رواية بين الحب والقانون الفصل الثاني عشر 12بقلم ايه محمد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية بين الحب والقانون الفصل الثاني عشر 12بقلم ايه محمد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
" رجـاء دراكو توقف عن هذا الجنون ".
أخرج دراكـو سـلا'حه فجحـظت عينيها وسألته غاضبة:
" ما الذي تفعـله! لماذا تحمـله من الأساس دراكو!؟ ".
قال بتصـميم وهو يكـاد يخرج من الغرفة:
" سأجـعل أختك أرمـلة "..
ركضـت زين تسحـب للداخـل ثم أغلقت البـاب خلفهـا، تطلعت لعينيه وقالت برجـاء:
" بـلاش أي تصـرف متهور علشان خـاطري أنا مش عاوزة مريم تعرف أي حاجة أو تاخد بالها "..
قـال دراكو غاضبا:
" إنه يغار عليكِ، يشتعـا غيظا لرؤيتـك معي، أنا زوجك ميلي إن كان هو يغار فأنا أحتر'ق "..
أمسك بيدها ووضعهـا علي صدره وهمس:
" هنا يحترق ميلي، وذلك الأحمق من غيرته يـُلمح بالكذب "..
صمـتت زيـن تطـالعه بأعيـن يرى بهـا حباً لم يـراه دراكـو يوما فظـل يُطـالعها يتجـول بعينيه علي وجهها بحريـه علت شفتـه إبتسامـة هادئـه، كان يمكنـه أن يظل بذلك الوضع لساعات ولكنها قطعته تسأله:
" أنت فعـلا واثق فيا للدرجة دي؟ أنا كنت فاكراك هتصدق كـلام مازن وتلمحياته إن مكـانش فيه حدود في علاقتي بيه "..
تنهـد دراكو يقـول باللغـة العربية:
" أنا واثق في كـل كلمة قولتيهـالي و واثق إنه كداب، مازن مش غيران علشان أنتي بقيتي معايا، هو متضـايق علشان مقدرش يحبـك للدرجة اللي يقدر يقنعك بيها تبقـي معاه بـس أنا بقى قـدرت.. مش كدا ولا ايه! "..
ابتسمت تقول بثقة:
" كدا ونص كمان "..
بـعد دقيقـة اختفت إبتسامتها وقالت بجدية:
" بس مـريم هتتظلم معاه "..
قال دراكو بجدية:
" هيحبها"..
سألته بتعجب:
"ليه الثقة دي؟"..
قال بجدية:
" لمحت فيها كتيـر منك "..
" مين!! مريم؟ مريم دي بسكوتـة رقيقة وهشة، أومال ايه اللي مخوفني عليها "..
أخذ دراكو يدهـا وقبلها يقول بحب:
" أنتي أرق بنت شوفتها في حياتي"..
اضطـربت زين وتعـالت دقات قلبهـا ولمعت عيناها وهى تتسائل هامسة:
"أنا!"..
أومـأ برأسه وأخذها يضمهـا لصدره وابتسمت لم تكـن تعلم بأنه يـراها بهذا الشكـل فهي ترى ذاتها كشخص يداه ملطخـة بالد'ماء، تشعر بقسو'تها بنفسها، لا تعلم أين رقتها تلك التي يتحدث عنها، استطـاع دراكو إخراج الفتاة التي دفنتها بداخلها لسنوات..
" دراكو، أنا مش عاوزة مازن يحب مريم بس علشان فيها مني، أنا عاوزاه يحبها هي "..
ابتعـد قليلا يرفع وجهها له قائلا:
" هنحـاول "..
" طيب يـلا ننزل!! علشان خاطـري أنا مريم وحشتنـي "..
قال بجدية:
" هبعتـهالك هنا تقعـدوا براحتكم وأنا هـروح المشوار اللي متفقين عليه "..
إضطـرب قلبها وهـي تتذكـر أمر المافيـا فأمسك بيدها يُقبل باطنها يقول بهدوء مزيف:
" متخـافيش "..
تحـرك دراكـو للخـارج عـائدا للمطـعم واصطـدم ب مـريم عند الباب التي طـالعته بتعجـب ونظرت للداخل تبحث عن أختها فقال دراكـو بهدوء:
" زيـن في أوضتها، أوضـة 666 هي مستنـياكي ممكـن تقوليـله و تطلعيلها وتطلبوا فطار، دا أحسن أنتم محتاجيـن تكـونوا لوحدكم "..
أومأت برأسها في حيـرة و تركهـا دراكو وتحـرك بعيـدا عن الفنـدق بأكملـه، تحرك تجاه مصيـر محتـوم يتمنى أن يستطيـع تحقيقـه والعيش بسـلام مع زوجـتـه، جريمتـه الآن أنـه يعرف الكثيـر و سـلاحه الوحيد أيضا فهـو يعرف أكثر بكثيـر مما يتوقعـون...
لكـن.. توقف في منتصف الطريق، ما الضامن إن أخبرهم بأمور يبحـثون عنها منذ سنـوات سيضمن له حياته!!
تعـالت دقات قلبـه وهو يُفكر، لم يعـد وحيدا ربمـا زين هي نقطـة قوته ولكنهـا نقطة قوة للإستمرار في حياة نقية أما بالنسبة لظـلام المافيا فهي نقطـة ضعفـه الوحيد..
...............................................................
" أنـا كنت أخت وحشة ".
" متقوليش كدا يا مريم، كل اللي كان بيحصل كان أكبر من كدا بكتير، وأنتي مكنتيش تعرفي حاجه عن اللي بابا وعمي بيـخططوا ليـه ".
" أنا أختك الكبيـرة يا زين، كان لازم أخدك في حضني بـس بابا أصر إنك تفضلي لوحـدك عند عمي ".
" أنتي الكبيرة بس كنتي أصغر من اللي هما كانوا ناويين عليه، بـابا كان باعدك عنـي علشان كان خايف أخليكي تروحي تبلغـي لإنه منعنـي أعمل كدا هو وعمك"..
" إيه اللي حصل! "
" كنت حـامل، طبعا كانت مصيبـة، أنا فكرت إن ممكن دا يخليهم يفكروا يبلغـوا باللي حصل فيا! بس فجـاءة صحيت من النوم لقيت نفسي متكـتفة و عمك شربني الس.م بالعافية، دقايق وبطـني كانت بتتقطـع والـد'م اللي حسيته تحـت مني أكدلي إني سقطت، وقتهـا قولتلـه خلاص يا عمي أنا سقطت إلحقني أنا كمان مكنتش عاوزة الطفل دا وكنت فاكرة إن اللي عمي بيحاول يقـت.له هو الطـفل مش أنا "..
" بس عمي قال إنك أنتي اللي شربتي الس.م بنفسك".
" أنا مش ضعيفة علشان أنتحر يا مريم، أنا من أول ثانية كنت عاوزة حقي "..
"طيب ومين اللي لحقك!!".
" عمـك لما لقى فيا الروح تقـريبا صعبت عليه يدفنـي وأنا عايشة، قالي روحي ومترجعيش ورمـاني في وسط الطريق، جه شاب وحاول يتهجم عليا وأنا كنت أصلا خلاص بطلع في الروح لحد ما ربنـا نجـدني وبعتلي مخـتار الله يرحمه و شاكر.. ودول بقى إخواتي اللي ربنا رزقني بيهم على كبر "..
قالت مريم بحزن:
" مازن حكالي عنهـم "..
سألت زين:
" بابا قالك ايه عن موتي! "
"قـالي إنـك إنتحر'تـي وإنه لو عمل تصـريح دفن هيبقى فيها اسئلـة كتير، عمي طبعا اللي أقنعـه بالكلام دا و قـاله إن هو هيدفنك"..
تسائلت زين بآسى:
" يـاه، للدرجادي كنت رخيصـة عند بابا! "..
طـالعتها زيـن و رأت دموعها ونظراتها الحزينة فأقتـربت تمسح دموعها أختها وسألتها بإبتسامة حزينـة:
" لا.. أنتي عروسة مش عـاوزاكي تعيطـي، بقولك ايه طول ما إحنـا قاعدين هنا هنفضل علي وضعنا دا، تعـالي نروح نشتـري لبس وميكب ايه رأيك! عاوزة أشتري فستان حلو وأعمل شعـري علشان ذكرى جوازي أنا و دراكو عاوزة أعمله مفاجأة و كمـان عندي معاد عند دكتـورة الجلدية، ايه رأيك تيجي معايا؟! "..
أومأت مريم برأسها وقالت بحنان:
" طبعا، هاجي معاكي في كل مكان بـس.. أنا مش معايا فـلوس ومفكرتش أطلب من مازن "..
سألتها زيـن بإهتمام:
" أنتي ومازن إتجوزتوا عن حب صح؟! "..
طـالعتها مريم بآسى وقالت بحزن:
" مازن إتجوزني بعد ما عمك طردني من البيت، شفقـة يعني وأنا عارفة دا بس تعـامله معايا مطمني إن ممكن في يوم من الأيـام الشفقة دي تتحول وتبقى حب.. هو ظهر في حياتي من سنـة بالظبط، قعد كذا شهر يجي لبابا لحد ما في مرة سألته عنك، معرفش ليه بس حيت إنه من طرفك رغم إنك وقتها كنت فاكراها ميتـه أصلا! بس هو مجاوبنيش، بعـد ما بابا إتـوفي خـدني القاهـرة قعـدت كام شهـر في بيته و والدته كانت موجودة طبعا وبعدها كتبنا الكتاب "..
" طب ومازن ليه ساب شغله في الداخلية! "..
" مش عارفة، هو قـرر فجاءة إنه يكبر مكتـب أبوه اللي اتقفـل من كام سنـة واللي عرفتـه إن والده كان ليه مكتب تـاني هنا بردو في لنـدن، متتصوريش كنت متحمسة إزاي لما قالي إنه عاوز يسـافر برا و ياخدني معاه! قالي إنه هيجهز البيت و نسافر قبل الفرح بكام اسبـوع و والدته هتيجي بعدنا بشهـر.. عارفـه إن شاكر هو اللي إداني فـلوس أشتري بيها لبس الجواز! و الست أمينة جابتلي ميكب "..
دمعـت عيني زيـن وسألتها:
" شاكر! شاكر إدالك فلوس! "..
" أيوا و جـابلي كمـان الإسورة دي هدية جوازي بس قالي دي من مختار، أنتي عارفة إن تمنها 50 ألف! "..
بكـت زين وهـي تتذكر أمر الخمسون ألفا التي تركتهم لعلاج مخـتار قبـل رحيلها سألتها وهي تبكي:
" وشاكر كويس! يعني مبسوط في حياته! "..
" هو شخصيته هـادية، مبيتكلمش كتير و ضحكتـه حتى على القد، اللي أعرفه إنه كان متعلق بصاحبه "..
" أخوه.. آه مفيش صلة دم بس مختار وشاكر إخوات وأنا أختهم التالته، أنا نفسي أشوفه أوي بس يمكـن مفيش نصيب، ودلوقتي جـه وقت هدية أختك وأنا هجيبلك كل اللي أنتي عاوزاه من النهاردة ليوم الفرح و هاخدك نروح بيـوتي سنتر نعمل شعرنا و نعمل بادكير و نشـتري لبس حلو، أنا هعوضك عن كل الوقت دا "..
بكت مريم وضمت أختها تقول بحزن:
" أنا اللي لازم أعوضك عن كل غيبتي دي يا زين "..
ابتسمت زين وقالت بحنان:
" صدقيني أنا ربنا عوضني عن كـل حاجه حصلت معايا"...
" شكـله بيحبك أوي "..
" وأنا كمان.. بحبه أوي".
إنها بدايـة الشتاء وتلك البدايات تُسمى بالبدايات السعيـدة، لا تحزن سيدي عاشق أشعة الشمس ولكـن القـادم هو هرمون السعادة لأمثـالنا محبـين تساقط الأمطـار..
مرت عـدة أيـام تُقضيهـا زيـن رفقـة أختها وقد تجـولت بها بكـل الأماكن الرائعة في لنـدن، إشتـرت لها العديد من الفساتين و الثيـاب المنزليـة و أحضرت لها مستحضرات تجميـل راقيـة غالية الثمن والقيمـة، بالطبع لم تنـسى مساعـدتها في ترتيب منزل الزوجيـة وأخذتها زين بالفعل عدة مرات لبيتهـا..
أما دراكو فقد سمح لها بصـدر رحب لتُقضي اليوم رفقة أخته ينتظـرها في نهاية اليوم تأتيـه متعبـة فيـرحب بهـا وبأحاديثها التي لا تنتهـي عن جـولتها مع أختها فإن كانت ستقضي ليلتها بين يديه تقص لـه أحداث يومها فهـل يعترض! فهو يعشق أن تفعل ويتمنى أن لا تتوقف أبدا...
أما مازن فكـان مشغولا معظم الوقت لتنـظيم عمله الجـديد والبدء بـه في أسـرع وقت، لم يُحاول الحديث مع زين من المرة الأخري وقد شعر بخطأ حديثه، يرى بنفسه الحب بعينيها ولكن لشخص أخر..
إجتمـع الأربعـة علي طـاولة المطعم لتناول الغداء حينمـا قطـع مـازن حديث الجميـع وهو يمد يده بهـاتفه لـزين فطالعته بتعجب فقال بهدوء:
" شاكر "..
لمعت عينـاها وأخذت الهاتف تقـول بصوت باك:
" شاكر! "..
قال شاكر بحنان:
" عاملة ايه؟ ".
قالت باكية:
" أنا كويسة، كويسة الحمد لله، طمني عليك أنت كويس؟ أنا.. أنا أسفة أوي أسفة مكنتش معاك أنا أسفة عارفة إني سيبتك لوحدك بس...
" شششش.. متقوليش الكلام دا، أنتي كان لازم تسافـري دا الصـح، علفكرا أنتي لو كنتي قولتيلي أنا ومختار إنك بتنتقمي أنا كنت هساعدك "..
" عارفة، وعلشان كدا مقولتلكمش... لما.. لما تروح تزور مختار قولـه إنه كان أحن أخ في الدنيا وقوله إني منسيتهوش أبدا "...
قال شاكر بصوت باكي:
" أنا قدام قبره دلـوقتي وهو أكيد سمع كلامك بنفسـه"..
بكـت زين بحرقـه فأخذ دراكو الهاتف من يدهـا وتركه علي الطاولة و ضـمها لصـدره يربت عليها بحـنان فتشبثت به تُخبأ دموعها عن الجميع، أخذ مازن الهاتف وأنهى المُكـالمه بعدما ودع شاكر ثم إلتفت يُعطي منديلا لزوجته التي بكـت علي بكاء أختها وأمسك بيدها..
قالت زيـن وهي تمسح دموعها:
"أنا عاوزة لسه أشكره على اللي عمله مع مريم"..
قـال دراكو بحنان:
" ربما مرة أخـرى، هيا الآن أخبري أختك بالمفاجأة "..
إبتسمـت زين وألتقطت كوب الماء ترتشف بعض القطـرات ثم إلتفتت لمريم تقول:
" لا خليها بقى مفاجـأة لحد الأخر "..
قال دراكو بإبتسامة:
" إذا هيا لنطـلب الطعام ونتنـاوله، موعدنا عن الخامسة"..
أومـأت زيـن له وكذلك مريم التي إبتسمت بحـب لأختها و عنـد الخامسة كانت تقف بأعين تلتمع حماسا وهـى ترى الخيـول أمامهـا و زيـن التي هتفت بسعادة:
"دراكو تعـالا خليني أركب حصان وأجري بيه"..
قال دراكو بجدية مزيفة:
" ألا تعرفين عزيزتي لن يسمحوا لكي بركوب الخيل دون زوجك "..
قالت زيـن بدلال:
" إذا جد لي حصانا أبيض وأخطـفني الآن "..
غمزها قائلا بحب:
" لقد إختطفتك من قبل أليس كذلك؟! "..
طالعتـه تقـول بحب:
" ولا زلت أسيرتك حتى اليوم "..
حمم مـازن فـطـالعه دراكو بضيق وانسحب يأخذ زوجتـه بعـيدا عنهم وطـالعتهم مريم بإبتسامة هادئة ثم إلتفتت تقول:
" زين عارفة إني بحب الأحصنة وعلشان كدا جابتني هنا".
ابتسـم لها مازن وفضل الصمـت وتحـرك يسـير جـوار مريم التي لم ترفع عينيها عن أختها وزوجها الذان أثارا الضجة في المكـان بضحكـاتهم فشعـر بتأنيب الضمير تجاهها و إقترب أكثر جوارها يتسلل بيده إلى يدها يُمسك بها فـطالعته مريم بإبتسـامة وأعين لامعه شجعته ليقول:
"تـحبي تركبي حصان!"..
أومأت بحمـاس فأقتـربا يختـاران الحصان حتى وقع إختيارهم علي فـرس أبيض أشاد به مروضه وتحسستـه مريم بيـدها تقـول بسعادة:
" مش مصدقة نفسي "..
إقتـرب مازن وساعـدها لتُصبح أعلى الحصان وعـند هذه اللحظة إختفـى حماسها ودب الخوف في أوصالهـا فقال مازن:
" متقلقيش أنا جنبك "..
قالت بخوف:
" لو جري مش هتبقى جمبي خـالص "..
إقترب مـروض الخيول وقال وقد تفهـم ما يحدث:
" سيدي لما لا تُشاركهـا هذه الجولة!! ربما ستطمئن أكثر "..
طالعت مريم الرجـل بصدمة وقد تسلل الخجـل لوجنتيهـا فسألها مازن:
" عندك مانع؟ "..
رغم خجـلها ولكنها هزت رأسها بالنفي فـتحرك مازن يصـعد خلفهـا، كان خصرها بين يديه وتـولى هو مسك لجـام الحصـان، كانت حتى تشعـر بأنفـاسه جوار أذنها و إلتفتت تطـالعه خلسه ولكن تلاقت عينيها بعينيه وإرتبكت على همسته:
" مش كدا أحسن! "..
تحـرك مازن بالحصـان وكانت الحركـة هادئـه أما دقات قلب مريم لم تكـن هادئه أبدا، استطـاع مازن الشعور به ولن ينكـر بأن ذلك حرك شيئا بداخل قلبه وابتسم يهمس لها:
" وشك بقى أحمر بس شكلك حلو مكنتش أعرف إنك بتتكسفي كدا ".
ابتسمت بخجـل فقال بهدوء:
" الظاهر كدا هخليكي تتكسفي كتير علشان أشوف الوش دا "..
كـادت مريم تنـصهر خجـلا من كلمـاته، من قربهـا منه، من يده التي تسـللت حول خصـرها، لم تشعر بهذا الجانب منه يوما وتختبره للمرة الأولى اليـوم...
في الجهة الأُخرى ارتكزت زين بظهرها علي صدر زوجهـا الذي استـند علي الحلقة المعدنية المحيطـه بمكـان حركة الخيول، كانت تطـالع أختها بإبتسامة واسعة ثم إلتفتت تقول لدراكو:
" الخطـة نجحت "..
قال دراكو بجدية:
" لم تكن لتنجح لو أن هذا الأحمق لا يملك أي مشاعر تجاهها، صدقيني زين لا توجد أي خطة قد تحرك مشاعر الرجل تجاه إمرآة لا يراها، لذا إطمئني فقط بضعة أسابيع أخرى و سيصبحان أفضل "..
تنهـدت وهي تعـود لتُشاهد أختهـا وأخذت يدي دراكو مكانها يُحيطها بهم يضمها لصدره وقالت بهدوء:
" أنا دلـوقتي مش ناقصني غير حاجه واحده ".
أدارها دراكو مرة أخرى وسألها بتعجب:
" ماذا! "..
ابتسمت زين وقالت بخجل:
" طفلنا، أتمنـى أن أكون حاملا بطفلك دراكو "..
ابتعـد دراكو عنها و اعتـدل في وقفته وقال بحده:
" لا.. لن يحدث، لا أريد أي أطفال "..
عبست زين وسألته بصدمه:
" ايه!! "..
" من اليوم فصاعدا ستسـتخدمين حبوبا لمنع الحمل، لن نحـصل علي أي طفـل ولا تتحدثين بهذا الأمر أبدا زين"..
" يعنـي ايه مش عاوز! أنا عـاوزة، لازم أفهم حتى أنت ليه مش عاوزني أخلف منك !! ".
شدد دراكو علي شعـره وقال بآسى:
" لا زالت حياتي تحت التهديـد ".
اضطـربت زين وهي تسأله:
" ليه! مش أنت قولتلي إنك خلصت كل حاجه وإديتهم المعلومات اللي هتخليهم يسيبوك!!! "..
" هذه حماقة، لن يتركونني حيا بعدما أُعطيهم ما يريدونه، أنا لم أتخلى عن المافيا "..
صرخت زين به:
" وليـه مقولتليش!!!؟ ليه كدبت عليا لما سألتك؟! "..
عـاد مازن و مـريم علي صـوت نـزاعهـم فقـال دراكو بحده:
" سنتحدث عند العـودة للفندق "..
قـالت باكيـة وهي تُبعد يدها عنه:
" لا مش هرجـع معاك في حته، أنا هقعـد في أوضة مريم"..
أحكم دراكـو قبضتـه علي يدها وقال غاضبا:
" إن فعلت ما تريديـنه سيق.تـلونك أمامي ثم أنا ".
قالت بحدة:
" كنت واضحا معي من البداية وأخبرتك بأني سأتحمل عواقب الأمر معك دراكو، لماذا لم تفي بوعدك لي! ".
قال دراكو بضيق:
" لم أتركهم زين ولن أفعل ولـكن سأعمل لصالح الشرطة في نفس الوقت، هل يـُرضيكي هذا! ".
سألته بتعجب:
" هتبقى جاسوس! "..
أومـأ دراكو برأسه وهو يشيح بنظره عنها، إقتربت زين وقالت بجدية:
" سأنضم لك "..
طالعها دراكو بصدمه وهز رأسه نفيا يقول:
" بالطبع لا! لن أُعرض حيـاتك للخطر، لـن أُقحمك بهذه الأمور "..
تدخلت مريم تقول بجدية:
" بس علفكـرا زين كانت بتعمل كدا في مصر وكانت بتشتغل مع مازن "..
طالعهـا دراكو وقال بلهجة مصرية:
" بس أنا مقبلش أعرض حيـاتها للخـطر أبدا ولو كانت هتبقى مفيدة لشغـلي، أنا بحبهـا واللي بيحب حد عمره ما يحطه في وش الخطر ويتجـاهل دا بس علشان خاطر مصلحته "..
طـالعـه مازن وقـد فهـم مخزى حـديثـه، طالع زين وقال بجدية:
" جوزك معاه حق، هو مش هيقـدر يعرض حياتك للخـطر، اللي بيعمـله دا هيبقى أحسن من إنه يسيب المافيا، مفيش حاجه أساسا إسمها كدا، اللي بيسيب المافيا بيموت، دا أفضل حل وهو راجـل ذكي و مش هيتعرف بسهولة وحتى لو دا حصل هتبقوا في حماية الشـرطة "..
طـالعت زين دراكو وقالت بخفوت:
" بس الكلام دا ميحلش المشكلة الأساسية "..
تحـركت زيـن تبتعد عنها لا تـُصدق بأنه رفض أن تُنجب له طفـلا، اتبعتهـا مريم حـتى السيـارة وضمتها بحنان حتـى انضم لهم مازن ودراكو الذي قاد بهم السيارة حتى الفندق...
قالت مريم:
" لو سمحت سيبهـا معايا الليلة دي "..
أومـأ دراكو وهو ينظر للخلف يُطـالع زيـن التي أغمضت عينيها في حضن أختها، يعلم أنها مستيقظة وتسمـع حديث أختها ولكنها ترفض أن تنظر له لا تعـلم بـأنه يحترق شوقـا ليرى طفـله منهـا ولكـن ليس بالوقت الحالي علي الأقل!
أخذتهـا مريم لغرفتهـا ودثـرتها بالفراش فـعاد لغرفـتهم يقصي ليلته وحيدا...
.................................................
" ممكن قهوة سادة! "..
رفـع شاكر رأسـه ليـرى مصـدر هذا الصوت الذي يعـرفه جيـدا، رغم أن العربة الصغيرة التي يقف خلفهـا لا تصنع سوى مشروب الحمص الحار ولكـنه قال مشـيرا للكـرسي خلفـه:
" ممكن ".
جـلست فُتنـه على الكرسي و وافها بعد قليل يحمل كوب الحمص الساخن فأخذته منه تقول بإبتسامة:
" بس دي مش قهوة "..
" مهو عربيات حمص الشام معروفة مبتعملش قهوة، بس دا حمص الشام هيعجبك "..
سألته بإهتمام:
" أنت بتشتغـل كام شغلانه يا شاكر! "..
قال بجدية:
" تلاته، بشتغل في كافتيريا الجـامعة لحد الساعة واحدة الضهر وبعد كدا بطـلع مع الأسطـى سمير بشتغل نقاش وبعدين بشتغـل هنا من أول الساعة 8 لحد الساعة واحدة بليل "..
" طيب وعلى كدا بيدخلك فلوس كويسه؟! "..
قـال برضا:
" الحمد لله "..
سألته بجدية:
" أنت معاك شهادة! "..
" أنا خريج كلية تجارة "..
" ومشتغـلتش بشهـادتك ليه؟! "..
" ومين بيشتغـل بشهـادته! الشغل دا أحسن من إني أمد إيدي لحد، ولا إيه!! "..
قالت بهدوء:
" أيـوا طبعـا، بس أنا عـاوزاك معايا "..
طـالعها لدقيقه وسألها بصوت هادئ:
" ايه! "..
قالت بهدوء:
" عاوزاك معايا في شركة بابا.. عاوزاك تساعدني "..
سألها شاكر بإستنكار:
" أنا! "..
" أيوا، أنا محتاجة حد أقـدر أثق فيه، أنا مش معايا شهادة، معرفش أدير الشركة إزاي أنت هتفـهم أكتر مني فيها و دا هيحسن داخلك، هتقدر تعيش حياة أسهل و تحقق كل أحلامك، الشغل مش عيب ومش بقلل طبعا من شغلك بس بديلك فرصة أحسن "..
سألها بجدية:
" أنتي ليه واثقة فيا! "..
" وفـائك لصاحبك وحبك ليه، خلاني متأكده إنك مش شخص خـاين، أنا بقدملك فرصة تثبت فيها نفسـك، فكـر و رد عليا "..
" أنا موافق "..
ابتسـمت فتنـه و بدأت في تنـاول حمص الشـام والذي أعجبها و وقف شاكر يـُتابع عمـله وهو يُفكـر في فرصتـه التي آتته اليـوم وعليه إستغلالها و إثبات جدارته...
مـرت عدة أيـام أخرى قضـاها شاكر في عمـله الجديد، أعطته فتنـه منصب لا بأس به، ربما هو القائد الثاني بالشركة من بـعدها رغم أنه يقـوم بقيـادة الشركة بنفسه تقـريبا فهي تُقضي معظم اليوم في عملها ثم توافيـه لتعمل بضعـة ساعات فقط...
" ممكن أدخل! "..
" إتفضـل يا شاكر "..
"عاوز توقيعـك على الأوراق دي، هستلمها منك بكـرا".
قالت منهكـة:
" حاضر.. لا لا مش بكرا، أنا عندي إمتحان بكرا ولسه هروح أذاكر "..
سألها بتعجب:
" هتروحي تذاكري إزاي دا أنتي شكلك بتنامي! "..
قالت بتعب:
" أعمل ايه بس، الشغل و الجامعة كـتير أوي عليا، أنا حتى كنت بفكـر أسيب الجامعة تاني بس صعبان عليا نفسي بجد، التعليم بعد التلاتينات صعب بردو "..
سألها بصدمة:
" تعليم ايه اللي بعد التلاتينات! أنتي عندك تلاتين سنة!!!!!.
قـالت بهدوء:
" تؤ.. عنـدي 33 سنة "..
فتح مازن عينيه بـدهشه فضحكت بسخرية تسأله:
" يا ابني ما أنا قايلالك إني اتجوزت قبل كدا وقعدت فترة وكمـان كان فيه طفـل يعني كان لازم تتوقع إني كبيرة مش صغيرة! "..
" أنا من الأول عارف إنك كبيرة بس قولت أخرك مثلا 27 سنة، بس هو مش باين عليكي شكلك أصغر من سنك "..
قالت بإبتسامة:
" ميرسي "..
قـال بهدوء:
" خلاص روحي ذاكري دلوقتي و أنا هخـلص الشغل اللي عندك والأوراق ممكن تراجعيها في أي وقت "..
قالت بإمتنان:
" شكرا يا شاكر"..
جـلس على الكرسي مقابلها يأخذ الأوراق أمامه يقول بإبتسامة:
"العفـو يا أستاذة فـُتنة"..
رحـلت فتـنة سريعـا وهي تحمـل حقيبتهـا وظـل شاكر يعمل علي الأوراق أمامه حتـى دق مسـاعده البـاب:
" أستاذ شاكر، المدام فُتنة بعـتت لحضرتك الأكل دا "..
ابتسم شاكر وأخذ منـه حقيبة الطعام، سأله مساعده:
" تحب تشرب حاجه بعد الأكل؟ "..
قال شاكر بإبتسامة:
" أحب أشرب قهوة سادة "..
...............................................
دق دراكـو بـاب غرفـة مريـم فآتتـه بعد دقـيقة تفـتح البـاب، كان يبدو مرهقا كأنه لم ينـام منذ أيام..
سألها بصوت خافت:
" زين صاحية! ".
" أيوا.. اتفضـل "..
تحرك دراكـو للداخـل يبحث عنها حتـى وجدهـا في التراث تقف شـاردة تتطـلع بالحديقة الداخلية للفنـدق، تقدم يقف جوارها بهـدوء ولكنها عـرفت بقدومه من رائحة عطرة، سألته بثبات:
" نعم.. عاوز ايه! "
" عـاوز تفهـميني يا زين، ما تسيبي موضوع الأطفال للظروف "..
" وهو أنا كنت بقولك أنا عاوزة طفل النهاردة قبل بكرا! أنت اللي قولتلي خدي حبـوب! ".
" أنا بخـاف عليكي و لما تحمـلي هخاف عليكي أكتر و لما يبقى عندنا طفل هبقى مرعوب دايما عليكم، و أنا مُجبر أعيش في الخوف دا عمري كلـه "..
" ما أنت مكنتش عامل حسابك إني في يوم وليله هبقـى معاك فعلا و لا كنت متوقع إني فجـاءة وبالسرعة دي أقولك علي موضوع الخلفـة بـس أنا كنت بسأل علشان لو عاوزنا نتناقش فيه، لو كنت قولتلي مش عاوز دلوقتي كنت هوافقك بس أنا بتقولي لا مش عاوز خالص!! "..
" اسمعـيني أنا حقا أُحـاول، أريد حياة آمنة لنـا، بعـد ذلك سنفكـر سويا في أمر الطفل، أنا أحترق شوقا ليكون لي إبنا منك أقسم علي ذلك ولكن الوضع الحـالي لا يمكنني زين "..
صمتت زيـن لدقيقـة ثم أومأت برأسهـا وألتفـتت لـه وقـبل أن تتحـدث جحظت عيناها وهي تراه شحوب وجهه فأقتربت بخوف تتلمس وجنته:
" يا نهار أبيض دا أنت حرارتك عالية! أنت إزاي سايب نفسك كدا!؟ "..
ابتسم بخـفوت فتحركت للداخـل تبحث عـن إسدالها لترتديه ثم عادت تأخذ بيده:
" تعـالا نرجـع أوضتنا "..
تحـرك معهـا بطـاعة و وقفت مريم تراقبهـم بإبتسـامة سعيدة بتوصلهم لحل لمشكـلتهم وقبل أن تُغلق باب غرفتها وجدت مازن يقف أمامها يحمل هاتفه يقول بهدوء:
" ماما عاوزة تكلمك "..
ابتسمـت مريم و تحركت للداخل تحمل هاتفـه تاركه الباب فأغلقـه مازن بعـدما دلـف خلفهـا وجـلس على الفراش يراقبهـا وقد تحركت للتراث تتحدث لـوالدته، يعرف أن والدته تـُحبهـا وتحب الحديث معهـا، تـارة تضحك وتارة تبتسم بخـجل وتـارة تومئ برأسها بطـاعة ثم عـادت له وأخيرا تقول بضحك:
" بتقولي عاوزة تجيب رنجـا بس مش عارفة هتعديها من المطار إزاي "..
فتح مازن عينيه بصدمة:
" علي اخر الزمن أمي هتتمسك في المطـار ب رنجـا! ".
تعـالت ضحكـات مريم وجـلست علي الأريكة مقابلـه تقول بحماس:
" بس عادي علفكرا فيه ناس كتيـر بتعمل كدا "..
قـال مازن بضيق:
" ربنا يعديها علي خيـر، آه صحيح تعـالي نختـار سوا الكافية اللي هنعمـل فيه الفرح وعـاوزين نبقى نروح نشتري الفستان والبدلة "...
قالت مريم بهدوء:
" أنا هشتري فستـان عادي مش فستان فرح، بما إننا قررنا نعمـل الفرح في كافية يبقى مفيش داعي لفستان بقى و كل الكلام دا "..
ابتسم مازن يوافقها وقال بهـدوء:
" طب تعـالي نختـار سوا المكـان "..
تحـركت تجـلس جواره تشعـر بالخجـل فبـدأ مازن يعرض عليها الأماكن المتاحـة و ما تقدمـه من خـدمات ويستمـع لرأيهـا بيـن الحيـن والأخـر حـتى أغمض عينيه وغفـى جوارها وهي تتصفـح الصور التي عرضها أمامها..
" طب ايه رأيك في دا!! "
"مازن!!"
إلتفـتت مريم لتجـده قد ذهب في النـوم، طـالعته بحنـين تتلمس وجنتـه بأيدي مرتعشـة و تحركت تُغطيـه و أغلقت الضوء ثم وقفت بحيره في منتصف الغرفـة ولم يكن لها ملجأ سوى أريكتها ولازال هاتفـها بين يـديه، ربمـا سيعيطـها ذلك الهاتف إجابات عن أسئلتها حول مشاعره تجاهها ولكنهـا أغلقته وتركته جـواره ثم ذهبت للنوم...
........................................................
كـانت الثـالثة فجرا عندما دوى صوت هاتف شاكر بالرنين، فتح عينيه وانتفض يأخذ الهـاتف فتعجـب عنـدما وجـد إسم فـُتنه ولم يترك عقله يُفكر كثيرا بل أجـابها علي الفـور وآتاه صوته البـاكي..
" شاكـر، عاوزاك تيجي البيت عندي دلوقتي حالا! "
يتبع...
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق