القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مابين العشق والقدر الفصل الرابع والخامس بقلم هند صقر

 


رواية مابين العشق والقدر الفصل الرابع والخامس بقلم هند صقر






رواية مابين العشق والقدر الفصل الرابع والخامس بقلم هند صقر



الفصل الرابع والخامس 

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-


-ياضناية ياااابني انت رجعت 

نطقت بها وهي تنظر اليه بعدم تصديق 


فترك حياة من بين يديه ليتحرك بخطي سريعة ليرتمي في أحضان  فاطمة وهو يقول بحب :وحشتيني ووحشتيني اوي يا أمي 


فلوت هي يديها خلف ظهره لتذيد من أحتضانه وهي تقول بعتاب  :يا حبيبي يابني وحشتني كل دي غايبة..... يعني موحشتكش أمك ولا عشان بطني مجبتاكش مبقاش أمك متنساش أني أنا اللي مربياك 


تحرر من أحضانها وتناول كف يدها ليقوم بتقبيله وهو يقول بنفي :متقوليش كده أنتي أمي أنا ماندتش ومش هنادي  بالكلمة دي غير ليكي أنتي 


فجذبته إلي أحضانها مرة اخري وهي تقول ببكاء:ياحبيبي وحشتني ووحشني كلامك 


فصاحت حياة بعبوس طفولي:اه اقعدوا حبوا في بعض كدا كتير وانا هوا واقف جنبكم


فلم يعقب علي كلامها وتحرك بدون صوت جاذبا فاطمة ثم قام بأجلسها علي ألاريكة ليتحرك صوب حياة ليجلسها علي نفس الاريكة ويجلس هو في منتصف الاثنين ليحتويهم بذراعيه ليقول بمرح وهو ينظر الي حياة :متغيرتيش خالص ياحياة


..........................


سمعت صوت طرقات علي باب غرفتها فجففت دموعها بكف يدها لتنظر صوب الباب وهي تقول بهدوء محاولة ارتداء قناع الثبات فقد علمت بهوية الطارق :أدخل 


ففتح الباب ليدلف الي الداخل بهدوء ثم أقترب منها وهو  يبتسم بتصنع.....جلس بجوراها علي السرير ليتناول راحة يدها بين يديه ليربت عليها وهو يقول بحنان :عاملة ايه ياحبيتي 


فرفعت عينيها لتطالعه محاولة أغتصاب الابتسامة: الحمد لله يابابا تمام 


فاردف وهو يقول بابتسامة بعدما شرد في وجهها الذي لم يرجع لحالته الطبيعية بعد: تعرفي أول لقاء كان بيني وبين  أمك كان أذاي


فهزت رأسها نافية وهي تنظر اليه باهتمام... فتحمس من نظرة الاهتمام تلك ليتابع بابتسامة : خناقة 


فنظرت اليها مشدوها... ليهز رأسه مؤكدا وهو يستأنف:أنتي عارفة أمك من زمان ولسه لغاية دلوقتي طبعها حامي.... كنت في ثانية  كلية  والبلد بتاعتنا بعيدة عن الجامعة فكان في واحد معرفة عنده شقه فخدتها إيجار أنا وكام واحد...... المهم أمك كانت من نفس المنطقة اللي سكنت فيها أو تقدري تقولي الشقة اللي تحتنا علي طول وفي يوم أتفلحست وغسلت الهدوم بتاعتي وماقولقيش بقي علي الغسيل بتاعي نشرت الهدوم من غير ما أعصرها 


فابتسمت لتقول بعدم تصديق :يالهوي يابابا وبعدين 


فتابع بعدما حقق هدفه في رسم الابتسامة علي وجهها :ولا قبلين أنا نشرت الهدوم من هنا وأمك دخلت في شتيمة وزعيق من هنا اتريها كانت بتلم الهدوم بتاعتهم في البلكونة وأنا زي الشاطر غرقتها وغرقتلها الهدوم اهو بقي ياستي ومن ساعتها وبنشر الهدوم في الحمام


فضحكت ملئ فمها لتصيح باندهاش :مش معقول


فنظر اليها بحنان وسعادة من ضحكاتها التي أنارت وجهها فأخيرا استطاع أخراجها من حزنها ورؤية وجهها الضاحك بعد أيام بينما نظرت اليه وهي تقطب جبينها من تحديقه الذي طال فاحتضنها بين ذراعيه بحنان  فحركت هي رأسها لتكون بجانب صدره ليملس هو علي شعرها وهو يتابع:ظروف جوازنا كانت صاعبة شوية... غير اننا  بعد الجواز ربنا ما أطعمناش بيكي بسرعة كدا أحنا في أول جوازنا تعبنا أوي في موضوع الخلفه وتعبنا من كتر اللف علي  والدكاترة اللي معظمهم كانوا بيقولوا لنا ان كل واحد فينا ينفع يخلف بس من حد تاني واننا مستحيل نخلف من بعضنا بس أحنا دايما كان عندنا أمل في ربنا وسبنا كل حاجة عليه  مكدبش عليكي ساعات كان  اليأس بيتملكنا بس كنا بندويه بالاستغفار والدعاء وفجأة جيتي أنتي من غير علاج أو اي شئ كنتي الهدية اللي ربنا ادهالنا بعد سنين من الصبر جيتي عشان تنوري حياتنا اللي كانت هتبقي ضلمة من غيرك... 


لم يستطيع أستكمال كلامه بسبب دموعها التي بللت قميصه فقد كانت تبكي في صمت وهو لم يدرك ذلك  فرفع وجهها ليمسح دموعها باطراف أصابعه وهو يهز رأسه معاتبا فابتسمت نصف ابتسامة تخبأ ورائها جرح غائر قامت بتخبأته عن الجميع حتي والديها فيا للسخرية  فعند اكتشافها بعقمها هو من طلب منها أخفاء الامر و أعلام الجميع بتأجيلهم للانجاب حتي انتهاء دراستها ابتسمت بسخرية عند تذكرها لهذا الامر وما يعقبه من....تركت وصلت الذكريات جنبا  لتنتبه الي والدها وهو ينظر اليها بنظرة تعرفها فهتفت بعزم :متقلقش عليا يابابا فترة صعبة وهتعدي وهرجع ذي الاول واقوي وهفضل طول عمري قوية ذي ما علمتني 


فهز رأسه وهو يبتسم برضا ثم أردف باتزان وهو يربت علي كفها:هي دي بنتي.... وأنا واثق ان بايمانك بربنا وبالقيم اللي علمتهالك عمر ما في مشكلة هتقدر تهزمك 


فأومت برأسها مؤكدة فابتسم لها ابتسامة طفيفة وهو يتفحصها بتركيز ثم أستقام واقفا ليتحرك بهدوء بتجاه الخارج


-بابااا

نطقت بها بثبات... فالتفت برأسه ليطالعها باستفسار 


فاردفت بجمود:ايه الموضوع الاساسي  اللي حضرتك عايزني فيه 


فابتسم بتصنع ليتجه للجلوس بجوارها مره اخرى فالبتأكيد استطاعت قراءة عينه كعادتها فلا مفر هي اولا واخرا يجب أنا تتخذ القرار بنفسها....


.......................


فتحت بمفتاحها باب الشقة لتدلف الي الداخل وهي تصيح :ياااا أهل البيت ااانا جيت ياطمطم الحقيني بالاكل جعااا..


بترت كلمتها وهي تنظر الي ذلك الذي يقف عاقدا ساعديه أمام صدره وهو  يستند بكتفه علي الحائط وعلي ثغره ابتسامة مبهمة المعني فنظرت بتفحص إلي معالم وجه قبل أن تصيح باندهاش :مش معقول أمجد


فعدل من وقفته ليقترب منها وهو يقول بنفس الابتسامة :ازيك يا قردة


فلوحت بيديها وهي تهتف بتزمر ولكن عينيها تبتسم بسعادة من وجوده:قردة في عينك.... بقي بعد السنين دي كلها  بدل ما تقول وحشتيني ياحور وتخش في الجو الحلو بتاع الافلام العربي ده بتقولي يا قردة... ماشي ياشمبنزي انا مش هانزل نفسي لمستواك...


فنظر اليها من رأسها الي أخمص قدميها بنظرة شمولية قبل ان يردف وقد التوي فمه بابتسامة متهكمة :يخربيتك... شكلك صحيح اتغير خالص بس لسانك اللي ذي الفرقلة ده مااتغيرش 


فاجابته بقرير :ومش هيتغير فريح نفسك كدا ثم...


 تابعت وهي تنظر إلى هيئته بتفحص شديد :انت ذي ما انت متغيرتش لا شكلا ولا  مضمونا نفس الهيئة والاسلوب الممل صحيح عجزت شوية بس ايه ده... حلوة  النظارة خبت شوية عنيك اللي شبة القطط...ا


كان يستمع الي كلماتها وهو فاغرا فاه مشدوها من أسلوبها فصاح بها :بس..اااسكتي مبقاش غيرك انتي ياشبر ونص اللي تتريق عليا... يابنتي ده أنا اخر مرة شوفتك فيها كنتي كائن مبهوم المعني والهوية بشعرك الكدش و..


قاطعته  وهي تهتف بحدة :أنا بتهزر أ..


-بس أنتو الإثنين... عمركم ما هتكبروا

نطقت بها فاطمة التي تقف خلفهم وهي تطالعهم بضجر 


فهتفت حور بتبرم:يا ماما ا..


فقاطعتها فاطمة وهي تشير باصبعها بصرامة :ولا ماما ولا بتاع يلا علي أوضتك غيري هدومك وتعالي ساعدينا في المطبخ 


فضربت الارضية بقدميها بتأفف كالاطفال... ثم ألقت نظرة خاطفة علي أمجد لتتحرك بغيظ الي غرفتها 


.........................


-ها ياعصام قلتلك ايه

نطقت بها أمال وهي تنظر اليه بترقب بعد خروجه من غرفة ابنتهما


فجلس بجوارها علي الاريكة ليتنهد بعمق قبل أن يقول وهو يطالعها بهدوء :خير خير أن شاء الله متقلقيش 


فاعتدلت في جلستها لتنظر اليه بضيق وهي تصيح  باعتراض:مقلقش اذاي... قولي قالتلك ايه هتعمل ايه مع..ولا بلاش الغلط هنأخد سيئات علي الفاضي..... 


سكتت قليلا لتتابع بحزم :بس هو لازم يطلقها أنا مأمنش عليها  أنها تعيش معاه تاني شكله أتجنن..أنت  لازم تعرفه قيمتوا ابن سعدية... اه..ولازم  تعملوا محضر ولما يتذل برميته  في السجن ساعتها هيعرف ان الله حق..... وأنا ناري هتبرد حبة 


فنفخ بضيق ليقول :لا حول ولا قوة إلا بالله.....ياستي استهدي بالله هو أصلا رمي عليها اليمين يعني طلاقها... وبعدين متشغليش بالك أنتي أنا هتصرف


فمطت شفتيها لتردف بملل :أه اااه سكتني سكتني... قولي أتفقت أنت وبنتك علي ايه 


سكتت قليلا ثم اتسعت عينيها لتهتف بصدمة :يالهوي أوعي تقولي أنها وافقت علي أنها ترجعلوا تاني أنا لا يمكن أسمح بكدا أبدا ده لو السما أنطبقت علي الارض مش هوافق... أنا دلوقتي بس بحمد ربنا أنها مكانتش بتسمع كلامي لما كنت بلح عليها في موضوع الحمل ده... أهي دلوقتي أفيش حاجة هتربطها بيه 


استأنفت وهي تنظر اليه برجاء :أنت ساكت ليه قولي ريح قلبي هتعمل ايه بالظبط


تركها تفرغ ما بجبعتها ثم اردف بهدوء :خلصتي.... اللي أنتي عايزاني أقولهولك هتعرفيه بس لما أرجع أنا رايحلو دلوقتي ولما أرجع يبقي يحلها ألف حلال


فصمتت لبرهة وهي  تحاول أستيعاب كلماته وعندما كادت أن تهتفت باعتراض  أتاها صوت باب المنزل الذي أغلقه من خلفه فصاحت بتزمر :اه ياناري مشي وسابني ومقليش حاجة... وانا هقعد كدهو اهري وانكت في نفسي... ماشي ياعصام لما تجيلي 


...........................


جلس الجميع علي المائدة لتناول الغذاء 


فنظرت حور الي الطعام بنهم لتصيح  بمرح :ياجمالوا يا جمالوا احنا عندنا وليمة... أنا مش مصدق نفسي يالمبي... ربنا يبارك ويكتر وكل يوم نأكل من كل ده وأكتر 


فضحك الجميع بينما عنفتها فاطمة قائلة :ايه يا بنت محسساني أنك أول مرة تأكلي من الاكل ده 


فنظرت اليها حور لتقول بتوضيح :اه يامامتي كلت وكل حاجة بس مش الاصناف الحلوه  كلها  مع بعضها تتجمع مرة واحدة 


حولت نظرها الي أمجد لتقول بطريقة مسرحية :أمجد أنت المنقذ فينك من زمان


كتم ضحكاته ليقول بجدية مصطنعة :دلوقتي عرفتي قيمتي 


فهتفت وهي تهز رأسها وتفرد يديها بحركة مسرحية :نحن أسفون عما بدر منا أرجوا أن تقبل أعتذاري الصادق ساعدت البوص الكبير 


فضحك أمجد ملئ فمه ليقول بدهشة :سبحان مغير الاحوال أنتي بتتحولي اذاي 


 فتدخلت حياة قائلة بتوضيح :متقلقش يا أمجد.... ده طبيعي بكرة تتعود


فقطب جبينه وهو ينظر اليها مستفهما فتابعت هي بهدوء :حور والاكل علاقة من نوع اخر..... من الاخر 


مالت برأسها وأخفضت صوتها وهي تستكمل وكأنه تطلعه علي سر خطير: نقطة ضعف حور الاكل 


فقهقه أمجد عاليا ليقول وهو يميل برأسه مخفضا لصوته هو الاخر قائلا وقد رفع حاجبيه بلؤم  : اذا فلنعد العدة لما آتي 


غمز لها بطرف عينه فابتسمت باستمتاع وهي تؤمأ برأسها بتفهم


فلوت حور فمها بضيق  وضيقت عينها وهي تنظر اليهم بعدم فهم فلم تصلها كلماتهم :قصدكم ايه!!انتوااا...


-بس... مش عايزة كلام طلاما بنأكل.....  لما تخلصوا كملوا وصلت الخناقات بتاعتكم 

نطقت بها فاطمة وهي تنظر اليهم بحزم وضيق من تصرفاتهم الطفولية


 بينما ادرف ادم ببراءة :تيتا انا متكلمتش خالص انا  شطور صح


فأومأت فاطمة برأسها وهي تبتسم :حبيبي يا ادم انت الوحيد اللي مش بتتعبني زيهم نفسي تتعلموا منه شوية بس هقول ايه مش هتكبروا ابدا 


فنظر الجميع الي بعضهم قبل أن يلتفت كلا الي طبقه ثواني وقطع أمجد الصمت مرة اخري بعدم نظر الي حياة باستفسار:امال فين جوزك يا حياة.. عايز أتعرف عليه 


برقت عينيها ووقف الطعام في حلقها لتسعل بقوة فهبت حور واقفة ولتربت علي ظهرها بقوة وهي تناولها كوب المياة 


بينما اردفت فاطمة باتزان وهي تنظر الي ادم الصغير:ادم حبيبي... ادخل اوضتك دلوقتي 


فنظر ادم بعينه الصغيرة الي الجميع بعدم فهم قبل ان يهز راسه بخنوع موافقا ليتجه الي غرفته بخطوات سريعة 

فقطب أمجد جبينه وهو ينظر الي الجميع باستغراب ليردف بعدم فهم :هو في ايه بالظبط!؟ 


فنظرت حياة و فاطمة الي بعضهم البعض بصمت مطبق فضيق هو عينه وهو ينظر اليهم باستفهام وترقب


-حياة اتطلقت من زمان يا أمجد


نظر أمجد الي حور التي رمت  بجملتها المحتقنة  لتتحرك بعدها صوب غرفتها تاركة أمجد وقد أتسعت عينها بصدمة ليصمت قليلا محاولا الاستعياب قبل ان ينتصب واقفا ليهدر وهو ينظر اليهم بحدة :اذاي... وامتي حصل ده....واذاي مقوتلوليش


نظرت حياة ارضا وهي تقاوم دموعها التي تجمعت في عينيها وتأبه الهبوط بعدما اندفعت الذكريات الي عقلها بدون رحمة  بينما تكلفت فاطمة بالحديث لتقول بجدية وهي تنظر الي أمجد المشتعل غضبا وعتابا:اهدي يا أمجد وأقعد... وانا هحكيلك كل حاجة 

...............


الفصل الخامس

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-


-خاااالو يحي خالو يحي 

نطقت بها جودي الصغيرة وهي تركض نحوه وقد فتحت ذراعيها علي أخرهما


فانحي يحي ليتلقها بين أحضانه ليعتدل بعدها واقفا وهو يقول بمرح وقد تناس ضيقه تماما :جودي الحلوة عاملة  ايه النهاردة


فاردفت الصغيرة وهي تعبث باصابع يدها بتوتر :معملتش حاده خالص خااالص وكنت سطورة  ومزعلتش الميس مني 


فقهقه عاليا وهو ينظر الي عينيها يعرفها جيدا عندما تكذب فصاح وهو ينظر الي عينيها بنظرة تعرفها جيدا :عليا أنا بردوا ماشي ماشي 


فرمشت الصغيرة بعينيها ببراءة لتقول:خالو أنا عايزة ايس كريم 


فصمت يحي قليلا لينظر الي تعبير وجهها الطفولي ثم أردف وهو يحرك رأسه موافقا :ماشي ياستي بس توعديني ان لما تروحي البيت تبطلي شقاوة... لان عندي شغل وهقعد اعمله فمش عايز داوشة... ديل


فهزت رأسها بقوة لتقول بابتسامة :موافقة يلا بسرعة بقي.. عشان تجبلي الايس كريم والشوكولاته والبيسبسي 


فانزلها ارضا ليهدر وهو يطالعها بصدمة :بت انتي هو ايس كريم بس اللي اتفقنا عليه انتي هتنصبي شوية كمان وهلاقي طلبات جديدة .....


ثم أشار بيده اليها ليقول باستنكار :بت انتي متأكدة ان عندك خمس سنين بس 


فلوت فمها بعبوس لتقول باعتراض :علي فكرة انا عندي خمسة ونص 


فهز رأسه ليقول باستهجان :والله ده اللي مزعلك


فنظرت اليه بزعل طفولي ولم تعقب فابتسم من هيئتها  ليقول :ماشي ياستي براحة علينا ايه كل الزعل ده...هجبلك اللي انتي عايزاه بس يلا بقي 


فصاحت بسعادة وهي تجذبه من اصبعه لتحسه علي التحرك :هييي يلا يلا بسرعة 


فقهقه عاليا ليتحرك خلفها باستسلام  ففي الوقت الحالي هي الوحيدة القادرة علي جعله طوع بنانها بدون ادني مجهود فببرائتها وطفوليتها وشقاوتها ايضا استطاعت تعويضه عن كثير ففي وجودها يعود طفل صغير 


..............................


يشعر بنيران ضارية تسري في جسده كله ووجع لا يستطيع تحمله وضع يده علي قلبه الذي يصرخ متألما لا يصدق أنه اليوم وبكامل وعيه استطاع اقتلاع روحه نعم فهي روحه التي انفصلت عنه.... اليوم وبدون ان ترمش له عين وقع أوراق طلاقهما وحرراها من قيوده، ولكن ماذا يفعل هو كيف يستطيع تحرير نفسه من قيودها  فهي تسري في دمه و كل نبضه من قلبه تنطق باسمها لا يعلم ماذا فعل ولما آلت الامور الي هنا ولكنه متيقن أن القدر أستطاع ان يلعب لعبته بأتقان لتطوي هي صفحته من حياتها وتكمل مشوار حياتها وتتركه لوحده يعاني ألم فراقها.... فمن المؤكد انها الان تكرهه وبشده ولكن لما لم تأخذ حقها  وترفع قضيه لتنال انتقامها بعد فعلته الشنيعة معها ولما ابلغت والدها انها  تنازلت عن حقها في المؤخر والنفقة وغيره... اه والدها ذلك الرجل الفريد من نوعه هو كما يعرفه  لم ينطق لسانه بالسوء فقد عيونه كانت قادرة عن احساسه بمدي حقارته ودونيته امامه أطبق شفتيه بألم من التفكير وأحس بالمرارة التي ستكون ملازمة لحياته من الان فصاعد فاطلق اها عالية وهو يقذف الاغراض الموجودة علي طاولة الزينة  بيده بعنف لتتكسر الي اشلاء صغيرة ليكمل تحطيم بعض الاشياء من حوله وبعد فترة خارت قواه ليجلس علي الارضية وهو يتنفس  بسرعة وبتعب لا يعلم هل هو الجاني الوحيد أم كان للقدر جزء في وصوله الي هذا الحد 


..........................


كانت تسير الي جوارها وهي لا تصدق نفسها انها اخيرا خرجت من حزنها لتعود مرة اخري لتستكمل حياتها الطبيعية فنظرت اليها وهي تصيح في سعادة:بجد مش مصدقة أنك اخيرا قررتي تيجي الكلية


فابتسمت لها نصف ابتسامة لتتابع حور بمرح:صحيح اتقلقيش  علي المحاضرات اللي فاتتك... انا هظبطك استي اي خودعه

....واه صحيح البت ايمان دايما بتسألني عليكي 


-مين بيجيب في سرتي


نطقت بها ايمان وهي تنضم اليهم 


فاطلقت حور شهقة لتقول بفزع مصطنع:قول أعوذ برب الفلق... بيطلعوا من أين دول أااانصرف أااانصرف


فلوت ايمان ثغرها بابتسامة متهكمة قائلة:هههه خفة يابت... انا مش جاية عشانك اصلا 


أقتربت صوب نجلاء لتحتضنها وهي تقول بابتسامة:نوجة حبيبتي وحشتيني كل دي غيبة


فاردفت نجلاء بهدوء  بعد أن تحررت من أحضانها :معلش بقي اديني جيت اهو 


خبطت ايمان رأسها بتذكر:صحيح يلا بينا بسرعة علي المحاضرة لحسان بيقولوا ان  الدكتور الجديد بيدخلش حد بعده 


فهتفت حور بتساؤل :ايه ده هو لحق... شكله هيقرفنا من أولها 


فهدرت ايمان وهي تدفعها من ظهرها لتحسها علي التحرك :مش وقت كلام ادينا هنشوف بنفسنا بس يلا دلوقتي 


ثم جذبت يد نجلاء وهي تقول بهدوء :يلا يا نوجة 


فتحرك الثلاث فتيات بتجاه قاعة المحاضرة بخطوات سريعة


......................


دخل قاعة المحاضرات ليغلق باب القاعة خلفه بهدوء ثم تحرك بهيئته المنمقة ليعم السكون فجأة... لتتحول جميع الانظار نحوه بانبهار ودهشة فالمعظم اعتقد أنه دكتور كبير في السن صارم الشخصية أما الذي  يرونه الان شاب في الثلاثينات من عمره أول أقل سننا يرتدي بذلة رسمية تعتطيه هيبة ووقار لا يستطيع احد إنكارها... بينما نظر هو للجميع وقد أعتلي ثغره أبتسامة واثقة من النظرات المحدقة بيه فقد استطاع اكتشاف مهية بعضها فهي تتفاوت ما بين دهشة، صدمة او اعجاب واضح فتنحنح ليكسر الصمت وهو يقول بثبات :السلام عليكم 


فردد الجميع التحية بينما تابع هو قائلا:احب اعرفكم بنفسي...سيف أحمد العطار، وباذن الله هبدء في تدرسكم المادة واكمل اللي بدئه زميلي وان شاء الله هحاول لو عايزين اراجع مراجعة سريعة علي اللي خدتوه ولو في حد عنده اي استفسار انا تحت امركم بس ذي ماهقدركم لازم تقدروني .. وتقديري بيكون من حيث الالتزام بالحضور والانتباه للشرح  وميعاد المحاضرة يعني ممنوع تماما حد يدخل بعد دخولي


لم يكد ينهي جملته حتي ظهر الثلاث فتيات امامه ليتسمروا في مكانهم عند اكتشافهم بوجود الدكتور الجديد فنظر اليهم لبرهة بتفحص لتهتز حدقتي عيناه بعدما لمح صاحبة نهر العسل وهي تقف خلف صديقتيها محاولة الاختباء فتنحنح ليسترد صوته الذي تحشرج من الصدمة ثم هدر بحدة خفيفة:تقدروا تقولولي الساعة كام معاكم


فاخفضت  ايمان رأسها  لتقوم بمهمة الرد وهي تغمغم بخفوت: 9وخمسة يا دكتور 


بينما اتاه صوتها وهي تقول بثبات وقد برزت قتامة عينيها :دكتور حضرتك دي أول محاضرة ومكناش نعرف


فنظر الي عينيها التي تطالعه بقوة غير مناسبة للموقف وما كانت عليه فمنذ قليل كانت مختبأه خلف صديقتيها فنطق ببرود سافر: اتفضلوا مكان ما كنت والمحاضرة الجاية تسعة ودقيقة اعرفوا انه ممنوع الدخول 


فرمشت بعينيها بعدم استيعاب لتتحرك للخروج اليا ومن خلفها صديقتيها وعند ابتعدها بمسافة معقولة صاحت وهي تقول بضيق :انسان مستفز...


قلدت صوته وطريقة كلامه وهي تقول :الساعة كام معاكم..... 


أكملت بنفخة صدر وهي تشير باصبعها :اتفضلوا مكان ما كنت والمحاضرة الجاية تسعة ودقيقة اعرفوا انه ممنوع الدخول

....قالي يعني هنموت ونحضر بلا وكسة 


فانفجرت الفتاتان في نوبة ضحك عالية لتصيح ايمان من بين ضحكاتها :هههه يخربيتك... ههههه فصلتيني وربنا


زفرت بضيق لتهدر بحدة وهي تنظر اليهم وقد برقت عينيها بتحذير:بس انتي وهي بطلوا ضحك 


فسكتت الفتاتان اثر جدية حديثها  بينما ضحكت هي باستمتاع عندما نجحت في ارهابهم لتكمل بتباهي:ههه وربنا أنفع 


فوكزتها نجلاء في ذراعها لتقول بسأم :يابت بطلي حركاتك دي 


فحركت رأسها بالنفي قائلا :مستحيل لن اتزحزح عن موقفي


فلوت ايمان فمها وهي تقول بضجر:هبلة وربنا


فلم تعقب حور علي كلمتها لتتابع بعد تفكير:بس تصدقوا ياعيال انا أكتشفت حاجة


فنظرت الفتاتان اليها بانتباه ليصيحا معا  في صوت واحد:ايه 


فاكملت وهي تضيق عينيها وتنظر الي اللاشئ بتركيز وكأنها اكتشف امرا مهم :فاكرين حكاية الجميلة والوحش


فأومأ برأسيهما وهما يجيبان بانتباه:اممم


فاسترسلت :اهو الدكتور الجديد ده عامل ذي الوحش اللي في الحكاية ما أختلاف بسيط


فقطب الفتاتان جبينهما لتهتف ايمان وهي ترمقها باهتمام:ايه هو


فتابعت حور وقد برقت عينيها بغموض :ان الوحش كان وحش من بره وحلو  من جوه اما الدكتور فالعكس


فقهقهت ايمان لتصيح باندهاش :ياجبارة جبتيها اذاي دي


فاردفت نجلاء بتبرم وهي تضغط علي ظهر كل منهما لتحسهم علي التحرك:يلا منك ليها  تعالوا قولولي ايه المطلوب في المحاضرة الفاضية وبطلوا تريقة علي الناس هتخدودا سيئات علي الفاضي


فحركت حور رأسها وهي تقول مؤكدة :علي رأيك يلا أحنا مش ناقصين 


ليتحرك الثلاث معا ولم تغادر البسمة ثغرهما ولكن لم  تدري اي منهما بتلك الاعين  التي كانت تقف بالقرب منهما واستمعت الي الحوار الدائر


.............................


لم يصدق عيناه عندما وجد ضالته أمام عينه فالامل في لقياها بهذه السرعة  كان ضعيف بالنسبة له والادهي من ذلك انها طالبة لديه وستكون تحت ناظره دائما.... ولكنه لا يعرف يعرف لم فعل ذلك؟!!.. نعم يعترف أنه شديد في موضوع الوقت وأحترام المواعيد ولكنه غالبا ما يتغاضي عن ذلك في  أول محاضرة وينفذ قاونينه من بعدها....  لم يدرك سبب وجيه لفعلته... أو اي سبب هو الاصح بالنسبة لفعلته.... أسباب كثيرة تدور في خلده .....  نظره عينيها ونظرات التحدي التي كانت واضحة لناظره.... أو ربما أراد عدم حضورها لضمان عدم تشتت تركيزه فظهورها كان مفاجئ بالنسبة له وهو لم يرتب افكاره ولم يضمن تصرفاته وعيونه التي لم تفتأ عن النظر الي عسل عينها احتمالت كثيرة تتوغل في عقله  وناظرات الطلاب كلها موجه صوبه وقد تغيرت بعضها ما بين الرهبة  والاستنكار ولكن نظرات الاعجاب مازالت موجودة من معظمهم او ربما ذادت قليلا بعد هذا الموقف توقف عن التفكير قليلا ليستئذن منهم لاجراء مكالمة هاتفية عاجلة بالتأكيد أنها مجرد حجة ليستطيع جمع شتات أفكاره أو ربما عيونه أشتاقت لرؤية عسل عينيها وبالفعل لحق بهن ليتسمع لم بدر منهن أو بالاخص منها وقفا قليلا بعد أبتعادهن جامد التعبير قبل أن يتحرك الي قاعة التدريس مرة أخرى وقد تغيرت تعابير وجهه بشكل لا يفسر


................................


-ها يا حضرة الظابط  فرحان 


فاحتضنه ادم ليقول بسعادة بالغة :أوي أوي ياخالو


فابعده أمجد عن احضانه ليشهر اصبعه في وجه وهو يقول بتحذير:ها احنا قولنا ايه


فابتسم الصغير ليقول :سوري نسيت ... بس انا فرحان وبحبك اوي يا ميجو 


رفعه فوق الارض ليحمله وهو يقول  بابتسامة: وانا كمان بحبك اوووي اوووي  يا حضرة الظابط.... اممم.. و عشان الكلام الحلو ده ليك عندي مفجأة 


فلمعت عين ادم وهو يقول بابتسامة واسعة :بجد 


فأومأ أمجد برأسه ليقول ادم بحماس :ايه المفجأة قولي بسرعة


فهز رأسه معترضا ليقول:تؤ تؤ لو قولتلك هتبقي مفجأة اذاي.....يلا بينا وهتعرف لوحدك


................................

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close