القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية خيوط مظلمه الفصل الاول والثاني والثالث بقلم مينو حصريه

 رواية خيوط مظلمه الفصل الاول والثاني والثالث بقلم مينو حصريه 





رواية خيوط مظلمه الفصل الاول والثاني والثالث بقلم مينو حصريه 




في بيت ريفي قديم، كانت الست العجوز قاعدة في صد.ر المكان، ملامحها فيها قوة وسيطرة كأنها صاحبة الكلمة الأخيرة. قعدت معاها مرات ابنها خديجة، اللي كانت بتحاول دايمًا تمشي البيت بهدوء عشان تتفادى مشاكلها.

العجوز بصت للبنت الصغيرة اللي قاعدة تلعب ببراءة جنب أخوها الكبير، وبصوت تقيل مليان أوامر قالت وهي عينيها مليانة مكر:

_ البت كبرت يا خديجة، والعادة لازم تتنفذ أكتر من كده.. هتبقى قدام الناس مش نضيىفة وسايبة..


خديجة رفعت حواجبها بضيق واستغراب، قلبها اتقبض وهي مش فاهمة تقصد إيه، وقالت بصوت متحشرج:

_ تقصدي إيه يا حماتي بالكلام ده؟؟

بقلم مينو 

العجوز اتنهدت بسخرية، وبصوت فيه خبث:

_ أقصد إن البنت لازم نطهر...ها، وده فرض وواجب علينا.. مش علينا إحنا بس، ده على كل القُرى. ولو معملناش كده هتبقى عيبة في وشنا، وهتسمعي أحلى فضىىـ.يحة لما يعرفوا إن بنتك مش عروسة!


الكلام وقع على قلب خديجة زي السكا..كين، د .مها غلى وغصب عنها صوتها علي بغضب والدموع وقفت في عينيها:

_ أنا استحالة أعمل العادة السخيفة دي.. دي مش عادة، دي جر ـيمة في حق كل بنت! أنا مقدرش أستغنى عن بنتي وأضيع مستقبلها..! بقلم مينو 


العجوز ضرـبت الأرض بعصاها وهي بتعلّي صوتها الحاد:

_ واطّي صوتك وانتي بتكلّميني! نسيتي إني أنا اللي بمشي البيت بأوامري؟! وكلمتي مبتتـكـ سرش مع أي مخلوق خلقه ربنا! ده كويس إني باخد رأيك وبعملك حساب.. طلعتي ولا بتفهمي حاجة! أنا اللي قولت عاقلة ومش هتعصي كلامي، بس خاب ظني فيكي!


صوتهم جلجل في المكان، وأدم سمع الجدال واقترب بخطوات مترددة، عينيه بتدور بقلق:

_ اهدوا يا جماعة، صوتكم عالي قوي.. خير ياما، في إيه؟


خديجة صوت شهقتها علي، دموعها كانت بتخنقها، والعجوز ردت باستنكار واحتقا ر:

_ أمك محتاجة تعيد نفسها من تاني، وقرارها ده هيجيبلنا العا.ر..

بقلم مينو 

خديجة عينيها ولعت غضب وحسرة، رفعت صباعها في وشها وصرـخت بحر.قة:

_ إنتي اللي تفكيرك غريب! واستحالة أسيبك تتحكمي في حياة بنتي وتضيعيها بأسلوب تفكيرك المريض ده..!

بقلم مينو 

وبعينين مليانة دموع و قهر، قامت وشالت بنتها براءة في إيدها وهي خارجة، والعجوز صرـخت وراها بصوت مفزوع من الغضب:

_ يا قليلة التربية! يا بنت غندور بتاع الجو ـاميس! نسيتي فضلي عليكي يا بنت غندور؟! أنا جبتك من الزريبة، وأبوكي كان مشغلك مرمطون طول النهار! مبقتيش بنت الزريبة ونايمة على ريش نعام غير بفضلي أنا!


كلامها كان زي الطعنـ.ات، بس خديجة خرجت وهي بتترعش من جوّا. قفلت الباب ودموعها مغرقة وشها، مسكت التليفون وكلمت جوزها بصوت مليان رعب وقهر:

_ شوفت أمك يا محمود؟! عايزة تضيع بنتنا وتاخدها في سكة ضياع وعا.ر.. بنتي يا محمود! لو حد قربلها أنا مش هسكت.. وربنا ما هسكت!

بقلم مينو 

محمود حاول يسيطر على صوته ويطمنها بهدوء:

_ اهدي يا خديجة.. لما أرجع من السفر هنتكلم، وأنا مش هخليها تعمل كده. خلي البت جنبك، وأنا بكرة هطب عليها وأمنعها بمعرفتي.


كلامه هدي الناـر اللي موـلعة في قلبها، دموعها نزلت وهي ترد بألم:

_ بالله عليك يا محمود، أنا مش قد أمك.. سرّع طريقك والحقني أنا وبنتي..

بقلم مينو 

قفلت التليفون وبصت على براءة، مسكت وشها بحنان وهي بتحاول تبين ثبات رغم إن قلبها بيتـ.قطع:

_ متقلقيش يا حبيبتي.. طول ما أنا عايشة، محدش هيقدر يلمسك..

بقلم مينو 

براءة بصت لها ببراءة وطفولة وهي مش فاهمة:

_ هو في إيه يا ماما؟ أنا مش فاهمة لا منك ولا من تيته..

بقلم مينو 

خديجة أخدتها في حضـ نها ودموعها بتنزل على خدها:

_ مفيش يا روحي.. أنا وستك شدّينا مع بعض، والسبب ماينفعش تعرفيه.. ده بتاع كبار.


لكن في عينيها كانت غارقة في أفكار سو.دا، صور بشـ.عة بتتخيلها عن مستقبل بنتها، وكأنها بتغرق ومفيش إيد بتنقذها.

بقلم مينو 

عدى يوم والصبح طلع، خديجة مدت إيدها جنبها ملقتش بنتها. قلبها وقع من مكانه، قامت بهلع ودوران عينيها زي المجنو.ـنة، خرجت تجري وهي بتصرـخ باسمها بصوت يقـ.طع القلب:

_ براءة.. براءة إنتي فين؟! يا لهوييييييي.. بنتي.. بنتي يا آدم..!


آدم صحي مفزوع على صوتها، خرج من أوضته بتوتر وخوف، وشه مصفر:

_ إيه يا ماما؟ مالك؟ اهدي!


خديجة مسكت في هدومه وهي مش قادرة تتحكم في نفسها، صوتها بيرتعش وقلبها بيدق يخبط في ضلوعها:

_ الحقني يا آدم.. ستك المجنوـنة هتعمل جرـ يمة في أختك..!


آدم وقف متجمد لحظة، دماغه مش مستوعب:

_ مش فاهم.. هتعمل إيه؟


خديجة صوتها انكـ.سر، عينيها دمعت وقلبها كأنه بيوقف:

_ ستك هتخلي أختك.. مش بنت..! مش قادره يا آدم.. أنا بموـت..!


وشها شحب من كتر الخوف، وإيديها بترتعش بشكل هستيري، آدم اتخض وشدها بسرعة عشان ما تقعش، وقال وهو بيحاول يسيطر على رعبه:

_ ماما اهدي.. ده كلام فارغ! العادة دي خلصت من زمان.. أكيد ستي عقلها مخفش للدرجة دي.. اهدي!


لكن فجأة، صوت صر.خة براءة جاي من أوضة العجوز، الصوت اخترق جدار قلب خديجة وآدم زي خنجر.


خديجة جريت بجنوـن ناحية الباب، بتخبط بجسمها وصوتها بيتفتت بين الصرـيخ والدعاء:

_ افتحي الباب! افتحواااا.. بنتييي! لو حصلها حاجة أنا هسجّـ نك يا عفااف! افتحييي!


آدم بيرزع بجسمه كله على الباب، كل ضرـبة بتخلي البيت يرتج، وصوت أمه بيرتفع مع كل خبطة:

_ برااااااءة..  بنتييي لاااا.. افتحوااا!


اللحظة كانت مشحونة، الخوف مسيطر، والزمن واقف على صرـخة خديجة وارتطام آدم بالباب واول لما دخلوا كانت صدمه في وشهم، واتسمروا في مكانهم ووووو يتبع 



أول ما شافوا المنظر اتسمروا في مكانهم، وآدم اتخض على أخته وزعق بصوت جامح أبرز عروقه في وشه:

_ إنتي عملتي إيه في أختي؟!! إنتي ضيعتيهاااااااا !!!!! 

صوته اتكـ.سر من الخوف وهو بيكرر:

_ أختي يا ناس… أختي!!


خديجة صوتت بصوت عالي اخترق الجدران واهتزت وهي شايفة بنتها غايبة عن الوعي:

_ بنتيييي!!! يا ناس دي بنتي يلهويييي!!! إزاي قلبك يا عفاف رضى يعمل كده؟!


خديجة قربت منها وهي بترتعش، مسكت هدومها وهزتها:

_ دي طفلة… طفلة لسه بريئة! إزاي عملتي فيها كده؟!

صوتها اتقـ.طع بالعياط وهي بتصرخ:

_ هتجاوبي ربنا إزاي؟!


عفاف وقفت قدامها ببرود، ملامحها متحجرة:

_ جر يمة؟ لأ… ده ستر وعفة. كل البنات بيتعمل فيهم كده. إنتي اللي عايزة تكـ.سري تقاليد البلد وتفضحي نفسك.


خديجة اتجننت، دموعها مغرقاها:

_ إنتي دمرتيها يا عفاف… هتعيشي إزاي بعد ما شلتي البسمة من وشها؟!

آدم وهو بيحاول يسحب أمه:

_ كفاية يا ماما… هدي نفسك!


وفجأة الباب اتفتح بعـ.نف، ودخل محمود، عينه وقعت على براءة وهي مرمية على السرير، وشها شاحب وروحها كأنها اتسحبت.

محمود اتجمد مكانه، وبعدين صرخ بصوت هز البيت كله:

_ أمييي!!! إنتي عملتي إيه؟؟ إنتي إزاي قدرتي تعملي كده؟؟


عفاف وقفت له وقالت بحدة:

_ اسكت يا محمود! أنا عملت اللي الصح… أنقذتها من شر ممكن ييجي بعدين.


محمود انفجر فيها:

_ شر إيه اللي بتتكلمي عنه؟! ده اسمه ظلم… ده اسمه كـ.سر لقلبي!

صوته اتخنق وهو بيكلمها:

_ إنتي وجعتيني… وجعتيني وأنا لسه راجع من السفر ألاقي بنتي بالشكل ده!


خديجة وقعت على الأرض فجأة، ماسكة قلبها:

_ يا رب خُد عمري وسيبها… مش قادرة أعيش من غيرها!


آدم اتخض ورمى نفسه جنبها:

_ ماما فوقي بالله عليكي!


 في المستشفى

خديجة نايمة على السرير، جنبها آدم بعيط. صحيت بتعب وبصت حواليها بتوهان:

_ براءة… بنتي فين؟ حصلها إيه؟


آدم مسك إيدها بحنية:

_ متقلقيش… هي كويسة يا ماما. ارتاحي بس.


خديجة انفجرت وهي بتنهج:

_ كداب! أنا عايزة أشوفها دلوقتي… مش مصدقة كلمة من اللي بتقوله!

وبعدين خديجه قامت وطلعت برا الاوضه وادم وراها ..


وفجأة الدكتور خرج، وشه متجهم وصوته غاضب:

_ إنتوا مش طبيعيين؟! إزاي تعملوا كده في طفلة صغيرة؟! حالتها كانت على شعرة تضيع!


محمود اندفع ناحيته والدموع محبوسة في عينه:

_ بالله عليك يا دكتور… أنقذها. دي روحي.


الدكتور حرك راسه وهو بيقول بحزم:

_ محتاجة نقل دم وعناية مشددة. اللي حصل ده هيفضل مأثر عليها طول عمرها.

شهقت خديجه علي بنتها وهي ماسكه قلبها بالعافيه وبتقول بصوت واطي بنتي..

آدم بص له بعزيمة، صوته بيرتعش:

_ أنا نفس الفصيلة… خدوا مني وبعدين ادم راح معاه وتبرع لأخته ..


بعد ساعات طويلة خرج الدكتور وهو متعرق:

_ الحمد لله… عدّت من الخـ.طر المبدئي. محتاجة راحة ومتابعة.


خديجة انهارت وهي بتعيط:

_ طب ممكن أشوفها؟


الدكتور بهدوء:

_ مش دلوقتي… لازم تستريح الأول.

خديجه قعدت علي جنب وهي بتدعي أن بنتها ترجعلها سليمه ..


 بعد أيام

براءة رجعت البيت وحالتها اتحسنت، وخديجة ما كانتش سايبة إيدها لحظة. بس قلبها كان مو.لع من جواها، عينيها مليانة غضب على اللي عملته عفاف.


في نص الليل ولكل نايم، وهي شايلة جرح بنتها في قلبها، دخلت المطبخ، مسكت حاجة في إيدها وعينيها حمرا من كتر العياط.

مشيت بخطوات تقيلة لحد أوضة عفاف ودخلت وقربت منها… وقفت فوق راسها وهي نايمة، قلبها بيدق بسرعة، دـ.مها بيغلي، وقالت بصوت واطي مليان قهر:

_ عشان ترتاحي يا براءة… لازم آخدلك حقك يا بنتي.


وفجأة…

صوت عالي كـ سر الصمت:

_ مامااا!! إنتي بتعملي إيه؟!


خديجة شهقت بخضة… ووووو يتبع 


خديجة شهقت بخضة، إيديها بتترعش والسكيـ...نة في إيدها، ودموعها نازلة بغزارة.

آدم اندفع ناحيتها وهو بيصرخ:

_ مامااا! انتي بتعملي ايه!

عفاف قامت بسرعة من على السرير، صوتها عالي وفيه رعب:

_ يلهوي… دي مجنو..وونة! أبعدها عني يا آدم!

خديجة عينيها مولعة بالانتقام، قربت من عفاف بخطوات تقيلة، وصوتها مليان قهر:

_ مش هسيبك يا عفاف… لازم تمو...تي وتحسي بنفس الوجع اللي حر..قتي بيه قلبي!

عفاف حاولت تمسك إيديها وتبعدها عنها:

_ إبعدي يا ست! إنتي هتودينا كلنا في داهية!

آدم جرى بسرعة، مسك إيد أمه بقوة قبل ما تأذي عفاف، صرخ وهو بيشدها:

_ بس بقا! كفايـــــة!

ادم ايديه اتعورت وهو بيبعدها .

آدم وقع على ركبه من الوجع، ماسك إيده وبيتاوه.

خديجة وقعت جنبه من الصدمة، دموعها مغرقاها وهي بترتعش مسكت هدومها وكتمت الجر...ـح:

_ ابنييي ليه عملت كدا ليه  !

آدم رفع راسه بالعافية، صوته مـتقــ.طع من الألم:

_ اومال اسيبك تضيعي نفسك عشانها… سيبيها لربنا.

عفاف وقفت في الركن، متلبكة من جناـنها 

خديجة بصتلها بعيون كلها وجع وغضب، ودموعها بتنزل وهي بتهمس:

_ ربنا هيجيب حقي منك… ولو بعد سنين.

خديجه انهارت و، حضنت نفسها وهي بتعيط بمرارة:

_ بنتي… بنتي ضاعت يا آدم… ازاي أعيش وهي اتكـ..سرت قدامي؟

آدم قرب منها، ولف دراعه السليم حواليها، شدها لصدـ..ره بقوة وهو بيحاول يطبطب عليها، صوته بيرتعش من كتر القهر:

_ متعيطيش يا أمي… أنا جنبك. والله ما هسيبك لوحدك، ولا هسيبها تاذيها أكتر من كده.

هي شهقت من كتر العياط، مسكت هدومه بقوة وقالت بوجع متقـ..طع:

_ نفسي آخد حقها يا آدم… نفسي الزمن يرجّع وأمنعها من جبروتها. ادم سندها اكتر من جوزها ابنها كبير وعنده ٢٥ سنه

آدم شدها أقرب ليه وقال بحزم هادي:

_ الزمن مش هيرجع… بس ربنا عمره ما بينسى.

فضلوا الاتنين قاعدين في حضن بعض، دموعهم بتنزل سوا… والليل تقفل على البيت اللي بقى مليان وجع، مفيهوش غير أنين القلوب.

عدت اربع سنين ، والزمن كان كفيل يغير كل حاجة في البيت. اتقلب كل شيء لحزن وغم وتعب، وفي كل ركن في البيت كان في ذكرى مؤلمة، وجع محفور في قلب البنت اللي اتاخد منها أعز ما تملك في حياتها. براءه بقت عندها ١٦ سنة، وده غير كمان إن أبوها تو..في بسبب صدمة الديون، وخسر كل فلوسه في مشروع كان مخطط عشانه، وفلس وكل حساباته اتقفلت. خديجة حست الأيام دول إنها تعبانه وبيغمي عليها كتير، وكشفت عند الدكتور وطلع عندها مرض وحش ولازم تتعالج، بس مفيش فلوس تكفي، خصوصًا إن كل حاجة راحت وادم سافر يشتغل برا عشان يصرف على البيت، ومفيش غير العجوزة وبراءه.

عفاف بصوت جامد:

بت يا براءه، إنتي فين؟

براءه كانت في المطبخ، نشفت إيديها على طول وراحت لعندها:

خير يا ستي، في حاجة؟

عفاف وهي بتعدل جسمها على الكنبة وقالت وهي بتتاوه في الوجع:

خدي فلوس وروحي هاتي علاج اللي هقولك عليه.

عفاف اديتها فلوس كتير، براءه اتزهلت في مكانها وقالت بضيق:

ماانتي معاكي فلوس اهو ؟ ده أنا حتى بتحايل عليكي عشان أعمل العملية لأمي التعبانة.

عفاف بصوت صارم:

الفلوس دي ملكي أنا… تعبي وشقايا وعرقي، ومش هصرفهم على حد! أمك خلاص راحت، واللي مكتوب مكتوب.

قربت منها أكتر بنظرات قسوة:

إنتي فاكرة لو عملتلها العملية هتعيش؟ دي هتروح وتسيبك زي ما أبوكي راح، وساعتها مش هتلاقي غيري أنا تسندي عليا.


براءه دموعها غرقت وشها اتغير، وصوتها اتكسر:

إزاي تقولي كده يا ستي؟ دي أمي… دي ضهري وسندي!


عفاف رفعت حاجبها بسخرية:

أمك اه، بس دلوقتي مفيش غيري اللي تسندي عليه، وامك مصيرها تعيش كام يوم وتسيبك… بس لو عايزة تصرفي عليها، تشتغلي.


براءه بدموع ومسحتها بضيق، وهي بتحاول متكونش ضعيفة:

وايه بقى الشغلانة اللي هتخليني أصرف على أمي؟


عفاف بخبث:

تشتغلي خدامة في بيوت الناس وهتكسبي دهب، وساعتها هتلحقي أمك قبل ما ربنا ياخدها… رايك إيه؟


قلب براءه اتكـ..سر أكتر، ومكنش في حل فعلاً غير كده، وقالت بخذلان وحزن:

أنا موافقة…

عفاف بانتصار:

كده بدأت تفهمي مصلحتك ومصلحة أمك… يلا قوام، روحي هاتي علاج وتعالي كملي الأكل عشان آخده.


براءه طلعت من البيت بالعباية السو..داء اللي أبرزت تفاصيل أنوثتها، راحت الصيدلية وطلبت العلاج ومستنيه، وفجأة دخل عليها واحد جسمه رجولي ورياضي، وصوته مخنوق من الوجع.


براءه وقفت متسمّرة مكانها، عينيها اتسمرت على الد..م اللي مغرق دراعه… جسمها اتشنج فجأة، وإيديها اتسندت على راسها وهي بتصرخ بخضة:

د....ــم!! لااا… د....م…

خطواتها اتراجعت لورا كأنها بتهرب من كابوس، وصوتها بيرتعش وهي بتقول من غير وعي:

مبحبش الد....م… مبقدرش أشوف د....م…

هو حاول يرفع إيده النا..زفة ويقرب منها بصوت هادي، وهو لسه بينهج من التعب:

اهدي… اهدي يا آنسة، مالك أنا اللي متصاب مش انتي؟!


بس هي كانت مرعوبة، ملامحها اتغيرت، ووشها شحب كأنها اتجمدت. الخوف من الد...م مش منظر عادي بالنسبة ليها… ده وجع قديم محفور في قلبها من يوم ما اتعرضت للي محدش يعرفه غيرها… يوم الجر..ح اللي اتفتح في طفولتها ولسه بيأثر كل ما تشوف نقطة د...م.


هو مستغرب من رد فعلها، شافها مرعوبة في نفسها وقال:

طيب ممكن تهدي وتاخدي نفس؟ عشان والله شايل نفسي بالعافية…

بعد ما الدكتور جه، براءه خدت العلاج بسرعة، رمت الفلوس على الترابيزة وجريت بره كالمجنو..نة.

الشاب استغرب، هو الدكتور منها… الدكتور لم الفلوس وعدهم وطلع برا ينادي عليها عشان يكملها.

وفي اللحظة دي، لاحظ الشاب سلسله فضة صغيرة على الأرض، اتفكت من إيدها من غير ما تاخد بالها… سلسله عليها صور أبوها وأمها وأخوها. اندهش وبص لها بدهشة، وبعد شوية رجع يبص على الأرض تاني، ولاحظ إشارب مرمي بعيد شوية على الأرض. مد إيده وهو بيتألم من جر...حه، لكن عينيه ما زالت مركزة على السلسله، مستغرب من القصة كلها، وحس بحيرة وغموض زيادة.

الدكتور دخل وهو بيتسقف على إيده بحيرة، الشاب اتحمحم وحط الحاجات في جيبه وقال بصوت رجولي متعب:

يلا انجز يا دكتور، انت مش شايفني بموـت قدامك؟ سيبها، دي عيلة… بس تلاقيها خافت من المنظر.

الدكتور اتنهد بحيرة، وبعدين كمل شغله مع الشاب.

براءه دخلت البيت وهي ماسكة قلبها من الخوف، مش قادرة تنفض عن نفسها صورة الد...م اللي رجّعها لجر...احها القديمة. قربت من ستها وادتها العلاج بارتجاف واضح، ووشها متبهدل من العياط. ستها استغربت:

مالك يا بت؟ وشك مخطوف كده؟ عملتي إيه يا مصيبة؟


براءه بلعت ريقها وجريت من قدامها، وقلبها بيخبط بعـ.نف، دخلت الأوضة وقفلت على نفسها، بتترعش. بصت على نفسها في المراية وفضلت تتذكر أيامها المكـ...سورة، الماضي اللي محفور في ذكرياتها، والوجع اللي مش بيتوه من قلبها. عيطت بغزارة وبقهر جامد.

وأثناء إنها بتبص في المراية، شافت خيال من وراها… الشاب وهو بينز...ف وبيضحك بسخرية:

مش هسيبك وهفضل وراكي… هتفضلي طول عمرك فكراني… وهفكرك بوجعك… وهما بياخده منك اغلي حاجه عندك…

بعدها ضحك جامد، والستات من وراه ماسكين القماشة وعليها مستقبلها… براءه اترعبت وبصت وراها، ملقتش حد… كانت في حالة ذهول وخوف، كسـ...رت المراية وهي بتصرخ بانهيار وهستيريا، وقعدت على الأرض وهي بتعيط بقهر.


أمها جت وخبطت عليها بصوت تعبان:

براءه افتحي يا بنتي، افتحي… أنا أمك حبيبتك، افتحي… متقلقنيش عليكي… ااااه يا براءه الحقيني يا بنتيي…


وبعدين وقعت على الأرض وهتهبدت… براءه صرخت بصوت عالي وهي بتفتح الباب:

ماماااا!!!!! … تفتكروا براءه هتلحق امها من تعبها قبل ما يحصل كارثه ؟؟

#خيوط_مظلمه

البارت التالت 

قولولي رايكم وعايزه تشجيع منكم عشان انزل الرابع🙈♥️

تكملة الرواية بعد قليل 


تعليقات

التنقل السريع