القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية اذوب فيك موتا الفصل الحادي عشر والثانى عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 


رواية اذوب فيك موتا الفصل الحادي عشر والثانى عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 






رواية اذوب فيك موتا الفصل الحادي عشر والثانى عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 






الفصل الحادي عشر 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 



ادعي ربنا كتير..... على قد ما تقدري 


كل حاجه نفسك فيها اطلبيها منه 


احسني الظن بيه..... ظني دايما في الله خير


هيراضيكي وهيجبرك...... هيعوض قلبك عن كل وجع وهيبدل حزنك لفرح.... 


مش هو الي قال سبحانه و تعالي ( لا تحزن ان الله معنا ) ربنا معاكي و هيبهرك بعطائه ...انا واثقه


و بحبك 







يجتمعون في بهو الفيلا التي اشتراها الحاج ربيع كي يسكن فيها مع اولاده 


لتناسب ابنه الوزير التي عشقها ولده 


لم ينسى الحاره وجيرانه 


من وقت لاخر يذهبون ليقضوا عده ايام هناك في بنايتهم التي ما زالت قائمه وكانما لم يهجروها يوما 





رغم ان حالتهم الماديه اصبحت افضل كثيرا مما سبق 


لكنهم ما زالوا يحتفظون باصولهم 


لم يتغيروا مع اهل الحاره التي تربوا داخلها 


ما زال اولاد الحاج ربيع يجلسون على المقهى داخلها 


يمزحون مع هذا ويقفون مع هذا في ازمته 


مما جعل احترامهم وتقديرهم يزداد لدى الجميع 







ما زال قلبها ينبض كلما جلست جانبه ووجدته يضمها اسفل ذراعه امام عائلتهم 


نفس الشغف.... نفس الحب 


.....بل و نفس اللهفه التي تشعر بها حينما كانت تراه وهي صغيره 


يمازحها او.....ينهرها





تنظر له بعيون لامعه يملاها العشق ثم تقول : هتروح معانا عند عمو سالم بكره باذن الله ولا كالعاده هتقول عندك شغل..... قالتها بعتاب رقيق عكس ملامحها التي تصرخ ولها به



قرب وجهه من خاصتها ثم قال بهمجيه ووقاحه : لو هتخليهم يروحوا كلهم وياخدوا القرود اللي انت مخلفاهم معاهم مستعد اخد اجازه شهر اقعدوا معاكي ايه رايك يا جنتي 



عضت شفتها السفلى ثم قالت بغيظ ماذح : تموت في السفاله هي دي الحاجه الوحيده اللي بتلاقي ليها وقت انما اي حاجه ثاني الشغل بيقطع بعض ساعتها.....


هتجلطني يا فؤش مش عارفه اعمل معاك ايه 





ضحك برجوله ثم قال بعد ان قبل وجنتها بحب : اعمل ايه طيب مش انت اللي جنيه وجننتيني معاكي 


القي عليها نظره نادمه ما زالت تراها داخل عينه ثم اكمل : لحد اخر نفس فيا هفضل احاول اعوض اللي فاتني معاكي 


واللي حرمت نفسي وحرمتك من اننا نعيشه 


بعد كل السنين دي مش عارف اسامح نفسي يا جنه على كل اللي عملته فيكي



كل ما اكون معاكي العن نفسي واديها ميت جزمه ازاي انا كنت هحرم نفسي واحرمك من كل ده 


ازاي كنت هتحمل اعيش من غيرك او اشوفك مع غيري


ايوووووه يا جدعاااان ..... الفكره نفسها كفيله تجنني 







كادت ان ترد عليه الا ان الحاج ربيع قال بغيظ مازح كما يفعل دائما : يا ريت الباشا يركز معانا 


عندك جناحك فوق خلي عندك دم و حبها فيه براحتك 


اقعد باحترامك ياض ابوك قاعد واخواتك انا خلاص زهقت منك ما فيش فايده فيك





ضحكوا جميعا فقال بتبجح : هو الحب ليه وقت يا جدعان مراتي وبموت فيها مبعرفش اقعد وهي بعيد عني ايه اللي مزعلكم 



ردت صباح بكيد : الله يرحم متخلنيش اتكلم عشان انت اللي بتخلي لساني يتسحب مني وافكرك باللي كنت عامله فينا 


بدات تتحدث مثله وهي تكمل: دي اختي الصغيرة.... مش عايزها ....


هكتب عليها بس هتجوز غيرها هاااااااا..... اكمل ولا كفايه كده 



تطلع لها بغضب بينما التصقت به جنته اكثر وقالت : خلاص بقى يا بوحه مفيش مره قعدنا فيها غير اما فكرتيه بالكلام ده كله 


نظرت له بعشق ثم اكملت : وجوده معايا وفي حياتي شفعله اي حاجه عملها 


انا نسيت اصلا اي حاجه حصلت زمان 





ضحكت روجيده ثم قالت : يا شيخه امال مين اللي بيعايروا كل شويه باللي عمله فيكي ده انتي مبهدله الراجل مفيش يوم مش بتفكريه 


كادت ان ترد عليها الا ان رنين هاتف عمار وانتفاضته من مجلسه جعل الجميع يصمت وينظر له بتوجس وقلق 







اما هو فرد قائلا بعد ان استمع للمتصل والذي كان سمير رفيقه في العمل : مفيش حاجه اسمها هيلغو المولد 


المولد ده لازم يتعمل وفي ميعاده..... و في نفس المكان ده احنا مستنيينه بقالنا سنه ايه التهريج ده 



رد علي سمير بقله حيله : طب وانا بايدي ايه اعملو يا عمار ...... قالولك المكان ده هيوضبوه وهيعملوا جنينه فمش هينفع يتعمل فيه المولد زي كل سنه 


عمار : لو اللي انت بتقوله ده حصل يبقى كل تعبنا راح على الفاضي 


وهنرجع لنقطه الصفر تاني مش هنعرف نوصل لحل ولا الحاجه 







سمير : كلم الباشا الكبير او عدي بلغهم وهم هيتصرفوا انما احنا مفيش في ايدينا حاجه مش هنقدر نغير القرار 



عمار : تمام انا هتصل بالباشا حالا دلوقتي هشوف هيقولي ايه وهبلغك 


اهم حاجه رجالتك عينيها متغفلش بالذات على حسين 


ولو تعرف تسحبه يبقى زي الفل عايز افضي الحاره بكره



سأله سمير باهتمام : هو في حاجه 


تنهد عمار بغيظ ثم قال : عدي باشا اتخبل في نفوخه ومضطرين ننفذ جنانه 


بدل ما يهد المعبد عالي جابونا


ضحك سمير ثم قال : طب اقولك حاجه جنانه ده ولهفته على البت هي اللي هتنهي القضيه بدري 


وهو اللي هيمسك طرف الخيط.....هفكرك 


المهم قبل ما انسى..... شريف ويوسف كلموني من شويه زعلانين عشان بقالنا فتره مسهرناش سوا 


اتفقوا معايا اكلمك نعدي عليهم في الشركه بالليل ونوح هيكون هناك 


نتجمع ونسهر في اي مكان ايه رايك 


عمار : زي الفل هظبط الدنيا واكلمك.....سلام 







دلف على ابنته بوجه حزين وجدها كما هي فوق الفراش تنظر الى السقف بشرود 


حينما راته اعتدلت من مرقدها ونظرت له بعتاب 



جلس جانبها ثم قال بعدم رضا بعد ان مد لها هاتفها : فونك اهو.... تقدري تروحي الشغل من الصبح 


تطلعت له بصدمه فاكمل : انا مكنتش ناوي اعمل كده بس عمك هو اللي كلمني وطلب مني ارجعك شغلك 


انا عن نفسي مش واثق فيكي بس هسمع كلام اخويا 


اما اشوف الهانم هتعمل ايه هتبقى قد ثقته ولا هتخزله هو كمان 





سالت دموعها بغزاره حينما سمعت تلك الكلمات التي جعلت ضميرها يؤلمها 


لكنها ايضا تمتلك قلبا عاشق يرفض تلك التحكمات 


تمالكت حالها بصعوبه ثم قالت : يا بابا عشان خاطري بلاش كلامك اللي يوجع ده 


انا ما اذنبتش..... انا حبيت محدش بيختار اللي بيحبه 


ولا القلب بيفرق بين مسيحي ولا مسلم ولا حتى ملحد 


اعمل ايه غصب عني 





رد عليها بغضب حاول كتمانه لكنه فشل : كان لازم تفكري في هعمل ايه دي قبل ما الحب يتملك من قلبك 


من الاول خالص العلاقه كانت غلط 


كان لازم تبعدي وتقولي لنفسك لا .....ولا تربيتي ولا ديني يسمحوا لي بكده 


انتي عارفه ومتاكده ان الجوازه دي استحاله تتم 


ولو تمت من غير رضانه هتبقي زانيه 


هتعيشي بقيه حياتك زانيه 







تقدري تقوليلي هتقفي قدام العدرا وتدعيلها ازاي 


هتصلي لليسوع ازاي..... لو رحتي الكنيسه عشان تعترفي في يوم 


هتقولي ايه.... انا كل يوم بزني


اكتر واحده متدينه فينا اتعلمتي كل حاجه من بولس اخويا هو اللي رباكي جوه الكنيسه 



مكنش بيفوت اسبوع الا لما تروحي تعترفي وتطلبي الغفران 


مع انك مكنتيش بتخطئي..... بس كنتي دايما شايفه نفسك مقصره في حق الرب واليسوع 



هل بعد ما تتجوزيه هتقدري كل اسبوع تقدمي اعترافك وتطلبي الغفران 


هتعيشي حياتك كلها تعملي كده 


هتقدري تحطي صوره العدرا وتمثال المسيح في بيتك جنب المصحف وسجاده الصلاه 





طب المسلمين بيحبوا يشغلوا قران الصبح في بيوتهم 


قوليلي يا ساره هتشغلي القران ولا الترانيم 


لما تخلفي منه طبيعي جدا ان ولاده هيكونوا مسلمين 


لما يشوفوكي داخله الكنيسه او قاعده بتتوسلي للعدرا هيقولوا ايه وهيبصولك ازاي 





ابسط حاجه ممكن تحصل المسلمين بيقولوا بسم الله على اكلهم 


واحنا بنقول باسم الصليب وبنصلب على الاكل او على اي حاجه بنعملها 


انت هتقدري تبطلي التصليب 


ولا هو هيقبل ياكل من اكل مش متسمي عليه 





وقف من مجلسه وهو يكمل بغضب جم : شباب متخلف فاكرين الحكايه سهله 


كل واحده وواحد يحسه بشويه مشاعر جواهم يبيعوا اهلهم ودينهم علشان لحظات هتنتهي مع اول مشكله هتواجهكم 


ده اختلاف عقيده مش اختلاف فكر 


ولا عايزه تقلدي البنات اللي بتهرب وتروح تتجوز مسلمين 





قبل ما تفكري في كده شوفي حياتهم بقت ازاي والجواز ده كمل ولا لا.... وقتها ابقي اعملي زيهم ده لو سمحنالك اصلا انك تعمليها 


و فقط ...... تركها وغادر دون ان ينتظر ردها او مدافعتها عن تلك القضيه المصيريه 







اما هي .....ظلت تبكي بقوه وعقلها يعصف بالاف الافكار 


لديه كل الحق فيما يقول لكن القلب يرفض كل ما قيل 


لن تتركه ولن تتخلى عنه وعن عشقها له 


ستحاول بكل الطرق ان تجد حلا لكل تلك العقبات 


لن ترضخ لهم ولن تتخلى عنه مهما حدث





هكذا قررت حينما امسكت هاتفها وقامت بفتحه 


ابتسمت من بين دموعها المنهمره حينما وجدت الكثير من الرسائل تاتيها من حبيبها الذي كاد يجن بسبب غيابها في اليومان المنصرمين 







قبل ان تقرا كل تلك الرسائل ارسلت له واحده مفادها : حبيبي ....وحشتني 


و الأخر كان يمسك بهاتفه ينوي ارسال رساله اخرى علها تصلها 


ابتسم بلهفه وهو يكتب : قلب حبيبك اللي هيتجنن عليك....اخيراااااا



انت فين.... عايزه اشوفك.... نزلتي ....طب اتصل بيكي


ساره : اهدي يا حبيبي.... انا في البيت ما نزلتش بابا لسه مديني التليفون وبكره هرجع الشغل 


تميم : بسهوله كده..... انا كنت هستنى يومين كمان لو مكنتيش رجعتي ولا عرفت اوصلك كنت هاجيلك و الي يحصل يحصل







ساره : تقريبا عمو بولس كلمه وهو اللي قاله يعمل كده بس صدقني.....سمعني كلام زي السم مش قادره اتحمله يا تميم 


كلامه واجعني قوي..... بس برغم كده مقدرتش يكون معايا الفون ومطمنش عليك 







تنهد بهم ثم كتب : حقك عليا انا من اي كلمه وجعتك بس يا حبيبي احنا عارفين ان الطريق صعب وطويل 


مينفعش نتعب من اوله 


احنا تقريبا يا دوب عرفناهم ما بداناش الحرب 


انا معاكي ومش هسيبك غير بالموت مهما يعملوا 





سالته بخوف جعلها تكتب باصابع مرتعشه : هو لو موفقوش هنهرب زي ما غيرنا عمل 


تميم : بلاش نسبق الاحداث خلينا معاهم للاخر ان شاء الله خير 


تعالي الشغل بدري وانا هبات النهارده في المكتب عشان اشوفك اول ما تيجي هموووووت عليكي





اعدت جروب عبر تطبيق الواتس اب يجمع بين اخيها ياسر واختها الحبيبه سما 


اول شيء كتبته رغم جلوس الاخيره معها داخل غرفتها : اول ما نخلص كلامنا هتمسحوا الشات وبعدين تمسحوا الجروب كله مش عايزه ليه اثر على تليفوناتكم 



نظرت لها سما باستغراب وكادت ان تتحدث الا ان الاخرى اشارت لها بالصمت والكتابه 


كتبت سما بعدم فهم : انا قاعده معاكي.... جنبك ....هو ايه اللي نتكلم على الوتس 


ياسر : اكيد في حاجه يا سما وانت عارفه انهم بيتصنتوا علينا بالذات الزفته يارا يبقى اعملي اللي بتقول عليه وخلاص 





ضي : احنا هنمشي من هنا 


نظرت لها سما بصدمه بينما كتب ياسر بعدم فهم : نمشي من هنا ازاي 


ده احنا كلنا متراقبين يا بنتي ....محدش فينا بيقدر يتنفس من غير ما هما يعرفوا انت بتهزري ولا دماغك لسعت 



سما : شكلها وقفت في الشمس كتير يا ياسر البنت اتجنت خلاص 


ضي : مش عايزه خفت دم.... الي بقوله يتسمع ويتنفذ بالحرف الواحد 


كتب اخواتها في نفس الوقت حينما شعروا بجديتها الشديده : تمام ...قولي







ضي : ياسر..... انت هتروح شغلك عادي زي كل يوم 


الساعه خامسه بالدقيقه هتدخل المطبخ بتاع المطعم 


هتلاقي واحد مستنيك اللي يقولك عليه اعمله بالحرف الواحد 


متنطقش معاه بكلمه نفذ اللي هيقولك عليه وبس 



ياسر باستغراب : اللي هو ازاي يعني يا ضي .... وبعدين هعرفه ازاي 


ضي : اللي هو زي ما بقولك كده يا ياسر..... اوعى تتاخر ثانيه عن الساعه خمسه .... متقلقش هو هيعرفك مجرد ما هتكون معاه هتبقى في امان 


عشان خاطري يا حبيبي اعمل اللي بقولك عليه خلينا نخلص 





كتب لها بخوف : انتي نويتي خلاص..... طب انتي ناسيه انك متجوزه هتعملي ايه 


ضي : العمل عمل ربنا المهم تبقوا في امان واي حاجه ثانيه سهله 





سما .... هكذا كتبت كي توجه حديثها الى اختها التي تجلس جانبها برعب 


اكملت كتابتها بعد ان نظرت لها بعيون حزينه لكنها مليئه بالتصميم : انتي هتكوني في الدرس بتاعك زي العادي.... في نص الحصه بالظبط هتستاذني عشان تروحي الحمام 


هتلاقي واحده مستنياكي جوه .... برده اللي هتقولك عليه اعمليه اوعي تجادلي 


واوعي تتاخري الدرس بتاعك بيبدا ثلاثه المفروض يخلص خمسه 


اربعه بالدقيقه هتستاذني وتعملي اللي قلتلك عليه 







سما بخوف : حاضر والله هعمل كل اللي بتقولي عليه بالحرف الواحد.... طب وانتي هتفضلي هنا ..... احنا مش هينفع نسيبك لوحدك اوعي تكوني هتمشينا عشان نكون في امان وانتي هتفضلي هنا مش هسامحك 





ضي : لا يا قلب اختك انا كمان همشي بخطه تانيه 


ياسر : طب ليه منمشيش سوا..... وكده هنتجمع فين ولا مش هنتجمع صرحينا يا ضي الموضوع ده مفيهوش تضحيه ولا امر واقع 



ضي : والله العظيم احنا الثلاثه هنهرب سوا بس كل واحد مننا هيهرب من مكانه ده امان لينا كلنا 


وفي الاخر هنتجمع في مكان واحد 


متقلقوش وثقوا فيا انا عمري ما كذبت عليكم 


يلا امسحوا الشات الاول بعدين احذفوا الجروب بسرعه 







بمجرد ان انهت حديثها وبداوا في حذف المحادثه والمجموعه وجدت الباب يفتح فجاه 


تطلعت بغضب الى اختها الصغيره ثم قالت : مش قولتلك مليون مره تخبطي قبل ما تدخلي 


انت بتستهبلي يا بت ولا ايه 



وضعت يارا يدها فوق خصرها ثم قالت ببرود : يعني هخبط على باب الرئاسه..... ابوكي عايزك مش جايه اتشاهد في جمالك وجمال اللي قاعده جنبك 







انتفضت سما من مجلسها وهي تقول بغضب شديد : انت مش ناويه تحترمي نفسك وتعرفي ان احنا اخواتك الكبار ايه قله الادب اللي انت فيها دي ما انتي لو لقيتي حد يربيكي ولا حد يقولك عيب مش هتتعاملي معانا بالطريقه دي 



ردت عليها بغضب اكبر : انا متربيه احسن منك مليون مره 


خليكوا كده حاطين راسكم في راس بعض ليل نهار لما الحقد والسواد اللي جواكم من ناحيتي هيموتكم في يوم من الايام قولي ان شاء الله 







بمجرد ان رات ضي تهرول تجاهها كي تضربها اتجهت نحو الخارج سريعا حتى تحتمي بابويها 


قالت سما وهي تلحق بها : كبري دماغك دي عيله متربتش .....تلاقيها راحت تشتكلهم وطبعا هيدافعوا عنها وهيحموها كالعاده .....


تعالي نشوفهم عايزين ايه اما نشوف اخرتها ربنا يستر







وقفت امام ابويها تطالعهم ببرود عكس غليانها الداخلي فوجدت ابيها يقول بامر لا يقبل النقاش : اعملي حسابك دخلتك على حسين اخر الشهر...... لو فكرتي تعترضي يمين بالله لاكون جايب رقبتك تحت رجلي 



ابتسمت بجانب فمها ثم قالت بسخريه : مانت جبت رقبتي من زمان يابا هو انت فاكرني لسه عايشه 


ردت عليها امها بجحود : يا شيخه الهي كنتي متي من زمان وارتاحنا منك بدل ما احنا عايشين بقرفك كل السنين دي.... اهو جه الي يلمك ويغورك من وشنا عشان نرتاح بقى 





ردت عنها سما بغضب : نفسي اعرف انتم اهل ازاي انتوا ليه بتعاملوها كده 


حتى انا وياسر لمجرد بس ان احنا بنتعامل معاها على انها اختنا بت امنا و ابونا قلبتو علينا وبقيتوا مش طايقيننا زيها 



انتفض شعبان من مجلسه وقال بغضب : داهيه تشيلكم انتوا الثلاثه عشان نرتاح منكم مره واحده 


مش عايز رغي كتير اللي قلته هو اللي هيتنفذ .....غورووووو من وشي الهي ما يصبح عليكم صبح يا بعده 







دلف على اخيه داخل مكتبه وجده يمسك هاتفه وما زال يراسل حبيبته 


فقال بجديه : تميم..... سيب اللي في ايدك وركز معايا محتاجلك ضروري 


نظر له بلهفه بعد ان وضع هاتفه فوق سطح المكتب ثم قال باهتمام : في ايه.... انا معاك يا حبيبي اؤمر 





تطلع له عدي بعين يملاها القوه والحنين : بكره ضي و اخواتها هيكونوا هنا 


زوي بين حاجبيه ثم قال بعدم فهم : هنا فين مش فاهم 


تنهد عدي ثم قال : ضي قررت تتكلم معنى كده ان مش هينفع تفضل هناك 


لان مش هينفع تقابلني في اي مكان انت عارف المراقبه اللي عليها 





ضيق عيناه ثم قال بخبث : وحياه امك..... على بابا يلا 


تطلع له عدي بغيظ فاكمل الاخر : لو عايزها تكلمك من غير ما حد يشوفها هتعملها يا حبيب اخوك 


بس انت اخدتها حجه عشان تخلعها من هناك وتفضل قدامك ومعاك 


عيب ياض ده احنا دافنينه سوا متعملهومش.... عليا الكلام ده يمشي على سمير ولا عمار او حتى نوح 


انما توامك.....لاااااا







ضحك عدي برجوله ثم قال : طب اعمل نفسك مصدقني ليه الاحراج ده 


المهم هنبدا نامن الدنيا من الفجر علشان العصر هتكون هي واخواتها كل واحد منهم بيتحرك في مكان مع حد من الفريق بتاعنا 


عايزك تكون مع سما عشان دي الوحيده اللي خايف منها 







ساله باستغراب : وليه خايف منها انت مش قايلي ان هما اصحاب وان البت دي عارفه كل حاجه عن اختها 


واصلا هي غير اهلها كلهم يبقى ايه اللي مخوفك يا حبيبي 





عدي : مش عارف هي البنت عاقله ويمكن هي اللي شجعت ضي على الكلام 


بس بردو صغيره وممكن الموقف يخوفها لما تحس ان هو اكبر منها 


فبالتالي ممكن تتصرف اي تصرف يضيع كل اللي احنا عملناه او يكشف محاوله هروبها معانا 



تميم : من عيني يا حبيبي قولي على الخطه اللي انت راسمها وعلى الاماكن اللي هناخدوهم منها ومتشلش هم حاجه هجبهالك صاغ سليم 


ابتسم لاخيه بحب ثم قال : ربنا ما يحرمني منك يا حبيب اخوك 


رد عليه تميم بغضب مازح : حبيب اخوك ايه بقى قولي يا غلب اخوك 


بقى انت ملقتش غير اليوم اللي ساره راجعه فيه الشغل وكنت هبات النهارده في المكتب عشان اشوفها من الصبح بدري وتعملي ام الخطه دي..... الله يحرقك يا شيخ على يحرق ضي على يحرق الخطه بتاعتك على اليوم اللي عرفتكم فيه 





ضحك عليه بشده ثم قال : هلاقيك النهارده هتلاقيني بكره الجايات اكثر وانت نصيبتكنصيبنا..... انا مقدور عليا افتكر ده كويس عشان هتحتاجني..... يا حبيب اخوك







اخيرااااااا.....هكذا قال عدي بلهفه حينما وجدها امامه تنظر له بعيون مليئه 


بالخوف.... بالحب.... بالتمني و ......الهروب 


اقترب منها ثم قال بصوت حاني لكنه حاد للغايه : سامعك....اتكلمي 


هزت راسها بتمهل ثم سحبت نفسا عميقا ورغم ارتعاش قلبها وبروده جسدها ناهيك عن وجهها الذي شحب شحوب الموتى 


الا انها قالت بمنتهى القوه : ........





ماذا سيحدث يا تري 



سنري



الفصل الثاني عشر 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 


متزعليش على حد ميستاهلش 

انت غاليه اوي..... اللي قرر يخسرك هو الخسران 

واللي ممسكش ايدك هو اللي هيندم 

مش هيلاقي زيك..... كل اللي هيعمله انه يبص عليكي من بعيد 

ويندم على اللحظه اللي فكر يسيبك فيها انا واثقه 

وبحبك 



في بعض الاحيان نرسم طريقا ونتخيل اننا نمشي فيه 

تاخذنا الاوهام الى اعتقادنا انه ليس حلما بل حقيقه بل اصبح واقعا ملموسا 


وحينما نصطدم بصخره الواقع نجد انفسنا قد عشنا في وهم كبير حتى اصبح جزء منا 

جزء من حياتنا وواقعنا رغم انه مجرد خيال 

لكن بعدما نكتشف انه مجرد وهم تسيطر علينا الصدمه فتجعلنا عاجزين عن استيعاب ما حدث 

تتوقف حواسنا للحظه ويرفض العقل ان يصدق تلك الحقيقه 

كل هذا هينا لكن الاصعب لحظه ما بعد الصدمة.... كيف ستكون حياتنا بعد ان اصبحت عباره عن.....مجرد فراغ 



الجميع تحرك في نفس اللحظه حسب الخطه الموضوعه باتقان 

سمير..... ارسل قوه تابعه الى قسم الشرطه كي تقبض على حسين واصطحابه الى هناك 

رغم تذمر الاخر وابداء غضبه الا انه في الاخير لم يستطع رفض الذهاب بل سحبوه من ملابسه رغما عنه والقو به داخل عربه الشرطه 


اما ياسر..... فقد نفذ ما قيل له بالحرف الواحد 

في تمام الساعه الخامسه دلف الى الداخل وجد ثلاث رجال يرتدون زي احدي شركات موردين الطعام 

وامام الباب الخلفي تقف عربه ذات صندوق كبير 


تظاهر بحمل الصناديق وذهب معهم الى الخارج 

بمجرد انا وضع الصندوق داخل السياره من الخلف صعد داخلها واغلق الباب عليه 

في التو واللحظه كانت السياره تنطلق به في طريقها الى المكان المتفق عليه دون ان يشعر احد بغيابه 



ضي ..... والتي كانت تجلس داخل المتجر الذي تعمل به ببرود ظاهري لكن داخلها رعب شديد 

تفكر في اخيها واختها وماذا حدث معهم 

هل نجحت خطتهم في الهروب ام حدث امر ما منع احدهم من ذلك 

والخوف الاكبر هو من تلك المواجهه التي كانت تؤجلها الى اجل غير مسمى .....قد حان وقتها الان ولا سبيل للتراجع 



وبينما كانت شارده وعقلها يعصف بالاف الافكار وجدت امراتان تدخلان عليها.... ..يرتدون زيا اسود لا يظهر من ملامحهم شيء 

حاولت رسم الابتسامه على وجهها ظنا منها انهم احدى الزبائن اتو كي يشتروا منها شيئا ما 


توقفوا امامها ثم قالت احداهم بصوت خفيض بعد ان تناولت احدى قطع الثياب المعلقه حتى يظهر الامر طبيعي لمن يراقبهم بالخارج من بعيد : تعالي معايا جوه يا....ورد 


انقبض قلبها حينما علمت انهم تابعين لحبيبها فذلك الاسم يخصه هو وقد اخبرها انهم سينادونها به وقتها تنفذ ما سيطلبه منها دون اي اعتراض 


دلفت الى الداخل وقبل ان تتفوه بحرف واحد وجدت الاخرى تخلع حجابها وهي تقول : احنا جسمنا تقريبا زي بعض..... البسي بسرعه العبايه والنقاب وهتخرجي مع الانسه اللي بره..... ما تقلقيش المكان متامن وكل حاجه معمول حسابها.... يلا بسرعه ما فيش وقت 


فعلت ما طلبته منها ثم خرجت ونظرت الى الاخرى التي اشارت لها بالتحرك وهي تقول بثبات : مطلعش مقاسك..... انا قلت كده بردو يلا بينا نشوف محل ثاني ..... 

وضعت يدها داخل خاصه الاخرى ثم تحركا معا نحو الخارج..... تظاهروا بالتطلع الى واجهه احد المحلات المجاوره للاخر 


وبعدها صعدوا سياره كانت مصطفه على جانب الطريق قادتها المرافقه لضي وعيناها تراقب عن كسب ذلك الرجل الذي يظهر عليه الاجرام..... يقف بعيدا يتابع المكان بتركيز وهو يدخن احدى سجائره 


سالتها ضي بخوف : احنا رايحين فين..... وصاحبتك اللي في المحل هتعمل ايه وهتخرج ازاي 

ردت عليها الاخرى دون ان تنظر اليها : رايحين لعدي باشا زي ما متفق معاكي متخافيش..... وصاحبتي هي عارفه هتعمل ايه وهتخرج ازاي اطمني 


و فقط ...... حل الصمت داخل السياره التي بدات في زياده سرعتها وخلفها من بعيد ثلاث سيارات يقومون بتامينهم الى ان وصلوا للمكان المنشود 



ناتي الى تلك الصغيره التي كانت ترتعش من الداخل لكنها وكما اعتدنا منها تتظاهر بالقوه والثبات ..... 

وقفت في منتصف الحصه وطلبت من معلمها الذهاب الى المرحاض 


بمجرد ان اعطاها الاذن اتجهت نحو الخارج وجدت امامها المسؤوله عن المكان 

سالتها باهتمام يشوبه الخبث : سايبه الحصه ورايحه فين يا سما اول مره تعمليها يعني 


لم تقوى على النظر اليها فردت وهي تتحرك ببطء : داخله التويلت يا مس..... مش عارفه ليه بطني وجعاني النهارده....بعد اذنك 

اكملت طريقها نحو الداخل دون ان ترى نظرات الاخرى التي وجهتها لها باهتمام وبعض القلق 



توقف قلبها للحظات حينما دلفت الى المرحاض وفي لحظه بمجرد ان اغلقت الباب وجدت من يسحبها ليلف ذراعه حولها وكفه الكبير يكتم فمها الصغير حتى لا تصرخ 

ظهرها مقابل صدره فلم ترى ملامحه 

شعرهو بدقات قلبها السريعه اسفل يده التي تحاوطها بقوه 

مال على اذنها سريعا وهمس بحنو بعد ان اشفق عليها من ذلك الخوف الذي سيرديها قتيله : متخافيش..... انا اللي هوديك لضي 


حاولت لف راسها كي ترى من يحادثها الا انه اكمل سريعا : باماره جروب الوتس اللي اتكلمته فيه وانتي قاعده جنبها 


هنا...... بدات تلتقط انفاسها المتسارعه وقد شعرت بالاطمئنان قليلا 

بدا يزيح يده بتمهل وهو يقول : مطلعيش صوت اعملي اللي بقولك عليه وبس 


اي صوت يريد ان يسمعه منها فقد توقفت حواسها بل توقف الزمن من حولها 

اصبحت لا تعلم اين هي ولا ماذا تفعل 

كل هذا حدث حينما لفت جسدها ببطء كي تواجهه 

هل هو من يقف امامها بل يحاوطها بزراعه 

هل حلمت بذاك القرب من قبل 


اصبح وجهها الابيض عباره عن جمره مشتعله 

عيونها التي تنظر بها اليه جعلته يتطلع لها بغرابه ويسال داخله .... لما تنظر الي هكذا 

اما هي فقد تخشبت مكانها بينما كان من المفترض ان تبتعد بضع بخطوات عن جسده الملتصقه به الى الان رغم انه فك قيدها 



تحدث بهمس ومزاح كي يخرجها من تلك الحاله : هو انتي عجبك الوضع ولا ايه انا عرفت دلوقت  عدي كان خايف عليكي ليه و ليه خلاني انا الي اجيلك 


انتفضت بشكل ملحوظ وكادت ان ترد عليه الا انه كتم فمها مره اخرى ونظر لها بجديه ثم اشار لها بالصمت 


امسك كفها الصغير والذي اصبح عباره عن قطعه ثلج جعله يستغرب داخله لكنه لم يهتم والقى نظره خارج النافذه وجد رفاقه الذين يرتدون زي عمال النظافه بالاسفل 


اشار لهم كي يستعدوا ثم قام بحملها..... كادت ان تصرخ الا انه همس سريعا بغيظ : ابوس ايدك متنطقيش خلينا نخلص 

اكمل داخله : منك لله يا عدي انا مالي ومال شغل العيال ده 


امسكها بحرص ثم قام بمساعدتها كي تقفز من النافذه للجهه الاخرى وحينما اصبحت بالخارج قام رفاقه بوضعها داخل صندوق كبير مخصص للقمامه 

احدهم تفحص المكان وحينما لم يجد احدا اشار للاخر حتى يسحبها معه نحو المكان المتفق عليه 


قفز تميم وانتظر قليلا يدخن سيجاره وهو يتصنع اصلاح احدى مواسير المياه التي احدث فيها ثقبا وبعدما تاكد من ابتعادهم حمل حقيبه صغيره تخص عمال الصيانه ثم سار في طريقه بتمهل الى ان وصل شارع جانبي وجد سياره سوداء تقف داخله 


صعد خلف النقود ثم القى نظره للتي تجلس بجواره منكمشه على حالها تنظر الى الامام بعيون خاليه رغم توهجها 

اداره المقود ثم قال بهدوء : اطمني.... انت كده بقيتي في امان 


خافت ان تنظر له فتفضحها عيناها بل الاشد وطئه انها لم تجد صوتا يخرج منها كي ترد عليه 

كل ما فعلته ان هزت راسها ببطء دون التفوه بحرف واحد 


داخلها ضجيج هل كانت داخل احضانه منذ بضع دقائق 

هل لمس وجهها بكفه الخشن 

لا تشعر بالهواء حولها بل تستنشق عطره الذي تغلغل بين اوردتها 

حالتها يرثى لها ما بين الرفض والصمود وتمثيل اللامبالاه 

لكن.... هل يجدي كل ذلك نفعا مع قلب يكاد ان يشق صدرها ويهرول اليه 

..... يناشده الرحمه وان يشعر بما يكنه له من عشق..... مستحيل 



اشار لرفاقه المنتشرين حول المكان كي ينهو عملهم ويذهبوا من حيث اتوا 

فمنهم من كان يراقب مركز الدروس الخصوصيه..... 

ومنهم المختص الذي قام بتعطيل كاميرات المراقبه المنتشره حول المكان ..... 

وعدد لا باس به من الرجال كانوا منتشرين في عده اماكن متاهبين للتدخل اذا ما حدث شيء يفسد خطتهم 



بعد ان قاد تلك السياره  عده دقائق القي نظره سريعه عليها وجدها متصنمه كما هي منذ ان صعد جانبها 

هز راسه بياس ثم قال بمزاح : اول مره اطلع مهمه فيها طفله .... خلاص يا شاطره قلتك بقيتي في امان الخطه مشيت على الشعره مافيهاش ولا غلطه 



هنا...... فاقت من تلك الحاله التي تلبستها حينما سمعت كلمه...طفله.... التفت بجسدها كي تواجهه ثم قالت بغيظ : متقولش طفله انا في ثالثه ثانوي على فكره 

مش عيله بضفاير قدامك عشان تقولي كده 


تطلع عليها بصدمه ثم انطلقت ضحكاته الرجوليه على مظهرها الذي جعلها قابله للالتهام 

وجنتيها اصبح مثل الجمر الملتهب 

ملامح غاضبه بطفوليه 

خصلاتها تطير بفعل اهتزاز جسدها..... كل هذا جعله يريد ان يمازحها اكثر كي يتمتع بهذا الشكل اللطيف 



هدا قليلا ثم قال : يا اخواتي ايه العسل ده يا بت .....هههههه شبه سالم ابن اختي لما بيتعصب بالظبط 

جزت على اسنانها غيظا ثم قالت بغضب : انا مش شبه حد على فكره ماشي 


رد عليها بجديه جعلتها تنكمش للخلف سريعا : بت..... احنا مطولين مع بعض وانا مبكرهش في حياتي قد اللماضه والمقاوحه ...ماااااشي 


هزت راسها سريعا دون ان تتفوه بحرف واحد بعد ان خافت من صرخته الاخيره 

اما ذلك الخبيث.... ابتسم بشماته واكمل طريقه مستمتعا بتلك الطفله التي جلست بادب جانبه بعدما خافت منه 

من الواضح انه سيتسلى كثيرا الايام المقبله 



داخل احدى المباني الشاهقه كان عدي يلف حول نفسه ينظر كل ثانيه والاخرى داخل ساعه يده 

ينتظر قدومها على احر من الجمر 

ورغم ان الميعاد المتفق عليه تبقى منه بضع دقائق الا انه قد نفذ صبره 

لن يرتاح ولم يطمئن قلبه الا حينما تاتي اليه وتقف امامه 


سيستقبلها بعناق حار يسحق عظامها ولما لا وقد قرر ان يجبر ذلك الحقير على تركها اليوم 

لن يتركها على اسمه لحظه واحده 

اتفق مع سمير وعمار على ان يهددوه او يبرحوه ضربا ثم يجبروه على طلاقها 

واذا رفض سيذهب له بنفسه يعلم جيدا كيف يجعله يرضخ لطلبه 



هرول  سريعا تجاه الباب حينما سمعه يطرق بطريقه متفق عليها من قبل ..... 

بمجرد ان فتحه تحول الى الجديه وكتم لهفته بصعوبه .... 

لم ينظر للتي تطالعه بعيناها التي تظهر من غطاء وجهها 

بل نظر الى التي تجاورها ثم قال بامر : الله ينور يا اسماء..... كده مهمتك انتهت يلا سلام.....و فقط امسك كف الاخرى .......قام سحبها الى الداخل ثم اغلق الباب ووقف قبالتها 



بهدوء ظاهري لا يعلم من اين اتى به رفع غطاء الوجه كي يراها ويروي عطش قلبه برؤيتها 

تفاجا بعودتها الى الخلف عده خطوات وهي تقول بصوت مرتعش للغايه : اخواتي فين 


علم انها لا تريد منه الاقتراب بل اشفق عليها من ذلك الرعب الواضح بشده على جسدها الذي يرتعش 

تنهد بهم ثم قال بجديه لا تناسب ذلك الاشتياق الذي يحرق قلبه من الداخل : اخواتك في امان وهتشوفيهم..... بس بعد ما نخلص كلامنا وافهم منك كل حاجه 


هزت راسها ببطء شديد واصبحت ملامحها شاحبه شحوب الاموات 

قال بثبات : سامعك .....اتكلمي 

تطلعت له بشجاعه لا تناسب خوفها من القادم ثم قالت بهدوء غريب : هتكلم..... بس من فضلك عايزه شويه ميه واقعد في اي مكان عشان حقيقي مش قادره اقف على رجلي 



اشار لها كي تلحق به دون ان يتفوه بحرف واحد 

جلست على احدى المقاعد المنتشره في بهو تلك الشقه الفاخره ثم تابعته وهو يتجه نحو الداخل كي ياتي لها بكوبا من الماء 


رغم انها روت ظماها الا ان حلقها ما زال جافا من شده الرعب وقد فشلت في تخيل ردت فعله حينما يسمع ما ستقوله 

اما هو..... جلس امامها على مقعد اخر..... اراح ظهره للخلف ثم كتف زراعيه امام صدره ونظر لها باهتمام منتظرا بدء الحديث 



سحبت نفسا عميقا ثم اخرجته بقوه وبدات في سرد تلك الحقيقه المره والتي كانت سببا في ابتعادها عنه...... لن تخفي عنه شيء ستقول الحقيقه كامله وتترك له حريه الاختيار اما ان يقبل بها او.... يلفظها من حياته دون رجعه او رحمه 


بدات الحديث بهدوء ونبره خفيضه لكنها مسموعه مليئه بالوجع و القهر الذي عاشته منذ صغرها : من اول ما بدات اكبر وكان عندي تمن سنين كانت امي بتاخدني معاها فيلا كبيره 

كل اللي اعرفه انها بتشتغل خدامه لناس كبار بس مش بيحبوا الاطفال 

كل مره بروح معاها كانت بتصمم افضل في الجنينه ....كان في بنت بتفضل معايا مش بتيجي جنبي بس بتراقبني من بعيد 


اول ما تلاقيني قربت من الباب تجري عليا وتمنعني 

تقريبا قالت لامي ان انا بحاول ادخل 

ابتسمت بجانب فمها ثم اكملت : بعدها امي فهمتني اني في الفيلا عفاريت بيكرهو العيال الصغيره اول ما بيلاقوا عيل جوه بيخطفوه 



كذابه......هكذا صرخت بقهر ثم اكملت :  مكنش جوه الفيلا عفاريت كان جواها شياطين بس شياطين الانس لان الجن عمرهم ما يكونوا بالحقاره دي 


اساسا كانت بتاخدني معاها علشان ياسر اخويا كان بيقعد بسما ويارا 

الاول كنا بنقعد كلنا مع بعض في الاوضه اللي فوق السطوح بعدها قالها يا ماما انا ما بقدرش على الثلاثه كفايه ان في اثنين صغيرين خدي ضي معاكي وسيبيلي سما ويارا 

طبعا محمد بيكون معاها او بلاقيه هناك مينفعش ميكونش موجود 


وابويا الراجل اللي كنا مفكرينه شقيان وغلبان..... بيكون هناك برده بس مش على انه اللي بقولك عليه....لااااااا 

هناك بيكون راشد بيه رجل الاعمال الكبير اللي ماسك بلد بحالها من غير ما حد يعرفه ولا يشوفه..... بحجه انه دايما مسافر بس عشان هو راجل وطني وقد ايه بيحب بلده بيعمل فيها استثمارات 



صمتت للحظه كي تطالع ملامحه التي ما زالت ثابته لم تتاثر بما قالته الى الان..... استشفت انه يعلم تلك المعلومات فقررت ان تكمل بما لا يعلمه 

اكملت بثبات تحسد عليه : اول مره شفته بالبدله وشفت امي لابسه فستان عريان قاعدين مع ناس شبههم مكنتش مصدقه ان دول اهلي.... فين العبايه بتاعه امي المبقعه اللي مش بتغيرها ...... 

فين ابويا اللي المفروض شغال في الموالد وبيتنطط من مولد لمولد عشان يوفر لنا لقمه عيش ناكلوها انا واخواتي 

فين اخويا اللي كان كل شويه يتعارك مع امي عشان تجيب له قميص جديد 



بدات اتخيل حاجات في دماغي انا عيله مش فاهمه حاجه قلت ممكن بيسرقوا هدوم البشوات اللي بيشتغلوا عندهم وبيقلدوهم 

بس مقتنعتش طب والناس اللي قاعده معاهم 

مين راشد بيه ..... مين شيري هانم..... كان بيتقال كده لابويا وامي الغلابه 



بدات اتابعهم كل اما البنت اللي بتراقبني تغفل عني او انا اطلب منها اي حاجه اكل شرب المهم تغور في داهيه عشان اعرف ايه اللي بيحصل جوه 

كنت بشوف ابويا بيسحب واحده من الستات اللي قاعدين معاهم ويطلع بيها على فوق وامي مبتتكلمش..... 

لا دي كانت بتاخد راجل وتطلع بيه عادي 


مكنتش فاهمه بيعملوا ايه...... بدات الف في الفيلا عايز اكتشف الجديد واعرف اكثر 

كنت حاسه ان انا جوه مغاره علي بابا كل يوم بعرف حاجه جديده 


وبرغم اني كنت صغيره بس فضولي خلاني اتحرك بحرص شديد من غير ما الفت انتباه حد ولا البنت تاخد بالها اني بتعمد امشيها من قدامي 


وفي يوم اللي كان صدمه بالنسبالي لما شفت واحد شكله غريب بيشيل زرع من الجنينه 

فكرته جنايني كنت لسه هروح اطلب منه يقطفلي ورده لقيته بينظف المكان وبيفتح باب كبير عشان ينزل تحت الارض 



بعد ما اتلفت يمين وشمال واتاكد ان مفيش ...... اتصل بحد قاله انا فاتح الباب تعالى بسرعه وبعدها نزل من غير ما يقفل وراه 


كنت مستخبيه ورا شجره اول ما نزل جريت عشان اشوف ايه اللي تحت 

لقيت سرداب طويل كنت ماشيه حضنه عروستي كاني بتحاما فيها او هي اللي هتحميني 

ريحه مقرفه عمري ما نسيتها..... عيال بتعيط لا بتصرخ 

بنات كل ما تنطق واحد من التيران اللي واقفين معاهم يضربهم عشان يمنع صوتهم انه يطلع 


اوضه مليانه دم وجزار في هيئه دكتور واقف بيقطع في لحم العيال ويطلع اعضائهم 

واوضه ضخمه تحس انها قصر 

جواها رجاله كبار بيختاروا بنات اكبر واحده فيهم تمنتاشر سنه وفي الي اتناشر او اصغر 


من الصدمه وقفت مكاني انا مش فاهمه الرجاله دي بتختار البنات ليه طب البنات بتعيط ليه 

رجلي اتخشبت في الارض مقدرتش اتحرك بس لقيتني بطير لما واحد منهم شالني وصرخ فيا..... انت بتعملي ايه هنا يا بنت 



لما شاف وشي وعرفني اترعب وجرى بيا على بره 

طبعا خلاص انا شفت كل حاجه مش محتاج يسيبني في الجنينه 

وداني للبهوات اللي المفروض ابويا وامي وقال لهم ان انا شفت كل حاجه ..... 

قتلوا البنت اللي كانت بتراقبني قدام عيني 

من غير ما ينطقوا حرف ابويا طلع المسدس وقتلها 

ضحكت بهستريه وهي تكمل : لا وقال للراجل اللي اكتشفني خدها للدكاتره عشان نستفيد باعضائها 


امي بقى وقفت قدامي قالتلي لو نطقتي حرف هنقطعك زي العيال اللي تحت 

اخويا محمد كان شارب وقتها ......مسك ايدي وقالهم محدش يكلمها انا هتصرف معاها 

فكرته بينقذني منهم.... 

سحبني على فوق وانا لسه مصدومه .....لا بعيط ولا بنطق 

بس تقريبا ابويا كان فاهم هيعمل فيا ايه انا بس اللي مكنتش فاهمه 



اغتصبني....... هكذا قالت ثم صمتت برعب  حينما وجدت عدي ينتفض من مجلسه وقد تحولت ملامحه الى شيطان سيحرق العالم دون رحمه 


وقفت هي الاخرى تنظر له بعيون تهطل منها الدموع بغزاره وكلما اقترب منها شعرت انها هالكه لا محاله 


امسك ذراعها بقوه ثم سال بنبره خرجت من الجحيم : مش فاهم اخر جمله..... يعني ايه اغتصبك 

فهميني كده 

تلك الكلمات خرجت منه بطريقه مختله جعلتها تخاف ان تتفوه بحرف اخر وذهبت شجاعتها الواهيه ادراج الرياح 

لكنه اجبرها على التحدث حينما غرز اصابعه داخل لحم زراعها وهو يصرخ بجنون : اااااااانطقي 



تطلعت له برعب من بين دموعها المنهمره ثم قالت بصوت مذبوح : اغتصبني عشان يخوفني اكتر ومتكلمش 


سابوني مرميه في الاوضه طول اليوم وانا.... انا لا كنت قادره اتحرك من مكاني ولا حد فيهم فكر يبص عليا 

وقت ما كنت بحاول ابعد عنه وامنعه لمحت امي بتعدي من قدام باب الاوضه اللي سايبه مفتوح ما هو واثق ان محدش هيمنعه 



بالليل حسيت ان انا اتحولت لحاجه انا معرفهاش..... كل اللي كان قدامي منظر الراجل وهو بيقطع لحم الولد بالمشرط 

معرفش ازاي اتحركت ومشيت لحد المطبخ .....اخذت سكينه وطلعت ثاني ادور على اوضه محمد 

لقيته نايم مش حاسس بنفسه .....طلعت فوق السرير وفضلت اضرب فيه في بطنه 

صوت من الوجع وقام ضربني وحدفني من فوق السرير اتهبدت عالأرض.....بس  للاسف متعورش كثير لاني ضعيفه ....حتت عيله مرعوبه هتجيب قوه منين تقتل واحد .....هو جرح واحد بس هو اللي علم فيه 



وقتها قرروا يخلصوا مني .....انا فقدت النطق حتي دموعي مكنتش بتنزل 

و بعد ماتكلمو مع بعض كتير كل واحد منهم ليه راي..... بعد يومين حبسوني فيهم من غير اكل و لا شرب قرروا يرموني في الشارع و انا و نصيبي 


و نصيبي جه في واحد بيخطف عيال الشوارع ....في نفس اليوم الي امي سابتني فيه 

اتخطفت ..... 


تطلعت له بقهر من بين دموعها التي تابي التوقف ثم قالت : كده انت عرفت كل حاجه .....الكوره في ملعبك ....لسه عايز تكمل مع واحده زي 



ماذا سيحدث يا تري 


سنري 


انتظروووووني 



بقلمي / فريده الحلواني




تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close