رواية أنا لك ولكن الفصل الاول والثاني والثالث بقلم سارة بركات حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية أنا لك ولكن الفصل الاول والثاني والثالث بقلم سارة بركات حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
الفصل الأول
*أنا حبيت مره قبل كده أو يمكن أنا إللى كنت معتقدة كده، كانت العلاقه دى من النوع إللى مستحيل تكررها فى حياتك تانى، من النوع إللى يخليك تهرب منها وتنفد بجلدك.. أنا عندى أب، بس هو كان أقل مايقال عنه إنه وَحش بالنسبة لأي حد ، كان بيقتل أي حد بيقف في طريقه من غير رحمة؛ فبالتالى اضطريت أهرب من كل ده وعشان كده جيت على القاهره آخر مكان ممكن يدور عليا فيه لانها معروفة بزحمتها ده غير إنها من أكبر المدن ف مصر فأكيد مستحيل يلاقيني هنا.. لحسن حظى عرفت أتواصل مع صديقة ليا هنا من عيلة المحجوب المعروفة، هي مخطوبة لإبن عمها بهاء محجوب وبتحبه جدا، واتكلمنا بوضوح عن نيتهم ناحية والدي وانهم محرصين منه ومش هيأذونى، وكمان اتأكدت مني إني مش جايه أأذيهم أنا بس كنت عاوزه أهرب من كل إللى فات ده، وعامةً أنا مدينة ليها بحاجات كتيرة أوي لإنها هى إللى ساعدتني أهرب من والدي*
كانت واقفة قصاد مكتب السكرتيرة بتاعت الكلية إللى هتتعين فيها وشنطة هدومها ف ايديها، ولسوء حظها وصلت متأخرة يوم عن الميعاد إللى كانت محدداه بسبب إنها كانت بتحاول تهرب من والدها ومن كل الاماكن اللى كان رجالته بيجروا وراها فيها لحد ماعرفت تركب ف اقرب ميعاد للقطر إللى رايح القاهرة ..بعدها أخدت تاكسى من قدام المحطة لحد الكلية عشان توصل بدري قبل ما المحاضرات تبدأ وكل ده بفضل الفلوس إللى أروى محجوب إدتهالها.
فى مكتب السكرتيرة:
السكرتيرة بتبصلها من فوق لتحت...
آيه للسكرتيرة وهى متابعهطة نظراتها ليها: "لو سمحتى ممكن اسيب الشنطة دى عندك النهارده لحد ما المحاضرات تخلص؟"
بصت بقرف على شنطتها إللى حطاها جمبها على الأرض.
السكرتيرة وهى رافعة حاجبها: "ماشى بس لو سبتيها هنا أكتر من كده أنا هعرف أتعامل معاها."
آيه بامتنان: "شكرا"
حطتها فى ركن فى أوضة المكتب ولفت عشان تبص للسكرتيره ولسه هتتكلم....
السكرتيرة وهي بتقاطعها: " إنتي هتكوني المساعدة بتاعة دكتور أدهم الشرقاوي السنادي والكتب دي *بتشاور على كوم الكتب إللى موجودين على المكتب إللى قدامها* هتوديها لقاعة المحاضرات عشان مهمين جدا لطلبة سنه رابعة"
آيه بإستفسار: "معلش بس أنا لحد علمى المفروض أكون المساعدة بتاعة دكتور فتحى دكتور الأدب؟!"
السكرتيرة:" هو فعلا كان المفروض تبقى المساعدة بتاعته بس دكتور فتحى إختار طالب من طلابه يساعده بدالك فانتى اتنقلتى لدكتور أدهم الشرقاوى دكتور التاريخ والحضارة".
آيه اتضايقت لمجرد ذكر اسم المادة نظرا لإن والدها كان تاجر آثار وقالت في سرها * يعنى أنا هربت من كل ده عشان أتدبس فى الحاجات دى لا وأسمع عنها كل يوم.*
قطع تفكيرها صوت السكرتيرة...
السكرتيرة باستغراب: "هو فى مشكله؟"
آيه بضيق مكتوم: " عموما ده مكنش اختياري من البداية."
السكرتيرة بسخرية:"بصى بقا هو راجل عجوز ومكحكح وبيهتم بأدق التفاصيل يعنى لازم تكون قاعة المحاضرات منظمة جدا ومترتب فيها كل حاجة وكاملة برده، ولمصلحتك وديله الكتب دى لحد عنده فى القاعه قبل ما الطلبة ييجوا".
آيه بصت بضيق وتأفف للكتب الضخمة التقيلة، الوقت كان قصير جدا قدامها فكان لازم تتصرف وتشيلهم كلهم بسرعة عشان تلحق، شالت الشنطة إللى كانت لابساها على ضهرها وحطت فيها نص الكتب وبعد كده لبستها تاني وأخدت باقي الكتب بين دراعاتها وخرجت من مكتب السكرتيرة ولحسن حظها ممر الكلية كان فاضي مكنش فيه غير طلبة قليلين هما إللى ماشيين وكانوا بيوسعولها الطريق وكل اللى كانت بتقوله "شكرا" لحد أما وصلت قدام القاعة في طالب فتحلها الباب وشكرته ودخلت القاعة..
في القاعه:
دراعها وضهرها كانوا بيوجعوها جدا بسبب الكتب إللى شايلاها كانوا حِمل تقيل عليها، كملت طريقها للمكتب جوه لحد ما خبطت في حد هي ماشافتهوش والكتب إللى كانت في ايديها كلها وقعت حواليها ..
صرخت بفزع وغمضت عينيها وكانت بتحاول تحمي نفسها بإن مافيش كتب تيجى عليها وف نفس الوقت فى دراع قويه شدتها نحية صدر صلب وضمتها جامد..فضلت مركزة مع صوت الكتب وهى بتقع على الأرض لحد ماسمعت صوت آخر كتاب وهو بيقع قررت إنها تفتح عينيها .. ولما فتحتها لقت كتاب مفتوح قدامها ف مستوى نظرها واقع على كتف الشخص إللى ماسكها..استنت ثانية لحد مانفسها ينتظم وتهدى ولاحظت ريحة الشخص إللى معاها كانت ريحته جميلة وجذابة، حست إحساس غريب بسبب قربهم الغريب ده إحساس ماينفعش تحس بيه أبدا، بعدت عنه ورفعت راسها شويه عشان تشوف مين ده..
كان شاب ثلاثينى أقل مايقال عنه وسيم، سادت لحظة صمت وتأمل من كلا الطرفين كان شعره أسود وعينيه لونها سماوى كانت تايهة ف عينيه إللى كانت بتبصلها في نفس الوقت .. فاقت من إللى هى فيه واتوترت جدا ومش عارفة تقول إيه وبتعض فى شفايفها من التوتر وعينه كانت متابعه الحركة دى وبعد كده رجع بص في عينيها تانى واتكلم بقلق..
"إنتي كويسة؟!"
آية بتوتر: "أنا آسفة انا ماكنتش شايفة حضرتك كنت بحاول إنى أوصل الكتب إللى المكتب باعتها للدكتور قبل ما الطلبة يوصلوا."
إفتكرت آية ف اللحظة دي تحذير السكرتيرة ليها عن الدكتور إنه منظم وقاسى وده بالنسبالها مش هيبقى إنطباع كويس عنها فى أول يوم شغل ليها لو الدكتور جه ولقى الكتب واقعة على الأرض، بدأت تشيل الكتب من على الأرض، الشاب شال الكتاب من على كتفه ونزل ف نفس مستواها ع الأرض عشان يساعدها، آية خطفت نظرة ليه بطرف عينيها وفى اللحظة دى اتقابلت نظراتهم وإبتسملها، وشها إحمر جدا من الكسوف وبصت ف الأرض..
الشاب بإستفسار وهو بيشيل الكتب من على الأرض: "إسمك إيه؟"
ردت وهى مشغوله بالكتب : "إسمى آيه."
الشاب: "هو إنتي طالبة هنا؟"
آيه بقلق:" لا، أنا المساعدة الجديدة بتاعة دكتور أدهم الشرقاوي وده لإن دكتور فتحى لقى شخص يساعده وعشان كده الكلية نقلتني لدكتور أدهم"
الشاب استغرب لإنه سألها سؤال واحد لقاها كرت الاجابة دي كلها بس انتبه لتوترها وخوفها
الشاب ببساطة وهدوء: "طب إنتى خايفة ليه كده؟"
آيه:"السكرتيرة حذرتني وقالتلي إنه عجوز ومكحكح فعشان كده أنا خايفة إن الإنطباع الأولاني إللى هياخده عنى هيكون وحش لو جه ولقى الكتب دى واقعة كده على الأرض."
الشاب كان بيسمعها وضحك ضحكة خفيفة ..
آيه بتعجب وهى ملاحظة حركته دي:" ألا صحيح هو حضرتك جاي بدرى ليه؟!"
الشاب بإبتسامه كبيرة:" أنا دايما بحاول أوصل بدري عشان أجهز للمحاضرات، وعلى ما أعتقد مكتب المساعدة هناك ف الركن ده خلينا نودي الكتب دي هناك."
إبتسمتله بامتنان وشالت الكمية إللى كانت ف ايديها وحطتها على المكتب ورجعت تانى لباقى الكتب إللى على الأرض، الشاب أخد الكمية إللي كانت معاه وحطها على المكتب ورجع للباقيين عشان يشيل آخر كمية.
الشاب:"بس ماينفعش تصدقى إللى السكرتيرة بتقوله دايما، هى بس بتحب تعمل مشاكل، يعنى دكتور أدهم الشرقاوى مش وحش زى مانتى سمعتي."
آيه بتوتر:"مش هتفرق كتير، أنا بتمنى بس إنه مايطردنيش من أول يوم ليا أنا حقيقي محتاجة الوظيفه دى."
الشاب بحيرة:"ماتقلقيش، هو إنتي دايما متوترة كده؟"
آيه بإحراج:"هو بس القطر كان وصل من شوية وكنت خايفة أبقى متأخرة لإن سفري إتأجل لوقت طويل حتى للأسف مكنش عندي الفرصه إنى أروح البيت إللى المفروض هعيش فيه، فلأ مش دايما متوتره هو النهارده بس."
مستغربش المرة دي من شرحها الطويل للسبب وده بسبب التوتر اللي هي فيه، وصلت إيديهم لنفس الكتاب وصوابعهم لمست بعضها، إتكسفت وسابت الكتاب بسرعة .. وضافه الشاب للكتب إللى ف إيده والاتنين راحوا للمكتب وحطوا الكتب دي ومعاهم الكتب اللي في شنطة الظهر بتاعتها.
آيه باستفسار وهى بتلف للشاب: " صحيح حضرتك ماقلتليش إسمك إيه؟، أنا آسفه نسيت أسألك بسبب الكتب دي."
الشاب بابتسامه وهو بيبصلها: "أنا أبقى....."
قاطعهم دخول الطلبة للقاعة، الشاب كان مركز على الصفوف الأولى إللي باقت مليانة ولف لآية.
الشاب بلطف:" تقدري تبدأي توزعي الكتب دي بس حاولى ماتوقعيهمش تانى."
آيه بإبتسامة هادية:" هو مش أنا لازم أستنى دكتور أدهم لما ييجي عشان يقولي أعمل إيه؟"
الشاب بإستفسار وهو بيشاور على الكتب:"مش الكتب دى لسنة رابعة برده؟"
هزت راسها..
الشاب وهو بيكمل:"ودول سنة رابعة لأنهم أول محاضرة النهارده."
آية:"تمام."
أخدت كمية بسيطة من الكتب ووزعتها على الطلبة اللي قاعدين ف الصفوف.
في طلبة كتير ابتسمولها وفي اللى قالولها "صباح الخير" وأخدوا كتبهم وفي إللى بصولها بضيق كأنها هى السبب فى إنها بتزود عليهم الحِمل ف المذاكرة، وهي بتوزع آخر كمية من الكتب كانت فوق في القاعه على الليمين سمعت صوت بنت بتقول "صباح الخير يا دكتور أدهم" ، آية بصت وراها عشان تشوف الدكتور مالقتش حد ولفت انتباهها الشاب إللى كانت واقفة معاه كان واقف حواليه بنات كتير، عقدت حواجبها بعدم فهم وقعدت تفكر هو بيشتغل إيه عشان البنات دول يقفوا معاه كده بس بررت إنه ممكن يكون شغال معاها مساعد برده لدكتور أدهم.
ركزت فى توزيع باقي الكتب للطلاب إللى قدامها، طالب منهم قالها:"ازيك،إسمك إيه؟"
ردت بهدوء:"آية."
فى نفس الوقت سمعت حد بينادي على دكتور أدهم تانى ولفت عشان تشوف مين .. كانت بنت رافعة إيديها وبتقول " دكتور أدهم أنا عندي سؤال قبل ما حضرتك تبدأ المحاضرة." آية لاحظت إن الشاب إللى كان واقف معاها بص للبنت وساب البنات إللى حواليه وراح نحية البنت دى وقال: "إتفضلي أنا معاكي."
إتصدمت جدا وفضلت واقفة شوية مش مستوعبة وبتبص لدكتور أدهم والبنت إللى بتسأله وهو بيجاوب على كل أسئلتها بذكاء وبيشرحلها، فاقت من صدمتها ولسه بتلف عشان تمشي وتنزل من المدرج فقدت التوازن بسبب إن في حد حط قدم رجله قدامها فاتكعبلت ووقعت على الأرض وكان الطالب اللي بتتكلم معاه من شويه هو اللي عمل الحركة دي
الطالب بضحك:"مش تحاسبي"
البنت إللى جمبه بعصبية:"إسكت يا أحمد إنت اللي حطيت رجلك قصدًا عشان توقعها."
آية إتحرجت جدا من الموقف إللى حصل ده وجت تقوم من على الأرض لقت دكتور أدهم بيبصلها ورافع حاجبه بضيق وقالت لنفسها:" دى كملت اكيد شافني وانا بقع على الأرض، هو اليوم باين من أوله ياترى هيطردنى ولا هيخلينى أستقيل ولا هيعمل إيه؟! ماهو مش طبيعي يسيبني بعد الشوشرة اللي حصلت قدام الطلبة كلهم لا وكمان قلت عنه عجوز ومكحكح!"
آرائكم؟ توقعاتكم؟
رواية/ أنا لك ولكن .. بقلم/ سارة بركات
الفصل الثاني
أدهم فضل واقف في مكانه ومعقد حواجبه بضيق ومركز معاها وهى بتقوم من على الأرض، آية اتحرجت وبصت فى الأرض أكيد منظرها مُضحِك.
كان آخر كتاب هي سلمته كتاب أحمد، نزلت من المدرج وهي بتبص في الارض ورافضة تماما تبص لعيون دكتور أدهم وراحت على مكتبها وحاسه إنه برده عينيه لسه عليها لحد مابدأ محاضرته، آيه طلعت نوته وقلم من شنطتها وحطتهم على المكتب وعينيها جت على كتاب الأدب إللي كانت بتقرأ فيه فى طريقها وهي مسافرة، حطته على المكتب برده بس بنية إنها مش هتشيله معاها تانى بعد كده وفجأه لقت كمية أوراق اتحطت قدامها رفعت عينيها ..
أدهم بإبتسامه خفيفه:"دول برده محتاجك توزعيهم على الطلبة، دول عبارة عن أسئلة تقييم للطلبة عن إللي هما فاكرينه من المحاضرات إللى فاتت فاطأنتي هتصححيهم بعد مايخلصوا حل وهتجمعيهم تاني."
أخدت منه الورق بإحراج، أدهم لف وراح نحية المدرج وطلب من الطلبة الهدوء وبدأ يتكلم عن الأسئلة إللي هتتوزع عليهم...
بدأت توزع الورق ولما وصلت نحية أحمد وهى بتديله ورقته
أحمد بغمزة: "شكرا ياقمر".
البنت إللى جمبه بصتله بضيق وآية رجعت للمكتب بتاعها، وطلب دكتور أدهم من الطلبة إنهم يبدأوا حل ، آية لحد الأن مش مستوعبة إن الشاب إللي خبطت فيها ده يبقى هو دكتور أدهم، رفضت إنها تبص عليه لإنها كانت محرجة منه مش بس عشان خبطت فيه لا دى وقعت كتبه ع الأرض ده غير إنها اتكعبلت ووقعت على الارض قدام المدرج كلها ومنظرها كان مُحرِج، كانت بتحاول تتوقع إللي هيقوله ليها بعد ما المحاضرات تخلص، كانت بتبص بشرود قدامها بس لقت قلم أحمر اتحط قدامها على المكتب مما خلاها ترفع راسها وتتقابل نظراتها مع دكتور أدهم
أدهم بإبتسامه وهو بيحط ورقة جمب القلم:"إنتي هتحتاجي ده للتصحيح، والورقة دى نموذج الإجابة ولو قابلتك أى إجابة إنتي مش متأكدة منها إعملي عليها دايره وإديهالي عشان اصححها."
هزت راسها لإنها مكانتش عارفه تتكلم لإن ابتسامته كانت جميلة بس فاقت من اللي هي وهزت راسها بنفي وضيق في نفس الوقت أخدت نفس عميق ومسكت القلم وإرتاحت إن إيديها مش بترتعش وبصت لنموذج الإجابة وقعدت تقرأه والمعلومات فى العموم كانت مش غريبة عليها فافتكرت باباها وكشرت بضيق .. دكتور أدهم بصلها لما لاحظ ملامحها دي واتحرجت منه وبصت في الورقة وكملت قراءة وخلصتها واستنت الطلبة يخلصوا حل، دكتور أدهم أعلن إن الوقت انتهى وهى أخدت الأوراق من الطلبة وقعدت على المكتب عشان تصححها، وفي باقي المحاضرة آية كانت بتصحح الأوراق ودكتور أدهم كان بيدي نصايح للطلبة بخصوص الدراسة بشكل عام و كمان طلب منهم يحضروا دروس معينه للمحاضرة الجاية، باقي اليوم كان نفس النظام بتاع المحاضرة الأولى ده، وبعد ما المحاضرات كلها خلصت آية أخدت بالها إن دكتور أدهم ماشي نحية باب جوا القاعة أول مرة تاخد بالها منه ، أدهم فتح الباب ودخل وسابه مفتوح، آية معرفتش تشوف فى إيه جواه فكملت تصحيح لحد ما أدهم نده عليها..
أدهم:"آية، ممكن بعد إذنك تجيبي الورق إللى إنتي خلصتيه؟"
أخدت الأوراق إللى هى صححتهم وراحت على الباب لقت مكتب جميل جدا موجود فيه كمبيوتر ومكتبة كتب كبير، نسيت نفسها وهى بتتفرج على المكتب لحد ما افتكرت إنه هو مستنيها،،أخدت بالها إن أدهم كان بيبص على رد فعلها لما شافت مكتبه فضحكت على نفسها من الموقف المحرج ده.
آيه بإحراج:"أنا آسفة، إتفضل."
آدهم باستفسار:"إنتي خلصتيهم كلهم؟"
آيه: تقريبا يادكتور."
أدهم بإبتسامة:"تمام، روحي خلصي الباقي، شكرا."
آية رجعت لمكتبها وكملت تصحيح وبتبص على باب مكتبه وبتفتكر كلامهم الصبح وبتقول لنفسها:"هو فعلا ماكذبش عليا خالص لما اتكلمنا هو بس مالحقش يقولى هو مين، والسكرتيرة الغريبة اللي بره دي فظيعة بجد لازم أخد حذري منها."
خلصت تصحيح باقي الأوراق وراحت وقفت عند ممر الباب مستنية إن الدكتور يقولها تدخل، أدهم رفع راسه من على المكتب وبصلها...
أدهم بإستغراب:" تقدرى تدخلى يا آية إنتي مش محتاجه تستنى بره إنتي مرحب بيكى هنا في المكتب فى أي وقت."
آية افتكرت والدها لما كان دايما بيخليها تقف تستنى بره على باب مكتبه لحد مايسمحلها تدخل كان ممكن حتى تستنى ساعة على مايخليها تدخل، أدهم لاحظ ترددها...
أدهم بإبتسامة: "إتفضلي هنا *بيشاور على الكرسي إللى قدام مكتبه* إحنا لازم نتكلم."
إدتله باقي الورق وقعدت على حرف الكرسى وبصت للأرض وكانت خايفه أحسن يطردها ومش عارفة هتعمل إيه بعد كده.
أدهم بتنهيدة:"أنا آسف جدا على إللى حصل النهارده الصبح يا آية، أنا كنت لسه هقولك أنا مين بس ساعتها الطلبة دخلوا ، أنا آسف على أي فكرة وحشه اتكونت عني فى دماغك بسبب الموضوع ده."
"ده بيعتذر!!"
قالت الكلمة دي لنفسها كانت مصدومة من رد فعله على أحداث اليوم، أدهم رفع عينيه من على الأوراق إللي قدامه وبصلها واتقابلت نظراتهم لبعض..
أدهم بابتسامة لطيفة: "أنا لازم أعترف إن الموقف إللي حصل بينا ظريف."
رجع يبص تاني على الأوراق إللي قدامه على المكتب، آية كانت مركزة معاه وهو بيصحح الورق أسرع منها بكتير..
أدهم:"أنا آسف كمان لو الاكتشاف ده وقعك ف موقف محرج ف الآخر، بس إنتي إزاى وقعتي على الأرض، أنا مانتبهتش للي حصل."
مابصتلوش بس حست إنها في موقف سخيف جدا ...
حمحمت بإحراج:" هو بس حصل لما اكتشفت حضرتك تكون مين وساعتها كنت بسلم الطالب أحمد الكتاب بتاعه فغالبا كده اتكعبلت في رجله لانها كانت في طريقي، أنا آسفةعلى الموقف المحرج ده بجد."
أدهم: "الموضوع ميستدعيش الأسف المهم إنك بخير، خدي بس حذرك المرة الجاية."
آيه بإستغراب:"المرة الجاية!! يعنى حضرتك مش هتطردني؟"
أدهم بإستغراب:"وهطردك ليه؟ إنتي عملتي ايه وحش أصلا عشان أعمل كده؟"
آية:"عشان أنا خبطت فيك ووقعت كتبك كلها ع الأرض و ماكنتش عارفة إنت مين ده غير إنى قلت عنك إنك عجوز ومكحكح وكنت موضوع للسخرية قدام الطلبة النهاردة لنا انا وقعت تاني وكل ده طبعا ف أول محاضرة."
أدهم ابتسم وبصلها وفضل يدرس ملامح وشها لدقيقه قبل مايرد ..
أدهم بهدوء:" أنا شايف إن المواقف دى بسيطة جدا متستدعيش كل ده نقدر نقول إنها مسلية أكتر من إنها تكون سبب في طردك، وبعدين أنا سعيد إني اتعرفت عليكي كشخص عادي مش كدكتور أدهم، ماتضايقيش نفسك الموضوع عدا ودلوقتى...."
أدهم أخد موبايله من درج مكتبه واتكلم بانشغال:" أنا محتاج آخد رقمك فى حالة لو احتجت أكلمك ف حاجة تخص المحاضرات."
حست بالإحراج جامد ومش عارفه تقول إيه وبصت بعيد عنه..
آية بتوتر وبسرعة :"أنا مش معايا موبايل يا دكتور."
حس ان الادرينالين بقا عالي عندها شويه وحس كمان انها متوترة لانها بتفرك في ايديها الاتنين ..
أدهم بإستفسار:"اهدي طيب الموضوع ميستدعيش التوتر ده، طب مافيش أي طريقة أقدر أوصلك بيها، طب المكان إللى إنتى قاعدة فيه مافيهوش تليفون أرضي حتى؟"
آية وهى بتبصله ف عينيه وقالت بهدوء "مش متأكدة، بس أنا أقدر أدي حضرتك رقم صاحب المكان إللى أنا قاعدة فيه بس هو قاعد في مكان بعيد عني."
أدهم بحيرة:"وفين المكان ده؟"
حست بالإحراج من الموقف إللي هي فيه وده لانها حست انه شافها شحاتة، يعني مش معقولة لسه بيبدأوا يتكلموا وتقوله انها مش معاها موبايل وكمان قاعدة عند حد، غمضت عينيها بضيق وبعدها اخدت نفس عميق وكتبت رقم على الورقة إللي أدهم إدهالها..
آية وهي بتديله الورقة: أنا قاعدة ف بيت بسيط ملك لعيلة المحجوب، إتفضل يا دكتور ده الرقم إللى معايا، ده رقم تليفون يحيى محجوب، البيت إللي قاعدة فيه منعزل شويه عن المدينه تقدر تقول مزرعة قديمة زى ما اتحكالى يعنى منطقة مقطوعة، بس أنا هحاول أشتري موبايل بعد أول مرتب ليا وساعتها حضرتك تقدر تتواصل معايا ."
حست بإحراج أكتر لإنها بكده كانت بتقوله إنها مش معاها فلوس ومجرد إنها يكون معاها موبايل مش هيحصل غير لما يكون معاها فلوس ..
غمضت عينيها بضيق لإنها مضطرة تحكي وتتكلم عن تفاصيل متخصهوش ومتخصش حد بس لازم يعرف لانها بتشتغل تحت إيده، بصت لأدهم إللى كان بيبصلها في المقابل ..
أدهم وهو معقد حواجبه وبإستفسار:"إنتي متأكدة إن إنتي هتكونى فى أمان هناك؟ إنتي هتقعدي هناك مع حد يعني؟"
آية بهدوء:"لا يا دكتور، أنا هكون عايشة لوحدي."
بصت للوقت ولقت إنها إتأخرت جدا وإتكلمت بتشتت
" أنا لازم أمشى لازم أوصل البيت قبل ما تليل"
أدهم بحيرة وتعجب في نفس الوقت:"بس إنتي قدامك وقت كبير يعني قدامك كذا ساعه لحد ماتليل، هو انتي هتروحى هناك بعربيتك ولا بالأوتوبيس ولا هتروحي إزاي؟"
آيه بإحراج زائد عن حده وهي بتقوم من مكانها بهرولة:"أنا هاخدها مشي يا دكتور، بعد إذنك أنا لازم أمشى دلوقتي لإن اتقالى إن المسافة طويلة من هنا لهناك وممكن تبقى أطول بشنطة السفر بتاعتي، شكرا بجد إنك ماطردتنيش."
اتحركت خطوه نحية باب المكتب.ط بس وقفها صوته:
"ممكن أوصلك؟ بالطريقة دي هعرف أقدر أوصلك إزاي لحد مايبقى معاكي موبايل."
فضلت واقفة شويه وبتحاول تجمع كلامها عشان هو صح .. ماهو مش منطقي انها تاخدها مشي الفكرة إنها معملتش حسابها انها هتتأخر يوم كامل فبالتالي كل إللي معاها اتصرف مع الأسف..
"أنا سمعت إنه ف طريق كله زرع والطريق ضيق واعتقد إن عربية مش هينفع تعدى هناك بس أعتقد يعنى إن حضرتك تقدر توصلني على أول طريق المزرعة بحيث إنه هيوفرلي وقت."
أدهم ابتسم وآيه لقت إن ده رد غريب منه وقالت ف سرها " هو أنا قلت حاجه تضحك!"، خرجت بره المكتب وهو مشى وراها وقفل باب المكتب بتاعه، راحت عند مكتبها واخدت شنطة الضهر بتاعتها وخرجوا من القاعة هما الاتنين.
بنات كتير من طلابه وقفوه كذا مرة فى الممر بتاع الكلية ، آية استنت على جمب لحد مايخلص وبعد كده راحت عند مكتب السكرتيرة لما لقته هيطول فى وقفته معاهم.
"ربنا يستر ومتكونش رمت الشنطه بتاعتى."
دخلت المكتب لقت إن السكرتيره مستنياها..
السكرتيرة بضيق :"إتأخرتى!"
آية باعتذار:"أنا آسفه."
راحت عند ركن المكتب وشالت شنطتها وحست إن فى حد وراها وبيقف جبنها..
أدهم:"جاهزة عشان نمشى؟"
لفت وبصتله "أيوه، شكرا ليك"
أدهم بص للسكرتيرة وإبتسملها وهى ردتله الإبتسامة بإبتسامه وفضلت تتفحصه بعينيها أخد شنطة آيه منها وشالها ..
" لا بينا"
ده اللي قاله أدهم وهو بيخرج من مكتب السكرتيرة وآية مشيت وراه لحد ماوصلوا لجراج العربيات قعدت تدور و تشوف هو راكن عربيته فين لكن بدل ده هو كمل مشى لحد رصيف كان عليه عجل مركون.. لاقته ماشي نحية موتوسيكل، طلع جاكت جلد أسمر من شنطه جانبيه للموتوسيكل، كانت منبهرة من الموقف ده ..
ادهم وهوبيلف ليها وبيشاور على الشنطة إللي في ايده:"دي بس إللي معاكي؟"
هزت راسها بالموافقه وبتقول ف سرها:" طبعا ماحدش هياخد هدوم أكتر من كده لما ييجي يهرب."
أدهم حط شنطتها على رف الشنط إللى ورا الموتوسيكل ولف ليها وماسك خوذة الموتوسيكل في ايده وبيديهالها عشان تلبسها على راسها، أخدتها بتردد ولبستها على راسها وربطتها كويس وهى بتتفرج عليه وهو بيشغل الموتوسيكل لحد ما اشتغل..
أدهم:"طب إيه؟ جاهزه تركبي؟"
بصت للموتوسيكل وبلعت ريقها بخوف لإنها عمرها ماركبت موتوسيكل قبل كده، وفي نفس الوقت بتسأل نفسها هو ليه بيساعدها؟ .. بس انتبهت لما هو ابتسملها ومد إيده نحيتها كان حاسس بتوترها وكان مستنيها تمسك إيده عشان تركب وراه ... أفكار كتير بتهاجمها وبتشتتها وهي بتبص على إيده الممدودة ليها .. اتقابلت نظراتهم وهو طمنها بابتسامة غمضت عينيها ومش فاهمة ليه قلبها بيدق دلوقتي؟ هي مش في حالة تسمحلها بالمشاعر دي اتوترت واتكلمت ..
" هتحرك ازاي؟ أنا مقولتلكش العنوان."
أدهم بابتسامة: "سهلة تديلي العنوان مع اني افضل انك تقوليلهولي واحنا راكبين."
حمحمت واتكلمت:"بس أنا بسرح في الطريق مش بركز وبنسى نفسي."
أخدت ورقة من شنطة الظهر بتاعتها كان مكتوب فيها العنوان بالتفصيل .. أدهم بص للورقة لوهلة وبعدها حطها في جيبه وابتسم:"الطريق سهل جدا يلا بينا."
مد ايده ليها مرة تانية والمرة دي آية مترددتش ومسكت إيده تسند عليها عشان تطلع وراه على الموتوسيكل.
..................
آرائكم؟ توقعاتكم؟
الفصل التالت
رواية/ أنا لك ولكن .. بقلم / سارة بركات
آية استقرت وراه على الموتوسيكل خلاص ..
أدهم:" امسكي فيا كويس عشان متقعيش"
وبتردد حاولت انها تلف دراعاتها حوالين وسطه عشان تمسك فيه كويس بس اتحرجت وقررت إنها تمسك في الموتوسيكل وخلاص .. أدهم لف وبصلها وعقد حواجبه ولقاها بتقول:
"أنا تمام كده."
رجع بص قدامه وبدأ يتحرك وسرعة الموتوسيكل كانت قوية لدرجة إنها من خوفها سابت الموتوسيكل ومسكت جامد في الجاكت الجلد اللي هو لبسه من شويه وبالفعل اتحرك وطلع على الطريق السريع ..
كان بيفكر كتير وبيسأل نفسه هو ليه قرر يساعدها وهو ميعرفش غير إسمها بس! .. دول لسه متعرفين من ساعات هو اه شيء مش طبيعي ومش منطقي بس من مظهرها يدل انها مش لاقية مأوى ده غير إنها مش معاها مليم .. شكلها في كارثة أو هربانة من حاجة ده اللي استنتجه من توترتها وردود أفعالها بس من ساعة ماعرف إن ليها علاقة بعيلة المحجوب وهو حاسس بمشاعر مضطربة .. بين الخوف والقلق والتوتر .. التلت إخوات كانوا على باله ..
يحيى الأخ الأكبر للعيلة دي هو شخص كويس نظرًا للمعرفة السابقة بينهم وبهاء الأخ الأوسط نفس الكلام شخص جاد بيحب شغله زي يحيى لكن الخوف الأكبر من أخوهم الأصغر عمر وخاصة بعد ما اغتصب بنت حتى الموت!
آية كانت حاسة إنها تجربة حلوة لانها اول مرة تركب موتوسيكل شعرها كان طاير وراها والهوا كان جميل .. كانت مبسوطة جدا وكانت حاسة إنها في مغامرة جميلة وبعد فترة بسيطة كانوا بيقربوا من منعطف صغير من خلاله هيروحوا على بيت المزرعة اللي ادهم خافظ عنوانها عن ظهر قلب بس محبش يبين لآية إنه يعرف العنوان عشان متخفش منه وبالفعل الموتوسيكل بطأ لما وصلوا للطريق ده..
" المفروض إني هنزل هنا."
ده اللي قالته لنفسها ولكنها استغربت لما لقته بيكمل وبيدخل الطريق الضيق ده بصت حواليها على الاشجار وكانت مرتاحة نفسيا بسبب إنها هتعيش في مكان حلو زي ده وده لانها مش متعودة على جو المُدُن والزحمة .. يادوب المكان ده هادي شبهها مفيهوش زحمة مجرد أشجار وبيت صغير وسط الأشجار دي .. أدهم وقف بالموتوسيكل قدام البيت الخشبي البسيط ..
" بعيد زي ما أروى قالت .. بس مفيش مشكلة هتصرف"
حاولت تقوم من على الموتوسيكل معرفتش ازاي ..
أدهم: "تسمحيلي؟!"
منتظرش انها ترد ومسك إيديها بيساعدها تنزل من على الموتوسيكل .. وبعد ما نزلت نزل هو كمان، شال شنطتها من رف الشنط بعد مافك الرباط إاللى كان رابطها بيه وحطها جمب الموتوسيكل ع الأرض ، آية قلعت الخوذة من على راسها وهو بيلف بجسمه الضخم نحيتها وادتهاله..
آيه بإبتسامه:"أنا مش عارفة أقول إيه لحضرتك يا دكتور على المواصلة دي بس شكرا جدا."
أدهم بإبتسامه:"العفو، وبعدين لو معندكيش مانع ممكن تقوليلي أدهم بدل دكتور دي بما إننا بره الكليه ، أنا حابب نكون أصدقاء ولا إنتي رأيك إيه؟"
آيه بتلعثم:"تمام... يا.. أدهم."
أدهم ابتسملها بطيبه قبل مايبص حواليه على المنطقه بإهتمام وبعد كده لف لآيه ..
أدهم بإستفهام:"آيه، هو إنتى إسمك إيه بالكامل؟"
لاحظ إنها متردده وبتعض ف شفايفها من التوتر قبل ماتبص للأرض..
آيه بتوتر:"هو ده لازم يعنى؟"
أدهم:"يعني مثلا بما إنك بقيتي بتشتغلي معايا أنا حابب يكون عندى خلفية عنك."
لاحظ إن توترها الزايد عن حده كان الإجابة عن سؤاله إللى هو إنها هربانه من حد ومش حابه حد يعرف مكانها بس مكنش يعرف مين، آية اخدت نفس عميق وبتسأل نفسها:"هو ده هيأذيه لو أنا قلتله طيب، يعني من بين كل الأشخاص إللى هنا أكيد هو عارف والدي كويس لإنه ذكر قبل كده ف محاضره النهارده عن الناس إللى بيتاجروا ف الآثار بس مقالش أسامى، يحيى محجوب عارف مين والدي ووثقت فيه لإنه جابلى المكان ده، طب هل أقدر أثق فى دكتور أدهم؟ ، حقيقي مش عارفه."
بصت لأدهم إللى كان مستنى رد على سؤاله منها كان بيبصلها وبيبتسملها باطمئنان مما خلاها تثق فيه وتقوله إسمها بالكامل..
آية: "آية إبراهيم المنياوي."
لاحظت إن أدهم بمجرد ماسمع إسمها بالكامل عقد حواجبه بتفكير، اتأكدت إنه هو أكيد يعرف والدها كويس، أدهم فضل يكرر الإسم ف دماغه كذا مره "آيه إبراهيم المنياوى، إبراهيم المنياوى!"، رفع حاجبه بدهشة إزاي يقدر ينساه! ده اسمه محفور في الذاكرة عشان هو اللي قتل أغلب زمايلة لمجرد إنهم كانوا بيحاولوا يكشفوه والسبب الأساسى إللى خلاه يشتغل دكتور فى القاهره ويبطل يدور عليه، بس اللي مخليه مش مستوعب الموضوع ويحاول يفتكر الاسم إنه في موقف غريب وهو ان في بنت واقفه قدامه بتقول انها بنت إبراهيم المنياوي قدامه! سأل نفسه كتير " هى بتعمل إيه هنا؟، هو أبوها باعتها عشان تشوف مين إللى لسه بيدور وراه؟ أو هل أبوها باعتها عشان يراقبني!!! هي تعرف أنا مين أصلا؟! ولا باعتها عشان تراقب عيلة المحجوب وخاصة انهم وقفوا ضد والدها كتير في أعماله المشبوهة." آيه ملاحظه تفاجؤ أدهم واستغرابه وهو بيبصلها، وقالت لنفسها:"هو أنا لازم أبررله؟"
آية لآدهم:"أنا شايفة إنك تعرف والدي كويس."
آدهم رجع خطوه لورا وبصلها بشَك،آية فكرت إنه عايز يمشي بس على عكس ماتوقعت فضل واقف قدامها.
آية وهى بتبص ف عيون أدهم:" أكيد الموضوع مش زى مانت شايفُه، أنا سبت كل ده ورايا لما جيت هنا ، أنا مكنش عندى نيه إنى أتورط أو اخطط إللى حصل قبل كده بما فيهم إنت ده لو والدي آذاك في شيء، الموضوع حصل صدفه مش أكتر صدقنى، لو انت مش حابب إنى أكمل شغل معاك قولي وصدقنى أنا هتفهم الموقف وهعذرك."
كان قلبها بيوجعها وهى بتقوله الكلام ده ، بس كان لازم تقوله لإنها مش حابه تشوفه مقلق منها ده غير إنها عاوزه تعرفه إنها مش تهديد ليه أو لغيره.. أدهم بيدرس مادته تبع منهج معين لكن آية شايفه إن معلوماته خاصة بالواقع مش مجرد منهج وخلاص، كانت بتسأل نفسها:"هل ياترى فعلا هو وراه حاجه ومخبي حاجات كتير ومنهم إنه يعرف كل حاجه عنى وعن بابايا ولا هو بس يعرف كل ده لمجرد إنه دكتور مادة التاريخ والحضارة؟"
أدهم كان واقف قدام آيه وبيقيم كلامها وشايف إنه بالرغم من سمعة والدها السيئة جدا ، هو شايف إنها صادقه ف كلامها لما قالت إنها سابت كل ده وراها،كان بيتابعها بعيونه وهى بتشيل شنطتها جنبه من على الأرض عشان تحطها جنبها ، كان منظرها بيوحى إنها بتدور على ملجأ ليها ينقذها من إللي هي فيه ، أدهم وهو بيكلم نفسه:"أكيد فعلا سابت كل ده وراها بسرعه وده السبب إللى منعها تجيب حاجات كتير معاها." ماقدرش يفسر الرغبه الرهيبة إللى جواه من نحيتها بإنه لازم يحميها بالرغم من إن عقله بيقوله إن ده مش أمان ليه ... غمضت عينيها لإن نسمة الهوا إللى جت من خلال الأشجار حواليهم خلت شعرها البنى الفاتح يترفع بخفه مما خلاها تتأمل الهواء النقى وتستمتع بيه، ولما فتحت عينيها، أدهم إتأسر بعينيها الزرقاء وحارب رغبة غريبة جواه واتكلم بهدوء:
"لا يا آية، إنتى معاكى وظيفتك لازم تحتفظى بيها، أتمنى بس تكوني عارفة إنتي بتعملي إيه بإنك تنقلى هنا يعنى."
آيه بإمتنان:"ماتقلقش يا أدهم، أنا جيت هنا عشان أبدأ من جديد،أتمنى إننا نفضل أصحاب حتى بعد ماعرفت أنا مين."
أدهم لنفسه: "هى هربت من إللى فات بس لو باباها عرف هى قاعدة فين أكيد هتبقى ف خطر حتى الشرطة مش هتسمح بكده ممكن يقبضوا عليها لإنها بنت إبراهيم المنياوى إللي قتل ظباط كتير وإللي كان هيقتلنى أنا كمان في يوم من الأيام."
أدهم لآية بإبتسامة:"أكيد طبعا يا آية اعتبريني صديق ليكي ، أنا موجود فى أي وقت ومش هتأخر عنك ، محتاجة أى حاجة قبل ما أمشي؟"
آيه بصت للبيت بقلق ....
أدهم بإبتسامة وهو واخد باله من نظراتها للبيت:"إيه رأيك أدخل جوه واطمن إن كل حاجه تمام وبعد كده اسيبك مع نفسك إنتى والبيت؟"
ماحستش بنفسها غير وهى بتبسمله بإحراج وبعد كده حطت وشها ف الأرض عشان مايلاحظش إحراجها ظه .. كانت مستغربة جدا قد إيه هى مرتاحه لمجرد وجوده معاها، حست إنها مينفعش تخاف منه وإنه هيساعدها كتير ف حياتها الجاية.
آية بإحراج ملحوظ:" شكرا."
أدهم مد إيده نحيتها..
آيه بإستغراب وهى بتبص لإيده:"هاه؟"
أدهم بابتسامة:"طب ممكن تدينى المفتاح ولا هقول للباب إفتح ياسمسم وهو هيفتح من نفسه؟"
آيه بإحراج:"أه آسفه جدا،اتفضل."
أدهم بإبتسامة جميلة :"ولايهمك عادى."
راح نحية باب البيت وآية متابعاه بعينيها واختفى جوه البيت شويه وبعد كده طلعلها..
أدهم بتنهيدة:" كل حاجه تمام، بس من الواضح إن أصحاب البيت منضفوش البيت كويس لإن شكل ماحدش دخل فيه من زمان ولا أي حاجة فيه اتلمست بس مافيش حد جوه ماتقلقيش."
كانت الشمس بتغرب ف الوقت ده وأدهم بيقرب من آيه وبيبص ف عينيها، كانت نظرته ليها قوية جدا لدرجة إنها مكانتش قادره تبعد عينيها عن عينيه،حست إنها كويسه طول ماهو معاها ،حست إنها عاوزه تفضل معاه بأى طريقة.
أدهم بإبتسامة وبيديها المفتاح ف ايدها:"طب إيه؟"
آية بسرحان:"هاه؟"
أدهم بإبتسامة:"أشوفك بكره؟"
اكتفت بإبتسامه وهزت راسها بالموافقه وده لإنها مكسوفة من الموقف ده وأخدت منه المفتاح، أدهم بعد عنها وراح للموتوسيكل بتاعه ولبس الخوذه وركب الموتوسيكل ، وابتسم ليها آخر إبتسامه قبل مايلف حواليها ويدخل ف ممر الخروج بتاع المزرعه، حست إنها ندمانه إنها سابته يمشى، ليه؟ ماتعرفش وبصت على البيت الضلمة إللى مستنيها تدخله، شالت شنطتها من ع الأرض ومشيت ببطئ نحية الباب ودخلت جوا بيتها الجديد.
آرائكم؟
توقعاتكم؟
تكملة الرواية من هناااااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق