رواية عشق الروح الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم نور عزام
رواية عشق الروح الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم نور عزام
الحلقة الثالثة و العشرون
-آدم سافر يا آسيا .. و قبل ما يركب الطياره وصاني اقول لك حاجه .. انا كنت هكلمك بس انتي سبقتي و اتصلتي
صمت قليلاً كأنه يمهلها الفرصه ليجعلها تستوعب ما يقول
تحدث ثانيه بصوت حاول جاهداً ان يضفي عليه الهدوء
بيقول لك..
"-انتي خلاص مبقتيش ليه و مش هتكوني لغيره"
ظلت صامته .. مذهوله .. لا تصدق ما تسمعه
تركها .. سافر .. لم تصبح له .. لن تكون لغيره !!!
كيف ؟!!!!
هتفت فجأة بجنون
- سافر ازااااااااي ؟!!! و يعني ايه مبقتش ليه و مش هبقي لغيره دي ؟!!!!!
علي : و الله معرف يا آسيا هو اللي قال لي قول لها كده
آسيا ( بجنون) : علي قول لي انك بتضحك عليا .. قول لي ان ده مش حقيقي , قولي لي ان آدم مسافرش و سابني .. قووووووووول يا علي
علي ( بحزن) : للأسف هي دي الحقيقة , معرفنيش غير في اخر لحظة , ملحقتش امنعه
من صدمتها باتت تهزي كلام غير مفهوم و هي تبكي و تضحك في آن واحد !!
علي ( بقلق ) : آسيا .. آسياااا اهديييي و فوقيييي الله يخليكي انا مش ناقص
آسيا ( ببكاء ) : يعني كده خلاص ؟!!!
سابني و كمان حكم عليا مبقاش لغيره ؟!!!!!
صرخت بغضب
-انا مشفتش في حياتي حد , سلبي و اناني و ضعيف اكتر منه
علي : معذور يا آسيا , متظلويهوش انتي كمان , انتي متعرفيش هو كان متعلق بأهله ازاي و حصل له ايه بعد الحادثه , موتهم مأثر فيه فوق ما تتخيلي و مش بينسي و مش بيبطل يحمل نفسه الذنب , آدم تعبان اوي يا آسيا فوق ما اي حد ممكن يتصور
آسيا ( بغضب و بكاء ) : و هو مظلمنيش ؟!!!! لما خلاني احبه و علقني بيه و بعدين سابني مظلمنيش ؟؟؟؟!!! لما يحكم عليا ان مبقاش ليه و لا كمان لغيره مظلمنيش ؟!!! لو هو تعبان انا بموووت يا علي , انا عمري ما هسامحه علي اللي عمله فيا ده ابداً , لما هو مش عاوز يعيش حياته و مش عاوز يبقي سعيد و مش قادر ينسي , كان دخل في حياتي لييييييه ؟!!!! علقني بيه ليه ؟!!!! خلاني احبه لييييه ؟!!!
صمتت قليلاً و تابعت بحرقه
- حرام عليه و الله العظيم حرام عليه
علي ( بحزن) : انا مش عارف اقول لك ايه , انتوا الاتنين صعبانين عليا اوي , يا ريت كان في ايدي حاجه اعملها و يا ريت كنت قدرت امنعه
مقاليش اي حاجه غير قبل معاد الطيارة بساعه , روحت له جري علي المطار بس مقدرتش امنعه
ساب لي موبايله و مفاتيح الفيلا و الصيدليه و كل حاجة تخصه هنا و قال لي انه تعبان , تعبان و محتاج يبعد
قال لي ان وجوده في حياتك مسببلكيش غير الحزن و التعاسه
آسيا ( بسخريه ) : و لما يسيبني و يسافر كده هيخليني ابقي مبسوطة و سعيده مش كده ؟!!
هو سافر فين يا علي ؟؟
علي (بهدوء) : لندن
آسيا ( بألم) : و مقلكش راجع امتي ؟؟؟
صمت .. لا يدري بماذا يُجيب , ألمها كثيراً و لا يستطيع يؤلمها اكثر
آسيا ( بدموع) : ايه مش راجع ؟!!
علي : معرفش يا آسيا , مقليش حاجه و لما سألته مسافر ليه و راجع امتي مجاوبنيش , كل اللي قاله انه تعبان و محتاج يبعد
صمتت تماماً و لم يسمع سوي صوت انفاسها المتسارعه من هول الصدمه و الانفعال
علي (بقلق) : آسيا انتي كويسه ؟؟؟
آسيا ( بخفوت ) : كويسه يا علي , انا لازم اقفل دلوقتي
اغلقت الخط دون ان تمهله فرصه للرد
ارتمت فوق فراشها تبكي بحرقه
لا تُصدق انه تخلي عنها بهذة البساطه !
ظهر فجأه و اختفي فجأه !!
كيف ستصبح حياتها من دونه ؟!! كيف لآسيا ان تكون بلا آدم ؟!!!
ارتفع صوت بكاءها الي درجه مُفزعه
اسرع اليها والدها و والدتها , وجودها منكبه علي وجهها تبكي و تشهق الي ان كادت تختنق
سمية ( بفزع ) : بسم الله الرحمن الرحيم .. مالك يا بنتي ؟!!!
صلاح : روحي هاتي لها كوبايه مايه
اسرعت سميه و احضرت لها كوب من الماء
احتضنها والدها يشده
سميه : خدي يا آسيا اشربي , اهدي و اشربي يا حبيبتي متوجعيش قلبي عليكي اكتر من كده
ظلت تبكي و تبكي الي ان غابت عن الوعي
سمية ( بصراخ ) : بنتيييييييي
صلاح : هقوم اتصل بالدكتور بسرعه
بعد اقل من نصف ساعه , وصل الطبيب
بعد الكشف عليها
- عندها صدمه عصبيه حاده , عملت لها خرس مؤقت
سمية ( بصدمة ) : يا لااااهوي !!! خرس !!!!
الطبيب : ده حاله مؤقته بس , اهم حاجه تبعدوها عن اي حاجه ممكن تضايقها او تخليها تنفعل و يا ريت تاخدوها تغير جو في اي مكان , ده هيساعدها كتير ان حالتها تتحسن
انا دلوقتي اديت لها مهدئ و هتنام للصبح
صلاح : يعني الحاله دي هتستمر قد ايه يا دكتور ؟؟؟
الطبيب : مقدرش احدد , كل ده متوقف علي حالتها النفسيه , اهم حاجه الراحه و البُعد عن اي حاجه ممكن تضايقها
سمية ( ببكاء ) : و الله احنا ما نعرف ايه اللي ضايقها وصلها لكده اصلاً عشان نبعدها عنه
صلاح : خلاص يا سمية
شكر الطبيب و اوصله الي الباب
و عاد الي غرفه آسيا وجد سمية تجلس علي الفراش بجوارها و هي تبكي
سمية (ببكاء) : بنتي جري لها ايه يا صلاح , ليه بيحصل فيها كده
صلاح : استغفري ربنا و ادعي لها
سمية : استغفر الله العظيم يا رب , ربنا يقومك بالسلامه يا حبيبتي
صلاح : متعرفيش حصل ايه وصلها لكده ؟؟
سمية : والله ابداً , كانت كويسة و زي الفل , بس بقالها اسبوع متغيره و دايماً قاعده لوحدها و كل ما اقولها مالك , تقول لي مفيش حاجه انا كويسه
صلاح : استغفر الله العظيم يا رب , البنت دي مالها بس , شويه تبقي كويسة و شويه تتعب فجأة , الطف بينا يا رب
--------------------------------------------------
مر يومان ..
تحاول شروق الاتصال بآسيا باستمرار , و لا تجد رداً !
تسرب القلق الي قلبها
ارتدت ملابسها في عجله
شيرين : ايه ده انتي خارجه ؟!
شروق : اه , هروح لآسيا , بقالي يومين بكلمها و مش بترد عليا , قلبي مش مطمن , حاسه ان في حاجة
شيرين : طيب ما تكلميها علي البيت ؟؟؟
شروق : معرفش حاسه ان في حاجة , مش عاوزة اعرف من التليفون , هروح لها احسن
شيرين ( بتردد) : ايوة .. بس بابا ..
شروق : ماله ؟!
شيرين : لو جه و سأل عليكي اقوله روحتي فين ؟؟
شروق : قولي له روحت عند آسيا
شيرين : ما بلاش يا شروق عشان متحصلش مشاكل , طب كلمي أيمن قولي له الاول
شروق ( بغضب) : متجبيش سيرته تاني قدامي عشان بتعصب , انا رايحه و راجعه علي طول
سلام
خرجت من المنزل سريعاً
شيرين ( بقلق) : " ربنا يستر و متحصلش مشاكل تاني يا رب "
--------------------------------------------------
دقت جرس المنزل..
سمية : شروق , اهلاً يا حبيبتي
شروق (بقلق) : ازيك يا طنط ؟ و آسيا عامله ايه ؟؟ بقالي يومين بكلمها مش بترد !
سمية ( بتنهيده حزن ) : طيب ادخلي الاول
جلسوا في الصالون ..
شروق ( بقلق) : هو في ايه ؟؟؟!
سمية (بحزن) : آسيا حصلها خرس مؤقت و نفسيتها وحشه جداً
شروق ( بصدمه ) : ايه ؟!!! ليه ؟!!!!
سمية : و الله يا بنتي ما اعرف , فجأة سمعنا صوتها بتصرخ و تعيط , دخلنا عليها الاوضه و حاولنا نهديها مهديتش و اغم عليها , طلبنا لها الدكتور , قال ان عندها صدمه عصبيه عملت لها خرس مؤقت
شروق : لا اله الا الله !!! طيب محدش كلمني قالي ليه ؟!!
سمية : والله اتلخمنا فيها يا شروق و مكنتش فايقه و لا مركزه اقول لأي حد , حتي سميرة اختي متعرفش لحد دلوقتي
شروق : ممكن اشوفها طيب
سمية : اه طبعا يا حبيبتي , يا ريت تحاولي تهديها او تعرفي منها مالها او اي حاجه , آسيا محتاجه ليكي اوي دلوقتي يا شروق
شروق ( بحزن ) : و انا مش هسيبها خالص يا طنط , متقلقيش
--------------------------------------------------
دخلت الي غرفتها بهدوء
وجدتها مستلقيه فوق فراشها محدقه في الفراغ
جلست بجانبها و نادتها بصوت هامس
- آسيا
طنت انها لم تسمعها
نادتها مجدداً بصوت اكثر وضوحاً
- آسيا
التفتت لها ببطئ , الدموغ تغرق وجهها الجميل , عيونها العسليه ذابله , حُمره وجنتيها اختفت
الألم مرتسم علي وجهها بوضوح
شروق ( بصدمه) : ايه كل ده يا آسيا ؟!!!!!!! حصل ايه عشان ده كله ؟!!!!!!
لم تدري آسيا الا و هي ترتمي بين احضان صديقتها تبكي بعنف
و شروق قلبها يتمزق ألماً علي صديقه عمرها
حاولت تهدئتها ببعض الكلمات الهامسه في اذنها , ظلت تربت علي ظهرها بحنان , الي ان هدأت
اخرجتها من بين احضانها بهدوء و نظرت اليها
- حصل ايه يا آسيا ؟؟ ايه يا حبيبتي اللي يعمل فيكي كده ؟!! مفيش حاجه تستاهل كل ده !!
نظرت اليها بألم و الدموع تتسارع علي وجنتيها بلا توقف
شروق ( بخفوت) : آدم ؟؟
هزت رأسها بالايجاب
تنهدت بضيق
- عمل ايه تاني ؟! اجيب لك ورقه تكتبي لي ؟؟؟
هزت رأسها نفياً
- ما انا لازم اعرف ايه اللي حصل ؟! عمل فيكي ايه ؟!!
فتحت الدرج و اخرجت دفتر آسيا الوردي و ناولتها اياه
- خدي يا آسيا , اكتبي لي حصل ايه
امسكت بدفترها و اخذت تقلب بين صفحاته و الدموع تزداد و شهقاتها تعلو
تري ذكرياتها معه امام عينها من جديد , منذ ان تعرفت عليه اول مره الي اخر لقاء
كل ذكري لها معه كتبتها هنا , كل احساس شعرت به تجتهه يوماً , كل امنيه تمنتها
لم تستطع التحمل اكثر من ذلك
القت بالدفتر بعيداً و وضعت يدها فوق عينها و بكت بحرقه
ضمتها شروق مجدداً
- اهدي يا آسيا بقي , اهدي عشان خااطري , لو اعرف بس فيكي ايه ؟!!
ظلت تهدئها الي ان نامت بين احضانها
وضعت رأسها فوق الوساده برفق و احكمت الغطاء عليها
استقامت واقفه , اعادت الدفتر الي مكانه في الدرج و امسكت بهاتف آسيا , اخرجت منه رقم آدم و سجلته علي هاتفها
--------------------------------------------------
يجلس في مطعمه شارداً , حزيناً علي حال صديقه
سمع رنين هاتف آدم الموضوع امامه علي الطاوله
- يووووه انا نسيت اقفلك !
نظر الي الشاشه وجده رقماً غير مُسجل
رد بهدوء
- الو
- احم , السلام عليكم , آدم معايا ؟؟؟
علي : لا آدم مسافر , انا علي صاحبه
شروق ( بصدمه) : ايه ؟!! سافر !! سافر فين ؟!!!!
علي : مين معايا الاول ؟؟
شروق : اناا..انا شروق صاحبه آسيا
علي ( بتنهيده) : آدم سافر لندن
شروق : ليه ؟!! و ازاي يسيب آسيا كده ؟!! دي حالتها وحشه اوي من ساعه ما سافر , اكيد سفره ده اللي عمل فيها كده , هو مش راجع تاني ؟!!!
علي : وحده وحده بس و فهميني الاول آسيا حصل لها ايه ؟؟
شروق : لا ابداً حاجة بسيطة , صدمه عصبيه عملت لها خرس مؤقت , عشان صاحبك ينبسط
علي ( بصدمه) : ايه !! لا حول ولا قوه الا بالله
شروق ( بحده ) : بلغ البيه باللي حصل عشان يشوف اخره تصرفاته وصلتها لأيه
علي : انا مش عارف اوصل لآدم اصلاً
شروق (بحده) : انت هتستهبل ؟!!!! صاحبه و مش عارف توصل له ؟!!
علي (بغضب) : انا مستحملك و مقدر قلقك علي صاحبتك , بس كده اوفر بقي , انا مليش مصلحه اني اكدب او اخبي عليكي , زي ما آسيا صاحبتك آدم صاحبي و يهمني مصلحته , انا فعلاً معرفش عنه حاجة غير انه سافر لندن , لا عارف له عنوان ولا رقم تليفون ولا اي حاجة , مرضيش يقول لي اي حاجه , قال انه محتاج يبعد عن كل الناس
شروق (بندم) : انا اسفه و انا مش قصدي .. انا بس ..
علي (بهدوء) : انا مقدر خوفك و قلقك علي صاحبتك صدقيني , بس انا فعلاً معرفش حاجة
شروق ( بحزن) : طيب ده رقمي , لو سمحت خليه معاك و لو عرفت اي حاجة عن آدم اتصل بيا فوراً , انت متعرفش آسيا حالتها وحشه ازاي , جايز اي حاجه عنه تحسن من حالتها شويه
اغلقت الهاتف و تنهدت بضيق
" مش عارفه ليه مش مكتوب لينا السعاده ابداً يا آسيا "
- الشيك من فضلك ..
--------------------------------------------------
وصلت الي منزلها..
شيرين : اتأخرتي كده ليه ؟؟؟
شروق : روحت لآسيا و بعدين حسيت اني مخنوقه روحت قعدت في كافيه لوحدي شويه و جيت , حصل حاجه ؟
شيرين : بابا اتصل من شويه و سأل عليكي قولت له انك نايمه , ربنا يسامحني بقي , بس خوفت تحصل مشاكل تاني
شروق : طيب يا شيرين اديني جيت اهو , داخله اوضتي اغير
شيرين : مش هتقولي لي حصل ايه مع آسيا ؟؟
شروق : بعدين .. بعدين هحكي لك
--------------------------------------------------
علمت سميرة بما حدث مع آسيا فذهبت كي تطمئن عليها بصحبه معتز
سمية : اهلاً يا سميرة نورتي ,
فيك الخير والله يا معتز
معتز ( مبتسماً) : متقوليش كده يا خالتو احنا اهل
سمية : ربنا يحميك يا حبيبي , ثواني و آسيا جايه تسلم عليكوا
صدم من رؤيتها هكذا !
تحاكي الاموات في شحوبها !!
جلس معها في شرفه المنزل
معتز (بهدوء) : انا مش عاوز اعرف اللي حصل لك ده سببه ايه ولا هتكلم معاكي في اي حاجه قديمه انا حابب بس اقولك حاجه واحده
نظرت اليه بصمت كعادتها في الفتره السابقه , فأكمل بهدوء
- مفيش اي حاجه و لا اي حد في الدنيا يستاهل ان يحصل فيكي كده بسببه , كل حاجه بتعدي و اي جرح بيتنسي , الوقت كفيل انه يداوي كل الجروح , انا عارف انك مستغربه ان انا بالذات اللي بقول ليكي الكلام ده , صدقيني انا مش زعلان منك , انا يمكن اتوجعت شويه بس الوجع فوقني و قواني و وقفني علي رجلي من تاني , اوعي تخلي اي حاجة تكسرك يا آسيا .. اوعي
انا طول عمري هفضل ابن خالتك و سندك .. و لو احتاجتي مني اي حاجة في اي وقت اوعي تترددي في انك تكلميني , اعتبريني زي عمر و انسي خالص اي مواضيع فاتت
انتي كان معاكي حق .. مينفعش ترتبطي بواحد مش حاسه ناحيته بأي مشاعر , كنتي هتظلمي نفسك و تظلميني , اللي حصل ده هو احسن حاجة ليكي و ليا , يمكن مفهمتش ده ساعتها او مكنتش فاهمه قبل كده
بس انا دلوقتي فهمته و استوعبته كويس اوي
توعديني يا آسيا انك تحاولي تتحسني و تخرجي من الحاله اللي انتي فيها دي و لو احتاجتي مني اي حاجة تطلبيها مني علي طول و متتردديش ؟؟
اومأت برأسها مبتسمه و الدموع تغرق وجهها !
--------------------------------------------------
يمر الوقت ببطئ , لا جديد ...
آسيا و حالتها كما هي لم تتحسن
لا يوجد اي اخبار عن آدم و آسيا تكاد تموت شوقاً و قهراً !
وضع أيمن يزداد سوءاً يوم بعد يوم , و سمعته و سمعه الشركه انهارت تماماً
استدعاءات .. تحقيقات .. جلسات محكمه
دوامه طويله يشعر انها كابوس لا يستطيع الخلاص منه !
--------------------------------------------------
يجلس في شرفه منزله يحتسي الشاي في هدوء و استرخاء
سمع رنين هاتفه , نظر الي الشاشه و ابتسم
انها ماهي !
رد عليها بهدوء لكن افزعه صوتها الصارخ الباكي و هي تستنجد به و انقطع الخط بعد ذلك ..
😉😉😉😉😉😉😉😉
يتبع
الحلقة الرابعة و العشرون
يجلس في شرفه منزله يحتسي الشاي في هدوء و استرخاء
سمع رنين هاتفه , نظر الي الشاشه و ابتسم
انها ماهي !
رد عليها بهدوء لكن افزعه صوتها الصارخ الباكي و هي تستنجد به و انقطع الخط بعد ذلك ..
لم يشعر بنفسه الا و هو يهب واقفاً و يلتقط مفاتيح سيارته و ينزل الدرج جرياً و يقود سيارته في سرعه جنونيه الي منزلها الذي اخبرته بعنوانه قبل ذلك و الذي اوصلها اليه اكثر من مرة
في حقيقه الامر انه ليس منزلها , انه منزل أيمن الذي استأجره لها
كان ذلك الامر يضايق طارق كثيراً و كان يريدها ان تترك منزله علي الفور لكن ذلك التصرف كان سيلفت انتباه أيمن اليها في ذلك الوقت تحديداً , ففضل التمهل الي ان ينتهوا من أيمن نهائيا ًلضمان عدم تعرضه لها قبل ان تتم محاكمته
لكن يبدوا ان الرياح تأتي دائماً بما لا تشتهي السفن !
بعد اقل من عشر دقائق وصل الي البنايه التي تقطن بها
لا يعلم اي دور تحديداً , لكنه سيسأل
لكن في حقيقه الامر , لم يحتاج الي السؤال
ما ان صعد الي البنايه حتي سمع اصوات عاليه
صراخات نساء .. شتائم رجال !!!
صعد جرياً الي مصدر الصوت و وقف مصعوقاً من هول ما رأي !!!!
باب شقه مفتوح يقف امامه نصف سكان العماره تقريباً , بالداخل ... يا الله !!!!!
أيمن يجثوا علي ركبته و ماهي ملقاه امامه علي الارض و وجهها ملطخ بالدماء
و هناك مجموعه من الرجال يحاولون الامساك به !!!!
صرخات نساء و اصوات متداخله , منهم من يؤيد الدفاع عنها بأعتبارها انثي مهما ان كانت هويتها او افعالها و البعض الاخر يشمت و الاخر يشتم و يا للعجب هناك من يشاهد !! كأنه عرض مسرحي او فيلم معروض علي شاشه التلفاز !
دخل وسط الزحام و امسك بأيمن من ياقه قميصه و لكَمه لكمه قويه طرحته ارضاً و انهال عليه بالضرب , و ماهي تزحف علي الارض بعد ان تمزق ثيابها تبكي بعنف و تغطي جسدها بما تبقي من ملابسها الممزقه
تدخل الرجال و حاولوا ابعاد طارق عن أيمن , لكن كل محاولاتهم باتت بالفشل
كان يضربه بغل و حقد , رأي امامه كل ما فعله بشروق , و ماهي !!!!!
الحقيييييييير !! كيف له ان يضرب انثي بمثل هذه البشاعه ؟!!!!! حقاً انه لا يعلم عن الرجوله شيئاً !
- يا ابني سيبه , هي اللي تستاهل , ما هي اللي مرخصه نفسها و سيباه طاله نازل عليها في الشقه و لا كأنها شقه مفروشه , ربنا يعافينا من الاشكال دي , تستاهل كل اللي يجري لها
كان ذلك صوت احد سكان العمارة المتجمعين
شهقت ماهي شهقه عاليه , شهقه ألم و ضعف و انكسار
التفت اليها وجدها تنظر اليه برعب تستنجد به !!!
نظر الي الرجل و الشر يتطاير من عينه , ترك أيمن و التفت اليه هو الاخر و لكمه بقوه , لكمه اسالت الدماء من فمه و انفه
استغل أيمن الفرصه و قام من علي الارض يترنح و صاح بجنون
- بقي انت بقي البطل المنقذ اللي جاي تنقذ ماهي مني دلوقتي ؟!!!!!! دي و******** و متستهلش تعيش اصلاً و , الحنين اللي كان بيلف علي مراتي من وراياااااااا , اما وريتك ياااااا ******** مبقاش انااااا أيمن الشناوي
التفت اليه و نظر اليه باستحقار
- طب ما انا قدامك اهو ؟؟؟ وريني بقي هتقدر تعمل ايه يا دكر ؟!!! مع اني اشك في الموضوع ده جدا ً !!!!!! و لما ماهي و******** امال انت تبقي ايه يا ابن ******** ؟!!!!!
نظر اليه بغضب و جنون و قبل ان يهجم عليه سمعوا صوت سيارات الشرطة
حمداً لله , يبدوا ان احد من سكان العمارة قرر ان يقوم بدور ايجابي و ابلغ الشرطة و يتخلي عن دور المشاهد !!!!
هرج و مرج و فوضي
وصلت سياؤات الشرطة و صعدوا اللش الشقه
اصطحبوا معهم طارق و أيمن و ماهي و بعض من الشهود او المتفرجين ان صح القول
كانت ماهي في حاله مزريه
خلع طارق جاكيته ووضعه فوق كتفها و حاول قدر المستطاع تهدئتها دون جدوي , الي ان وصلوا الي قسم الشرطة
--------------------------------------------------
وصولوا الي قسم الشرطة ..
ماهي في حاله بكاء هستيري و ترتجف بشده , و أيمن وجهه ملطخ بالدماء و الكدمات
و طارق يحاول السيطرة علي اعصابه قدر المستطاع
المقدم " مروان عز الدين " ..
- ممكن افهم ايه اللي حصل ؟؟؟؟
واحد واحد يتكلم
و نظر الي ماهي
- احكي انتي , ايه اللي حصل ؟؟؟ و يا ريت تحاولي تهدي شويه
حاولت الكلام لكنها لم تستطع و ظلت ترتجف بشده
طلب لها كوب من الماء تناولته بأيدي مرتجفه الي ان هدأت قليلاً
- ها ؟؟ هديتي شويه .. ممكن اسمع منك بقي ايه اللي حصل ؟؟؟
ماهي ( بصوت مرتجف , متقطع , يكاد يكون مسموع) : اناا..كنت قاعده في البيت ..عادي و فجأه لاقيته فتح الباب بالمفتاح ..انا كنت قاعده في الصالون..هجم عليا و مسكني من شعري ..قعد يضربني و يشتمني..عرفت افلت من ايده و اتصلت بطارق..ملحقتش اقول له حاجه و شد الموبايل من ايدي و قعد يضربني تاني..كنت بصرخ ..الجيران اتلموا علي صوتي..كسروا الباب..و حاولوا يحوشوني عنه..لحد ما طارق جه
كانت تقول اخر كلماتها ببكاء
هم أيمن بالحديث , قاطعه مروان بحده
- انت تخرس خااالص انا مأذنتلكش تتكلم
أيمن (بغضب) : انت ازاي تتكلم معايا كده ؟!!! انت مش عارف انا مين ولا ايه ؟!!!!!
مروان (بسخريه) : هتكون مين يعني ان شاء الله ؟!!
أيمن : انا أيمن الشناووووي
مروان :حصل لنا الرعب !!
ثم صاح فجأه بعنف
- انت اتجننت ؟!!!! أيمن الشناوي علي نفسك يا روح امك !!! انت هنااا في القسم مش في فيله بابي , تحط الجزمه في بوقك و مطنطقش الا لما اأذن لك بالكلام .. انت اصلاً وضعك زي الزفت و مش ناااقص , انت فاهم ولا لاااا ؟!!!!!
بُهت !! لم يتخيل ان يأتي عليه اليوم و يُعامل بمثل تلك الطريقه المُهينه !
صمت تماماً كتمثال حجري
التفت الي ماهي مجدداً
- قولتي لي دخل بالمفتاح ؟
- ايوه
- جاب المفتاح منين ؟؟؟
اطرقب برأسها خجلاً و اجابت بخفوت
- ما هي الشقة بتاعته اصلاً و انا قاعده فيها
- و مقعدك في شقته ليه ؟؟؟
اطرقت برأسها و لم ترد
كان طارق يستشيط غضباً , و مروان يتابع اسئلته بهدوء
هز رأسه متفهماً ثم تابع
- و ايه بقي السبب اللي خلاه يتجنن و يمد ايده عليكي بالمنظر ده ؟!!
صمتت قليلاً ثم اجابت بخفوت
- مش عارفه ! اسأله
انفجر أيمن غضباً
- بقي مش عارفه انتي عملتي اييييه يا بنت ............
لم يدعه مروان يُكمل كلامه و هتف فيه صارخاً
- انا موجهتلكش ااااي كلام دلوقتي خاااالص , اقعد و حط جزمه في بوقك لحد ما اخلص استجوابهم يا هرميك برررررة !!
خير ما فعل , لانه ان لم يفعل لكان طارق هجم عليه الآن اوسعه ضرباً !
نظر مروان الي طارق الغاضب و تحدث بهدوء
- احكي لي انت بقي اللي حصل
زفر عده انفاس حاول بها ان يهدئ من روعه ثم اجاب
- انا كنت قاعد في البيت عادي , موبايلي رن , لاقيتها ماهي بتكلمني و هي بتعيط و تصرخ و بتقول لي الحقني و الخط قطع بعد كده , روحت لها علي البيت جري , مكنتش اعرف اي شقه ولا اي دور , بس اول ما طلعت العماره سمعت صوت دوشه و زعيق و خناق و ستات بتصرخ , طلعت ورا مصدر الصوت , لايقت ..... لاقيت باب شقه ماهي مفتوح و ناس كتير اوي ملمومه قدام الشقه , دخلت وسطهم....
و نظر الي أيمن بحقد و غل و اكمل ضاغطاً علي اسنانه
-لاقيت الحيوان ده قاعد علي الارض و ماهي مرميه قدامه و هي وشها كله دم و الناس بتحاول تحوشه عنها
مروان : ممممممممم , طيب و متعرفش عمل فيها كده ليه ؟؟؟
طارق (بحده) : معرفش , انا مفهمتش اي حاجه , روحت علي المنظر ده و بس
نقل مروان انظاره من طارق الي أيمن و سأله بسخريه واضحه
- و انت يا سبع الرجال , عملت فيها كده ليه ؟؟؟ في راجل محترم و عنده شويه دم يمد ايده علي بنت بالمنظر ده ؟!! ايه مستقوي بنفسك يعني ؟!! اهو جالت اللي عجنك و خلي منظرك عره !!!!
جز علي اسنانه محاولاً كبت غضبه الاعمي حتي لا يورط حاله بمشاكل اخري , يكفي ما عنده من مشاكل و قواضي
اكمل مروان بحده
- انطق ضربتها كده ليه ؟؟؟!!
زفر بضيق و رد بحده
- عشان خانتني !!!! عضت الايد اللي اتمدت لها , مسكنها في شقه مكنتش تحلم تدخلها اصلاً و بصرف عليها من غبر حساب , في الاخر حبت تنتقم مني لما رفضت اتجوزها عشان سمعتها اللي زي الهباب و سرقت ورق من شركتي و استعملته ضدي , لفقت لي تهم انا معملتهاش , كانت سكرتيرتي لفتره و عارفه كل اسرار شغلي و بشيل ورقي المهم فين , استغلته ضدي
شهقت ماهي بعنف و انهارت تماماً
يكفي كذباً , يكفي تجريحاً , يكفي جداعاااً
كفي كفي كفييي !!
صرخت صرخه مدويه و هتفت بجنون
كذب و الله العظيم بيكذب , سمعتي اللي زي الهباب دي هو السبب فيهااا , هو اللي خلاني اسيب شغلي في الشركه اللي كنت بشتغل فيها و اشتغل معاه بضعف مرتبي , اجر لي الشقه و صرف عليا كتير مش هنكر , انا عارفه اني غلط بس و الله العظيم كل الورق اللي قدمت للنيابه ده سليم , ملفقتلوش ولا تهمه , النيابه بنفسها اتأكدت من صحه الورق , انا تعبت منه و من القرف اللي كنت عايشه معاه فيه و فكرت اعمل حاجة واحده صح في حياتي من ساعه ما عرفته و اقدم الورق ده للنيابه و ارضي ضميري و اخلص منه و كنت ناويه اسيب الشقه و اقطع كل علاقتي بيه تماماً بس خُفت يشك ان انا ورا اللي حصل له ده و قولت استني لما يتحكم في القضيه احسن
جن جنونه و هجم عليها محلولاً ضربها مجدداً
الا ان طارق وقف له بالمرصاد هذه المره و لم يجعله يمس شعره منها
مروان (بغضب) : بسسسسسس انتوا فاكرين نفسكوا قاعدين فييييييييين هناااااا ؟!!!!!!
لو سمعت اي نفس دلوقتي هحطكوا كلكوا في الحبس , انتوا سامعين ولا لاااا ؟!!!
و التفت الي أيمن قائلاً بغضب
- و انت يا أيمن بيه , مطلوب علي ذمه قواضي تانيه و مش نااقص , موقفك زي الزفت لوحده و انا اقسم بالله لو حطيتك في دماغي مش هطلعك من هنا علي رجليك !!!
زفر بضيق و حاول التحكم في غضبه
نظر الي أيمن ..
- دلوقتي انا هعمل تعهد بعدم التعرض , هتمضي عليه من غير ما تفتح بوقك , و لو اتكررت و اتعرضت لها تاني و جيت لي هنااا , متلومش الا نفسك !!
و حول انظاره الي ماهي ..
و انتي انا هلم الموضوع عشان الفضايح و الشوشره
و نظر الي أيمن مجدداً
- و انت مش ناقص فضايح اكتر من كده يعني !!
ثم نظر الي ماهي مجدداً
قاعده في شقته من غير صفه , طالع نازل عليكي !! لو كان حد مكاني كان زمانه عمل محضر اداب دلوقتي !!!! بس انا هلم الدنيا
ضربها في مقتل ! لو كان طعنها بنصل حاد في صميم قلبها لكان اهون عليها من سماع ذلك الكلام المُهين الجارح و خاصه امام طارق !!!
طارق الذي احترق بنار الغيره و القهر و الغضب الف مره خلال ذلك اليوم المشئوم !!
خرجوا من القسم , انتهي الامر , لكن ذكراه ابداً لن تنتهي , ابداً لن تمحو من ذاكرتها و لا ذاكرته هو ايضاً
سارت الي جواره .. مُحطمه , يائسه , مجروحه ..بلا روح !
نظر اليها بألم و حزن
ارعبه شحوب وجهها , شعر باضطراب انفاسها و بجسدها يبتفض و قبل ان يسألها عن نا تشعر بها وجد رجلها تتهاوي من تحتها حتي كادت ان تسقط
اسرع بحملها قبل ان تسقط ارضاً و ادخلها الي سيارته و توجه بها الي اقرب مشفي
--------------------------------------------------
ظلت تجوب الغرفه ذهاباً و اياباً بقلق و توتر
تتصل بماهي و طارق منذ اكثر من ثلاث ساعات و ما من رد !!
بدأ القلق يتسرب الي قلبها
اين اختفوا !!!
" يا رب استر , انا قلبي مش مطمن ! "
--------------------------------------------------
ذهب بماهي الي اقرب مشفي
قاموا بمداواه جروحها و علقوا لها المحاليل
جلس الي جوارها يتأملها و هي نائمه
كم بدت رقيقه هادئه بدون كل مستحضرات التجميل التي تصبغ بها وجهها
تذكر شروق ! لابد انها قلقه الآن
بحث عن هاتفه في جيوبه لم يجده
نسيه في السياره حتماً
ترك ماهي لدقائق , بحث فيها عن هاتفه في السياره الي ان وجده و بالفعل وجد شروق قد اتصلت به فوق العشر مرات
اتصل بها قبل ان يصعد الي المشفي مجدداً و حكي لها ما حدث باختصار و صعد مجدداً الي غرفه ماهي , حتي ان استيقظت لا تجد نفسها وحيده !
--------------------------------------------------
لا تصدق ما سمعته للتو من طارق في الهاتف !!!
كيف وصلت به الحقاره الي هذه الدرجه ؟!!!
الغضب الاعمي ظل يتصاعد بداخلها الي ان شعرت انها اصبحت مثل جمره متوهجه من النار من شده الغضب
اقسمت بداخلها انها سوف تنتقم منه شر انتقام
عزيزي الرجل , لا تحاول العبث مع امرأه مجروحه
لأنك حتماً لن تستطيع تحمل عواقب رده فعلها !
--------------------------------------------------
انتظرت و انتظرت و انتظرت , الي ان اتت اللحظه التي انتظرتها طويلاً
محسن : انتي يا ست شروق
شروق (بهدوء) : نعم يا بابا
محسن (بغضب) : عرفتي اللي حصل مع أيمن ؟؟
شروق ( بثبات) : لا مبكلمهوش , هعرف منين يعني
محسن : اتخانق خناقه لرب السما و راح القسم و كانت ليله بس الحمدلله خرج منها علي خير بس تعبان و وشه كله مشلفط
شروق ( مصطنعه الدهشه) : بجد ؟؟؟ طب ايه سبب الخناقه ؟؟؟ و هو كويس دلوقتي ؟؟
محسن : معرفش رفعت قال لي كده بس في التليفون
شروق : طيب انا لازم اروح له عشان اطمن عليه
محسن : اخيراً عقلتي
شروق (بسخريه مُبطنه) : طبعاً يا بابا , مهما كان جوزي بردو !
محسن : طب اجهزي يلا عشان اخدك و نروح له
شروق : عشر دقايق و تلاقيني جاهزه
دلفت الي غرفتها و ابتسامه عبث شيطانيه ارتسمت علي ثغرها
ابدلت ملابسها في سرعه و اخرجت حقيبه صغيره خبأتها في دولابها كثيراً و حان الوقت الآن كي تفصح عن محتواياتها !
--------------------------------------------------
امام فيلا رفعت الشناوي ..
ترجلت من سياره والدها و دلفت الي الفيلارفعت الشناوي
قابلها والده و والدته بترحاب كبير , الي ان نزل أيمن من غرفته
نظر لها بضيق
محسن : الف سلامه عليك يا حبيبي
أيمن (باقتضاب) : الله يسلمك يا عمي
شروق ( بهدوء) : سلامتك يا أيمن
أيمن (بضيق) : كويس والله انك لسه فكره اني جوزك
شروق : و انا اقدر انسي بردو !
محسن : هي الخناقه دي كانت بسبب ايه يا ابني ؟!!
نظر الي شروق بعمق نظره متفحصه
- هو طارق يعرف ماهي منين يا شروق ؟؟؟؟
نظرت اليه قليلاً تستوعت سؤاله ثم فلتت منها ضحكه خافته لم تستطع كتمانها
محسن : ماهي مين و طارق مين ؟! انا مش فاهم حاجه ؟! انت فاهم حاجه يا رفعت ؟؟؟
رفعت : لا ! متفهمونا يا ولاد في ايه ؟!
شروق (بهدوء) : مفيش يا عمي , اصل ماهي دي تبقي صاحبه أيمن
نظر لها الجميع بدهشه
أيمن (بغضب) : ما طارق كمان يبقي.......
شروق (بتحدي) : سكت ليه؟؟؟؟ يبقي ايه يا أيمن ؟؟؟ ايه عاوز تقول انه صاحبي ؟!!!
تؤ تؤ تؤ تؤ , شكلك وحش اوي يا أيمن و انت مطلع مراتك مصاحبه عليك كده
الجميع مصعوق مما يسمع اولهم أيمن !
محسن : شرووووووق !! انتي اتجننتي ؟!!! ايه اللي بتقوليه ده ؟!!!!
شروق (بهدوء) : مش ده اللي أيمن قاله عني يا بابا و اللي حضرتك صدقته من غير حتي ما تسمع مني ؟؟؟
رفعت (بغضب) : في ااايه ؟!!! انا مش فاهم حاااجه
ليلي : في ايه يا أيمن ؟!! كلام ايه اللي شروق بتقوله ده ؟!!!
أيمن (بغضب) : اخرسيييي يا شروق
شروق (ضاحكه باستفزاز) : انا خرست كتير اوي يا أيمن و جه الوقت اللي لازم اتكلم فيه بقي
نظرت الي والدها
- أيمن مش هيقدر يقول سبب الخناقه يا بايا , انا جايه هنا عشان اقول السبب
محسن (بدهشه) و انتي عرفتي منين ؟!! و ايه حكايه طارق و ماهي دول ؟!!
شروق ( بابتسامه) : انا هقول لكم كل حاجه
أيمن (بغضب) : شرووووووووووووووق
انتي بتخرفي بتقولي ايه ؟!!! و ايه اللي هتقوله ده ؟!!!!
شروق : طيب ما تسمع الاول انا هقول اهو !
نظر اليها بغضب , بادلته بنظره سخريه و ازدراء
- ماهي دي تبقي صاحبه أيمن , او كانت صاحبته , معتقتش انها هتعرفه لسه تاني بعد اللي عملوا فيها ده !
صاحبته اللي شوفته معاها يوم ما شافني هو مع طارق , بس الحقيقه الاوضاع كانت مختلفه تماماً !!
عمل الفيلم ده كله عشان يلبسني الغلط و يخرسني عشان مقدرش احاسبه ولا اقوله انت بتعمل ايه و جيت مصر امتي و ازاي متقوليش ! و الحقيقه خطته الجهنميه نجحت جداً
محسن (بغضب) : ميييين طارق ده اصلاً ؟!!!
شروق ( بهدوء و بساطه) : صديق ! قريب خطيب صاحبتي , شوفته مره في عيد ميلادها , عربيتي عطلت و آسيا كانت معايا و وصلنا البيت , عرف اني محاميه فكان بيستشرني في امور قانونيه لقضيه تخصه , اه كنا بنتكلم ساعات في امور متحصش القضيه و اه خرجت معاه كذا مره , انا عارفه ان ده مش صح بس الغلط مش عليا انا لوحدي !!
و نظرت الي أيمن بغل و غيظ
- الغلط علي جوزي اللي راميني هنا و داير يتصرمح بره !! الغلط علي جوزي اللي ميعرفش عني حاجه ولا بيسأل فيا و خلاني في وقت ضيقتي و احتياجي ألجأ لغيره , انا غلط اه بس هو السبب في الغلط ده !!
ليلي (بعصبيه) : كلام ايه اللي بتقوليه ده ؟!! يعني ايه سايبك و داير يتصرمح بره ؟!!! انتي متعرفيش انه بيسافر في شغل ؟!!!! و بدل ما تصونيه و تحافظي علي اسمه رايحه تعملي صداقات مع رجاله و تخرجي معاهم و تجيبي اللوم علي ابني ؟!!!!
ضحكت بسخريه مريره !
- شغل ؟!! طيب انا هوري حضرتك دلوقتي ابن حضرتك المحترم كان بيسافر يعمل ايه
نظرت في حقيبه يدها و اخرجت تلك الحقيبه الصغيره اللي خبأتها طويلاً
أيمن : ايه ده ؟!
شروق (بهدوء) : هتشوف دلوقتي !
اخرجت ال CD
و توجهت بهدوء الي جهاز ال DVD
الموضوع بجوار التلفاز و وضعت به ال CD
و اشعلت التلفاز , الجميع ينظر اليها بترقب
تعلقت العيون بشاشه التلفاز
صمت .. اتساع العيون في رعب .. شهقه صدمه ..سكوون !!
ما شاهدوه كان فوق احتمالهم
أيمن في بارات و اماكن مشبوهه , في حاله سكر شديده و يراقص الفتيات بطريقه تثير الغثيان !!
أيمن علي احد الشواطئ في احضان فتاه عاريه !!!!!
لم تمهلهم وقت لاستيعاب الصدمه و اخرجت العديد من الصور الفوتوغرافيه من تلك الحقيبه الصغيره اللعينه !
بها العديد من الصور لأيمن في اوضاع مُخله , لم تستطع امه النظر اليها اكثر من ذلك
اشاحت بوجهها و قالت بصدمه
- ده ابني ؟!!!!!!!! انا مش مصدقه !!!!!
الانظار كلها اصبحت مصوبه نحو أيمن , تطلب منه تفسيراً , توضيحاً اي شيئ !!
لكنه وقف مصدوماً , مصعوقاً , لا يُبدي اي رده فعل
رفعت (بغضب و صدمه) : انطقققققق قول اي حااااجه , ايه اللي انا شوفته ده ؟!!!! معقول اللي شوفته ده حقيقي ؟!!!! معقول ابني الوحيد , سندي و ضهري في الدنيا , اللي مسلمه كل املاكي و فلوسي و انا واثق فيه وواثق انه هيحافظ علي اسمي و سمعتي و يكبرهم , يطلع منه كل ده ؟!!!!!!!!!!!
ردت شروق بهدوء
- للأسف يا عمي , ثقه حضرتك مطلعتش في محلها
نظر اليها رفعت مصعوقاً , فتابعت بهدوء
كل الاوراق و المستندات اللي متقدمه في أيمن في النيابه دي سليمه , هو بيشكك فيها و بيبرئ نفسه و يقول انه متورط , بس الحقيقه ان مفيش ورقه من الاوراق دي فيها معلومه غلط
نظرت الي أيمن بقوه و تحدي
- طلعت غبي اووي يا أيمن ! غبي انك مخطرش علي بالك لحظه اني ممكن اكون انا اللي بساعد ماهي عشان نكشفك و نفضحك !!
ماهي اللي انت ضيعتها و دمرتها بحقارتك و انانيتك و غبائك
و انا .... انا خُنتني و جرحتني و حسستني بأسوء مشاعر ممكن تحس بيها اي ست !!
اهماال و كدب و خيانه و حاجه تقرررررف !!!
و اخرتها بتتهمني انا كمان بالخيانه !!!!
صحيح ما هو الوسخ لازم يشوم كل الناس وسخه زيه !!!!!
عندما لم يتحمل المزيد , هجم عليها و رفعه يده لتستقر فوق وجنتها
لكن مهلاً , قبل ان تصل الصفعه اليها , كان محسن قد امسك بيده بشده و نظر اليه بغضب
- هتمد ايدك علي بنتي قدامي يا أيمن ؟!!
أيمن ( بغضب) : دي مراااتي انا حر اعمل فيها اللي انا عاوزه , و شكلك معرفتش تربيها كويس و انا بقي اللي هربيهااا
محسن (بغضب) : تربي ميييييين يا صاايع , مش لما تربي نفسك الاووول
تدخل رفعت علي الفور
- اهدي يا محسن مش كده , اديله فرصه يتكلم
صاحت شروق بجنون بكل ما تحمله من غضب و قهر
- و انا محدش اداني فرصه اتكلم لييييه , محدش سمعني ليييييه ؟!!!!! ليه حكمتوا عليا من غير ما تدوني فرصه ادافع عن نفسي ؟!!!!!
محسن : اهدي يا شروق
أيمن : يعني انتي ورا كل اللي حصل لي ده ؟!!!
شروق : ايوووه اناا , انا اللي متفقه مع ماهي علي كل حاجه
رفعت : مستحيل !! انا مش قادر اصدق !!
شروق : انا اسفه يا عمي , مكنتش اتمني ابداً ان ده يحصل , حضرتك و طنط ليلي ناس محترمين بس للاسف ابنكوا هو اللي وصلني اعمل كده
نظرت الي أيمن بتحدي
- ورقه طلاقي لو موصلتنيش خلال يومين يا أيمن , هيكون ليا تصرف تاني مش هيعجبك , انا بقول تقصر الشر و تطلقني بهدوء احسن و انت مش ناقص فضايح اكتر من اللي عندك
أيمن (بغضب) : ده بٌعدددددددك , مش هطلقك يا شروق و اعلي ما في خيلك اركبيه
توقفوا عن الشجار فور سماعهم لصوت رفعت يصرخ بفزع
"ليلييييييييييييييييي"
--------------------------------------------------
بعد ان تحسنت حالتها اصطحبها الي احد الفنادق لتمكث بها الي ان يدبر لها سكناً امناً
ماهي : انت بتعمل معايا كده ليه يا طارق ؟؟
طارق : مش فاهم !
ماهي (بخجل) : يعني واقف جنبي و بتساعدني , رغم ...رغم كل اللي عرفته عني و....
لم يدعها تكمل ووضع يده فوق شفتيها برقه حتي يُسكتها ثم همس بخفوت
- ارجوكي يا ماهي انا مش عاوز اتكلم في اي حاجه قديمه , مش عاوز نفتح سيره الماضي خالص , انتي حياتك قبل اللحظه دي كلها ماضي ولازم تنسيه , انسيه يا ماهي و ساعديني انساه , ارجوكي
نظرت له بعدم فهم !
فنظر لها بابتسامه حانيه
- ما ترهقيش نفسك دلوقتي في التفكير في حاجات مش هتفيد , انتي لسه تعبانه و لازم ترتاحي , اطلعي اوضتك دلوقتي و انا هعدي عليكي الصبح ان شاء الله نفطر في اي مكان
استقامت واقفه بعد ان اومأت برأسها له بهدوء و همت بالرحيل
الا انه امسكها من يدها اوقفها امامه
نظرت له باستفهام , فابتسم لها بهدوء و قال بخفوت
- اوعي تخافي من اي حاجه طول ما انا موجود , دايماً هفضل جنبك , و مش هتخلي عنك ابداً
تنهدت بعمق , لأول مره تشعر بالراحه و الطمأنينه , تشعر انها ليست وحيده
بل لأول مره تشعر بأدميتها من الاساس !!!
--------------------------------------------------
يمضي الوقت ببطئ..
بطئ قاتل , مؤلم , مُدمر !
- اُصيبت ليلي بجلطه في القلب اثر الصدمه و الانفعال , و نُقلت الي المشفي علي الفور و كانت في حاله خطيره و الآن تمكث في المشفي منذ اسبوعاً الي ان استقرت حالتها بعض الشئ , و أيمن و رفعت الي جوارها دائماً
- طارق وفر لماهي سكناً مناسباً في بنايه في نفس الشارع الذي يقطن به حتي تكون قريبه منه دائماً
, اصبحت لا تشعر بالوحده ابداً , كيف تشعر و هو لا يتركها ابداً و دائماً الي جوارها !
- حاله آسيا تتحسن ببطئ شديد , لكنها مازالت عاجزه عن النطق و الاهم ان ألم قلبها لا يهدأ بل يزداد مع مرور الايام !
ذهبت شروق الي آسيا بصحبه شيرين كي تطمئن عليها
جلسوا في الصالون , تتحدث شروق الي آسيا بهدوء و هي تعلم انها تسمعها و تفهمها جيداً لكنها عاجزه عن الرد
سمعوا جرس الباب
سميه (من داخل المطبخ) : افتحي يا آسيا انا ايدي مش فاضيه
شيرين : خليكي انتي يا آسيا , هفتح انا
توجهت الي باب الشقه و فتحته ,
تطلع اليها الطارق بذهول كبير !!
شيرين (بدهشه) : انت بتبص لي كده ليه ؟!
نطق معتز بحروف مبعثره من اثر دهشته
- انتي مييين ؟!!!!
------
ايه رئيكو 😍😉
الحلقة الخامسه و العشرون
توجهت الي باب الشقه و فتحته ,
تطلع اليها الطارق بذهول كبير !!
شيرين (بدهشه) : انت بتبص لي كده ليه ؟!
نطق معتز بحروف مبعثره من اثر دهشته
- انتي مييين ؟!!!!
ظلت صامته تتطلع اليه بدهشه لدهشته !
الي ان قاطع نظراتهم الصامته اقبال شروق عليهم
شروق : يا بنتي بقالي ساعه بقولك مين اللي.....
قطعت كلامها و هي تري مغتز يقف امامها
- معتز ! ازيك ؟
انت مالك واقف كده ليه ؟! ما تدخل !
و نظرت الي شيرين
-وسعي يا شيرين انتي كمان مالك متنحه كده ؟!
شيرين : هو اللي متنح من ساعه ما فتحت له والله !
افسحت شروق له المجال كي يدخل , و بعد ان دخل الي الصاله
وجد آسيا تجلس علي الاريكه تتطلع امامها بشرود
معتز : احم , ازيك يا آسيا ؟؟
انتبهت له , نظرت اليه و أومأت برأسها بابتسامه
معتز ( و هو ناظراً الي شيرين ) : انا كنت جاي اسلم عليكي و اطمن علي خالتي
قصدي .. اطمن عليكي و اسلم علي خالتي
نظرت له آسيا بدهش لأرتباكه
شروق (ضاحكه) : في ايه يا معتز ؟!!
مالك مش علي بعضك كده ؟!
معتز ( ناظراً الي شيرين ) : هي..مين دي ؟!
شروق : شيرين اختي ! ليه في حاجه ؟؟؟
شعرت شيرين بالخجل الشديد من انظار معتز المصوبه اليها
شيرين (بارتباك) : طيب انا داخله المطبخ لطنط اشوفها عاوزه حاجه
و فرت هاربه من امامهم
شروق : يا ابني كسفت البنت !!! مالك بتبص لها كده ليه ؟!!!
معتز : ها !! انا اسفه والله مش قصدي ..بس..اصالي انا بشبه عليها , لا لاا مش بشبه دي هيا !!
شروق : هي مين ؟!!
معتز : طيب ممكن تناديها اكلمها ؟؟؟
شروق : انت مش طبيعي النهارده يا معتز !!
معتز : معلش ناديها بس هسألها علي حاجه
شروق (بعدم فهم) : طيب
كل ذلك و آسيا تتابعهم في صمت
ذهبت شروق الي شيرين و احضرتها معها مجدداً
شروق : اهي شيرين , عاوز منها ايه بقي ؟؟
معتز (ناظراً الي شيرين) : هو انتي كنتي في فرح محمود و اسماء و كنتي لابسه فستان لونه اخضر , صح ؟؟
شيرين (بدهشه) : ايوه ! انت عرفت منين ؟!!
معتز (مبتسماً) : انا كنت في الفرح , انا صاحب محمود
شيرين : و انا صاحبه اسماء , هي اكبر مني يعني بس صاحبتي
معتز : ما انا شوفتك في الفرح هناك و حبيـ.... قصدي اُعجـ... قصدي يعنييي لفتي نظري و مكنتش اعرف انك اخت شروق !
ظلت شروق تحول انظارها بين الاثنين و هي علي وشك الانفجار من الضحك !!
هو مرتبك بطريقه تثير الضحك و هي تبتسم له كالبلهاء !!!
شروق : احم , طب ممكن تقعدوا بقي بدل الوقفه دي , ولا ايه رأيكوا ؟؟
شيرين (بارتباك) : ما ..انا كنت جوه و انتي اللي ندهتي عليا !! انا هروح اساعد طنط
و فرت هاربه من امامهم للمره الثانيه
بالأخص فرت هاربه من امام عيونه هو التي ظلت تتبعها دون توقف الي ان رحلت !
--------------------------------------------------
لم تستطع شروق الانتظار اكثر من ذلك علي ذمه أيمن ! هي تريد الخلاص منه بأسرع وقت ممكن
تعلم ان الظروف غير مناسبه و ان حاله ليلي الصحيه لا تسمح لها بمثل ذلك التصرف الآن الي ان تعود الي منزلها علي الاقل , لكنها ايضاً معذوره !
ذهبت الي المحامي و بدأت في اجراءات قضيه الخلع علي امل بانتهاء القضيه في اقرب وقت ممكن
أيمن لو اراد ان يطلقها لكان فعل , حاله ليلي تحسنت كثيراً عن سابق , لكنه وحده العِند و الكبر الذان يمنعاه من تطليقها , ان كنت عنيد فـ انا اعند منك بمراحك و بالنسبه للكبر فقد حان الوقت لتحطيم غرورك اللعين شر تحطيم !
--------------------------------------------------
ينتظرها في سيارته امام مدخل الفندق
وسيماً , انيقاً , مبتسماً
و ما ان رأها مقبله نحوه حتي اختفت ابتسامته ! و ظهر الضيق و الغضب جلياً علي وجهه
فتحت باب السياره و استقلت السياره الي جواره في هدوء
لاحظت ملامحه الغاضبه المتجهمه
ماهي (بقلق) : مالك يا طارق ؟!
طارق (بغضب) : ايه الزفت اللي انتي لابساه ده ؟!!!
نظرت الي ذلك الفستان الذي ترتديه
بدون اكمام يكشف عن ذراعيها بسخاء و قصير يكاد يلامس ركبتيها و ما ان جلست يرتفع ليكشف عن فخذيها بسخاء مماثل لسخاء ذراعيها العاريان !!
ماهي (بخوف) : ماله بس ؟! انت مش قولت لي البسي احلي حاجه عندك عشان انا عازمك في مكان حلو اوي ؟!
طارق (بغضب) : و هو ده احلي حاجه عندك ؟!! دق قميص نوم اللي انتي لابساه ده !!!
هو ايه علاقه ان يبقي شكلك حلو و لبسك حلو بأن جسمك يبقي مكشوف مش فاهم انا !!!
ماهي (بضيق) : انت عارف ان ده لبسي يا طارق
طارق ( بغضب ) : و اتفقنا انك هتتنيلي تغيريه !! اتفضلي انزلي غيري الهباب اللي عليكي ده و مشوفكيش لابسه بالمنظر ده تاني !!
نظرت اليه بدهشه و ضيق
اول مره يحتد عليها و يحدثها بتلك الطريقه
صوته العالي , غضبه
لما كل ذلك ؟!!!
ماهي : انت بتزعق لي كده ليه ؟!
طارق : عشان مقدرش اخرج معاكي بالمنظر ده
ماهي (بغضب) : ما انت كنت بتخرج قبل كده !!
طارق : كنننت مش دلوقتي
ماهي : و ايه بقي اللي اختلف زمان عن دلوقتي ؟
نظر اليها بعمق لفتره طويله , ثم تنهد و تحدث بهدوء
- انزلي يا ماهي غيري اللي انتي لابساه ده و انا هستناكي , يلا
نظرت اليه بعدم فهم لكنها انصاعت لطلبه
و بعد مرور عشرون دقيقه استقلت السياره بجانبه من جديد , لكن تلك المره بفستان طويل يصل الي كاحليها و عليه جاكت قصير بنصف اكمام
ماهي (بهدوء) : ها ؟؟ كويس كده ؟؟
طارق ( بنظره رضا) : كويس جداً
و ظلوا صامتين الي ان وصلوا الي ذلك المطعم الكلاسيكي الفاخر
ترجلوا من السياره و جلسوا علي احد الطاولات التي كانت محجوزه بأسم طارق مسبقاً
و بعد ان طلبوا طعام العشاء
نظر اليها وجدها شارده
طارق (بهدوء) : سرحانه في ايه ؟؟
ماهي (بتنهيده) : مفيش
طارق و قد امتدت يده لتلتقط يدها الموضوعه امامه علي الطاوله
ضغط علي اناملها برفق و تحدث بهدوء
- انا اسف
ماهي : علي ايه ؟!
طارق : علي اني اتعصبت عليكي كده , انا فعلاً مكنتش اقصد , انا بس محبتش اشوفك لابسه حاجه كده
ماهي : ليه ؟!!
طارق ( بتنهيده ) : ناكل الاول و بعدين هجاوبك علي كل اسئلتك
تناولوا العشاء في صمت , كل منهم ينظر الي الاخر نظرات خاطفه و لا يجروء علي محادثته
انتهوا من العشاء و بدأت اصوات الموسيقي الهادئه تنتشر في ارجاء المكان
فجأه وقف امامها و امتدت يده لتلتقط اناملها في حركه تأمرها بالوقوف امامه
امتثلت له بعدم فهم
سحبها من يدها برفق الي ساحه الرقص و بهدوء وضع يده علي خصرها و اخذ يتمايل بها علي انغام الموسيقي و هي مستسلمه له تماماً
بعد قليل اسقطت رأسها فوق كتفه و هي تشعر براحه غريبه لقربه منها الي تلك الدرجه
همس في اذنها برقه
- ماهي..
- مممممممم
- مش عاوزه تعرفي اجابه سؤالك ؟؟
- انهي واحد ؟؟
- اللي سألتيه في العربيه , ايه اللي اختلف زمان عن دلوقتي
صمتت قليلاً و شعرت بدقات قلبها تتسارع ثم سألته بترقب
- ايه ؟؟؟
- عشان حبيتك
و ازداد من ضمها الي صدره
شعرت بالارض تميد بها !! لم تستطع ان تتفوه بأي كلمه
صمت قليلا ثم سألها بهدوء و هو مازال يحكم ذراعيه حولها
- مش عاوزه تعرفي اجابه سؤالك التاني ؟؟
حاولت الكلام لكن صوتها ابي تماماً ان يخرج
تولي هو الامر و اجابها دون ان ينتظر سماع ردها
- محبتش اشوفك لابسه حاجه كده عشان.. بغير عليكي ..و حاسس ان كل حاجه فيكي ملكي انا و بس
و زاد من ضمها اليه حتي كاد ان يسحقها بين ضلوعه
ما كان منها الا انها رفعت ذراعيها لتطوق بهما عنقه و تدفن وجهها اكثر في كتفه الصلبه لتقول بصوت مبحوح , متقطع من اثر الانفعال
- و انا كمان ... و انا كمان بحبك اوووي يا طارق !!
------------------------------------------------
حزينه علي حال صديقتها , تريد ان تفعل اي شئ لمساعدتها , سعادتها بل و روحها متعلقه بآدم وحده , لكن اين هو ؟!!
تنهدت بحزن و هي جالسه في شرفه منزلها تحتسي كوب النسكافيه
سمعت رنين هاتفها
نظرت اليه و هو موضوع امامها علي الطاوله
وجدت المتصل علي !! وضعت كوب النسكافيه علي الطاوله امامها و التقطت الهاتف و اجابت في لهفه
- الووو , ايوه يا علي
في اخبار عن آدم ؟!!
صمت قليلاً ثم سمعته يتحدث بهدوء
- لا انا معرفش اي حاجه عن آدم , انا كنت مكلمك عشان اطمن علي آسيا
تنهدت بحزن
- زي ما هي , اتحسنت شويه عن الاول كانت حالتها صعبه اوي بس بردو لسه مبتتكلمش
- انا هتجنن , نفسي اعرف اي حاجه عنه , اطمن عليه , مش عارف اوصله خالص
- طيب و بعدين ؟؟
- مش عارف !! انا تعبت لهم ! الحب بيقوي , بيدي امل , بيزود من رغبه الانسان في انه يعيش عشان يفضل مع حبيبه , معرفش ليه آدم ماشيه معاه بالعكس !!!
- عشان عاوز يعذب نفسه بأنه يحرم نفسه من الامل و القرب من حبيبتي , بس هو مش عارف انه مش بيعذب نفسه لوحده , هو بيقتلها معاه !!
- مش عارف اقولك ايه !
- قول يا رب يجمعهم تاني قبل ما قلوبهم من كتر البُعد و الجفا تقوي و تقسي !
------------------------------------------------
استمرت المكالمات بين علي و شروق كل فتره , يطمئن منها علي آسيا و تطمئن منه علي اخبار آدم و ما من جديد
في الليل طرق باب غرفتها , اذنت للطارق وجدته والدها
شورق : خير يا بابا ؟ في حاجه ؟؟؟
محسن : كان في خبر كده لسه عارفه دلوقتي و قولت انك لازم تعرفيه
شروق ( بقلق) : خير يا بابا ؟!
محسن ( بحزن) : ليلي اتوفت من شويه
شروق ( بصدمه و عدم تصديق ) : ليلي مين ؟!!
محسن : مامه أيمن
شهقت بعنف و صدمه
- لا اله الا الله , هي مش كانت بقت كويسه و رجعت البيت ؟!!!
محسن : ايوه , بس رجعت تعبت تاني فجأه و ملحقوش حتي ينقلوها المستشفي , اتوفت في الطريق
شروق ( بحزن ) : لا حول ولا قوه الا بالله , ربنا يرحمها يا رب
محسن ( بهدوء ) : الموت مفيهوش زعل ولا خلافات يا شروق , و مهما كان أيمن وحش بس في النهايه دي أمه , انتي مش متخيله حالته هو و رفعت عامله ازاي , و انتي مجربه وجع فراق الام , انا مش طالب منك تسامحيه بس علي الاقل اقفي جنبه في المحنه دي , انا عارف ان اللي بطلبه صعب , بس انا ربيتك صح و عارف ان قلبك ابيض , انا عاوزه يشوف شروق بنت الاصول اللي رغم كل الخلافات و المشاكل دي وقفت جنبه في محنته مهما كان هو وحش بس لسه جوزك طالما القضيه متحكمش فيها و القضايا التانيه القاضي اللي هيحكم فيها انتي خلاص انتي دورك انتهي لحد كده
شروق : تفتكر أيمن هيقبل اني ابقي جنبه و اساعده بعد ما عرف ان انا اللي عملت فيه كل ده ؟!!
محسن : جربي , عشان تبقي بنت اصول و عملتي اللي عليكي لأخر لحظة و انا متأكد ان ربنا هيعوضك و يجازيكي كل خير يا بنتي
شروق ( بتنهيده حزن ) : حاضر يا بابا
------------------------------------------------
لم تتخيل في حياتها ان تري أيمن بمثل هذا الضعف و الانكسار !!
كانت تشك في قبوله لدعمها و مساعدتها له في محنته , لكنها كانت مخطئه !!
كان ينظر اليها بحزن و جرح و ألم و رأت الندم في عيونه ايضاً
حقا !!!!!! اهو نادم علي كل ما فعله ؟!!!
انقضت ايام العزاء بكل ما تحمله من حزن و ألم , لم تتركه هو او رفعت لحظه
لا تتحدث في اي شئ مضي , فقط تواسيه و تهون عليه و للحق لولا وجودها بجانبه لكان حاله اصبح اسوأ بكثير مما هو عليه الآن
يا الله , كيف يتبدل حال الانسان بين لحظه و اخري الي هذه الدرجه ؟!!
افراق امه هو ما افاقه ؟؟ ام بقايا ضمير بداخله ؟؟؟
حقاً لا تعلم , كل ما تعلمه انها تري انسان مختلف تماماً عن ما عرفته سابقاً
لم تصدق الي الآن ذلك اليوم الذي اتي اليها فيه الي منزلها و طلب الحديث معها
" انا عارف اني حقير و زباله و واحده زيك تستاهل حد احسن مني بمراحل , انا عذبتك كتير و قسيت عليكي و ظلمتك , بس صدقيني موت امي كسرني اوي يا شروق , انا ممكن ابان بارد و معنديش احساس بس انا من جوايا مش كده و الوجع اللي حسيته بعد موت امي مقدرش اوصفه بكلام
وجع لفراقها ووجع لأنها ماتت و هي زعلانه مني
بكي !!!! نعم أيمن يبكي !!!
هي قالت لي انها مسمحاني في اخر لحظه قبل ما تموت و طلبت مني اني اتغير و استغفر ربنا علي كل اللي عملته , بس انا من جوايا مش قادر انسي صدمتها فيا , مش قادر اصدق انها ماتت راضيه عني , و ترضي عني ازاي و ليه ؟!!!
انا معملتش حاجه صح في حياتي , كل تصرفاتي كانت غلط في غلط , بس الحاجه الوحيده الصح اللي للأسف ضيعتها مني كانت انتي يا شروق !!!
ايوه انتي الحاجه الوحيده الصح اللي في حياتي , بس انا مستاهلكيش و انتي متستاهليش واحد زيي , انتي نضيفه اوي و بريئه اوي عاوزه حد شبهك في نفس نقاءك مش حد يلوثك لمجرد وجوده في حياتك !! عشان كده انا مش هخليكي تستني في المحاكم , انا عارف انك نفسك تخلصي مني النهارده قبل بكره....
ملياش عين اطلب منك تسامحيني بس وحياه اغلي حاجه عندك حاولي , و انا صدقيني ربنا اخد و لسه هياخد حقك مني .."
ابتسم لها بعيون دامعه و قلب محطم و روح ميته و قبلها من جبينها و همس بأختناق بجانب اذنها
... انتي طالق
لم تصدق انه مر علي ذلك اليوم اكثر من شهر و انها اصبحت حره الآن
تتألم بشده لأجله و من داخلها تحاول حقاً مسامحته لكنها ابداً لن تقوي علي البقاء معه
------------------------------------------------
حالتها كما هي
مازال مختفياً و مازالت تتألم
لكن النطق عاد اليها مجدداً , الا انها تفضل الصمت معظم الوقت
بعد معاناه اقنعت شروق آسيا بالسفر لتريح اعصابها قليلاً عل و عسي حالتها تتحسن
سافر الجميع الي "مارينا"
آسيا و سمية و صلاح , و شروق بصحبتها شيرين , و يا للعجب اصر معتز علي الذهاب معهم دون اي دعوه !!
اصطحبتها الي شاطئ البحر
صاحت فيها بغضب
- انتي مش عارفه اني بكره البحر ؟!!! جيباني هنا ليه ؟!! و اصلاً مفيش حد هنا خالص غيرنا !!
شروق (بهدوء) : القعده قدام البحر جميله و هتريح لك اعصابك , و انا اخترت المكان ده عشان فاضي و هادي كده
آسيا (بغضب ) : و انا مش عاوزه اريح اعصابي يا ستي , اووووووووف
تركتها و اسرعت الخطي , الا انها لم تتمكن من الابتعاد كثيراً
حتي شعرت بيد تطوقها من الخلف و تحملها في لحظه خاطفه بيد و تغطي لها عيونها باليد الاخري !!!!!!!!!!
#يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق