القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية لغة بلا حروف الفصل الأول والثاني بقلم روزان مصطفى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 رواية لغة بلا حروف الفصل الأول والثاني بقلم روزان مصطفى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات




رواية لغة بلا حروف الفصل الأول والثاني بقلم روزان مصطفى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 



من كام يوم، كُنت شاهدة على جريمة قتـ ل من وأنا في بيتي، وربنا يسامحني إني متكلمتش لغاية إنهاردة.. 

بقالي سنة متجوزة، وعايشة في بيتي كافية خيري شري لا بنزل كتير ولا بروح في حتة غير يوم واحِد في الأسبوع بجيب طلباتي.. 

لما بخلص شُغل البيت وبخلص شُغلي على الفون بعملي كوباية نسكافيه وبطلع أقف في البلكونة شوية عشان أشِم هوا وأفُك عن نفسي

اليوم اللي شهدت فيه الجريمة دي كان جوزي واخد أجازة ونايم، وأنا مجاليش نوم فـ وقفت في البلكونة كـ عادتي بمج النسكافيه

المنطقة بتتميز بالهدوء والنور الخافِت فـ بتريحني نفسيًا

وسط إندماجي مع الجو اللي أبتدى يبرد وشكل السما الحلو

سمعت صوت أنين ألم مكتوم. 

بصيت ناحية مصدر الصوت بسُرعة لقيت شابين، واحد لابِس تيشيرت أصفر وبنطلون أزرق چينز، والتاني تيشيرت سماوي 

اللي لابِس تيشيرت أصفر كان مُنحني إنحناءة بسيطة لقدام وماسكة بطنُه بإيد والإيد التانية سانِد بيها على التاني، قولت يمكِن عندُه مغص انا مش شايفة كويس الإضاءة خفيفة، لكِن اللي سببلي الخوف هو صوت تمزُق وطعن.. وإيد اللي لابِس تيشيرت سماوي بتبعد عن الشاب التاني وبتضربه أقوى

المج إتهز في إيدي، وعشان النسكافيه كان لسه سُخن لما المج أتهز وقع منُه نُقط على رجلي لسعتني فـ المج بسبب اللسعة ورعشة إيدي وقع مني على أرض البلكونة، إتكسر وعمل صوت، ولأني كُنت مرعوبة ومتوترة ملحقتش أوطي أو أجري على جوة.. بالتالي القاتِل شافني! 

لما تمالكت أعصابي بالعافية جريت على جوة وقفلت البلكونة، خلعت الأسدال وروحت داخلة جنب جوزي في السرير وأنا باصة في الضلمة للسقف وبترعش، هو ياعيني بيرجع من الشغل تعبان فـ مبيبقاش واعي بيكون جعان نوم. 

فضلت باصة للسقف كدا لغاية ما سمعت صوت الفجر بيأذن، كان بقالي فترة قاطعة صلاة لكني المرة دي قومت إتوضيت وأنا ببُص لوشي الأصفر المرعوب في المرايا، خلصت وضوء وصليت ودعيت ربنا القاتل يتكشف عشان أنا قلبي واجعني ومرعوبة أقول أني شوفت حاجة لاحسن أتسحِب في حوارات ماليش دعوة بيها، للأسف سكتت مش قاظرة أفهم ليه عملت كدا. 

فات يوم، يومين، اليوم الثالِث جه جوزي وقالي إنه مسافر يومين شُغل مع قريبُه اللي بيشتغل معاه، تبع الشركة بتاعتُه ومُضطر يسيبني لوحدي في الشقة، لكِن مرات أخوه اللي هي سلفتي هتبقى تروح معايا السوق عشان تشجعني مخافش. 

سابلي الفلوس ومشي. 

ثلاث أيام مدخلتش البلكونة، لغاية ما لقيت الجرس بتاع شقتي بيضرب. 

الأنتركم رديت عليه لقيت جارتي أم ساجدة بتقولي: يا مريم شيلي غسيلك المنشور بقاله ثلاث أيام كل ما أعدي ألاقيه، شيليه أتملى تراب مِن الشارع. 

بلعت ريقي وأتضايقت من حشريتها وفي نفس الوقت اللي حصل نساني الغسيل فـ قولتلها: طيب هدخُل البلكونة أهو أشيله. 

قفلت الأنتركم وروحت ناحية البلكونة فتحتها، لقيت المج لسه واقِع متكسر وبقية النسكافيه ملزق على الأرض وملموم عليه نمل، طبعًا لميت الغسيل بسرعة ورشيت بودرة نمل عليه لغاية ما مات وبدأت أكنس المج وألمه، مسحت البلكونه وخلصت ولسه بدخل وبسحب باب البلكونة عشان أقفله، لقيت شاب سانِد على حيطة العمارة اللي قصادي، واقِف بيدخن سيجارة وبيبُص ليا بنظرات مش مفهومة

مُريبة، مُخيفة، كإنه بيتفحصني، هيئتُه مش غريبة عليا، لكن مش فكراه، ولأني في حالي دخلت بسُرعة وقفلت باب البلكونة، حماتي كانت في البيت اللي جنبي بيت العيلة، جوزي جايب عمارة من بابها عبارة عن ثلاث أدوار ليا ولعياله مستقبلًا، فـ أنا متعوظة أطبخ وأوديلها من طبيخي فـ وقفت عملت البامية وسلقت اللحمة وأنا بقلب في الأكل، وبغرز الشةكة في اللحمة أتأكد إستوت ولا لا أفتكرت صوت الطعن اللي أتعرضله الشاب، أعصابي بدأت تتلف أكتر وقفلت غطا الحلة وأنا متضايقة.. 

سمعت صوت مفتاح بيتحط في باب شقتي وبيفتحها.. 

عينيا برقت ووشي إصفر وأنا طالعة من المطبخ ببُص على باب الشقة، لقيت جوزي داخِل! 

 إستغربت روحت طالعة بسُرعة وأنا بقوله بهدوء: مش كان المفروض مسافِر يومين؟ 

حسيته تعبان وهو بيحُط المفاتيح وبيقولي: لا ما هُما كلفوني بشغل تاني هنا في المحافظة وكلفوا غيري بالسفرية دي، كدا أريح أنا إتهلكت في الشُغل اليومين دول. 

شم ريحة الأكل فـ قالي: الله، تصدقي نفسي كانت رايحة للبامية. 

إبتسمت وقولتله: ما عشان حماتي تاكُل من إيدي أنا متعودة أطبخ عشانها وعشان أدويتها. 

باس راسي وضمني ليه وهو بيقول: ربنا يخليكِ ليا يا حبيبتي، على ما تجهزي الغدا وتوديه لأمي أكون خدت دوش وغيرت عشان نتغدى أنا وأنتِ سوا. 

قولتله بسُرعة: حالًا. 

جهزت الصينية بتاعة حماتي وغطيتها ونزلت عشان أوديهالها. 

أول ما خرجت من مدخل العمارة بتاعتي لقيت الشاب إياه لسه واقِف! ولسه على وشه نفس النظرات، بلعت ريقي بخوف وأنا ببُصله وهو مثبت نظراتُه عليا كإنُه شيطان، بس بعدها تمالكت نفسي وجمدت قلبي وقولت أنا في وسط النهار والناس رايحة جاية هيعملي إيه يعني. 

خرجت من عمارتي وسرعت خطواتي ودخلت عمارة حماتي، بيت العيلة، لقيت سلفتي قاعدة قدام التليفزيون بتاع حماتي بتاكُل ترمس وحاطة صينية على الترابيزة فـ أتنهدت لأنها مش من عادتها تطبُخلها، قولتلها بهدوء: إزيك يا سُمية، أومال فين ماما؟  (حماتي) 

قالتلي من غير ما تبُصلي: بتتوضى جوة، إقعدي إتغدي معانا أنا عملالها لوبيا وفراخ محمرة. 

إبتسمتلها ببرود وقولتلها: تسلمي أنا طبخت، كمان عشان منصور جه من الشغل هنتغدى سوا. 

حماتي خرجت من الحمام ووشها مبلول وحاطة الطرحة على راسها وهي بتقول: تعالي يا مريم خشي. 

بعدت صينية سلفتي وحطيت صينيتي وأنا بقولها: الغدا يا ماما بالهنا والشفا. 

قالتلي بتقدير: يابنتي والله عندي أكل متبقيش تعملي وتتعبي نفسك شايلة الصينية رايح جاي على حيلك. 

قولتلها بهدوء: تعبك راحة مفيش حاجة. 

قعدت حماتي على المصلية وهي بتلف الطرحة كويس وبتقولي: صحيح إبقي خلي منصور يجيلي بعد الغدا عوزاه في موضوع. 

قولتلها حاضر وخرجت، ملقتش الشاب إياه فـ حمدت ربنا ودخلت عمارتي وقفلت البوابة كويس

حطيت الغدا وقعدت مع منصور نتغدى سوا، لقيته بيقولي: في شاب مُختفي بقاله كام يوم وأهله قالبين عليه الدُنيا هنا في المنطقة. 

عينيا برقت ووشي إصفر، معلقة الرُز إتهزت في إيدي وأنا بقول بتوتُر: يعني إيه إختفى؟ 

كان منصور بياكُل بنهم فـ قال: مش عارف، الحكومة مبتقبلش تعمل تحريات غير لما يعدي 24 ساعة، الكاميرا اللي قصاد بيت الشاب دا جيباه وهو راجع من برا وكان داخل بيتهم، جاتله مكالمة وقف يتكلم قصاد البيت وبعدها رجع تاني مشي ومن ساعتها مرجعش، دا اللي مسبب الذُعر لأهله. 

ببعت ريقي بخوف وقولتله: لا ربنا يرده بالسلامة. 

كان بيمضغ وهو بيبُص ليا ومضيق عينُه، فجأة قالي: مالِك في إيه؟ مش على بعضك ليه؟ 

سيبت المعلقة وفركت جبيني نش عارفة أقوله ولا لا، فضلت أسكِت فـ قولتله: أنا مبحبش حد يتدخل في حياتي يا منصور. 

منصور بإستغراب وتساؤل: يعني إيه الكلام دا؟ حد ضايقك عند أمي ولا إيه؟ 

قولتله بسرعة: لا لا، بس الست أم ساجدة دي، ضربت عليا الإنتركم مخصوص عشان تقولي لمي غسيلك! هي مالها أصلًا. 

منصور فضل باصص ليا وسكت شوية بعدها قال: مريم، الست كتر خيرها بتنبهك يمكن تكوني نسياه عشان ميتبهظلش من التراب، لا تدخُل ولا مش تدخُل، ويمكن قلقت يكون حصلك حاجة بحُكم إني بغيب في شغلي وبسيبك لوحدك، متعمليش عداوة مع الناس إكسبيهم إحنا مش ناقصين. 

قام من على الترابيزة فـ رفعت راسي وقولتله: إقعد طيي كمل أكلك. 

قالي وهو رايح يغسل إيده: الحمدلله يادوب أنام ساعتين عشان أنزل للشغل أخلصه وأرجع. 

قومت بغسل المواعين وكانت خلاص الشمس بتغرب، سمعت بيذيعوا في ميكروفون البلد (البقاء لله، توفي إلى رحمة الله تعالى فقيد الشباب ياسر عبد المجيد أيوب) 

غسلت إيدي من صابون المواعين وقفلت المياه عشان اسمع كويس، خرج جوزي من الحمام وهو بينشف بوقه وإيده بالفوطة وبيسمع هو كمان مستغرب وفجأة لقيتُه بيقول: لاحول ولا قوة إلا بالله، أهو دا الشاب اللي بقولك مفقود خرج ومرجعش. 

شهقت شهقة لجوة، بسيطة وصامتة وأنا بغطي بوقي وبترعِش. 

قرب مني منصور وهو بيقول: مالك يا حبيبتي وشك أصفر إنهاردة ليه ومش على بعضك؟  

قولتله بصوت بيترعش: مفيش حاجة، مفيش أنا بس زعلت إنه مرجعش لأهله غير جثة. 

قالي بأسى: الله يرحمه أهله كانوا قالبين عليه الدُنيا، يلا يا حبيبي هتعوزي حاجة؟ حتى الساعتين إتحرمت منهم لازم أنزل الشغل دلوقتي، لو عوزتي حاجة من برا إبعتيلي واتس

خرج جوزي وسابني لوحدي في الشقة، إنهارت على الكنبة وفضلت أعيط، إحتقرت نفسي جدًا وقولت لازم أحكي عن اللي شوفته الوقت مفاتش، مينفعش أكون جبانة في حق شاب زي الورد.. لكن الخوف رجعلي وحسيت أن الدُنيا بتلف بيا، وعشان أتمالك نفسي شوية قولت هدخُل أخُد دوش 

وقفت تحت المياه كتير، فين وفين على ما فوقت وبدأت أخُد دوش بالفعل، وأنا بنشف شعري بالفوطة لقيت جرس الباب بيضرب، باب الشقة مش العمارة! 

يمكِن منصور نسي المُفتاح؟ 

لبست الجلابية بتاعتي هي حلوة وواسعة لكن عشان جسمي مبلول لزقت فيه، لونها وردي فاتح، ولفيت الطرحة على راسي بسُرعة وروحت ناحية باب الشقة، مفيش عين سحرية فـ قولت بخوف: مين؟ 

_أنا مُنصِف يا مريم إفتحي. 

مُنصِف دا جوز سلفتي، أخو جوزي يعني.. أخوه الوسطاني

فتحت الباب وأنا بقول بتوتُر: إنت جبت مفتاح العمارة منين؟ 

قالي ببرود: منصور سابه لأمي عشان النجار هييجي الصبح هنغير الكوالين، في واحد إتقتل في المنطقة والناس خايفة. 

خوفي زاد فـ مديت إيدي وأنا بقوله: طب هات الصينية كتر خيرك. 

مد إيدُه ناحية صدري، مخدتش بالي إن أزرار الجلابية مفتوحة من كُتر توتري، ومتوقعتش إنه بني أدم غير مهذب لمس الفتحة دي وهو بيقولي: متطلعيش البلكونة ولا تفتحي لحد كدا، ياكلك وإنتِ واقفة

معرفتش أزعق، أنا عندي مرض الخيابة 

ماليش صوت ولا نفس

لا في شهادة الحق اللي شوفتها بعيوني اللي تجيب حق الشاب، ولا في حق جسمي اللي إستباحه أخو جوزي ولمسه

تحـ# ش بيا في غياب أخوه

والمُصيبة 

إنه.. 


يتبع.. 

«٢»


والمُصيبة إنه كان قاصِد، عينيه كانت بتبُص ليا برغبة غريبة، مقدرتش أعمل حاجة زي ما قولت أنا خايبة كُل اللي عملتُه إني رزعت الباب في وشه وسندت على الباب بضهري وأنا ماسكة أطراف الزراير بتاعة الجلابية بقفلها بإيدي وجسمي بيتنفض مِن الخوف.. 

وشعور الذنب طبعًا بياكُل فيا إني شوفت الشاب بيتقتل ومنطقتش يعني زيي زي الشيطان الأخرس. 

ليلة كمان معرفتش أنامها، لكِن قررت لما صحيت بعد ما غلبني النوم إني أعمل حاجة مُمكِن تشجعني أقول على اللي شوفته، صحيت وفطرت جوزي ونزل شغله ولما جِه ميعاد الغدا كالعادة طبخت وشيلت الصينية على راسي عشان أوديها لبيت حماتي، عديت وملقيتش الشاب اللي بخاف منه وحمدت ربنا عشان مش ناقصة تلف أعصاب. 

دخلت لشقة حماتي هي كانت في المطبخ، حطيت الصينية وأنا بقولها: يا ماما، متعمليش حاجة أنا طبخت وجيبتلك. 

خرجت مِن المطبخ وهي بتنشف إيديها في فوطة المطبخ وبتقول: طبخت رز معمر وسلقت لحمة، البلد مقلوبة من ساعة ما الشاب إياه مات، يا كبدي على أمه تلاقي قلبها شايط.. كل بيت في البلد قرر يودي أكل للرجالة اللي بتحضر العزا وجايين من بلاد تانية وسفر. 

قعدت على الكُرسي وأنا بقول بتوتُر: يعني هتروحي بيت أهله؟ 

قعدت وهي بتشيل الغطا عن الصينية وقالت: أيوة دا واجِب يابنتي وأنا أعرف أمه سِت محترمة وفي حالها. 

بلعت ريقي وقولتلها: طب ينفع أجي معاكِ! لاحسن أنا متأثرة باللي حصله وعقلي مشغول. 

قالتلي بهدوء: ومين هيغدي منصور؟ 

قولتلها بسُرعة: أنا عملت الغدا وسيبتُه على البوتوجاز يادوب بس هيحطه في الطبق، بعدين منصور شكله هيتأخر إنهاردة لإنه قالي إبقي إتغدي إنتِ. 

قالتلي بقلة حيلة: خلاص يابنتي تعالي معايا اهو حتى تشيلي عني الأكل، روحي إلبسي عباية وطرحة سودا على ما ألبس أنا كمان. 

_إزيك يا مريم. 

كان صوت مُنصِف.. أخو جوزي، إتوترت وإتضايقت لما شوفته

قولتله بهدوء: الحمدلله، عن إذنك يا ماما هروح اغير.

طلعت جري من بيت حماتي لبيتي، لبست عباية وطرحة سوداونزلت لقيتها بتقفل بوابة العمارة بتاعتها وشايلة الأكل في كيس كبير، قربت منها وشيلت الأكل عنها وأنا ماشية جنبها وساكتة، وشايفة أهل البلد كل ما بنتقدم خطوة بيزيد زحمة.. لغاية ما وصلنا عند بيت القتيل

مبدأيًا كان بيت دورين بسيط نوعًا ما، اهله شكلهم غلابة شوية، وكراسي محطوطة عند المدخل.. راجل لابس جلابية وقاعد على الكُرسي يعيط بإنهيار والرجالة واقفين حواليه، واحد منهم بيقول:  وسعوا يا جماعة شوية عنه عشان النفس. 

عدت حماتي من وسطهم وهي بتقول بهدوء: السلام عليكم، عايزة أشوف صبرية "أم القتيل" 

رحبوا بيها لكن بحزن طبعًا، وأول ما طلعت السلمتين وصلني شهقات وعياط أمه.. قلبي إتقبض أكتر، حماتي همستلي وقالتلي: لما ندخُل حطي الأكل على الترابيزة وإقعدي جنبي متتكلميش. 

هزيت راسي بمعنى حاضر، دخلنا الشقة كانت اخت الشاب قاعدة على الكنبة وحواليها ستات بيرشوا على وشها مياة غالبًا بتفقد الوعي، حطيت إيدي على صدري عشان نبض قلبي زاد، حماتي قربت من أمه وهي بتحضنها وبتبوسها وبتقولها: إجمدي عشان بقية عيالك، ميغلاش على اللي خلقُه. 

خبطت الست على رجليها الإتنين بإيديها بحسرة وهي بتقول: يا نااري لو أعرف اللي عمل فيه كدا وضربه في بطنه بالسكينة، ليه عملك إيه يابن الحراام.. كداا!! ترميه وسط التراب والشجر وتخفيه، الكلاب كانت بتنهش في لحمك يابني. 

غطيت بوقي بإيدي عشان أكتم شهقاتي المرعوبة، عايزة أصوت من هول الموقف، عايزة أنطق ومرعوبة منهم. 

حماتي سألتها:  هما لسه معرفوش مين عمل فيه كدا؟ 

الست كانت منهارة لكن ردت وقالت: كل ما نسأله يقولوا بنحقق، طب شوفنا كاميرات الشارع الولا كان مكمل لقدام، رايح فين يابني ومين اللي كلمك يومها الله اعلم، مرجعشش، خرج مرجعش.. 

بدأت أفرك صوابِع إيدي في بعضها، لغاية ما الست قالت حاجة وقفت الدم في عروقي.. 

قالتلي: بيتكُم إنتوا أخر بيت فيه كاميرات، بعدها المنطقة مفيهاش عشان قدام طريق الأراضي الزراعية، عايزين نشوف الكاميرات. 

إتوترت، لدرجة لو حد قاعد جنبي هيسمع ضربات قلبي بوضوح، بليت شفايفي بلساني وقولتلها بهدوء: أيوة بس الكاميرات جايبة ناحية المنطقة من جوة مش ناحية الحتة اللي فيها الأراضي، ولو عايزة تراجعيها تحت أمرك طبعًا. 

قالتلي بنبرة فيها أمل وحزن عميق: خلاص، عادل يروح معاكِ أنا مبفهمش في الكاميرات والحاجات دي.. 

شافت إبن بنت أخوها الصغير واقف قدام باب الشقة المفتوح فـ قالت بنبرة رايحة من العياط: خد يا ولا.. إنده عادل من تحت. 

جري العيل وإحنا قاعدين والست قالت لو واحدة كاشفة راسها تغطيها، عشتن في راجل طالع. 

طلع عادل وأول ما شوفته شهقت بصوت عالي، أيوة بالظبط كان هو القاتِل.. 

لما شهقت بص ناحيتي فـ عملت نفسي بسرعة بديهة كإني كُنت هقع من على الكرسي، هوو.. هو اللي بيوقف قصاد بلكونتي ويبصلي بنظرات غريبة، هو القاتل!! 

الست بعياط: روح يا عادل معاها عشان تشوف الكاميرات وتشوف إبن عمك مشي لغاية الأرض ولا إيه. 

أنا خوفت، فـ قولت بسرعة وبصوت عالي: مش هينفع دلوقتي أنا جوزي لسه في الشغل. 

للأسف حماتي تدخلت وقالت: مُنصِف موجود معندهوش شغل إنهاردة، أخو جوزك ومحرِم حتى يوقف معاكِ هو وليلى "سلفتي" 

مُخي إتشل ووقف عن التفكير، هكون أنا وقاتل ومتحرش في بيت واحد، بدأ يترعِش. 

بصيت لعادل دا، يخربيت الجحود، إزاي واقف بثبات قصادهم وهو اللي قتله! لا وإبن عمه كمان، يا ترى إيه السبب؟ 

رجعت قولت لحماتي: لازم أستأذن جوزي برضو، عشان يبقى عارِف. 

حماتي بهدوء: وماله كلميه دلوقتي على ما عادل ياخد الأكل للرجالة يصلبوا طولهم. 

عادل بتمثيل إنه كويس: كتر خيرك يا خاله. 

سحب أكياس الأكل وهو نازل بص عليا، قلبي وقع في رجليا روحت قايمة واقفة على جنب وأنا بتصل على منصور، رن كتير ورد في الأخر بيقولي: مش قولتلك متتصليش وأنا في الشُغل معايا ناس! 

قولتله بلهفة: إنت لازم تيجي دلوقتي حالًا في موضوع خطير عايزة أكلمك عنه. 

منصور بعصبية: أجي فين إنتِ إتجننتي يا مريم! بقولك في شغل ومعايا ناس، إقفلي دلوقتي. 

قولتله بلهفة:  لا لا!  أنا وأمك في بيت أهل الولد اللي أتقتل وامه عايزة تشوف كاميرات بيتنا ومامتك بتقول اخوك يكون موجود محرم. 

قالي بهدوء: ماشي يا مريم خليهم يشوفوا الكاميرات. 

قولتله بنبرة مهزوزة:  أنا مش متصلة أخد إذنك، متصلة أقولك إني.. 

إني.. 

شوفته وهو بيتقتل! 


يتبع.. 


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من  هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

التنقل السريع