رواية نوح الباشا الفصل السادس والسابع بقلم ندا الشرقاوي حصريه
رواية نوح الباشا الفصل السادس والسابع بقلم ندا الشرقاوي حصريه
#الفصل_السادس
#نوح_الباشا
_اااه…
سقط جسدها أرضًا ،وارتطم رأسها بالرصيف بقوة ،ثواني مرت كأنها دهر ،الشارع حولها صامت ،يراقبوا المشهد في دهشه باردة كانهم شلت اطرافهم ،دماء خفيفة تسللت من جانب راسها،واختلطت بالأتربة ،عينها نصف مفتوحة ،تبحث عن مأوى على يد تُنقذها،أو صوت ينطق
كان أنينها ضعيف ،المال متناثر أرضا ،لم تكن وحدها أرضا بل احلامها،عملها،كل شئ.
تجمعت الناس كان الشارع مليئ بالجميع ،إذا نثرت ملحًا لا يوجد له مكان
-الحقونا يا ناس البت هتروح مننا ،البت دمها بيتصفى
كان الجميع يحاول الاتصال بالاسعاف اين منهما يأتي اولا ،والاخرى لا حول ولا قوة في عالم اخرى لا تدري باي شئ يحدث .
بعد مرور وقت ليس كثيرًا كانت جائت السيارة ،هبط منها اثنان من المساعدين وضعوا الحامل ارضًا ورفعوا موج بحذر شديد
بعد مرور الوقت وصلت المستشفى،دلفوا سريعًا فحالتها خطرة للغاية بين الحياة والموت ،
اغلقت غرفة العمليات والجميع على استعجال يحاولو انقاذ اي شئ
مرت ساعات ومازلت غرفة العمليات مغلقة ،الوضع مشحون بالتوتر والقلق الحالة حرجة .
…………..
-لازم اقابل نوح يا سامح لازم اقابله
اقترب منها يرتب على كتفيها بحنو
-ها تقابليه يا حبيبتي متقلقيش
هتفت بقلق
-معرفش كفاية بعد بقا ،كان فين كل دا وليه يستدعى كل دا ما كان فضل معانا وخلاص يا سامح
-أنتِ عارفة نوح يا سما ،مش تايهه عنه ،نوح مش عاوز قفص يتقفل عليه فيه ،أنتِ اهو مبسوطه بحالك؟
ردت بتوتر
-ماله حالي يا سامح
هتف بتلقائية وصدق
-حالك ،مجبتيش مجموع اللي والدك عاوزه وفي نفس الوقت انتي كان نفسك تدخلي علوم لكن الباشا اصر انك تدخلي بيطري علشان تبقي دكتوره
هتفت بحزن
-عادي بابا كان بيفكرلي في الاحسن ليا وهو اردرا بمسقبلي
-ونوح عرف مستقبله ،تقدري تقوليلي لو مكنش بص لحياته كان زمانه فين ماقوليش احسن من دلوقتي،شوفي نوح فين يا سما ،نوح اشهر مصمم ازياء في سويسرا متخيله اللي اخوكي وصله من غير مساعده حد
شردت قليلا ثم هتفت بهمس
-بحمد ربنا انه حقق حلمه كفايه واحد حقق حلمه انا راضيه
هتف ببرود
-بس أنا مش راضي ،زهقت من العيشة دي اننا عايشين مع اهلك علشان منسبهمش لوحدهم ،لكن أنا راجل نفسي اعيش حياة مستقله اربي ابني براحتي مش كل شويه القي حد بيتدخل في حياتنا ،سما بعد ما نلاقي نوح لازم نشوف شقة ونستقبل بقا أنا مببعدكيش عن اهلك لكن أنتِ زوجة لازم تقدري دا
………..
كان نوح يجلس على مقعده، يمسك قلمه بين أصابعه بثبات وهو يرسم تصميمًا جديدًا، تطوف بعينيه خطوط دقيقة تنسج فكرته بثقة.
كان الفستان قصيرًا، ينتهي أعلى الركبة بكثير، مصمم بحمالات عريضة تنساب على الكتفين بانسيابية، وتُبرز جمال عظمة الترقوة دون مبالغة. يتوسطه من الأمام شريط من القماش الشفاف، يمتد من تحت الصدر حتى ما بعد الركبة بمراحل، يكشف لمحات ناعمة من الساقين لكنه مُطعّم بتطريزات دقيقة أشبه بنجوم متناثرة.
الخامة المختارة كانت مزيجًا بين الحرير الناعم والشيفون الشفاف، بدرجات لون البحر تنعكس عليه الإضاءة برقة. الجزء الخلفي مفتوح قليلًا، ينتهي برباط ناعم يُعقد عند منتصف الظهر، بينما الجانبان ينسابان بانحناءة رشيقة تمنح الفستان توازنًا بين الجرأة والرقي
وضع القلم وقف عن مقعده حتى يقوم بتشغيل غنية هادئة "كيفك أنت"
ودلف إلى المطبخ يحضر كوبًا من العصير وهو يتمتم
-تذكر أخر مره شفتك …تذكر وقته اخر كلمه قلته …وماعدت شفتك وهلا شوفتك …كيفك أنت .
خرج وجد معتصم يمسك الورق يحدق به بدقه وهو يقول
-تصميم تحفه يانوح ..فيه جانب جريئ وفي نفس الوقت خجول …تحسه بيوصف اسكندرية معرفش ليه
شرد قليلًا وهتف بهمس
-لا وأنت الصادق …دا بيوصفها هيا
رفع معتصم أحد حاجبيه وهتف
-اله …دا الحوار في انثى …أنت لحقت ولا ايه دا أنت مكملتش اسبوع في اسكندريه
جلس وهو يترشف من العصير ثم هتف
-والله يا معتصم معرفش بس لقت نفسي بفكر فيها من ساعه ما شوفتها اول ما نزلنا مصر
اعتدل في جلسته وهتف بحماس
-مين دي؟شوفتها فين ؟أنت روحت حته اصلا ؟
-بعدين بعدين سبها بظروفها ،المهم شوف مبنى كويس ينفع شركة ،أنت اكيد عارف المواصفات ولو مفيش يبقا نأجر شويه ونشوف حتت أرض على مساحه كبيره نبدا فيها من الاول،بعد ما تلاقي الارض تبدا تنزل اعلانات اننا عاوزين موظفين وطبعا هنعملهم اختبارات ،وابعت للمصريين اللي في سويسرا قولهم اني هحتاجهم ينزلوا كل شهر اسبوع مصر يعني يكون ليهم ايد في سويسرا وهنا كمان
اومأ له معتصم وهو يستمع له بدقة
………….
خرج الطبيب من غرفة العمليات وهو يشلح عنه الواقي ويخلع قفازات الطبية يضعها في القمامة وهتف إلى طبيبة الملازم له
-الحمد لله عدت على خير ،لو عدا ٤٨ ساعة عليها يبقى عدت مرحلة الخطر
اوما له زميلة وهتف
-البنت مجاش معاها حد نهائي حتى مفيش اوراق ليها مش عارفين نكتب اي وفي نفس الوقت مكنش يتفع منستقبلش الحاله لان حالتها كانت حرجة جدا
إصابة في الفص الصدغي من المخ ده الجزء المسؤول عن الذكريات،النزيف أثر عليه بشكل مباشر فيه احتمال كبير إنها تفقد ذاكرتها، مؤقتًا أو حتى دائمًا لحد الان مش قادرين نحدد لازم نراقب حالتها بعد الإفاقة،وكمان دراع مكسور ،غير الكدمات اللي في جميع انحاء جسمها ،ربنا يستر
…………
بعد مرور يومان كان الوضع استقر قليلًا لكن بعض القلق ،كان نوح يحاول الوصول إلى موج ويذهب إلى السوق لكن لم يصل إلى شئ
موج مازالت في غيبوبة ولم يصل الاطباء إلى شئ جديد
ينتظروا معجزة من الله هو وحده قادر على كُل شئ
كانت سما في هذه المده تبحث عن رقم نوح واي شخص يصلها له ،وجدت رقم مدير شركته وقامت بالاتصال عليه
بعد ثواني جائها الرد
-الوو
هتفت سريعًا
-الوو لو سمحت محتاجة أكمل نوح
عقد حاجبيه بغرابه من العشم الزائد
-نوح؟؟أستاذ نوح مش فاضي يافندم خير ؟
تمتمت سريعًا
-يا أستاذ الله يخليك تخليني اكلمه أنا سما اخته بالله عليك خليه يكلمني
رد معتصم سريعًا
-حاضر حاضر اسف والله معرفش
خرج من جناحه سريعًا دلف إلى جناح نوح المجاور فتح الباب دون أذن يهتف بصوت عالي
-نوح نوح
خرج نوح من غرفة الملابس وهو يغلق ازرار قميصه هتف بانشغال
-ايه يا معتصم دخلت الحرميه دي
مد معتصم يده بالهاتف وهو يقول
-اختك سما ،باباك في المستشفى
تجمّدت يد نوح للحظة، نظر إلى معتصم بوجه خالٍ من التعبير، كأن الكلمات لم تصل بعد إلى عقله.
ثم تقدم فجأة، وكأن قلبه سبق جسده، وأمسك الهاتف من يد معتصم دون أن ينبس بكلمة ،قال بصوت خافت
– ألو؟
جاءت صوت سما من الجهة الأخرى متقطعًا، مليئًا بالبكاء المكبوت
– نوح… نوح بالله عليك تعال بسرعة… بابا تعبان قوي… دخل العناية، والدكتور بيقول حالته مش مستقرة،محتاجينك يا نوح
هتف نوح سريعًا والقلق ينهش قلبه
-عنوان المستشفى بسرعه يا سما أنا جاي
أخذ منها العنوان وهبط سريعًا وخلفه معتصم خلفه سريعًا صعد إلى سيارته وقام بتشغيل برنامج الموجه حتى يعرف الطرق ،كان يقود بسرعة فائقة كاد أن يصتدم أكثر من مره
وقف أمام المستشفى بعد القليل من الوقت ودلف سريعًا وهو يقف أمام الاستقبال ويهتف
-غرفة الأستاذ عبدالعظيم الباشا
اعطاه الرقم ولم ينتظر إلى باقي الحديث هرول سريعًا على الدرج لم ينتظر المصعد
وقف في اخر الدور وجد والدته تقف في المنتصف تنظر إلى الغرفة من النافذة الزجاجية
تقدم منها سريعًا وهو يقول
-أمي
استدارت له وارتمت في احضانه وهى تقول
-ابوك يانوح ..كان نفسه يشوفك يا نوح…سامحه يا نوح …ابوك مظلمكش يابني
رتب عليها بحنو وهو يغمض عينه بقوه جاءت سما وهي تحتضنه من الخلف
-نوح
استدار لها وهو يشدد على احتضانها
-سما …كبرتي يا سما كنتي وحشاني اوي
-وأنت كمان يا نوح وحشتني يا حبيبي
بعد السلمات والاشتياق بينهم ومقابلة نوح وسامح ،وقف نوح امام الغرفة يظر إلى جسد والده النائم على الفراش
ظل ينظر إلى الغرفة
حتى جاء الطبيب وشرح له حالته تقدم نوح حتى يُجيب على هاتفه
لكن لفت نظره الغرفة التي تكون في اخر الصف وقف ونظر إلى النافذة الزجاجية ونظر بصدمة وهو يهتف
-موج
جاء الطبيب خلفه وهو يقول سريعًا
-حضرتك تعرفها بجد ،اي معلومات عنها
تلجلج نوح في الحديث وهتف
-حالتها ايه ؟
هتف الطبيب بهدوء
-إصابة في الفص الصدغي من المخ ده الجزء المسؤول عن الذكريات،النزيف أثر عليه بشكل مباشر فيه احتمال كبير إنها تفقد ذاكرتها، مؤقتًا أو حتى دائمًا لحد الان مش قادرين نحدد لازم نراقب حالتها بعد الإفاقة،وكمان دراع مكسور ،غير الكدمات اللي في جميع انحاء جسمها ،ربنا يستر ،وبقالها يومين في غيبوبة مش عارفين ناخد اي اجراءات ،حضرتك مين
رد نوح بجدية
-جوزها ……..
#ندا_الشرقاوي
ايه اللي هيحصل تاني ؟
موج ها تفوق ؟علاقتها بنوح؟
والد نوح هيحصل ايه؟
رايكم في البارت ؟
#الفصل_السابع
#نوح_الباشا
رد نوح بجدية
-جوزها ……..كنت مسافر وهيا اختفت وانا قلبت مصر عليها ،فجاه أن والدي تعب وزي ما أنت شايف
هتف الطبيب
-طب حضرتك اي اوراق شخصيه للمدام علشان لحد دلوقتي مش عارفين نتصرف ..وبعدين هنستنى المدام تفوق ..لان دي حادثة وفي محضر مفتوح
اوما له نوح وغادر الطبيب وقف نوح يهاتف احدهم وهو يخبره ماذا يفعل ،ثم وقف ينظر إلى الزجاج الذي يفصل بينه وبينها ،جسدها الممتد على الفراش ،الكثير من الاجهزة بجانبها ،والاسلاك محاطه بجسدها ،ذراعها الملفوف بجبيرة طبيعة ،وجهها الكدمات تملئ باللون الازرق الداكن ،تخيل صوتها وهى تنادي عليه اثناء شرائه للاسماك ابتسم ابتسامه خفيفه ،ثم عاد إلى والدته حتى لا يشعر أحد بالوضع .
بعد مرور أكثر ما ساعتين ،كان والد نوح قد فاق ودلفوا إليه
كان نوح يقف أمام الباب يمسك بالمقبض ،قلبه يؤلمه يدلف أم لا !؟
وفي النهاية فتح الباب والقى نظره إلى والده الذي نظر إليه بلهفه وشوق
اقترب نوح بهدوء وجلس بجانبه على الفراش ورقع يده يقربها من فاه ليقبلها
-حمدالله على السلامة يا بابا
اغرورقت عين عبدالعظيم من كثرة الندم الذي يملئ قلبه ،فهو سبب الغربة وظلم نوح وهتف
-سامحني يابني
هتف نوح سريعًا وهو يضع يده على فاه
-لا يا بابا متقولش كده ،اللي حصل حصل
دق الباب ودلف معتصم وهو يقول
-السلام عليكم،حمدلله على سلامة حضرتك يا فندم
-الله يسلمك يابني
ونظر بغرابه إليهم ،من هذا؟نظر إليه نوح وهتف
-دا معتصم يا والدي سبب في كُل اللي أنا فيه
حمحم معتصم بإحراج
-لا دا كرم ربنا مش أكتر ،فرصة سعيدة جدًا بحضراتكم ،نوح عاوزك في شغل
أوما له نوح وخرج معه ،فتح معتصم الملف
-دا الوقت اللي لقناه في الاوضة ،شهادة ميلاد ليها وبطاقة ،وكمان اعلان لكورسات تعلم لغة فرنسية وبس ،بس اوضه ايه يا نوح حرفيا الفراخ متقعدش فيها ،حيطة مشققة ،مرتبه طالع عنيها ،حصيرة مشوفتهاش من ساعه بيت جدي،بوتجاز اتنين شعله صغير
اغمض نوح عينه على ما تفوه به معتصم ،لقد عانت كثير هذه الجميله ،التقط منه البطاقة وهو يقول بصوت هامس
-موج…موج
تحدث معتصم بغرابة
-عاوز افهم بقا في اي ؟ومين دي ؟….اوعى تكون دي اللي أنت …
قاطعه نوح قائلًا
-ايوه هيا يا معتصم ،تعال معايا
سار معه معتصم حتى وقف امام غرفتها طالعها بنظرات غريبة ،هذه الفتاه من سرقت قلب صديقه ،الان لا تشعر با شئ نهائي،نبضات قلبها على الجهاز هي من تطمنه
هتف نوح
-تتصرف يا معتصم وتجبلي قسيمة جواز باسمي واسمها
نظر إليه بصدمة وكاد بؤبؤ عينه يخرج من مكانه
-أنت عاوزني ازور يا نوح ؟
رد عليه ساخرًا
-هيا أول مره ولا اي يا صاصا ،في ساعتين تتشقلب وتجبلي العقد علشان اقدمه للمستشفى،يلا
غادر معتصم وهو يضرب كف على كف على ما يفكر به صديقة ،ايعقل وقع بالحب في اقل من اسبوع ؟لا لا لقد فقد عقله تمامًا .
بعد مرور اسبوع
كان الوضع استقر والد نوح غادر المشفى ونوح يمر عليهم للاطمئنان لكنه مقيم في المشفى سرًا
في غرفة موج كان نوح يجلس على المقعد امامها فهو منذ يومان وهو يظل بجانبها طوال اليوم ويغادر اخر الليل ليبدل ملابسه ويرتاح قليلًا ويعود في الصباح
وقف معتصم امام الغرفة ودق الباب ودلف
-هتفضل كدة لحد امته هيا بقالها أكتر من أسبوع في غيبوبة ،وأنت مش بتتحرك من هنا وبعدين !؟
شرد نوح قليلًا وهمس فهو محق اغلق حياته عليها
-معرفش يا معتصم مستنيها تفوق في اي لحظة
-ولو فاقت يا نوح هتقولها ايه ؟وأنت مين ؟
وقف نوح وهو يضع يده في جيبه واخذ نفس عميقًا
-معرفش بس بنسبة كبيرة هتكون فاقدة الذاكره ،هخدها على الفيلا
صدم معتصم بشده وهتف وهو يجز على اسنانه
-أنت متخلف تاخدها فين ؟أنت صدقت نفسك ولا ايه أنت مش جوزها دا عقد مزور يا بيه ،فوق يا نوح
غادر معتصم وهو يغلي من الغضب، خطواته تُحدث صدى ثقيلًا في قلب نوح. لأول مرة يرى صديقه يفكر بهذا الشكل
وضع يده على خصلات شعرها برفقٍ غاضب، كأنّه يُعاتب نفسه من خلال ملامستها. تنهد بحرقة، وحدّق في ملامحها الصامتة التي لا تُجيد سوى الصمت الآن
جلس بجانبها على الفراش، يُداعب خصلاتها البنية الناعمة، كأنّه يخشى أن يرهقها أو يجرحها. نظر إلى رموشها الكثيفة، كأنّها تحرس عينيها من العالم، ثم تأمل بشرتها القمحاوية التي ازدادت شحوبًا، لكنها ما زالت تحتفظ بجمالها، وكأن الزمن توقّف عندها
حدّق في ملامحها طويلًا، كأنه يبحث عن أي علامة حياة تدل انها سوف تستيقظ
أغمض عينيه للحظة، شعر بأن الغرفة تختنق، وأن كل شيء من حوله يذكره بماذا فعل .
مرّ يومٌ… تلاه آخر، ثم آخر، حتى مضى شهرٌ كامل على دخول موج إلى المشفى.
كان نوح يجلس على مقعده المعتاد بجانب سريرها، يرمق ملامحها بصمتٍ ممتزج بالحب والاشتياق، لا يفهم كيف وصل إلى هذه المرحلة من التعلّق… يعشق فتاةً تتوسّد الغياب، ترقد بلا حراك، لا تدري من هو، ولا تشعر بوجوده.
كانت الدقائق تمر عليه كأنها دهور، ثقيلة وبطيئة، كل لحظة تمضي بجانبها كانت تسرق شيئًا من روحه. مدّ كفه ليمسك بكفها، يضمّه برفق، كأنّ لمسته دعاء صامت. أغمض عينيه بتعب، يحاول أن يهرب للحظة من مرارة الانتظار، لكن قلبه ظل معلقًا بها، لا يعرف راحة إلا حين تتنفس.
وفجأة، شعر بلمسةٍ ضعيفة على كفه… لمسة خفيفة، لكنها أربكت كل شيء داخله. فتح عينيه بسرعة، ظنّ للحظة أنه يتخيل، لكنه نظر إلى يدها، فوجد أناملها تغلق برفق على كفه، كأنها تتمسك به من عالمٍ آخر.
ارتجف صدره، وامتدت يده المرتبكة لتضغط زر الاستدعاء بجوار الفراش، ثم صرخ بانفعالٍ امتزج بالخوف والأمل
-ضغطت على ايدي ..حاسه بيا
دخل الطبيب سريعًا، اقترب منها وبدأ بفحصها بانتباه، ثم التفت إلى نوح بابتسامة مطمئنة، وقال
-حاجة كويسة جدا ،مدام موج بدات تستجيب ودا معناه انها بدات ترجع للحياه من هنا لبكره ممكن تفوق ..
لكن قبل أن يُكمل الطبيب كلماته، قاطعه نوح وهو يحدّق فيها بدهشة، فقد لمح رمشة خفيفة في جفونها…
اقترب أكثر، ركع بجوارها، صوته خرج هامسًا يتقطع بين الرجاء والدهشة
-موج …سمعاني …موج
بدأت جفونها تفتح قليلًا… ضوء خافت دخل إلى عينيها لأول مرة منذ شهر. عيناها تائهتان، باهتتان، كأنها لا تزال على الحافة بين عالمين
اقترب الطبيب منها ومسك كفيها ليقول
-مدام موج …لو سمعاني اضغطي على ايدي
ضغطت موج على يده وقامت بفتح عينها بضعف حتى هتفت بهمس
-اااه …
ابتسم نوح بسعاده ،لقد عادت ،عادت يا نوح ،ثم همس لنفسه ،اهدا يا نوح فالطريق مازال طويل
بعد مرور الوقت والكثير من الفحوصات للاطمئنان عليها
جلس نوح بمفرده مع موج
كانت موج تطالعه بنظرات غريبة وهو يشعر بذالك
قطع هو الصمت وهتف
-حاسه بحاجه غريبة صح ؟
اومات له براسها بهدوء
-بصي يا موج أنتِ ضاع منك سنه اللي أنتِ مش فاكره فيها حاجه ،السنه دي أنا ظهرت فيها علقتنا كانت غريبة وبسرعه لان أنا كنت حابب تكوني جمبي في اسرع وقت بس في حاجه
هتفت موج بغرابة
-حاجة ايه ؟
حمحم نوح بخفوت وهو يمرر يده في شعره بتوتر ،كأن الأفكار تتزاحم في رأسه ولا يجد لها مخرجًا ،كانت عيناه معلقين بعينيها ،مرتبك،خائف .
صمت لحظة ،أخذ نفسًا متقطعًا ،ثم نطق بصوت عالي
-نتجوز
#ندا_الشرقاوي
#الفصل_السابع_عودة_الضوء
رايكم ؟
يا ترى ايه اللي هيحصل ؟
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق