبك الوحيد

خرج صوت أدهم المجاهد للثبات :_صاحبي أه لكن أنا شغال مع ناس وملتزم بكلماتي مش مضطر أسيب شغلى لمجرد أن صاحبي عنده شركة أنا رفضت لما زين قالي لكن أتصدمت من موافقة حضرتك ..

عل الخوف الأجواء ...الجميع بتراقب لما سيحدث ..

ألتزم الصمت قليلا ليخرج صوته الغامض :_زين وهو زين بأخلاقه مجدرش أتاخر عليه فى طلب الا بينا مش قرابة دم وبس لع الا بينا كتير زين زيك وزي ولاد عمك بالظبط وأنى عارف كويس معزته عنديك وألتزمك بالكلمة أنى مسبتش الراجل الا لما لقيتله بشمهندس تانى مش أني الا هتعلم لسه الأصول والكل أهنه عارف مين الحاج طلعت المنياوي

وضع عيناه أرضاً قائلا بهدوء :_العفو يا جدي

رمقه عبد الرحمن بنظرة فهمها أدهم جيداً فأشار له بهدوء ثم أنهوا طعامهم لتحمل جيانا وياسمين الأطباق للداخل وقدمت مكة وغادة أطباق الحلوى للجميع ...

إبتسم ضياء قائلا وعيناه تتفحص القاعة الخارجية :_أيه الجمال دا ؟

تطلعت له بغضب :_أحترم نفسك أحنا فى رمضان

إبتسم قائلا بغرور:_مهو المغرب آذن خلاص ..

إبتسمت بمكر :_أيه دا أحمد

ألقى بالحلوى أرضاً قائلا برعب :_أيه فييين ؟

تعالت ضحكاتها بخبث ثم غادرت سريعاً قبل أن يفتك بها ...

*********

جلس أدهم جوار أحمد وعبدالرحمن قائلا بهدوء وعيناه تحملها الثبات :_فى أيه ؟

جابت عيناه الغرفة بتفحص قائلا بصوتٍ هامس :_فى حيوان أسمه الطلخاوي دا مش ناوي يجبها لبر جايب شوية رجالة وعامل فيها بلطجي بيلم فلوس من أصحاب المحلات والا يفكر يعارض بيحرق المحل وبيضربوه

أحتل الغضب عين ادهم قائلا بصوتٍ جمهوري :_لسه فاكر تقول ؟

أحمد بغضب :_هنقول ازاي وحضرتك مقضي النهار فوق والا بيقرب من شقتكم بيتبلع

رمقه بنظرة مميتة ثم أخرج الأيس كاب من جيب سرواله قائلا بتفكير :_مفيش حل غير أننا نفضل زي ما الناس فاكرة

قاطعه احمد بسخرية :_مافيا الحي الشعبي !

عبد الرحمن برعب :_ربنا يستر

إبتسم ادهم بمكر وخرج معهم لينال من هذا اللعين ...

**********

بمكانٍ أخر منعزل عن المساكن الشعبية ...يتسم بالرقى والغنى الفاحش ...كان يجلس على مكتبه بثباتٍ لا يليق بسواه نعم هو من منحه أبيه المنصب والسلطة ليعمل كثيراً حتى يستحقها ...

ولجت السكرتيرة للداخل بخطوات مرتباكة لما تحمله من خبراً مشين له ...حمدت الله كثيراً حينما رأته مولى ظهره لها ولكن هيهات قطعها بحدة :_خير

أنتفضت بوقفتها قائلة بتوتر:_أنسة همس بره يا فندم وعايزة تقابل حضرتك ..

أستدار بغضب بدا بين عيناه كالسهام الحارقة :_وأنا قولت مش عايز أشوف حد

كادت أن تجيبه ولكن وجد من تقف أمامه بأعين باكية ...تنظر له بصدمة وسكون ...رفع يديه بلا مبالة يشير للسكرتيرة بالخروج فأنصاعت له على الفور ...

جذب الملف أمامه قائلا ببرود :_خير

تأملته بصدمة ..تجاهد للحديث :_خير ! أيه اللهجة دي يا زين ؟

جذب القلم الموضوع جواره يوقع الأوراق بلا مبالة بها لتقترب منه بدموع :_أنت ليه بتعاملني كدا ؟ ليه أسلوبك أتغير معايا ؟

رفع عيناه الزرقاء لها قائلا بصوتٍ يفيح بالغضب :_لو جاية تتكلمي فى أسطوانة كل يوم فلاسف مش فاضي

رفعت يدها على فمها بدموع وشهقات كبتتها بصعوبة فحملت حقيبتها وخرجت مسرعة تبكى بصوتٍ يصدح بالمكان بأكمله ..

تخل عن مقعده لتظهر بنيته القوية بجسده الصلب وقوته التى ظهرت حينما دفش المقعد بقدميه ليحط زجاج الحائط لقطع متناثرة قائلا بآلم :_ياررب مش هقدر أستمر كدا كتير

شدد على شعره البني بتماسك يجاهد به ثم جلس على المقعد بحزنٍ يردد أسم رفيق الدرب الذي ولج لعقله لعله راحة له عما هو به ليجذب مفاتيح سيارته ويغادر مسرعاً له ..

**********

بالحارة الشعبية ..

وبالأخص بأحد المحلات البسيطة دلف رجل فى نهاية العقد الثالث من عمره يمتلك جسد ممتلئ للغاية مخيفاً بوجهه الممتد بنصل السكين الحاد ويتبعه بعض الرجال المخيفون ..

خرج صوت الرجل ببعض الخوف :_فى حاجة يا بني ؟

علت ضحكاتهم المخيفة ليخرج صوته قائلا بأجرام يسبقه :_أنا موتك يالا أزاي متسمعش عنه؟

شركوه اللعناء بالضحكات والرجل يتأملهم برعب حقيقي فهو يكاد بالعمل لأجل حاجة زوجته وصغاره ..

جذبه بقوة ليقف امام عيناه قائلا بصوتٍ مريب :_احنا الحكومة يا خفيف أكيد سمعت عن الطلخاوي وأكيد عارف أننا بنجمع الضرايب الخاصة بينا

إبتلع الرجل ريقه برعبٍ حقيقي :_ضرايب أيه بس يابني هو أنا لقي أكل

أقترب منه أحدهم بالسكين قائلا بغضب :_أنجز فى ليلتك دي لسه ورانا ناس كتير أيدك على 2000ج

صعق الرجل وردد بهمس :_2000ج !

جذبه بحدة ليردد بخوف :_وأنا أجيب المبلغ دا منين يابني دا محل بقالة على الأد هيبقا فيه 2000ج منين

تطلع للأخر بنظرة مكر :_الراجل دا شكله مش بيفهم بالكلام علم عليه يا زميلي

وبالفعل دفشوه بقوة ليسقط على سد منيع للغاية ..صامد بقوة كشموخ الجبل ذو القمة المرتفع ..رفع الرجل وجهه ليجد أمامه شخص مقنع لم يظهر منه سوا عيناه الخضراء ..

عاونه أحمد وعبد الرحمن على الوقوف فتقدم أدهم ليقف أمام الرجل وعيناه مفعمة بشرارة من جحيم ..

إبتسم الرجل بسعادة ومكر :_هم دول بقا المافيا الا رعبين المنطقة ؟

تعالت ضحكاتهم الساخرة فرفع الطلخاوى يديه بغرور ليفتك بعنق ادهم ولكن على صراخه المكان حينما أستمع لصوت تحطيم عظامه بين يدي أدهم الثابت بجسده تاركاً لذراعيه مهام القضاء عليه ...تدخل رجاله على الفور ولكن أنقض عليهم أحمد وعبد الرحمن بسرعة البرق ليسقطوا جثثٍ ممزقة ...

أقترب منه ادهم بعدما تمدد أرضاً مهشم العظام قائلا بصوتٍ مريب :_المرادي أكتفيت بكسر رجليك حاول تعمل الا بتعمله دا تانى واوعدك أنى هطلع بروحك ..

وتركه وخرج وسط دعوات الرجل المكثفة لهم بعدما أنقذوه من هؤلاء الشياطين ...

صعد أدهم لسيارة والده فقادها أحمد ليبعد عن المكان ثم خلع كلا منهم قناعه ليحل الصمت المكان ...

تأمل أحمد السيارة التى قطعت عليهم الطريق بستغراب حتى ادهم وعبد الرحمن انتبهوا لها ليخرج منها زين بطالته الفتاكة ..

أقترب منهم ثم صعد بالخلف جوار عبد الرحمن قائلا بثبات :_خلصتوا مهمتكم ؟

إبتسم أحمد قائلا بغرور :_على أكمل وجه

شاركه عبد الرحمن حينما قال بأبتسامة هادئة :_أنت الوحيد الا عارف سرنا يعنى لو الحاج عرف مش كويس

زين بأبتسامة سخرية :_دا تهديد ولا أنا فاهم غلط

أبتسم قائلا بخوف مصطنع :_تهديد أيه بس اللهم أحفظنا

تعالت ضحكاته الرجولية فلم تقنع أدهم بها فقال بشك :_أنت كويس ؟

إبتسم قائلا بنبرة جافة :_أهو ماشية

علم أدهم بأن هناك أمراً ما فهبط ليتوجه معه للفيلا الخاصة به ليرى ماذا هناك ؟ أما عبد الرحمن وأحمد فعاد كلا منهم للمنزل ...

********

بمنزل طلعت المنياوي ..

أنهت سلوى غسل الأطباق وعاونتها ريهام على ذلك كما قامت الفتيات بتنظيم المنزل لتستعد كلا منهم للخروج للصلاة ..

تعالت ضحكات جيانا بعدم تصديق :_بجد يا مكة ؟

مكة بتأكيد :_زي ما بقولك كدا والولية قلبت العربية جنازة عشان ال3ج

إبتسمت ياسمين قائلة بهدوء وهى ترتب الوسادات على الأريكة :_جايز معهاش غيرهم

غادة بتأييد :_أيوا فعلا عشان كدا عملت الا عملته

جيانا بحزن :_الدنيا عادت صعبة أوى والأصعب أنك تفهمي نفوس الناس

مكة بأقتناع :_ربنا يفك كرب الناس كلها يالا هطلع أغير هدومي عشان الصلاة

جيانا :_خدينى معاكي ياسمين وغادة غيروا من بدري

وبالفعل صعدت الفتيات للأعلى فلكلا منهم حكايتها الخاصة ولكلا منهم مفتاح لقلوب مجهولة ربما ستتحقق بقصص عشق وربما بقصص معبأءة بالآنين ...

******

بفيلا زين ..

ولج أدهم للداخل ثم جلس على الأريكة قائلا بشك :_مش دي الحقيقة يا زين أنت مخبي عليا حاجة أكبر من كدا .

تخفى عنه بالنظرات ليؤكد له ذلك فرفع عيناه له قائلا بحزن :_ فى يا أدهم بس صدقني لما أحس أنى محتاج أتكلم هتكلم

رفع يديه على قدميه قائلا بتفهم :_ وأنا بأنتظارك يا زين انت مش لوحدك أبداً كلنا جانبك

إبتسم قائلا بتأكيد ؛_أنتوا عيلتي يا أدهم مش برتاح غير وسطكم

قطعه قائلا بتذكر :_ أفتكرت جدك عزمك بكرا وقالي أبلغك بالشركة بس أنا مشيت قبل ما تيجى الشركة

إبتسم قائلا بهيام :_من الفجر هكون عندكم

رمقه بضيق :_بنام بدري أحنا

تعالت ضحكاته بمشاكسة ؛_ناوي أطرد ضياء من أوضته وأمدد جانبك

إبتسم بخبث :_بس خاليك فاكر أنت الا جبته لنفسك

ضيق عيناه بمكر :_أه دانت هتعمل عليا زعيم مافيا بقا

أدهم بتفكير :_ممكن

زين بغضب :_كدا نسيت الا كنت بعمله فيك

ابتسم بخبث :_وماله نرجع نعمله تانى ونشوف الفرق

كاد الحديث ولكن قطعهم دلوف شقيقته من الخارج قائلة بهيام وعيناها على أدهم :_مساء الخير

غض ادهم بصره قائلا بعملية :_مساء النور

زين بحدة :_كنتِ فين ؟

أعادت صافي خصلات شعرها للخلف بعدم أهتمام :_كنت مع أصدقائي

رمقها بسخرية :_كدا من غير ما تقوليلي !

صرخت به بغضب :_ليه شايفنى لسه عيلة صغيرة هأخد الأذن ؟ ولا عشان ..

قطعت باقي كلماتها حينما هوى على وجهها بصفعة قوية وعيناه تبيد بالهلاك قائلا بوعيد :_صوتك دا عقابه عندي عسير ..غوري من وشي

ضغطت على وجهها ونظرات الغضب تجاه أخيها ثم صعدت للأعلى مسرعة ليقترب منه أدهم بضيق :_أيه الا أنت عملته دا ؟

نقل عيناه من عليها قائلا بغضب :_ولسه هعمل أكتر من كدا عشان أربيها من أول وجديد لازم تعرف الفرق بين العيشة بره وهنا ...كل الا الهانم زرعته فيها أنا همحيه بالغصب

:_غلط كدا هتخسرها هتتغير بس بالعقل والهدوء مش بالطريقة دي

قالها بغضبٍ أشد ليعيد له الرشد فجلس على المقعد بأهمال قائلا بيأس :_أنا تعبت يا ادهم مش عارف هلقيها منين ولا منين من أمي الا قطعتني عشان جبت صافي هنا ولا من الغلطة الا أبويا غلطها من 22سنة وبدفع تمنها لحد دلوقتي خلاص يا أدهم أنا عقلي أتدمر من الفكر

جلس جواره قائلا بهدوء :_لازم تكون قوى وصامد للأخر عشان تقدر تواجه كل دا ..إيمانك بربنا أكبر مخرج للأنت فيه فكر يا زين وأحسبها صح أنا همشى دلوقتي وأنت أرتاح ونتكلم بعدين بس متنساش كلامي ..

وتركه أدهم وغادر وبداخله حزن على رفيقه ....لا يعلم بأنه على وشك ظرف مجهول سيقلب حياته رأساً على عقب ...

حياة عسكرية بقيود يفرضها طلعت المنياوى بحدود القيم والمبادئ ماذا لو علم بأن أحدهما تخطى ذاك الخط الأحمر ؟

هل ستجمع بؤرة العشق يوسف ومكة أما أن للقدر أراء أخرى ؟

ما السر الخفى الحائل بين زين وعشقه الوحيد ؟

ماذا لو فرضت هى عليه ؟

ماذا لو كشفت حقيقة المافيا !!!

هل هناك روابط لعشق سيجتمع أما عوافر لينال كلا منهم مبتغاه ؟

من ستأسر قلب عبد الرحمن وما المجهول له ؟

فتكت قلب أدهم منذ سنوات عديدة وعادت للثأئر مجدداً وبكن لا تعلم بأن قلبه يحمل سراً خفى سيقلب الموزين وأنتقامها لسيفٍ حاد يطعنها من جديد ...لتصبح من حلف الندم ...مجهولا وأسرار وعلاقات قريباً فى #مافيا_الحي_الشعبي.... #(القناع_الخفي)

#بقلمي_ملكة_الأبداع

#آية_محمد_رفعت

*******_____****


******

الجد______#طلعت_المنياوي


الأبن الأكبر ___محمد الزوجة نجلاء ____الأبناء __أدهم وضياء ومكة


الأبن التاني______*إبراهيم ____الزوجة ريهام __الأبناء___احمد وغادة وجيانا


الابن الأخير_____إسماعيل ___الزوجة سلوى__الأبناء___عبد الرحمن ويوسف وياسمين

أما زين فدا بطل اساسي واشخاص عائلته مع الأحداث



مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي)

البارت الثاني 

توجه أدهم للمنزل شارد الذهن عما حدث لرفيقه فوقف يتأمل مياه البحر الهائج بلا توقف كأنه يبث تحذيره الواضح لأدهم بعدم الوقوع بأشباكها مجدداً ...

شعر أدهم بأن هناك حركة خافتة من خلفه فأستدار ليجد فتاة بزي أسود يخفى ملامح وجهها بحرافية ...تسرع من خطاها بل تشبه الركض ،تعحب وهو يراها تسرع ناحية محطة القطار بجنون فأتبعها بشك من أمرها ....

ولج لمحطة القطار فصعق بشدة حينما رأها تنظر للقطار الغاضب ليعلم الآن ما يجول بخاطرها فأسرع للأسفل بسرعة كبيرة فى ذات الوقت التى حسمت قرارها بأنهاء حياتها البائسة لتلقي بذاتها أمام القطار ولكن يد ما كانت الأسرع إليها ...

صرخت بجنون :_سبني ..أنت عايز أيه ؟

وتراجعت للخلف لتتقابل عيناها معه فتتسع عيناها على مصراعيها وتخفى ملامح وجهها بسرعة كبيرة ،حتى أدهم كان بحالة من الصدمة فردد بهمس :_ رهف !

أخفت دمعاتها وأسرعت بالركض فأسرع خلفها ليلحق بها قائلا بغضب :_أنتِ أتجننتِ ؟! عايزة تموتى نفسك كافرة ! .

دفشته بعيداً عنها وتخفت بالزي قائلة بدموع :_عايز مني أيه يا أدهم سبني فى حالي

ضيق عيناه الخضراء بغضب :_مقابلتي معاكِ هنا تأكدي أنها مجرد صدفة أنتِ خلاص بقيتى مجرد ذكرى ليا مش أكتر من كدا ..

إبتسمت بسخرية :_ودا شيء أنا أتاكدت منه أشكرك على مساعدتك الغالية

وتركته وأختفت من أمام عيناه ليقف هو بالداخل قليلا يحسم أموره بتركها والرحيل ولكنها ستحاول الموت مجدداً ..

وجودها لجواره أحيت به جروحٍ شرخها يصل للأعماق ...قلبه يتمرد عليه بقوة ومازال يضغط عليه بحجراً فتاك ..

خرج أدهم من المحطة غير عابئ بتفكيره الأحمق فمن أمامه هى من تسببت له بالجروح ولكنه توقف حينما أستمع لصوت شهقات بكاء مكبوتة تأتي من الجانب الأخر فأتبع الصوت ليجدها تجلس على الدرج الجانبي للمحطة وبيدها محقن ملوث للغاية معبئ بالهواء ...مسلط على شراينها وتحاول جاهدة أتخاذ قرارها المأساوى ..

أحتل الغضب ملامح وجهه فأسرع إليها وجذبه منها بغضب ليقول بقسوة :_ أعتقد الموت فى بيتك أفضلك من هنا

ثم أكمل بسخرية :_ولا حازم بيه مش هيقدر على بعدك يااه بجد أنتِ مشاعرك نبيلة أووى من نحيته

أغمضت عيناها بآلم غير قادرة على سماع المزيد منه فحاولت التباعد عنه ولكن كلماته تلحق بها بلا رحمة ..

أسترسل حديثه الساخر :_خالينا نفكر شوية فى سبب أنتحارك

ضيق عيناه بتفكير مصطنع :_أممم جايز معجبكيش الفلوس الا بيدهالك أو جايز مثلا مش عاجبك أ..

قاطعته بصراخٍ يحمل الآنين بين طياته :_كفاياااا حرام عليك أنت أيه ؟ ...ثم قالت ببكاء :_أنا مش عارفة ربنا بيعاقبني على أيه حتى لما قررت أنهى حياتي أقبلك بعد كل السنين دي ليييه ؟!

أقترب منها ونظراته جامدة التعبير قائلا بشماتة بادية :_جايز عشان يوريني بعيني مصيرك بعد ما فسختى الخطوبة ونهيتى الا بينا عشان حازم وفلوسه ..

كانت بصدمة لا مثيل لها فرددت بدموع مذبوحة :_أنت شمتان فيا يا أدهم !

إبتسم بخفوت لتهوى دمعاتها بلا توقف فجذبت الزي عنها ليصعق أدهم حينما يرى وجهها المشوه بأكمله أما هى فقالت بصراخ جنوني وبكاء حاد :_كدا كويس جايز تعرف تشمت أكتر وترتاح

وسقطت أرضاً تبكى بقوة مزقت قلب الأدهم ليجلس جوارها قائلا بصدمة :_أنا مقصدتش ثم قطع باقي كلماته بغضب :_مين عمل فيكِ كدا ؟

رفعت عيناها المحتفظة بجمالها الساحر لتسقط دمعاتها وهى تتأمله بصمت ثم جذبت رداءها لتركض تاركته بصدمة كبيرة ولكن سرعان ما تخلى عنها ولحق بها ...

جذبها أدهم إليه قائلا بغضب :_سألتك سؤال جاوبني مين عمل فيكِ كدا ؟

تطلعت ليديه المحتضنه لمعصمها قائلة ببكاء :_عايز مني أيه يا أدهم سبني فى حالي ما خلاص قلبك أرتاح زي ما قولت وشمت فيا أرجوك سبني بقا ..

وجذلت يدها ثم أكملت طريقها لتتفاجئ بعدد من الحرس الخاصة بزوجها المعتوه تقترب منها ليخرج صوت كبيرهم :_مدام رهف من فضلك أرجعي معانا القصر بدون مقاومة...

تراجعت للخلف ولكنها تذكرت وجود ادهم فأقتربت لتصعد منهم ولكن بدت الخيوط تتضح لأدهم ليجذبها خلف ظهره ويتطلع لهم بغضب مميت ..

حاولت رهف الصراخ به ولكن حدث كل شيء بسرعة جنونية حينما سقط الحرس جثث قاتلي لتصرخ به رهف ببكاء وهى تتأمل الحرس يفترشون الأرض:_أيه الا أنت عملته دا يا أدهم ؟

بقي ثابتاً يتأملها قائلا بألم :_خايفة عليه ..متقلقيش مش هيكون مصيره زي رجالته

صرخت بغضب:_أنا خايفة عليك أ...

قطعت باقي كلماتها بشهقة مرتجفة ودمعها يسيل بقوة .فنبض قلبه بقوة كأنها أحيت ذكريات ماضي بأكمله ...أقترب منها قائلا بهدوء :_لازم نمشي من هنا ..

أشارت له بخفوت ثم أتابعته بصمت ...

صعد أدهم لسيارة الأجري بجانب السائق وهى بالخلف مشغولة الفكر بما أتخذته من قرار سيفتك بحياتها وحياة أدهم معها ولكن لم تعد تقوى محاربة هذا اللعين...

*******

بالشقة الخاصة بأبراهيم المنياوى بالطابق الأوسط ..

كان يقف أحمد بالشرفة شارد الذهن بها ليجد من تقف لجواره قائلة بأبتسامتها الرقيقة :_بتفكر فيا صح ؟

أنتبه أحمد لها فقال بأبتسامة بسيطة :_لا وحياتك بفكر هتعملوا أيه سحور النهاردة أصلى جالي أرتباك معوى من أول رمضان

تعالت ضحكات جيانا قائلة بصعوبة بالحديث :_يا عم أرحمنا ما صدقنا جدو وعمامك يتسحروا في المسجد من أول رمضان قولنا نجرب نبقي ستات بيوت

لوى فمه بتهكم :_والتجارب دي تيجي على دمغنا أحنا !

أجابته بتأكيد :_نصيب يا حبيبي هتعترض ؟

رمقها بسخرية :_لا هأكل البيض بكيلو ملح وأقضي النهار كأني فى صحراء جاردة

أنفجرت من الضحك قائلة بصعوبة :_ياسمين الا دلقت الملح فى البيض غصب عنها ..

عند تردد أسمها وقف هائماً بحروفه كأنه يستمع له لأول مرة ..حتى البسمة رُسمت على وجهه بتلقائية ،إبتسمت جيانا وهى تجاهد الخروج من خجلها الزائد قائلة بصوتٍ منخفض :_بتحبها جداً على فكرة

إبتسم أحمد فجيانا هي الأقرب له ولم يستطيع أخفاء أمراً عليها :_عمري ما شفت بنت غيرها حتى فى الجامعة هى الوحيدة الا أتمنيت أحط دبلتي فى أيدها

جيانا بهيام بكلماته :_الله يا أحمد هو فى حد لسه بيحب حد كدا !

أحمد بتأكيد :_الحب الصادق يا جيانا مش محتاج وقت ولا ناس معينة هو نابع بس من القلب

إبتسمت قائلة بستغراب :_ليه مش تفاتح بابا وجدو بالموضوع

أخفى غضبه قائلا بملل :_بابا قال مش هنأخد الخطوة دي غير لما أكون جاهز وأنا لسه بدور على شقة كويسة

أجابته بزهول :_الأرضية الا ادام بيتنا ليه جدو مش يدهالكم أنت وولاد عمك تبنوا عليها بيت وكل واحد يعمل شقته

أجابها بغضب :_أحنا عايزين نكون نفسنا بنفسنا بعيد عن جدك وفلوسه

إبتسمت بفخر برجولته قائلة بتوضيح :_مقصدش يا أحمد أقصد تشوفوا عارض فيها كام وتشارك أنت وأدهم وعبد الرحمن فيها وأهو متبعدش بعيد عن العيلة

لمعت عيناه بفرحة قائلا بأعجاب :_والله فكرة برافو عليكِ يابت بعد صلاة الفجر أقول للنمر وربنا يسهل

صاحت بصراخ :_الفجر ...السحور يا خبر نسيت وفضلت أرغي معاك

وتركته وهرولت لغرفتها تجذب جلبابها وحجابها ثم أسرعت للأسفل سريعاً تحت نظراته الساخرة قائلا بصوت منخفض :_ساعات بحس أنك مجنونه ربنا يهديكِ يا بنتي ..

وما هى الا دقائق معدودة حتى خرجت شقيقته الأخرى تعبث بعيناها بنوم وصوتها يترنح بتكاسل :_يا ماما أنتِ فين ؟ عايزة أشرب ...

وجلست على الأريكة بتثاقل قائلة بنوم :_يا ماماااااا عايزة ميه ..

صرخت بقوة حينما دفشها أحمد بسطل من المياه البارد لتشهق بفزع ....نهضت سريعاً عن الأريكة قائلة بغضب :_أيه الا عملته دااااا !!

ضيق عيناه بمكر :_مش بتقولي عايزة ميه ؟!

كبتت غضبها ليكمل هو بتحذير:_قولتلك ميت ألف مرة أطلعى من دور أنك الصغيرة وجو الدلع دا عايزة حاجة هاتيها لنفسك ثم أن البنات كلها تحت بتجهز الأكل حضرتك بتعملي أيه هنا ؟!

أجابته بزهول :_نايمة ..

إبتسم قائلا بسخرية :_لا مهو واضح

ثم أقترب منها قائلا بصوتٍ مرعب :_أنا داخل أتوضي لو طلعت من الحمام لقيتك لسه هنا مش هيحصلك كويس

وتركها أحمد وتوجه للمرحاض لتسرع هى للحجاب ثم هرولت للأسفل سريعاً لتصطدم بعبد الرحمن فصرخ بها قائلا بغضب :_فى حد يطلع زي التور كدا !

أرتعبت غادة وهى تتأمل باب شقتهم برعب فأخفى عبد الرحمن شبح بسمته قائلا بستغراب مصطنع :_فى أيه يابت ؟ ..مفيش أشباح فى رمضان

غادة برعب :_ياريته شبح ياخويا كان هيبقا علاجه سهل سورة البقرة وخلصنا لكنه أصعب من كدا

عبد الرحمن بصدمة مصطنعه :_جن !

قاطعته بنفي :_لا دا أبو أربعة وأربعين الا جوا دا بيتحول أول ما بابا وجدو ينزلوا المسجد ..

كبت ضحكاته بصعوبة قائلا بسخرية :_أزاي دا ؟

أجابته بتأكيد :_زي ما بقولك كدا ماما تحت هى وجيانا مع باقي فتيات العيلة وزوجات الاعمام ادخل الشقة وشوف بنفسك سلاموز أنا .

وهرولت غادة للأسفل لينفجر ضاحكاً ثم ولج للداخل بتسلية ليرى ماذا هناك ؟

هبط يوسف من الأعلى يلهو بهاتفه فمر من أمام شقة عمه الأكبر ليجدها تخرج من شقتهم متجة للأسفل هى الأخرى وما أن رأته حتى أبتسمت قائلة بهدوء :_يوسف ..

أقترب منها يوسف قائلا بلا مبالة :_فى حاجة ؟

شعرت بالحرج قائلة بصعوبة فى الحديث :_لا كنت حابة أسالك عن ياسمين

أجابها ببرود :_ياسمين وماما تحت من بدري

وتركها وهبط للأسفل لتظل هى محلها ترمقه بنظرات غضب ،خرج ضياء من الداخل ليجدها تقف كما هى فأغلق باب شقتهم بقوة جعلتها تنتفض بفزع ليتعالى ضحكاته بغرور :_أنا محدش يتوقعني

رمقته بضيقٍ شديد ؛_أنت غبي يالا

ضياء بغضب :_ فى واحدة محترمة تكلم أخوها كدا ؟!

قاطعته بسخرية :_وفى واحد عاقل يعمل الا بتعمله ؟!

ابتسم بغرور :_قولتلك يا قلبي محدش يتوقعني

تركته بعدما رمقته بنظرات مميتة ...ليلحق بها للأسفل ...

********

توقفت السيارة أمام منزل جدته فهبطت معه للداخل ...

دق أدهم الباب لتفتح له سيدة فى نهاية العقد السادس من عمرها ..ملامح الطيبة تنبعث من وجهها الكريم ليخرج صوتها بفرحة حينما رأت حفيدها قائلة بسعادة :_أدهم ...تعال يا حبيبي

قبل يدها قائلا بأبتسامة هادئة :_كل سنة وأنتِ طيبة يا ست الكل ...

مسدت على شعره الطويل بعض الشيء بأبتسامة حنونة :_وأنت طيب وبخير يابني ..بس انا زعلانه منك

إبتسم قائلا بمشاكسة :_ليه بس ؟

اجابته بضيق :_بقا كدا متسألش عليا لا أنت ولا أخواتك حتى أمك بتيجى كل يوم تنضفلي البيت وأتحيل عليها تفطر معايا تتحج بشغل البيت عندهم وتمشي

قبل رأسها بأحترام :_لا ميرضنيش حقك عليا أنا

أحتضنته بفرحة قائلة بطيبةسنها الوقور :_ربنا يفرح قلبك يا حبيبي

أبتعد عنها قائلا بتوتر :_نينا أنا كنت حابب أطلب منك طلب وعارف أنه صعب بس حقيقي مالقتش حد غيرك

أنصاعت له بأهتمام :_فى ايه يا حبيبي قلقتني !

جلس جوارها يجاهد للحديث :_حضرتك عارفة أني كنت خاطب قبل كدا

قاطعته بحزن :_أيوا يا حبيبي عارفة أنها كانت زميلتك فى الجامعة وأنت كنت بتحبها ومتعلق بيها بس متقلقش ربك كريم وبيعوض

أشار لها بتفهم ثم قال بأرتباك :_هى حالياً واقعة فى مشاكل أنا قابلتها صدفة النهاردة

وقص لها أدهم ما حدث لتنزعج بشدة ويتحطم قلبها قائلة بحزن :_لا حولة ولا قوة الا بالله طب مين الا عمل فيها كدا ؟

أجابها بهدوء ؛_معرفش مش حبيت أضغط عليها

أشارت له بتفهم :_طيب هى فين ؟

أشار بعيناه :_بره

نهضت عن الأريكة سريعاً :_سايبها بره وقاعد هنا تتكلم معايا يادي العيبة

وخرجت العجوز سريعاً لتجدها تجلس أمام المنزل فأسرعت لها بأبتسامة هادئة :_تعالى يا قلبي متأخذناش الواد دا كدا تحسي مخه مقفل حبيتين

إبتسمت رهف براحة لها ثم ولجت معها للداخل لتجده يجلس على الأريكة بشرود ..خرج صوت هنية وهى تمسد على ظهر رهف :_أقعدي يا حبيبتي على ما أجهز السحور

أشارت لها بأبتسامة بسيطة ثم جلست مقابل أدهم لينتبه لوجوده فرفع عيناه عليها بأهتمام :_هنا آمان ليكِ جدتي محدش بيزورها كتير

وضع عيناه أرضاً بثبات :_أنا همشي دلوقتي بس أجابة سؤالي مش هتنازل عنها ..هسمعك فى وقت تانى ..

وتركها أدهم ورحل ...ترك الدمع يلمع بعيناها على ذكريات زرعت جسراً عائق بينها وبينه ...

حملت هنية الطعام للخارج قائلة بسعادة :_يالا يا حبيبتي

ووضعت الطعام قائلة بستغراب :_أدهم فين ؟

أجابتها بحزن :_مشي

جلست جوارها قائلة بأبتسامة هادئة :_هيرجع فى وقت تانى يالا نأكل لقمة قبل ما الفطر يآذن

إبتسمت رهف وخلعت عنها الجلباب الفضفاض ليتضح وجهها الممتلأ من الكدمات فشوهته بأكمله ففزعت هنية قائلة بحزن :_مين الا عمل فيكِ كدا يا حبيبتي؟

هوت دمعة ساخنة من عيناها :_مش عارفة أوصفه ببني آدم هكون بغلط غلط كبير

هنية بحزن :_ لا حولة ولا قوة الا بالله طب يا قلبي قومي ناكل وبعدين أما ترتاحي شوية أبقي أحكيلي ..

وبالفعل جلست معها تتناول بعض اللقمات الصغيرة لأشباع جوعها الفتاك ولكن بداخلها كرهٍ للحياة بأكملها ...

*******

بشقة إبراهيم المنياوي

ولج عبد الرحمن للداخل بأبتسامة مكبوتة ...يبحث عن أحمد حتى وقعت عيناه عليه وهو يخفى وجهه خلف المنشفة فلمعت بعقله فكرة جنونية ..

تخبئ سريعاً ثم راقبه حتى ولج لغرفته ليصدر أصواتٍ مريبة بثت الرعب بقلب أحمد فخرج يبحث برعب عنها . .

أقترب من الحائط المتخبئ خلفه فخرج سريعاً مصدراً صوتٍ قوي ليصرخ أحمد بفزع ..

تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلا بصعوبة :_خوفتي يا أنعام ؟

تحاولت نظراته لغضب فتاك فجذبه بقوة قائلا بغضب :_تصدق أنك مش متربي ومحتاج حد يعيد تفكيره

عبد الرحمن بسخرية :_والحد دا أنتِ يا أنغام

أحمد بشرار :_يابني أحترم نفسك بدل ما أمد أيدى عليك و..

قطعها لكمة قوية من عبد الرحمن أسقطته أرضاً ليرفع قدميه على المقعد الذي يعتليه أحمد بعدما سقط عليه قائلا بسخرية :_الشهرين الا بينا خالوك تفكرهم سنتين والا أيه فوق كدا وأعرف حدودك بدل ما أعرفهالك بطريقتي

قبض على يديه بغضب فرفع قدميه ليحيل به أرضاً وبدأت المعركة ...

بالخارج ..

ولج أدهم للمنزل ثم صعد لشقتهم ليبدل ثيابه المتسخة نتيجة لما فعله بالحرس ليستمع صوت شجار قوى من داخل شقة عمه بالطابق الذي يليه ..صعد للأعلى مسرعاً فوجد مفتاح الشقة بالخارج ...وكانت الصدمة ..

لكم أحمد عبد الرحمن بقوة فرد لها اللكمة سريعاً ..فكانت معركة شبه مستحيلة لتساوى القوى بينهم ..أنقض عليه أحمد قائلا بأنفاس متقطعة :_هو أحنا بنتخانق ليه ؟

عبد الرحمن بصعوبة بالحديث :_معرفش

عاون عبد الرحمن أحمد على الوقوف ليعدل كلامنهم ثيابه ولكن كانت المفاجآة حليفتهم حينما وجدوا النمر يتأملهم بعيناه القابضة للأرواح ..

أحمد بأرتباك :_صباح الفل يا رياسة

عبد الرحمن بنفس لهجته :_وأنا أقول شقتنا نورت ليه ؟!

جذبه أحمد ليهمس بغضب :_دي شقتنا يا غبي

عبد الرحمن بهمسٍ هو الأخر :_تصدق صح !

ضيق عيناه الخضراء بغضب ليخرج صوته الساخر:_ لسه فاضل حاجة ؟

يعنى لو حد عنده أستعراض لسه مطلعوش يتفضل ممكن نشارك معاكم

أحمد برعبٍ حقيقي:_لااا خلصنا خلاص ولا أيه يا عبده

عبد الرحمن بتأكيد :_أستعراض أيه بس داحنا كنا بنتدرب مأحنا المافيا يا زعيم

رمقهم بنظرات كالسهام ثم غادر للأسفل بصمت ...

وما أن غادر حتى جذب أحمد عبد الرحمن بغضب :_هو أنا كل ما أنسى المصيبة السودة دي تفكرني بيهاا

إبتسم قائلا بسخرية :_هو فول سوداني هتنساه دا لقب ومشنقة يعنى لو الحاج طلعت المنياوى عرف هيعدمنا فى ميدان عام

أحمد بغضب :_تفائلوا خيراً تجدوه ياخويا

عبد الرحمن بسخرية :_خلاص هتفائل بموتة لطيفة

إبتلع كلماته وهبط للأسفل قبل الخوض معه بمعركة صعبة مجدداً ليكبت ضحكاته ويلحق به ....

*******

بالأسفل ..

وضعت الفتيات الطعام فدلفت مكة للقاعة قائلة بأبتسامة واسعة :_الأكل جهز يا بشر

سلوى برعب :_ ربنا يسترها علينا يارب

تعالت ضحكات ريهام بتأكيد :_وفى عون الأولاد بس هنعمل أيه أديهم بيتعلموا فينا بدل ما يدخلوا بيوت الناس يفضحونا

نجلاء بأبتسامة هادئة :_كل واحدة فينا فى أسبوع طبيخها تأخد واحدة من البنات تعلمهم وأهو نكون فدينا أرواح

سلوى بأعجاب :_فكرة جميلة يا نوجة ..

مكة بضيق :_متشكرين لكرمكم الزائد

تعالت ضحكات ريهام :_طب يالا نتسحر الفجر قرب يآذن

نجلاء بخوف وهى تمسد على بطنها :_ربنا يستر والملح المرادي يكون مظبوط ..

مكة بغرور :_لا أطمني هنشرفكم بعون الله ...

وخرجوا جميعاً لطاولة الطعام لينضم لهم الجميع ...

جلست ياسمين جوار جيانا ومكة وغادة لجوارهم بأنتظار الأراء أو علامات ستبدو على الوجوه ..

سلوى بغضب :_يعنى هو يا أكل مملح يا أكل محروق أيه الهم دا !

يوسف بسخرية :_نفسي جدى يشوف السحور دا وأهو يتشرف ببنات العيلة ..

ضياء بستغراب وهو يتأمل (طاجن الفول) أمامه :_ودا أيه دا هو كمان

غادة بأبتسامة واسعة :_فول بالمشروم جايباه من على النت

عبد الرحمن بسخرية وهو يكبت غضبه :_والله ما جصرتم بس وحياة عيالكم كفايا سحور أنتوا كدا بقيتوا بريموا طبيخ سيبوا الموضوع لماما ومرتات عمي وجزاكم الله خيراً ..

حزنت ياسمين وجيانا على عكس مكة المشاكسة وغادة العنيدة بالجدال ...ليستكمل يوسف حديثه :_والله السحور فى المسجد أفضلنا على الأقل تمر وعصاير

سعل أحمد بقوة قائلا بعصبية وهو ينهض عن الطاولة :_أنا مش بحب المستشفي ولو كملت أكل جايز أخد حجز طويل

كل ما حدث كان تحت نظرات أدهم الساكن تماماً يتطلع للجميع بسكون فخرج صوته الثابت قائلا بهدوء لا يضاهي سواه ؛_أقعد

أحمد بصدمة :_نعم !

رفع عيناه عليه قائلا بنبرة حادة :_زي ما سمعت

جلس أحمد سريعاً ليتناول أدهم طعامه أمام نظرات أستغراب الجميع وعلى رأسهم أحمد وعبد الرحمن ..

رفع عيناه الخضراء لياسمين والفتيات :_الأكل مش وحش بالعكس بالنسبة لأنها أول مرة ليكم فهو كويس جداً ومرة على مرة هتتحسنوا تسلم أيديكم ...

إبتسمت الفتيات بسعادة ومعهم الأمهات التى تعلمن درساً من النمر حتى أحمد وعبد الرحمن ويوسف وضياء شعروا بالحزن لما فعلوه وشرعوا بتناول الطعام برضا على أن جبر الخواطر هو أعظم ما يكون فالطعام ليس سيء للغاية ولكن السعادة التى رأوها بأعين شقيقاتهم وبنات العم كانت تجعل الطعام شهياً للغاية ...

أنهوا طعامهم فنهض كلا منهم ليغتسل ...

خرج الشباب للخارج بأنتظار الفتيات ووالدتهم حتى خرجن من المنزل ليخرجوا معهم للمسجد بوجود الشباب ...

عل صوت الآذان المكان ليبدأ الآمام بترتيل الآيات القرآنية وخلفه عدد مهول من المصلين فى مخصص الرجال والنساء ليبدأ بصلاة ليست بقصيرة أو طويلة رأفة بكبار العمر الذين يقفون خلفه ...

أنتهت الصلاة وخرج الحاج طلعت المنياوي وأبناءه الثلاث ليفتح مصدر رزقة الوفير فهو يدير تجارة الفاكهة منذ أكثر من عشرون عاماً حتى أصبح ملك السوق بأكمله من حسن معاملاته وقواعده المحددة بخطوط حمراء التي لم يجرأ أن يتعداها أحداً ...كذلك خرج الشباب وتوجهوا للمنزل ليقف أدهم وأحمد بعيداً عن مخرج السيدات حتى أن تحضر إليهم الفتيات ووالدتهم ثم يعودوا معهم للمنزل كحال كل يوم ....

********

سطعت الشمس الساحرة بأشعتها الحارقة التى تعد حياة لبعض الكائنات ...

بفيلا زين ...

فتح عيناه بتكاسل لينهض عن الفراش بنوم ..ثم ولج لحمام غرفته يبدل ثيابه للأستعداد للهبوط ...

أرتدى حلى سوداء اللون ومشط شعره بحرافية جعلته وسيماً للغاية بعيناه الزرقاء وشعره غزير السواد ثم وضع البرفنيوم الخاص به وتوجه للهبوط ليتصنم محله حينما يجد غرفة شقيقته مفتوحة على مصراعيها ..وهى ترتدي ثياباً فاضحة فغض بصره عنها رغم أنها شقيقته خجل من النظر لها ! ولكن ما أثار غضبه وأشعل نيرانها أنها تتحدث مع شابٍ بكاميرا الحاسوب ...

#الحوار_مترجم

إبتسمت قائلة بغرور :_أعلم بأنك ستشاق لي فذاك الأمر ليس جديداً عزيزي

جاك :_حسناً أخبريني أنتِ بالجديد ..متى ستعودين ؟!

قالت بغضب :_لا أعلم جاك فهذا الذي يدعى زين يأبي أن يعطينى المال لأغادر من ذلك البيت اللعين فقد سئمت من طريقته الحمقاء بالتعامل معي فأنا لا أظنه أخي على الأطلاق كيف ذلك لا أعلم ؟!! ...

جاك :_الخطأ على والدك حينما تزوج من مصرية لعينة

قالت بتأكيد :_أنت محق فهؤلاء لا يتسمون للبشر ب..

قطعها صفعة هوت على وجهها حينما جذبها زين لتقف أمام عيناه المشتعلة من الغضب ثم جذب الحاسوب ليدعسه بقدميه فيصبح ألف قطعة صغيرة ..

خرج صوته المحرق لمن أمامه :_المصريين الا بتتكلمي عنهم دول يبقا أشرف من أنسانه زبالة زيك أنتِ عار على البشرية كلها

جذبت يدها منه قائلة بغضب :_أبتعد عني فأنت لم ترى بعد ما أستطيع فعله ؟

سأطالب برد حق لي من الشرطة على فعلته ..

تعالت ضحكات زين بعدم تصديق ليتحدث بنفس لغتها :_حسناً أفعلي ما شئتي فأنتِ لم تعلمي بعد قوة ونفوذ زين المهدي

وتركها وتوجه للخروج ولكنه أستدار قائلا بهدوء :_لا يوجد مال اليوم على ما فعلتيه فربما يرسل لكِ صديقك الأحمق ما يكفى ..

ثم ارتدى نظارته التى تكمل طالته الرجولية وخرج لسيارته بغضب مكبوت فكم ود أقتلاع عنقه ولكنه فعل كما أخبره به أدهم ...

*****

وقفت سيارة الأجرى أمام شركة زين المهدي ليهبط منها ادهم بطالته الرجولية التى تجذب الأنتباه كأنه عرض لفيلمٍ خاص أو تجمع لرؤية نجم الروك ...اعتاد على تلك النظرات فلم يعيرها أنتباهاً وأكمل طريقه للاعلى ...

ولج لغرفة المكتب الخاصة به وباقي المهندسين وشرع بالعمل بصمت وثبات دائم ...

وصل زين للشركة ثم توجه للأعلى وتتابعه سكرتيرته الخاصة فقال بعملية :_الأجتماع أمته ؟

لحقت به قائلة بسرعة :_بعد نص ساعة يا فندم

صعد الدرج فهو لا يحبذ أستخدام المصعد للياقته البدنية قائلا وهو يعدل الجرفات :_بشمهندس أدهم وصل ؟

السكرتيرة بتأكيد :_أيوا يا فندم

أبدل مساره وتوجه لمكتب أدهم ولكنه تفاجئ به خالي فأستدار لها بستغراب :_هو فين ؟

السكرتيرة بخوف :_البشمهندس أدهم رفض المكتب يا فندم وبيشتغل فى غرفة المهندسين من بداية شغله

تطلع لها بغضب ليخرج صوته القاتل :_ليه محدش بلغني !

أجابته برعب:_هو الا طلب كدا يا فندم

أشار لها بغضب :_طب روحي دلوقتي

استجابت له وغادرت على الفور أما هو فتوجه لمكتب المهندسين ليجده يعمل بتركيز وأهتمام فولج للداخل ليقف من بالغرفة بستغراب فلأول مرة يدلف رئيس العمل لهم ..الا ادهم بقي مكانه بثبات فحتى وأن كان رئيس العمل ليس رفيقه فلماذا سيفعل مثلهم ؟!

أشار لهم زين بأحترام :_ممكن تسيبونا شوية

أنصاعوا له جميعاً وخرجوا على الفور

فأقترب منه زين بغضب :_أنت مش على مكتبك ليه يا أدهم ؟

اكمل عمله بهدوء :_دا مكاني الطبيعي يا زين وقولتلك ألف مرة أنا مش بحب الا بتعمله دا ..

زين بهدوء :_يا أدهم أنت صديقي الوحيد وقبل ما تكون كدا فأنت مهندس عبقري مكانك مش هنا

قاطعه بحدة :_بالعكس دا مكاني أنا مش هوصل لمنصب غير بتعبي

زين بغضب :_ أنت مجنون يا أدهم بجد شبه مستحيل

إبتسم بثباته الفتاك :_لو أنا بدور على المناصب كنت نزلت مع جدي ملك سوق الفاكهة بأكمله لسه بدري عشان تفهمني يا صاحبي

ضيق عيناه الزرقاء بغضب :_يعنى مش هترجع مكتبك

ترك القلم من يديه ووقف أمامه قائلا بتحذير :_بص يا زين من الأخر كدا هتعملني كأني صاحبك المقرب وكدا يبقى أعتبرني مستقيل أنا رفضت من البداية عشان كدا وواضح أن ...

قاطعه مسرعاً :_لا أنا مصدقت أبوس أيدك أعمل الا يريحك أهم حاجة تكون جانبي

إبتسم أدهم قائلا بغرور :_كدا تعجبني . .على مكتبك بقا عشان مش فاضي

زين بصدمة :_الكلام دا ليا أنا ؟

جلس أدهم على مكتبه وأكمل عمله قائلا بثباته الملاحق له :_أعتقد كدا

كبت زين ضحكاته قائلا بجدية :_ماشي يا بشمهندس أشوفك وقت الأستراحة دا لو مش هيعطلك

لم يجيبه فزفر زين بغضب هامساً بخفوت :_أموت وأغير غرورك دا

وصفق الباب ليبتسم أدهم وأكمل عمله ...

بينما توجه زين لمكتبه ليجدها بأنتظاره ...تأملها بنظرات غامضة ثم توجه للجلوس فأسرعت بالحديث قبل أن يتحدث :_زين أنا عايزة أتكلم معاك وعشان خاطري لازم تسمعني ..

رفع عيناه لها بثبات :_وأنا سمع

جذبت مقعدها وجلست جوار مقعده الأساسي ثم رفعت يديها على يديه ليتمرد قلبه بقوة لا مثيل لها ...تلاقت عيناه مع عيناها البنيتان ..بشرتها الخمرية الفتاكة ...نسيم خاص يطوفها فيجعله كالمتناول خمراً وهو لم يتناولها من قبل ..

جذب يديه سريعاً حتى يتمكن من السيطرة على زمام أموره لتسقط دمعاتها بصدمة فأزاحتها مسرعة قائلة بهدوء :_زين لو فى حاجة زعلتك مني قولي أنا متأكدة أن فى حاجة وكبيرة كمان

جذب الملف يلهو ذاته به فجذبته منه قائلة ببكاء :_عشان خاطري يا زين قولي مالك ؟ ..طب أيه الا غيرك بالشكل دا أنا عملت حاجة زعلتك مني أنت من ساعة ما كتبنا الكتاب وأتغيرت كدا لكن فترة الخطوة كنت عادي جداً ...

خرج صوته أخيراً :_همس أنا مش فاضي ورايا شغل كتير

خرج صوته بهدوء مازالت تحاول التماسك به ؛_قولي مالك وهمشي على طول بدون ما أضايقك

جذب حاسوبه قائلا بلا مبالة :_ هشوفك بليل وهنتكلم

أغلقت الحاسوب بغضب عاصف :_قولتلك مش هخرج من هنا من غير ما أعرف مالك

أخرجت الوحش من زانزته المنفردة ليتخل عن مقعده ويجذبها بقوة من حجابها لترى جحيم عيناه ..بنظرات تراها لأول مرة فشعرت بأنها أمام شخصٍ تراه لأول مرة ..

خرج صوته الشبيه بعداد موتها ؛_عايزة تعرفي مالي ؟ ..عايزة تعرفي أيه الا بفكر فيه ؟

تطلعت له ببكاء ليكمل بعد نظرات مميتة :_عايز أكسرك يا همس

ترددت الكلمات أمامها وهى بصدمة لا مثيل لها ..تتأمل عيناه بدموع تجمدت من كلماته ليكمل هو بصوتٍ كالرعد :_من أول يوم شوفتك فيه لحد جوازنا مكنش صدف كله كان متدبر ومتخططله حبك لي كان نجاح خطتي عشان لما أكسرك أكسرك صح يمكن بعدها تقدري تقيمي يعنى أيه عشق

ضيفت عيناها بعدم فهم ليبتسم قائلا بهدوء :_مصدفكيش أسمى بشخص معين

تطلعت له بعدم فهم ليكمل بصوت بطيئ يحمل هلاكها :_هساعدك ...زين أحمد مصطفي المهدي ...

ربطت كلماته بما حدث بالماضي فصدمت صدمة تشرح بها لبئر الموتي قائلة بدموع وصراخ وهى تتراجع للخلف بعدما حررها :_لااااا ...لااا

تلونت عيناه بجمرات الجحيم وهو يقترب منها بلا رحمة :_للأسف دي الحقيقة الأنسان الا فقد حياته دا يبقا أخويا الوحيد ..أخويا الا رجعت عشان أنتقم من الا أتسببت فى موته وأنتِ الا هتدفعي التمن دا يا همس كل حياتك بقيت ملكى وأنا الا هوريكِ الجحيم دا وعد ليكِ الا حصل لخالد دا أنتِ الا هتدفعي تمنه ..

لم تقوى على التحمل فسقطت مغشب عليها أمام عيناه المسكونة بوحش الأنتقام ولكن ماذا لو تمرد القلب ؟!!

ماذا لو حارب بمعركة سينال الفشل بها أجزاء ؟!! ...

ما مجهول عائلة المنياوي ؟

من رهف وماذا حدث بالماضي ؟

من ستنال قلب الأدهم ؟

ومن ستلوذ بحظٍ عسير بزوجها من عبد الرحمن ؟!

آلغاز ومجهول ...وعشق وأنتقام...هوس وجنون ...فقط .


مافيا الحي الشعبي 

البارت الثالث 

أسرعت بسيارتها وبيدها زجاجة من الخمر المحرم ....غير عابئة بأنها بعرض النهار ! .....أعادت خصلات شعرها بضيق فحديثه يتردد على مسماعها منذ الصباح ...أرتشفت ما تبقى بالزجاجة بضيق أنتهى بصدمة حينما رأت طفل صغير يعبر الطريق ، ألقت بالزجاجة سريعاً ثم حاولت جاهدة التحكم بالسيارة ولكن هيهات فتكت به لتزفر بضيق .... فربما لا تعلم بأنها على حافة طريق الهلاك لها ...

هبطت صافي سريعاً لترى ماذا حدث له ؟ فشهقت بفزع حينما رأته منغمس بدمائه الغزيرة ،رفعت يدها برعب على فمها حينما رأت تجمعات الناس الغاضبة فأسرعت بالتداخل بأنها ستنقله للمشفي فى الحال وبالفعل حملوه لسيارتها فغادرت به لأقرب مشفي ليسرع إليها الممرضات ....

جلست بالخارج بتأفف من ملاحقة بعض الرجال له فكانت تود الرحيل ولكن بوجودهم صار الأمر كارثي ...

على بعد ليس بكبير عنها ...كان يجلس على مكتبه يستريح قليلا من عمله الشاق ففزع حينما دلفت الممرضة للداخل بملامح لا تنذر بالخير قائلة بخوف :_ دكتور عبد الرحمن محتاجين حضرتك بالعمليات فى طفل صغير بين الحياة والموت ..

نهض عبد الرحمن سريعاً ثم توجه معها للخارج قائلا بهدوء :_أن شاء الله خير ...

وبالفعل ولج لغرفة العمليات ليعم الحزن قلبه حينما وجد طفلا لا يتعدى الثامنة من عمره يسارع للحياة فكان مشهد يهز له الأبدان ...

أرتدى عبدالرحمن قفازاته ثم بدأ بتنفيذ الجراحة لينقذ الطفل سريعاً ....

*******

بشركة زين ...

حركة المقعد الغاضبة كانت تقذف به ببئر الذكريات الآليمة فكلما كان يحركه بعنف كان يتعمد غمسه بذكريات جاهد ليغفو عنها ..

##

إبتسم وهو يستمع له فبادله الحديث قائلا :_خلاص يا عم أعتبره حصل

خالد بسعادة لا مثيل لها :_بجد يا زين يعنى هتنزل عشان تحدد الفرح ؟

أجابه بتأكيد :_أن شاء الله قريب جداً أنا معرفتش أنزل على الخطوبة مستحيل أفوت الفرح وأعتبر الفستان وما يلزم هدية أخوك

خالد بأمتنان :_ربنا يخليك لينا ياررررب ويسعد قلبك العسل دا

تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بسخرية :_خلاص يا حيوان أنت هتشحت ! المهم بس أختيارك المرادي يكون صح ..

قال بهيام :_صح بس ؟ أنا بعشقها من أول نظرة أنا بتمنى أشوفها فى اليوم 25 ساعة وأ...

قاطعه بسخرية :_بس بسسس أنت هتتجوز على نفسك ولا أيه أمسك نفسك مش كدا البنات مش بتحب الواقع ..

إبتسم خالد قائلا بحزن :_أنا واقع في حبها يا زين أيوا ساعات بحس أن كلامها قليل جداً بس بقول دا طبعها وبحاول أصبر نفسي وأبرر أن الا فى عيونها دا حزن عشان وفاة خطيبها الأول بس بقول أنها أكيد هتنساه ..

صمت زين والبسمة الهادئة تزين وجهه بعدما أستمع لأخيه الصغير ...فشعر بأنه لقبٍ لم يعد يستحقه ..خرج صوته أخيراً بعد مدة طالت بالصمت :_طب أقفل ياخويا لما أفضي لسياتك نبقي نشوف الموضوع دا

تعالت ضحكاته قائلا بخوف مصطنع :_مفيش مواضيع الله يكرمك عايز أتجوز مش أتحط فى كفن !

وأغلق الهاتف سريعاً ...

عيناه المغلقة بقوة ترسم آنين قلبه ..تردد كلماته الأخيرة تكمل ما بداه القلب ليصبح أكثر قسوة وكتلة متآهبة لنيران الأنتقام ..

فتحت عيناها بآنين خافت أعاد زين لوعيه فترك المقعد وأقترب منها ...رفعت يدها على رأسها بآلم تجاهد لفتح عيناها وبالكاد فعلتها لتلتقى بقسوة جحيم عيناه المخيفة ...

أعتدلت بجلستها على الأريكة وعيناها تتأمله بصمتٍ قاتل ،تبحث عن أجوبة لسؤالها المتردد كيف تمكن من خداعها ؟

هوت دمعة ساخنة على وجهها وعيناها مازالت متعلقة بزين ليبتسم قائلا بسخرية :_وفري دموعك دي الا جاي أسوء بكتير

خرج صوتها أخيراً بدموع :_ليه يا زين ؟ ليه عملت فيا كدا ؟

ضيق عيناه بغضب ليخرج صوته الرعدي بعدما أقترب منها لينقلب الآمان التى طالما شعرت به لخوفٍ متزايد من قربه منها :_الأجابة دي عندك أنتِ ..كنتِ متصورة أيه أنك هتفلتي بالا عملتيه كدا ؟

صرخت بعصبية :_عملت أيه !!

جذبها لتقف أمام عيناه الحارقة ...تتألم بخفوت وهو يشدد غرس أظافر يديه حول معصمها :_الأفضل ليكِ دلوقتي أنك تختفي من وشي لحد ما يجيلي مزاجي وأجي أخدك من بيت أبوكِ

جحظت عيناها قائلة بصدمة :_يعني أيه تاخدني من بيت أبويا ! مش هتعملي فرح ؟

تعالت ضحكاته المخيفة قائلا بصوتٍ ينقل لها القادم :_فرح !

ثم أعتدل بوقفته وقد عادت عيناه أكثر حدة :_ليه مش عايزة تصدقي أنك وقعتي مع شخص مش بيرحم وهيتعمد يكسرك أدام الكل حتى عيلتك

هوى الدمع بآلم على وجهها فخرج صوتها الغاضب :_وتفتكر بابا هيسيبك تعمل كدا ؟

أقترب منها فتزايد ضربات قلبها خوفاً فلفح وجهها صوته القابض للأرواح :_خلي التقيل فى عيلتك يقف لي وأنا أفعصه تحت جزمتي

صعقت وهى ترى عيناه ...كلماته التى كانت تنقل لها عشقٍ بألحان ها هى توعدها بالجحيم ! ...

وقفت تتأمله بصمت وسكون ...دمعاتها فقط من تتمرد عليها لتهفو واحدة تلو الأخرى ...قلبها يبحث عن نبض قلبه العاشق ولكن باتت محولاته بالفشل والخذلان ...عيناها تبحث عن حنانه الدائم فى وسط غيوم من ظلام تجتازها قسوة وجفاء ..

رددت بهمس وعيناها ممزوجة بقسوة عيناه :_أنت مستحيل تكون زين الا حبيته مستحيل

ودفشته بعيداً عنها ثم حملت حقيبتها وركضت لتخرج من مستعمرة الجحيم الخاصة به ...ركضت كأنها تنجو بحياتها لا تعلم بأنها قد سقطت بسجنه المؤبد بالفعل ،أصطدمت بأدهم المتجه لمكتب زين فتأملها بستغراب حينما رأى دموعها تكسو وجهها فخرج صوته الهادئ :_أنتِ كويسة ؟

هوت دمعة ساخنة من عيناها ليكمل سريعاً :_طب زين زعلك فى حاجة ؟!

خرج صوتها أخيراً بسخرية وآلم نقلته له بكلماتها :_زين مالوش وجود يا أدهم دا مجرد شيطان مش أكتر ..

وتركته ورحلت فأسرع لمكتب زين ليرى ماذا هناك ؟ ..

ولج أدهم للداخل ليجده يجلس على مكتبه شارد للغاية ...مستند بجسده على المقعد وعيناه تتفحص سقف الغرفة بحزنٍ وألم ينقل العين للأفواه ..

أقترب ليجلس أمامه قائلا بغموض :_كنت عارف أن فى كارثة بتحاول تدريها عني يا زين بس المرادي مش هخرج من هنا غير لما أعرف كل حاجة ..

أفاق زين على صوته فتطلع له قائلا بهدوء :_أدهم ..كويس كنت هبعتلك لسه

ضيق عيناه بسخرية وهو يدرس ما يحاول أخفاءه فقال بثبات :_تفتكر أني مش فاهمك !

إبتسم زين قائلا بثقة :_بالعكس أنت أكتر واحد فاهمني ودا الا بيخلينى متردد أحكيلك

قاطعه بحدة :_متردد لأنك عارف أنك غلط وأنا الا هواجهك بالصح

تخل عن مقعده بغضب :_هأخد حق أخويا يا أدهم ومش هيهمني سواء غلط أو صح

أدهم بصدمة :_حق أخوك ! ...

دارت كلمات همس بعقله وما يحدث ليردد بصدمة حقيقة :_مستحيل ..همس هى البنت الا حبها خالد ؟!!

تعبيرات وجهه كانت كافيلة بالأجابة على كافة أسئلته لينهض عن مقعده هو الأخر بصدمة وغضب :_مش مصدق الا بسمعه أنت عملت كل دا عشان تنتقم منها !

وقف أمام الشرفة بعين تلمع بالأنتقام :_هى لسه شافت حاجة كل الا حصل لخالد ورحمة أبويا لأدفعها تمنه غالي

صعق أدهم فجذبه ليلتقى بعيناه قائلا بغضب :_أنت مجنون ؟! مش مصدق الا بسمعه دا أنت يا زين ..أنت !!!

جذب يديه منه بغضب وعصبية :_أيوا أنا ..أنت مش حاسس بالنار الا جوايا ..،وبعين لامعة بالدمع وصوت منغمس بالحزن :_فرحتك بأن أخوك الصغير كبر وبقى عريس تدمر على جثته المحروقة ونفسه وهو خارج بصعوبة ..ياااه لحظات عمرها ما هتتمحى يا أدهم ...وجع وكسرة حسيتهم لأول مرة وأنا شايف أخويا بين الحياة والموت ومش عارف أعمله حاجة وكل دا لمجرد أنه حب بنت معرفتش في حياتها يعنى أيه حب عمري ما هنسى مكلماته الأخيرة ولا نفسه وهو طالع وبيردد أسمى وأنا فى دولة غير الدولة ومش عارف أنجده من الا هو فيه ..

لمعت عين أدهم بالدموع فلم يكن يعلم بكم المآساة التى مر بها ...خرج زين عن حزنه بعينٍ قلبت للقسوة والوعيد :_كل دا هيكون هلاكها زي ما كسرة قلبه أنا كسرت قلبها وزي ماهو شاف الموت مرتين أنا هخليها تحس بيه بس متطولوش .

أقترب منه أدهم ثم رفع يديه على كتفيه قائلا بحزن :_فوق يا صاحبي النار دي هتحرقك قبل منها

أستدار له بوجهه ليكمل أدهم بثقة وثبات :_أنت حبيتها يا زين ودي حقيقة صعب تنكرها

شرد بذكرياتها ...ضحكاتها ...لمساتها ..حتى الجنون ..طافت ذاكرياتها عقله بعد كلمات أدهم ليواجه أصعب الحروب حرب العقل والقلب ولكن لذة الأنتقام تطالبه بالمزيد فهيهات لحبٍ سيجعله يتوقف عن ذلك ..

********

بالمشفى ...

خرج عبد الرحمن من غرفة العمليات بتعب نفسي بدا على ملامح وجهه وهو يرى طفلا صغير يواجه الموت للحياة البائسة ..

هرول إليه عدد من الرجال فقال أحدهم :_طمنا يا دكتور

إبتسم عبد الرحمن بهدوء :_حضرتكم أهله ؟

أجابه الأخر بلهفة :_لا يا دكتور أحنا الا جبناه هنا بعد ما الست دي خبطته

وأشار على من تجلس بعيداً عنهم غير عابئة لما يحدث ...سعد عبد الرحمن لوجود أناسٍ هكذا فهؤلاء البسطاء يتمتعون بقيم وأخلاق لا تقدر بكنوز العالم بأكمله ..أنهى قلقهم قائلا بأبتسامته المشرقة :_الحمد لله الولد نجى بفضل ربنا سبحانه وتعالى وبفضلكم لأنكم نقلتوه بسرعة للمستشفي

إبتسم الرجل المسن قائلا بفرحة :_الحمد لله ربنا لطف

رجلا أخر بغضب :_طول ما في من الأشكال الا زي دول طول ما في ضحايا يا عم الحاج يالا هستأذن منكم أرجع الورشة

وبالفعل غادر الرجل ولمعت كلماته بعقل عبد الرحمن فتركهم وتوجه لمكتبه بغضب وحزن لتوقفه تلك الفتاة قائلة بلهفة بلغتها الغريبة (الحوار مترجم ..) :_أنتظر لحظة أرجوك

وقف عبد الرحمن ولم يستدير بعد فقط يضغط على معصم يديه بقوة تمكنه من ضبط أعصابه فهى فتاة بنهاية الأمر ...

أقتربت منه ولم ترى وجهه بعد لتقول بصوتٍ خافت :_قل لى أن هذا الطفل على قيد الحياة حتى أتمكن من العودة للمنزل

وصل الغضب لأعتابه فأستدار لها بغضب يوشك على الفتك بها قائلا بصوت رعدي:_ يا بجاحتك كل الا يهمك أنه عايش ولا لا !! مش يهمك الأعاقة الا أتسببتيها للولد !!

تطلعت له بأعجاب ببدأ الأمر فعبد الرحمن بمتلك ملامح مصرية وسيمة ولكن أغضبها كلماته فحاولت التحدث باللهجة العربية :_أنت بتكلمني كدا أزاي ؟!

رمقها بنظرات محتقنه قائلا بستقزاز من لبسها المكشوف :_أنا أتكلم بالطريقة الا تعجبني دا أولا ...ثانياً بقا أي كانت جنسيتك فدا شيء ما يهمنيش بس الا أتضح ليا أخلاق الغرب الا كلها متنمش للبشر بأي صلة ..

غضبت كثيراً قائلة بعصبية :_ماذا تقصد بحديثك الأحمق ؟ أنت مجرد طبيب لعين كل ما طلبته منك أجابة على سؤالي ولما يعنني أمرك قط ..

تلونت عيناه بالأحمر القاتم فأقترب منها لتتراجع برعبٍ حقيقي حتى حال الحائط بينهم فأبتلعت ريقها بخوف ...أقترب منها قائلا بصوتٍ يكبت الغضب بمحاولات عديدة :_ صلي لله شكراً بأنكِ مجرد فتاة والا كنت لأريكِ ما يستطيع هذا اللعين فعله ..

غام الخوف جسدها من نظراته وكلماته فأسرعت للركض ليجذبها بسخرية :_إلى أين ؟ ستنتظري حتى مجيئ الشرطة فربما سيعاونكِ للعودة لوطنك ...

وأشار عبد الرحمن للممرضة بأن لا تتركها حتى مجيئ الشرطة فجلست برعب مما سيحدث لها لتخرج الهاتف سريعاً وتطلب برقمه ...

*****

بمكتب زين ..

أدهم بهدوء :_فكر يا زين وأحسبها صح

كاد ان يجيبه ولكن قطعه رنين هاتفه فرفعه بستغراب من رقمها ليتفاجئ بصوتها قائلة برجاء :_أرجوك زين لا تغلق الهاتف أستمع إلي ارجوك فأنا فى مأذق حقيقب

أسرع بالحديث بقلق فهى بنهاية الأمر شقيقته :_ فى أيه ؟

تحدثت برعب حينما رأت الشرطة بالمكان تستعلم عن الحادث لتسرع بالحديث بخوف :_أصطدمت بطفلا صغير ولم يسمح لي الطبيب اللعين بمغادرة المشفى بل وأستدعى الشرطة أرجوك تعال مسرعاً ..

زين بلهفة :_قوليلي العنوان

وبالفعل شرحت له مكانها فأغلق الهاتف وأسرع بجمع أغراضه فأقترب منه أدهم قائلا بستغراب :_فى أيه يا زين؟

أسرع زين بجمع متعلقاته الشخصية قائلا بسرعة :_تعال معايا وهحكيلك بالعربية ..

وبالفعل ذهب أدهم معه ليروا ماذا هناك ؟

***********

بمنزل طلعت المنياوي ..

كان يجلس على الأريكة يرتل القرآن الكريم بصوته الخاشع حتى أنهى وارده اليومى ليتفاجئ بزوجات أبنائه كعادتهم اليومية يرتبون المنزل بنشاط وكلا منهم تساعد الأخرى بحب علي الرغم من وجود بناتهم الا أنهم يعشقون العمل بالأسفل مع بعضهم البعض ...

إبتسم طلعت ليشير لكلا منهم بالأقتراب فجلسوا على الأريكة المقابلة لهم ...فوجه حديثه المرح لزوجة أبنه الأصغر :_مفيش شكوى جديدة يأم عبد الرحمن ؟

إبتسمت سلوى قائلة بسعادة :_لا يا أبويا الحج من ساعة ما شديت عليه وهو الشهادة لله بقى ميت فل وعشرة

تعالت ضحكات ريهام ونجلاء فأكتفى هو بأبتسامة بسيطة قائلا بجدية :_ أني جولتلكم قبل إكده وبجولكم تاني أهه الا تزعل من جوزها فى حاجة تاجي تخبرني واصل وأني هتصرف معاه

إبتسمت نجلاء بهدوء :_ربنا يخليك لينا يا حاج ربنا يعلم أنك أب لينا من يوم ما دخلنا البيت دا عمرك ما فرقت بين واحدة فينا حتى الأولاد ولا عمرك فرقت بين بنت ولا ولد ..

ريهام بمرح :_والله أنا بحس أنك أبونا أحنا

إبتسم قائلا برضا :_الحمد لله يا بنتي المهم خدوا الفلوس بتاعت كل سنة عشان تجيبوا لبس العيد أنى قولت لأدهم وعبد الرحمن عشان يخدكم أنتوا والبنات بعد الفطار تجيبوا الا يعجبكم

إبتسموا جميعاً فعلى الرغم من أعطاء أزواجهم الا أنه يحتفظ بعادته لهم ..

أخذت كلا منهم المال وشكرته كثيراً فقام من مقعده قائلا بأبتسامة هادئة :_هروح على صلاة العصر سلام عليكم

أجابوه السلام فغادر وأكملت كلا منهم العمل ...

ولج أحمد من الخارج يبحث عن والدته بعدما أحضر الطلبات اللازمة لهم فلم يجد سواها بالأسفل ...أقترب أحمد منها بأبتسامة هادئة :_ياسمين

أستدارت له بخجل وهى تستمع لصوته الهادئ فقالت بمجاهدة للحديث :_نعم

ناولها الأكياس قائلا بنبرة غامضة :_خدى الحاجات دي لمرات عمي فى المطبخ

جذبت منه الأكياس قائلة وعيناها أرضاً :_حاضر

ظل يتأملها قليلا ثم قطع الصمت قائلا بمحاولة للحديث معها :_عامله أيه فى الثانوي ؟

إبتسمت قائلة بسخرية :_ كمل الكلمة وهتعرف الأجابة

ضيق عيناه بعدم فهم لتكمل هي بسخرية :_ثانوي فني يعني هايف جداً

قطع حديثها بهدوء :_محدش جبرك تدخليه من الأول أنتِ الا أخترتي

رفعت عيناها به قائلة بحزن :_أختارته لأن التعليم هنا مالوش أهمية يا أحمد

رقص طرب قلبه وهو يستمع لأسمه منها فأكملت هى بحزن :_الواحدة هنا ممكن تكون فى هندسة وتنجوز واحد تعليم عادي جداً عشان كدا اخدتها من اصيرها

أنكمشت ملامح وجهه بغضب :_مكنتش أعرف أنك بتفكري كدا جيانا دخلت الجامعة وبتكافح عشان توصل للعايزاه ميهماش التفكير فى الموضوع دا رغم أنها الوحيدة فيكم الا دخلته كلكم دخلتوا الفني وأحنا أهو كافحنا فى التعليم ووصلنا للاحنا فيه بتعبنا ومجهودنا

إبتسمت قائلة بسخرية :_أنا ضعيفة فى بعض المواد يعنى مستقبل فاشل

كبت ضحكاته قائلا بصوت منخفض حتى لا تستمع إليهم غادة الهابطة للدرج :_شماعتك مثيرة للاهتمام بس متعلقيش عليها تانى فشلك

رمقته بغضب فوضع الأكياس على الطاولة بجوارها هامساً لها بصوتٍ خافت :_بعد جوازنا هساعدك تكملي تعليم ومعنديش مانع احاول مع الفشل دا

تطلعت له بصدمة فغمز لها بعيناه تاركها بصدمة وصعد لشقتهم وهو يخطف النظرات لها ..

أقتربت منها غادة بستغراب قائلة بشك :_الواد دا كان بيقولك أيه ؟

خرج صوتها المصعوق بأرتباك :_هاا مش ...ما ..

اخفت غادة شبح ابتسامتها لتزفر الاخري بضيق وهى تحمل الأكياس للداخل ...

صعد للأعلى والأبتسامة تلمع بعيناه لرؤية خجلها فزفر بضيق حينما رأى المشاجرات اليومية لهم ...

ضياء بسخرية :_ما براحة علينا يا عم هو محدش دخل شرطة الا أنت والا أيه !

يوسف بغضب :_أه يالا محدش دخل غيرى ووعد مني أول ما أخلص السنادي وأستلم الشغل أبيتك ليلة فى زنزانة العباسي عشان تحرم تطول لسانك دا بعد كدا

ضياء بغضب :_تحبس مين ياخويا هو أنت تقدر أنت نسيت نفسك ولا أيه ؟

هبط محمد من الأعلى لصلاة العصر فتفاجئ بما يحدث فأقترب منهم سريعاً قائلا بسخرية :_شكل تاني ؟ مفيش فايدة فيكم !

ضياء بغضب :_ما تشوف أبن أخوك يا حاج شايف نفسه أوى

يوسف بغضب أشد :_شايف ابنك يا عمي

صاح بغضب :_بس منك له مش واقف أنا

يوسف بأحترام :_أسف ياعمي

وضع ضياء عيناه أرضاً بتذمر :_اسف

محمد بهدوء :_يا حبايبيي أنت وهو كبرتم خلاص على المشاكل دي معتوش لسه أولاد صغيرين هنحل مشاكلكم ولا هنقولكم بوسوا راس بعض عيب كدا ..طب لما البنات يشوفكوا بتعملوا فى بعض كدا هيعملوا أيه ؟!

رفع ضياء يديه على شعره بتفكير :_تصدق صح بس هو الا بيدأ مش أنا عشان أكبر مني بسنتين شايف نفسه عليا

محمد بغضب :_هو أنا لسه بقول أيه !!!

أقترب منهم أحمد أخيراً قائلا بسخرية :_دول حرام فيهم الكلام يا عمي أتفضل حضرتك وسيبلي الحيوانات دي أنا هعرف أتصرف معاهم

كبت محمد ضحكاته ثم رفع يديه على كتفيه قائلا بقتناع :_ربنا معاك يا حبيبي

وغادر على الفور تاركاً أحمد فى حرب ليحيل بينهم ...

********

وصل زين للمشفي فأسرع للداخل وأدهم خلفه ليجدها تجلس بخوف والشرطي يحاول أستجاوبها ...

لا تعلم لما شعرت بالامان بوجوده رغم ظنها أنها تكن له الكره ...أسرعت إليه قائلة بفرحة :_زين

خرج صوته الحازم :_أيه الا حصل

قصت عليه ما حدث حتى مشاجراتها مع الطبيب ،غضب زين غضبٍ لا مثيل له قائلا بصوتٍ فاتك:_حياة الأبرياء لعبة فى أيديك .ثم أنك أزاي تشربي القرف دا أنتِ مش خايفة من ربك

ثم أكمل بسخرية :_ولا صحيح هتخافي أزاي وأنتِ لبسك بالطريقة دي

صرخت به بغضب :_أنت جيت تساعدني ولا تزلني !

تدخل أدهم على الفور قائلا بهدوء :_طب والولد حالته أيه ؟

أجابته بأرتباك :_معرفش

زين بصوت ساخر :_طبعاً وأنتِ هيهمك فى أيه ؟

أستدار له ادهم بغضب :_ ممكن تهدا

:_زين

قالها عبد الرحمن بصدمة من وجوده مع تلك الفتاة ليتضح له الآن انها شقيقته ! ..

اقترب منهم قائلا بغضب متخفى بصوته :_حالة الولد صعبة

زين بستغراب :_عبد الرحمن !

صافي بغضب :_أنت تعرفه ؟

رمقها زين بنظرة أخرستها ليقترب منه ادهم بأهتمام :_ماله الولد ؟

تطلع لها عبد الرحمن بغضب :_للأسف معتش هيمشي على رجليه تاني والأصعب من كدا أن ولده متوفي وهو وحيد أمه

صافي بعدم مبالة :_أنا ممكن أسافره يتعالج بس خالى أمه تتنازل

رمقها عبد الرحمن بنظرة قاتلة ثم صرخ بها بغضب :_أنتِ بني أدمة حقيرة أوى مفيش عندك ذرة أحساس

صافي بصوت مرتفع :_ أنت بتكلمني أ..

قاطعها بغضب :_صوتك العالي دا لو فضل كدا موعدكيش أنك هتفضلي على رجلك

أرتعبت منه وأبتلعت باقي كلماتها تحت نظرات زين الغامضة وأدهم المراقب لما يحدث مع زين ...

أسترسل عبد الرحمن حديثه بغضب وعيناه تقتلها :_الظاهر أنك مفتقدة للأخلاق ودا الواضح جدا... ثم رفع رأسه لزين بأسف :_بعتذر يا زين بس حاولت على قد ما أقدر أتحكم فى أعصابي وفشلت ومعتقدش وجودي معاكم هيكون من مصلحتها ..

أرتعبت منه فأسرعت بالجلوس بعيداً عنهم تحت نظرات صدمة زين ليتركهم عبد الرحمن قائلا بضيق مكبوت :_ عن أذنكم ورايا شغل ..أشوفك على الفطار يا زين

وغادر عبد الرحمن ونظراته القاتلة مسلطة عليها بينما أقترب أدهم من زين الساكن بصمت وعيناه تتوزع بين عبد الرحمن تارة وبين من تجلس برعب يلتمسه بها ..

أدهم بستغراب :_بتفكر في أيه يا زين ؟

إبتسم زين بأعين لامعة تتابع عبد الرحمن بنهاية الروق قائلا بخبث :_لقيت حل لمشاكلي معاها

تطلع أدهم لما يتطلع له زين ليسرع بالحديث :_بتجني عليها !

وسعت بسمته بالمكر :_بالعكس بأدبها من أول وجديد زي ما هو قال

أدهم بسخرية ؛_وتفتكر هو هيوافق ! أنت متعرفش عبد الرحمن كويس

:_بس أعرف الحاج طلعت المنياوي الا عمره ما رفضلي طلب

قالها زين بأعين غامضة تفوح بالمكر والخبث

إبتسم أدهم قائلا بثباته الفتاك :_خططت ونفذت ونسيت المافيا الا هتساند الضلع التالت !

أستدار له زين بجدية :_لازم تساعدني يا أدهم أنا بجد محتاج عبد الرحمن لأن زي ما شوفت هو الا هيقدر يغيرها

رفع أدهم يديه على كتفيه :_الا فى الخير ربك يقدمه تعال نشوف المشكلة دي الولد دا مالوش ذنب فى الا بيحصل

زين بحزن :_مش هتخلى عنه لو مهما حصل أما صافي فعقابها هستغني عنه كفايا دخول عبد الرحمن حياتها

إبتسم أدهم بعدم تصديق :_أنا مش مصدق والله الا بيحصل دا بس مضطر أساعدك وبعدين نشوف موضوعك ..

إبتسم زين وتقدم من الشرطي والمرأة ليحاول التوصل لحل يريحها ..

*********

بمنزل السيدة هنية ..

رتبت المنزل معها لتشعر العجوز بالونس والسعادة بوجودها ...

أنهت رهف أعداد الطعام وجلست بالخارج قليلا شاردة الذهن بمن ظنت بأنه معشوقها ! ولكنه حطمها بنجاح .

##

:_أنتِ أغلي حاجة فى حياتي يا رهف عملت المستحيل عشان أطولك وحاربت الكل عشانك

قالها بصوته المتخفي وهى تبحث عنه بجنون ...تتأمل المكان المزخرف بالورود والشموع الحمراء بسعادة ...يتخفى ويتحدث بما يفيض قلبه وعيناها تبحث عنه بجنون لرؤياه ..

:_عشقتك من أول ما عيوني وقعت عليكِ أقسمت أنك هتكوني ملكِ فى يوم من الأيام ووعدي كان أن البسمة مش هتفارقك طول مأنتِ معايا وطول مأنا فيا النفس ..

قالها بعشقه اللامنتهي ليخرج من خلف الحائط المزخرف بحروف أسمها ...خرج ذو العين الرومادية الجذابة ...بشرته خمرية اللون تجذب أنظار من يراه ...الهواء يتمرد مع خصلات شعره فيعبث بخصلايتها لتتمرد على عيناه ...

أبتسمت بسعادة لرؤياه بعدما جهز مفاجآة العودة من سفر طال لشهراً كاملا فأعتقدت بأنه عام ..

:_حازم ..

رددتها بخفوت فأبتسم وهو يفرض ذراعيها لتسرع إليه وتلاقى بنفسها بداخل أحضانه أخرجها بعد لقاء حافل بالقلوب قائلا بعشق :_وحشتيني يا رهف

زمجرت بوجهها بضيق طفولي :_لا مهو واضح أنت مكنتش بتكلف نفسك أنك تكلمني

لمعت عيناه بآلم وحزن :_مكنتش هقدر أسمع صوتك وأكمل بسفري دا كان أكبر عذاب لو عملت كدا

وضعت عيناها أرضاً بخجل بأبتسامتها المتلهفة فأبتسم قائلا بعشق :_الضحكة دي الا بتقضي على حازم السيوفي وبيكون مستعد يفقد حياته عشانها ..

أبتعدت عنه فكلماته ستوقعها بمصير تخجل منه ليقترب منها واضعاً سلسال رقيق للغاية على رقبتها قائلا بهمس :_كل سنة وأنتِ طيبة يا حبيبتي ..

قالت بصدمة من تذكرها التاريخ :_عيد ميلادي !

أشار لها بأبتسامة بسيطة قائلا بغضب مصطنع :_المفروض كنت أرجع أمبارح بس عشان المناسبة دي أضطريت أستنا للنهاردة شوفتي كمية التضحية ؟

تعالت ضحكاتها لتنغمس بأحضانن قائلة بخجل :_بحبك

أغمض عيناه بسعادة :_وأنا بعشقك يا رهف لو تعرفي أنا بعمل أيه عشان أصدق أنك خلاص بقيتي زوجتي أحتمال تقولي أتجننت

أبتعدت عنه بجدية :_بتعمل أيه ؟

أخفى بسمته قائلا بحذم :_خلاص بقا

رهف بتصميم ؛_لا لازم أعرف

حازم بخفوت :_عيب مركزي وهيبتي أدام الحرس والمجتمع

أنفجرت ضاحكة قائلة بشك :_بتعمل أيه ؟

أخرج من جيبه عقد الزواج غامزا بعيناه لتفهم مقصده فأنفجرت ضاحكة وهو معها ...

أفاقت من ذكرياتها على دمعة ساخنة من عيناها ...نعم عشقته حد الجنون ولكن مجهولا ما دمر حياتهم سوياً ..

*********

بفيلا زين ..

ولجت للداخل معه فألقي بجاكيته على المقعد بغضب ليكمل حديثه :_أسمعي يا بت أنتِ أنا لحد دلوقتي بحاول أتحكم فى أعصابي بس متحلميش بأكتر من كدا

صافي بغضب :_أنا كمان مش بحبك أنت مستحيل تكون أخويا خالد بس هو الا أنا حبيته لأنه فعلا يستحق كدا لكن أنت شيطان مش أخ

إبتسم بآلم قائلا بصوتٍ محطم :_أنتِ صح أنا الشيطان الا أتحد أمه عشان أجيبك البيت دا وأنا الشيطان الا لأول مرة أتخلى عن مبادئ وأستخدم نفوذي عشان أخرجك من المصيبة الا عملتيها ...أنا مش بلوم عليكِ ولا على عقليتك بالعكس أنا متفهم البيئة الا أتربيتي فيها كل الا طلبته منك وبعافر معاكِ عشانه أنك تتغيري للأحسن ..القيم والمبادئ مش محتاجه لدولة عربية ولا لجنسية معينة بالعكس دي المفروض تكون سمات البشر وأنا الا هساعدك تعرفي دا ..

وتركها زين وصعد لغرفته ..تركها بعدما لامس كلماته قلبها ...

جلست على المقعد بغضب تسترجع ما حدث معها مع الطبيب المتعجرف من وجهة نظرها بينما هو بالأعلى يقسو جراحاً مما يحدث له ...لينهى بؤرة آنينه وأبدل ثيابه ليذهب للعزيمة ...

********

عاد أدهم للمنزل فصعد للأعلى ليبدل ثيابه ولكنه وجدها تجلس على الدرج بآلم تحاول تخليص نفسها مما بقدميها ولكن لم تستطيع ...

أقترب منها أدهم قائلا بثبات :_فى أيه ؟

ما أن رأته حتى اسرعت بالوقوف بخوف بدا على ملامح وجهها ولكن سرعان ما جلست من تحملها على قدميها فقالت بأرتباك :_ها مفيش

جلس على الدرج بأبتسامته الجذابة قائلا بزهول :_هو أنتِ ليه لما بتشوفيني بحس أنك شايفة شبح

تطلعت له قليلا بصمت ووجهها يكسوه الخجل فكيف ستخبره بأنها تعشقه منذ الطفولة ..

تأمل قدميها قائلا بستغراب :_أيه الا دخل فى رجلك؟

أجابته بهدوء وعيناها تتحاشي النظر له :_مكة وقعت الكوبيات وأنا نزلت ومش أخدت بالي

تطلع لها قائلا "_خالينى أساعدك

وقبل أن تتحدث جذب ما بقدمها فصرخت بقوة ويدها تقبض على يديه ليبتعد عنها ..

إبتسم أدهم قائلا بسخرية :_مش أوى كدا دا لو طفلة جايو تكون أعقل ..

كفت عن الصراخ وتأملته بغضب تحول لصدمة وهى ترى يديها على يديه فجذبتها سريعاً والخجل يفترش على وجهها ..تطلع لها أدهم بقلب يعلم كيف الطريق للحياة فأبتسم بخفوت حينما رأها تستند على نفسها حتى تهرب من أمامه ..

*******

أقترب موعد الآذان فتجمع الأبناء بالمنزل ليسعد طلعت المنياوي بوجود زين فهو يحبه كثيراً ...هبط أحمد وعبد الرحمن والجميع فأخبر زين عبد الرحمن بأنه بحاجة الحديث معه ولكن بعد الأفطار ...

أبتسم طلعت قائلا بفرحة :_نورتنا يا ولدي

إبتسم زين :_بنورك يا جدى والله ليك وحشة وكنت ناوي أجي أقعد معاك بعد الفطار بس أنت الا سابقتني

تعالت ضحكات طلعت :_بكاش زي جدك

شاركه إبراهيم البسمة :_منورنا يا زين والله

أحمد بغضب مصطنع :_وأحنا ملناش من الانوار جانب

عبد الرحمن بسخرية :_هتنور بالعافية يعني !

إسماعيل :_عيب كدا يالا دا أحمد ينور ويشرف اي مكان

احمد بغرور :_ربنا يخليك لينا يا عمي دايما رافع راسي

تعالت ضحكات الجميع ليصدح الآذان بالخارج فتناول كلا منهم أفطاره ...أما بالخارج كانت تجلس الفتيات يتناولن فطورهم بسعادة بعدما علموا بذهابهم لشراء ملابس العيد ...

أنهى الجميع طعامهم فجفف زين يديه قائلا بأعجاب :_ماشاء الله الأكل كان تحفة

محمد بأبتسامة هادئة :_ألف هنا يا بني

أدهم بسخرية :_قولتلك بس مفيش فايدة خاليك فى الأكل الأيطالي بتاعك

ضياء بمرح :_أكل أيطالي مرة واحدة لا دانا كدا أجي أفطر معاك

زين بأبتسامة هادئة :_دا الا هيحصل فعلا كلكم هتشرفوني بكرا بأذن الله

طلعت بهدوء:_الشباب يشرفوك يا ولدى لكن أني أنت خابر زين المصالح الا ورايا أنى وعمامك

زين بتفهم :_عارف ياحاج وأنا جاي أوصلهم أسمحلي أكلمك بموضوع كدا مش هياخد من وقتك كتير

رمقه بغضب :_بستأذن عشان تاجي دارك إياك !

إبتسم قائلا بنفي :_لا طبعاً مش أستأذان بعرف حضرتك عشان تستناني مش تنام

تعالت ضحكاتهم جميعاً وخاصة أحمد وضياء ..على عكس أدهم كانت عيناها تجوب عبد الرحمن بقلق مما ينوى زين فعله ...

ترك طلعت لهم القاعة حتى يتفردوا بالحديث ..فجلس عبد الرحمن مع زين بمفردهم وتبقي الجميع بالقاعة ..وقف أدهم قائلا بهدوء :_عن أذنكم

آبراهيم :_رايح فين يابني؟

أدهم بأرتباك :_ وعدت نينا أنى هروح أشوفها النهاردة

محمد بستغراب :_طب ما تروح بكرا أنت نسيت كلام جدك هتاخدوا البنات عشان لبس العيد

ادهم بهدوء :_لا فاكر يا بابا بس دا وعد .. على ما يلبسوا هكون رجعت بأذن الله ..

أشار له بتفهم فغادر على الفور ليعلم ما بها ...

*******

:_أيه الا بتقوله دا يا زين ؟!

قالها عبد الرحمن بصدمة مما يستمع له ...

زين بهدوء :_أنا محتاج مساعدتك فعلا يا عبد الرحمن وعارف أنك صديقي وهتقف جانبي

عبد الرحمن بزهول :_دي مش مساعدة دا جواز وأرتباط وبعدين أنت عايزني أتجوزها عشان شيء معين وأنت عارف أن الا بتقوله صعب

زين بثبات :_الا بقوله كان بالنسبالي شيء محال بس بعد ما شوفت الا حصل النهاردة غيرت رأئي ...

عبد الرحمن بتفكير :_الموضوع صعب يا زين أنا مش هقدر أتحكم فى اعصابي معاها وأنت عارفني كويس مش عايز أوصل لتصرف محبش أوصله ..

إبتسم زين قائلا بفخر :_أنا أخترتك لأني عارف أخلاقك كويس ...أسمعني يا عبد الرحمن أنا مطلعتش من الدنيا دي غير بأخويا خالد كنت عارف أن أبويا أتجوز من 26 سنة ومخبي على والدتي وكان دايما بيتحجج عشان يسافر أمريكا ولوحده أستغفلها 16 سنة وهى متعرفش كل دا كان خالد على تواصل بصافي ..والدتي طلبت الطلاق وبعدت عنه وبعدها بسنين مات وساب كل الثروة بأسمى

أستمع له عبد الرحمن بأهتمام ليكمل زين :_أستغربت من الا ابويا عمله ليه يكتب كل حاجة بأسمي !! بعد كدا عرفت الأجابة على أسئلتي الست الا فضلها على أمي وأتجوزها من جنسية تانية كانت طمعانه فى فلوسه فخاف علي ميراث صافي منها ومن طماعها عشان كدا خالنى مالك لكل حاجة مع وصيته ليا بأنى أبعت كل شهر مبلغ ليها ولخالد ولوالدتي وذكر في الوصية تعليمات ليا عشان أقيم تسليم الميراث ليهم هيكون أمته ...فات شهور وسنين كنت ببعتلها فيهم المبلغ الا بابا امر بيه لحد ما أتفاجئت بوجودها فى مصر بتطالب بحقها ممكن دا كان سبب يخلينى أشوف تربية الست دي ليها لدرجة أنى كرهت نفسي أكون أخوها ...تعلقها كان بخالد الله يرحمه ودلوقتي كرهها ليا مخليها عايزة تاخد نصيبها باى طريقة عشان ترجع أمريكا ...

انا بحكيلك كل دا يا عبد الرحمن لأني مش عايزاها تمشى من هنا غير وهى أنسانه تانية أكون حققت وصية أبويا وكسبت أخت تعوضني عن خالد .

قال كلماته الأخيرة بحزن طعن قلبه فكاد الحديث ليقطاعه زين بأبتسامته الفتاكة :_مش عايز أعرف رأيك دلوقتي الا عايزك تعرفه أنك أنت وأحمد وأدهم أعز أصدقائي وأوع تربط طلبي بدا فكر وهستانا رأيك بكرا على الفطار ..سلام ..

وغادر زين بهدوء تاركاً إياه بعاصفة من البراكين !

*****

وصل أدهم لمنزل جدته فولج للداخل بعد ترحبياتها الحارة فتركته لتقدم له الحلوى ....

ولجت رهف للداخل قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_أنا جاهزة لأجابة سؤالك يا ادهم

تطلع لها قليلا ثم أشار للأريكة :_أقعدي ...

جلست رهف بدمع يلمع بعيناها لذكريات لا طالما حاولت جاهدة نسينها لتبدأ بالحديث قائلة بدموع :_حازم

تأملها قليلا ثم قال بهدوء :_وليه تقبلي أنه يعمل فيكِ كدا ؟

طال دمعها قائلة بصوت متقطع :_هروح فين يا أدهم وأنا أخترته هو وفضلته على أهلى

وبكت بقوة ليصعق قائلا بعدم فهم :_مش فاهم أنتِ بتتكلمي عن ايه باباكِ ومامتك كانوا موفقين على جوازك منه !

جففت دمعها قائلة بثبات حاولت التمسك به :_أنا هحيلك على كل حاجة ..أنا لما وافقت أتجوز حازم كان لأني مشاعري كانت متلغبطة من ناحيتك مكنتش عارفه دا حب ولا أعجاب !'..

أستمع لها ببعض الآلم لتكمل بدموع :_أتجوزت أنا وحازم بس وقسمن بالله ما عشان فلوسه بالعكس أنا حسيت من نحيته براحة نفسية ...بعد جوازنا حازم أخدني فى دنيا تانية ..عمره ما قسي عليا أبداً ولا يوم دموعي نزلت بسببه سنة كاملة كنت حاسة فيها أني فى جنة ،ثم قالت ببكاء شديد :_ أنا حبيته أوي يا أدهم وأتعلقت بيه أووى

لم يشعر بالآلم لتعلقها به حتى هو يشعر بالتعجب من ذلك ربما لا يعلم بأن القلب أختار معشوقته لتأتي صورتها أمامه ولكنه أنفض أفكاره قائلا بهدوء :_وبعدين

رهف بدموع :_معرفش ...

تطلع لها بعدم فهم لتقول ببكاء حارق :_ زي ما بقولك كدا معرفش أيه الا حصله فجأة بقى شخص تانى بيتحجج على أقل حاجة وبيرفع أيده عليا كتير جدااا حتى أهلى أهاني أدمهم أكتر من مرة وأخرهم بالضرب وطبعاً بابا مسكتش وأدخل وكان نهايتها أنه خيرني بينه وبين أهلي ..

قالت كلماتها الاخيرة وعيناها تفترش الأرض بدموع ليكمل هو بغضب ساخر :_وأخترتيه !!

رفعت عيناها له ببكاء وصوت متقطع :_غصب عني يا أدهم أنا بحبه وألتمستله العذر أن ممكن يكون فى حاجة فى شغله أو حاجة زعلان منها لكن الوضع زاد عن حده لدرجة أن معتش له في قلبي أي حب هو الا حوله بنفسه لكره ..

بكائها بث الحزن له ولكن كيف يعشقها لهذا الحد ويقسو عليها !

خرج صوت ادهم المنزهل قائلا بشك :_متأكدة أنك مش عملتي حاجة تزعله ؟

أسرعت بالحديث :_أبداً والله حتى شغله سألت وعرفت أن مفيش مشاكل فيه والا كسرني أكتر أنه مش فاكر حاجة من ذكرياتنا بيحاول ينسى كله ..

وأجشعت بالبكاء فخرج صوته بهدوء :_أكيد فى حاجة يا رهف عموماً ارتاحي دلوقتي وأنا هحاول أشوف الموضوع دا حتى لو هقابله بنفسي رغم أننا على خلاف من الا حصل زمان

قالت بغضب :_لا متقابلوش انا خلاص معتش فارقة معايا كل الا عايزاه أنه يطلقني وبس ...

كاد الحديث ولكن صدح هاتفه برسالة أحمد بالتعجال فالجميع بأنتظاره ..

وقف ادهم قائلا بهدوء :_هنتكلم بعدين يا رهف مضطر أمشي

رهف بتفهم :_تمام ...ثم قالت بخجل :_مش عارفة اشكرك ازاي يا أدهم ؟

إبتسم قائلا بثبات:_مفيش داعي للشكر أنتِ عارفه اننا هنا بنساعد بعض فى النهاية أحنا من منطقة واحدة

إبتسمت له ليتواجه للمغادرة فصاحت به جدته بغضب :_كدا يا أدهم ماشي من غير ما تأكل الحلويات بتاعتي !

آبتسم وهو يجذب قطعة يلتهمها بتلذذ قائلا بمكر :_أنا أقدر دانا بجي هنا مخصوص عشان الحلويات

ابتسمت قائلة بمرح:_كل بعقلي انا الحلاوة

خرج من البيت قائلا بغمزة عيناه الساحرة :_اشوفك تانى

وغادر ادهم تحت نظراتها وبسمتها له ....

*******

دموع وآنين يصاحبها ...لا طالما ظنت بأنه تاج السعادة ولكنه حفر لها الشقاء ...ظلت همس بغرفتها تبكى حالها ..كم ودت أن تركض لأحضانه حتى تزيح قسوته ليشعر بقلبها ...ولكن ماذا ستفعل مع قلب جرده الانتقام من العشق ؟!!!

******

بمكان ما ...فتح عيناه بضعفٍ شديد ...وجهه مملوء بالكدمات المميتة....صوت آنين خافت يصدر منه ...يديه مكبلة بقوة وجسده يهوى كالوري ...

ولج من الخارج يرمقه بنظراتٍ محتقنه قائلا بسخرية :_أتمنى تكون الخدمة عجباك

رفع عيناه بضعف شديد قائلا بصعوبة بالحديث وهمس خافت :_أعمل فيا الا أنت عايزه بس أرجوك يا حمزة بلاش تأذيها أرجوك

أقترب منه بشرار يتوهج من عيناه جذابه بقوة من خصلات شعره ليصدر تأوهات خفيفة :_بالعكس دي نقطة ضعفك الوحيدة وأنا عارف أزاي استغليها كويس.. هتهرب مني فين مصيرها هترجع وأنت هترجع تشوفها وأنا بكسرها أدامك

رمقه بنظرة طويلة ثم قال بضعف :_ليه الكره دا ؟ أنا عملتلك أيه استحق بيه كدا !!

رمقه بسخرية :_الا عملته كتير أوى

وتركه وغادر ...تركه يدعو الله أن لا يتمكن من إيجاد معشوقته حتى تتمكن من النجاة ....لم يشعر بآلآم جسده ..لاااا بل تآلم كثيراً لرؤيتها تتألم أمام عيناه ولم يتمكن من مساعدتها ..

رفع رأسه للسماء قائلا بآنين :_يارب ..

......فزعت من نومها وهى ترى ذلك الحلم المتكرر ...تراه مكبل بالقيود ويصرخ بقوة ليحتضنها من شلال الموت ...بكت رهف كثيراً وهى تطعن ذاك القلب على عشقه الأحمق بهذا اللعين القاسي لا تعلم بأنه يذق أشده أضعافٍ مضاعفة فماذا لو علمت بحقيقته ؟!

ماذا لو علمت بأن هناك لغزاً خفي بعيداً عنها لينضم لقايمة الأبطال بطلا لا يقل أهمية عنهم !!

حياة من جحيم ستلقاها تلك المغرورة على يد الطبيب اللعين ولكن ماذا لو حدث المحال ؟!

ما مجهول همس ؟ وهل ستتغلب على قسوة زين المهدي ؟!

عشق ...مجهول...عقبات ...الغاز ....عن قريب ...


تكملة الرواية من هناااااااا 



لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا







تعليقات

التنقل السريع