رواية أمان كاذب الفصل الأول والثاني والثالث بقلم آلاء محمد حجازي حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية أمان كاذب الفصل الأول والثاني والثالث بقلم آلاء محمد حجازي حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
-إيه صوت الزغاريط اللي عند عمي ده؟ هو في ايه؟
•ضحك أبوها وهو بيبصلها بعينين فرحانين:
ده عادل، ابن عمك هيخطب.
-عينيها لمعت، فرحتها اتفجرت من غير ما تفكر:
بجد! هيخطب مين؟
كان جواها يقين إنه هيقول اسمها…
لكن الكلمة اللي خرجت من بقه كسرت الدنيا:
هيخطب سما، بنت خالته.
•الأب مد إيده يطبطب على كتفها وقال بحنية:
مبروك يا حبيبة بابا، وعقبال ما أفرح بيكي وأشوفك عروسة.
ابتسمت له ابتسامة باهتة، كأنها بترسم الفرح على وشها غصب، وبسرعة جريت على أوضتها.
قفلت الباب وراها، ورمت جسمها على السرير. دموعها نزلت غصب عنها، كتمت صرخة جوه المخدة عشان محدش يسمعها. قلبها كان بيتقطع، كأن حد شال منها الروح.إزاي؟ إزاي بعد كل كلمة قالها لها؟ بعد كل وعد، بعد كل نظرة؟ومخها بيرجعها لورا، لأول يوم قال لها فيه الكلمة اللي غيّرت حياتها.
كانوا قاعدين سوا في جنينة بيت جدهم. فجأة بصّ لها نظرة مختلفة، عينيه ثابتة عليها، وصوته هادي لكنه مليان صدق:
أنا بحبك.
-اتسمرت مكانها، وشها احمر، قالت بسرعة:
إنت بتقول إيه يا عادل؟ لأ، مينفعش.
عادل ضحك بخفة عشان يطمنها، ومال عليها وقال:
أيوه، بحبك. من زمان. ومش قادر أخبي تاني.
-عادل اللي بتقوله ده غلط، ولاحظ اني بنت عمك.
ضحك بخفة، قرب منها وقال:
يا بنتي، إنتي بنت عمي. إنتي خايفة مني؟ ده أنا اللي أخاف عليكي من الغريب.
سكتت، وهي بتحاول تهرب بنظرتها، لكنه مسك إيديها لأول مرة. حسّت بدفا لمساته، وقلبها بيرقص رغم خوفها.
قالها وهو بيشد على إيدها:
طب ما تيجي نخليها جد… واتقدملك.
-ردت بخجل وصوت واطي:
طيب، اتقدم حد ماسكك ولا اي؟
عادل ابتسم وقال بثقة:
أنا مستني ظروفي تتحسن، عشان لو روحت دلوقتي عمي ممكن يرفض. بس صدقيني، إنتي ليا أنا، وهتفضلي ليا.
قرب من إيديها، و بسها بخفة، وسابها من غير ولا كلمة تقدر تقولها. كل اللي عملته إنها نزلت عينيها في الأرض، وسكتت، لكن قلبها كان مليان فرحة.
ودلوقتي، وهي غرقانة في دموعها، بتفتكر المشهد ده وتحس إن البوسة اللي كانت دليل وعد ما كانتش غير بداية كذبة.
يا بنتي إنتي بنت عمي، يعني في الآخر ليا، مش هضحك عليكي.
الكلمة لسة بترن في ودنها لحد دلوقتي؟
والليلة، هو نفسه اللي بيفرحوا بيه مع غيرها.
الدموع غرقّت مخدتها، وكل ما تحاول تهدى، صوت ضحكه بيرن في ودانها.
افتكرت الليالي اللي كانوا بيسهروا فيها عالتليفون بالساعات، يفضل يحكي ويضحك، وهي تسمع نبرته اللي كانت بالنسبة لها أمان.
-مرة قالت له وهي بتضحك بخجل:
مش هتقفل وتنام؟
رد بسرعة:
أنام إزاي وأنا سايبك؟ طب قوليلي إنتي، هتكلمي مين غيري؟
وافتكرت غيرته اللي ما كانتش بتديها مساحة تتنفس.
مترديش على حد غيري. حتى صحابك البنات، خففي معاهم. أنا مش عايز حد ياخدك مني.
سكتت ساعتها، حسّت إن غيرته دليل على حبه، بس دلوقتي فاهمة إن الغيرة دي كانت أوهام بتغطي على كذبه.
ومرة جابت سيره الخطوبة، وقلبها مليان أمل:
عادل، مش هتيجي تخطبني بقى؟
ضحك ضحكة مترددة وقال:
لسه بدري يا حبيبتي. خليني أظبط وضعي الأول.
وفي مرة تانية، واجهته بجرأة:
أنا خايفة، لو حد تاني جه وتقدم لي.
صوته علا:
إزاي تقولي كده؟ إنتي بتاعتي أنا. فاهمة؟ محدش غيري ليه عين يقرب منك.
لكن كل مرة كانت النهاية وحدة، يتهرّب. يسيبها معلّقة على وعد مالوش ميعاد.
والليلة، سمعت الحقيقة المرّة: إن ميعاده جه، بس مش معاها
----------------------------
كانت لسه في أوضتها،و قاعدة على طرف السرير، عينها على الأرض بس مش شايفة حاجة. دموعها كانت بتنزل في سكون، وهي بتقول لنفسها بصوت واطي متقطع:
لا… لا أكيد في حاجة غلط… أكيد بابا فاهم الموضوع غلط… عادل مستحيل يعمل كده… مستحيل.
الشك كان ماسكها من كل ناحية، بس الوجع كان بيعض في قلبها.
حست إن نفسها بيضيق، صدرها بيطلع وينزل بسرعة، والهوا بقى تقيل.
حطت إيدها على صدرها كأنها بتمنعه يفرقع من الوجع.
قامت فجأة، مش قادرة تقعد بين الجدران دي تاني. فتحت باب أوضتها، وطلعت على السلم وهي بالكاد شايفة قدامها من كتر الدموع.
وصلت للسطح، الهوا البارد ضرب وشها بس ما ريّحهاش… وقفت عند السور، مسكت إيديها في السور بقوة، ودموعها بتنزل بلا توقف.
رفعت وشها للسما، صوتها طلع مهزوز وواطي:
ليه… ليه بس؟ أنا لازم أفهم… لازم أفهم إنت ليه عملت كده يا عادل؟ ليه؟
قعدت على الأرض عند الحيطة، حضنت ركبتها وبقت تهز نفسها وهي بتبكي، دموعها ما وقفتش.
قعدت كده شوية طويلة، الدموع بتنزل والصوت بيطلع مبحوح من حلقها.
مسحت دموعها بإيدها المرتعشة، طلعت الموبايل من جيبها، بصت على اسمه وهي مترددة.
ثم همست وهي بتبص على صورته:
أنا لازم أعرف، لازم أسمعها منك إنت.
وضغطت زر الاتصال.
الرنين بدأ، والهوا لسه بيلفح وشها والدموع على خدها.
عادل رد من أول رنة، وصوته طلع متوتر:
الو..... اذيك يا جميلة
جميلة ما قدرتش تقول غير:
تعالى، تعالى فوق علي السطح.
قفلت،بس دموعها مش بتوقف. أول ما سمعت خطوات وراها والتفتت، شافته.
عادل.
قرب منها بخطوات تقيلة، وهي وقفت متسمّرة مكانها.
قال بصوت واطي:
جميلة…
-دموعها غرقت وشها، لكن صوتها خرج مرتعش:
الكلام ده بجد؟انت خطبت؟
سكت لحظة، بص بعيد وكأنه بيهرب، وبعدين قال:
أيوه.
الكلمة كسرت قلبها في لحظة. اتجمّدت، وإيديها وقفت في الهوا، والدموع بتنزل من غير صوت. بعد ثواني، شهقت شهقة قوية وقالت بصوت مبحوح:
إزاي؟! إزاي تعمل كده؟! بعد كل حاجة قلتها لي؟ بعد كل كلمة؟!
قربت منه، عينيها كلها وجع:
طب ليه ما خطبتنيش أنا؟ ليه سيبتني أعيش على وعودك؟ ليه
عشمتني؟
~عادل شد نفسه لورا، صوته بقى حاد:
عشان أنا ما كنتش شايفك زي ما إنتي شايفاني.
-اتجمدت أكتر، دموعها نزلت بغزارة:
إيه؟ يعني إيه؟!
~عادل قال ببرود:
أنا عمري ما شفتك زوجة لي. إنتي كنتي مجرد وقت، مجرد حاجة بتهوّن عليا. كنتي موجودة، بس مش غالية.
شهقت، وحطت إيدها على صدرها:
مجرد، وقت؟! أنا اللي كنت بحلم بيك كل ليلة؟! أنا اللي كنت بدعيلك في كل سجدة؟!
~ عادل قطع كلامها،و صوته أقسى:
إنتي اللي سمحتي لنفسك تصدقي الوهم. أنا كنت بقول كلام، وإنتي صدقتيه. كنت محتاجة تصدقي أي حاجة، وأنا ادّيتك اللي عايزة تسمعيه.
-جميلة دموعها اتضاعفت، وعينيها زغللت:
ليه؟! ليه تعمل كده؟! ليه تخليني أصدقك؟!
~عادل ضحك ضحكة قصيرة، لكنها جارحة:
لأني كنت عارف إنك هتصدقيني. إنتي ضعيفة يا جميلة. كل كلمة كنت أقولها، كنتي تمسكي فيها كأنها حياة أو موت.
-انهارت أكتر، صوتها عالي:
أنا ضعيفة لأني حبيتك! أنا ضعيفة لأني صدقتك! طب إيه ناقصني؟ هي فيها إيه عني؟!
~عادل صوته بارد، وكل كلمة بتقطعها:
هي فيها اللي إنتي ما عرفتيش تحافظي عليه، احترامها لنفسها. ما مدتش إيدها، ما ادّتش ودنها لكلام، ما خلتنيش أصدق إني أملكها. إنتي كنتي معايا بكل حاجة، من غير ما أطلب.
-جميلة دموعها غرقت وشها، وقفت مكانها متجمدة كأنها حجر:
يعني، أنا ما استاهلكش؟
~عادل قال بقسوة:
إنتي ما استاهلتيش حتى أحلم بيكي.
الكلمة كسرت ضهرها، شهقت شهقة قوية، وإيديها نزلت ترتعش.
ليه يا عادل؟! ليه تعمل كده؟! أنا اللي كنت كل ليلة أدعيلك، أنا اللي كنت أقول لنفسي إنك ليا. ليه تبيعني؟!
~عادل بص لها ببرود، وصوته تقيل:
عشان إنتي كنتي عايشة حلم لوحدك. أنا عمري ما وعدتك بحاجة. إنتي اللي مسكتي في كل كلمة صغيرة وكبّرتيها.
-صرخت:
كلامك ده كان حياة لي! إنت اللي قلت لي بحبك! إنت اللي مسكت إيدي وقلت لي إنتي خطبتي ! إنت اللي عشّمتني!
~عادل قرب منها خطوة، عينيه جامدة:
عشّمتك؟ لأ، إنتي اللي عشّمتى نفسك. كنتى محتاجة أي كلمة تسمعيها. وأنا كنت بلعب، بلعب بكلام.
-جميلة دموعها نزلت غزيرة، جسمها كله بيرتعش:
ليه؟! ليه تجرحني كده؟! أنا عملت لك إيه؟!
~عادل رفع حاجبه بسخرية:
إنتي عملتى كتير، إنتي خلتيني أشوف إنك مش مختلفة عن غيرك. كنت فاكر فيكي حاجة مميزة، بس لقيتك عادية، أضعف من العادي كمان.
-شهقت:
عادية؟! بعد ما حطيتك فوق الكل؟ بعد ما خليتك دنيتي كلها؟!
~عادل ابتسم بسمة قاسية:
وأنا عمري ما حطيتك حتى في بالي. إنتي كنتي موجودة، لحد ما لقيت اللي تستاهل.
-دموعها اتضاعفت، وقفت قدامه عاجزة:
هي فيها إيه عني؟ قولي، قولي إيه عندها مش عندي؟!
قولي ازاي قدرت تعمل فيا كدا، ازاي هونت عليك كدا
ازاي حطيت واحدة تانية مكاني!
~عادل بصوت بارد، وجارح:
فيها عقل. فيها كرامة. فيها اللي يخليها توقف قصادي وما تتهزش. فيها اللي خلاني أحترمها. إنما إنتى، من أول كلمة لي وقعتِ، ومن أول نظرة سلمتى نفسك، مش محتاجة تفاصيل. إنتي ما كنتيش تحدي.
-جميلة وقفت كأنها اتشلّت، شهقتها عالية، والدموع مغرقاها:
يعني، كل اللي بينا كان كدب؟!
~عادل رد من غير ما يرمش:
كان تسلية. وإنتي صدقتي التسلية دي، وعشتِ فيها وكأنها حياة.
-جمبلة صرخت، صوتها عالي لدرجة يتسمع من بعيد:
حرام عليك! ليه كده؟! ليه تموتني وأنا عايشة؟!
~عادل رجع خطوتين، صوته اتقسى أكتر:
لأنك صدقتي إنك مختلفة، وإنتي ما كنتيش. إنتي كنتي مجرد محطة.
وقفت تتنفس بصعوبة، إيديها على صدرها، جسمها بيهتز من البكاء.
وبعدين وقعت على ركبها، بتمسك الأرض بإيديها وتبكي، صوتها بيتقطع:
أنا، أنا كنت بحبك بجد، ليه تذلني كده؟ ليه؟!
وهو واقف قصادها، سايبها تنهار، وكلامه الأخير نزل عليها زي خنجر:
والحب مش كفاية يا جميلة، وأنتي عمرك ما كنتى كفاية ليا.
– طب أنا بنت عمك، يا عادل، ليه تعمل فيا كده؟! مش إنت اللي قلت لي أنا هحافظ عليكي من الغريب؟ يا شيخ، يا ريتك كنت سبتني للغريب! كان أهون من كسرتك لي.
سكتت ثواني، شهقة قوية قطعت نفسها، وبصت له بعيون كلها وجع:
–إزاي إنت اللي كنت أماني، تبقى أول واحد يهدّني؟!
~عادل شد نفسه لورا، صوته قاسي، كلماته تقيلة زي الطعن:
إنتي اللي عملتى في نفسك كده. أنا ما غصبتكيش على حاجة، إنتي اللي صدقتي، إنتي اللي سلمتى قلبك لكلام. محدش خلاكي غيرك.
الكلمات وقعت عليها زي الحجارة، رجليها تراجعت خطوة لورا، حسّت كأن الأرض بتسيبها.
وفجأة، صوت جاي من وراهم، تقيل وقاطع:
وأنت يا عادل، عملت حساب لعمّك؟ لو هي غلطانة، فالغلط بيرجع لك إنت قبلها.
الهواء اتجمد في لحظة.
جميلة شهقت، وعادل وشه اتبدّل، عينه اتسعت بخوف…
----------------------
#يتبع.
يترا مين اللي جه وخلي عادل يخاف كده؟
وهل جميلة لوحداها اللي غلطانة، ولا عادل كمان؟
ويترا خطيبة عادل لو عرفت هتعمل اي؟
كل ده هنعرف البارت الجاي باذن الله ♥
وفجأة، صوت جاي من وراهم، تقيل وقاطع:
وأنت يا عادل، عملت حساب لعمّك؟ لو هي غلطانة، فالغلط بيرجع لك إنت قبلها.
الهواء اتجمد في لحظة.
التفتوا بسرعة، جميلة شهقت واتجمدت مكانها، وعادل وشه اتبدّل، عينه اتسعت بخوف…
كان واقف… أبوها.
وشه أحمر من الغضب، وعينيه كلها دموع مقهورة، نازل يقرب بخطوات تقيلة، صوته بيرجّ السطح.
من غير كلمة، مد إيده بالقلم على وش عادل.
الصفعة دوّتت، خلّت عادل يرجع خطوة لورا.
•صرخ الأب فيه:
إنت كلب! تعمل كده في بنت عمّك؟! ده أنا ياما وقفت جنبك، سترتك، وقلت للناس ده زي ابني! وده رد الجميل؟ تجرّح بنتي وتبهدلني معاها؟!
التفت على جميلة، عينه كلها دموع غضب:
وانتي يا جميلة، كسرتيني! كسرتي ضهري!
-جميلة شهقت، دموعها اتفجرت أكتر:
بابا… أنا ما
القلم نزل على خدها، وصوته خرج مكسور من الوجع:
أنا ما رضيتش أتجوز بعد أمك الله يرحمها علشانك! ربيتك على الصلاة، وعلى الصوم، على الحق! علمتك ما تكذبيش، علمتك تصوني نفسك! وكنت أقول يا رب أشوفك تاج فوق راسي، وفي الآخر تكسّري تربيتي فيكي؟!
-جميلة دموعها نزلت وهو بيهزها من كتفها:
أنا كنت طول عمري أقول: جميلة بنتي غير! ضحيت بعمري كله علشانك، ما عشتش لنفسي، وفي الآخر أسمع إنك سيّبتِ كلب زي ده يضحك عليكي؟! ليه يا جميلة؟! ليه تخسريني فيكي؟!
جميلة وقفت متسمّرة، مش قادرة حتى تدافع عن نفسها، دموعها بس بتنزل بغزارة.
الأب لف على عادل تاني، صوته عالي، بيجلجل:
وأنت… إنت ما اتكسفتش؟! تعمل كده في بنت عمّك؟! ده أنا سترتك، وقفتك على رجلك، وقلت ده هيبقى راجل! وده اللي طلع منك؟ تقتل بنتي وهي عايشة؟!
~عادل واقف ساكت، ما قدرش يرفع عينه في أبوها:
السطح كله اتملأ صمت ثقيل، غير شهقات جميلة، وغضب أبوها اللي مالي المكان.
~وفجأة عادل رفع عينه بخوف، صوته متلخبط وهو يحاول يبرر:
يا عمّي… أنا… يسـ
•الأب قطع كلامه بصوت هز السطح:
اسكت! أنا كنت معتبرك ابني… ابني يا عادل! كنت أقول للناس: ده اللي هيسندني في شيبتي. كنت فرحان لخطوبتك كأني أنا اللي هتجوز! ده أنا اللي كنت أقف في وش أبوك وأقول له: سيبه، أنا أعلّمه وأوقفه على رجله. وفي الآخر… تعمل كده في بنتي؟!
~عادل حاول ينطق تاني، صوته مهزوز:
والله ما قصدي… أنا بحب
•الأب زعق فيه،وقال بغضب:
تحب إيه؟! تحب بنتي وتكسّرها كده؟ بدل ما تحميها من الغريب زي ما كنت تقول لها، طلعت إنت الغريب اللي كسّرها بإيدك. إنت كنت الأمان، بقيت الخطر. كنت الرجولة، طلعت خيبة. إنت يا عادل جرحتها جرح عمره ما يلتئم.
-جميلة غطت وشها بإيديها، تنهيدة طويلة خرجت من صدرها وهي بتعيط زي الطفل.
•الأب مد إيده، شدها من دراعها بقسوة، صوته بيرتجف من القهر:
تعالي معايا. مش هسيبك هنا لحظة.
•وبص لعادل آخر بصّة، زي السيف:
إنت ما بقتش ابني، ولا حتى راجل أعرّفه. أنا كنت راجل جنبك، وإنت طلعت ولا حاجة. خسرتني، وخسرت بنتي. من النهارده انت غريب عني.
نزل علي السلم وهو ماسك جميلة بقسوة، هي بتبكي وأنفاسها متقطعة، صوته هو وهو بينزل بيترنح من الوجع:
ليه يا جميلة؟ ليه كسرتيني بعد ما كنتي كل حياتي؟!
وعادل واقف فوق السطح، عينه في الأرض، ووشه كله انكسار، ما قدرش يرفع صوته ولا حتى كلمة.
-----------------------
دخلوا الشقة، الباب اتقفل بقوة.و جميلة وقفت قدام أبوها، وشها غرقان دموع، وهو لسه قلبه مولّع من القهر.
•الأب قعد على الكرسي، مسك راسه بإيده وقال بصوت مبحوح:
ليه يا جميلة؟ ليه عملتِ فيا كده؟ أنا كنت شايفك ملاك، بنتي اللي ربيتها على عيني، ليه يا بنتي؟
-جميلة وقفت ترتعش، ودموعها نازلة زي المطر، وقالت وهي بتشهق:
والله غصب عني يا بابا، أنا حبيته، والله ما كنت عايزه أوصل لكده، قلبي هو اللي ودّاني، أنا ضعفت، ضعفت يا بابا.
وقعت على ركبها قدامه، العياط هز جسمها كله، وكملت بصوت مخنوق:
بس هو، هو كسرني يا بابا. ده وجّعني، خد كل حاجة ورماها كده… ده كسرني من جوا.
•الأب قلبه اتوجع على بنته، وعينه دمعت غصب عنه. شدها بقوة في حضنه، وهي بتعيط زي الطفلة الصغيرة، وهو يربّت على ضهرها بصوت متقطع:
يا وجع قلبي عليكي، يا خسارة تعبي، يا خسارة عمري كله فيكي.
وبعد لحظات من صمته، شدها بعيد عنه بقسوة، عينه بقت نار:
كفاية. من النهارده مش هتفضلي هنا. جهّزي حاجتك، إنتِ هتروحي تقعدي مع خالتك في إسكندرية. مش عايز أشوفك قدامي.
-جميلة وقفت تبص له بصدمة، دموعها بتنزل أكتر، وهي تهز راسها:
لا يا بابا، بالله عليك، أنا مش هقدر أسيبك، مش هقدر أبعد عنك… يا بابا عشان خاطري!
•مدت إيديها له، تحاول تمسكه، وهو لف وشه للناحية التانية، قلبه بيتهز بس صوته طلع قاسي زي السيف:
خلص الموضوع يا جميلة. جهّزي شنطتك، قبل ما أشوفك بعيني تاني.
وقام، دخل أوضته وهو يقفل الباب وراه بقوة، سايب جميلة واقعة على الأرض بتعيط وتنادي:
يا بابا، يا بابا بالله عليك ما تبعدنيش عنك، يا بابااا!
---------------------
تاني يوم نزلت من القطر، الشنطة تقيلة على إيدها، والخطوات أبطأ من إنها تبين إنها ماشية، كانت ماشية بجسمها بس، لكن روحها لسه عند بيت أبوها. عينها منتفخة من كتر البكا، وقلبها متقطع: بابا زعلان مني، وعادل داس على قلبي برجله،و أنا بقيت إيه دلوقتي؟
جميلة طلعت سلالم العمارة بخطوات تقيلة، الشنطة على كتفها قلبها بيصرخ أنا مكسورة يا بابا، أنا موجوعة.
كل سلمة كانت بتحسها كأنها جبل فوق صدرها.
وهي طالعة، دموعها عايزة تنزل تاني، دماغها مش في الطريق خالص، تخبط فجأة في شاب نازل بالعكس.
الخبطة كانت جامدة لدرجة إنها اتمايلت وقالت بانفعال:
خلاص بقى! هو أنا مكتوبلي حتى وأنا مكسورة ألاقي اللي يضايقني؟!
الشاب بصلها باستغراب، شال إيده من جيبه وقال بهدوء:
إنتي اللي خبطتى فيا على فكرة.
-آه ما هو دا اللي ناقص، تلومني كمان!
ده بدل متعتزر.
الشاب انحنى يلم الشنطة اللي وقعت من إيدها، وهي شدتها بسرعة وقالت بحدة:
سيبها! أنا مش محتاجة مساعدتك.
وقف مكانه، عينه فيها برود غريب، وقال جملة هزتها:
اللي مش محتاج مساعدة بيكون واقف على رجليه،و إنتي شكلك واقعة من زمان.
الكلمة جرحتها زي السكينة. وقفت متسمرة، قلبها بيدق بسرعة.
عايزة ترد بس لسانها اتعقد، دموعها كانت بتلمع في عينيها.
هو كمّل نزوله عادي جداً كأنها ما قالتش حاجة.
لكن هي وقفت مكانها، إيدها بتترعش على الشنطة، تهمس لنفسها:
واقعــة… آه… عنده حق… وقعت من زمان.
واقفت قدام شقة خالتها وروحها لسه متعلقة بكلمة غريب قالتها إيدٍ غريبة، لكن حسّت إنها بتوجعها أكتر من كل الزعل اللي شايلها.
فاضلت واقفة و قلبها متلخبط ودموعها بتتحبس بالعافية. أول ما فتحت خالتها الباب، ما استحملتش…
رمت شنطتها على الأرض وارتمت في حضنها، حضن قوي كانت محتاجاه من زمان.
-خالتــي، قالتها بصوت متقطع وسط شهقات البكا.
خالتها مسكت وشها بين إيديها وقالت بلهفة:
مالك يا جميلة؟ ليه وشك عامل كده؟ في إيه يا بنتي؟
-جميلة ما قدرتش ترد، بس فضلت تعيط وتنهار أكتر، دموعها نازلة بحرقة وصوتها مخنوق.
كسرني يا خالتي، ده أنا ما صدقت أفرح، لقيت الفرح قلب وجع.
شدتها خالتها جوة وقعدتها على الكنبة، وهي بتمسح دموعها بإيدها:
طب اهدى يا حبيبتي وقوليلي إيه اللي حصل؟
-جميلة مسكت إيد خالتها بقوة، كأنها بتتعلق بآخر طوق نجاة:
عادل يا خالتي، اللي كنت فاكره حيعيشني ملكة، طلع باعني ورمى كلامه في الهوا. اتقدم لبنت خالته، وأنا اللي كنت بصدق كل وعد وكل كلمة حب منه!
-صوتها اتكسر أكتر:
وأبويا، أبويا اللي طول عمره سندي، زعل مني وقال لي كسرته! صدقيني يا خالتي أنا ما عملتش حاجة غلط، بس لقيت نفسي متهمة ومرمية من حضنه.
الخالة حضنتها تاني وهي بتربت على شعرها:
يا حبيبتي يا جميلة، الدنيا ساعات بتوجعنا علشان تورينا مين يستاهل ومين لا. إنتِ لسه في أول الطريق، وربنا هيعوضك.
جميلة قفلت عينيها وسط حضنها، بس دموعها ما وقفتش، كأنها بتغسل قلبها من غدره وكسرة أبوها بسببها وفجأة قامت واخد وقالت انا مش مسامحه نفسي على اللي عملته ونهارت في العياط:
خالتها مسكتها من كتفيها بلطف وقالت:
اقعدي يا حبيبتي، اقعدي هنا واحكيلي اللي حصل من الأول.
-جميلة قعدت على الكنبة، دموعها لسه على خدودها، وصوتها متقطع:
مش قادرة يا خالتو… بس هقول لك.
بدأت تحكي كل حاجة وهي مقطّعة الكلام، إحساسها، اللي حصل في بيت أبوها، وجعها من عادل. ما قالتش تفاصيل صغيرة، بس وصّلت خيانة الثقة اللي حسّت بيها.
-ولما خلصت الكلام، نزلت دموعها تاني وقالت بسرعة قبل ما خالتها تتكلم:
قبل ما تقولي أي حاجة يا خالتو، أنا عارفة إني غلطانة. عارفة إن أنا اللي وقعت نفسي.
خالتها قربت منها ومسكت إيديها:
الغلط مش عليكِ لوحدك يا حبيبتي، كلنا بنغلط. بس إنتِ حبيتي الشخص الغلط.
-جميلة هزّت راسها بيأس وقالت بصوت مبحوح:
مافيش حاجة اسمها حب أصلاً يا خالتو… كله كدب.
الخالة ابتسمت بحنية رغم دموعها وقالت:
لا يا جميلة، في حب. مش هو اللي عمل فيكِ كده. الحب الحقيقي موجود. مش ربنا سبحانه وتعالى قال في القرآن عن الرحمة والمودة بين الزوجين؟ مش سيد البشر كله، سيدنا محمد ﷺ، عاش عمره كله يحب سيدتنا خديجة؟
-جميلة رفعت عينيها لخالتها، كلامها بيخترق قلبها، وهي لأول مرة تحس إن لسه فيه معنى للحب غير اللي وجعها.
الخالة ضمّتها تاني وقالت:
وجعك مش نهاية حياتك يا بنتي. ده بداية تتعلمي منها مين يستاهل ومين لا. وربنا هيكتب لك الخير اللي يفرح قلبك.
جميلة حطت راسها على صدر خالتها، ودموعها بتنزل بهدوء المرة دي، مش بانهيار… لكن كأنها بتطلع وجعها على أمل يطلع معاها.
كانت جميلة لسه راسها على صدر خالتها، بتحاول تهدي نفسها. فجأة رن جرس الباب.
انتفضت جميلة بخضة… قلبها دق بسرعة من غير ما تعرف ليه.
خالتها قالت بهدوء:
روحي افتحي يا حبيبتي يمكن تبقى بنت الجيران.
مسحت دموعها بسرعة، قامت بخطوات مترددة لحد الباب.
فتحت…
وعينيها اتسعت من الصدمة.
تجمدت مكانها، وصوتها خرج متكسر ما بين وجع وغضب:
إنت؟!… إيه اللي جابك هنا؟! هو أنا ناقصاك إنت كمان؟!
اللي واقف على الباب رفع عينيه بهدوء،..........
--------------------
يترا مين اللي جيه؟
ومين الشخص اللي خبط في جميلة ده؟
كل ده هنعرفه في البارت الجاي باذن الله ♥
-جميلة وقفت مصدومة أول ما شافت اللي على الباب.
إنت؟! إيه اللي جابك هنا؟! هو أنا ناقصاك إنت كمان؟!
رفع حاجبه باستغراب وقال بنبرة هادية بس فيها لمعة تحدي:
لا، مش إيه اللي جابني أنا، إنتي اللي بتعملي إيه في بيت أمي؟
-اتسعت عينيها أكتر، اتلفتت بسرعة ناحية خالتها وقالت بانفعال:
إيه ده يا خالتي؟! إنتِ خلفتي من ورايا ولا إيه؟! لحقتي جبت الشحط ده كله ؟!
ضحكت خالتها بهدوء وهي تهز راسها وقالت:
تعالى يا رحيم يحبيبي، دي جميلة بنت أختي.
وبصّت لجميلة وهي تمسح على إيدها:
وده يا جميلة، رحيم، ابني… ابن قلبي.
جميلة اتجمدت مكانها، عينيها رايحة جاية بين خالتها ورحيم، وقلبها بيقول: إزاي… إزاي يكون ده ابنها؟!
-جميلة لسه واقفة مصدومة:
والله أنا مش فاهمة حاجة يا خالتي…!
الخالة مسكت إيدها تهديها وقالت:
ده ابن جوزي يا حبيبتي، وأنا اللي ربيته على إيدي من يوم ما أمه ماتت، يعني زي ما يكون ابني من صلبي.
رحيم ضحك ضحكة قصيرة وهو رافع حاجبه باستفزاز:
صحيح انا شحط؟! بصي لنفسك الأول يا شبر ونص، مش باينة من الأرض أصلًا.
-جميلة اتنفضت من كلامه وردت بعصبية:
شبر ونص؟! والله أنا أطول من عقلك اللي مش واصل أصلاً!
_رحيم بسخرية:
عقلي على الأقل واصل، مش زيكي واقف في الطرقة مش عارف يروح فين.
-جميلة متقدمة عليه وبتشاور بإيدها:
يا قليل الذوق! أنا كنت أظن اللي ربيتوا خالتي يبقى مؤدب، طلعت قليل التربية.
رحيم بيسخر ويقرب منها:
قليل التربية؟ لا يا قمر، دي شطارة، إنتي اللي واخدة مقلب في نفسك.
-جميلة حاولت تهجم عليه وهي مولعة:
ياااهبل!
_رحيم شد نفسه وقال:
يا مجنونة!
الخالة ما استحملتش صراخهم، دخلت بسرعة بينهم وزعقت بأعلى صوتها:
كفااااية! إيه العك ده؟! إنتو جايين تعيشوا عندي ولا جايين تولعوا في البيت من أول يوم؟!
-جميلة ردت وهي بتتنفس بسرعة من الغضب:
أنا مش ناقصاه يا خالتي، خليه في حاله.
رحيم ضحك بخبث وقال بهدوء:
وأنا كمان مش ناقصك، بس باين إننا لسه هنقعد مع بعض كتير.
الخالة مسكت راسها من الغيظ وقالت:
يا ساتر يا رب! ده أنا شكلي هتجنن بينكم.
_رحيم بستفزاز:
قال شحط قال؟! طب ما تبصي في المراية يا عروسة… إنتي أصغر من إنك تفتحي بقك عليا.
- أصغر؟! لا يا حبيبي، أنا أكبر من إني أتعامل مع حد لسانه أطول من عمره.
_رحيم بسخرية:
على الأقل لساني بيرد، مش زيكي!
-علي فكره انت عديم الأدب!
_رحيم واقف ثابت وبارد:
وإنتي يا عديمة الصبر.
الخالة اتصدمت من صوتهم العالي وهي شايفة الاتنين هيمسكوا في بعض، صرخت:
الخالة: كفااااية! هو إيه قلة الأدب دي؟! أول ما شوفتوا بعض قلبتوا البيت ساحة حرب؟!
----------------------
عدّى أسبوعين تقيلين على جميلة.
أسبوعين من رُخامة رحيم اللي ما بيسيبش فرصة إلا ويستفزها بكلمة أو ضحكة أو تعليق يوجع.
كل مرة تحاول تطنّش، بس كلامه بيعلق في قلبها زي السهم.
وبالليل، لما الكل بينام، كانت جميلة بتقعد على سريرها في أوضة خالتها، ماسكة المخدة وتكتم صوت بكاها.
دموعها بتنزل غصب عنها، مش قادرة توقفها… قلبها موجوع من اللي حصَل، من زعل أبوها، من خيانة عادل، ومن استفزاز رحيم اللي كأنه بيتلذذ يزود جرحها.
كانت بتبكي لدرجة إن خالتها في مرة فتحت عليها الباب فجأة، لقت عينيها متورمة، فبصتلها نظرة طويلة من غير ما تقول ولا كلمة… وسابت الباب مقفول بهدوء.
لكن رحيم كان سامع. سامع صوت بكاها كل ليلة… وصوته جوا دماغه يتهامس:
ليه دموعها وجعاني؟ وليه مش قادر أطنّشها؟
وفي يوم كانوا قاعدين في الصالة بالليل، التلفزيون شغال بصوت واطي وخالتها ماسكة الموبايل. وجميلة قاعدة قدام رحيم، سرحانة.
_فجأة قال لها رحيم بنبرة جادة:
قوليلي يا جميلة، إنتي مؤمنة بالحب؟
-جميلة رفعت حواجبها باستغراب وضحكت بسخرية:
حب؟! لأ طبعًا، ما فيش حاجة اسمها حب.
_رحيم عقد حواجبه وقال:
إزاي يعني ما فيش؟
-جميلة ردت وهي متأكدة:
لأن كل ده كلام فاضي. الناس اخترعوا فكرة الحب عشان يعيشوا في وهم. مفيش حاجة اسمها حد يفضل مع حد عشان بيحبه… كله مصلحة، كله وقت وبيخلص.
_رحيم قعد أقرب وقال بهدوء:
لا، الحب موجود، بس مش أي حد يستحقه.
-جميلة رفعت صوتها شوية:
لأ، مش موجود، مجرد كلمة. ولو موجود زي ما بتقول، كان بان. فين؟! أنا عمري ما شفته، ولا صدقت إنه ممكن يبقى حقيقي.
_رحيم قال بثقة:
مش عشان إنتي ما شفتيهوش يبقى مش موجود. في حاجات كتير ما بنشوفهاش بعينينا بس بنؤمن بيها، زي الإخلاص، زي الرحمة. الحب زيهم.
-جميلة بصت له بحدة وقالت:
بس في الآخر كله خيانة وخداع. الناس بتقول بحبك ويوم تاني يسيبوا ويمشوا.
_رحيم هز راسه وقال:
–دول مش بيحبوا، دول بيلعبوا. الحب الحقيقي مش بيكسر ولا بيخون، الحب عهد.
-جميلة ضحكت بسخرية:
–عهد؟! كأننا في فيلم رومانسي. الحقيقة إن اللي بتسميه عهد ده مش موجود غير في الكتب والأفلام.
_رحيم اتنهد وقال بجدية أكبر:
موجود، في رجالة بجد لو قالوا كلمة يقفوا قدام الدنيا عشان ينفذوها. وفي ستات لو حبت تدي عمرها كله في مقابل اللي بتحبه. الحب مش كلمة يا جميلة، الحب فعل.
-جميلة بصت له باستغراب، مستغربة من جديته اللي أول مرة تشوفها فيه:
إنت… إنت بتتكلم كأنك مقتنع أوي، مع إنك طول الوقت بتستفزني.
_رحيم ابتسم ابتسامة صغيرة وقال:
يمكن عشان أول مرة ألاقي حد ينفع أتكلم معاه بجد.
-الجو سكت لحظة، جميلة مش لاقية رد.
وهنا خالتها رفعت راسها من على الموبايل وقالت بخبث:
الله! إيه الكلام الكبير ده يا ولاد؟ شكلي داخل على مسلسل تركي في بيتي.
-جميلة اتنفضت وقالت:
خالتي! هو كل حاجة هزار عندك؟!
_رحيم ضحك بخفة وقال:
لأ يا أمي، بس يمكن تبقى بداية قصة جديدة.
الخالة ابتسمت وهي تبص لهم بمكر:
وأنا قاعدة أتفرج.
----------------------
بعد كام يوم جميلة قاعدة في أوضتها، قلبها تقيل من الأيام اللي فاتت، زعل أبوها، كسر عادل ليها، وكل حاجة حست إن الحياة مش عادلة.
همست لنفسها بصوت واطي:
ليه الدنيا كده، ليه كل حاجة بتعدي عليا وأنا مش عارفة أتحرك؟
مسكت وشها بإيديها، حاولت تمنع دموعها اللي واقفة في عينيها، بس كل ما تفتكر رحيم… الشخص الغامض اللي حسيت معاه براحة، ضحكته اللي غريبة… قلبها بدأ يدق بسرعة. قالت لنفسها:
– أنا ليه بفكر فيه بالشكل ده… ليه بحس بالراحة وأنا معاه… حتى وهو مجرد شخص غامض؟
قاعدت شوية ساكتة، دماغها بتلف جوه نفسها، بين الحزن والغضب والكسر اللي جوه قلبها، كل مشاعرها متشابكة، كأنها مش قادرة تفرق بين الغضب والفضول والحنين لأي حاجة كانت كويسة قبل كده.
فجأة سمعت صوت خالتها من الصالة، فيه استعجال:
جميلة! يلا تعالي بسرعة، أبوكي هنا!
-فجأة نطت من مكانها، رجليها مرتجفة، قلبها بيدق بسرعة. ركضت على الباب وفتحته، ولقت أبوها واقف هناك، وشه جدي وعيونه ثابتة.
بدون ما تفكر، رمت نفسها في حضنه، حضنه اللي مليان دفا، لكن بعد لحظة، بعد عنها مرة واحدة، كأنّه بيقيسها ويورّيها إن في حدود.
-جميلة بصوت مكسور وحزين:
أنا آسفة يا بابا، حقك عليا.
•أبوها رفع حاجبه وقال بصوت ناشف:
جميلة، أنا مش جاي لك عشان كده، أنا جاي لك عشان حاجة أهم.
-جميلة ارتعشت، همست:
خير يا بابا؟
•أبوها شد نفسه وقال بصوت جاد:
جاي لك عريس…
-جميلة حست بالصدمة، وقلبها وقع، و دماغها وقف وقالت بصوت ضعيف:
بس… أنا مش عايزة اتجوز!
•ابتسم أبوها ابتسامة غامضة، وقال بصوت ثابت:
حتى لو قلت لك،انو حد تعرفيه، عز المعرفه ؟
-جميلة رفعت صوتها بحيرة وخوف:
مين يا بابا؟
أ•بوها نظر لها بصوت بارد وثابت، وقال:
العريس هو…
-جميلة وقفت مكانها، قلبها وقع، ودموعها بدأت تنزل:
لا يا بابا، مش بعد كل اللي حصل…
---------------------
#يتبع.
يترا مين العريس؟
ويترا لو هو عادل، رحيم هيعمل ايه، وهل جميلة هتوافق ولا لا؟
كل ده هنعرفه في البارت الجاي باذن الله ♥
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق