رواية خطأي أنني أحببته الفصل الأول1 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية خطأي أنني أحببته الفصل الأول1 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
#حكايات_mevo
البارت الأول...
دخلت بطلتها الهادئة الفيلا، تبحث بعيونها عنه، ولكن كالعاده لم تجده.تنهدت، واتجهت إلى المطبخ، فدخلت إليه. ابتسمت السيّدة، وقالت:
ــ ست مرام.. صباح الخير.
ابتسمت مرام برقة، وردّت بحنان:
ــ إزيّك يا ست حسنيّة، أخبارِك؟
ردّت السيّدة بامتنان:
ــ بخير يا ست البنات.
أردفت مرام بهدوء:
ــ البيه صَحَى؟
ضحكت السيّدة وقالت بمشاكسة:
ــ تعرفي عنه كده برضه؟ ده جاي وشّ الصبح.
زفرت مرام بضيق، وأكملت:
ــ طب.. اطلَعي صحيه.
ضربت السيّدة على صدرها فزِعة:
ــ ياختاااي.. لا وحياة الغاليين. مِـين أنا؟ لا أبداً. اطلَعي إنتِ، تِنستري. ما بيقدّوش ينطِق معاكي.
تنهدت مرام، وهزّت رأسها بيأس، ثم صعدت إلى الأعلى.طرقت الباب، وبالطبع لم يأتِ رد.دخلت لتجد الحجرة في ظلامٍ حالك، فاتجهت إلى النافذة...دخلت مرام الحجرة، وفتحت الستائر عن آخرها.
ليقلق بطلنا من النوم، ويُغمض جفونه، هاتفًا بسخط:
ــ يا مرام، ارحميني.. أنا نايم الصبح
كان يضع يده على وجهه متذمرًا.
هتفت هي بحدة ونبرة متزَمِّرة:
ــ يلا.. مواعيدك هتتأخّر عليها. هخش أشوف بدلتك على بال ما تاخد دُش، وأنزل أحضّرلك القهوة. يلا.. النهارده يوم مهم، بطل كسل.
ليتذمّر ساخطًا:
ــ إنتِ عندِك مفيش إلا كده! ارحميني.. كل أيّامك مهمّة. يا غُلبك يا ياسين!
تنهدت وهي تهمس بوجعٍ يُخفيه قلبها:
ــ ابقي روح بدري شويّه، بطل شوية.. ارحم نفسك. انت إيه؟ ما بتعتقش؟
ثم أكملت في سرّها، يوجعها الحنين:
ــ ربنا يهديك...
تركت الغرفة، ومضت لتفعل ما قالت عليه.
أما هو فاستند قليلًا، ثم قام ليبدأ يومه.
فهي صارمة، لا تتركه يكمل نومه، ولا يستطيع أن يرد لها كلمة.
سبحان الله وبحمده 🌿
نزلت مرام إلى المطبخ، وأعدّت القهوة بتركيزٍ هادئ، ثم وقفت تمازح الخدم قليلًا؛ فهي صاحبة روح طيّبة، بسيطة، غير متكلّفة.. تعشق تفاصيل عملها كما تعشق صاحب العمل نفسه.
فهي مرام.. سكرتيرة رجل الأعمال ياسين الكاشف؛ رجل ذو هيبة وثِقل، مغرور إلى حدٍّ بعيد، تلتف حوله النساء كما يلتف الضوء حول النار، لكنه ـــ على عكس ما يبدو ـــ لم يكن يحتمل بُعدها عنه لحظة. لقد أصبحت بالنسبة له أكثر من سكرتيرة، بل كأنّها مفتاح اتزانه، ومنظّم انفاسه.
كانت جميلة، وهو يراها أجمل من كل نسائه. ومع ذلك.. لم يجرؤ يومًا أن يُدخلها في قائمته العابرة.فهو يميّز النساء بعينٍ خبيرة، ومرام ليست كغيرهن. هو يحتاجها بشدّة، يحتاج هدوءها وصلابتها، يحتاج تلك النظرة التي تخترقه وتشبع داخله
وبرغم كل ذلك.. كان يُريدها.يريدها كرجلٍ يشتعل كلّما اقتربت، كرغبة مكبوتة تنهش صدره وتُطارده حتى في نومه. منذ أن دخلت شركته، لم تفارق عيونه، ولم يُفارقه هاجسها.لكن.. كان يتكبّر. يستكثر نفسه عليها. يقف على حافة الجنون، ولا يجرؤ أن يسقط.
فهو يعرف يقينًا: لو اقترب منها كغيرها.. ستبتعد. ولو ابتعدت.. فلن يتحمّل.لذلك كان يكبت.. يقاوم.. يتألم، ويتعامل معها كـ مُلك خاص. يطمئن قلبه حين يراها قريبة، ويهدأ حين يتأكّد أن لا رجل آخر يجرؤ أن يلمس عالمها.
هو لا يريدها أن تكون له فقط، بل يُريد أن تظل أسيرة دائرته، لا تتنفّس إلا من هوائه.
وإنها لن تكون لأحدٍ بعيدًا عنه.. هذا ما يُعيد الطمأنينة إلى صدره المشتعل، ولو قليلًا.
فهو ملتصق بها كجلدها، كظلّها.. اعتبرها من ممتلكاته الخاصّة، من شدّة تفانيها معه.
يبعد عنها كل شخص يفكّر مجرّد تفكير أن يقترب منها، أو يغازلها، أو يحاول أن يتقرّب إليها بأي صورة. لا يحتمل فكرة كونها مع أحد آخر.. رغم أنّه هو نفسه لا يقترب منها!
لقد كانت محظيّة شخصية لجنابه، وصوّر له غروره أنّها بلا رأي في تلك العلاقة، وأن تفانيها ما هو إلّا تحصيل حاصل لإرضائه. كان غروره ممتلئًا بها، ومحصّنًا بوجودها الذي لا يُناقَش
أصبح الجميع يهاب أن يقترب منها، أو يتفوّه بكلمة حولها. فالكل يعلم أنّه ينهش قلب أي رجل يجرؤ على ذلك، بحجّة أنّه يحميها.. وأنّها سكرتيرته الأولى.
أمّا مرام... فهي فتاة في الخامسة والعشرين، خريجة معهد سكرتارية.عملت عنده منذ خمس سنوات كمبتدئة، ثم صعدت وتوغّلت في عملها حتى أصبحت الملازمة الشخصية له، لا تُفارقه لحظة.. كانت كظلّه، تفعل له كل شيء.
كانت بمثابة النحلة التي لا تهدأ، تسهر على راحته؛ من لباسٍ وعملٍ وطعام.. حتّى سهراته العابثة كان لها يدٌ فيها، تُغرقه بالهدايا التي أوصاها أن تختارها هي على ذوقها لصديقاته، رغم ما يوجع قلبها في الخفاء.
كانت علاقة عجيبة...
فمنذ أن رأته، وهي تعشقه بصمت. لكنّها لا تبوح، لا تسمح لنفسها أن تتجاوز حدودها. تُخفي حبّها في صدرها، ولا تفصح إلّا من خلال بعض النظرات الشاردة، التي كان هو يلتقطها بعينه الخبيرة. فيرتجف قلبه لحظة، يبتسم، ثم يكنّها في داخله كسرٍّ مشترك لا يُفصح عنه.
مرام... كانت جادّة، مهذّبة، لا تُفتعل المشاكل ولا تجرؤ على كسر القاعدة.
علاقتها به سلسة، هادئة، تحمل بين سطورها الكثير من الغموض والوجع.
كانت كل يوم تواجه نفس المعركة..
هو يجلس على مكتبه، يلقي الأوامر بنبرة حاسمة، وهي تُنصت باهتمامٍ صامت.
قلبها يرتجف كلما ناداها باسمها، لكنّها تُخفي ذلك بابتسامة مهذّبة، متكلّفة، تُخفي وراءها طوفان شوقٍ لا يُقال.
حين يقترب منها بالصدفة.. تكاد أنفاسها تنقطع، فتتظاهر بالانشغال في الأوراق، أو تقلب الملفات بسرعة وكأنّها لا تراه.
حين يبتسم لنجاح أنجزته، يلمع في عينيها بريق لا يراه غيرها، فتُسارع إلى خفض بصرها، تخشى أن ينكشف المستور.
كانت تحبّه في التفاصيل الصغيرة..
في رائحة عطره التي تتركها عالقة في صدرها بعد مروره، في نبرة صوته التي تستوطن عقلها حتّى في صمت الليل، في ملامحه التي تحفظها أكثر مما تحفظ ملامح نفسها.
لكنها دائمًا ما تُحكِم قبضتها على مشاعرها..
تخفيها خلف وقارها، وتدفنها في أعماقها، وتكتفي بأن تعيشه سرًّا، كقصيدة لا تُقرأ بصوتٍ عالٍ، بل تُردّدها لنفسها في وحدتها.
نعود الي واقعها... كانت هي تقف في المطبخ تُعدّ القهوة بتركيز، حين فوجئت به يدخل عليها فجأة.
ابتسمت له ابتسامة ساحرة، خطفت منه أنفاسه ورجف لها قلبه، فتنهد في داخله كمن يختنق، قبل أن يتمالك نفسه ويقول بنبرةٍ عادية يخفي وراءها اضطرابه:
– صباح الخير.. قهوتي جاهزة؟
وضعت الفنجان أمامه برقة، وبدأت تسرد جدول أعماله بجدّية، منهمكة في التفاصيل. لكنّه لم يكن يستمع، كان مشدودًا إليها، إلى ملامحها، إلى تلك البساطة الممزوجة بأنوثةٍ قاتلة.وداخله المشتعل يهمس.. قمر والله.. يا غلبك يا ياسين.
وفجأة، وقعت عيناه على قميصها الضيق الذي يُبرز تفاصيلها الأنثوية بلا رحمة. شعر بتيار نارٍ يجتاحه.. غيرة جامحة تختلط برغبة مكبوتة. عبس وجهه، وانفلت صوته صارمًا:
– إيه يا مرام.. لبسك ده؟!
قطّبت جبينها بدهشة:
– ماله لبسي؟
زمجر ساخطًا، يخفي احتراقه خلف ستار الغضب:
– ضيق ومفسّرك على بعضك! إحنا رايحين شُغل.. إيه ده اللي إنتِ عاملاه في نفسك؟!
احمرّ وجهها خجلًا، تلعثمت وهي تحاول التخفيف من الأمر:
– لا.. عادي، مش أوي كده.
قهقه بسخرية جارحة، يُخفي بها ارتباكه:
– مش أوي كده طب ياختي، ابقي بصّي في المراية قبل ما تنزلي.. وشوفي الزراير اللي هتتفرتك يا "بتاعة مش أوي كده"
ثم التقط الفنجان من أمامه بعصبية، ووضعه على الطاولة بحدّة، قبل أن يلتفت قائلًا بصرامة:
– يلا نمشي.. بدل ما اتغابي وتزعلي.
خرج بخطوات غاضبة، كأنّه يهرب من نفسه قبل أن يهرب منها.
أما هي، فجمعت أشيائها على عجل، مرتبكة، والحرارة لا تزال تسري في وجنتيها.. تبعته بصمت، لتبدأ يومًا جديدًا معه، وهي تحمل في صدرها وجعًا مكتومًا، وارتباكًا لم تعرف كيف تُخفيه.
وصلا إلى الشركة، فبدأت مرام فورًا في إعداد الملفات وتجهيزها؛ تلميح هنا، ترتيب هناك، . اليوم موعد اجتماع كبير لإمضاء مناقصة ضخمه وكانت هي العمود الفقري لكلّ التفصيلات الصغيرة التي قد تصنع النجاح أو تفقده.
خرجت مرام لترتّب نفسها وتجهز للقاء، وفي تلك اللحظة دخل عليه صديقه فادي بمرحٍ متسابق:
– إيه يا كبير! مستعد؟ النهاردة ليلة كبيرة.
هتف ياسين بنبرةٍ نصفها استهزاء ونصفها حقيقة مرهقة:
– طول ما مرام موجودة مابعملش حاجة، هي اللي بتعمل كل حاجة.
قاطع فادي بدهشة مختلطة بإعجاب:
– هتقول لي؟ والله ماعرف.. البت دي بتجيب الجهد ده كله إزاي؟ هي صحيحة مزه جامدة بس صغنونة كده في نفسها.. لوزاية مقشرة! البلوزة نار النهاردة.
صلّوا على الحبيب. 🌿
انفجر ياسين وسط تحكّم كبير لنفسه.
– ما تحترم نفسك وتتكلّم عدل، والا أقوملك بلا لِبْس، بلا زفت! إنت مالك بلبسها؟
ضحك فادي مستفزًا:
– معلش، نسيت يا عم إنك ما بتطيقش عليها كلمة. إيه هاكلها؟ متهمّد كده. وهي صراحة تتاكل، وخصوصًا النهاردة.
اصطبغت ملامح ياسين بغضبٍ مكبوت:
– والله هقوملك... مانت لازم تتصبح بعلقة الصبح عبوشك. فادي، أنا ما بحبش الهزار في النقطة دي، وانت عارف...
لا إله إلا أنت سبحانك.
رفع فادي يديه مستسلماً:
– خلاص يا كبير، ما تقفّش—عارف والله.
تنهد ياسين، لكن الصوت خرج محمَّلاً بالغيرة قبل أن يسيطر عليه العقل:
– اليوم باين من اوله لابسة زفت الصبح، وعيون الكل عليها. البلوزة هتتفرتك يا شيخة... منّك لله هموت من الغيظ.
قمع نفسَه، ثم عاد ليصبّ طاقته في العمل: بدأ يناقش فادي في تفاصيل المناقصة، أرقام، جدول زمنى، شروط، وخطط العرض، بينما كان قلبه يتلوى ؟
أما مرام—فكانت بعيدًا تجهّز نفسها بهدوء، تجمع أوراقها، وتحاول ترتيب صوت نبضها الداخلي حتى لا يظهر لأحد.
ليظلا لبعض الوقت، لتدخل مرام.. وما إن وقعت عين فادي عليها حتى ابتسم تلقائيًا؛ فهي كعادتها مُشعّة، جالبة للسعادة، وكأنها تضيء المكان بمجرد دخولها.
جلست معهم، وبدأت في الكلام عن الاجتماع، لتُفاجأ بفادي يهتف بعد أن أنهت:
– "والله انتِ بتّ بريمو. ربنا يخليكي للغلابة يا نصيرة العمل الكادح.. انتِ عسل والله."
ليتعفرت ياسين في مقعده، وصوته يعلو غاضبًا:
– "فادي، قوم يلا على شغلك!"
ضحكت مرام، بعفوية ساحرة تُشعل ناره أكثر:
– "انت متعصب ليه؟ والله مستر فادي ده روح المكتب، بيشع بهجة..
صلّوا على الحبيب 🌿."
ليبتسم فادي ويغمز لها، مردفًا:
– "قوليلُه يا بنتي إنّي بشع بهجة.. وهو نكد وبومة!"
لتصدح ضحكتها الرنّانة في أرجاء المكتب، تفجّ تر في قلب ياسين بالنار.
فما كان منه إلا أن هتف مزمجرًابينما كانت مرام تضحك من قلبها على كلام فادي، كان ياسين يشعر إن كل ضحكة منها سكين بيخترق صدره.
"هي بتضحكله بالشكل ده ليه
ضغط يديه تحت الطاولة حتى كادت عروقه تنفجر، لكن على وجهه ظهر بس السخرية المعتادة وهو يهاجم فادي.
.:
– "والله لو ما قمت.. لهطّين عيشتك! وأقوم أرقّدك يا بتاع البهجة يا مشع.. عيل تابوت!
ليقوم فادي مستسلمًا، ويتوجه إلى مرام هامسًا بمكر:
"شُفتي أهو نكد نكد.. ماعرفش طيّقاه إزاي ده."
ثم خرج.
تنهد ياسين، وضاق صدره وهو يهتف في وجهها:
– "إنتو مالكو عالصبح؟ الغزالة سارحة مع بعض. هو في إيه؟ وبيشع وبيزفت عالصبح ونازلة ضحك.. وهو مبتهج أوي، وأنا اللي نكد يا مرام؟"
لتنظر إليه باستغراب، :
– "احنا بنهزر يا مستر ياسين، عادي يعني."
ليزمجر بعصبية يخفي وراءها حرائق قلبه:
– "لأ، ما تهزريش مع سي زفت.. عيل سدغ!"
ضحكت بشدة، ضحكة زادت جرحه التهابًا:"لأ بقى، دا مستر فادي عسليه.
فقال بسخط، وقد احمرّ وجهه:
– "طب هتبَطّلي بقى ولا والله هتلاقيني مطلع غبايي كله عليكي. الـ عسليّة الـ.. يلا يلا، بَطّلي.. ونبتدي نتزفت من سكات"
ثم بدأ يناقشها في أمور العمل، بينما في داخله كان صوته السري يصرخ بغيرته عليها.
مر الوقت لتقوم وتتجه للخارج تعد للاجتماع. جلس ياسين في قاعة الاجتماع، الأوراق أمامه، الأرقام تتناثر على الطاولة، وصوت فادي يشرح نقطة بعد أخرى… لكن عقله ماكنش هنا.
"يا رب استر.. هي داخلة دلوقتي، والكل هيرفع عينه عليها كالعادة.. هو أنا اللي جبت البلا دي لنفسي؟ طب ما أنا اللي بسكتلها وهي لابسة اللي يعجبها.. بس النهاردة مش قادر، نار في صدري كل ما أفتكر العيون اللي هتاكلها. مرام.. مش فاهمة إيه اللي بيحصل لي معاها؟ بقت نقطة ضعفي، وأنا ياسين اللي عمري ما حد مسّني في الحتة دي. شغلي كله واقف على وجودها.. واللي يزودني قهر إنها مش واخدة بالها من اللي جوّايا.. . هو أنا مجنون بيها للدرجة دي؟ ولا دي مجرد غيرة عميانية؟ لا… دي أكتر من غيرة. الله ياخدك يا ياسين، علي قهرتك ."
رفع عينه للحظة، فوجد الباب يُفتح ومرام تدخل بخطوات واثقة، تحمل الملفات بين يديها، وابتسامتها الهادئة تنشر ضوءًا في القاعة.
شعر قلبه يخبط كأنه بيعلن حالة طوارئ… لكنه اكتفى بتكتيف ذراعيه، متخفي وراء صمته المعتاد، وكأنّ شيئًا لا يحترق بداخله.
أتي موعد الاجتماع، ودخل الشركاء.. وبدأ الجميع في مناقشة المشروع، بينما كانت مرام في قلب الطاولة،ترد على الاستفسارات بتركيز واتزان.وصاحب الشركة المقابلة كان يبتسم لها ابتسامة مريبة، وعينه لا تفارقها؛ يجوبها من رأسها حتى قدميها، وكأنه يفترسها بعينيه.
لاحظ ياسين ذلك، فاشتعلت النار في عروقه، وحاول أن يكتم غليانه ليمر الاجتماع بسلام.
انتهى الاجتماع، وتمت المناقصة كما هو مُخطط.. وقف الجميع استعدادًا للانصراف.
اقترب ذلك العميل من مرام، وعيناه تحترقان بالرغبة، حتى أخجلها، ثم قال بنبرة إعجاب واضح: "ماكنتش أتصور إن فيه حد بالكفاءة دي
كان يتكلم وهو يمسك بيدها، بينما عينا ياسين ترمقانه كالصقر، تشتعلان غيظًا، والنار تزيد حين رآها تبتسم ببساطة خجولة.
أخرج العميل كارتًا من جيبه، وقدّمه لها وهو يهمس:
– "ده الكارت بتاعي.. أتمنى لو احتجتيني يوم، أكون عند حسن ظنك."
ترددت مرام ثم أخذت الكارت، بينما كانت يدا يسين ترتعشان من الغضب.. النار شَبّت في قلبه، ولسانه عجز أن يصرّح بما يشتعل في صدره.
في لحظة، هبّ ياسين واقفًا، التصق بها كظلها، وابتسم ابتسامة مصطنعة وهو يمد يده للرجل:
– "شرفتنا والله يا عصام بيه."
اضطر الرجل أن يترك يد مرام ليسلم عليه، ثم التفت مازحًا قبل رحيله قائلاً:
– "أنا بحسدك بجد.. عندك جوهرة، الناس كلها تتمنى تملكها."
جزّ ياسين على أسنانه حتى كاد يُطحن بعضها، وردّ بحدة مكتومة... لأ.. مرام ماينفعش تبقى لحد تاني. مرام.. روح الشركة."
ابتسم العميل ابتسامة غامضة ورحل، تاركًا وراءه حممًا بركانيةً تتفجر في صدر ياسين.. لا يعرف أين ستنتهي، ولا ما سيكون أول انفجارها.
لتستدير مرام وتحاول أن تلملم الأوراق والملفات، لتفاجأ بيدٍ غاضبةٍ تقبض على يدها.
نظرت إليه باستغراب، وهتفت بقلق:
– "مستر ياسين.. فيه حاجة؟"
فتح يدها بعنفٍ صامت، وانتزع الكارت من بين أصابعها، ثم قال بنبرة حانقة:
– "أظن مش حلو يتوزعلك كروت وأنا واقف.. عيب في حقي ولا إيه؟"
كان يتحكم في غضبه بصعوبة، وكأنه يختنق
هتفت بدهشة صافية:
– "يتوزعلي كروت؟ يعني إيه.. مش فاهمة."
كتم غليانه وهو يضغط كلماته حتى لا ينفجر:
– "إيه مش شايفة البيه وهو بيبص عليكي؟ مانا لما قلت عالزفت البلوزة ماعجبكيش كلامي!"
هزت رأسها في استغراب، وردت ببراءة:
– "هو مستر عصام ماعملش حاجة.. وراجل مهذب وجانتية خالص."
فجأة انفجر صوته كالرعد:
– "ماتتلمي بقه! هو إيه اللي مهذب وجانتية؟ دا راجل ماشفش تربية.. ماشفتيش بيبصلك إزاي؟!"
ارتجفت دهشة: "بيبصلي أنا؟لا.. ما شوفت!"
زمجر، وصوته يخالطه قهر مكبوت:
– "طب تسكتي عشان أنا على آخري.. طالما ما بتشوفيش! وهو بروح أمه زبالة.. وبصاته زبالة! قلت من الصبح يوم مش هيعدي.. أنا عارف."
همست مرام برهبة، وهي تراه يشتعل أمامها:.. هو إنت غضبان ليه؟ أنا مش شايفة حاجة تزعل لكل ده!"
كتم غيظه بشق الأنفس، ورد بحِدّةٍ :
– "خلاص يا مرام، خلصنا مش هنقعد نلك سنة في اللي اداكي كارت.. وعنيه باظه شبرين. خلصنا"مزّق الكارت بيده، وألقاه على المنضدة بغلٍّ ظاهر.
بهتت مرام قليلاً، وشعرت بالحرج يتسلل إليها، فصمتت. تعوّدت على نوبات غضبه في حضور الأغراب، لكنها لم تفهم يومًا مكنونها ولا سببها الحقيقي.تنهدت بصمت، ثم أخذت أشيائها وغادرت إلى مكتبها.. تاركة خلفها رجلًا يتأجج قلبه بنيران لا يجرؤ أن يبوح بها.
أما هو، فكان يمرّر ما يفعله دون تبرير؛ فهو مشتعل من أيّ حد يقترب منها. وكان مغرورًا بشدّة، لا يقبل أن يمسّ أحدٌ شيئًا يخصّه، فكان يعتبرها خاصةً به، يتحكّم فيها وليس لها قرار في ذلك.
كان هو محبوب النساء، فلا يقابل امرأة إلا وتقع له، وكان يستكثر نفسه على أي امرأة من كثرة النساء حوله؛ فهو يعتبرهن نزوةً عابرة. ليأتي إلى تلك الجميلة ويتصرّف معها بتهاون شديد، لا يعتدّ بها كشخصٍ ذو رأي.
فهي ذابت في شخصه مما أشبع غروره، فلا يأتي على باله يومًا أنها ممكن أن يكون لها حياة بعيدة عنه، وعن رأيه وأوامره.
كانا يعملان بأريحيّة... ليمرّ بعض الوقت فيخرج ويهتف:
– "إيه مش هنتغدّى؟! أنا جعت...
صلّوا عالحبيب 🌿."
لتقول هي متنهّدة:
– "لا، روح إنت... لسه قدّامي شغل كتير، هلكانة...
ليقترب منها ويهتف متذمّرًا:
– "قومي يا مرام، إنتِ عارفة إني ما بعرفش أتغدّى من غيرك."
لتحاول أن تعترض، فيقول بحدّة:
– "يلا من سكات، ما تعصبنيش... هنتغدّى ونرجع."
فاستسلمت له كالعادة، وقامت ليذهبا سويًا، يقضيان معًا فترة الغداء.كان يحب عشرتها؛ فهي حنونة، طيبة، متفانية، رائعة الجمال، مبهجة للعين.
كان أحيانًا يسهو فيها، ثم ينهر نفسه ليعود إلى رشده. أمّا هي، فكانت من شدّة حبها تشعّ عطاءً وحنانًا، وكان هو يستقبل ذلك كله بسعادة، فهو لا يتخيّل يومه بدونها.
وعطاؤها له أصبح كإدمان وعادة بالنسبة له، لا يقبل أبدًا أن تكفّ عنه، ولا يتحمّل توقّفه. فمن يأخذ دائمًا لا يشبع إطلاقًا... وهذه غلطة فادحة في أي علاقة. فالتفاني في الحب والعطاء لا بدّ أن يُقابل بالمثل، ولكن من يتمتّع بالغرور لا يفهم ذلك... إلا بعد فوات الأوان.
ظلّا يأكلان، لتهتف مرام:
– "آه، من الحق احتمال ما جيش الصبح... عشان هروح مع مستر فادي عند مستر عصام، هيناقش شوية حاجات."
بهت وقلبه يرجف، وهتف بانفعال:
– "نهارك طين! عصام تاني؟! ليه... وراحه لسي الزفت ليه، وسي قطران هياخدك معاه؟ هو إنتو متأجّرين عليا تجلّطوني؟!"
لتهتف بتوضيح:
– "أيوه... مستر فادي أصر، عشان أنا عارفة وماسكة الملف."
فينفعل أكثر:
– "لأ يا مرام، مش هتروحي هناك! ولما أشوف فادي... هطين عيشة أبوه!"
لتنظر إليه باستغراب:
– "إنت منفعل ليه طيب؟"
ليقول ساخرًا:
– "أهوه يا ستي... واحد أهبل. إيه رأيك؟"
فتنهدت وصمتت، فهي لا تعلم ماذا تقول. ساد الوجوم، ليهتف مرّة أخرى بحزم:
– "مرام، شغلك معايا وبس... أنا وبس! لا حد ياخدك ولا تروحي لحد... فاهمة؟"
لتتنهد وتهمس باستسلام:
– "فاهمة... زي ما تقول.فابتسم ويرتاح، فهي تطيعه وتمتثل لأوامره. أنهيا طعامهما وعادا لعملهما.
بعد وقت، اتصل بها ليقول:
– "مرام، عايز هدية حلوة كده هاخدها بالليل... هاتيها، وهعدي عليكي أخدها."
لتهتف بغلبة ممزوجة بعَتَب:
– "إيه... عندك سهرة؟! ما ترحم نفسك شوية... إيه موس ما بتعتقش...
ضحك وقال: بطّلي قرّ يا شيخة، هو أنا ورايا حاجة..! بس بس، خليكي في قمطتك ودنيتك البسيطة.
تنهدت وقالت: أحسن من الوش، ماليش فيه يا عم إنت.
هتف بسرور: وهي دي أحلى حاجة فيكي وربنا.. ربنا يديمها. بتطمنيني والله يا مرام، ومريحة قلبي.
استفسرت بدهشة: أطمنك إزاي؟ مش فاهمة...
ضحك وهو يرد: لا، ما تشغليش بالك.. ما تفكريش كتير. خليكي كده حلوة، مالكيش في حاجة. يلا سلام.
ثم أغلق الخط.
تنهدت هامسةً: ده غُلب والله... يا رب صبّرني.
أكملت عملها، ثم رحلت لتتجول قليلًا بحثًا عن الهدية المطلوبة، وقلبها يثقل بالشجن وعدم الحيلة مما هي فيه. تساءلت في سرها: هل سأظل أستمر هكذا من أجله وهو لا يحس بشيء؟ هل سأتحمل إلى ما لا نهاية؟ الأيام والسنين تمر، وأنا لا أفعل في حياتي شيئًا إلا له...
ثم زفرت بداخلها: يعني هو في إيدي حاجة تانية؟!
عادت إلى منزلها، لتجد والدتها جالسة. دخلت، قبّلتها، وألقت السلام عليها.
قالت الأم: إيه يا مرام، اتأخرتي ليه يا بنتي؟
أجابت مبتسمة بخفوت: معلش يا ماما، كنت بشتري حاجات...
تنهدت والدتها:
– للبيه ماتهمدي بقه يا بنتي، إنتِ شغل الصبح وبالليل..
ردّت مرام:
– يا ماما زعلانة ليه بس؟ هو أنا اشتكيت؟ دا شغل.
تذمّرت الأم:
– آه شغل الأربعة وعشرين ساعة! دي حاجة تنقّط.
تنهدت مرام وهي بتحاول تسيب الحوار يعدّي، فخرج من المطبخ ابن خالتها، ماسك طبق فاكهة، وقعد كأنه مستنيها من زمن.
– إيه ده؟ إنت هنا يا ميدو؟
صلوا ع الحبيب 🌿
– آه ياختي، مستنيكي من بدري.
ضحكت بسخرية:
– خير يا رب.. أكيد مصيبة! ما إنت ما بتستنانيش إلا لما تعمل عاملة.
– طب تعالي عايزك.
– طب اعملّي شاي على ما أغير وأجي، أصل أنا هلكت النهاردة.
تركته ودخلت حجرتها تبدّل هدومها، قلبها مليان تعب، ثم رجعت بعد قليل وجلست معاه في الفرندا.
– شوفي بقه يا بنت خالتي، بقى خير في سلامة وسلامة في خير. أنا معروض عليّا شغل في شركة كويسة وبعمل اختبارات، وقدامي شوية كده.. بس ليها شروط في الوظيفة: إني أكون مرتبط.
قطبت حاجبيها وقالت بحدّة:
– "مرتبط إزاي يعني؟! هما مالهم... صلّوا على الحبيب 🌿."
فهتف بانفعال، كأنه يحاول تبرير ما لا يُبرَّر:
– "أهو كده اللي حصل... اهدّي بقى أما أكمّل
ثم أضاف بجديةٍ فيها شيء من الغصّة:
– "وعشان أمضي العقد ده... ده لو نجحت أصلًا في الاختبارات، لازم الشرط ده يبقى موجود."
زفرت بزهق، وردّت بسخريةٍ لاذعة:
– "والمطلوب يبني... أجي أخطبلك؟
ابتلع ريقه، وتردّد لحظة قبل أن ينطق بخفوت:
– "مش إنتِ بنت خالتي... حبيبتي... وتحبيلي الخير..."
قاطعت كلامه بحدة، وقالت بضجر:
– "ما تنجّز يا واد فيه إيه؟"
تمتم متردّدًا، كمن يخشى ردّها:
– "مرام... أنا هقول حاجة... بس ورحمة أبوكي ما تضربيني."
فعقدت حاجبيها أكثر، وقالت باستهجان:
– "قول يا عملي الأسود... ما هو أنا خلفتك ونسيتك؟"
رفع عينيه نحوها برجاءٍ، وصوته يحمل غلبةً وضعفًا لم تعهده فيه:
– "مرام، إنتِ أختي... وبتحبيلي الخير... وأنا لازم ألبس دبلة. وبفكّر يعني... يعني لو ترضي تلبسي دبلة..."
نظرت إليه بغضبٍ متأجج، فتراجع سريعًا محاولًا إصلاح ما انكسر في عبارته:
– "كده وكده والله إنتِ أختي بس عشان أدوبها في عينهم... وأشوف حالي بدل ما أنا شغّال شغلانة بقرشين... عايز أقبّ على وش الدنيا."
..هتفت:
– "يا نهارك أسود وعايز تقب يا واد على قفايا؟!"
هتف هو بغلبةٍ وارتباك:
– "مانا مش لاقي حد، وما بحبش وانتِ بومة ما بتتجوزيش، فقلت أستفيد يعني... ما هو كده وكده يا مرام فيها ايه..."
خبَطَته وصرخت:
– "إنت يا واد! لسعت. أعمل فيك إيه يا خيّبتك يا خالتي في ابنك الأهبَل!"
تزمر كالاطفال، وقال متلعثماً:
– "طب أعمل إيه طيب؟ ما لقيتش غيرك. أدبَسِه فيّا، وإنتِ بنت خالتي وطيبة وكده... استغفروااااا 🌿"
هتفت بغضبٍ جامح:
– "تصدق؟ أنا عايزة أفلقك نصين! وبعدين يا خفيف لما نتهبّب هيحصل إيه؟"
تنهد هو محتاراً:
– "ماعرفش... عادي نفضل مخطوبين، مش إنتِ يا بت مش عايزة تتجوزي؟ مترهّبنة وموقفه حالك... طيب ماتفيدي ابن خالتك الغلبان؟"
وقامت وهي مقهورة:
– "طب قوم روح، بدل ما أخلي ليلتك طين يا زفت! إنت حرّقتلي دمي يا أخي!"
قام هو بغلبة، لا يعرف ماذا يفعل، جلس يأكل نفسه ويفكر في همّه ومستقبله.
سمعا خبطًا على الباب؛ ففتح محمود ابن خالتها ليجد رئيسها في العمل يقف مبتسمًا:
– "مستر ياسين، أهلاً... اتفضل ثواني هندهلك مرمر من جوه."
قتطَب ياسين حاجبيه، وغضبه ازداد. كلّما جاء ياسين يري محمود موجودًا، يتصرف معها براحةٍ زائدة. انتظر محمود ليدخل الحجرة، فناداها، فزاد غيظه: أنها تسمح له بذلك.
خرجت مرتديةً ملابس بيتيّةٍ بسيطة، وشالًا خفيفًا، ومعها لفة الهدية لتسلمها، فابتسمت له وقالت:
– "كل حاجتك جاهزة... أما نشوف آخرتها في سهراتك..."
ابتسم هو غصبًا عنه، وقال:
– "شكراً يا مرام."
ظل واقفًا، لا يريد أن يمشي، يراها مع محمود بمفرده ويشعر بغيظٍ يكبر في صدره. ثم تساءل بنبرةٍ حادة:
– "هيا.. ماما فين؟"
قالت:
– "بتصلي جوا... معلش، هي بتطوّل في الصلاة، مش هتعرف تسلم عليك."
اقترب محمود وقال:
– "مرمر، أنا ماشي، عايزه حاجة..."
هتفت:
– "لا يا ميدو، تسلّم يا حبيبي..."
كان هناك من يقف وسطهما؛ الدخان يتصاعد منه. : "يا حبيبي يا عيشتك الطين يا مرام هولع وانا واقف ساكت كده اعمل ايه اهبدهم بايه من غيظي دلوقتي..."
اقترب محمود منها وامسك يدها... فاشتعل ياسين، وقلبه كاد يخرج من مكانه. كلم نفسه بصبر ممزق: الصبر... هرشق الواد ده في السقف.
قال محمود، مستعطفًا برحمة:
– "رحمة أبوكي، تفكري؟ أنا ماشي. زقي معايا الدنيا يا مرمرتي..."
نظر ياسين الذي بلغ مَراحل الشياطين وقاطع بنبرة مزيجها سخرية وتودد:
– "سلام يا مستر ياسين، دعواتك والنبي."
نادى محمود ودّعها وقال: "حنّن قلبها عليا..." ثم تركه ورحل.
وقف ياسين، لا يعرف ماذا يفعل؛ يريد أن ينقض عليها ليبرحها ضربًا لتهاونها مع ذلك المحمود. كظم غضبه، فاقتربت هي منه وقالت بقلق:
– "فيه حاجة يا مستر ياسين؟"
هتف بغضبٍ مقطوع:
– "لا، مفيش. هيكون فيه إيه؟ أنا ماشي."
وخرج وطرَق الباب بحدة. استغربت هي من تصرّفه؛ فسمة نوبة غضبٍ غريبة دخلت، وتنهدت بغلب، مستسلِمةً لدنيتها التي أغلقتها على نفسها.
خرج ياسين والغضب يأكله، متألمًا وممزقًا العاطفة:
– "حتة سكرتيرة تعصبك ليه بس؟ لا هي اتجننت! مين الزفت ده اللي كل شوية هئ ومئ... ويمسك ايدها بتاع ايه طب يا مرام ماشي... مرمرتي وحبيبي وزفت... وعايز منها ايه؟ بروح أمّه لا وعايزني احنن قلبها! دانا لو طولت هطلع روحه هطلعها... هموت من القهر، البت من الصبح ماحدش عاتقها. يعني اعمل ايه دلوقتي؟ قهر الصبح وقهر الليل... الله ينكد عليكم كلكم."
ثم نبّه نفسه بصوتٍ أوكد:
– "انت اقعد يا ياسين... كل في نفسك عليها، وانت هتموت عليها انا عارف. بس لا، مش هينفع. البت مالهاش في الشمال؛ ما تبوّظش شغلك. بطل هبل... مانت مالكش صرفة معاها! ودي سكرتيرتك—هتبصلها ازاي؟ هتبص لسكرتيره.. اعقل."
كان غروره يجعله يحس أنه فوق الكل، وتهاونها معه جعله يحس أنه سيد قرارها، وليس العكس. انصرف وهو يأكل في نفسه، لا يعرف السبيل لإطفاء ما بداخله لها؛ فهي تشعلُه، ولكنه لا يجرؤ على الاقتراب ليحترق أكثر، ولا يعرف كيف يطفي النار بداخله.
مِيفو السُلطان 🌛🌛❤️
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق