رواية محسنين الغرام( الجزءالثاني)الفصل الثاني وعشرون 22بقلم نعمه حسن حصريه وجديده في موسوعة القصص والروايات
رواية محسنين الغرام( الجزءالثاني)الفصل الثاني وعشرون 22بقلم نعمه حسن حصريه وجديده في موسوعة القصص والروايات
ـ ٢٢ ـ
~ أحلامك أوامر !! ~
ـــــــــــــــــــــــــ
في صباح اليوم التالي، توقفت نادية أمام باب غرفتها، ترمق باب غرفة عمر بنظرات ممتلئة بالسخط والانزعاج، بسبب ما فعله في الليلة الماضية. وبرغم شعورها بالغضب نحوه، إلا أنها قررت التوجه إليه لإخباره ببعض الأمور، أولها أن والده سيغادر المشفى اليوم، وعليه أن يستقبله كما يليق، بما أنه لن يذهب إلى المشفى الآن.
غير أن المفاجأة كانت حين فتحت باب غرفته، فلم تجد عمر بالداخل، بل كان سريره مرتبًا بعناية، كما لو أنه لم يُمسّ مطلقًا.
قطبت جبينها بدهشة، ثم أغلقت الباب، وأخرجت هاتفها من حقيبتها، لتتصل به على الفور. لكن صدمتها ازدادت حين استمعت إلى الرسالة المسجلة: "الهاتف مغلق، أو خارج نطاق التغطية."
وفي تلك اللحظة، خرجت چيلان من غرفتها، وألقت تحية الصباح بهدوء:
ـ صباح الخير.
ردت والدتها بنبرة يشوبها التوتر والانشغال:
ـ صباح الخير... عمر مش موجود، وواضح إنه مرجعش البيت بالليل أصلًا!
زمت چيلان شفتيها دون أن تُظهر اهتمامًا كبيرًا، وقالت باختصار:
ـ أكيد مع حسن.
أومأت ثم أضافت وهي تتجه نحو الدرج بأسى ظاهر:
ـ سالم هيخرج النهارده، متنسيش تسلمي عليه لما ترجعي من شغلك.
وغادرت الفيلا بسيارتها، ولحقتها چيلان نحو عملها.
بعد نحو نصف ساعة، وصلت نادية إلى المشفى. وما إن دخلت حتى لمحت حسن واقفًا عند قسم الاستقبال يُنهي إجراءات الخروج، فتقدّمت منه وسألته بحدة لا يمكن تجاهلها:
ـ فين عمر؟
نظر إليها حسن بتعجب، ثم تطلع حوله وكأنه يقول بوضوح إن عمر ليس موجودًا، ما جعل نادية تفهم أن حسن لم يره، فتوجهت إلى الغرفة حيث سالم، وعندما رأت زينب واقفة بالخارج، سألتها سريعًا:
ـ عمر مجاش هنا؟
أومأت زينب نافية، ما زاد من حيرة نادية. فجلست على أحد المقاعد وحاولت الاتصال مجددًا، لكن الهاتف لا يزال مغلقًا.
خرج الطبيب بعد أن أجرى فحصًا أخيرًا لسالم، فنهض الجميع للاستماع إليه، نادية، وزينب، وحسن الذي انضم إليهم. قال الطبيب بنبرة مطمئنة:
ـ دلوقتي نقدر نقول حمدالله على سلامة الوالد، صحته اتحسنت كتير الحمد لله، ومفيش أي مشكلة غير إن الضغط محتاج متابعة بصفة مستمرة. أي لخبطة تانية مش في صالحنا، والأدوية لازم تتاخد في مواعيدها بالضبط. لأن للأسف، في احتمال كبير إن الأزمة تتكرر، ولو اتكررت لا قدر الله تأثيرها هيكون شديد وصعب السيطرة عليه. علشان كده بنصح بوجود ممرضة خاصة معاه في البيت لفترة، لحد ما نعدي مرحلة النقاهة على خير.
قال حسن موافقًا:
ـ مفيش أي مشكلة طبعًا، أهم حاجة تكون شاطرة وتقوم بشغلها على أكمل وجه.
أومأ الطبيب مؤكدًا:
ـ من الناحية دي متقلقوش، إحنا طاقم التمريض عندنا كله كفء. وزيادة على كده، أنا بفضّل إن نفس الممرضة اللي كانت بتتابع حالته هنا، هي اللي تروح معاه البيت. لأنها فاهمة حالته كويس وهتتعامل معاه بسهولة.
تدخلت نادية بنبرة حاولت أن تُخفي بها ضيقها:
ـ أنا شايفة إنها مش هتنفع خالص. يستحسن نشوف ممرض كويس.
لكن حسن قاطعها بنبرة صارمة وهو ينظر إلى الطبيب:
ـ أنا رأيي من رأي دكتور سامح. الممرضة اللي معاه هي أحسن واحدة تتابع حالته. توكل على الله يا دكتور وبلغها إنها هتيجي معانا البيت من النهارده.
كانت نظرات نادية حادة، لكنها لم توجهها لحسن مباشرة. ومع ذلك، كان يشعر بها تلسعه كالسهم، وكم أسعده أن يستفزها بتلك الطريقة.
زينب، من جانبها، كانت تختلس النظرات بين الاثنين، ثم ترمق نادية بابتسامة شامتة، فهي كانت متيقنة منذ اللحظة الأولى أن حسن هو من سينتزع منها حق الأحياء والأموات، وكم يسعدها ذلك.
انصرف الطبيب، وجلست نادية تحاول لملمة بقايا هدوئها، بينما جلست زينب تراقبها بصمت وهي ترى الانفعال يكاد يفتك بها.
أما حسن، فقد دخل إلى غرفة والده.
كان سالم يبدو عليه الضيق، لا كما يبدو على شخص سيغادر المستشفى بعد قليل. اقترب منه حسن وجلس قربه، ثم قال بنبرة مفعمة بالدفء:
ـ مالك يا حج؟ حاسس إنك متضايق من حاجة؟
نظر إليه سالم ببطء، ورفع حاجبه وقال بابتسامة خفيفة: ـ انت الوحيد اللي حاسس بيا يا حسن.
ثم تابع بعد لحظة:
ـ مش هكون بكدب عليك لو قلت لك إنك جيت في شهرين عملت اللي اخواتك مقدروش يعملوه في سنين. إنت الوحيد اللي حسيت إنه قلبه عليا وخايف عليا بصدق.
تنهد حسن، وقال وهو يميل نحوه:
ـ فريد ونسيم ميعرفوش إنك تعبان ومحجوز في المستشفى. فريد من يوم ما سافر وعمر بيحاول يكلمه مش عارف يوصل له، ونسيم تليفونها مقفول ليها يومين ومش عارفين نوصل لها.
هز سالم رأسه بلا اكتراث:
ـ وحتى لو كانوا عارفين، إيه اللي كان هيحصل يعني؟
زفر بأسى وقال:
ـ فريد ونسيم بيعاقبوني، ومش من النهارده ولا امبارح، طول عمرهم شايفين إني السبب في موت ناهد لما اتجوزت عليها. مع إن الأعمار بيد الله، وملايين الرجالة اتجوزوا على نسوانهم ومحصلش حاجة. وبعدين ناهد الله يرحمها كانت تعبانة وعندها اكتئاب، واللي حصل مش ذنبي.
نظر إلى حسن وسأله بعينيه: "هل تصدقني؟"، لكن حسن كان شارداً في نقطة بعيدة. فاستغل سالم اللحظة، وأردف:
ـ أنا مش هنكر إني كنت متهور أوقات وبتصرف بطيش، ومش هنكر إني أذيت ناس ملهاش ذنب في طريقي بس كل ده كان عن جهل، مكنتش متعمد، والواحد ياما بيغلط، أنا مش ملاك يعني ، بس لما كبرت كان كل همي ولادي ومبقاش يفرق معايا غيرهم ! أنا لو كنت أب أناني بطبعي وعايش لنفسي كنت اتجوزت بعد نادية عشرين واحدة، لكن أنا حطيت ولادي قدامي هدف وبسعى عشانهم طول الوقت، وأهو انت شايف من يوم ما انت جيت أنا بحاول أعمل إيه علشان أحابي عليكم ولما بشوفك مع عمر ببقا سعيد ومرتاح لأن ده هدفي ، ان ولاد سالم مرسال يكونوا واحد، يكونوا مع بعض ومحدش يقدر يفرقهم ، لكن هعمل إيه…
قالها بنبرة يائسة، فاقترب حسن ووضع كفه على يد والده وقال:
ـ متعملش حاجة يا حج، أنا اللي هعمل. أوعدك، والوعد ده دين في رقبتي طول مانا عايش. أنا واخواتي هنكون زي ما أنت بتحلم. ولاد سالم مرسال هيكونوا واحد ومحدش هيقدر يفرقهم.
نظر إليه سالم متأثرًا، ثم أسند يده على كتف حسن وضغط عليه قائلاً:
ـ أنا واثق إنك قد الوعد ده. ومطمن إني حتى لو مت، إنت اللي هتجمع شمل العيلة دي يا حسن!
ابتسم حسن بفخر لهذا التكليف، وشعر بأن والده يرى فيه ما يستحقه، بينما تابع سالم بنبرة متأثرة:
ـ كل ما أبص لك، وأشوفك شبهي إزاي، أكتر من كل إخواتك. طريقة كلامك وتفكيرك وحتى نظراتك... أقول الله يسامحك يا عيشة، حرمتيني منه ٣٣ سنة، وأنا كنت في أشدّ الحاجة ليه.
أصاب الهدف، لأن حسن بالفعل شعر في تلك اللحظة بالضيق من والدته، وتذكر كيف كانت ظالمة بحقه وحرمته أب كهذا، ولكنه تجاوز ضيقه ووضع يده على يد والده المسنودة على كتفه وقال بنبرة أرادها أن تكون أكثر انفتاحا :
ـ اللي راح راح يا باشا، خلينا في اللي جاي .
وأضاف مازحًا:
ـ بعون الله اللي جاي شديد، لأن اللي فات كان تمهيد!
ضحك سالم ضحكة نادرة، ثم سأله بحماس:
ـ إيه هو اللي جاي بقى؟
رد حسن:
ـ نخرج بس من هنا بالسلامة، وندخل في الجد على طول. فكرت في كذا مشروع، كلهم أجمد من بعض، وهينقلوني نقلة تانية خالص. بس الأول نطمن عليك.
أومأ سالم مرحبًا، فنهض حسن وقال:
ـ ودلوقتي خليني أساعدك تغيّر هدومك علشان هنمشي وترجع تنوّر بيتك.
وفعلًا، ساعده على تبديل ملابسه، ثم رافقه إلى الخارج حيث سيارته، وعاد الجميع إلى الفيلا، وتبعتهم الممرضة التي لم يعرف سالم بأمرها بعد .
༺═────────────────═༻
بعد وصولهم إلى الڤيلا ، ساعد حسن والده للوصول إلى غرفته، وجلس بجواره وقال :
ـ حمد الله على السلامة يا حج، نورت بيتك .
ـ منور بيك يا حسن ..
قالها سالم متعمدًا أن تصل إلى مسامع نادية التي تقف بالجوار، وتطالعه شزرًا، ثم قالت بنبرة حاولت أن تبدو هادئة، لكنها تخفي ما بها من سمٌ دفين:
ـ يا ترى الممرضة اللي جبتها دي يا حسن هتعرف تقوم بشغلها؟ أعتقد لو كنت سمعت كلامي وجبت ممرض كان أفضل .
ـ ممرضة إيه ؟!
تساءل سالم بتعجب.. فهمّت نادية بالإجابة ولكن حسن بادر قائلا :
ـ دي الممرضة اللي كانت بتتاابعك يا حج وانت في المستشفى ، الدكتور اقترح إننا نجيب ممرضة تتابع حالتك على مدار اليوم وأنا قلت نجيب الممرضة اللي عارفة حالتك بحيث تبقا فاهمة هتعمل إيه !
أومأ سالم موافقًا بصمت ، في حين رمقته نادية بصدمة، هل هذا فحسب؟! ألن يثور؟ لن يعترض؟ لن يوبخه كما كان يفعل دومًا مع أولاده، ويخبره أنه لا يوضع أمام الأمر الواقع أبدا وأنه لا يحب المفاجآت وأن كل حجر يوضع في البيت بأمره هو فقط !!!
تنهدت بضيق، وغادرت غرفة سالم ومنها إلى غرفتها وهي تشعر بالحنق وقد بلغ أعلى مستوياته لديها، بينما نظر سالم إلى حسن بنظرة جدية وقال :
ـ تاني مرة تاخد رأيي في أي شيء مهما كان صغير أو مش مهم يا حسن، أنا مبحبش المفاجآت .
تدارك حسن خطأه على الفور، وأومأ وهو ينظر إلى والده قائلا:
ـ حقك عليا يا حج.. أنا بس من قلقي عليك مفكرتش.
أومأ سالم متفهما وقال:
ـ حصل خير، أنا عاوز أتكلم مع زينب.. ناديلي عليها.
أومأ حسن موافقا، وغادر الغرفة، توجه حيث غرفة عمر، طرق الباب ودخل ولكنه لم يجده، فتنهد بحيرة، وقام بالاتصال به على الفور، ولكن هاتفه كان مغلقًا .
نزل إلى الطابق السفلي، أطل برأسه من باب المطبخ لأول مرة منذ قدومه إلى الڤيلا، ليجد فتاتين في عمر الشباب تقفان بجوار زينب، فطالعهما سريعا ثم أطلق صفيرا استدعى به زينب فنظرت إليه وقالت:
ـ تؤمر بحاجة يا حسن بيه ؟
أجابها وهو يمرر يده على ذقنه بعبث ويقول:
ـ ميؤمرش عليك ظالم يا جميل ..
ابتسمت بود ظاهر، فأشار برأسه نحو الأعلى وقال مازحًا:
ـ الباشا يستدعيكِ للأهمية .
وتركها وخرج، فصعدت إلى غرفة سالم على الفور وقلبها يطرق جدران صدرها من التوتر.
***
طرقت الباب ودخلت، فوجدته ممددًا على الفراش، وقفت أمامه مطرقةً برأسها أرضًا فقال:
ـ اقعدي يا زينب.
تعجبت أمره، ولكنها سحبت المقعد المجاور وجلست، فنظر إليها مطولا ، وطالت نظرته قبل أن يقول:
ـ عاوزك تكلمي نغم، شوفيها لو محتاجة فلوس ولا حاجة، أكيد بعد ما فريد سافر هي مش هتلاقي تصرف ولا هتعرف تعيش، أي نعم هو سايبلها بيت وجايب لها عربية بس بردو.. واجي علينا نقف جنبها، مهما كان تكرم لاجل عيشة الله يرحمها .
أومأت زينب بصمت، فتابع:
ـ ونسيم.. كلميها واطمني عليها، جايز جوزها مزعلها ولا حاجة، حسن قال انه مش عارف يوصلها، اطمني منها حياتها ماشية إزاي.. بيفكروا في إيه.. بيخططوا لإيه.. لازم أكون مطمن عليها خصوصا إن جوزها مش سهل أبدا .
أومأت موافقة بالرغم من أنها لن تنفذ ما قاله بالحرف ولكنها أومأت. فتابع :
ـ من حين للتاني كلمي فريد بردو، هو بيحبك وبيفتح لك قلبه دايما.. مش عاوزه يحس إنه لوحده.. وفي نفس الوقت عرفيه إنه غلط في أخوه ولازم يعتذر له.
أومأت مؤيدة حديثه، فتنهد ثم قال:
ـ أنا مش ناوي أكلمه دلوقتي ، لازم يحس بغلطه ويعرف إنه ميتغفرش بسهولة كده .
ـ تحت أمرك يا سالم باشا.
نظر إليها مطولا ، ثم تنهد وقال :
ـ لما نكون لوحدنا بلاش تقوليلي يا باشا..
نظرت إليه بصدمة فقال :
ـ أنا عارف إنك مستغربة، وأنا كمان مستغرب نفسي، بس خايف..
نظرت إليه بتعجب، فاستطرد قوله:
ـ لما تعبت شفت كابوس مرعب.. حد كان بيحاول يموتني، حسيت إني خلاص هموت، خفت أوي.. أول مرة أحس بالخوف.. خفت أموت وأسيب ولادي بياكلوا في بعض، خفت عليهم وخفت كل اللي عشت أبنيه يتهد فجأة .. عشان كده عاوز أوصيكي .. لأني عارف إنك انتي الوحيدة اللي بتحبيهم من قلبك وبتعتبريهم ولادك.. لو مت ، فريد وعمر وحسن ونسيم في أمانتك يا زينب .
التمعت عيناها بالدموع، فابتلع ريقه بوهن وقال بصوت خافت :
ـ لو مت.. لازم يعرفوا إنك أختي !! لو مت .. انتي هتكوني الكبيرة بتاعتهم وتجمعيهم، هتكملي اللي بدأته، لازم زمام العيلة يفضل في ايد واحدة يا زينب و إلا كل واحد منهم هيروح في طريق !
سقطت دمعاتها تباعا فقال:
ـ اعتبري دي وصيتي ليكي .
أومأت موافقة بصمت، فتنحنح يجلي حلقه، ثم تابع:
ـ لو مت.. كل شيء يخصك ويثبت إنك بنت عبدالعظيم مرسال في السرايا هناك في العزبة، هتلاقيه في الخزنة في الاوضة بتاعت الباشا الكبير ، ووقتها نادر هيساعدك تثبتي ده بسهولة .
ـ ربنا يطول في عمرك يا باشا.
هز رأسه وأردف:
ـ محدش ضامن عمره، لازم الواحد يعمل حساب يوم مش هيكون موجود فيه . أنا كده اطمنت .
وتنهد وقد بدا عليه الضيق، ثم زفر وتابع :
ـ بالنسبة للمرضة الجديدة.. جهزي لها الاوضة اللي كانت فيها نغم .
أومأت بطاعة فقال:
ـ وممنوع تدخل هنا غير للضرورة، وقت العلاج ولو هتقيس الضغط بس .. أنا مش ناقص وجع دماغ .
نهضت، وهزت رأسها مجددا وقالت:
ـ اللي تؤمر بيه يا باشا، عن اذنك .
غادرت الغرفة، بينما ظل هو يرمقها بعينيه في حيرة، لا يدري هل ما فعله صوابا أم خطأا.
كل ما يعرفه أنه كان يرغب في أن يوكل مهمة جمع شمل العائلة إلى شخص يهمه الأمر، وللأسف لم يجد سواها.. وهو على استعداد لفعل اي شيء يصب في مصلحة العائلة .
༺═────────────────═༻
استيقظت نسيم من نومها فلم تجد عاصم إلى جوارها، فانتهزت غيابه فرصة لتبحث عن هاتفها الذي كانت قد أهملته طوال اليومين السابقين. كانت تنوي الاتصال بفريد وعمر، فهي تعلم أن عاصم – وإن لم يمنعها صراحة – يسعى إلى إبعادها عنهما بحيله الماكرة، والتي، وللعجب، تستجيب لها بكامل رضاها وبكل ما تملكه من مشاعر.
وبعد لحظات من التفتيش، عثرت على الهاتف، وما إن فتحته حتى بادرت بالاتصال بفريد مباشرة. لم تمضِ ثوانٍ حتى أجاب، وقد بدا صوته مفعمًا بالقلق:
ـ نسيم انتي كويسة؟! قافلة تليفونك ليه؟! في حاجة حصلت؟!
ـ أنا كويسة يا فريد، متقلقش يا حبيبي..
قاطعها زافرًا بتوتر واضح:
ـ مش عاوزاني أقلق إزاي وانتي بقالك يومين مختفية تمامًا؟! قوليلي بجد.. في حاجة ومخبياها عليّا؟!
ابتسمت بخفة، وهي تسند رأسها إلى راحة يدها، ثم أجابته برقة:
ـ والله أنا كويسة وزي الفل كمان، معلش نسيت إن الموبايل مقفول، بس أنا تمام، المهم إنت؟
تنفس باضطراب ظاهر، فبادرت بسؤاله باهتمام:
ـ مالك؟!
وهنا انفجر أخيرًا وكأنه كان ينتظر منها السؤال:
ـ مش عارف مالي، أنا مبقيتش عارف حاجة خالص، كل حاجة بتقف ف النص، كل حاجة ماشية زي الزفت، أنا تعبان ومحبط ومش طايق نفسي!
ظهرت ملامح الصدمة والقلق على وجهها، وسألته بهدوء:
ـ طيب واحدة واحدة.. قوللي الأول إيه حصل يومها مع نغم.
بمجرد أن سمع اسمها، شعر بانقباض حاد في صدره، كأن الدنيا ضاقت عليه، وكأن الهواء قد انحسر من حوله، فأجاب بصوت متهدج:
ـ "نغم!"
ثم تابع بنبرة هزيلة مهزومة:
ـ أنا مش عارف نغم بتعمل فيّا ليه كده؟! المشكلة إني عارف إنها مستحيل تبعد إلا لو في حاجة حصلت، بس أنا قلت لها مليون مرة.. مهما حصل أنا معاكي وبحبك.. بتستسهل كل مرة وتبعد من غير شرح، وتسيبني أنا لدماغي، وهي عارفة إن دي أكتر حاجة بكرهها.
تنهدت نسيم بأسى وضيق، وسألته:
ـ طيب ما حاولتش تتكلم معاها تاني؟ جايز تكون خدت وقتها وجاهزة دلوقتي تحكيلك.
أجاب بإحباط:
ـ محاولتش ومش هحاول، أنا حاليًا مفيش عندي طاقة لأي حاجة، أنا بقيت حاسس إن حتى النفس اللي بتنفسه تقيل عليا.
كانت تستمع إليه بقلب مثقل، تعلم أن فريد لا يصل لهذه الحالة بسهولة، وحين يصل، يصعب انتشاله منها ببضع كلمات.
ـ طيب أنا هكلمها، وهحاول أفهم منها اللي حصل.
ـ مش هتحكيلك!
قطبت جبينها في دهشة وسألته:
ـ ليه؟! معقول لسه زعلانة مني؟!
ـ "طمش قصة زعل، لو كانت ناوية تحكي كانت قالت لي أنا، وبما إنها مصممة تسكت، فأنا متأكد مش هتحكي لأي حد.
ـ طيب وبعدين؟ ناوي على إيه؟
صمت قليلًا، ثم مسح وجهه بضيق قائلاً:
ـ مش عارف يا نسيم، أنا حاسس إني تايه، مش قادر أحسب خطواتي الجاية، حاسس إني متشتت في مليون اتجاه ومش متظبط..
ثم زفر تنهيدة طويلة وقال بصوت مكسور:
ـ أنا محتاج نغم.
ضاق صدرها وهي تسمعه، وراودها شعور بالعجز، لأنها لطالما كانت تجد فيه القوة والمساعدة، أما الآن فهي لا تملك له شيئًا.
ـ إن شاء الله المشكلة تتحل في أقرب وقت يا فريد، وأنا هحاول أكلمها، جايز تتكلم معايا ونعرف إيه اللي حصل.
أومأ بفتور، يعلم أنها محاولة قد لا تُجدي، لكنه لن يمنعها. ثم قال:
ـ ربنا ييسر.
ـ إن شاء الله..
وصمتت للحظة، ثم أضافت:
ـ أنا مسافرة مع عاصم كوبا النهارده، الطيارة الساعة ٢.
تعجب، لكنه لم فقال بهدوء:
ـ توصلوا بالسلامة إن شاء الله، خلي بالك من نفسك وابقي طمنيني عليكي لما توصلي.
ـ حاضر.. مش بتكلم عمر؟!
زفر بضيق عند سماع اسمه وقال:
ـ كلمته، مش بيرد، هكلمه تاني دلوقتي…
ـ تمام.. ربنا معاك يا حبيبي ويهدّي لك بالك.
ابتسم بهدوء، ثم قال:
ـ آمين.. يلا أسيبك دلوقتي تجهزي، وهستناكي تطمنيني أكيد.
ـ حاضر، مع السلامة.
أنهت نسيم الاتصال، ثم حاولت الاتصال بعمر، لكنه لم يُجب. فعادت لتجرب حظها مع نغم، ولم تمضِ سوى لحظات حتى جاءها صوتها عبر الهاتف، مرتجفًا:
ــ نسيم.. أنا عاوزة أشوفك، عاوزة أتكلم معاكي ضروري.
في تلك اللحظة، دخل عاصم إلى الغرفة، وتقدّم منها وجلس إلى جوارها، ثم أحاط خصرها بذراعه ليقربها منه، غير أنها كانت تحاول أن تبتعد قليلاً لتتحدث بحرية.
ــ نغم، انتي كويسة؟
كان البكاء جليًا في صوت نغم، حدّ الانهيار، وقالت بصوت متهدج:
ــ لأ.. أنا مش كويسة أبدًا، أنا محتاجة أتكلم معاكي.
ــ حاضر يا حبيبتي.. اهدي، وأنا حالًا هجهز وهجيلك.
نظر إليها عاصم باستفهام، فأشارت إليه أن يصمت، ثم تابعت عبر الهاتف:
ــ قوليلي، أجيلك البيت ولا نتقابل بره؟
ــ أنا تعبانة ومش قادرة أخرج، لو ينفع تجيلي البيت...
ــ حاضر... مسافة السكة وهكون عندك.
وما إن أنهت نسيم الاتصال، حتى سارع عاصم إلى الحديث بنبرة معاتبة:
ــ سيادتك رايحة فين؟
فأجابته وهي ترفع حاجبها مقلّدةً طريقته المعتادة:
ــ سيادتك كنت فين؟
قال وهو يزفر: ـ
ـ متجاوبيش سؤالي بسؤال، رايحة فين انتي؟ هو مش في زفت طيارة كمان ساعتين؟
تنهدت مطولًا ثم قالت بوضوح:
ــ نغم عاوزة تشوفني، زي ما سمعت كده.
ــ وأنا مالي؟!
رمقته بضيق وردّت:
ــ وانت مالك إيه؟ هو أنا قلت لك تعالى معايا!
زفر بضيق واضح، ثم قال بانفعال:
ــ مش هتروحي يا نسيم، المفروض دلوقتي إننا هنتحرك على المطار، لو اتأخرنا نص ساعة الرحلة كلها راحت!
ــ نحجز غيرها يا عاصم. مش هينفع نغم تبقى محتاجاني وأقولها أنا مسافرة مش هعرف أجيلك!
أخذ ينظر إليها مطولًا، يقضم شفته في محاولة لكبح غضبه، ثم قال ببرود:
ــ تمام… اللي تشوفيه.
غادر الغرفة وهي تتنهد بضيق، تشعر بثقل قراراتها، لكنها تعلم في قرارة نفسها أنها لن تترك نغم في هذا الوقت مهما كان الثمن. فهي تحمل لها الكثير، ويكفي أنها من أنقذ حياتها ذات يوم حين تبرعت لها بدمها.
نهضت سريعًا وبدلت ملابسها، وما إن خرجت حتى وجدته واقفًا عند الباب، وقد فهمت من نظرته أنه سيقلّها بنفسه. فتبعته دون كلمات، واستقلا السيارة معًا في صمتٍ ثقيل.
لم يسألها عن العنوان، بل اتخذ طريقه مباشرة نحو المجمع السكني الذي يقطن فيه فريد ونغم، مما جعلها تتأكد من أنه يعرف كل شيء عن فريد بالفعل.
توقف أمام المنزل بعد قليل، وقال دون أن يلتفت إليها: ــ خدي وقتك، ولما تخلصي معاها رنيلي وأنا هاجي آخدك.
نظرت إليه وابتسمت، ثم اقتربت منه وطبعَت قبلةً دافئة على خده وقالت بامتنان:
ــ شكراً يا حبيبي.
كانت على وشك مغادرة السيارة، لكنه استوقفها فجأة، وضغط على ذراعها برفق وقال بنبرة جادة:
ــ مسمعتش؟
ابتسمت بخفوت وردّت:
ــ شكراً يا حبيبي، ربنا يخليك ليا.
ابتسم، ثم طبع قبلة شغوفة على جبينها وهمس وهو يحدق في عينيها:
ــ خدي بالك إنك لازم تكافئيني مكافأة كبيرة جدًا على جدعنتي معاكي دي...
ضحكت وأشارت إلى عينيها قائلة:
ــ من عينيّا يا عصومي.
ترجلت من السيارة مسرعة، بينما كان هو يراقبها بدهشة، وقد رفع حاجبيه وقال ساخرًا لنفسه:
ــ حبيبي.وعصومي... في يوم واحد؟! ربنا يلطف بيا.
—
رنت جرس الباب، ففتحت نغم وقد بدت شاحبة، وكأنها بعثت من الموت، ما إن رأت نسيم حتى عانقتها وأسندت رأسها على كتفها وأجهشت بالبكاء.
كان بكاؤها مكتومًا في البداية، كأنها تخجل من الانهيار، ثم انفجرت شهقاتها واحدة تلو الأخرى، كأنها تحررت من قيد طويل.
ربتت نسيم على ظهرها، وهمست:
ـ أنا جنبك يا نغم، اهدي، قوليلي مالك؟
هزّت نغم رأسها بالنفي، غير قادرة على النطق، فقط تزداد بكاءً كلما حاولت التحدث.
أدخلتها نسيم برفق، جلستا على الأريكة، وسكبت لها كوب ماء، ثم ناولتها منديلاً ومسحت دموعها.
همست نسيم من جديد، بنبرة امتزج فيها الحنان بالحزم:
ـ نغم، اهدي علشان خاطري وقوليلي إيه سبب الحالة اللي انتي فيها دي؟! انتي متدمرة، وفريد كمان منهار…
ابتعدت نغم عنها فجأة، وحدّقت في عينيها باستفهام ولهفة:
ـ انتي بتكلمي فريد؟
أومأت نسيم برأسها وهي تمسح دموعها وقالت بهدوء:
ـ كلمته من شوية، حاله مش بعيد عن حالك كتير… ممكن بقى تقوليلي عملتي ليه كده؟ المفروض إنكوا كنتوا كويسين وبتحتفلوا بعيد ميلادك، إيه اللي قلب الحال فجأة كده؟
ظلّت نغم صامتة، عاجزة عن التفوّه بأي كلمة، وهي تدرك في قرارة نفسها أن نسيم إن علمت بالحقيقة، فلن تتردد في إخبار فريد، وهذا ما تخشاه.
وكأن نسيم قرأت ما يدور في خلدها، فبادرتها بلطف وهي تمسك بيدها لتطمئنها:
ـ متخافيش يا نغم، والله العظيم مش هقول لفريد ولا كلمة… بس فضفضي معايا، طلعي اللي جواكي.
الآن فقط، وبعد أن هدأت مخاوفها من تلك الناحية، تساءلت في داخلها إن كانت تملك الشجاعة لمواجهة نسيم بالحقيقة… أيّ حقيقة؟! أنها سرقت، وأن هناك فيديو يفضحها؟! وأن من يبتزها ليس غريبًا، بل والدها؟! وهل تخبرها أن شقيقها، الذي بدأت علاقتها به تتحسن، هو من دلّها على هذا الطريق أصلًا؟!
تنهدت نسيم وهي تلاحظ صمت نغم المطبق، ثم قالت في محاولة أخيرة لتحريكها:
ـ زي ما فريد قال.
رفعت نغم رأسها على الفور، وقد ارتسمت على ملامحها لهفة حقيقية لمجرد سماع اسمه، وسألت بتعجّل:
ـ قال إيه؟!
أجابت نسيم، وعيناها تتأملان ملامحها التي هزّها الشوق والانكسار:
ـ قال إنك مش هتحكيلي حاجة.
شرود غريب تسلّل إلى نغم، تمنت في تلك اللحظة لو أنها تخبرها بكل شيء قاله عنها، كل كلمة، كل حرف… كانت بحاجة لسماع أي شيء يخصّه، يُطمئن قلبها القَلِق.
ـ وقالك إيه كمان؟
نظرت إليها نسيم نظرة مليئة بالشفقة وقالت:
ـ قال إنه محتاجلك يا نغم… محتاجلك زي ما انتي محتاجاه دلوقتي وبتكابري.
أغمضت نغم عينيها، وارتجف جفناها كأنما يحاولان حبس الدموع عن السقوط… لكنها لم تكن تملك أكثر من دموعها في تلك اللحظة.
انهمرت دمعة حارّة من طرف عين نغم، سقطت على وجنتها في صمت، لكنها حملت في أعماقها كل ما عجز لسانها عن التعبير عنه.
ثم التفتت إلى نسيم، وأمسكت بكفها برجاء قائلة:
ـ أنا عاوزة أسمع صوته، علشان خاطري يا نسيم.
نظرت إليها نسيم بأسى عميق، تتمنى لو تسعفها، ولكنها حائرة؛ إن اتصلت بفريد الآن قد يثير الأمر شكّه، لكنها قررت المجازفة، فأمسكت هاتفها واتصلت به.
كل رنّة كانت تمزق قلب نغم الذي أرهقه الانتظار، إلى أن جاءها صوته من الطرف الآخر، هادئًا متعبًا:
ـ أيوه يا نسيم...
شهقت نغم بصمت، وارتعشت يدها وهي تمسك بكف نسيم، بينما تحاول نسيم جهدها أن تجد كلمات مناسبة، تجمع بين الطمأنينة لفريد والسكينة لنغم.
ـ نسيم؟
كرر فريد مناديًا بصوت متسائل، فأجابته أخيرًا بصوت مرتبك:
ـ أيوه يا فريد...
استشعر فريد ارتباكها، فسأل بتوجّس:
ـ أيوه أنا معاكي... عاوزة تقولي حاجة؟
ـ آآ... كنت عاوزة أقولك إني مش مسافرة خلاص... أجلناها.
ـ ليه؟ حصل حاجة ولا إيه؟
ـ لا خالص... شوية لخبطه في مواعيد عاصم، فقررنا نأجل الرحلة. قلت أطمنك، خصوصًا إنك طلبت ده.
ـ تمام يا نسومة، لعله خير يا حبيبتي.
ـ أكيد إن شاء الله...
سادت لحظة صمت، كاد يُنهي المكالمة، لكن شيئًا ما أوقفه، تردّد، ثم سألها وقد خُيّل إليه أنه سمع نهنهة بعيدة:
ـ نسيم... انتي رحتي لنغم؟
أشارت نغم سريعًا برأسها أن لا، فأجابت نسيم:
ـ لأ، لسه... بس هروح لها أكيد.
زفر فريد تنهيدة خافتة، ثم قال:
ـ تمام... ربنا معاكي.
وأنهت الاتصال.
فما إن أغلقت الخط حتى انفجرت نغم في بكاءٍ مرير، اقتربت منها نسيم وأحاطتها بذراعها، وهمست لها بحنانٍ ممزوج بعِتابٍ محبّ:
ـ لو بس تفهميني بتعملي كده ليه في نفسك... صدقيني، كل حاجة ليها حل، والمشكلة أول ما نحكيها بنكون حلّينا نصها. إنما السكات ده مش في صالحك، ولا في صالح فريد.
لم تنطق نغم بكلمة، فعلمت نسيم أن الحديث ليس ما تحتاجه الآن، بل كتف تستند إليه وتفرغ فوقه أحزانها. فآثرت الصمت، واكتفت بأن تضمها إليها في صبر، تُصغي لأنينها تارة، ولهمساتها عنه تارة أخرى، ولصوت بكائها الذي لم ينقطع تارة أخرى.
وظلت كذلك حتى قارب النهار على الانتصاف، حينها اضطرت إلى المغادرة، فاتصلت بعاصم، فحضر ليقلّها بسيارته.
وما إن جلست بجانبه، حتى اندفعت إلى صدره تعانقه بحرارة، فابتسم وهو يضمها وقال بمزاح خفيف:
ـ ده حضن عابر ولا داخل ضمن بند المكافأة؟
أجابت بلوعة صادقة وهي لا تزال بين ذراعيه:
ـ مش قادرة أتخيّل إني ممكن أبعد عنك، أو في يوم يكون كل اللي بملكه إني أسمع صوتك من بعيد لبعيد ، ربنا ميحرمنيش منك أبدًا.
ضمّها إليه أكثر، تنشّق نسيمها بعمق، ثم قبّل جبينها، وقال:
ـ عمري ما هسيبك تبعدي عني أبدا، الموت عليا أهون من إنك متكونيش معايا .
ابتعدت قليلًا وهي تنظر إليه بعينين مفزوعتين وتقول:
ـ بعد الشر عليك، أرجوك متقولش كداا تاني .
ابتسم وربت على رأسها بحنان، ثم فتح درج التابلوه وأخرج تذكرتين، ناولهما لها، فنظرت إليهما بدهشة تحولت سريعًا إلى فرحة طفولية، وهتفت:
ـ سينما!!
أومأ وهو يبتسم وقال:
ـ بما إن السفر اتأجل، قولت نعمل أي حاجة في يومك اللي مش فايت ده .
ضحكت عاليًا، وأخذت تنظر إليه بامتنان كطفلة تتلقى هدية طال انتظارها، ثم همست بدهشة سعيدة:
ـ دي أول مرة أدخل فيها سينما!
تهلّل وجهه بالفرح، وسُرّ في أعماقه أنه أول من يصطحبها في تجربة كهذه، فابتسم وقال برقة:
ـ عاوزك تقوليلي على كل حاجة نفسك تعمليها، ونعملها سوا .. مش عاوزك نفسك في حاجة أبدا وانتي معايا .
أومأت بحماس، وسرعان ما قالت:
ـ نروح ملاهي!
ضحك وهز رأسه موافقًا، فأردفت وهي تعدّ على أصابعها:
ـ ونتمشى على الكورنيش.. وآكل درة مشوي!
زمّ شفتيه بابتسامة وقال ممازحًا:
ـ القناعة كنز لا يفنى فعلًا..
تابعت وهي تغمض عينيها لحظة تفكير ثم فتحتها بحماسة:
ـ نفسي نعمل Day-use في شرم أو دهب!
هز رأسه بإعجاب، وأومأ قائلاً:
ـ فكرة حلوة جدًا..
لم تتوقف، بل قالت بابتسامة تتسع كلما خرجت فكرة جديدة من فمها:
ـ وعاوزة كمان أروح سفاري، وأركب خيل، وأجرب التخييم في الجبل.. ونقضي ليلة في مكان كله نجوم!
ضحك، ثم أمسك يدها وقال:
ـ اعتبري كل ده حصل خلاص.. أحلامك أوامر يا نسيم هانم.
نظرت إليه بنظرة ممتنة وقالت بصوت ناعم:
ـ ربنا يخليك ليا .
التقط يدها، وقبلها بحب صادق وقال:
ـ ويخليكي ليا يا روحي.
༺═──────────═༻
#يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني من هنااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق