القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية اذوب فيك موتا الفصل الثالث عشر والرابع عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات


رواية اذوب فيك موتا الفصل الثالث عشر والرابع عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 



رواية اذوب فيك موتا الفصل الثالث عشر والرابع عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 



الفصل الثالث عشر 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 



ضاقت عليكي قوي صح….. طب هو سيدنا موسى كان عارف ان هيقدر يشق البحر بالعصايه...... سيدنا يوسف كان عارف ان بعد اما اتباع عبد هيبقى عزيز مصر 

طب سيدنا نوح لما بنى السفينه في وسط الجبال كان عارف انه هيقدر يمشي بيها في وسط الميه 


كتير وكتير لو فضلت احكيلك مش هخلص ..... 

اللي حابه اقولهولك لو شايفه حلمك مستحيل اعرفي ان ربك رب المستحيلات 

(انه على كل شيء قدير ) 

كل شيء واي شيء توكلي على الله وقولي يا رب بيقين 

هتشوفي معجزات..... انا واثقه 

وبحبك 





كانت ترتدي نظاراتها الشمسيه وتخرج من الشركه بعقل شارد 

تشعر بالارهاق الشديد ليس بسبب ضغط العمل ولكن من ضغط ذلك العاشق عليها 

لا يترك فرصه الا وحاول التقرب منها 


وفي المقابل تحاول هي الهروب منه بكل ما اوتيت من قوه 

داخلها لا يتقبل عشق رجلا يصغرها حتى ولو ببضع ايام 


فما فائده التعلق بشيء لا يمكن حدوثه 

شهقت بفزع حينما ارتطم جسدها بجسد صلب 

كادت ان تقع الا انه امسكها بيده القويه حتى ينقذها 

وهو يقول بلهفه : خدي بالك هتقعي 

رفعت عيناها ونظرت له ثم قالت : سوري.... كنت سرحانه مخدتش بالي 



في نفس اللحظه التي امسك فيها سمير ذراع لميس كان يخرج من الشركه مؤمن والغضب يعمي عيناه بسبب صدها له منذ قليل 

حينما راى ذلك المشهد غيب عقله تماما وانطلق كالسهم تجاههم 



امسك سمير من ثيابه ثم فاجاه بلكمه قويه على وجهه وهو يقول بغضب جم : شيل ايدك من عليها يا ابن الكلب انت مقرب منها كده ليه 


صرخت لميس دون ان يعيرها الاثنان اي انتباه بعد ان قامت بينهما معركه طاحنه 

ظل الاثنان يضربون بعضهم البعض فقامت بالصراخ على رجال الامن حتى يخلصوهم قبل ان يتاذى احدهم 




اتصلت باخيها الكبير وحينما رد عليها قالت ببكاء : الحقني يا شريف .....مؤمن وسمير بيتعاركوا مموتين بعض من الضرب انزل ارجوك 

قالتها بتوسل جعلت اخيها يهرول الى الاسفل 

وحينما وصل ووجد رجال الامن يفصلون بينهم 

قال بغضب : ايه اللي بتعملوه ده انتوا اتجننتوا 



رد سمير بغضب اكبر : انا معملتش حاجه انا كنت واقف مع الانسه لقيته جاي عليا زي الطور بيضرب ويقل أدبه 

وربي لاحبسه 


صاح مؤمن بهياج : وانا هقتلك عشان تبقى حبسه بحابسه بقى 

شريف بحسم : مش عايزه اسمع نفس واحد فيكم اتفضل انت وهو على فوق كفايه بقى فرجتوا الناس علينا 




التزم الاثنان الصمت بينما اتجه هو الى اخته الباكيه 

ضمها تحت زراعه بحنو ثم قال : اهدي يا حبيبه اخوكي مفيش حاجه حصلت 

تعالي اطلعي معايا لحد ما تهدي وبعدها انا هوصلك 



ردت عليه من بين دموعها المنهمرة : لا مش عايزه اطلع متقلقش عليا انا كويسه عايزه اروح بس 

تنفس بغضب ثم قام بالاتصال على اخيه وحينما رد عليه قال بامر : يوسف..... انزلي بسرعه عايزاك قدام الشركه 



وصل سريعا وقبل ان يسال ماذا حدث وجد اخيه يقول : وصل اختك وخليك معاها هناك وانا هخلص من البهاوات وهحصلك 


يوسف بقلق : ايه اللي حصل مالك يا لميس بتعيطي ليه حد عملك حاجه 

بينما هزت راسها برفض قال شريف بنفاذ صبر : خدها وامشي من هنا يا يوسف وافهم منها اللي حصل وانتم في السكه يلا 



بينما اصطحب اخته تجاه السياره ليذهب بها من هنا كان شريف ينظر للاثنان اللذان ما زال واقفان ينظران لبعضهم البعض بغل شديد 

قال بنبره غاضبه للغايه : هعزم عليكوا ولا ايه اتفضل انت وهو ولا هنتكلم في الشارع والناس تكمل فرجه علينا 




جلسوا ثلاثتهم داخل مكتب شريف والذي تحدث بنبره حازمه : ايه اللي حصل ده وايه دخل اختي بيه يعني ايه تتعاركوا وهي تقف تعيط 

سمير بغل : انا معملتش حاجه ولا احتكيت بيه الانسه كانت هتقع لحقتها...... في ثانيه لقيت البيه جاي عليا زي الطور الهايج ونازل فيا ضرب وقله ادب اسكت له 



نظر شريف تجاه مؤمن الذي يغلي كالمرجل وقبل ان يوجه له كلمه واحده وجده ينتفض من مجلسه ويقول بجنون : و تقرب منها ليه..... تمسك دراعها ليه ايدك اللي لمستها بيها هقطعهالك 

ولا يهمني ظابط ولا حتى وزير الداخليه 




بطل قله ادب بقي ...... هكذا صاح به شريف حينما وجده خرج عن السيطره 

اكمل قوه : انت اللي غلطان يا مؤمن وبعدين يقرب منها او لا دي حاجه متخصكش مفيش بينك وبين اختي حاجه علشان تعمل ده ولا انت عايز تطلع عليها سمعه على الفاضي 



في لحظه كان يطرق فوق سطح المكتب بكل ما اوتي من قوه وهو يقول بجنون : مفيش حد ليه حق في اختك غيري واللي هيقرب منها هقتله 

انا اتقدمتلها مليون مره وانتم اللي رافضين دي مشكلتكم انتم 

لميس مش هتكون لغيري علشان نبقى متفقين بدل ما اقتلها واقتل نفسي 




لم يتقبل شريف ذلك الحديث المتهور لكن بداخله اعطاه كل العذر ولم لا ......في يوم من الايام كان في مكانه عاشق يتمنى القرب والوصال 

احكم عقله وتمسك بالصبر حينما قال بهدوء : انت عارف ان احنا مش رافضينك لشخصك يا مؤمن 

قلتهالك مليون مره الراي الاول والاخير لاختي وانا مش هقدر اجبرها على حد 




تابع سمير ذلك الحديث باهتمام وقد شعر بالغضب أكثر .....فهو يكن مشاعر اعجاب لتلك الفتاه منذ ان راها .....بدا ياتي الى هنا كثيرا حتى يحظى برؤيتها لكنه لم يجد القدره ولا الفرصه على التقرب منها 

كان ينوي ان يتقدم لخطبتها بعد ان ينتهي من تلك القضيه المعقده 

لكنه اصطدم اليوم بعاشق اخر يحارب ببساله من اجلها 

اذا..... مؤمن اصبح خصمي ولن اتركها له مهما حدث 




و مؤمن يصرخ بغضب شديد كانت هي السبب فيه : طب اعمل ايه عشان اخليها توافق 

عملت كل حاجه  عشان اقرب منها واقنعها بيا قولي اعمل ايه انا هتجنن 

ضرب المكتب مره اخرى وهو يكمل بقهر : والمصحف هتجنن ..... ولا عارف انام ولا اشتغل 

تطلع لشريف بتوسل ثم اكمل : حاول معاها يا شريف عشان خاطري هي بتحبك وبتسمع كلامك 

اكيد هتقدر تقنعها 



رد شريف بمهاادنه حتى ينهي الامر سريعا : اصبر وانا هتكلم معاها...... نخلص بس من مشكلتك انت وسمير وهرجع البيت اتصرف واشوف هعمل ايه 

بس الرد اللي  هجبهولك بكره مفيهوش رجعه يا مؤمن عشان نكون متفقين 

تطلع له بحزن فالقى عليه نظره مفادها ..... يا ريت كان بايدي حاجه مكنتش هتاخر 





هل تسمعون عن بكاء القلب..... الفرق بينه وبين بكاء العين 

ان الاخيره تبكي دموع.... مجرد دموع مهما كانت حارقه ستظل بضع قطرات من الماء تهبط منها ..... 

اما عن بكاء القلب فهو ينزف دما 

ولا تستطيع يد ان تخترق صدره لتمسح تلك الدموع الحارقه 



هذا كان حال عدي حينما سمع تلك الحقيقه المره 

اصبح قلبه ينزف دما بل شعر انه شق نصفين 

رغم انه لا يتحمل ذلك الالم الشديد الذي يشعر به داخله 

الا ان رجولته ابت عليه ان يظهر ذلك او ينهار امامها 

الان يجب عليه ان ياخذ بيدها يطمئنها 

يزيح عنها كل ما تحملته..... 

يهدئ من روعها فقد وقفت امامه و كل خليه في جسدها ترتعش من شده الخوف 

تنتظر رده فعله بلهفه وجنون 

ولما لا .....كلمه منه ستحييها واخرى ستقضي على ما تبقى منها 




قبل ان تهبط منه تلك الدمعه القاتله سحبها كي يخبئها من العالم بين ضلوعه 

قبله قويه طبعها فوق راسها ثم ضمها بكل ما اوتي من عشق ....وغل.... وغضب 



قال بعدها بنبره خرجت من الجحيم رغم الوجع الظاهر فيها : و حيااااااات قهره قلبي عليكي يا بنت قلبي لاجيبلك حقك 

واللي وجعك هوجعه اضعاف 

هخليه يتمنى الموت ميطلهوش 

وحياه كل يوم بعدتي عني فيه وانت خايفه اعرف الحقيقه .....هجيبلك حقك 


هنتقم لقلبي اللي اتذبح دلوقت وهنتقم لبنته اللي عاشت مذبوحه كل السنين دي 



حملها برفق ثم اتجه بها نحو الداخل بعدما شعر بعدم قدرتها على الوقوف اكثر او التفوه بحرف ..... 

لم تجد اي حديث يقال فشعور الامان الذي غمرها به جعل عقلها فارغ من اي حروف 


مددها فوق الفراش..... طبع قبله حانيه فوق جبهتها..... سحب الغطاء ليضعه فوقها 

..... كاد ان يتحرك الا انها امسكت كفه سريعا وقالت بحزن شديد : انت هتسيبني...... رايح فين 

..... طب اخواتي فين 



تطلع لها بقهر ثم قال : اخواتك في امان متقلقيش.....  مش هينفع تشوفيهم دلوقت..... حاولي تنامي شويه عشان ترتاحي وتقدري تواجهي اللي جاي 


نظرت له بخوف ثم قالت : ايه اللي جاي انت ناوي على ايه 

تطلع لها بعيون يخرج منها جمرا ملتهب ثم اتجه نحو الخارج دون ان ينطق بحرف واحد 



بمجرد ان اغلق الباب خلفه تحول الى شيطان رجيم سيحرق العالم بما فيه..... لن ينتظر لحظه اخرى حتى وان كانت الادله التي بحوزته ليست كافيه 

سينتقم منهم جميعا..... سيجعلهم يعلمون من هو.....عدي الشريف 



اخرج هاتفه ثم اتصل بعمار وحينما رد عليه قال : اجمعلي نوح وسمير حالا انا جايلكم 

رد عليه الاخربتوجس : مالك يا عدي حصل حاجه على حد علمي الخطه نجحت 

زفربغل ثم قال : اسمع اللي بقولك عليه نص ساعه وهكون عندك.....و فقط اغلق الهاتف في وجهه وانطلق نحو الخارج حتى يذهب اليهم وينفذ ما انتوى عليه 





يا حبيبي غصب عني كان شغل مهم مقدرتش استناكي 

اول ما تخلصي شغلك اتصلي بيا وهحاول اقابلك لو عرفت اوصل لعدي 

لاني مش هينفع اسيب المكان اللي انا فيه من غير ما يكون واحد فينا موجود .....هكذا تحدث تميم بحنان بعدما عاتبته حبيبته علي عدم انتظاره لها 



ساره بحزن : ولا يهمك يا حبيبي انا بس كان نفسي اشوفك عشان وحشتني 

المهم انك بخير 

خليك معايا على الفون دايما اعتقد مفيهاش مشكله ولا هتقفله 

تميم : لا يا حبيبي مش هقفله الموضوع مش مستاهل الحكايه ابسط من كده بكثير 


اثناء ردها عليه وجد مكالمه اخرى تاتي من رقم لم يتوقع ان يتصل به الان 

زوى بين حاجبيه ثم قال لها بكذب : حبيبي معلش اقفلي دلوقتي عشان عدي بيتصل هرد عليه وهكلمك سلام 




اغلق معها سريعا ثم اعاد الاتصال بابيها الذي قرر ان يتحدث معه دون ان يعلم احد 

رد عليه بادب : ازيك يا عمي معلش كان معايا مكالمه 

جلال : انا مش عمك ولا عمري هبقى عمك 

لا انت قريبي ولا دينك من ديني 

ابعد عن بنتي يا تميم مش معنى انها رجعت  الشغل يبقى هسيبهالك او ممكن في يوم من الايام تكون ليك 

متجبرنيش اقضي على مستقبلها 




تحكم في غضبه بسبب ذلك الحديث الذي لا يتقبله من اي شخص 

سحب نفسا عميقا ثم قال بثقه وجديه : بس انا مش هبعد عنها يا جلال بيه انا بحب بنتك ومفيش دين بيحرم الحب 

انا هتجوزها في حلال ربنا ايه اللي يمنع ده 


صاح بغضب جم : اللي يمنع انه حرام لو عندكم حلال عندنا حرام 

صدقني لو مبعدتش عن بنتي البلد هتولع لاني مش هسكت ولا هسمح ان القرف ده يحصل 


مش معقول يا رجل الامن يا اللي بتحافظ على السلام في البلد تكون السبب في فتنه كبيره ونار  تولع محدش هيعرف يطفيها 



انتفض تميم من مجلسه بعد ان فشل في كتم غضبه 

قال بتحدي : وانا مش هبعد..... انا تميم الشريف مبتهددش بنتك هتبقى ليا ومحدش في الدنيا هيقدر ياخدها مني ولا يبعدها عني 



اغلق جلال الهاتف في وجهه دون ان يرد عليه مما جعل الاخر يشتعل من الغضب اكثر واكثر 

التف بجسده وجد تلك المنكمشه على حالها تقف بعيدا بعد ان سمعت صراخه الغاضب 

تطلع لها بغل شديد ثم قال : ايه اللي موقفك هنا يا بت انتي…..انتي بتتصنتي عليا 


هزت راسها بهستريا وهي تشاور بالرفض فوجدته يقول : خشي اوضتك متطلعيش منها ولو لقيتك قدامي وانا بتكلم هفرمك شغل العيال ده انا ما بحبوش 



نسيت خوفها وصاحت به بعدما شعرت بالاهانه مما قيل : مسمحلكش تتكلم معايا بالطريقه دي 

انا مكنتش عايزه اتصنت ولا كنت ناويه اطلع اصلا 

كل الحكايه اني عايزه اطمن على اخواتي..... 

من اول ما جينا هنا وانا مرميه جوه مش فاهمه حاجه وانت منطقتش بكلمه 

لما سالتك قلتلي مش وقته ارتاحي..... طب اديني ارتحت انا عايزه اخواتي ما ليش دعوه 




قالت اخر جمله بطفوليه جعلته يهز راسه بياس..... تمالك حاله سريعا ثم قال بهدوء : اخواتك بخير بس مش هينفع تشوفيهم دلوقتي 

في الوقت المناسب هتتجمعوا كلكم 

في اي حاجه عايزه تفهميها تاني يا انسه سما ولا تلمي ليلتك وتدخلي على جوه 


تطلعت له بنزق ولم تكلف حالها عناء الرد عليه ..... 

عادت الى الداخل وهي تنوي التحدث الى عدي حينما ياتي الى هنا 

فقد اخذ منها هاتفها وقام بتحطيم شريحته واغلاقه تماما حتى لا يستطيع احد الوصول اليها 



اما هو فالقى بجسده فوق المقعد..... جزب شعره للخلف وهو يقول : مكنش وقته يا عدي...... مكنش وقته ابدا 

وانا مش عارف هفضل هنا لحد امتى 

لازم ارسى على بره ولازم اخدها حتى لو غصب عنهم 





يا نهار اسود دي مصيبه سودا ......كل ده حصل ازاي احنا كده رحنا في داهيه 

.....هكذا صرخت شيري بعد أن علمت باختفاء ابناءها الثلاثه 

ومعهم حسين 

رد عليها شعبان او راشد بجنون : البنت اللي في السنتر اتصلت بيا قالتلي ان سما دخلت الحمام وبعد كده اختفت 


الفار لعب في عبي قمت باعت الواد اللي مراقب ياسر يشوفه في المطعم ولا لا 

قالوله برده انه اختفى من ساعتين 

وحسين سحبوه على القسم وبنت الكلب راس الافعى مش موجوده في المحل 


معنى كده ان هم الثلاثه اختفوا في نفس الوقت والرجاله قالبه الدنيا عليهم ملهمش اي اثر حتى الكاميرات مش جايبه اي حاجه 




رد عليه محمد بغل شديد : يبقى خططوا للهروب بس تفتكر عملوها من نفسهم ولا البشوات هم اللي هربوهم 

شيري : لو ده حصل يبقى معناه انهم كشفونا وكده رحنا في داهيه 

ضربت على فخذيها بغل شديد وهي تكمل : اااااه يا بنت الكلب يا واطيه بقى بعد السنين دي كلها عيله زيك هي اللي تكشفنا 




راشد : احنا ملناش قعاد في الحاره كده خلاص كل اللي عملناه السنين اللي فاتت هيضيع في الهوا لازم نمشي من هنا 

محمد : طب ما هي اكيد هتقولهم احنا مين وهتقولهم على شخصيتك الحقيقيه انت بتتكلم في ايه يا بابا 

اللي تخطط لده كله وتقدر تهرب رغم كل المراقبه اللي عليها هي واخواتها معتقدش ان هي هتسكت 

ادام مشت يبقى نويت على الخراب 



شيري: احنا مش لوحدنا ومفيش اي دليل يثبت اي حاجه هتقولها 

خليها تتكلم من هنا للصبح تشوف مين يصدقها 

هو اي حد يقول اي حاجه الحكومه هتصدقه ولا ايه 


رد عليها راشد بحقاره : من الناحيه دي اطمنوا مش هتقدر تتكلم لانها لو نطقت يبقى لازم تقول الحقيقه كامله 

هتقول للباشا ايه انها مش بنت 

هتقوله اخويا اغتصبني عشان شفت حقيقتهم 

انسو هي هربت اه بس مش هتقدر تتكلم 

بكره المولد اخر يوم لينا 



نظر الى ولده واكمل : تنزل دلوقتي تروح على هناك تجهز كل حاجه زي ما اتعودنا كاني مفيش حاجه حصلت 

وانتي يا شيري هتروحي معايا الصبح زي ما متعودين 

ويارا هتطلع من الدرس علينا 

احنا اكيد متراقبين فلازم نمشي حياتنا بطريقه طبيعيه علشان منثبتش اي حاجه ممكن تقولها 



صمت للحظات ثم اكمل باستغراب : هي يارا فين صحيح مش معقول كل ده مجتش ده درسها خالص من ساعتين 

ردت عليه بلا مبالاه : تلاقيها بتتمشى مع اصحابها ما انت عارفها ما بتحبش ترجع هنا غير على النوم 




و يارا تجلس الان جانب رجل تخطى الاربعون عاما يقود سيارته وهو يداعب فخذها بمنتهى الحقاره 

ابعدت يده وهي تقول بغضب لا يليق بسنواتها الخمسه عشر : ابعد ايدك يا منعم انت ليك عين تلمسني ولا تقرب مني 


رد عليها بمهادنه : مالك بس يا حبيبتي ايه اللي حصل ايه اللي مزعلك وانا هراضيك 

يارا بجنون : والله يعني انت مش عارف ايه اللي مزعلني 

انت مش وعدتني ان انت مش هتقرب منها ومش هتنام معاها ثاني 


منعم: يا حبيبتي ده شغل وانت عارفه انهم مدورينها كده.... تبادل ازواج ماشي مصلحه تمشي بالحب ماشي 

وانتي عارفه شغلي كله في ايد ابوكي وامك لو معملتش كده الدنيا هتقف 



دمعت عيناها وهي تقول بحزن : عارفه كل ده بس انا بغير عليك يا منعم 

من اول ما بدات تقربلي وتهتم بيا وانا بقيت اغير عليك مش عايزاك تقرب لاي واحده غيري 

انا عارفه ان الفرق بيننا كبير قوي بس اللي لقيته معاك محستهوش ولا مع ابويا ولا اخواتي 

ولا حتى اي حد في الدنيا غصب عني مش بايدي 


سحبها لتقترب منه ويحتويها اسفل ذراعه ثم طبع قبله سريعه فوق راسها وقال بعدما انتبه للطريق : وانا برده مش حابب اقرب لحد غيرك يا حبيبتي 

برغم انك اصغر من عيالي بس برده غصب عني اتشديت ليكي 

ما تزعليش حقك عليا انا هحاول على قد ماقدر مروحش هناك وميحصلش بيني وبين امك حاجه 

المهم تبقي راضيه عني وما تبقيش زعلانه 



تنهدت بارتياح ثم قبلت جانب صدره الذي تضع راسها عليه وقالت : ربنا يخليك ليا يا حبيبي 

ابتسم بخبث دون ان تراه واكمل طريقه الى مكان قد قرر ان ياخذها اليه بما انها اصبحت متعلقه به لتلك الدرجه 



دون ان يشعر بذره تانيب ضمير ولا حتى فكر انها اصغر من ابناؤه 

كل هذا لا يهم مع شخص مريض يبحث عن الفتيات الصغار ويوهمهم بالحب والاهتمام الى ان يصل لهدفه ثم يلقيهم في اقرب صندوق قمامه ولم ياخذه بهم شفقه ولا رحمه 


والفتيات الصغار تبحث عن الرعايه والاهتمام الذي فقدته داخل عائلتها 

الا من رحم ربي 

رفقا بصغاركم فهم اولى بكم من اي شيء اخر 

واهم من الدنيا وما فيها 

لا تبخلوا عليهم بالحب والرعايه والاهتمام 

بدلا من ان يبحثوا عنهم بالخارج 

وقتها لا تلومو الا انفسكم 




الأنبا بولس بغضب رغم هدوء نبرته : أنتي اكيد اتجننتي...أزاي تعملي كده 

دانتي مش بتفوتي صلاه و لا قداس 

دانتي ديما تيجي تعترفي رغم أن غلطاتك صغيره 

أنا عقلي وقف مش قادر افكر 


بكت بقوه و هي تقول : كل ده ميمنعش أني أحب و اتحب يا أبونا 

مال تديني و مال قلبي 


أنتفض من مجلسه بغضب ثم قال : أنك تسلمي قلبك لواحد مسلم ده في حد ذاته خطيئه ......الرب لا يمكن يسامحك عليها 


وقفت قبالته تنظر له بقهر من بين دموعها المنهمره ثم قالت بضعف : و هو الرب مكنش عارف ده لما خلاني اقابله و احبه 


تطلع لها بشر ثم قال : ...... 



تلك كانت المواجهه التي اتت على حين غفله بين ساره وعمها الانبا بولس 

لنرى غدا كيف بدات وعلى ماذا ستنتهي 





الفصل الرابع عشر 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 


الوجع ملوش حل..... غير ان اللي وجعك هو اللي يطبطب عليكي 

او انك تتعايشي معاه ويبقى جزء من حياتك 

بس لو كنتي قويه ولا هتعملي ده ولا هتستني ده 


هتطبطبي على نفسك وهتداويها..... هتبصي لمكان وجعك جواكي عشان تاخديه سلاح تحاربي بيه الدنيا 

هتقوي بيه مش هتخليه يضعفك..... وهتكملي عشان انت قويه.... انا واثقه وبحبك




بجد يا سالم يعني ضي هربت..... بقت في امان 

اهلها مش هيعرفوا يوصلولها

تلك كانت كلمات سمر التي فرحت كثيرا حينما اخبرها زوجها بهروب ضي من تلك العائله المسمومه 

تنهدت بارتياح ثم اكملت : الحمد لله طول ما هي هناك كنت خايفه عليها 


تطلعت له بوجل ثم اكملت بخوف : وعلى ابني برده..... طب هو كده بقى معاها 

انا خايفه عليه يا سالم ..... ربنا اللي اعلم انا بحب ضي قد ايه بس مش اكتر من ابني 

علاقته بيها هتضرو مش هتفيده



مسح وجهه بكفيه كي ينفس عما يعتلي صدره من حيره وغضب 

قال بنبره لينه الى حد ما : مش عارف اعمل ايه يا بابا..... انا مدي ولادي كل العذر علشان حاسس بيهم لاني حبيت قبلهم...... عارف يعني ايه قلبك يتعلق بروح ثانيه تبقى هي كل حياتك ....

وعارف ان الاختيار مكنش بايديهم 

بس في نفس الوقت..... مقدرش اسيبهم يضيعوا مستقبلهم ويضيعوا علشان الحب ده 



تطلع عليها بحزن ثم اكمل : دبريني يا سمر اعمل ايه ......

اجبرهم يبعدوا وانتي عارفه ان اقدر اعملها 

ولا اسيبهم يخبطوا في الدنيا موجه تشيلهم وموجه تحطهم لحد اما يرسوا على بر


كوبت وجهه بحنان ثم قالت بحكمه : انا وانت مرعوبين على ولادنا 

بس في نفس الوقت حاسين بيهم وبقلوبهم اللي بتتعذب 

......على قد ما احنا الاتنين رافضين العلاقات دي..... على قد ما جوانا مش قادر يمنعهم منها 


كل اللي عليك يا حبيبي تحميهم.... من نفسهم قبل اللي حواليهم 

خليك في ظهرهم يا سالم احنا ملناش غيرك وانت الوحيد اللي هتقدر توصلهم لبر الامان 

اما بقى نصيبهم فين..... دي بتاعه ربنا 

وانا بدعيه من قلبي يريح قلبهم وبالهم ويكتبلهم الخير كله 

ان شاء الله ربنا مش هيكتب عليهم وجع القلب..... ولا يوجع قلبنا عليهم 



ضمها بقوه ثم قال بارتياح : عمري ما كنت هواجه ده كله من غير ما تكوني معايا 

بحبك يا بابا..... ولو بقى عندي ميت سنه

وبدل الحفيد عشره و عشرين ...... هفضل حاسس باول دقه قلب ليكي 

وهفضل اقول بعشقك لحد اخر نفس فيا

ربنا يديمك نعمه في حياتي 


ابتعد قليلا ثم قال بجديه وتصميم : مبقاش ينفع الاعب عيالك على المتغطي 

ولاد الكلب دول لازم اواجههم 

ولازم اكون معاهم في الصوره 

كل واحد فاكر نفسه ذكي وبيلعب من بعيد 

انا هوريهم اللعب على اصوله وهعرفهم ازاي يجيبوا جون..... سيبيها على الله يا بابا هيدبرها انا واثق ان شاء الله 




بعد مرور اكثر من ساعتين خرجت له مره اخرى 

وجدته يجلس كما هو يعبث في هاتفه وقد دخن الكثير من السجائر التي ملات المنفضه الزجاجيه 

جلست على احدى المقاعد ثم نظرت له لبضع لحظات 


قالت بنبره هادئه : انا محتاجه فون ضروري.... لو سمحت 

تطلع لها ببرود ثم قال : و ليه ضروري ان شاء الله 

اخواتك مش هتعرفي تكلميهم غير عن طريقي 

ومش هينفع تكلمي اي حد من معارفك القدام او صحابك..... اعتقد ملوش لازمه 


سحبت نفسا عميقا ثم قالت بجديه لا تليق بصغر سنها : انا عارفه كل ده..... ومش محتاجاه علشان اتصل بحد ..... حضرتك انا ثانويه عامه 

محتاجه اتابع دروسي عشان متفوتنيش حاجه واقدر انجح وادخل الكليه اللي بحلم بيها 



تطلع لها بغيظ ثم قال : لا الاه الا الله..... يا بنتي انت دماغك متركبه شمال 

منين بتقولي فاهمه اللي بقوله وعارفاه كويس ومنين عايزه تتابعي دروسك 

يعني المدرسين اللي بتاخدي عندهم مش هيروحوا يقولوا لاهلك انك كلمتيهم 


ذمت شفتيها بغيظ ثم قالت بحنق : حضرتك اللي فاهم غلط...... انا مش هكلم حد انا هتابع الدروس على اليوتيوب 

قنوات مجانيه مش باشتراك حتى..... يعني كده مافيهاش اي ضرر.... ولا انت شايف ايه 


قالتها بتحدي مما جعله يعض شفته السفلى كي يكتم غيظه من تلك الصغيره العنيده 

رد عليها بنفاذ صبر : ماااااشي يا لمضه..... حقك وانت صح ساعه زمن ويكون عندك فون 

بس على كده انت فالحه..... شاطره يعني ولا لماضه وخلاص 



ردت عليه بحماس دون ان تلتفت لسخريته : على فكره انا شاطره جدا الحمد لله 

وبذاكر دروسي اول باول...... حتى مكنتش محتاجه اخد دروس في سنتر...... 

غامت عيناها بسحابه حزن عميقه وهي تكمل بصوت ظهر عليه الاختناق : ومكنتش حابه اصلا اروح..... بس برده مش حابه افضل في البيت .....

كنت اخده دروسي حجه عشان ابعد عنهم وافضل اكبر وقت بره القرف اللي كنا عايشين فيه 



الوحيده اللي كانت بتهون عليا ضي..... بس اهي بعدت عني والله اعلم هشوفها امتى 

تطلعت له بتوسل وهي تكمل : ممكن تخليني اكلمها..... انا مليش غيرها ومتعودتش اغيب عنها 

مش عايزاها تبعد عني 



توغلت داخله الشفقه على تلك الصغيره التي لا تملك في الحياه الا اختها واخيها 

تحدث بحنو : متقلقيش هتتجمعوا تاني وهتعيشوا مع بعض..... انا حاسس ان انتي عاقله وهتقدري الموقف اللي انتم فيه 

صعب جدا تتجمعوا انتوا الثلاثه في مكان واحد...... عشان امانكم 

اول ما ارتب الدنيا وننهي على اي خطر حواليكم هتتجمعوا 



ابتسمت بارتياح فاكمل هو بذكاء يريد ان يخرج منها اي معلومه تفيد اخيه في تلك القضيه المعقده 

تميم : عايز اسالك على حاجه وبراحتك لو مش حابه تجاوبي 

ردت عليه بحماس : لا عادي اسال وهجاوبك 


تميم : انا عارف انك من وقت للتاني كنتي بتكلمي عدي ......ليه كنت بتغيبي عليه في المكالمه......و ليه محكتلوش 

ليه مفهمتهوش سبب بعد اختك عنه.....بدل ما كان عايش  بيتعذب و فاكرها مش عايزاه



ردت عليه بنبره هادئه لكنها مليئه بالثقه والصدق : اولا انا مكنتش اقدر احكيله حرف من اللي اعرفه..... لان اختي امنتني على سرها وانا مقدرش اخون الامانه 


ثانيا انا فعلا كنت بكلم عدي

كل فتره علشان مكنتش بكلمه من الخط اللي هم جايبينه ليا 

زوي بين حاجبيه ثم سال باهتمام : يعني ايه.... يعني انتم معاكم خطوط تانيه غير اللي اتكسرت 


رغم انها لعنت غبائها بعد ان علمت خطوره ما تفوهت به الا انها قالت سريعا : مكنش ينفع نكلم اي حد من الخطوط اللي هم جايبينها لينا ....... منضمنش تكون متراقبه 

او في اي وقت يسحبوا الخط ويعرفوا كنا بنكلم مين 

حتى من غير ما يسحبوه..... سهل جدا يروحوا يقدمو طلب بيان مكالمات من شركه المحمول ووقتها كل الارقام اللي اتطلبت منه هتكون في ايديهم 



تطلع لها باعجاب من ذكائها فاكملت : المعلومه دي ياسر اخويا اللي قالهالنا 

عشان كده ضي كلمت واحده من الزباين اللي عندها كانت مصاحباها 

مش بالمعنى الحرفي للكلمه بس كان بينهم عشم والبنت كانت فاكره  اني ضي صاحبتها جدا وكده يعني..... طلبت منها تشتريلها ثلاث خطوط 

والبنت الصراحه مرفضتش واشتريتهم من سنتين 


لما نحب نتكلم في حاجه بعيد عنهم بنركب الخط ونتصل ببعض او انا بتصل بعدي 

عشان كده دايما انا اللي بوصله هو مينفعش يكلمني.....الا اذا كان عارف اني بره  


اعتدل في جلسته ليوليها كل اهتمامه ثم قال : وفين الخط ده 

لما اخذت منك الفون مكنش فيه غير خط واحد..... هو معاكي 

ابتلعت لعابها بصعوبه ثم قالت بكذب : لا مش معايا...... وطبيعي تلاقي خط واحد في الفون اللي انت كسرته 

لان الخط التاني مجرد ما بنتكلم منه ونخلص بنشيله على طول 

هو فين ....هكذا سألها فاجابت سريعا وبثبات : اصلا مش باخده معايا مخبياه هناك في اوضه ضي



جز على اسنانه ثم قال بغيظ : انتي غبيه..... حاجه زي كده ازاي متقوليش عليها 

اكيد زمانهم قلبوا الاوضه علشان يدوروا على اي حاجه توصلهم ليكم...... هيكون ايه الحل بقى دلوقت كده ضيعت كل اللي عملناه 



انتفضت من مجلسها ثم قالت بغضب : اولا المكان اللي مخبيه فيه الخط استحاله حد يعرف يوصله 

ثانيا قبل ما كنت بشيل الخط من الفون كنت بمسح كل اللي عليه 

ومفيش اصلا ولا رقم متسجل 

انا حافظه الارقام كنت بطلبها وبعد ما بخلص المكالمه بمسحها من السجل 

يعني لو افترضنا وده استحاله ان هما لقيوا الخط هيكون بالنسبه لهم مالوش قيمه لانه معاليهوش اي حاجه حتى رسائل الشركه كنت بمسحها 


هز راسه بفهم ثم قال : عشان كده لما كنت بتصل بضي ساعات يكون مقفول ....مجاش في بالي أن يكون معاها خط تاني بتتكلم منه ....و للامانه انا مش متابع القضيه اصلا عشان كده عدي مقليش المعلومه دي..... الحمد لله.... انا خطي متامن استحاله يظهر عند حد 

فحتى لو عملوا اللي بتقولي عليه مش هيعرفوا يوصلوا لرقمي


نظرت له بغضب طفيف ثم قالت : في حاجه تاني حضرتك ولا ممكن ادخل الاوضه 


تطلع لها بشك.... فبرغم ردودها المنطقيه الا انه وبحكم عمل وخبرته شعر انها تخفي شيء ما 

وان حديثها الصادق يشوبه بعض الكذب 

اذا سيضع تلك الصغيره التي لم يعطيها قيمتها تحت عيناه 

فقد ظن انها مجرد طفله لا تفقه شيء 

لكن ما استشفه الان..... ان امامه جسد صغير بعقل كبير 

لا يملكه من هو اكبر منها سنا 

هز راسه بهدوء ثم قال : لا كده تمام.... روحي مكان ما انتي حابه 


تحركت سريعا من امامه وهي تفرك كفيها من شده التوتر 

بمجرد ان دلفت الى الغرفه المخصصه لها اغلقت الباب ثم وقفت خلفه واضعه كفيها فوق صدرها 

حتى تهدئ انفاسها التي تسارعت وايضا تطمئن على تلك القطعه الصغيره المخبئه داخله 


الا وهي..... شريحه الهاتف الصغيره والتي لا تفارق صدرها طوال الوقت 

تلفها داخل محرمه ورقيه بعنايه وتضعها بالداخل حتى تضمن عدم عثور احدهم عليها 

اما هو..... اتصل باخيه وحينما رد عليه قال : عدي ...... البنات دي مخبيه كتير واللي قالوه مجرد قشور خذ بالك يا حبيب اخوك 


ساله عدي باهتمام عما حدث فقص له ما سمعه منذ قليل 

ثم اكمل بذكاء : البنتين دول مش صغيرين ابدا 

دي دماغهم توزن بلد يا جدع ازاي فكروا في كل ده وعاملين حسابهم على اصغر حاجه قبل الكبيره 

معنى كده ان عندهم كتير ولازم نعرفه عشان ننهي القصه دي بسرعه 



رد علي عدي الذي دلف منذ قليل مكتب عمار ليجتمع بهم كما طلب منهم : عارف يا حبيبي..... بس مينفعش نضغط عليهم من اولها..... لازم نتك على الصبر عشان نوصل للنهايه 


متكلمش سما في حاجه سيبها ترتاح واحنا شغالين من ناحيتنا 

انا عارفها كويس وعارف ضي..... من نفسهم هيجوا يحكوا اللي ناقص 

اللي شافوه مش شويه ومهما كانوا بيمثلوا القوه جواهم بيموتوا من الخوف...... 

عشان خاطري يا تميم بلاش تيجي على البنت دي وخليك حنين معاها 

اللي عشته مينفعش عيله زيها تعيشه 

بس في نفس الوقت بنت جدعه وبميت راجل..... دماغها كبيره ومش بتخاف..... 

يمكن اشجع من ضي

عشان خاطري متتغباش عليها عشان انا عارفك 



ضحك تميم بغلب ثم قال : وانا اللي كنت فاكر نفسي بحرس طفله 

منك لله يا حبيب اخوك...... وقفتلي حالي مضطر استنى لما دنيتك تخلص عشان اشوف انا كمان دنيتي 

ضحك عدي بغلب ثم قال : حقك عليا كل حاجه جت بسرعه عكس ما كنت مخطط لها 

وبعدين يا واطي مش هتلاقي حد يقف جنبك غيري فنتلم ونشوف شغلنا.... يلا سلام عشان اشوف الرجاله




بعد ان اغلق معها بسبب تلك المكالمه التي اتته على حين غفله 

جلست تتابع عملها ولم يمر اكثر من نصف الساعه حتى اتاها اتصال من ابيها 

يقول بلهفه وحزن : تعالي بسرعه يا ساره..... عمك سامي بيموت 

انتفضت من مجلسها وقالت بقلق بالغ : اهدى يا حبيبي بالراحه ايه اللي حصل فهمني..... انا جايه حالا 

رد عليها بصوت يملأه الخوف علي اخيه : مراته اتصلت بيا وقالتلي ان هو تعب ثاني....... ودوه المستشفى 

الدكتور قالهم لازم يتحجز حاله القلب مش مستقره واحتمال يخضع لعمليه قلب مفتوح 



ردت عليه وهي تهرول للخارج حتى تذهب اليه سريعا : طب احنا هنروحله الغردقه..... حجزت طيران ولا احجز انا حالا 

جلال : لا يا حبيبتي انا كلمت الدكتور واتفقت مع المستشفى هيبعتوه في طياره اسعاف علشان يتحجز هنا 

امكانيات المستشفى هناك مش هتنفع مع حالته 

قدامه ساعتين ويوصل..... كلمت عمك بولس هو كمان جاي في السكه 


ساره : بابا عشان خاطري بلاش تكلم مينا اخويا لانه في سفر وبعيد 

انت عارف هو بيحب عمو سامي قد ايه اصبر لحد ما نطمن وبعدها نكلمه 

رد عليها بهم : انا قلت كده لمامتك مش هكلمه هستنى لما اطمن على اخويا الاول واشوف حالته هتوصل لايه..... يلا متتاخريش مستنيكي.... سلام 


مر الوقت عليهم بصعوبه الى ان وصل سامي الى المشفى التي كانت في استقباله وداخلها عائلته بالكامل 

كانت تتابع بقلق بالغ حاله عمها الحبيب والذي لم ترى احد في طيبه قلبه


لكن...... ما كان يؤرقها تلك النظرات التي كان يرمقها بها بولس من وقت لاخر 

حاولت ان تتغاضى عنها وتركز فقط في حاله عمها ..... بمجرد ان اخبرهم الطبيب بسوء حالته وانهم سيحجزونه داخل العنايه الفائقه 


وجدته يقول بامر لا يقبل النقاش : ساره..... تعالي معايا قعدتنا هنا ملهاش لازمه عايزه اتكلم معاكي شويه 

نظرت له بخوف ثم القت بصرها نحو ابيها الذي قال بعد ان فهم ما يريده اخيه : روحي مع عمك وانا قاعد...... لو في اي حاجه هتصل بيكم 



صعدت جانبه داخل السياره التي قادها بتمهل كما اعتاد 

حل الصمت قليلا ثم سالته بتوجس : خير يا عمو احنا رايحين فين وعايزني في ايه 

رد عليها دون ان يلتفت لها : رايحين الكنيسه اللي جنبنا هنا...... نولع شمع على عمك عشان يخف ونطمن عليه 


القى عليها نظره سريعه ثم اكمل بمغزى : ولا خلاص مينفعش تدخلي الكنيسه ولا تمارسي تقوس دينك

ردت عليه سريعا : ليه يا عمو بتقول كده انا..... من امتى اتقطعت عن الكنيسه 

انت اكتر واحد عارف انا متدينه قد ايه 

ابتسم بجانب فمه وهو يصف السياره امام احدى الكنائس الكبيره .....

قال بامر : تعالي نكمل كلامنا جوه.....و فقط هبط سريعا دون ان يتفوه بحرف واحد 

وبالتالي تبعته الى الداخل وبعد ان اشعل شمعه وتوسلوا للعذراء ان تقف جانب ذلك المريض 

اصطحبها الى داخل احدى الغرف وبمجرد ان اغلقها 



تطلع لها بهدوء ثم قال : احساسك ايه وانت قاعده قدام العدرا ..... بتطلبي منها الشفاء لعمك .....وانت 

....خاينه ...


شهقت بفزع ثم قالت : انا مش خاينه يا عمو..... ابتسمت بسخريه ثم اكملت : لا عمو ايه بقى.... جبتني الكنيسه عشان تكلمني يبقى اقولك يا ابونا 

واسيب عمو دي اقولهالك جوه البيت ولا ايه



تمسك بهدوءه و رزانته ثم قال : وده الصح.... انا بكلمك دلوقت بصفتي الانبا بولس ..... لاني لو اتكلمت بصفتي عمك صدقيني هزعلك 

انا اعتبرتك بنتي.... ربيتك وكبرتك 

وكل اللي كنتي بتحلمي بيه حققتهولك 

حتى شغلك اللي ابوك كان معترض عليه انا اللي خليتك تشتغليه عشان بس تحققي حلمك 



انما لما يوصل بيكي الامر انك تخونينا كلنا وتخوني ثقتنا فيك وتلغي عقلك 

صدقيني محدش غيري هيقفلك


ردت عليه بنبره مهتزه من شده خوفها فلاول مره تراه علي تلك الحاله : يابونا انا ما اخطاتش انا حبيت 

ودي حاجه مش بايدينا 

ملهاش علاقه بديني ولا بتديني 

كون انكم مش متقبلين العلاقه دي 

مش معناه ان انا اقولكم سمعا وطاعه...... انا ليا قلب وليا عقل ......ليا كيان مش من حق حد يلغي ده كله لمجرد بس انه مش مقتنع بعلاقه انا اللي هعيشها مش حد ثاني



رغما عنه التهم الغضب دواخله 

لكن مكانته الدينيه تحثه على تمالك ذاك الغضب او اي مشاعر اخرى غير الحكمه والصبر والتعقل

لكن تلك التي تقف امامه الان بمنتهى القوه تتحدث بكلمات  لا تمت بما تعلمته طوال تلك السنوات الماضيه بصله..... 

جعلته على وشك فقد السيطره والتعامل معها بصفته عمها الذي رباها 

ليس الاب رمز الكنيسه الملتزم ومطالب بالصبر والحكمه



الأنبا بولس بغضب رغم هدوء نبرته : أنتي اكيد اتجننتي...أزاي تعملي كده 

دانتي مش بتفوتي صلاه و لا قداس 

دانتي ديما تيجي تعترفي رغم أن غلطاتك صغيره 

أنا عقلي وقف مش قادر افكر 


بكت بقوه و هي تقول : كل ده ميمنعش أني أحب و اتحب يا أبونا 

مال تديني و ما قلبي 


أنتفض جسده بغضب و هو يقول : أنك تسلمي قلبك لواحد مسلم ده في حد ذاته خطيئة...... الرب لا يمكن يسامحك عليها 


وقفت قبالته تنظر له بقهر من بين دموعها المنهمره ثم قالت بضعف : و هو الرب مكنش عارف ده لما خلاني اقابله و احبه 


تطلع لها بشر ثم قال : بلااااش غباء......بلاش تقولي كلام يغضب الرب منك اكثر 

اداكي قلب تحبي بيه ..... بس اداكي عقل تفكري بيه وتعرفي اذا كان ده صح او غلط 

ينفع او مينفعش..... كلنا بنتعرض لابتلاءات مش عشان الرب عايز يعذبنا..... لا عشان يختبرنا ويشوف اختيارنا هيكون ايه ......بيختبر بيها قوه ايمانا


العلاقه اللي انت وقعتي فيها دي ابتلاء..... المفروض تكوني قده 

مش تستسلمي ليه..... قبل ما تفكري تحبي واحد على غير دينك وتقولي بمنتهى البجاحه انك هتتجوزيه 


فكري في عيلتك وعيلته فكري في ولادكم الي المفروض هتخلفوهم..... قد ايه هيعيشوا مشتتين ما بين اب مسلم بيصلي ويصوم ويشغل قران الصبح 

وما بين ام مسيحيه معلقه الصليب على صدرها وكل اسبوع بتروح الكنيسه 



هيشوفوا صلواتك غير صلوات ابوهم 

هيشوفوا طريقه عبادتك غير عباده ابوهم 

كل حاجه هيشوفوها مختلفه ومهما تحاولوا تفهموهم هيطلعوا مشتتين 

افرض عيل منهم اختار المسيحيه هل تفتكري ابوهم هيسكت 

وقتها كل الحب اللي انتي عماله تتكلمي فيه ده هيضيع وهيتمحي لمجرد بس ان ابنه  يبقى مسلم زيه 



وانتي كمان ..... لو ولادك كلهم طلعوا مسلمين.... من جواكي هتتمني يكون واحد فيهم مسيحي 

وغصب عنك هتشدي حد فيهم ليكي..... ما انت متدينه ومؤمنه بدينك ازاي ولادك ما يبقوش زيك 


وقتها  كل الحب اللي بتتكلمي عنه هيضيع وهيتحول لكره 

لان ببساطه هتحسي من جواكي انه اخذ ولادك منك 


شوفي احنا وعيله سالم الشريف بينا ود ازاي.... بنحترم بعض وبنقدر بعض 

مفيش مناسبه عندنا او عندهم غير لما بنحضرها 

حتى رمضان بيعزمونا على الفطار 

واحنا بنعزمهم في العيد بتاعنا 

كل ده هيتحول لعداوه....ليييييه

عشان اثنين انانيين حماس الشباب اخذهم ومفكروش في اللي وراهم 



زي ما الاسلام بيحلل للراجل يتجوز على غير دينه وبيحرموا على الست 

احنا كمان متحرم على الست انها هتتجوز من غير دينها 

انت عارفه اسرار الكنيسه وطقوس الجواز 

هل هيوافق انه يعملها..... ولو معملهاش و ده حقه...... هتعيشي زانيه بقيت حياتك زي ما دينك بيقول 



ولا بقى هتمسكوا ايديكم وهترموا كل ده وراكم وتهربوا 

ولا يكون مش فارق معاكم ان حكايتكم  هتتحول فتنه والكل يضرب في بعض..... عشان بس مجرد اثنين طايشين مفكروش في اي حد غير نفسهم 

ردي عليا عياطك مش هيفيد ولا هيحل 



انا دلوقتي بكلم بنتي اللي واثق في عقلها وحكمتها 

اللي ربيتها على التسامح وحب الغير ومساعدتهم 


دلوقتي بقى بايدك انتي اللي بتضريهم ويا ريتك بتضري حد غريب..... انت بتدمري اقرب ما ليكي 

اقل حاجه ومكنتش عايز اتكلم فيها 

فكرتي في مركزي...... انا الانبا بولس رئيس ابراشيه لما بنت اخويا تتجوز مسلم او تهرب معاه هيكون وضعي ايه 

ابوكي مدير البنك المحترم اللي كل الي شغال تحت ايده مسلمين هيكون وضعه ايه...... 

اخوكي اللي سافر امريكا عشان يحقق حلم عمره هيكون وضعه ايه 


كل ده مش مهم صح...... بلاش كل ده 

تميم اللي هيحارب الدنيا عشانك 

هل هيخسر عيلته بسببك 

لو امه منعتك تعملي اكل عشان متصلبيش عليه..... وقتها هيكون وضع تميم ايه.... 

هيجي في صفك ولا صف امه 

لو ابوه منعك تاخدي عيل من عيالك الكنيسه وده حقه 

هيكون رد فعله ايه هيمنعك زي ابوه ولا هيعمل مشاكل معاه عشان خاطرك 


انا قلت كل اللي عندي...... انتي اللي في ايدك الاختيار يا تنتصري على الابتلاء اللي انتي فيه 

او تبقي خاطيه..... وقتها انت عارفه ايه اللي هيحصل



رغم بكائها المرير ......الا ان عقلها وقلبها يرفض كل ما قيل 

بمنتهى الغباء والتحدي صرخت به : كل اللي انت قلته ده مش مقتنعه بيه 

انا وتميم هنعرف نتعايش وهنعرف نخليكم تقتنعوا بعلاقتنا 


ولادنا هنعرف نربيهم في سلام 

ابعدوا عننا بافكاركم العقيمه صدقني كلنا هنرتاح 

انا مش هسيب تميم يا عمو..... والاخر نفس فيا هفضل معاه 

تطلع لها بقوه ثم قال : .......



ماذا سيحدث يا تري 


سنري


انتظروووووني 


بقلمي / فريده الحلواني




 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close