القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

 


سكريبت بين نارين كامل بقلم هاجر نورالدين 





سكريبت بين نارين كامل بقلم هاجر نورالدين 




_ يعني إي جوزك خاطفك؟


جاوبتها بصوت واطي عشان محد يسمعني وأنا واقفة في المطبخ:


= يعني زي ما انتِ سامعة يا هالة، جوزي دلوقتي يعتبر خاطفني وجايب اللي بيخونني معاها تعيش وسطنا.


جالي ردها الغير مقتنع وهي بتقول بتساؤل:


_ لأ بجد مش مستوعبة وإزاي إبراهيم يعمل حاجة زي دي يا روميساء دا شخص كويس جدًا.


إتكلمت بتعب وقولت وأنا عارفة إن فيش فايدة في أهلي:


= عشان كدا بكلمك يا هالة بستنجد بيكي لما عرفت أمسك الموبايل، عرفي بابا وخليه ييجي ياخدني.


جالي ردها الغير مبالي وقالت بهدوء وبرود:


_ طيب يا روميساء هقوله.


قفلت بسرعة المكالمة ومسحتها وسيبت موبايل إبراهيم مكانه على الشاحن اللي في المطبخ لما حسيت إن حد بيقرب.


رجعت وقفت مكاني قدام البراد عشان كنت بعمل الشاي ليهم، وقف قدام وقال بتساؤل وإستهزاء:


_ مبسوطة معايا يا حبيبتي؟


بصيتلهُ بجنب عيني بقرف وقولت:


= أنا معنديش مشكلة لو أنت عايز تتجوز بس سيبني أمشي أنا مش حابة أعيش كدا ولا عايزة.


رد عليا ببرود وإبتسامة مستفزة شبههُ:


_ وإنتِ مين قالك أصلًا إنك المفروض تحبي أو متحبيش، إنتِ هنا مجرد خدامة ليا ولأوامري.


كنت بقلب الشاي طلعت المعلقة ورزعتها على الرخامة بغضب وقولت بإنفعال:


= أنا مش خدامة عند حد، إنت واخدني من بيت ناس وبعد إتفاق مش جايبني من الشارع زي السنيورة.


خلصت كلامي ولقيت كف محترم نزل على وشي، بصيتلهُ بصدمة وأنا حاطة إيدي على وشي.


خصوصًا عان هي دخلت على الكف دا وهو بينزل على وشي، كمل تجريح فيا أكتر وقال بمرض:


_ بيت ناس إي بالظبط؟

الناس اللي عايشين من خيري وبياخدوا مصروفهم مني؟


صدمتي فيه كبرت أكتر والدموع ملت عيوني وكنت في حالة صعبة.


الحرباية دي قربت منهُ وحضنت دراعهُ بدراعها وقالت بخُبث وإبتسامة شماتة:


= هدي أعصابك بس يا حبيبي، اللي زي دول ولا  ييسووا مايستاهلوش كل الغضب دا.


إتكلمت بغضب وقولت موجهة كلامي ليها:


= اللي زي دول اللي هما مين دا إنتِ آخر واحدة المفروض تقولي كدا يابنت الشارع ياللي مش عارفين مين أهلك!


ضربني بالقلم تاني بعدها، والقلم كان مصاحبه قلم تاني  طبعًا عشان يرضي السنيورة.


إتكلم بتحذير وقال بعد ما خلص ضرب فيا وهو ماسكني من شعري:


_ لأخر مرة يا روميساء هقولك لو محترمتيش ستك وتاج رأسك هند معنديش مشكلة أموتك فيها.


مكنتش قادرة أتكلم ولا أرد عليه وهي كان باين عليها واقفة ومتضايقة بس مش مهم.


مادام عرفت أوجعها بالكلام هيفضل محفور فيها لكن الضرب مسير علاماتهُ هتختفي.


سألوني مرمية في أرضية المطبخ وخرجوا برا، قومت من مكاني ودخلت الحمام.


كنت بعيط بهيسترية وتعب ووجع وأنا في الحمام، كانت صعبانة عليا نفسي واللي بيحصلي.


أنا مكنتش أعرف إن حياتي هتبقى بالمنظر دا لما أتجوز إبراهيم.


كان موضحلي إن الحياة هتبقى ورد معاه، كان موضحلي قد إي هو بيحبني، كان بيعامل أهلي كأنهم اهلهُ.


في وقت ما كنا بنمر بأزمة مادية بسبب خسارة بابا لكل الأسهم بتاعته وشركتهُ اللي كان لسة بادئها وقعت وإتقفلت.


بالتالي بابا قعد من الشغل وإيجار البيت اللي كنا فيه كان بيتراكم لحد ما صاحب البيت طردنا منهُ.


في الوقت دا ظهر إبراهيم الشاب المكافح الغني الوسيم اللي بيحبني.


صلح كل دا في ثانية وجابلنا كومباوند وعين بابا مدير الشركة بتاعته.


وعين أختي هالة Hr  في الشركة التانية بتاعته وكدا الحالة بالنسبة لأهلي زي الفل.


ولكن آتاري كل دا عشان هو يشتريني هو إشتاراني بالفلوس والوظايف المرموقة لأهلي والكومباوند.


كل يوم إهانة وطلع  مريض نفسي، لحد ما في الآخر تفاجئت بمجية السنيورة معاه من كام يوم.


ولما زعقت واتخانقت وخلافهُ حبسني في البيت وخد مني الموبايل بقالي اكتر من ٥ أيام وطبعًا عشان أهلي مبسوطين فـ مش بيسألوا بقى مش مهم.


لحد النهاردا بالليل لما الباب خبط وكان بابا ومعاه هالة.


بكل البجاحة اللي في الدنيا وعدم اللامبالاة دخلهم إبراهيم وهو مقعد السنيورة جوا.


مش خايف منهم ولا خاف حد يشوفهُ جايبها البيت، وطبعًا هيخاف ليه وهو كاسر عنينا.


قعدنا كلنا وبابا عينه كل شوية بتيجي على البنت وخايف يسأل،  كنت ببصلهُ جامد وعايزاه يتكلم وأنا مستغرباه بصراحة.


لحد ما سأل على إستحياء وهو مبتسم وقال:


_ قولي يا إبراهيم يابني مين دي؟


جاوبهُ إبراهيم بكل برود وقال:


= أنا مش إبنك، بس دي مراتي.


بصيت ناحيتهُ بصدمة وأنا مش مستوعبة اللي سمعتهُ،

يعني إي مراتي اللي قالها دي؟


إتكلم بابا بنفس الإبتسامة وقال بضحكة خفيفة:


_ طيب يعني دا إسمهُ كلام!

مش تعرفنا؟


إتكلمت بزعيق وقولت:


= هو إي دا اللي مش تعرفنا يا بابا، هيعرفنا إي دا جوز بنتك وبيقولك إتجوز على بنتك، إنت إزاي ساكتلهُ!!


دا حابسني بقالهُ 5 أيام حتى من غير موبايل ومش راضي يخرجني وبيعاملني أسوء معاملة وضرب وإهانة، شايف الضرب شايف؟!


خلصت كلامي وأنا بشاورلهُ على علامات الضرب اللي في وشي وجسمي.


إتكلن بابا بتنهيدة وقال بتوتر:


_ يابنتي ما يمكن إنتِ عملتي حاجة هو مش هيضربك من غير سبب وبعدين جوزك وبيربيكي ماليش إني أتدخل بينكم.


إتكلمت بذهول وقولت:


= يعني عشان الفلوس والشغل تبيع بنتك، وبعدين يربيني ليه يا بابا إنت مش مربيني ولا إي؟


إتكلم أبراهيم بلا مبالاة وإنزعاج وقال:


_ طيب نكمل الفيلم دا بكرا لإني محتاج أنام، يلا بعد إذنكم.


قام بعدها بابا وهالة مشيوا،

دا حتى طردهم ومتكلموش!


دول أهلي اللي مستنياهم يجيبولي حقي؟


وبعدين يعني إي؟

يعني خلاص كدا هعيش بالشكل دا؟


كعادة الكام يوم اللي فاتوا دخلوا يناموا في الأوضة بعد ما قفل البابين الشقة والأوضة.


دخلت أنا كمان أوضتي وسمعت صوت حاجة خبطت في البلكونة بتاعت الأوضة.


فتحت باب البلكونة أشوف في إي،

ملقيتش حاجة… أو لأ لقيت.


لقيت ورقة صغيرة مربوطة في دبوس ملون،

فتحتها وكان مكتوب فيها:


_ إبقي إفتحي باب الشقة بعد ما ينزل الشغل بكرا وهسيبلك حاجة قدام الباب تعرفي تهربي بيها منهم.


خلصت قراءة وبصيت يمين وشمال مفيش حد،

وملحوظة إحنا عالي في الدور الرابع يعني الأكيد إنها إتحدفت من حد حوالينا وعارف اللي بيحصل.


كان التفكير هيموتني طول الليل في مين الشخص دا لحد ما فجأة إفتكرت حاجة كانت غايبة عن بالي وقولت بصدمة وأنا بتعدل بعد ما كنت نايمة:


_ معقولة هو!!


_ معقولة يكون مازن اللي نقل من فترة في نفس الشارع بتاعي!


جات في بالي الفكرة دي مش عارفة ليه،

مازن كان خطيبي الأول وسيبتهُ عشان خاين.


كنت بحبهُ أيوا بس بعد ما عرفت خيانتهُ قررت إني لازم أبعد.


موضوع مازن دا بقالهُ سنتين أنا نسيتهُ أصلًا،

ولكن من فترة متتخطا شهرين شوفتهُ بالصدفة في الشارع.


إفتكرت يومها الحوار اللي دار بيننا لما قال بإستغراب وإبتسامة:


_ روميساء!

عاملة إي عاش من شافك؟


كنت شايلة شنط طلبات البيت ورديت عليه بلا مبالاة وقولت في عجالة:


= الحمدلله عن إذنك.


كنت همشي بس منعني من إني أمشي ووقف قدامي وقال بإبتسامة واسعة:


_ إستني بس مستعجلة ليه أنا ما صدقت شوفتك تاني.


رديت عليه بإنفعال طفيف وقولت بحدة:


= وليه أصلًا؟

أنا متجوزة دلوقتي وبحب جوزي وبحترمهُ عن إذنك بقى عشان وقفتنا دي مالهاش لازمة غير تتفهم غلط بس.


إبتسامتهُ إختفت وفضل واقف مصدوم،

سيبتهُ ومشيت بعد ما خلصت كلامي.


من يومها مشوفتهوش تاني أو مهتمتش أشوفهُ تاني.


خلاص مبقاش يفرق معايا ولا حتى بقى ينفع أبصلهُ مجرد نظرة،

أنا مادام معايا شخص يبقى واجب عليا أحترمهُ.


رجعت من الفلاش باك القصير دا وكنت رجعت تاني للسرير،

نمت من كتر التفكير.


تاني يوم لما صحيت كان إبراهيم قاعد جنبي وباصصلي وساكت،

قلقت من نظراتهُ يمكن شاف الورقة وقولت وأنا بتعدل:


_ في إي؟


إتكلم ببرود وقال:


= لسة نايمة لحد دلوقتي ليه يا هانم، فاضل ساعة وأروح شغلي، مش المفروض تقومي من قبل كدا ولا إي، كان قدامك خمس دقايق لو مكنتيش صحيتي كنت هصحيكي بطريقتي.


بصيتلهُ وأنا بحمد ربنا جوايا إنهُ مشافش الورقة وقولت وأنا بقوم بقرف ونبرة باردة:


_ هحضرلك الفطار، إن شاء الله بالسم الهاري.


وطيت صوتي شوية في أخر جملة وهو رد وقال بهدوء:


= مش هسألك قولتي إي عشان مش فاضيلك دلوقتي،

بس لما أرجعلك بالليل هنشوف.


روحت فعلًا حضرت الفطار من غير نفس،

حطيتهُ على السفرة قدامهُ وفي الوقت دا كانت هند صحيت.


خرجت من الأوضة وهي بتتمطع وقالت بنبرة مستفزة:


_ صباح الخير يا حبيبي، كويس إن الفطار جاهز أنا جعانة موت.


رد عليها بإبتسامة وقال:


= صباح النور يا عروستي تعالي.


قعدت فعلًا جنبهُ في منظر مستفز وحرق دمي،

قعدت وقولت بتساؤل لـ إبراهيم:


_ إبراهيم إنت إمبارح قولت لـ بابا إنك متجوزها الكلام دا حقيقي؟


رد عليا وهو بياكل وقال ببرود:


= هكدب يعني خايف منهُ؟


ردبت عليه وأنا حاسة بغصة وقولت:


_ بس إنت مقولتليش كدا، وليه أصلًا تعمل فيا كدا يعني مكنتش بتحبني زي ما بتقول عندك دافع تاني معرفهوش طيب للي بتعملهُ فيا دا؟


ضحك بسخرية وصوت عالي وبعدين قال:


= ضحكتيني والله، المسلسلات شكلها واكلة دماغك وأبقى متجوزك عشان أنتقم منك وكدا؟


لأ يا حبيبتي مفيش الكلام دا، أنا متجوزك عشان عجبتيني عادي زي ما إتجوزت هند عشان عجبتني برضوا، وبالنسبة لبعمل كدا ليه فيكي فـ أنا معملتش فيكي حاجة أصلًا، لميتكم من الشوارع وخليتك هانم عندك ڤيلا يعتبر وزوجة رجل أعمال غني، عايزة إي تاني؟


بصيتلهُ بإشمئزاز والدموع إتكونت في عيني،

قبل ما تخونني وتنزل قومت ودخلت الأوضة بتاعتي.


كنت بعيط بحُرقة وأنا مش عارفة أعمل إي،

حاولت أديلهُ فرصة يقنعني بيها إنهُ شخص كويس بس مفيش فايدة


حاولت أستخدم أسلوب العتاب معاه ولكن مفيش فايدة،

هو اللي شخص مش كويس وهو اللي شخص غير سوي نفسيًا.


قررت إن آيًا كان مين اللي هيسيب الحاجات دي،

وآيًا كان اللي هيسيبهُ أصلًا أنا هستخدمها عشان أهرب.


لازم أهرب من الجحيم دا في أسرع وقت،

ومش ههرب خسرانة أكيد.


فضلت قاعدة في الأوضة لحد ما سمعت صوت الباب بيتقفل،

قومت طلعت بسرعة وهند كانت بتاخد شاور.


إستنيت شوية وسمعت صوت خبطة خفيفة على باب الشقة وبعدها سكتت خالص.


قومت وبصيت من العين السحرية مفيش حد،

فتحت الباب فتحة خفيفة ولقيت فعلًا في شنطة صيدلية قدام الباب.


خدتها ودخلت وقفلت الباب فورًا،

فتحتها بعد ما دخلت الأوضة وقفلت عليا.


كان فيها شريط برشام وورقة مكتوب فيها كلام.


ودي الورقة اللي أكدتلي إن دا مازن،

لإن دا خط مازن وكان كاتب كالآتي:


_ هتاخدي البرشام دا منوم حطيه في الأكل ليهم وبعد ما يناموا إعملي اللي تعمليه وإنزلي.


إبتسمت للفكرة، دخلت بحماس أعمل الأكل للغدا،

عكس كل يوم ولكن المرة دي بهدف طبعًا.


طحنت المنوم وحطيته في الحلة بتاعت الطبيخ كلهُ.


بعد ما خلصت فضلت قاعدة مكاني مستنية لما ييجي من الشغل.


كانت هند قاعدالي زي الكلب الحارس بتراقبني.


جه بالليل أخيرًا ودخلت سخنت الأكل وحاولت أبان طبيعية،

حضرت الأكل وسيبتهُ على السفرة وأنا داخلة أوضتي إتكلم بتساؤل وقال بعد ما بدأ أكل:


_ مش هتاكلي ولا إي؟


ردبت عليه بهدوء وقولت:


= ماليش نفس.


دخلت الأوضة وقفلت الباب عليا، 

بعد حوالي نص ساعة خرجت من الأوضة لقيتهم نايمين على الكنب.


والأكل والمواعين لسة على السفرة،

دخلت الأوضة بتاعت النوم وكانت دي اللي بيشيل فيها كل حاجة.


كنت عارفة باسوورد الخزنة، فتحتها وجيبت شنطة الضهر بتاعتي اللي حضرتها من شنطة اليد اللي حطيت فيها شوية هدوم وحاجات ليا.


خدت كل الفلوس اللي قدامي والدهب،

قفلت الخزنة وخدت الباسبور بتاعي ونزلت بسرعة.


كنت مقررة وجهتي وهي إسكندرية،

محدش يعرفني هناك ولا أعرف حد ولا ليا قرايب عشان يشك في إني روحت هناك.


حجزت أول قطر جاي عشان أمشي وكان بعد ساعة إلا ربع من دلوقتي.


فضلت قاعدة مستنية لحد ما جه،

كنت قاعدة بتلفت يمين وشمال وخايفة حد يشوفني.


رميت الشريحة بتاعتي وإشتريت واحدة جديدة أثناء إنتظاري للقطر.


ركبت بعدها القطر بعد ما وصلت وماصدقت إتحرك،

خدت نفسي وإرتاحت نوعًا ما.


بعد حوالي ساعتين وصلت إسكندرية،

كعادة إسكندرية خصوصًا في الصيف السماسرة كانوا كتير جدًا وقاعدين في كل مكان.


طلبت منهُ شقة صغيرة وقولتلهُ المواصفات اللي عايزاها وجبهالي فعلًا لما زوحت معاه أتفرج عليها كانت كويسة.


محتاجة شوية تشطيبات بس سهلة تخلص بسرعة،

دفعتلهُ إيجار 3 شهور قدام وقولت الصبح هظبط اللي ناقص.


بعدها غيرت فرش السرير ونضفت الشقة،

تعبت جدًا فيها وقفلت الباب عليا كويس وحطيت الشريحة في الموبايل.


قررت إني هتطلق من إبراهيم غيابي لإن دا مستحيل يوافق يطلقني.


نمت من كتر التعب ومن الطريق ومن التفكير.


تاني يوم لما صحيت لقيت رسالة جيالي من مازن على فيسبوك:


_ أنا عارف إنك سافرتي إسكندرية، خلي بالك من نفسك وأنا قريب هبقى معاكي برضوا ومش هسيبك لحد ما تخلصي من كل مشاكلك.


فضلت باصة للرسالة بإستغراب وأنا مش عارفة هو عرف منين ولا دا منهُ ضرر وأكيد هتفهم غلط لو جه هنا وحد شافني معاه بالصدفة كدا الموضوع هيتحور خالص.


#هاجر_نورالدين

#بين_نارين

#الحلقة_التانية

#يتبع


_ إنت عرفت مكاني منين؟


بعتتلهُ الرسالة دي وأنا مخضوضة ومش قادرة آخد نفسي، 

رد عليا بمنتهى البساطة وقال:


= ما أنا مش هينفع أسيبك لوحدك في الطريق وبالليل كدا،

فضلت ماشي وراكي لحد ما أتطمن عليكِ بدون ما أتطفل.


كتبتلهُ رسالة تاني وأنا متضايقة وقولت:


_ لأ ياريت متجيش لإن مفيش حاجة بيني وبينك ومجيتك هنا مش هتبقى ليها آي معنى غير حاجة وحشة جدًا.


إتكلم بطريقة حزن واضحة وقال:


= يا روميساء ليه بتتكلمي معايا بالشكل دا أنا غرضي مصلحتك وسلامتك مش أكتر من كدا!


حسيت إني فعلًا كنت قليلة ذوق إلى حدًا ما معاه،

كتبت بعد تنهيدة طويلة طلعت مني وقولت:


_ مش قصدي حاجة والله يا مازن، بس أنا وضعي حساس جدًا الفترة دي وأكيد إنت فاهم أنل متجوزة دلوقتي مش روميساء اللي كنت خاطبها، حتى لو بعيدة عن زوجي أنا لسة على إسمهُ.


رد عليا وقال بقلة حيلة:


= مفيش مشكلة، المهم إنتِ كويسة وبخير، ولو إحتاجتي آي حاجة أنا برضوا معاكي وكدا كدا أنا جاي إسكندرية كمان يومين في شغل.


إبتسمت بهدوء وكتبتلهُ:


_ شكرًا يا مازن، بشكرك فعلًا على اللي عملتهُ معايا.


جاوبني بكل هدوء وبساطة وقال:


= متقوليش كدا يا روميساء إحنا عشرة كبيرة مش يومين بس.


إكتفيت أني حطيت ريأكت على الرسالة وسكتت،

على العصر جبت ناس بعد ما سألت عشان يخلصوا شوية حاجات بايظة في الشقة.


بعد ما خلصوا حاسبتهم ومشيوا،

بالليل كنت قاعدة باكل.


جالي رسالة على الفيسبوك من إبراهيم،

متفاجئتش عادي متوقعة.


كانت رسالة تهديد تحديدًا ومحتواها كالآتي:


_ إنتِ تعملي فيا أنا كدا وتسرقيني وتمشي؟

والله يا روميساء لأندمك على أكبر غلطة عملتيها في حق نفسك وحياتك وهتشوفي عقبتها بعدين، رجعيلي الفلوس والدهب وتعالي حالًا ووقتها هفكر أسامحك ولا لأ.


إبتسمت بسخرية وكتبت بمتعة وأنا مبسوطة إني مضيقاه وخصوصًا إني خدت الكريدت كارت اللي بلا حدود بتاعتهُ وسحبت كل اللي فيها من كل مكان شوية لحد ما خلصتها:


= أمك قرعة.


وعملتلهُ بلوك حتى مستنيتش أسمعهُ،

قررت إن أول مشوار هعملهُ بكرا في طريق إني أرجع لنفسي هو المحكمة.


هروح أرفع قضية طلاق غيابي وهتحرر منهُ،

وبعدها مش هسكت لآي حد أذاني حتى لو كان الحد دا أبويا وأختي اللي إختاروا نفسهم وإنهم يرموني في الهلاك فداهم.


كان ممكن يبقى فداهم لو شايفة خوفهم وحقهم عليا وليا،

ولكن مشوفتش دا ودا اللي خلاني مش عايزة أشوفهم حتى.


نزلت بالليل قدمت الـ Cv بتاعي في كذا شركة دعايا وإعلان مجالي المفضل من قبل الزواج.


الفلوس مهما كانت متير معايا مسيرها تخلص،

لازم أشتغل وأثبت نفسي وأعمل علاقات كمان ومعارف يسندوني قدام آي حد.


روحت البيت بعد يوم طويل ومتعب،

دخلت نمت وأنا فعليًا منهكة جدًا.


تاني يوم الصبح، كنت صاحية بدري جدًا،

لبست وروحت المحكمة وقدمت الطلب مع الوثيقة ومع علم المأذون اللي حضر معايا.


خرجت وأنا مبتسمة ومبسوطة جدًا بجد،

أخيرًا أنا على بُعد خطوات صغيرة جدًا من حريتي الحقيقية؟


قررت أحتفل بالموضوع دا وأكافئ نفسي،

روحت إشتربت لنفسي حلويات وحاجات كتير بحبها وبعدين روحت البيت.


_______________________________________


_ بقولك بنتك سرقتني وهربت بفلوسي.


كان بيقولها إبراهيم بغضب وزعيق وهو ماسك أبوها من هدومهُ بذُل وإهانة، إتكلم والدها وقال بخوف وتوتر:


= يابني يمكن خرجت تجيب حاجة وراجعة وإنت فاهم غلط!


رماه برا المكتب بكل إهانة وقال بزعيق:


_ بقولك هربت، شوفها بقى هربت مع مين ونقص التربية بتاعك، وأنا تقولي أمك قرعة؟

بس لما أشوفها هوريها مين هي اللي هتبقى قرعة حاضر.


حاول والدها يتكلم أكتر من مرة ولكن نده إبراهيم للأمن وقال بإنفعال:


_ مشوفهوش جوا الشزكة تاني ولو حصل إعتبروا نفسكم مرفودين.


سحبوه بعدها ورموه برا وسط نظرات كل الموظفين اللي كان مديرهم.


طلع إبراهيم موبايلهُ وإتصل بحد وهو بيتنفس بغضب وبشكل ملحوظ من العصبية وأول ما الطرف التاني رد قال بزعيق:


_ تطردلي الحيوانة اللي عندك اللي إسمها هالة ومشوفش خلقة حد من أهلها تعتب الشركة، فاهم ولا لأ؟


قفل بعدها الموبايل بغضب وقال وهو بيجِز على سنانهُ:


_ أنا هعرفك يا روميساء إزاي تعملي معايا كدا،

أنا هعرفك مين هو إبراهيم وهرجعكم لمكانكم في الشارع تاني.


قدام الكومباوند اللي ساكن فيه والد روميساء وأختها،

كانوا الإتنين واقفين في الشارع بيلموا حاجتهم اللي إترمت.


طردهم كمان من البيت وخد منهم كل حاجة أدهالهم،

إتكلمت هالة بغضب وعصبية:


_ والله أنا لو شوفت روميساء دي هقتلها بإيدي ومش هيهمني إنها أختي بسبب الإهانة والرمية اللي إحنا فيها دي.


إتكلم والدها بغضب مكتوم وهو بيجِز على سنانهُ:


= ومين سمعك بس، بس أشوفها أو أعرف هي فين ووقتها هسلمها بإيدي لـ إبراهيم يمكن يرضى عننا تاني.


وبعدها فضلوا الإتنين يتكلموا وهما مستائين وغضبانين من كل اللي حصلهم وفي الآخر راحوا لـ بيت جدة روميساء.


________________________________________


بالليل كنت قاعدة في البيت عادي قدلم التليفزيون،

إفتكرت إني نسيت أجيب عشا أو خزين للبيت.


خبطت على جبهتي من الغباء اللي أنا فيه،

كانت الساعة 10 بالليل وقومت لبيت ونزلت بسرعة حتى للسوبر ماركت أجيب معلبات ومكرونات لحد الصبح.


روحت لهايبر ماركت كبير في أول الشارع اللي أنا ساكنة فيه،

خدت العربية وبدأت أتسوق بيها وأختار حاجات.


وأنا ماشية واحدة خبطت عربيتها في عربيتي بقوة لدرجة إني اتألمت لإنها خبطت في معدتي بشكل مفاجئ.


ومن الخبطة واضح إنها مقصودة، بصيتلها بغضب وقولت بإنفعال:


_ إنتِ مجنونة ولا إي؟


بصتلي بكل برود وقالت بنبرة مفيهاش أسف خالص:


= اوبس معلش، مخدتش بالي.


إستفزتني جدًا وخصوصًا طريقتها وإني معرفهاش حتى!


عملت نفسي مطنشاها وحطيت علب التونة والصلصة اللي كنت عايزاهم وواقفة قدامهم ووأنا ماشية خبطتها بنفس الطريقة وهي إتوجعت.


بصتلي بغضب وقالت بزعيق وغضب:


_ إنتِ عبيطة؟


رديت بنفس طريقتها المستفزة وقولت:


= أوبس، مخدتش بالي.


لسة همشي وأديتها ضهري بس لقيت في وشي مازن وهو أول ما شافني تنح وقال بتساؤل وقلق:


_ في إي، إي الزعيق دا؟


إتكلمنا إحنا الإتنين في نفس الوقت:


_ مفيش حاجة.


ولكن هي أنهت جملتها بـ "ياحبيبي."،

بصيت ناحيتها بإستغراب ورجعت بصيت لـ مازن.


اللي بان عليه التوتر وقال وهو بيوجهلي الكلام:


_ إنتِ كويسة يا روميساء، عاملة إي هنا؟


رديت بهدوء وقولت وأنا لسة مستغربة:


= الحمدلله بخير، إنت تعرفها؟


سكت شوية ومردش، واكن هي قربت وحضنت دراعهُ بدراعها وقالت بنبرة كلها تحدي:


_ أنا مراتهُ.


بصيتلها بتتنيح شوية وبعدين بصيتلهُ وأنا مش مستوعبة،

إتكلمت بتساؤل وقولت بهدوء:


= معرفتنيش إنك إتجوزت يعني، يلا تصبحوا على خير عشان الوقت اتأخر.


حاول ييجي ورايا ويكلمني ولكن شوفتها بجنب عيني وهي بتمنعهُ وبتشدد على دراعهُ أكتر.


طبعًا حقها محدش يقدر يقول غير كدا،

ولكن اللي صدمني مش إني لسة بحبهُ لأ.


اللي صدمني كلامهُ ليا وإنهُ مهتم بيا ولأيامنا،

وفي الأخر يطلع متجوز أصلًا!


طيب ليه يعني جاي يدخل حياتي تاني ويتطفل عليا،

عايز نفس اللي حصل معايا يعملهُ معاها، لسة طبع الخيانة والعين الفارغة فيه؟


إتضايقت مكدبش عليكم، الموضوع يضايق وجدًا كمان.


دلوقتي فهمت ليه خبطتني، 

أكيد عارفاني مش مهم منين بس هي أكيد عملت كدا بدافع الغيرة.


روحت البيت وطول الليل باصة للسقف وأنا بتنهد ومش عارفة ليه بفكر كتير وليه متضايقة للدرجة دي وليه أصلًا ماليش بخت في العلاقات!


#هاجر_نورالدين

#بين_نارين

#الحلقة_التالتة

#يتبع


_ مش عايزك تزعلي من مراتي، هي مش قصدها.


كانت رسالة مازن ليا واللي شوفتها الصبح لما صحيت ولكن هو كان باعتها من بالليل، بصيتلها شوية.


بتأمل فيها وبتأمل في كلمة "مراتي" الغريبة عليا من مازن،

متضايقة يمكن، ولكن مش على مازن هو ميخصنيش، هو بس يمكن عشان خدعني ودخل حياتي فجأة بدون ما يعرفني.


رديت عليه بكل بساطة وقولت:


= وهزعل لبه، ذل حقها إنها تغير على جوزها يعني.


إتنهدت، قومت من مكاني روحت آخد شاور،

بعد ما طلعت الموبايل بتاعي رن.


قلقت وقلبي وقع في رجليا لأني مغيرة الخط،

كان رقم غريب وكنت مترددة أرد.


ولكن رديت وفتحت المكالمة وسكتت أسمع مين الأول،

كان صوت واحد غريب وبيقول:


_ صباح الخير معايا أستاذة روميساء؟


رديت بهدوء وحذر وقولت:


= مين معايا؟


جاوبني وقال بنبرة حساها بشوشة:


_ أنا حاتم الـ Hr في شركة الدعايا والإعلان اللي حضرتك قدمتي فيها، كنت حابب أبلغ حضرتك إن تم قبولك في الوظيفة وتقدري تبدأي معانا من بكرا لو تحبي.


إبتسامتي وسعت تدريجيًا وأنا بتنهد وباخد نفسي براحة،

جاوبتهُ بسعادة وقولت:


= تمام تمام، حضرتك قولي المواعيد وهاجي من بكرا إن شاء الله.


ضحك وقال:


_ تمام مواعيدنا من 9 الصبح إن شاء الله، في إنتظارك.


قفلت معاه وأنا هموت من الفرحة،

مش عشان محتاجة فلوس الفترة دي لأ.


عشان هرجع لمجالي اللي بحبهُ واللي بقدر أتفنن فيه،

بقدر أثبت نفسي وبثبت لنفسي مش لحد إني شاطرة ومتعوضش.


حسيت إن النهاردا يوم لطيف جدًا،

لما قالي إسم وعنوان الشركة في ماسدچ.


إفتكرتها ولكن للأيف بعيدة شوية عن مكان سكني الحالي،

قررت أكلم السمسار وأظبط معاه يشوفلي شقة قريبة من الشغل.


حاولت أتفاوض معاه عشان إيجار الـ 3 شهور اللي دفعاهم مقدم في الشقة دي واللي مكانش قليل نهائي على فكرة.


ولكن بعد كلام كتير قررنا إن هو هيشيل شهر وأنا هشيل شهر وكدا نبقى متراضيين.


وافقت الحقيقة وقالي هيدورلي على شقة مناسبة،

وافقتهُ وقفلت معاه المكالمة على أساس أول ما يوصل لحاجة يبلغني.


قولت مش مشكلة هنزل قبلها بساعتين ولا ساعة ونص عشان مضمنش المواصلات.


بدأت أحضر فطار وأنا مبوسطة وخلاص النهاردا آخر يوم هبقى عاطلة فيه.


اليوم عدا بسرعة وبدون أحداث الحقيقة كان طلبعي وهادي،

لحد بالليل مكنتش فتحت النت وكنت قاعدة متابعة مسلسل شاددني جدًا لحد ما خلصتهُ.


فتحت النت وكان مازن رادد عليا وبيقول:


_ أنا كنت هقولك والله بس مجاش وقت مناسب، أنا مش عايزك تفهميني غلط والله أنا بس مكنتش عارف أجبهالك إزاي خصوصًا إني مقفلتش موضوعنا جوايا.


إتنهدت بتعب وحيرة، كنت باصة للرسالة بعدم رضا،

لسة فيك طبع الخيانة ودلوقتي عايز تخليني أنا الوحشة؟


بعتتلهُ بكل هدوء:


= او سمحت يا مازن أنا مش عايزة كلام مالهوش لازمة،

أنا واحدة متجوزة أو كنت متجوزة وإنت واحد متجوز وربنا يخليلك مراتك، مبقناش روميساء ومازن بتوع زمان، أنا شايلالك جميلك آه، بس مستحيل أعمل حاجة عكس تربيتي وعكس الصح.


خلصت وأنا راضية عن كل كلمة قولتها،

دخل على الرسالة أول ما بعتتها ولكن فات دقيقتين ومردش.


مهتمتش وقفلت الموبايل ونمت،

تاني يوم الساعة 6 بالظبط كنت صحيت وبجري في الشقة عشان أجهز بسرعة وأنزل عشان مش عايزة اتأخر.


لحد ما خلصت وطلبت أوبر لإني مش هلحق بالمواصلات الساعة كانت 8 إلا ربع أصلًا.


وصلت الشركة كانت الساعة 9:10 بعد ما فضلت أستعجل بتاع الأوبر طول الطريق ووترتهُ معايا.


طلعت بسرعة لمكتب الـ Hr وكنت بنهج من كتر الجري،

خبطت ودخلت وأنا بحاول أنظم نفسي وقولت:


_ صباح الخير.


كانت شاب يمكن في أواخر العشرينات،

إبتسم وبص في الساعة وقال:


= من أول يوم تأخير؟


إبتسمت وقولت بتوتر وإحراج:


_ أنا أسفة بجد بس عشان لسة معرفش الطريق ومدتهُ كويس لإني مش من إسكندرية، وهنقل جنب الشغل عشان التأخير دا ميحصلش تاني بس مستنية آلاقي مكان كويس.


كنت بتكلم بسرعة أثناء ما أنا باخد نفسي، ضحك على شكلي وقال بطريقة مرحة وسلسة:


= خلاص خلاص إهدي مالك متوترة كدا ليه عادي، ليكِ سماح ربع ساعة عمومًا عشان الطريق، تعالي معايا هوريكِ مكتبك.


قام من مكانهُ وهو بيقول آخر جملة ومشي قدامي،

إبتسمت وقولت براحة:


_ شكرًا بجد.


إبتسم وبصلي بجنب عينهُ ومتكلمش،

وقف قدام مكتب وفتحهُ ودخل وهو بيشاورلي وبيتكلم وقال:


= دا بقى هيبقى المكتب المشترك بتاعك من زمايلك من القسم اللي هتشتغلي فيه.


كان قاعد في المكتب 3 بنات وإتنين شباب،

كانوا بيبصولي بتفحص وفضول.


عادي طبيعي بالنسبة لآي حد قديم وموظف جديد داخل عليه،

بتبقى مرارة البدايات، في آي حاجة عمومًا بدايتها بتبقى حلوة إلا إنك تبقى موظف جديد في بلد محدش يعرفك فيها.


إبتسمت وحاولت أكون بطبيعتي مش لطيفة ولا حاجة وقولت:


_ صباح الخير، إن شاء الله نعمل شغل كويس مع بعض.


ردوا بصوت يكاد يكون مش مسموع أصلًا وقالوا ماعادا شاب واحد كان بيتكلم بإبتسامة:


= صباح النور.


عادي مهتمتش متعودة على كدا في بداية آي مكان،

بصيت ناحية الـ Hr وقولت بإبتسامة وتساؤل:


_ طيب مين هيعرفني نظام الشغل ماشي هنا إزاي؟


شاور ناحية بنت من الـ 3 اللي قاعدين وقال بإبتسامة:


= مريم أقدم واحدة هنا، هي اللي هتفهمك الشغل هنا نظامهُ إي بالظبط.


بصيت ناحية ما شاور وكانت أكتر بنت كيشارية فيهم،

بصتلي بهدوء ورجعت بصت للاب قدامها بدون حتى إبتسامة.


بصيتلهُ بجنب عيني وبنظرات رجاء،

غمض عيونهُ وهز راسهُ بمعنى "معلش" وسابني رجع مكتبهُ.


دخلت قعدت معاهم تحديدًا جنب البنت دي،

مستنياها تتكلم ولكن مفيش متجاهلاني تمامًا.


أخر ما زهقت قولت:


_ حضرتك مش حابة تعرفيني طيب قوليلي وهقولهُ يغير اللي يفهمني عادي!


بصتلي وقالت بنبرة معجبتنيش:


= حضرتي بتعمل حاجة مهمة هخلص وهفهمك ممكن تستني؟


سكتت وأنا بصالها بضيق، سكتت مش ضعف لأ،

ولكن عشان موظف لسة في يومهُ الأول وحابب إنهُ يكمل في الشركة دي لازم يسكت ويتجنب المشاكل الفترة دي لحد ما بثبت نفسهُ بس، بعد كدا هعرفها أنا مين.


بعد حوالي أكتر من ساعتين مقعداني جنبها بدون هدف،

أخيرًا جات فتحت لاب جديد على السيستم بتاع الشغل وفهمتني نظامهم ماشي إزاي.


فهمت بسرعة لإن كل دا شغلي من قديم وبدأت شغل،

بعد ما اليوم خلص سلمت الشغل اللي كان مطلوب مِني وروحت.


كنت مروحة في الطريق وأنا مبسوطة بصراحة،

حياتي بدأت ترجع تاني لسابق عهدها.


وأنا في الطريق السمسار كلمني وقال:


_ مساء الخير يا ست روميساء، أنا لقيتلك شقة بنفس المواصفات اللي حضرتك عايزاها ولكن سعرها عالي شوية عن دي عشان المنطقة بس راقية شوية.


إتكلمت بتنهيدة وقولت:


= مفيش مشكلة، بس بالله عليك عجلي في أستلامها عشان الشغل بتاعي جنبها والمواصلات صعبة عليا بدري.


إتكلم وقال ببساطة:


_ لأ عادي تقدري تستلميها من بكرا، بس هاتي حد ينقلك حاجتك اللي جبتيها من الشقة التانية للشقة دي ونكتب العقد في وقتها أستلميها.


إتكلمت براحة وأنا حاسة إن كل حاجة بتمشي زي ما أنا عايزة لأول مرة وقولت بإبتسامة:


= خلاص ماشي، هتفق مع حد ينقلي حاجتي الصبح للشقة ابعتلي العنوان بالتفصيل ورقم الشقة ونمضي العقد بكرا لما أرجع من الشغل هناك.


قفلت معاه وأنا مرتاحة وبعتلي العنوان في رسالة،

فورًا بعتتها للشخص اللي كان جاي يعملي تشطيبات في الشقة القديمة وقالي إني لو عوزت حاجة زي كدا يكلمني لإنهُ شغال فيها برضوا.


بعتتلهُ وإتفقت معاه هييجي الساعة 8 بالليل بعد ما أرجع من الشغل عشان أعرف أبقى واقفة معاهم وهما بينقلوا الحاجات وأقفل وراهم.


وصلت أخيرًا وقبل ما أطلع وقفت قدام العمارة أفتكر لو ناقصني حاجة قبل ما أطلع.


كنت هروح السوبر ماركت أفتكر هناك ولكن قبل ما أتحرك وقف قدامي مازن معرفش جِه منين وقال بإبتسامة مبقتش حباها:


_ عاملة إي يا روميساء مرتاحة؟


بصيتلهُ بهدوء وقولت:


= الحمدلله يا مازن، خير؟


إتكلم بعدم رضا وقال بضيق:


_ ليه بجد بتعامليني كدا، أنا بجد بحبك... يعني أقصد بعزك.


بصيتلهُ جامد وبعدين وديت وشي ناحية باب العمارة وقولت:


= عن إذنك أنا لازم أطلع عشان تعبانة ومحتاجة أنام، تصبح على خير.


سيبتهُ وطلعت من غير ما أجيب حاجة حتى،

كنت فعلًا محتاجة أهرب منهُ قبل ما يخيب بالكلام مرة تانية.


ولكن مخدتش بالي إن مراتهُ كانت واقفة من غير ما نعرف يمكن قصادنا ولكن من ناحية ضهرنا، على بُعد خطوتين تلاتة مش كتير.


هو حتى مخادش بالهُ منها ومِشي وشهُ في الأرض ومتضايق،

إتكلمت بغيظ وغيرة وقالت:


_ صدقيني مكنتش عايزة أعملك حاجة بعد ما شوفت رسالتك إمبارح ولكن إنتِ وجودك خطر عليا وعلى حياتي الزوجية وحبي الوحيد اللي أتمنيتهُ، أنا أسفة بجد.


خلصت كلامها وصورت العمارة وبعتتها في رسالة لحد منعرفش هو مين وكتبت عنوان المكان وقالت:


_ هي موجودة في العمارة دي في العنوان اللي بعتتهولك، ياريت في أسرع وقت بقى.


#هاجر_نورالدين

#بين_نارين

#الحلقة_الرابعة

#يتبع


_ أنا لازم أوريك حاجة مهمة يا إبراهيم.


كانت أخت روميساء اللي واقفة قدام شركة إبراهيم مستنياه ييجي الساعة 9 الصبح لحد ما ظهر.


بصيلها بإستحقار وقال للأمن:


= إرموا الحشرة دي برا.


كانوا رايحين ناحيتها فعلًا ولكن أول ما نطقت وقالت بصوت عالي عشان ييمعها وهو ماشي:


_ حتى لو قولتلك عرفت مكان روميساء فين؟


هي قالت الجملة دي وهو لف وشهُ ورجع تاني ليها،

إتكلم بحماس وقال بغضب دفين:


= قولي بسرعة، ولو طلعتي بتكدبي عليا صدقيني هيبقى أخر يوم ليكِ.


إبتسمت هالة وقالت بنبرة سعيدة مليانة حماس:


_ أنا مبكدبش، والمصدر موثوق جدًا، بس كل حاجة ليها تمن وإنت أدرى العارفين يعني بالموضوع دا.


إتكلم إبراهيم بحِدة ونفاذ صبر وقال:


= إخلصي مبحبش لعب العيال دا ولو كلامك صح هديكِ اللي عايزاه.


إبتسمت هالة بخبث وقالت:


_ الشقة اللي في الزمالك عايزاها تبقى بإسمي،

كدا كدا إنت مش محتاجها وبيع أختي مش ببلاش برضوا!


زفر بضيق وقال:


= تمام مش مشكلة قولي دلوقتي حالًا هي فين؟


عينيها لمعت وقالتلهُ العنوان اللي جالها فعلًا،

وهو لمعة عينيه كانت مختلفة، يمكن دي نيران الإنتقام المشتعلة جوا النني.


______________________________________


كنت قاعدة في الشغل بعد ما صحيت وأنا بجري زي إمبارح،

كنت حاسة بحاجة غريبة مش عارفة إي هي بس مش مرتاحة.


إستعاذت بالله من الشيطان وكملت باقي شغلي،

فب نص اليوم على الساعة 2 الضهر كدا خدت بريك.


طلعت قعدت في الكفاتيريا أو المكان المخصص للأكل والشرب في الشركة يعني.


عملتلي قهوة سادة تقيلة عشان تظبط دماغي،

ودا لإني منمتش كويس إمبارح عشان كنت بفكر إزاي أنتقم.


ولكن الحمدلله كل دا مراحش على الفاضي لإني لقيت ثغرة،

حاجة مكنتش فكراها خالص ولا كنت ناوية أستخدمها.


حاجة مكانش مخونني فيها لإنهُ عارف أنا مين،

وكمان عشان يكسبني ويراضيني في البدايات.


ومتأكدة إن هو كمان نيسيها زي ما أنا نسيتها،

الأستاذ كان عاملي توكيل بإسمي لمعظم أملاكهُ.


زي العربية بتاعتهُ والڤيلا اللي في الساحل،

وشقة في الزمالك وكمان مصنع حلويات.


كنت قاعدة بفكر وبتفنن في إني هستغل الفترة اللي هيطلع فيها حكم الطلاق الغيابي وأشوف هتصرف إزاي في الحاجات دي.


مش حاجات كتير لإن لسة في شركتين وڤيلا وشقة كمان ولكن أوعهُ في دول والباقي هعرف أخسرهُ فيهم بعدين.


قطع تفكيري مع نفسي حاتم اللي كان قاعد قدامي ومعرفش جِه إمتى وقال:


_ للدرجة دي الشغل معانا واخد دماغك كدا؟


بصيتلهُ بإنتباه وصدمة وقولت بتوهان:


= ها!

حضرتك جيت إمتى؟


ضحك وقال:


_ بقالي شوية قاعد هنا، إنتِ اللي سرحانة في إي كدا لدرجة إنك محستيش بيا لما دخلت؟


إبتسمت وحاولت أبان طبيعية وقولت:


= عادي يعني شوية مشاكل شخصية مالهاش علاقة بالشغل.


هز راسهُ بتفهم وبعدين قال:


_ أكيد كلنا عندنا مشاكل شخصية ولكن متخليهاش تاخد منك أوي بالشكل دا.


إبتسمت وقبل ما أرد عليه دخلت مريم الغتتة وقالت وهي بتقعد وسطنا:


= دي حقيقة يا تومي، عارف إمبارح حصل معايا حتة موقف.


شرب بُق من القهوة بتاعتهُ وقال بلا مبالاة:


_ صدقيني مش مهتم أعرف.


قالها حتى من غير ما يبصلها وهي بصتلهُ بصدمة وبعدين بصتلي بقرف، الله!

وأنا مالي أنا!


بعدها وجهلي هو الكلام ليا وقال بإبتسامة:


_ شوفتك مفطرتيش النهاردا، تحبي نفكر مع بعض لإن للأسف ملحقتش أفطر الصبح بسبب ضغط الشغل.


إبتسمت وإستغلتها فرصة أضايق مريم لإني شيفاها معجبة بيه وقولت بإبتسامة:


= مكانش ليا نفس والله بس عشان خاطرك، شوف هتفطر إي وأنا معاك.


إتكلم وقال بحماس وإبتسامة:


_ تعالي نقوم نخلي الواد عمر يطلبلنا معاه أرقام مطاعم تحفة.


قومنا فعلًا من الكراسي وقبل ما نمشي إتكلمت مريم بزعيق وقالت:


= هو إي دا إن شاء الله، البريك خلص يا أستادة روميساء إتفضلي يلا على مكتبك.


بصيتلها من فوق لتحت وقبل ما أتكلم رد عليها حاتم وقال بنبرة حادة مفيهاش هزار:


_ وإنتِ مين عشان تقوليلها حاجة زي دي؟

وإنتِ كمان بتعملي إي هنا بعد البريك؟


إتحرجت وبقت تقطع في الكلام وقالت:


= أنا أقدم واحدة هنا يعني ليا صلاحيات لكن هي من تاني يوم هتستلوح؟


إتكلم حاتم بنبرة هادية ولكن تحذيرية وقال:


_ مش بالأقدم يا مريم، بالشغل وهي برغم إنهُ تاني يوم ليها زي ما بتقولي ولكن شاطرة وعملت 5 تعاقدات برغم إنك أقدم واحدة هنا وعاملة من إمبارح للنهاردا تعاقد واحد، تحبي نتكلم أكتر؟


سكتت وإتخرست، منطقتش ولا كلمة تاني،

كانت محروجة وبتبصلي بغضب.


الله!

لتاني مرة أنا مالي هي عبيطة دي ولا إي تحط نفسها في مواقف بايخة وتلزقها فيا أنا!


ولكن في الحقيقة كنت مبسوطة بالتهزيق اللي هي بتتعرضلهُ،

ومبسوطة أكتر إن حاتم شكر فيا وفي شغلي ودا رفع من معنوياتي جدًا.


عدا باقي اليوم بشكل طبيعي بصراحة هي تجنبتني خالص،

روحت ووأنا في طريقي للبيت كلمني الراجل اللي هينقل الحاجات وقالي إنهُ وصل هو والرجالة.


طلبت منهُ يستنى دقيقتين وهيلاقيني قدامهُ،

فعلًا قفلت معاه ومعداش كام دقيقة وكنت وصلت.


جبت للرجالة حاجة ساقعة يبلوا ريقهم وهما شغالين،

وكنت واقفة جنبهم والحاجات بتتنقل.


بعد ما خلصوا حاسبتهم ومشيوا وحاسبت بتاع العربية كمان اللي عليها حاجتي وطلبت أوبر ومشيت والعربية ورايا بحاجتي.


السمسار كلمني وأنا في طريقي للشقة الجديدة وبلغني إنهُ في إنتظاري.


كنت الحقيقة مُنهكة جدًا من كتر المواصلات لإني من النوع اللي بيتعب جدًا منها.


بعد شوية وقت وصلت للشقة الجديدة بتاعتي،

كان السمسار واقف قدامها وكانت في الدور التالت وبعد الشركة يعتبر بـ 3 شوارع بس يعني يعتبر مش هركب مواصلات.


ودا شيء في حد ذاتهُ جامد جدًا لو تعلمون يعني،

مضيت العقد مع السمسار وأداني المفتاح.


والحقيقة إن المرة دي الشقة مش محتاجة حاجة،

كل حاجة فيها جديدة حتى ريحة البياض والأنتريه.


كان لسة الراجل بتاع العربية معايا وبيساعدني في نقل الحاجات التقيلة والكبيرة.


بعد ما خلصنا شكرتهُ جدًا وأديتهُ أكتر من المبلغ اللي إتفقنا عليه الحقيقة بسلب مساعدتهُ ليا حتى لو هو مطلبش حاجة.


أخر حاجة كنت هدخلها بعد ما هو مشي كانت شنطة سفر فيها حاجاتي الكوزماتكس والميك آب وكدا.


وأنا بدخلها وخلاص هقفل الباب حصل زي المسلسلات والروايات بالظبط.


عارفين إي؟

أكيد خمنتوا طبعًا.


باب الشقة اللي قدامي فتح وكان خارج منهُ حاتم،

أول ما شافني بصلي بصدمة وإبتسامة وقال بتساؤل:


_ لأ متقوليش، إنتِ الساكنة الجديدة، دا كدا دعاء أمي استجاب بجد!


ضحكت على طريقتهُ المرحة دايمًا وقولت بتساؤل:


= أيوا أنا، بس ليه يعني؟


إتكلم وقال بسعادة حقيقية:


_ أصل قبلك كان ساكن واحدة ست كبيرة أعوذ بالله ربنا ما يوريكِ، ست قرشانة مش سايبة حد في حالهُ لدرجة إنها بتخبط على البيوت ساعات لو راحت عليها نومة بدري عشان تعرف إي اللي فاتها ومين جاب إي، فـ أمي كانت بتدعي الساكنة الجديدة تبقى واحدة كويسة.


ضحكت جامد وقولت:


= طيب الحمدلله إن ربنا عوضكم بيا.


إتكلم بإبتسامة هادية وقال:


_ أتمنى.


بصيتلهُ بعدم فهم ولكن قبل ما أتكلم موبايلي رن وكان السمسار،

رديت عليه وقال بقلق:


_ بقولك إي ياست روميساء مش حضرتك قولتي مالكيش حد ولا تعرفي حد في إسكندرية كلها؟


قلقت ومعدتي قلبت من التوتر ليكون مازن عمل حاجة وقولت:


= أيوا إي اللي حصل؟


إتكلم وقال بتردد:


_ أصل البواب لسة قافل معايا دلوقتي وقالي إن في واحد باين عليه البشوية يعني جه وسأل عليكِ في الشقة القديمة وكان معاه إتنين ستات،


حاول يعرف من البواب آي معلومات عنك وعن مكان سكنك الحالي، وقال إن إسمهُ تقريبًا إبراهيم لما سمع واحدة فيهم بتناديلهُ.


قلبي وقع في رجليا وحسيت إن الدنيا بتضيق بيا جدًا،

إتكلمت بتساؤل بعد ما سندت على الحيطة عشان دوخت:


_ والبواب قالهُ حاجة؟


إتكلم السمسار وقال:


= عيب عليكِ إحنا رجالة مش عيال برضوا،

هو بيقول كان شكلهم ميطمنش فـ عشان كدا قالهُ إنك لسة حالًا ماشية عشان راجعة القاهرة.


غمضت عيوني بقوة بحاول أتمالك نفسي وخدت نفس براحة نوعًا ما وقولت:


_ تمام شكرًا جدًا وبالله عليك محدش يعرف حاجة عني عشان دا أكتر شخص عايز يأذيني.


قفلت معاه المكالمة وأنا حرفيًا بنهار وغالبًا بسبب الضغط اللي وطي من التوتر وهبطت.


إتكلم حاتم بتساؤل وقال:


_ مين دول اللي بتتكلمي عنهم، ومالك فيكِ إي؟


إتكلمت بوهن وأنا بحاول أتماسك من الدوخة وقولت بصوت ضعيف:


= جوزي.


بعدها محسيتش بآي حاجة غير خبطة وجعتني ثوانٍ بسيطة ولا شوفت بعدها غير الضلمة وبس.


#هاجر_نورالدين

#بين_نارين

#الحلقة_الخامسة

#يتبع


_ إنتِ طلعتي متجوزة يا روميساء؟


كان دا أول سؤال يسألهولي حاتم بعد ما فوقت بشكل كامل من الإغماء.


كنت في شقتهم واللي عرفت بعد ما فوقت إن مامتهُ وأختهُ قوموني ودخلوني البيت.


رديت عليه بهدوء وتعب:


= للأسف، بس مقدمة طلب طلاق غيابي ومستنياه يتنفذ.


سكت شوية مش عارف يقول إي،

كان بيبُص على كل رُكن في الأوضة حرفيًا إلا عيوني.


مكنتش فاهمة إي اللي مضايقهُ مِني بالشكل دا،

إتكلمت بتساؤل وقولت:


= في حاجة مضيقاك مني يا حاتم؟


بصلي وقال بعد تنهيدة:


_ لأ ولا حاجة إنتِ معملتيش حاجة عشان أتضايق منك.


هزيت راسي بتفهُم وقولت وأنا بحاول أقوم:


= طيب أنا هروح شقتي، متشكرة جدًا بجد وأسفة لو دوشتكم وتعبتكم معايا.


إتكلم برفض قاطع وقال وهن بيوقفني:


_ لأ مفيش الكلام دا، إنتِ هتاكلي معانا الأول.


فضلت أرفض وأمتنع وأتحجج كتير ولكن بلا فايدة لحد ما هو قال:


_ لو مقعدتيش بجد هنادي لوالدتي هي اللي تقعدك هي اللي قالتلي أصلًا خليها تفضل مستنية العشا عشان هي بتحضر فيه جوا.


بعد شوية جدال مقدرتش أتكلم تاني،

إستنيت فعلًا وإتعشيت معاهم وبعدها قومت معاهم للمطبخ.


عملت معاهم الشاي وإتعرفت عليهم كانوا كلهم كويسين جدًا.


كنا قاعدين بنضحك وبنهزر،

مامتهُ جالها مكالمة وقامت تتكلم وأختهُ قامت تخلص حاجة.


كنت أنا وهو بس اللي في الصالة قاعدين قصاد بعض،

إتكلم بتساؤل وهو متردد وقال:


_ ممكن اسألك سؤال؟


إتكلمت بهدوء وقولت:


= أكيد.


إتكلم بنفس التردد وهو بيحاول يجمع الكلام وقال:


_ يعني وإنتِ بتتكلمي في الموبايل كنتِ بتقولي إنهُ أكتر شخص عايز يأذيكِ، ليه قولتي كدا يعني لو حابة تقولي طبعًا.


إتنهدت وقولت:


= دي حقيقة للأسف، في البداية كان جوازنا اللي يشوفهُ من برا يقول إني أسعد واحدة، ولكن محدش يعرف اللي كان بيدور جوا البيت إي، طلع مريض نفسي وبيلاقي متعتهُ لما بيتفنن في إزاي يجرحني لحد ما جاب واحدة البيت وطلع متجوزها من غير ما يعرفني وعيشها معايا في نفس الشقة وخلاني خدامة بالإضافة لإنهُ كان حابسني.


كان بيسمعني وهو مذهول ومصدوم،

إتكلم وقال بتساؤل ودهشة:


_ دا أزاي يعني، وبعدين فين أهلك ليه مقولتيلهومش؟


إبتسمت بسخرية ووجع وقولت:


= أهو أهلي دول بقى أكتر ناي وقفوا في صفهُ ضدي عشان خاطر الفلوس.


سكت شوية وهو مش عارف يقول إي،

أو بيدور على كلام يقولهُ.


قومت وقفت وقولت:


= أنا حقيقي مبسوطة جدًا باليوم هنا ومبسوطة إننا طلعنا جيران وبجد بجد حبيت والدتك وأختك جدًا وشكرًا على كل حاجة النهاردا بس للأسف لازم أروح الشقة عشان محتاجة أنام بجد.


قام وقف وقال بإبتسامة:


_ وعشان متتأخريش بكرا إنتِ بقيتي جنب البيت وأنا مش هتهاون معاكِ بعد كدا خلاص.


ضحكت وقولت وأنا ماشي وبطلع من الشقة:


= حاضر، تصبحوا على خير.


وقفني صوتهُ وهو بيقول بهدوء:


_ روميساء.


لفيت ناحيتهُ بعد ما كنت قدام شقتي وبصتلهُ،

إتكلم وقال بإبتسامة وتشجيع:


_ أنا في صفك ومعاكِ لو إحتاجتي آي مساعدة أنا أعرف إزاي أوقفهُ عند حدهُ لو فكر يقرب منك تاني هنا.


إبتسم وقولت بإمتنان:


= شكرًا ليك بجد يا حاتم.


ودعتهُ وقفلت باب الشقة ودخلت نمت وأنا حتى مفكرتش زي العادة من كتر التعب اللي كنت حاسة بيه النهاردا.


____________________________________


_ يعني ملقيتهاش هناك، غرمتيني وقت وقرف!


كان إبراهيم وهو بيزعق لهالة في الشارع،

إتكلمت هالة بخوف وقالت بتصميم:


= أنا بقولك متأكدة إنها هنا، المعلومات جاتلي من مصدر موثوق زي ما قولتلك، وأديكِ سمعت بنفسك كانت هنا ومشيت الصبح، بس موضوع إنها رجعت للقاهرة دا مش مصدقاه إي اللي هيخليها ترجع هناك تاني؟!


إتكلم إبراهيم بعصبية وقال:


_ أنا ميهمنيش كل دا أنا عايز مكانها، وبعدين يمكن المصدر الموثوق دا مبقاش موثوق ويكون بيخدعك عادي!


طلعت هالة موبايلها وإتصلت بحد وهي متضايقة،

أول ما رد الطرف التاني قالت بغضب:


_ إنتِ مش بعتيلي وقولتيلي إن روميساء هنا؟


إتكلمت زوجة مازن وقالت بصوت واطي:


= أيوا في العنوان اللي بعتتهولك إنتِ وصلتي؟


إتكلمت هالة بزعيق وقالت:


_ أيوا وصلت بس مفيش روميساء، مش موجودة وسابت الشقة الصبح ومنعرفش راحت فين، حضرتك بقى تعرفي آي معلومة عنها؟


إتكلمت زوجة مازن وقالت بتفكير وصوت مهزوز:


= مشيت؟

مشيت ليه وراحت فين؟


أتكلمت هالة بإنفعال وقالت:


_ أنا اللي بسألك يابني آدمة؟!


إتعصبت زوجة مازن وقالت بغضب:


= إنتِ بتكلميني كدا ليه؟

كنتِ كلمتيني قبل كدا بخصوص أختك ومازن وموضوعهم زمان وعشان مدا قولتلك بردلك الجميلة لكن أنا مش شغالة عندك ومتتصليش بيا تاني أنا غلطانة إني بعتتلك.


قفلت زوجة إبراهيم في وقتها السِكة وقالت بينها وبين نفسها بتأنيب ضمير:


_ معقولة مشيت!

ليه بس أنا عملت كدا، لو صبر القاتل على المقتول!


بصت هالة ناحية إبراهيم بإحراج وهي متضايقة،

إتكلم إبراهيم وقال بتساؤل وتقليل منها:


_ ها!

هتعملي إي بقى بعد ما جبتينا إسكندرية؟


إتكلمت هالة بضيق وقالت بإصرار:


= روميساء لسة في أسكندرية أنا متأكدة،

بس كدا التمن لازم تدفعهُ دلوقتي عشان أقدر أشتغل وأدور وأجيبهالك لحد عندك في أقرب وقت.


بصيلها إبراهيم بغضب وقال:


_ هكتبهالك بإسمك بكرا الصبح أنا كدا كدا مش خسران حاجة لو موصلناش لروميساء بحد أقصى بعد بكرا يا هالة يبقى مش هتلحقي تشوفي حتى الشقة.


خلص كلامهُ وركبوا العربية وراحوا الأوتيل يباتوا فيه.


___________________________________


تاني يوم الصبح في البريك كنت قاعدة وحاتم شاركني البريك كعادتهُ اليومين دول.


إتكلمت بتساؤل وقولت:


_ تعرف حد بيفهم في التوكيلات،

عايزة أبيع كذا حاجة ليا توكيل فيهم.


إتكلم حاتم وقال بتفكير:


= آه أعرف طبعًا، هكلمك حد دلوقتي.


كلم حد فعلًا وبعد ما شرحت للشخص دا كل حاجة والتوكيلات اللي معايا إي قالي إنهُ هيشوفلهم مشتري وعادي أقدر أبيعهم أو اأجرهم مادام التوكيل شغال.


قفلنا معاه على أساس إني هستنى منهُ يشوفلي المشتريين،

بصيت ناحية حاتم وقولت بإمتنان حقيقي:


_ بجد شكرًا يا حاتم والله عارفة إني بتقل عليك وبشغلك في اللي مالكش فيه.


رد عليا وقال بعتاب:


= خلاص إحنا بقينا أهل متقوليش حاجة زي كدا تاني،

إسنكدرية مليانة جدعان ورجالة برضوا مش عندكم بس.


ضحكت وقولت بإستغراب:


_ بجد إنتوا والقهراوية محسسني إنكم أعداء وبلدين مختلفين،

ما هي هي مصر يا حبايبي وهي هي الجنسية وهي هي بلدكم!


خلصت كلامي وسقفلي وقال بتريقة:


= الله على الوحدة الوطنية والمصلحة الإجتماعية،

يلا بقى عشان البريك خلص ولا إي الدنيا معاكِ، عايزة خصم؟


بصيتلهُ بغضب مصتنع وإستنكار بجنب عيني وقولت:


_ يا لهوي عليك، برضوا فيك الحتة الشريرة دي،

رايحة شغلي أهو.


خلصنا كلام وروحت بعدها لمكاني تاني،

كانت مريم طول اليوم بتبصلي بنظرات بتدق شرار ولكن متجاهلاها بل وبتعمد إستفزازها من بعيد لبعيد.


اليوم خلص، وأنا تحت الشركة مستنية الأوبر،

وقف جنبي حاتم وقال بإبتسامة:


_ عيب تبقي جارتي وفي الشقة اللي في وشي وأسيبك تروحي لوحدك.


إبتسمت وقولت برفض:


= لأ مش عيب خالص على فكرة، العيب لو حصل عكس كدا وبعدين في عيون مش سيبانا من الصبح يعني لو دا حصل هتلاقي الشركة كلها بكرا جاية تباركلنا أو تضطهدنا.


ضحك وقال:


_ قصدك على مريم؟

هي غريبة فعلًا ومش فاهمها والله، أو يمكن فاهم مقصدها بس فاهم المفروض أرفضها كام مرم عشان تفهم إني مش عايزها.


إتكلمت بتساؤل وقولت:


= ليه مش عايزها؟


بصلؤ في عيوني لثوانٍ وبعدين قال بجدية وإبتسامة خفيفة:


_ مش هي دي اللي تشدني ولا اللي عيونها فيها اللمعة اللي أحبها، مش هي دي اللي أنا عايزها ولا حاسس ناحيتها بحاجة، محدش بيتحكم في قلبهُ ولا اللي عايزهُ يا روميساء.


إتوترت بسبب كلامهُ وهو باصص في عيوني وحساه بيوجهلي أنا الكلام، وحسيت خدودي إحمرت وسخنت.


كان في الوقت دا الحمدلله الأوبر وصل،

إتكلمت وقولت بإرتباك:


_ طيب هشوفك بكرا إن شاء الله باي.


ضحك وأنا ركبت وسيبتهُ ومشيت وأنا طرل الطريق بفكر فيه وفي كلامهُ.


بعدت كل الأفكار دي عهي عشان مينفعش،

حتى برغم كل اللي بيحصل معايا بس مينفعش أفكر في حد حتى لو تفكير بريء وأنا متجوزة.


وحتى بعد ما يتم الطلاق هيبقى في فترة عدة ممنوع عليا فيها أفكر برضوا.


إتنهدت ووصلت البيت دخلت خدت شاور وجهزت العشا،

قعدت باكل قدام مسلسل من اللي بتابعهم اليومين دول.


باب الشقة خبط، إستغربت لإن الوقت كان خلاص داخل على 11 قبل نص الليل.


سيبت الأكل وقومت أشوف مين،

فتحت الباب وللصدمة كان إبراهيم وهالة وهند واقفين قدامي بإبتسامة مستفزة ومشمئزة وأنا هموت من الرعب ومش مصدقة.


إتكلم وقال بنبرة منتصرة ومتوعدة:


_ أخيرًا لقيتك يا رورو؟


#هاجر_نورالدين

#بين_نارين

#الحلقة_السادسة

#يتبع


_ أخيرًا لقيتك يا رورو؟


بسرعة حاولت أقفل الباب وأنا في عز صدمتي،

ولكن إبراهيم كان أسرع مِني لما زق الباب جامد.


وعلى أثر دا رجعت لورا من قوة الخبطة،

كنت قلقانة وخايفة ومش عايزاه يقرب أكتر.


إتكلمت بزعيق وقولت وأنا بصرخ:


= إبعد عني عايز إي تاني مِني، إلحقوني يا جماعة؟


قربت مِني هالة أختي وهند مراتهُ التانية واحدة حطت إيديها على بُقي تكتم صوتي والتانية مسكتني من دراعي تشل حركتي.


بصيت ناحية أختي وأنا عيوني بتتملي دموع من اللي بتعملهُ،

او كان جاي منها مكانش هيبقى فارق ولكن أختي!


بعدت نظرها عني وبصت ناحية إبراهيم وقالت بقلة صبر وقلق:


_ وبعدين هتعمل معاها إي بسرعة عشان صوتها دا ومتلمش الناس علينا.


إتكلم إبراهيم وقال وهو بيطلع حاجة من جيبهُ:


= هقولك دلوقتي هنعمل إي، هنعمل حاجة مشابهة باللي عملتها فيا.


الحاجة اللي طلعها من جيبهُ كانت حقنة،

شوفتها برقت بصدمة وأنا بحاول أفلت من إيديهم اللي بتشد عليا أكتر.


إتكلمت هالة وقالت بتساؤل وقلق:


_ هي إي الحقنة دي متفقناش على كدا،

أنا بساعدك عشان جاي تاخد مراتك بس!


بصيتلها بجنب عيني بسخط وإحتقار،

إتكلم إبراهيم بسخرية وقال:


= إي نار الأخوة إشتعلت فيكِ فجأة!

وبعدين لأ مبتعملش كدا عشان زوج وزرجتهُ إنتِ بتعملي كدا عشان الشقة يا مادية، ولكن هطمنك برضوا دي حبيبتي، دا مجرد منوم عشان نرجعها معانا القاهرة وهناك هنشوف هعمل إي معاها.


كنت كل دا بحاول على قد ما أقدر إني أفلت منهم برضوا،

لحد ما قدرت أعض إيد هالة اللي بعدتها عني ثواني بألم.


صرخت بصوت عالي ورجعت حطت إيديها تاني على بُقي،

إتكلم إبراهيم بغضب وهو بيحضر الإبرة:


_ إنتِ شكلك مش عايزاها تخلص على خير.


خلص جملتهُ وأداني الحقنة في دراعي مرة واحدة وسك صراخي المكتوم.


إتكلم إبراهيم بإبتسامة شرانية وقال:


= خلاص جه الوقت اللي أخليكي فيه تندمي على كل حاجة عملتيها معايا وبعد كدا هبقى أربيكِ بمعرفتي.


كنت بدأت أحس بدوخة وهبوط،

كنت بقاوم على قد ما أقدر لحد ما سمعت صوت هادي بيقول:


_ طيب وإنت عارف مين هيربيك إنت كمان؟


بصينا كلنا ناحية الصوت واللي كان صوت حاتم،

كان ماسك موبايلهُ وبيصور ڤيديو وهو ساند على الحيطة بهدوء.


إتكلم إبراهيم بصدمة وقال بزعيق:


= إنت مين وبتعمل إي هنا؟


ضحك حاتم بسخرية وقال:


_ أكيد اللي هيربيك الحكومة عشان إحما في بلد قانون ومتقبلش باللي بتعملهُ دا وحالة خطف وجايب ناس، عمومًا أنا سجات كل حاجة هنا.


خلص كلامهُ وقفل الڤيديو وحط الموبايل في جيب البنطلون،

إتكلم إبراهيم بغضب وقال:


= إمسح اللي صورتهُ وغور برا من هنا يلا عشان مخربش حياتك.


رد عليه حاتم وهو مبتسم وقال وهو بيشمر دراعات القميص بتاعهُ:


_ ودلوقتي برا الڤيديو في اللي هيربيك قبل الحكومة،

وهيعرفك إزاي تتعامل مع الستات وخصوصًا روميساء.


خلص كلامهُ ونزل بعدها ضرب في إبراهيم اللي مكانش بيعرف القتال خالص وكان مستقوي بفلوسهُ بس.


ودي كانت أخر حاجة شوفتها قبل ما أغيب عن الوعيوأنا سامعة صوت سرينة الشرطة.


فات وقت معرفش قد إي ولكنني فوقت لقيت نفسي على سريري.


كنت دايخة جدًا جدًا،

بصيت ناحية الشباك اللي كان مدخل إضاءة قوية وكنا بالنهار.


حاولت أقوم وأصحي جسمي اللي كان مرهق وأعصابهُ بايظة إلى حدًا ما.


فتحت باب الأوضة وكانت سارة أخت حاتم قاعدة على الكنبة ماسكة الموبايل.


أول ما شافتني قربت مني وقالت بتساؤل وقلق:


_ إنتِ صحيتي كويسة يا حبيبتي؟


إبتسمت بهدوء وقولت بتساؤل:


= الحمدلله بخير، إي اللي حصل يا سارة، فين حاتم؟


إتكلمت سارة وهي بتقعدني على الكنبة وبتقعد جنبي:


_ إستريحي بس كدا وعايزة أقولك إن حاتم من إمبارح بالليل في القسم مع الشرطة بيتابع حقك اللي عند إبراهيم بنفسهُ مع المحامي الشاطر بتاعنا عشان يضمن حبس إبراهيم.


إتكلمت بفرحة ولكن كنت بحاول أخفيها وقولت بقلق في نفس الوقت:


= الحمدلله، طيب هو حاتم مرجعش ليه لحد دلوقتي مش كتير كدا؟


إتكلمت سارة وقالت بإبتسامة:


_ لأ لأ دا العادي، هو لسة قافل معايا من شوية أصلًا سألني لو صحيتي وهو كان خلص وجاي في الطريق ومعاه الفطار.


إبتسمت وإتنهدت براحة،

كنت قاعدة مبسوطة بصراحة باللي عملهُ حاتم.


يمكن عشان دي أول مرة حد يعمل كدا عشاني ويبقى مهتم بيا وبصحتي وحياتي عشاني أنا مش عشان حاجة بتتقدملهُ في المقابل.


بعد شوية كان حاتم وصل وجاب مامتهُ معايا للشقة بتاعتي،

حضروا الفطار وقعدنا فطرنا مع بعض، بعد الفطار إتكلمت بتساؤل وقولت:


_ يعني كدا خلاص يا حاتم إبراهيم كدا الأكيد مش هيخرج منها؟


إتكلم حاتم بإبتسامة وهو بيشرب الشاي وقال:


= خلاص إبراهيم أقل حاجة 10 سنين دا خطف وفي إتنين متواطئين معاه كمان، بس هما مشيوا يعني وأنا سلمتلهم الڤيديو بعد ما عملت غشاوة على وشهم عشان أختك بس.


خدت نفس كبير بسبب حمل وهم وقولت بتريقة:


_ أختي!

لأ كنت سيبتها هي مبقيتش خلاص.


سكت شوية وبعدين قال بتذكر:


= أه صح الڤيديو اللي صورتهُ ليه دا يهد شركاتهُ كلها،

ويخلي كل العملاء اللي عندهُ ميتعاملوش معاه تاني.


ودا شيء طبيعي عشان خايفين على مصالحهم،

فـ سيبت القرار دا ليكي لو ننزل الڤيديو ونفضح شخصيتهُ الحقيقية للناس ودا بعد ما عملت غشاوة عليكِ وعلى الإتنين التانيين وسيبت وشهُ هو بس.


إبتسمت بحماس وشكر حقيقي وقولت:


_ طبعًا نزلهُ مش محتاج تقولي، دا هدف مهم جدًا من أهدافي يا حاتم، أنا لازم أوقعهُ وأخليه حتى بعد ما يطلع بـ 10 سنين ميلاقيش حاجة، الـ 10 سنين دي قليلة عليه خالص وهتخلص بدون ما نحس.


إبتسم حاتم وقال بهدوء:


= والله إعملي اللي يريحك واللي حاسة إنهُ هيخليكِ راضية،

وبالنسبة للراجل اللي كلمناه إمبارح رد عليا وقالي إنهُ لقى مشتري للشقة بالمصنع، ومشتري تاني للعربية وهكذا أصل الحاجات دي يعتبر مهنتهُ الزباين.


إبتسمت بسعادة أكبر وقولت:


_طيب ياريت نعجل في الموضوع دا، وياريت لو النهاردا لإني خايفة يحصل حاجة كدا.


إتكلم حاتم بتساؤل وقال:


= حاجة إي دي؟


إتكلمت بهدوء وقولت:


_ إبراهيم كتب شقة من الشقق بتوعهُ لـ هالة أختي عشان تدلهُ على مكاني ودا اللي فهمتهُ من الكلام وهالة دايمًا كانت عينيها على شقة الزمالك.


إتكلم حاتم بنبرة إطمئنان وقال:


= لأ متقلقيش النهاردا هو كدا كدا هيخلص كل حاجة.


بالليل كنا فعلًا راجعين أنا وحاتم من برا بعد ما خلصنا كل حاجة وكل مشتري إشترى الحاجات دي.


حتى اللي إشترى الشقة بدأ يشتغل فيها من دلوقتي عشان خاطر هو عريس ولقاها لُقطة بالنسبالهُ.


إتنهدت براحة وقولت لحاتم قبل ما نطلع:


_ حقيقي يا حاتم شكرًا جدًا، أنا والله مش عارفة من غيرك كنت عملت إي بجد، حقيقي شكرًا شكرًا شكرًا.


إبتسم وقال بنبرة محرجة:


= متقوليش كدا بجد خلاص دا واجبي.


إبتسمت وسكتت، وعدت بعدها الأيام عادي جدًا.


لحد بعدها بيومين لقيت هالة بتكلمني وبتقول بكل بجاحة وزعيق:


_ هو إنتِ بيعتي شقة الزمالك؟

مين إداكِ الحق أصلًا دي شقتي أنا،

بقى أنا أتطرد الطردة دي لتاني مرة وبسببك…


قفلت السكة في وشها وهي بتتكلم،

بصراحة المشكلة الكُبرى في حياتي ما صدقت خلصت منها.


مش عايزة حاجة تعكر مزاجي تاني واللي زي هالة دي ميتزعلش عليه حتى لو كان أختي.


*بعد 4 شهور*


كان حصل أحداث كتير في الفترة اللي فاتت دي،

منهم الحلو ومنهم الوحش، منهم السعيد ومنهم الحزين.


كـ طبيعة الحياة والدنيا يعني،

ولكن أهم الأحداث إني أستملت ورقة طلاقي من أكتر من شهرين بعد ما الحكم إتنفذ.


وخلصت فترة العدة كمان بقالي شوية حلوين،

نفسيتي بقت أحسن بكتير وثبتت نفسي أكتر في الشغل.


حصل مشادات بيني وببن مريم كتير جدًا بسبب حاتم،

ولكن كنت على قد ما بقدر بتلاشاها.


لحد النهاردا قررت هي تمشي خالص وتسيب الشركة،

عارفين السبب كان إي؟


النهاردا كنت قاعدة في البريك عادي،

وحاتم كالعادة قاعد معايا بناكل.


هي جات كالعادة يعني وتطفلت علينا،

ولكن حاتم كالعادة برضوا إعتبرها مش موجودة.


طلع من جيبهُ فجأة وبدون سابق إنذار ورقة وعلبة خاتم صغيرة.


بصيتلهُ وبصيت للعلبة كذا مرة وأنا مش مستوعبة،

إتكلم بإبتسامة وقال:


_ إفتحيها!


مسكت العلبة وفتحتها كان جواها خاتم دهب،

الورقة كان مكتوب فيها كلمة واحدة بس:


"تتجوزيني؟".


مريم شافت الورقة واللي مكتوب فيها قامت بغضب وبتشنج وسابتنا ومشيت.


بصيت ناحية حاتم وأنا لسة مصدومة وفضلت متنحة شوية،

إتكلم بإبتسامة وقال:


_ تتجوزيني يا روميساء؟


شرقت في وسط أكلي وهو إداني مياه، 

شربت وبعدين قولت بتوتر وأنا بقوم:


= مش عارفة، يعني أقصد موافقة، لأ لأ أقصد لازم تقعد مع عمي وخالي الأول.


خدت بعدها حاجتي ومشيت وأنا متوترة جدًا وهو بيضحك عليا.


بعدها فعلًا بإسبوع كانت خطوبتنا بعد ما قعد مع أهلي،

وإتفقنا إن الفرح كمان سنة بالظبط.


حقيقي يمكن كل اللي أنا مريت بيه صعب،

وكنت دايمًا بين نارين، سواء نار مازن أو إبراهيم.


ولكن متأكدة إن ربنا كان شايلي كل الخير بعد الأحداث دي كلها وإن كل دول كانوا مطبات وطُرق عشان توصلني عند حاتم.


عند جنة ربنا في الأرض، حاتم كان بمثابة جنتي الخاصة في الأرض اللي ربنا رزقني بيها.


#هاجر_نورالدين

#الحلقة_السابعة_والأخيرة

#بين_نارين

#تمت







تعليقات

التنقل السريع