القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ثأر حواء الفصل الرابع 4 بقلم دينا جمال حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات


رواية ثأر حواء الفصل الرابع 4 بقلم دينا جمال حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




رواية ثأر حواء الفصل الرابع 4 بقلم دينا جمال حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


ثأر حواء


« البداية الحقيقية »

¤¤¤¤¤¤¤

حلمت كثيرا باللحظة التي ستجتمع فيها هي وشاهين حبيب القلب ، الرجل الوحيد الذي تمنته زوجًا لها ، وها هي اللحظة أتت وها هي باتت زوجة شاهين ، كما حلمت وتمنت ولكن بعد أن تحول حلمها السعيد إلى كابوس بشع ، تتمنى من صميم قلبها أن يكن حقا كابوسًا وحين تستيقظ ستجد نفسها لا تزال نائمة على فراشها في غرفتها الصغيرة وأن كل ذلك لم يحدث أبدا 

انتبهت من طوفان عاصف من القهر والألم على صوت باب الغرفة وهو يغلق ، ربما انتبهت حينها أنها تقف داخل غرفة في منزل شاهين لن تحتاج إلى الكثير من الذكاء لتعلم أنها بالطبع غرفته ، أغمضت عينيها تمنع نفسها من البكاء حين شعرت به يقترب ، خطواته باتت قريبة للغاية فتحت عينيها فرأته يقف أمامها بينهما خطوتين ، خطوتين هما ندمه وخطئه يمنعناه من أن يقترب منها ، ما أن نظرت لوجهه تسارعت دموعها في الهطول خرجت من حشا صدرها الملتهب ألما كلمة واحدة :

- ليه ؟

قبض كفه ينزل رأسه ، لا يجد ردًا على سؤالها سوى أنه وغد حقير دنيء ، ابتلع لعابه لا يقدر على إقامة ، عينيه لا تملك الحق لتنظر لعينيها ، إلا أنه فعل حين انفجرت تصرخ فيه :

- ساكت ليه ؟ رد عليا ، ليييه ؟ أنا ذنبي ايه ؟ أنا أذيتك في ايه ؟ أنا أذيت أختك في ايه ؟ ليه تاخد حقها مني أنا ؟ ليه ما خدتهوش من مالك ؟ ليه تستقوى عليا وتقهرني وتذلني ، سيرتي على لسان كل أهل البلد ، الكل بينهش في لحمي وعرضي وشرفي بسببك ، وجيت بعد كدة عملت فيها البطل اللي جاي يداري على الفضيحة ، فضيحة هو اللي عملها ، أنت مستحيل تكون بني آدم وعندك قلب وبتحس ، أنا اللي أستاهل عشان حبيتك ، وكان جزاء حُبي ليك اللي دافعت عنه قدام أبويا واتبهدلت واتضربت منه كتير ، أنك أنت اللي تلفق لي فضيحة ، أهل البلد وهما بينهشوا في سمعتي كانوا بيقولوا عنك راجل محترم وتعرف ربنا 

تفتكر لو أنا كنت صرخت بعلو صوتي وقولتلهم هو اللي عمل كدة ، كانوا هيصدقوني ؟! ما حدش كان لا هيسمع ولا هيصدق يا شاهين 

أنا بكرهك يا شاهين ، بكرهك من كل قلبي ، عمري ما هسامحك ، ولا هسامح نفسي إني حبيت واحد زيك في يوم 


بعد سيل الكلمات التي خرجت من بين شفتيها لم يكن هناك ما يقوله ، لم يشعر يوما أنه يحتقر شخص بقدر إحتقاره لنفسه الآن تحديدا  

رفق باتت تكرهه وهل يلومها ؟! 

الأمر يحتاج لعدة خطوات منظمة مرتبة لينال سماحها من جديد ، أولها وأهمها أن يخرجها من قريتهم في أقرب وقت ممكن 

___________

جلس في سيارة أبيه يسند رأسه إلى المقعد يُغمض عينيه متعبا يبتسم ساخرا ، لم يتم احتجازه بفضل نفوذ أبيه ، ولكن القضية لم تُغلق أبوابها بعد ، الحكاية في طور بدايتها الأول ، فتح عينيه ينظر لأبيه الجالس جواره حين سمعه يقول :

- إحنا لسه فيها ، روح اعتذر لمار واسمع كلام جدك وأتجوزها ، صدقني مش هتلاقي أحسن منها دي البنت الوحيدة اللي من الطبقة العُليا ، أنت بتيضع من بين ايديك كنز يا غبي 

ضحك زياد يحرك رأسه للجانبين ساخرا يتهكم منهم :

- أنتوا تبع الماسونية صح ؟ ، عايزني أعتذر لفتاة الليل بتاعتكوا دا بعدها ، أنا أربط اسمي مع واحدة عاهرة ماشية على حل شعرها ، وراها تور بقرنين هو اللي مفرعنها ، لو أنت بتخاف منهم أنا ما بخافش ، ولو هي فاكرة أنها بالحركة الوسخة اللي هي عملتها دي ، أنا هتهد وهخاف تبقى غبية وشيطانها ضاحك عليها

لف عزالدين رأسه إليه وارتسم على ثغره ما يشبه ابتسامة ساخرة قبل أن يعاود النظر للطريق أمامه يتهكم منه :

- حقيقي أنت صعبان عليا ، غرورك هيوديك ورا الشمس ، صدقني في الآخر هترضح زي ما الكل رضخ ، تفتكر ما عملناش كلنا زيك في الأول أنا واخواتي ، كلنا ثورنا واعترضنا ورفضنا وفي النهاية الكل رضخ وقال سمعا وطاعة ، أنت لسه ما تعرفش جدك لما بيحط حاجة في دماغه ، على العموم البحر قدامك واسع عوم على قد ما تقدر ، وعاكس التيار وخالف الموج لحد ما تتعب ونفسك يتقطع وغصب عنك هتلاقي نفسك إنت اللي بتدور على التيار عشان تمشي معاه

كلمات والده الغريبة بثت في نفسه شعور غريب ما بين الاشمئزاز والرهبة والغضب والخوف ربما ، تنهد يلتقط هاتفه من جيب سترته ما أن فتحه كاد الهاتف ينفجر في يده من سيل الرسائل الذي يتدفق على هاتفه ، حين فتحها أحدها بشكل عشوائي توسعت حدقتيه فزعا من الرابط المرسل فتحه ليجد منشور طويل عريض يحكي قصة زائفة مختلقة عما حدث في العيادة اليوم ، والهشتاجات تتوالى في سبه وقذفه ، وجروب عام امتلأ فجاءة بمئات آلاف من المتابعين تحت عنوان ( كارهي الدكتور زياد عزالدين ) به مئات القصص المختلقة القذرة الزائفة عن سوء معاملته للمرضى من ناحية ، وتحرشه بالسيدات والأطفال!!! من ناحية أخرى ) لا يصدق ما تراه عيناه مستقبله يحترق أمام عينيه ، ومن غيرها فعل ذلك ؟! رفع وجهه ينظر إلى أبيه يصرخ محتدًا :

- الو**** بتاعتكوا عاملة جروب على فيش وشارية فيه متابعين قرب يوصل للمليون كلهم بيشتموا فيا ، وكلهم بيحكوا قصص قذرة عملها فيهم الدكتور المتحرش ، ورحمة أمي وأختي يا مارسيليا ما هسيبك ، وقف العربية دي وقفها 

أوقف عزالدين السيارة على أحد جانبي الطريق ولم يسأله عما سيفعل ، هو فقط قال قبل أن يغادر:

- اشتري العيلة عشان كل حاجة ترجع زي ما كانت 

ومن ثم أدار محرك السيارة وغادر ، نظر زياد إلى سيارة أبيه وهو يبتعد محتدًا غاضبا مشمئزا ، قبل أن يشير لسيارة أجرة يخبر سائقها بالعنوان :

- فيلا سامي الكيلاني في **********

_________________

ألقت في وجهه شظية صغيرة من الألم المعتمر في قلبها ، فتركها وخرج من الغرفة وجلست هي على حافة فراشه تبكي بحرقة ، تشعر بأن كل ذرة بها تحترق ألم ، ألم لن يشعر به غيرها

وربما هي وشقيقته المسكينة كلتاهما ذاقتا من نفس الكأس المرير ، الغدر والخيانة مِن مَن وثقتا فيه ، ربما الفارق الوحيد بينهما أنه لم ينتهك جسدها 

انتفضت حين سمعت صوت أبيها يصرخ غاضبا باسم شاهين ، دبت السعادة قلبها حين ظنت أن والدها قد علم بالحقيقة وجاء ليعيدها لمنزلهم 

تحركت سريعًا صوب الشرفة فرأت والدها يقف في حديقة المنزل خلفه عدد غفير من الناس يُمسك في يده سلاحه يصرخ باسم شاهين الذي خرج سريعا من البيت يتوجه نحو أبيها يحادثه غاضبا :

- عايز إيه يا حامد؟ جاي رافع عليا سلاحك في بيتي يا حامد ، دا أنا أدفنك في أرضه ومالكش عندي دية

أقترب حامد من شاهين يقبض على تلابيب جلبابه بيده الأخرى يصرخ فيه:

- أنا مش جاي أقتلك يا شاهين ، أنا جاي أقتل الخاطية اللي جابتلي العار ، سيرتي على ألسنة كل البلد ، أنا مش همشي في الشوارع موطي راسي وأنا سامعهم بيقولوا اتجوزها شاهين عشان يستر عليها بعد فضيحتها هي وأبوها ، بعد كدة هيقولوا قتلها أبوها وانتقم لشرفه من الفاجرة اللي مرمغت راسه في الطين

وكأن ما حدث لم يكن مؤلما كفاية ، ليأتي والدها الآن يطعنها بخناجر كلماته الحادة القاسية ، جلست أرضا تضم ركبتيها لصدرها تجهش في البكاء بحرقة ، وصل لأذنها صوت شاهين وهو يصرخ فيه :

- أنت اتجننت يا حامد ، دي مرتي دلوقتي ، خد بعضك إنت واللي معاك وغور من هوا على رجلك قبل ما تغور على ضهرك 

صوت عيار ناري انطلق جعلها تشهق مذعورة هبت واقفة فرأت والدها يمسك سلاحه أطلق طلقة في الهواء يصرخ فيه :

- مش همشي يا شاهين يا قاتل يا مقتول ، تغور عضوية المجلس والعمدية والكل كليلة ، على إني أمشي موطي راسي ساعة واحدة بسبب الخاطية 

وضعت يديها على أذنيها لم تعد تستطيع سماع المزيد من الاتهامات البشعة المهينة، تود الصراخ بأنها بريئة لم تفعل شيئا ولكن لا تعرف لمَ تعلق الكلمات داخل فمها ، تسمع شاهين وهو يصرخ في أبيها وأبيها وهو يهدد أنه لن يغادر قبل قتلها ، وأصوات الأعيرة النارية تنطلق في الهواء ، الحرب على شفى البداية

فجاءة قطع كل تلك الأصوات صوت رجل مألوف سمعته قبلا يعلو بصوته يصرخ في الجمع الغاضب :

- بس يا جماعة اهدوا وصلوا على النبي واطردوا الشيطان من بينكوا ، اللي أنتوا بتعملوه دا حرام ، دا رمي محصنات بالباطل

اختسلت النظر فعرفت صاحب الصوت الحج ناصر الرجل الموكل لفض النزاعات بين أهل البلد ،« شيخ البلد » كما يقال عنه 

دخل ناصر وقف في منتصف الجمع الغاضب فبادر شاهين يتحدث غاضبا :

- يا حج ناصر ، رفق بقت مراتي على سنة الله ورسوله ، والمفروض أنه أبوها جاي يخوض في شرفها وعايز يموتها جوا بيتي 

هنا تنصل حامد من كل ذرة تعقل وبدأ يصرخ بجنون :

- قسما بالله ما همشي من هنا غير بدمها ، أنا هسيح دمها بإيدي ، أنا هقتلها الخاطية وهرفع راسي قدام الكل 

تحدث ناصر بكل هدوء وهو يحرك عينيه صوب شاهين :

- وأنا مش هكسر يمينك يا حج حامد ، وهمشيك من هنا بدمها ، وهنرفع راس البت الغلبانة ونرد حقها قدام الكل ، ولا إيه يا شاهين يا ولدي

قطب شاهين جبينه متعجبا مما يقول الرجل ، فاقترب منه ناصر خطوة وأخرى يتحدث بكل هدوء :

- اطلع ادخل على مرتك يا ابني ورد مظلوميتها قدام الكل ومشي أبوها بدمها زي ما أقسم 

توسعت حدقتيه ذهولا ، إن فعل ستكرهه لما تبقى من الدنيا أراد الرفض وبشدة، ولكن رفضه سيدينها أكثر ، الأمر بسيط رآه في أفلام عدة جرح بسيط في ساقه لن يره أحد وينتهي الأمر ، اومأ برأسه موافقا ما أن التفت سمع صوت حامد يصرخ غاضبا :

- دا كذاب ، هيروح يعور نفسه زي الأفلام ويقول إنه دخل عليها ، خليه يقسم على المصحف يا حج ناصر أنه هيدخل عليها ، عشان لو طلعت خاطية ما حدش يلومني لما أقتلها 

تجمد جسد شاهين مكانه الوغد القذر كيف علم ما يفكر به ، انتبه حين أمسكه ناصر من ذراعه فالتف ناحية الجمع ، قرب ناصر مصحف منه يردف :

- حط يدك يا ولدي على المصحف وأحلف وخد بالك ، دا يمين غموس ، وأثم عظيم لو حلفت وكذبت 

تنهد بحرقة قلبه يصرخ فيه أنه السبب فيما يحدث يخبره أن يقف بينهم الآن ويصرخ بعلو صوته بالحقيقة ، حقيقة فعلته المشينة ، ولكن ما منعه لم يكن سوى خوفه على صورته المقدسة من أن تتلوث أو تهتز في أعين الجميع ، يكفي ما فعلت شقيقته بهم ، لن يزيد الطين بلة ، منعته نفسه ، وربما منعه غروره أو كبريائه ، تنهد بحرقة ووضع على المصحف وحلف أمام الجميع ، تحركت عينيه على وجوههم نادمًا على ما فعل وسيفعل ، وتركهم ودخل صعد لغرفته ، ما أن فتح الباب رآها تقف أمامه ، في عينيها نظرة كره واشمئزاز لن تتركها قريبا خاصة بعد ما سيفعل ، دون مقدمات بصقت في وجهه تصرخ فيه تبكي بحرقة :

- أوعى تفتكر إني هسمحلك تلمسني أو تحط إيدك عليا ، أنت فاهم يا شاهين ، ضميرك ما أنبكش لحظة ، عارف كان ممكن أسامحك لو كنت قولت الحقيقة تحت قدام الكل ، حقيقتك القذرة يا قذر يا مقرف ، أنت مش إنسان ولا حتى راجل ، أنت مريض مقرف حيوان ، أنا إزاي في يوم حبيت واحد زيك إنت 

لن يلومها على حرفٍ واحد ، يستحق كل ما تقول ويزيد ، ولكن لا وقت عليه التصرف سريعًا تحرك ناحيته فجاءة يقبض على رسغي يديها معا في كفه الأيمن يدفعها بغتة إلى الفراش خلفها ، صرخت مرتعبة مما فعل تتوسله ألا يفعل ، نظرت لحدقتيه حين انحنى صوبها وبات وجهه على بُعد إنشات قليلة من وجهها بسط كفه الآخر على وجنتها برفق يهمس بنبرة حزينة :

- كلمة آسف مالهاش لازمة يا رفق ، أنا السبب في كل الأذى اللي طالك ، رغم كل الحب الكبير اللي في قلبي ليكِ ، أنا اكتشفت أن أنا أقذر إنسان على وش الأرض ، الحاجة الوحيدة اللي أقدر أوعدك بيها إني هطلقك يا رفق ، هطلقك بعد ما اخرجك من المستنقع دا ، واخليكي تدخلي الكلية اللي حلمتي بيها ، وتعيشي الحياة السعيدة اللي كان نفسك فيها ، ساعتها أنا هخرج من الصورة وهطلقك ، أقسملك هطلقك وهسيبك تعيشي حلمك وسعادتك ونجاحك ، أنا آسف على اللي عملته واللي هعمله دلوقتي ، وعارف أنك مستحيل تسامحيني في يوم 

أغمضت عينيها تشق الدموع وجهها لم تقاوم لم تصرخ ، كانت مهمشة بالقدر الكافي حتى كلماته التي قالها لم تصدقها ، لم ترمم ولو جزء ضئيل من فتات روحها الذي هشمه بيديه ، أغمضت عينيها وتذكرت حين كانت طفلة صغيرة تركض بين الحقول ووالدتها تركض خلفها تضحك سعيدة ، قبل أن ترتمي بين أحضان والدتها تدغدغها فتتعالى ضحكاتها السعيدة البريئة ، وهي تغمض عينيها تنساب دموعها يتأرجح جسدها من الألم ، تصرخ بلا صوت ، وربما بصوت ولكن لم يسمعها أحد ، فتحت عينيها الذابلة الملتهبة كالدماء تنظر إليه وهو يبتعد يرتدي جلبابه على عجل ، تحاشى النظر إليها وهو يسحب شرشف الفراش من تحت جسدها ، الشرشف الذي تناثرت عليه قطرت الدماء ، الدماء الذي أقسم والدها أنه لن يرحل دونها ، آخر ما رأته هو خروجه من الغرفة ، أغمضت عينيها تحتضن جسدها تبتسم ساخرة ، قبل قليل كانت تحادث نفسها أنها أسعد حظا من ملاذ ، لأن شاهين لم ينتهك جسدها ، والآن باتت هي وملاذ متعادلتان 

انتبهت على صوت الأعيرة النارية يصدح من جديد وصوت أبيها وهو يضحك يردد سعيدًا :

- طلعت شريفة ، شريفة قدام أهل البلد كلهم ، مش همشي موطي راسي ، همشي رافعها في سابع سما ، حقي رجعلي

ارتسمت ابتسامة ساخرة تتألم على شفتيها تشير لنفسها تحادث نفسها بجنون :

- طب وأنا ، أنا اللي اتظلمت ، أنا اللي خوضتوا في شرفي ، أنا اللي كنت عاوز تقتلني ، أنا اللي طردتني من البيت ، أنا اللي خليتوه يغتصبني ، أنا حقي فين ، حقي فين !!! 

فُتح الباب فانتفضت مرتعبة تنظر صوب الباب ولكنه ما رأته كان والدة شاهين وهي تدفع مقعدها المتحرك نحوها ، تنظر لها بأسى وكأنها الوحيدة التي ترى وتسمع في عالم كل من فيه صم عميان ، اقتربت والدة شاهين منها تجلس بمقعدها المتحرك جوار فراشها ، شدت رفق ناحيتها تعانقها دون أن تنطق بكلمة ، فتسمكت الأخيرة بها تنفجر في البكاء :

- أذاني أوي يا خالتو ، أبنك أذاني أوي ، أنا عمري ما هسامحه

تمسكت بها تبكي بحرقة لعدة دقائق قبل أن تشعر السيدة فوزية فجاءة بإرتخاء جسد رفق بين أحضانها أبعدتها عنها مرتعبة تنظر لوجهها ، الفتاة غابت عن الوعى ، لم يكن ذلك فقط ما ارعبها ولكن بقعة الدماء الكبيرة التي بدأت تنتشر على سطح الفراش بسرعة كالسرطان ، صرخت مرتعبة تستغيث بهم :

- يا ملاذ يا شاهين ، الحقوني البت بتموت !!

_____________

وقف بعد رحلة طويلة أمام قصر سامي الكيلاني ، ينظر إليه متقززا غاضبا الوغد القذر يدمر حياته هو وعاهرته ، سمح له الحرس بالدخول بكل بساطة ، حين وصل لباب المنزل الداخلي فُتح حتى قبل أن يدق الباب ، دخل في منتصف صالة القصر رآها ترتدي مئزر من القطن أبيض ساقيها عاريتان بشكل فج ، تُمسك في يدها زجاجة نبيذ ، تجلس على أحد المقاعد ترفع ساقيها على سطح طاولة صغيرة بالقرب منها ، ابتسمت ما أن رأته تردد ضاحكة :

- ايه دا أحلام العصر دي ولا إيه ، معلش اعذرني أصل أنا لسه صاحية من النوم ، نايمة من ساعة ما كنت عندك في الحفلة إمبارح ، أنت بتعمل ايه هنا يا عم زيزو معقول وحشتك ، سام .. بيبي عندنا ضيوف يا حبيبي 

نظر لها زياد مشمئزا من منظرها المغوي الفج وهي تتحدث بدلال كعاهرة محترفة ، أحقا يريدونه أن يتزوج من تلك المرأة ؟! ، وعلى عكس مظهرها الرث المبعثر خرج سام من غرفة أمامه ، يرتدي حُلة أنيقة يمسك في يده كوب من القهوة يبتسم بكل هدوء ، ينظر ناحيته بتحدي قبل أن يتحرك إلى  مارسيليا صفعها بخفة على ساقها العارية ، يؤنبها وكأنها طفلة صغيرة :

- نزلي رجلك عندنا ضيف عيب ترفعي رجلك في وشه 

ضحكت هي بخفة تحرك رأسه ، في حين شعر أنه يقف يشاهد مسلسل هزلي سخيف ، لف سام رأسه ناحية زياد وابتسم يتحدث :

- مساء النور ، ولا أقولك كفارة بقى ، معلش على الهبل اللي بتعمله مارسيليا أصلها متقلة في الشرب شوية ، صدقني لو كانت واعية كانت هتفرح أوي أنها شافتك ، خير يا زياد ، أي رياح طيبة أتت بك

قبل أن يصرخ ، يقول الكثير يهددهم ويتوعدهم قامت مارسيليا من مكانها تترنح في خطاها ناحيته ألقت الزجاجة من يدها بعيدا فتهمشت محدثة صوتا مدويا ، وقفت أمامه تنظر لعينيه مباشرة للحظة شعر أنه رأى دموع في عينيها ولكنها في الأغلب دموع التماسيح ، حين تحدث تصرخ في وجهه منفعلة :

- أنا حبيتك ، حبيتك أوي كمان ، كنت مستعدة أبعد عن المنظمة وأعيش بشخصية الممرضة الغبية اللي اسمها صبا عشان بس أكون جنبك ، قولتلهم هبعد وهفضل معاه عشان بحبه ، بس أنت جرحتني ، جرحت قلبي ومشاعري دوست عليهم ، أذتني زي ما كلهم أذوني 

نظر لعينيها فشعر للحظة أنه يغوص في بحر قاتم من الألم 

، شعر وكأنه رآها هناك تغرق في بحر الألم في عينيها ، سُلب للحظات ونسي لما جاء لهنا ، نسي كل شيء 

انتبه فجاءة حين جذبها سام بعنف من أمامه ، عنف جعلها تسقط على وجهها أرضا بعيدا عنه ، توسعت حدقتيه ذهولا يصرخ فيه :

- أنت مجنون ، أنت كدة بتأذيها هي يا مختل

ضحك سام ساخرا وعلى حين غرة وجد زياد نصل خنجر يلامس عنقه ، خنجر لا يعرف حتى من أين أتى به ذاك المختل أمامه ، ضحك يسخر منه احتدت نبرته يتوعده :

- مختل دي كلمة قليلة أوي عليا يا زياد، أنا أقذر مما تتخيل ، الشيطان نفسه بيعملي ألف حساب ، وأفتكر أن وجود ملاك زيك هنا دلوقتي في وسط مستنقع الشياطين غلط وخطر ، روح على رجليك يا بابا قبل ما أروحك لعمي حبيبي متشرح في شنط ، يبيع كل حتة منك بمبلغ وقدره 

لم يهتم زياد بكل ما قال عينيه كانت هناك مع مارسيليا الساكنة مكانها لم تتحرك حركة واحدة ، منذ أن دفعها أرضا ، قبضت زياد على ذراعي سام بعنف يصرخ في وجهه :

- ولا ، أوعى تكون فاكرني خايف ولا هخاف منك ، شيطان على نفسك ياض ، أنا مش جاي هنا لا عشان أشوف خلاقكوا ولا مناظركوا المقرفة ، أنا بحذرك يا سام ابعد عني إنت والبتاعة اللي اغمي عليها ولا ماتت دي ، ابعد عني بدل ما هوديك ورا الشمس ، اللهم بلغت اللهم فاشهد 

تحركت عينيه للمرة الأخيرة ناحيتها فلاحظ بقعة دماء صغيرة أسفل رأسها جحظت عينيه يدفع سام بعيدا عنه يركض ناحيتها فرأى جرح سطحي صغير على مقدمة رأسها ، نظر صوب سام يصرخ فيه :

- أنت يا مختل كنت هتموتها ، هات أي حاجة نفوقها بيها 

لم يتحرك سام مقدار ذرة هو فقط علا بصوته ينادي حرسه الخاص ، أشار سام إلى زياد يطلب منهم وهو يبتسم بكل هدوء :

- زياد باشا عايز يروح بس مش عارف الطريق لبرة ، عرفوه الطريق ، ولو ما خرجش بالذوق ارموه برة 

وابتسم في وجه زياد تحرك ناحيته ، انحنى يختطف مارسيليا من بين ذراعيه ينظر لعينيه يتحداه :

- مارسيليا بتاعتي أنا ، حتى لو هي بتحبك وأنت بتموت فيها ، مش هتبقى لحد غيري ، وبعدين هيبقى ما عندكش دم أوي لما تتجوز واحدة باتت في حضن غيرك بدل المرة ألف  

نظر له من أعلى بكل احتقار قبل أن يأخذ مارسيليا ويتحرك لأعلى ، إلى حيث غرفته دفع بابها بعنف بقدمه يتحرك بها صوب الفراش ، ينظر إليها حانقا مارسيليا باتت تثير غضبه ، ما فعلته يجب ألا يمر دون عقاب ، اعترفت أمامه أنها تحب الوغد زياد ، وهو !! ماذا عنه هو؟!

ألم تحبه يوما وهو من قدم لها الحياة بأكلمها شعر بالغضب الشديد ، فألقاها بعنف إلى الفراش ينزع عنه ثيابه على عجل ، نظر ناحيتها غاضبا قبض على فكها وهي غائبة عن الدنيا يصرخ فيها :

- أنا ، تحبيني أنا ، مش هتكوني لحد غيري أنا 

أنا اللي بملكك ، أنا اللي دلعتك ، وأنا اللي هبرمجك من أول وجديد 

نزع عنها المئزر بعنف يلقيه بعيدًا ، تحركت عينيه بفجور على جسدها ، قبل أن يبدأ في نهش جسدها ، فتحت عينيها تشعر بألم شديد يحتاج جسدها ، شهقت مرتعبة توسعت حدقتيها ذعرًا ، تحاول دفعه بكفيها تصرخ فيه :

- ابعد عني يا سام ، ابعد عني إنت اتجننت ، أنا عملتلك ايه ، ابعد عني ، الحقوني

صرخت تتمزق روحها، تغمض عينيها تنهمر دموعها بكل حرقة تشعر بأنها عادت تلك الطفلة صاحبة التسع سنوات ، تلك الطفلة الصغيرة التي كان يجبرها الوغد أن تكمم فمها بكفيها وهو يغتصبها ، تحرك كفيها رغما عنها ، وكأن ذاكرة جسدها ترغمها على ذلك ، اقتربا كفيها من فمها يكممان صوتها ولكن الفاعل تلك المرة كان سام !

______________

  تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close