رواية نوح الباشا (سفر كرياتور)الفصل الحادي والعشرون 21بقلم ندا الشرقاوي حصريه
رواية نوح الباشا (سفر كرياتور)الفصل الحادي والعشرون 21بقلم ندا الشرقاوي حصريه
نوح الباشا
#الفصل_الحادي_والعشرون
طبعًا اللي سهل عليا دا السنيورة مراتك ،لأن من بعد ما عرفتها وأنت تركيزك قل مبقتش تقرا كُل الورق بدقة زي الأول فا أنت مضيت بكل راحه،يعني ورقة وحدة دمرتك،وكمان يا نوح مش هفضل أنا ورا الستارة وأنت اللي ظاهر لازم أظهر أنا كمان ،يعني زي ما طلعتك فوق،نزلتلك تحت فاهم ……….
كان الحديث يقع على نوح كالصاعقة،يبدو أنه حُلم ،لا لا بل كابوس ،كابوس مُميت ،صديقة الوحيد قام بخيانته ،انهيار كامل ،كأن عمارة فاخرة انهارت فجأه أصبحت أتربة.
-ايه يا نوح ،القطة كلت لسانك ولا ايه
حاول نوح التماسك جيدًا ،فالآن أصبح مُعتصم مثل الغُرباء لا يجب أن يرى ضعفه ،فهتف
-لو فاكر إنك لما تاخد ثروتي كُلها إنك كده علمت عليا،غلطان يا معتصم ،بس خدها ،أنا نوح الباشا زي ما عملتها هعمل غيرها كمان،بس اللي مزعلني حاجة وحدة إنك خونت العيش والملح اللي كلناه سوا ،دا أول لقمه بينا أنا قسمتها بينا بالنص ،تقوم تطعني في ضهري ،حلال عليك الثروة كُلها وعارف إنك حطيت إيدك في ايد سُليمان ،بس هتلوث فلوسي بالدم يا معتصم .
لم ينتظر نوح الرد وأغلق الهاتف في وجهه ،وقف أمام المحل ،لا يعرف ماذا يفعل ،أصبح لا يحتكم على مال نهائي .
وثق في شخص واحد منذ بداية عمله ،كان صديق له وأخ ،والأن يقوم بسرقتي .
مُجرد أمضى على ورقة ،جعلته لا يحتكم على شيء .
اقترب من أقرب حائط ،أسند ظهره عليه ،كانه وقف على سلمه من الدرج ،لا يقدر على التقدم أو الرجوع .
لم يُظهر أي رد فعل،إلى الأن لا يُصدق ،تم استغلاله بطريقة قذرة .
اعتدل في وقفته ودلف إلى المحل مرة ثانية ،وجه حديثه إلى البائع
-أنا اسف جدًا بسبب الموقف السخيف دا،بس في خطأ من البنك ،وللأسف معييش كاش ،فاستأذن حضرتك إني الغي الأوردر
هتف البائع بكُل إحترام
-ولا يهم حضرتك يا فندم،ولو عاوزني اعمله من غير اي حاجة عادي احنا في الخدمة.
ابتسم له نوح ورد بكل سرور
-شكرًا جزيلًا ليك ،هاجي مره تانية ،السلام عليكم
غادر نوح من المكان وهو تائه ،وقف في منتصف الطريق لا يعلم إلى أين يسير ،الهواء يضرب في وجهه كأنه يُحركه يمين ويسار،قدميه ثقيله ،لا يقدر على الحركة
نظر حوله ،كل الناس تسير في طريقها ،قهقة الأطفال،خطوات الدراجات ،منبه السيارات،الحياة تسير دون توقف ،هو فقط من تغير حياته ،رأسًا على عقب .
رفع يده أمام وجهه ،شعر بإحساس غريب،يده التي كانت تمضي العقود وتتحكم في المال كانها حبوب من الأرز،تصميماته ،الأن اليد فارغة ،ضعيفة،لا تمتلك ورقة واحدة .
ابتسم ابتسامة مكسورة، وقال بصوت خافت
-معقولة يا نوح؟! معقولة بعد السنين دي كلها تبقى واقف في الشارع تايه كده؟!
جلس على الرصيف ،وضع رأسه بين يده،يسترجع الذكريات،أول مقابلة بينه وبيم مُعتصم،أول سفر،أول مال استجمعوه سويًا.
الضحك،الحُزن ،السعادة،لحظة عندما قسم أول طعام بينهم،كأن الشريط أمامه يُعيد كُل شيء ،منذ ساعات كان شريط سعيد لصداقة وافية،الأن شريط حزين لخيانة صديقه .
سقطت عبراته غصبًا ،لكنّ أزالها سريعًا ،وهو يلتفت حوله ينظر إذا رأه أحد.
وقف عن الرصيف وهتف مُحدثًا نفسه
-خلص… أنا وقعت، بس مش هافضل واقع. هقوم… هقوم مهما حصل.
ثم نظر إلى السماء وهو يستنجد برب العالمين الذي لا يتركه في محنة أو ضيق وقال
-يارب
………………
في غُرفة موج كانت تقف في مُنتصف الغُرفة تَضُم الغطاء الناعم إليها ،لأول مره منذ رُأيت نوح تَشعور بالبرد .
القلق ينهش قلبها من الداخل ،خوفًا عليه ،لكن الأن تُريده وبشده .
الأن تشعر بالوحدة والخوف والقلق ،تعلم أنها عنيدة حد اللعنة ،وهو لم يفعل لها اي شيء يُحزنها .
أمسكت هاتفها الذي أصر عليها أن يظل معها ،بعد أن قامت بإرجاع كُل شيء جلبه لها .
قامت بفتح المحاثة بينه وبينها وقامت بكتابة جُملة واحدة
-نوح…أنت روحت ؟
مرت ثواني ،دقائق ،ساعة كاملة،ولم يُجيب نوح ،وكانت هذه أول مره لم يُجيب نوح .
خرجت من الغرفة بخطوات مترددة، قلبها خائف،وكأن جدران المنزل كُلها تضغط عليها ،خرجت للسُّطح، وقفت عند الحافة تنظر إلى الأسفل
الأشخاص تسير بكُل راحة ،أصواتهم متداخلة ،طفل يركض خلف الكُرة،رجل يُنادي على بضاعته،نساء يتشاجروا سويًا ،الحياة تسير مثل كُل ليلة
أما هي فكانت تقف تُراقبهم بعينين غارقتين في التفكير ،ثم همست لنفسها
-إزاي يا نوح؟! إزاي دي أول مرة ما تردش عليّ؟
هواء بارد يصد بها ،ضمت نفسها بذراعيها ،ثم أخرجت هاتفها من جيب المنامة ،قامت بفتحه ،نظرت إلى اسمه الذي يُزين الشاشة ،ترددت قليلًا لكن بالنهاية ضغطت على رز الاتصال
وضعت الهاتف على أذنها ،تسمع صوت الرنّات ،كُل رنّة كانت تدق في قلبها ،فتح الخط سريعًا ،قالت بصوت مهزوز
-يا نوح… لو سمحت تعال،أنا مش مطمئنة،أنا خايفة
-أنا جاي
كانت هذه الكلمة الوحيدة التي نطق بها نوح، لكنها حملت معها وعدًا صادقًا،أغلق الخط دون تردّد، قلبه يسبق جسده.
ركب سيارته وأدار المحرك بعصبية، ضغط على دواسة البنزين بكل ما أوتي من قوة، والطرقات أمامه صارت ضبابية من شدّة القلق.
لم يفكر في شيء سوى أن يصل إليها، أن يكون بجانبها، أن يُطفئ خوفها قبل أن يُطفئ خوفه هو.
دقائق كان أمام المنزل ،صعد إليها سريعًا وجدها تقف تنتظره ،هتف بكل خوف
-مالك ؟حصل حاجة؟
-مفيش بس قلقت عليك
عقد حاجبيه بغرابة من نبرة صوتها وقال
-لا أنا كويس ماتقلقيش ،أنا لازم أمشي
-ليه
رد ساخرًا
-مش جوزك دا أولًا،ثانيًا إزاي الناس تقول علينا ايه ،وبعدين عندي مشاكل لازم امشي
هتفت سريعًا
-مشاكل ايه؟
رد بكل برود
-ولا حاجة،بقيت على الحديدة
-يعني اي ؟؟
-يعني بقيت على الحديدة،معتصم بورقة توكيل مني بالتصرف في كُل حاجة امتلكها ،باع لنفسه كُل حاجة،مبقتش أحتكم على حاجة نهائي،حتى العربية بكره الصبح هتكون معاه،يعني معييش غير الهدوم اللي عليا وبس، عارفة قالي ايه كمان،قالي السنيورة اللي أنت حبتها،كلت عقلك ،لدرجة إن الورق اللي مضيت عليه مقرأتهوش،شوفتي بقا قد اي أنا كُنت مُغفل.
كانت موج في صدمة من حديثه ،طريقته كانت باردة في الحديث ،كانه تحت تأثير الصدمة ،همست
-إزاي؟؟أكيد في حاجة غلط ؟؟معتصم يعمل كده وفي مين ،فيك أنت ؟
-اه عمل ،وفيا أنا،الأخوات بيخونوا بعض معتصم مش هيخوني،مجتش عليه،المهم انه ميشغلش الفلوس في حاجة حرام ،أنا مسامح .
صاحت بصوتٍ عالٍ
-مسامح؟؟؟مسامح في اي؟؟في شقى عمرك،في مالك اللي فضلت بعيد عن أهلك علشانه !؟ دا تزوير دا حرام؟؟ كلم اي حد يا نوح ،كلم الناس في سويسرا ، أكيد في حاجة غلط
-ايوه قوليلي ،أروح اموته صح ؟ دا حل ؟بس برده مش هاخد حاجة ،بس لازم اشوف الورق ،افهمي يا موج الورق لو صح يبقى أنا فعلًا مليش حاجة عند معتصم .
ثم استطرد
-أنا لازم امشي يا موج ،خلي بالك من نفسك
جاء ليُغادر لكن امسكت معصمه بقوة
-رايح فين ؟
نظر إليها نظرة طويلة ،مليئة بالحزن
-ماشي
هتفت بكلمة واحدة
-ماتمشيش ،خليك أنت شكلك تعبان أوي
-ماينفعش أفضل هنا يا موج ،دا أفضل ليكِ وليا .
شعرت بكسرة قلبه ،تعلم انه لا يريد أن يرى أحد حُزنه ،همست
-طب هتروح فين
صاح بها بصوتٍ عالٍ
-هتصرف يا موج أنا مش عيل في اي
صمتت لبضع ثوانٍ ، نظرت له واغرورقت عينها، قلبها ينبض بقوة من الخوف
همست بخجل
– طب… طب ما تسيبنيش لوحدي يا نوح، أنا… أنا عاوزاك تفضل معايا، تكون جوزي بجد.
تجمد نوح في مكانه،صوته العالٍ لم يظهر،نظر إليها بصدمة لا يعرف ،يفرح لقربها له وهى من تطلب،أول لحزنه أنه لا يقدر على عيشها في نفس المستوى السابق،لكن اقترب وهمس بصوت هادئ
– موج… أنتِ فاهمة أنتِ قُلتي إيه؟
هزّت راسها بخجل وهبطت عبراتها،وقالت
– آه فاهمة… مش عايزة تمشي… عايزاك تكون معايا على طول.
هو أخد نفس عميق، وصوته أصبح مليئ بالحنو
– كنتِ لازم تقوليلي ده من زمان يا موج،قولتي متأخر يا موج متأخر،دلوقتي في الحال دا ،مقدرش أشيل ذنبك …..
يــــــتـــبـــع…….
رأيكم؟
حاسة إن رد فعل نوح بارد شوية مع معتصم معرفش ليه 🙂
في نفس الوقت إن الحزن والمحنة لما تتقسم على اتنين أحسن من لما يشيلها واحد بس 🙂
في نفس الوقت بقا أنا صحيت من النوم بحلم برد فعل نوح وكده غلط عليا🙂😂
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق