القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم سوما العربي كامله وحصري

 



رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم سوما العربي كامله وحصري




رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم سوما العربي كامله وحصري



الفصل الخامس والعشرين 


ومع أذان العشاء عادوا للحاره وعلى رؤسهم الطير فأكبر من مصيبة الفيديو المسرب مصيبه أكبر وان محمود هو صانعه بل وقد تم الترتيب لكل ذلك.


زيدان يجاهد على كبت دموعه وشداد يشعر بالضياع...

فهل عمره الذي أفناه في تربية أولاده قد ذهب سدى؟! كيف ربى ولد بتلك الأخلاق؟! متى انحرف محمود ونسى الأصول وبقا بلا مبدأ حتى انه بات لا يصون العرض ولا يبالي بالشرف.


هل تهاون معه؟؟ هل قصر؟ كيف ولما؟ 

خسارة والف خسارة...هو طوال حياته كان سعيد لأنه انجب أخين سيساند كل منهما الآخر ولكن ماحدث كان على العكس تماماً.


تقدم بخطوات هزيله يجلس على الكرسي المتروك أمام باب ورشته .


وبقى زيدان لجواره يحاول موارة حزنه وغضبه الشديد ويظهر بمظهر الامبالي فتحدث بصوت مغاير :

-قوم معايا اطلع تريح فوق احنا من صباحية ربنا واحنا برا وتلاقيك تعبت.


لكن شداد لم يجيب.....رفع عيناه ونظر له نظره متخبطه بين الحزن والاعتذار وكانّه يعتذر بلا حديث لأنه لم ينجب له الشقيق الجيد الذي يقف لجواره بل انجب أخ نهش في لحم أخيه حياً ولم يكتفي بل وسمح للناس بالنهش فيه معه وعلى العلن.


زيدان كان متفهم نظرات والده ومحتويها رغم الغضب الناشب داخله فربط على كتفه وردد بابتسامة باهته:

-قوم معايا يالا يا حاج خليك ترتاح.


مد كفه لشداد فبادله شداد و وقف بجواره متقدماً:

-مش طالع البيت

-يا حاج بالله عليك تريحني

-لازم نروح لمراتك الأول نطمنها .


زغرد قلبه من وقع كلمة (مراتك) العائد على حورية حيهم وأنها لازلت تدعى إمرائته وتنتسب له.


فيما أكمل شداد:

-لازم نطمنها ان كل حاجة بقت تمام وتعرف أنها متجوزة دكر وفي حمايته وماحدش يقدر يهوب نواحيها طول ماهو عايش عشان تفضل كبير في نظرها العمر كله...على الله كل ده يهديها هي والوليه حماتك عن الي الخناقه والي حصل قبلها.


ردت الدمويه في وجه زيدان بمجرد الفكره...هناك فرصه لإصلاح الأمور ولوقليلاً بعدما سدت في وجهه كل النوافذ مع حوريه وأمها وسيحيا عل أمل لكن توقف شداد بانتباه مردداً:

 -احنا نطلع ناخدهم في دوكه ونبلفهم بكلمتين ونقول إنها لازم ترجع معاك بيتكم عشان نخرس الناس ونلم الموضوع ايه رأيك؟؟


تهلل وجه زيدان ورد بفرحة بائنة:

-عين العقل يابا..يسلم عقلك.


ضحك شداد بعد عبوس وقهر وهو يرى تحول ملامح ابنه والفرحة الصارخه بعيناه فضرب على صدره يلكزه بمكر:

-جرى ايه امسك نفسك مش كده.


حمام زيدان يلملم طرفي ياقة قميصه وردد:

-أنا عامل على الفضيحة مش اكتر

-مانا واخد بالي...تعالى ورايا تعالى.


فسار خلفه بالفعل وقلبه يرقص طرباً فما عاد بينه وبين حوريته سوى بضع دقائق وبعدها لن ينجدها أحد من بين يديه ...هو يقسم وينتوي على ذلك.


__________سوما العربي_________


تأهبت الحاشيه وجميع العاملين بالقصر الذي ينزل فيه راموس بلندن الكل يحزم أمتعته لقد انتهت الزيارة واتت بثمارها وعليهم الآن الرحيل للمغرب.


بعد القليل من الدقائق المحسوبة كان الملك يجلس بهيبته في طائرته الملكية متجه للرباط.

الكل مشغول بالتجهيز للزيارة والمراد من ورائها يجلسون في حلقه متجمعين يفكرون كيف سينجحوا في تغيير تفكير جلالته وإقناعه بالذهاب للقاهرة .


بينما جلس راموس ممدداً على كرسيه يغمض عيناه يحاول نيل قسط من الراحة يهرب من الضغوطات والمقابلات والخطط .


وعبثاً كان التفكير فيها وتخيلها وهي بأحضانه لهو متنفسه الوحيد يعيش معها أحلام اليقظة.


أطبق جفناه بغضب فكم كان ذلك مهيناً له ولشخصه ولمكانته...


عاطفته تصارع عقله؛ انه يشتاق لتلك الخائنة ..كم ود لو ادخل أصابعه يغلغلها داخل عقله فيتنزعها وينزع ذكراها وطيفها من مخيلته.


مد أصابعه يمسد المنطقه اعلى أنفه ومابين عيناه وهو يتذكر انه لا يمتلك ولا صوره لها.


فتنهد بحزن واستسلم لأحلامه المخله بالأدب معها.


_________سوما العربي_________


-خييير


تفوهت بها فوزيه بنزق وهي تجلس مقابل شداد وابنه فنظر لها شداد بضيق بينما زيدان يبحث بعيناه عن جميلته التي أشتاقها بجنون وهي تحرمه الوصل و النظره

سحب شداد نفس عميق يدعو الله ان يلهمه الصبر وطول البال على تلك السيده وأردف بحذر:

-كل خير ياست فوزيه ....زيدان جاي يقولك انه وعد و وفى...كل الصفحات الي نزلت الفيديو ده شالته وكلها كام ساعه ويتحذف من الموقع الكبير ده الي اسمه جوجل .


رمقتهم فوزيه بعدم رضا ثم تفوهت برفعه:

-والله...طب كويس إنكم عرفتوا تصلحوا غلطتكوا الكبيره.


تجهم وجه كليهما...هذه المرأه صعبه للغايه..فهي تتعمد تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة وتضع النقاط فوق الأحرف تعلمهم ان ما قاموا به ليس بتفضل أو عمل بطولي هما فقط أصلحا ما افتضحوه من أفعال ولا فضل عليهما .


وفي ظل ذلك الصمت تسلل الشعور بالخطر لقلب زيدان وكالعادة بدأ في فقدان أعصابه.


فيما أجلى شداد حنجرته متحدثاً:

-حممم...وماله ياست آدام أنتي شيفاه كده 

-وهو له أسم غير كده يا حاج ولا أكونش بتبلى عليك أنت وعيالك.


زم شداد شفتيه...لا يملك حق الجدال وزيدان يشعر بتسرب الأمل من بين كفيه فهو قد منى نفسه أنه لن يخرج من ذلك البيت إلا وزوجته بيده ويعود بها لعشهم يعلمها أصول وقواعد المتزوجين حتى الصباح.


عض شداد باطن فمه بغضب يحاول لجمه وقال بعدما إخشوشن صوته:

-ماشي ياست فوزيه بس احنا مش جايين عشان كده وبس احنا من الأخر كده جايين عشان نلم باقي الليلة 


اعتدلت فوزية في جلستها وكأنها تتأهب متحفزة للرد عليه:

-ليلة ايه بقا الي تتلم لا مؤاخذه

-النوش الي حصل ده لازم نلمه 

-الله مش قولت أنكم مسحتوا كل حاجه خلاص

-ايوه بس لازم نخرس لسنه الناس 

-اه...ودي تتخرس أزاي بقا ؟!


كور زيدان قبضة يده يحاول كظم غيظه من تلاعب تلك السيده بهم وبرودها معهم بينما شداد يردد من بين أسنانه(أللهم طولك يا روح) ثم صرح:

- بأن حوريه لازم ترجع معانا على بيت جوزها 

-جوزها الي هو مين ماعلش

-ما جرى ايه بقا يا ست فرزيه مش كده امال...قولنا لك عايزين نلم الليله 

 عادت فوزيه بظهرها للخلف تتكئ بذراعيها على مساند الكرسي ثم قالت بترفع:

-لا يا حاج الليله دي احنا مش هنلمها ..تؤ...احنا هنفضها.


هب زيدان من جلسته ملسوع وهتف بتعصب:

-نفضها أزاي بقولك ايه يا حاجة أنا كل ده ساكت وبقول ست كبيرة واعتبرها زي أمك لكن تيجي لحد كده ولا....حوريه مراتي وهتفضل مراتي وأنا مش متنازل عن حقي فيها...مش زيدان شداد الي مراته تتاخد منه أو تتطلق بالغصب.


ضحكت فوزيه ساخره وقالت:

هيهي...ضحكتني وأنا ماليش نفس

-أنا مش هطلق يا حاجه ولو السما انطبقت على الأرض 

-أنت طلقت والي كان كان يا عين أمك ولا كنت شارب حاجة ساعتها.

-أنتي هتجيبي سيرة أمي؟!!

لجمتهم أثنينهم وجلست تناظرهما من علو فتدخل شداد :

-ياست فوزيه الكلام اخد وعطا ...عيب تكلمينا كده واحنا ضيوفك وبعدين خلي خلافاتنا دي على جنب دلوقتي احنا في حكاية وعايزين نلمها بقولك عشان نسكت الناس.


وقفت فوزيه تردد بصوت عصبي وقد تخلى عنها برودها المستحدث:

-هو أنت كل يوم والتاني هتيجي تبلفني بنفس الكلمتين دول ونفس الحجة وأنا اتساق وراك أنت وعيالك..كل ما تغلب تيجي تقولي عايزين نلم الليله عشان كلام الناس وأنا زي الهاطله امشي وراك واعمل الي على هواك أنت وعيالك وطظ بقا في أي حد تاني مش كده...بقولك إيه يا حاج شداد ومن الأخر كده أنا غلط والجوازة دي كانت غلطة ماكنش يصح ابداً نجوز واحده لأخو خطيبها ...احنا عشان نغطي على غلطه عملنا غلطه تانيه اكبر...ايه الي كان هيحصل يعني كانت الناس هتتكلم شويه وتسكت لكن ادينا مشينا ورا كلام الناس....ازاي الحال دلوقتي؟!


صمت شداد بعجز...هي محقه بكل ما قالته...وما كان صمت شداد إلا موافقه ضمنيه على كلامها مما هز زيدان داخلياًً وأشعره بالخطر.


فوقف يسأل بإستهجان وترقب:

-يعني ايه الكلام ده أنا عايز افهم؟؟ ومالك سكت كده ياحاج كأنك موافق.


لم يتلقى رد فزاد غضبه وعلى صوته:

-ماحد يرد عليا...خلاص يعني حكمتوا ان الجوازة دي كانت غلطة وخلص الموضوع يعني ولا ايه مش فاهم؟!!!!


ومع صوته العالي هتفت فوزيه:

-شايف ابنك يا حاج وعمايله...اهو ده من ضمن...جه بردك من يومين زعق وقل أدبه ولا اكمننا يعني ولايا من غير راجل يقف له؟ هي دي الأصول يا حاج؟؟


فصاح زيدان وقد فقد صبره وباله:

-هو زيدان ده ايه صلصال ولا لعبه في أديكم...أتجوز يا زيدان..لأ لا احنا كنا غلطانين في الي عملناه أنت هترجع تطلق يا زيدان...ايييه...هو أنا على كييفكم؟؟


-ده هيعملنا فيها ضحيه يابني ياحبيبي أنت الي مسبق ومطلق...ماتستعبطش عملت ايه بنتي عشان تلاقيك مطلقها كده من الباب للطاق.

-ياستي كانت ساعة غضب وعصبيه...الشيطان عمى عنيا...وعشان كده الشرع حلل إني أردها..في أيه بقا.


سدت فوزيه باب النقاش وقالت موجهة الحديث لوالدة:

-حاج شداد أنا كلامي خلص.


فوقف شداد يقول لابنه:

-يالا بينا دلوقتي يا زيدان

-هو ايه اللي يالا...أنا مش ماشي من غير حوريه

-يابني كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق 

صمت زيدان عاجز عن الرد إلا انه سحب نفس عميق ثم قال:

-حلو وأنا مش متجوز الحاجة فوزيه

-يعني ايه بقا؟!

-يعني صاحبة الشأن هي اللي تقرر.


بقا يناظر فوزيه بقوة رغم ان داخله خوف كبير فقد تمسك بآخر أمل وهو غير واثق في رأيها تجاهه يتذكر بداية علاقتهما وكيف كانت تخاف منه ثم ما فعله لاحقاً ختاماً بتطليقه لها بتلك الطريقة التي فهم مؤخرًا أنها كانت مهينه وهو قد فعلها ظناً منه انه هكذا يعطيها حرية الاختيار.


فنادت فوزيه على أبنتها التي خرجت عليهم باعين مغرورقه بالدموع..على مايبدو أنها كانت تستمع لما يدور.


لحظة توق وشوق مرت على كلاهما وهما يتطلعان لبعضهما هو يعترف ويعرف انه قد أشتاق لها لكن حوريه لم تسعها الفرصه لتسأل نفسها هل إشتاقت له؟ هل تريد الانفصال فعلياً؟


فقد مرت الأحداث تباعاً ولم تختلي بنفسها كثيراً وربما حانت لحظة المواجهة مع النفس.


بقت عيناه مثبته عليها بشغف وشوق...شوفتها تريح وتطيب نفسه...حوريه جميله جمال مريح للعين ...هو يعدها نصيبه الحلو..فهل ستظل نصيبه؟!مصيره معلق الآن بكلمه منها وقد شرح لها شداد الموقف برمته لتعرف ان الحل والعقد بكمله منها الآن بعدما حلت المشكلة الأخيره وتم مسح جميع المقاطع التسجيلية المصورة.


فوقفت حوريه متخبطه والصمت هو سيد الموقف لكنها كانت تتحاشى النظر له وهو يطالعها بإلحاح كأنه يردد(أنظري لي) ربما لعلمه أنه بات يملك تأثيراً عليها أو يرجو ذلك.


والنظرة له كان لها مردود قوي هزها...ليتها لم تفعل فقد أيقنت أنه يملك تأثيراً عليها وكبير ليس بما يمكن تجاهله.


أحياناً النظرات تخضع،فنظرتها الخاطفة له ثم إشاحتها السريعه لعينيها عنه هزت قلبه وأوقعته بين قدميه، تفسيره الوحيد أن ما حدث ما هو إلا رفض صريح.


والخوف حينما يتلبس البعض يحول أفعاله لمالا يمكن توقعه أو تخيله.


تحدث شداد بتروي..خبرته وسيطرته على أعصابه رأت القبول في عينا الفتاة هي فقط تحتاج المهاودة والصبر فقال بتروي:

-بصي يابنتي هو يا إمساك بمعروف يا تسريح بإحسان ... وزيدان ابني صحيح لكن أنتي بردو بنتي والجواز مافيهوش غصبانيه شوفي لو عايزه تكملي ياريت مش عايزه خلاص أمر الله..وأنا الي هطلقك منه كمان.


فاندفع زيدان في الحديث بعدما انتفض واقفاً:

-هو ايه اللي الجواز مافيهوش غصبانيه لا هو غصبانيه واحنا بقا جوازنا جواز مسيحيين مافيهوش طلاق.


فوقف شداد بسرعه يضع يده على فم ابنه المتهور يحبس باقي تصريحاته العنتريه في جوفه ثم ردد بكياسه:

-شوفتي حتى زيدان موافق على كلامي...مافيش غصبانية...مش عايزك لا تخافي ولا تقلقي وخدي قرارك براحتك مش كده يا زيدان.


هز زيدان رأسه برفض وهم بالحديث الناري لكن حرمه والده الفرصه وهو ينسحب بينما يزيحه بقوه كي يتحرك:

-زيدان كمان موافق..يالا بالأذن احنا بقا وان شاء الله الرد يكون خير..سلام عليكم.


_________سوما العربي_______


إستقبال مهيب يتلوه عدة مقابلات وأجتماعات خاصه كلها أنهكت الملك الذي وصل للتو غرفته الخاصه يقف في شرفتها يحاول سحب نفس عميق.


ويبتسم....خدعه نفسيه يحاول خداع نفسه بها...يتظاهر انه توقف عن التفكير فيها...يكفي أنها خانته.


صك أسنانه ...فهاهو يفكر فيها وهاهو من جديد يعترف لنفسه بأنها خانته يعني أنها تعنيه ولم تكن مجرد جاريه...تباً لها.


نفض عن رأسه التفكير ونظر خلفه حيث رأى مساعده الشخصي قد غفى على كرسيه  من شدة التعب وهو يعمل بجهاز الاب توب 


فدلف داخل الغرفه ليأخذه من على قدميه ثم عاد للشرفه يجلس على أريكه مريحه تطل على الحديقه الغناء وبدا بتصفح الجهاز.


ظل هكذا قرابه الربع ساعة يده تقلب بلا اهتمام الأخبار والمقاطع التسجيلية المنتشرة.

إلى أن توقفت يداه عن التقليب وجعد مابين حاجبيه مستغرباً ثم اتسعت عيناه وهو يدرك حقيقة مايرى...


_________سوما العربي_______


في مطار القاهرة وصلت طائرة منسية تقل أفراد مانسيين من مديرهم ومن الجميع 

كانوا ينظرون لبعضهم بقلق ورعب ...تكاليف باهظة وميزانيه رهيبه وفي النهاية عادوا بكفي حنين.


لكن غضبهم ونظراتهم جميعا منصبه على" منه" هي من ظنت نفسها ريسه ويمكنها قيادة مهمة كبيرة كالتي ذهبوا اليها


وقفوا في صالة المطار لاستلام الحقائب وهم يتبادلون النظرات إلى أن سألت أحدهن برعب:

-هنعمل ايه.

فرد آخر عليها:

-هنجيب كل حاجة على دماغ ست الريسه مش هي دي الحقيقة احنا يادوب بننفذ تعليماتها ورؤيتها وإلا هنبقى خالفنا الأوامر البت دي لازم تلبس اسود وإلا كلنا هنشيل الطين.

ليتقدم آخر ويقول:

-عمالين أنتوا تفكروا في حاجات تفاههه وناسيين المصيبه الكبيرة 

-أيه؟!!

-احنا راجعين ناقصين...رنا مش معانا هنقولهم ايه؟

-بردو دي مسؤلية منه مش مسؤليتنا و والنبي كل واحد بقا يشيل شيلته.

كل ذلك يحدث تحت أنظار منه التي تتابع كل ما يجري منهم وتلاحظ همسهم ترى الغدر وتبييت النية في عينهم ولكنها كذلك تنتوي لهم ان فعلوا فعلت.


_______سوما العربي_______


عاد زيدان مع والده ودقا الباب لتهرول رشا سريعاً وهي على علم بأنه الطارق توقف فردوس من تقدمها البطيئ:

-خليكي أنتي ياطنط عشان رجلك أنا هفتح.

-الله يباركلك يابنتي أنا والنبي رجلي مش شيلاني.


فتحت الباب لتتسع ابتسامتها وهي تبصر امارات الخدلان والإرهاق على ملامحه التي باتت تراها وسيمة لتتأكد أن الأوضاع في سوء مستمر بينه وبين حوريه.


دلف بعد والده الذي ألقى السلام بتعب وهم فيما جلس زيدان على اول كرسي بصمت تام فقالت فردوس:

-طمنوني عملتوا إيه

-عرفنا نحذف الفيديوهات بس ماعرفناش نرجّع حوريه 

تهلل وجه رشا بينما هتفت فردوس بحزن:

- ليه بس؟!

-أمها...ست صعبه وشديدة ..دي خدتنا غسيل ومكوة

-ماكنتش عارف تلين دماغها بكلمتين يا شداد يعني..خلي بالك فوزية من الجيل القديم الي الطلاق عنده زي الموت.

-دي وليه صعبه..صعبه ولسانها معاها ومتبري منها .

-طب....

كادت أن تكمل حديثها لولا جرس الباب فهمت لتقف وتفتحه لكن من جديد أسرعت رشا تردد بحنو مستحدث:

-خليكي ياحبيبتي عشان رجلك.


ذهبت لفتح الباب بينما شداد يتابعها بعينه وهو يسأل زوجته مستعجباً:

-هي رشا بتعمل ايه هنا؟!

-بنت حلال وفيها الخير والله جت تساعدني...عارفه ان الزعل بيأثر على رجلي

-يا سلااام..وماله.


بتلك اللحظة كانت رشا قد فتحت الباب لتبصر والدتها أمامها تناظرها بغضب شديد ثم قالت:

-سلام عليكم يا جماعه

فردت فردوس:

-وعليكم السلام تعالي ياختي اتفضلي خطوة عزيزه 

-يعز مقدارك يا حبيبتي أنا جيت أنادي رشا اصلها اتاخرت واحنا عندنا مشوار


قالت جملتها الأخيرة وهي تناظر ابنتها بنظرات تردي الحي قتيلاً لكن رشا سألت بوقاحة:

-مشوار ايه 

-مشوار مهم يالا قدامي..سلام احنا بقا يا جماعه


همت فردوس ترد متشكره:

-الله يسلمك يا حبيبيتي وشكراً يا رشا عملت الحوض والرز مكاني ربنا يكرمها.


نظرت تحية لأبنتها وهمست بغل:

-والله...من امتى الشطارة دي...


ثم رفعت صوتها تردد السلام من جديد وسحبت أبنتها بغضب ورحلت تشيعهم نظرات شداد إلى أن عاودت فردوس طرح الأسئلة من جديد 


______سوما العربي_______


ظل يعيد تشغيل المقطع المصور لا يفهم ولا يدري ماذا يرى لكنه متأكد أنها هي ....والله هي ...قبطيته الملعونه.


انفاسه أصبحت عميقة طويله وتمهيداته عاليه تهد الحيل .....الأن فقط أدرك لأي درجه قد أشتاق لها.


عيناه لمعت ...سرحت بحنان وشوق...طوق لها ولمستها له...يتذكر لحظاتهم سويا.


عادت عيناه تتتبع الفيديو وبدأ يحاول فهم ما يدور والان فقط خطر بعقله السؤال الأولى بالطرح أين هي ومن هؤلاء وماذا تفعل بينهم؟أهذه برازيليا أم ماذا؟ واين الطبيب عشيقها....تباً له ولها.


هب من مجلسه وتحرك ناحية مستشاره الخاص يوقظه ويأمره بتتبع الأمر وقد أبلغه أنه في غضون ساعه لا أكثر عليه ان يعود له بالخبر اليقين


________سوما العربي_______


جلسه عائلية بامتياز ضمت كل من فوزيه وابنتها بشقة فوقية ورنا بعد العشاء وجلسن يتابعن مسلسلهن المفضل إلى أن جاء فاصل إعلاني مطول فانخرطتتا الشقيقتان في الحديث وبالطبع الحدث الأهم والمستولي على كل الاهتمام حالياً هو خلافهم مع منزل شداد


وبين وجهة النظر وعكسها كانت حورية تتابع بصمت حزين والان فقط سألت نفسها سؤال واحد وهو المهم(هل تريد العودة لزيدان أم لا؟)


وانحرفت بعقلها تفكر هل كانت ستعجب في يوم بالأيام بزيدان لو لم يحدث ما حدث؟ لو لم يكن شقيق محمود؟ 


الإجابه أنها ماكانت تنتبه له رغم القلق الذي يصنعه في الحي بسبب طباعه الحادة وعصبيته المبالغ فيها.


هي بالفعل كانت تخف منه.....لحظة......

هل صرحت بأنها كانت؟! ..................


كانت ولم تعد؟! بللت شفتيها وهي تستشعر ولادة بسمه جميله على شفتيها مع تسرب شعور لذيذ داخلها بينما تتذكر انه كان لين ولطيف جداً معها بل كانت تشعر احياناً أنه يستجدي إعجابها، يحاول أن يخبرها بأنه ليس عصبي أو صعب كما يشاع عنه،كأنه كان يقول لها أنا جيد أرجو ان تتقبليني.


لكن لما طلقها؟! لما فعل ذلك وبدون حتى أخذ رأيها أوليس ذلك من حقها هي الأخرى؟ هو من تخلى عنها لا مبرر لما فعله .


ما فعله زيدان زاد الطين بلله و وأوسع الجرح الغائر الذي تسبب فيه محمود يوم تركها بفستان الزفاف.


تصرف زيدان كان وكأنه أزال القشرة التي تكونت فوق الجرح عنوة وتركها تنزف...عزز لديها الشعور بالدونيه وعدم الإستحقاق....وأنها لا تستحق سوى الهجر والترك.


مازالت تتذكر لهفته عليها البائنة في عيناه كالشمس في السماء لكنها غير مبررة ما فعله بها ....لقد أدمى قلبها وسبب لها صدمة نفسيه كبيرة ما كانت ستستشعرها بعد ترك محمود لها ليلة الزفاف.


تخلي زيدان عنها كان أهوج ...مجحف وبلا سبب يخبرها أنها لا تستحق ان يتمسك بها أحد هي معرضه للتخلي في أي وقت.


وانتبهت على صوت خالتها تقول:

-خلاص بقا يا فوزيه صلي على النبي...البيوت ياما بيحصل فيها...سيبي الجدع يرجع مراته بلاش تركبي دماغك وبطلي عند.

بادلتها فوزية النظر بتردد مابين الرفض وإلاستجابه وكادت ان تسأل حوريه رأيها.


لكن حوريه قطعت عليها الفرصه و وقفت مقرره:

-أنا هرجع شقتنا عايزه انام بدري وارجع تاني أروح شغلي...تصبحوا على خير 


خرجت سريعاً لا تريد الحديث...هي بالأصل مذبذبه ومتوترة


فتنهدت فوقية تردد:

-هربت عشان مانفتحش معاها السيره...البت دي إستوت ياحبة عيني ومابتلحقش تفرح.


تنهدت بحزن واكملت:

-أااااه...قال على رأي المثل رايح فين يا حظ ..رايح لعفانتهم...طب والحلوين ياحظ قال كفايه عليهم حلاوتهم.

بتلك الأثناء كانت رنا تجلس تستمع وتتتابع بصمت ...على غير العادة كانت لا تمتلك رأي بتلك القصه...لقد تغيرت رنا تماماً فرنا القديمه كانت صاحبة رأي وشخصيه..مقدامه ومبادرة هي الفعل دوماً ولم تكن يوماً رد فعل.


على عكس تلك الساهمة الصامته التي تجلس الآن...تتمنى أنها يكن كل ما هي به الآن لهو مجرد شعور مابعد الصدمة...وأنها فترة وستطيب وتعود لسابق عهدها.


أغمضت عيناها تجاهد إلاتبكي هي تشعر أنها حطمت من الداخل.


وبلحظة انقطع الفاصل الإعلاني بنشرة إخباريه تعاقبت فيها الأخبار داخل مصر ثم أخبار من حول العالم لتتجمد وتشعر بالبرودة تجتاحها بينما يعرض أمامها زيارة رسمية من لملك جزر الذهب للمغرب .


أنه هو...لحظة وكأنها طارت من على كنبة بيتهم القديمة وعادت هناك تتذكره وتتذكر أيامه كيف كان يلمسها كيف كان يتحكم فيها.


تذكرت كذلك مناداته لها بصغيرتي ...والأهتمام الذي خصها به وحدها


سحبت نفس عالي بتعب وقد داهمتها المواقف من كل ناحية كأن الذكريات تتوافد على عقلها بصورتها معه في كل الأوضاع ...وهو يحاول معها ...وهو يعبث بجسدها وكأنها لعبة يمتلكها كيف كان يعتصر نهديها و مؤخرتها ....ان الشعور بالعار يكتنفها حد الإختناق .


تتذكر كيف كانت تعامل معاملة العبيد ...هم بالفعل عدوها عبدة لديهم لمجرد أن قدميها قد وطئت أرض مملكتهم ...


كيف شن*قت ....كيف سيقت لطب*لية الأعدام وكانت ستموت دون أن يدري بها احد


رفعت عيناها لتبصره على شاشة التلفزيون بينما يرفع النشيد الوطني لمملكته وهو ينظر للشاشه ويبتسم فبدى وكأنه يبتسم لها.


أغمضت عيناها تقطعها اللمحات وهي تمر على عينها سريعاً كأنها حدثت من لحظات بل إنها تستشعر عسره لمؤخرتها بيده الغليظة الآن وختام الذكرى كان بحديث الطبيب وهو يخترق أذنيها ...الآن فقط أيقنت هي تبغضه كما لم تبغض أحد من قبل ولا ترغب برؤية وجهه ابداً.


بحركه لا إراديه نظرت للشاشة...تبا انه يبتسم لعنه الله ...فأغلقت الهاتف وفرت تهرول ناحية غرفتها.


__________سوما العربي_________

صباح يوم جديد أستيقظت تتمطئ بخمول فهي طوال الليل قد جافاها النوم من شدة خنقتها وهي تتذكر الملك ولياليه.


فتحت عيناها تتمنى لو فعلياً تفقد الذاكرة لتتوقف عن تذكر ما حدث هناك.


-هيييييييييي

شهقت تنتفض برعب وهي تجد نفسها وجهاً لوجه بمواجهة راموس الذي يشرف عليها بجسده العريض العاري يتابعها بشغف يأكلها بعيناه.


سحقا....إنه هو؟! كيف..

-انتبهت على صوته يردد بشوق وصوت أجش:

-أشتقت لك صغيرتي ...


يتبع💖



الفصل السادس والعشرين 


في فجر يوم جديد كانت الشوارع خاليه والجو به لفحة برد خفيفة شجعت زيدان على الخروج للشرفه ربما يتسع صدره المخنوق ويتنفس


و وقف في الشرفه من بعيد يطالع منزل حوريته من بعيد يلعن المسافات والظروف يرغب في معجزه تأتي بها لعنده  أو تأخذه اليها.


بنفس اللحظة التي خرج فيها شداد من غرفته عازماً على صلاة الفجر ليجد عزيزه يقف هكذا شارد بحزن 


فاقترب منه يربط على كتفه لينتبه له زيدان ثم قال:

-صباح الخير يا حاج

-صباح ولا مسا؟ شكلك مطبق.

 اخرج زيدان تنهيدة تعب حزينة فقال شداد وهو يلاحظ نظرات ابنه البعيدة على منزل حورية:

-حورية مش كده؟


نظر له زيدان بتعب لا توفيه الكلمات ففكر شداد لثواني ثم قال:

-هو أنت يابني مش شايف أنت تعليقتك بيها دي غريبة شويه؟


طالعه زيدان بجهل يشوبه التعب والإستفسار فأكمل شداد:

-أنت ممكن تكون متعلق بيها بالطريقه الغريبه دي عشان اول واحده تدخل حياتك والبت ماشاءلله حلوه أنا مش هنكروانت ما كنتش تعرف قبلها وكل خطوبه ليك ماكنتش بتتم..أاانا ماقصدش حاجه بس يمكن عشان كده أنت متعلق بيها كده ...يعني من واحد مافيش في حياته حد خالص وكل ما نروح لواحدة ترفض وتخاف منك وفجأة هوووب تتجوز ومش أي واحده لا دي واحدة بسم الله ماشاءالله فيمكن عشان كده أو تبقى فاكر ان دي فرصتك الوحيدة فلو مفكر كده لا.


استمر زيدان في مطالعته بصمت مما حث والده على مواصلة حديثه:

-لو أنت مش ملاحظ أنا بقا واخد بالي من البنات اللي كل شويه يتلككوا عشان يدخلوا الورشة واصل الكرسي أتكسر اصل مش عارف ايه ..تلاكيك..من امتى البنات بتروح الورش ولا من امتى احنا بنصلح حاجات مكسرة احنا بنصنع بس.


رمقه زيدان بجانب عينه ثم اعتدل قائلاً:

-كل ده مش عشاني...ده من حورية..بنات وغيرانين من بعض مانا كنت قدامهم...حوريه هي السبب.

-طب بلاش عندك رشا بنت عمك...ماتقولش انك مش فاهم حركاتها.

لم يجيب عليه زيدان فقال:

-خدت بالك أو ماخدتش بيغيروا من حورية ولا مش بيغيروا المهم ان الحال أتبدل وأنا مش عايزك تقف حزين على نفسك كده كفاية عليا التاني الي لازمه رباية من أول وجديد 


_______سوما العربي________


إنحاشت أنفاسها وهي ترى كل كوابيسها تتجسد أمامها بهيئة بشري أسود عيونه لامعه يطالعها بشغف مجنون بل هوس يرعبها 


كيف ومتى وأين؟!!!! هي أين 


ياللهي هل عادت هناك؟ ام أنها لم تعد لوطنها بالأساس وكل ذلك كان حلماً 


نهجت أنفاسها تخرج بصعوبه من صدرها وهي تطالع سقف غرفتها المعهود .


لحظتها أدركت أنها ببيتها ولكن كييبيييف؟


إنها بحلم ....لا تفسير غير ذلك...أويخيل لها فقط.


أغمضت عيناها على أمل ان يختفي ...


لتنتفض ويهتز جسدها من سماع رنين صوته الرخيم :

-أفتحي عيناكي صغيرتي فلقد إشتقت لهما.


تباً انه يتحدث.


فتحت عينيها وقد ذهب حلم إختفائه سدى...فمدت يدها تلمسه ربما يتلاشى وينتهي الكابوس لكن يدها البارده التفحت من سخونة جسده الراغب فيها.


فأبعدت يدها على الفور حين تيقنت أنها بالواقع معه ...وأنه حقيقة متجسده أمامها ولكن كييييييف؟!!!


لم تستطع التحكم بنفسها فهمست بها مستفهمه ليرد عليها وعينه تتجول على ملامحها بشوق:

-جئت لعندك بنفسي...لقد حققتي معجزة لم تحدث قبل.


وبلحظة تجهمت ملامحه وقال:

-رغم فعلتك الشنعاء وهربك مني...لم تحدث مطلقا.


لم تستطع السيطرة على نفسها فهتفت مستجيرة :

-يا ماااااماااا.


ضحك بخفة ثم همس :

-هي نائمة ولن تستيقظ الآن 


جحظت عيناها برعب ...ماذا فعل ذلك الوغد بوالدتها...فهم عليها وهز كتفيه ببلادة:

-هي مخدرة لساعات لا أكثر..ستستيقظ...لا تقلقي..ولكن الأن تعالي لعندي فقد أشتقت اليكي.


لم ينتظر كما اعتاد وسمح لنفسه بضمها لصدره..كلها...كانت مطبوعه على جسده متخشبة وعيناها متسعه 


وهو يطبق عليها بشوق ومجون لا يكاد يصدق أنها الآن وأخيراً بين أحضانه.

أخرجها من حضنه مشتاق لملامحها الخلابه يمسح على شعرها بحنو وهو يخبر ويأكد لنفسه انه قد عثر عليها وهي الآن معه.


مسح على شعرها و وخدها مراراً ثم أعادها للحضانه من جديد..تبا أنه يقلبها بيده كيفما يشاء.


كتف جسدها داخل أحضانه بذراعيه وهو يحتضنها وكأنه يحبسها ليضمن أنها لن تفر منه مجدداً يبتسم براحه بعدما تيقن أنها لم تخنه ولم تسافر مع الطبيب ...لقد أخبره مستشاره بكل شيء بعدما تقصى عن ذلك الفيديو وما خلفه.

هي لم تفضل احد عليه ولم تهرب مع الطبيب كما ظن...لكنها....هربت منه هو...هو لا يعنيها.


لكن تباً إشتياقه لها الآن غالب غضبه وكبره المعهود سيشبع منها أولاً


انه مشتاق وقد قتله الشوق بل جننه ولم يتمالك نفسه بل بدأ يغزو نحرها بقبلات ساخنه متلهفه وسمح لنفسه بالوصول لمقدمة نهديها ثم يصعد لنحرها يغرقه بالقبلات ومن ثم وجهها .


وهي تدمع بصمت ...لقد عاد كابوسها وعاد معه الشعور بالعار ...عاد جسدها مستباح كما السابق.


والملك غارق في نشوة لا تتلبسه وتغرقه إلا مع تلك القبطية وكاد ان يسطحها على الفراش ليتمكن منها اكثر خصوصا وهي لينه مطاوعه على غير عهدها   ...يقسم ان يحقق معها الآن كل أحلام اليقظة التي حلم بها وحده ..سيجسدها معها لحماً و دماً بلا تراجع أو حسابات .


لكن توقفت يده وهو يستشعر إبرة الكانيولا التي لاتزال مغروسه بيدها.


فعاد لرشده وكأنه كان بحاجة لسمة شئ قوي يعيده لصوابه ويخرجه من بحر الشبق الذي غرق فيه ما ان رأها ولمسها.


ليأخذه القلق ويسأل :

-مابكي صغيرتي ...آنتي مريضه؟


واخيراً رفعت عيناها له تنظر لسالب حريتها بمقت شديد...الجاحد مازال يعتصرها بين ذراعيه الغليظة.


جمعت المتواجد من شجاعتها وقوتها وهتفت:

-أبتعد عنااااااي.


أتسعت عيناه بصدمة...


تخشب جسده وتوقف عقله للحظات...يبدو ان العشق قد أخذ منه مبلغه حتى انه لم يفكر أو يتوقع رفضها...وكأن لا مجال لرفضها .


بينما وثبت رنا من فوق سريرها ووقفت على بلاط الغرفه تردد بغضب:

-لن اسمح لك بإستباحة جسدي من جديد....أستفق ...لم تعد بمملكتك ولم أعد جاريه عندك ولا بعمري كنت جاريه.


مال فيهه بإبتسامة متسلية وقد إطمئن على صحتها ما أن أبصر شراستها.


فوقف بتمهل من فوق السرير و وقف يقابلها بشموخ يردد:

-وماذا أيضاً؟

أستفزها بروده وإستهانته بها من جديد فأشارت على الباب بحزم:

-أخرج من بيتي فوراً 

-هههه ماذا؟!!

-كما سمعت...أنت ألان ببيتي وبمنزلي أستطيع طردك.

تجلجلت قهقهاته عالياً:

-هههااه...طردي أنأ؟!


ثم اقترب منها يقرص خدها المستدير:

-أوووه..كم إشتقت لرؤية شراستك يا صغيرة.

-ان لم تذهب سأرفع صوتي بأقصي حد وأصرخ مستجيره بالجيران  لا تغتر بكونك ملكاً.. أنت لا تعرف سكان شبرا.


ضحك ساخرا:

-حقاً..هممم...سمعت عن مصر العجب ربما حان الوقت لأرى...حسناً أخذني الفضول...هي أصرخي لأرى.


ورغم إستفزازه لها إلا إنها لم تستطع... خوفها منه يمنع تهورها المعهود.. هو له هيبة غير طبيعية.


فوقفت بخذي أمامه ليبتسم عليها بحنان ثم يخطو مقترباً منها هامساً أمام شفتيها وهو يمسح بأصبعيه خدها برفق:

-أرأيتي صغيرتي...لقد أشتاقتي لي لكن عنادك يمنعك فقط لا أكثر..جئت لعندك وأنا متيقن من تأثيري الكبير عليكي.


وضع أصبعيه أسفل ذقنها يجبرها كي ترفع وجهها فيه ثم همس:

-أنتي تريديني كما أريدك ..


تعالت أنفاسه وعيناه تطالعها بوله ثم بدأ يقبلها بتمهل وتلذذ يعلم ان لديه كل الوقت وهو مشتاق لها حد الهلاك.


_______سوما العربي________


كانت تهز قدميها بتوتر شديد..والدتها لسانها كالسوط ولن ترحمها على كل ذلك التأخير .


كذلك الرعب يفتك بها ولا تعلم لما تحتجزها والدته حتى الآن بالمشفى معهم.


وقفت بحزم مقررة الرحيل وليحدث مايحدث ..همت بالتحرك قأوقفها قائلاً:

-رايحه فين يا انسة

-هروح الوقت اتأخر هو أنا محبوسه هنا ولا حاجة ؟!


بتلك اللحظة دلفت السيده الأنيقة بخطوات ثابته تردد:

-أيوه محبوسه 


اهتز ثبات وفاء أمام شموخ وقوة تلك السيدة فسألتها متوترة:

-ليه يعني هو أنا كنت عملت حاجة مثلا ولا اكونش أنا الي عورت ابنك


ثبّتت السيده الأنيقه نظرات عيناها الحاده على وفاء وكأنها تتهمها بالفعل مما زاد من توتر وفاء فحاولت مرة أخرى:

-أنا جيت عشان المستشفى كلموني لما كان لوحده بس خلاص حضرتك جيتي اهو وأنا هنا من امبارح هو ده يعني جزاء المعروف

- معروووف اه...أنتي قولتيلي اسمك وفاء محمد ايه؟

جف حلقها و وجدت صعوبه فى بلع لعابها وامام نظرات القوه والاتهام من تلك السيدة أكملت كأنها لا تبالي:

- وفاء محمد 

أمرتها بقسوة حازمه:

-رباعي 

- وفاء محمد السيد عطا.

-تمام 


-اروح بقا؟؟


رفعت السيدة الأنيقة حاجبها ثم سألتها مستنكرة:

-تمشي ازاي هو مش الصبح طلع وأنتي بتقولي انك جبتي ابني هنا لأنك لاقتيه واقع في الشركة متهور لأنك على حسب كلامك شغاله معاه

- اه والله وتقدري تسألي كل الموظفين هناك

- صادقه يا حبيبتي صادقه...بس لو هو كده ايه بقا؟! هو مش الصبح طلع والشغل قرب معاده ولا إنتي ايه حكايتك.

- ماهوو...أنا كنت هروح لامي الأول أطمنها وبعدين اروح الشغل.


أبتسمت لها السيدة إبتسامة مخيفة وتقدم تسحبها من يدها بينما تربط عليها بما يشبه التهديد والوعيد:

- نطمنها بالتليفون ياروحي...ودلوقتي يالا عاصم خلاص ممكن يخرج فهنروح احنا التلاته بقى كده هناك نشوف حكاية الي حصل وانتي كنتي في الشركه لبعد ١٢ بالليل ازاي وليه؟؟ اه نسيت أقولك..اصل أنا البوليس مش بيجيب لي حقي أنا بجيبه..يالا بينا ؟؟!!!


شحب وجه وفاء....لقد قضي عليها...من يمكنه التصرف مع هذه الشخصية 


________سوما العربي________


إستفاقت على صوت هزات والدتها التي تنادي بأسمها منذ برهه وفتحت عيناها تنظر حولها بهلع شديد تتلفت يميناً ويساراً كانت تبحث عنه تسأل أمازال هنا أم غادر أو أنها كانت تحلم ...تدعو وتبتهل ان تكن تلك الحقيقة 


لم تهدأ ثورة أنفاسها الهائجة غير ما ترتيب عقلها للأفكار...منطقياً لا يمكن.


بل صعب ...كيف ومتى أتي وكيف سيدخل بيتها بكل تلك السلاسة.


بالأخير هو ملك وتحركه له حسابات ...ذلك هو المنطق وهي قطعاً كانت تحلم فهمست داخلها( خلاص بقا عندي تروما؟ شكللي لازم اعرض نفسي على دكتور عشان أتخطى التجربة دي...الخيالات هتموتني)


خرجت من تفكيرها العميق على صوت والدتها:

-بت يا رنا مش بكلمك...قومي يالا اتأخرنا 

-على ايه؟

-على خالتك وبنت خالتك هنروح السيدة...حاكم أنا كنت نادره اول ما ترجعي واطمن عليكي اروح هناك واعمل إطعام..قومي يالا لسه هنعدي نشتري حواوشي.


تقدمت فوقية لتغادر ورنا تشيعها بنظراتها وهي تزفر أنفاسها براحه بينما تؤكد داخلياً لنفسها انه حلم وانتهى.


جرت أقدامها لتخرج وتدلف للمرحاض لكن أوقفها صوت والدتها:

-أاااه ياني يا دماغي...دماغي تقيله ولا أما أكون واخدة شومه على دماغي ولا متبنجه ...وكمان اتأخرت في الصحيان وعدى عليا صلاة الفجر حاضر لأول مره من كذا سنه.


تسمرت أقدامها بالأرض وهي تتذكر حينما اخبرها بال''حلم" أن والدتها مخدرة لساعات.


هزت رأسها برفض...لقد سستمت عقلها ونفسيتها على أنه بالتأكيد حلم.


فتحركت تمر من جوار أمها تتجه نحو المرحاض وهي تردد:

-عادي عادي...راحت عليها نومه ومصدعه...عادي 


لتوقفها والدتها مرددة:

-بت يا رنا ايه العلامه الي في رقابتك دي.


اتسعت عيناها برعب وسالت بينما تتحسس رقبتها:

-علامه؟ علامة ايه؟!

رفعت والدتها إصبعها تتحسس عنق رنا وقالت:

-دي...لولا إني شيفاكي إمبارح قبل ما تنامي وإنك ماغبتيش عن عيني والله كنت دبحتك.


أرتعبت رنا وهي تستوعب بينما أكملت فوقيه:

-تلاقيكي نمتي زعلانه...أنا ساعات لما بزعل بيحصل كده بس في رجلي.


همهمت رنا بخوف:

-ايوه زعل...هو أكيد زعل

-بتحصل عادي

تحركت رنا صوب المرحاض تردد لنفسها برعب ربما تطمنئن:

-ايوه بتحصل عادي..عادي


وقفت أمام الحوض وفتحت المياه تملأ كفّها به فتغسل وجهها ليتوقف كفيها برعب وهي تشتم رائحة قويه تعرفها معلقه بكفيها وملابسها ...تعرفها جدا...تعرفها بقوة.


لتبكي بهلع :

-مش عادي...مش عادي.


___________سوما العربي________


بصعوبة وبعد انهيار تحاملت مضطره وكتمت رعبها ثم تجهزت لتخرج مع والدتها وخالتها وحورية


و وقفن أمام الباب ينتظرن السيارة المطلوبة وبينما هما كذلك وبينما حورية تتصنع الأنشغال كي تتلاشى النظر ناحية ورشة الحاج شداد انقلعت عيناها وهي ترى احدى فتيات الحي تتقدم بكامل زينتها وتستعد لدخول ورشة النجارة 


رمشت بأهدابها وهي تستوعب للحظة...تسأل ما الذي قد تحتاجه فتاة من ورشة نجارة مخصصة لتصنيع الأثاث؟؟ ماهو الشيء المُلّح مثلاً؟


رفعت احدى حاجبيها بعصبية شديدة وهي تراه يخرج من ورشته بكامل عنفوانه يشمر ساعديه الغليظة وقميصه يتصبب عرقاً يعم كي يجلس على كرسيه يكمل تدخين أرجيلته لكن تلك الفتاة تلاحقه كأنها جائت من اجله هو تقصده....واستوقفته عن الجلوس تحاول شد انتباهه وخلق أي حديث معه وهو يحاول مجاراتها .


وضعت يدها في منتصف خصرها ثم رفعت صوتها تردد بغضب:

-يالا يا ماما العربية وصلت.


التف منتبهاً عليها ولمعت عيناه ببريق الحياه التي لم يعرفها غير معها.


ابتسم بخفه...كانت جميلة والاهم أنها لا ترتدي شيئاً من الممنوعات رغم ان اللون الأخضر رائع عليها...لكن سيمررها لأجلها فقط...لا يرغب بإخافتها منه أو وجود أي شجار حالياً فهو يقسم انه قد تدارك خطئه تماماً.


أستأذن من الفتاة وتقدم لعندهم يقول بهدووووء شديد:

- خارجه من غير ما تقولي...الله.

احمرت عيناها من شدة الغضب الذي لا تعرف سببه.

بينما هو نظر للسيدة فوقية يردد:

-حلوين دول على مقاسي ياست فوقية ولا أغيرهم

سالته فوقية بجهل واستغراب:

-هما ايه يابني اللي مقاسك إسم الله على مقامك؟!!

-القرون الي بنت أختك عايزاني اركبها

فتدخلت فوزيه هذه المرة:

-وأنت مالك بينا أيش أخششك يا ضنايا؟


فرد بابتسامة متكلفه وكأنه يتجنب الصوت العالي كي لا يخيفها فاستخدم ابتسامة باردة لزجه لو كان استخدم العراك لكان افضل وطئة من تلك الابتسامة المستفزة....بينما يكمل:

-على أساس ان الي خارجه دي مش مراتي مثلاً؟

-يا عالم يا هوو...نفهمك ازاي يابني ياحبيبي إنها ما عادتش مراتك وأنت طلقتها.

هز كتفيه يدعي البرود واكمل:

-لسه العدة فاضل فيها كذا أسبوع لما تبقى تخلص بقا...ومن هنا لحد ما تخلص أنا لازق لكم زي الأتب في الضهر.


جزت فوزيه على أسنانها وقالت:

-بقولك أيه أنا صبري نفد أنت خليتها خل خالص.

عاد لابتسامته المستفزة يقول:

-قولي الي تقوليه أنا لازق لكم.


تحرر لسان الجميلة أخيراً وهتفت بنزق:

-لا شكراً مش عايزين نعطلك..شكلك مش فادي و زباينك ملاحقينك.


ناظرها بجهل تام إلى صدح صوت الفتاة من خلفه:

-جرى ايه يا معلم اتاخرت ليه مش قولت ثانيه وجاي.


رمق الفتاة بعين وعين أخرى على حوريته التي تقف متخصره غاضبه لتلمع عيناه فجأة متذكراً حديث والده وعقله يصرح "اللعبه احلوت قوي"


يتبع💖



الفصل السابع والعشرون 


يجلس طوال الوقت ساهداً متذكراً حبيبته وكيف كانت بين ذراعيه اخيراً،ضحك بخفة وهو يدرك انه قد تسلل كاللصوص لبيتها.


لقد أضحى عاشقاً يفعل أفعالهم ويتصرف بتهور ومجون مثلهم..لقد نحى تربيته وتصرفاته الملكية جانباً وتصرف كشاب أحب فتاه.


كيف غير رأيه بعد رفضه القاطع تماماً للسفر لمصر وهاهو الآن يجلس في قاهرة المعز.


لفحة هواء صيفيه منعشه مرت عليه...طقس بلادها يشببها ...خفيفه ومنعشه.


أغمض عينيه يهمهم بتلذذ وهو يسترجع شعوره بها وهي بأحضانه..كيف ضمها...كيف قبلها.

يتذكر كذلك تمنعها اللذيذ وشراستها الواهية...يسأل هل كل القبطيات مثلها أم أنها حالة خاصه متفردة.


هز رأسه بمجون ونشوة ثم ضحك، لقد عجبته التجربه..يرغب في خوضها مره أخرى.


اهتزّ الهاتف اللوحي الكبير من جواره لينتبه اليه مستفهماً ثم فتحه ليباشر باتصال من احد معاونيه...تهلل وجهه انه الرجل المكلف بحمايتها ومراقبتها.


فتح إلاتصال سريعا لتنفتح أمامه شاشة كبيرة ظهرت فيها ببث مباشر.

رفع احدى حاجبيه بغضب شديد وهو يراها تقف في حيها ومعها سيدتان وفتاة مميزة الطلة ولكن المثير للغضب هو ذلك الرجل عظيم الجثة طويل الجذع الذي يقف معهم متحدثاً...تباً ..من هذا ولما يقف معها وما علاقته بها.


تسربت الغيرة داخل الملك من رجل لأول مرة هنا فطن شيئاً مهماً...ربما عليه التحرك خصوصاً وأنه يتوجب عليه العودة لبلاده بأسرع وقت فلا يصح ابداً انك يترك زمام الأمور بمملكته ويجلس هنا يحب ويعشق.


ولكن من هذااااا؟؟ ولما يقف بحضرتها...تباً إنه رجل مميز يبدو عليه العنفوان والهيبة، صك أسنانه وهو يسأل من هذااااا؟


بسرعه شديدة مد يده والتقط الهاتف من جواره يتصل بأحد رجاله لتفتح المكالمة فيسأل مباشرة :

-اللعنه ماذا يحدث عندك؟

-السيدة ميرورا تستعد للخروج مع والدتها وخالتها وابنة خالتها ولا نعرف لأين بعد لكننا مستمرون في تتبعها.

ليسأل الملك من بين أسنانه:

-من ذلك الرجل؟

-اه سيدي بالطبع تقصينا عنه لنعرف انه زوج ابنة خالتها أو بالأحرى كان..قصتهم غريبة و......

أوووه ....كيف نسى....انه نفس الرجل الذي شاهده بالفيديو...ذلك الفيديو الذي كان حلقة الوصل وبداية ظهور برائتها...هز رأسه وقد بدا يدرك أنه بات يعرف الغيرة ويغار...للدرجه التي تجعله ينسى أشياء مهمه ويتحول ما ان يبصر ذكر قريب منها.


تنهد ببعض من الراحه،ًلكنه عاود النظر للجهاز اللوحي ولم تتركه الغيرة..فهذا الرجل مميز لا يريد أن تبقى معه بمكان..ياللهي ماذا يفعل.


___________سوما العربي_________


على صوتها وهي في أوج مراحل غضبها وقالت:

-يالا روح شوف الي وراك أنت موقفنا كده ليه؟!


ارتفع حاجبيه دهشه...لأول مره يعلو حس حوريه عليه...ههه بل لأول مره يعلو لها حس من الأساس...طوال عمرها قطة وديعه...ماذا جرى.


أشار على نفسه يردد بزهول:

-أنتي بتعلي صوتك عليا يا حوريه؟! هي حصلت.


نظرت للفتاه التي تجاوره وقالت بتحدي:

-اه ويالا بقا ماتقفش في طريقنا عايزين نروح مشوارنا...احنا مش فاضيين وأنا كمان...روح شوف مشغولياتك


قالت جملتها الاخيره وهي تنظر على الفتاة المبتسمة لها بتحدي وكهن.


فيما انتعش قلب زيدان وهو يستشعر غيرتها عليه:

-صح أنا مشغولياتي كتيرت قوي اليومين دول 


ثم ألتف للفتاة يسألها بأهتمام بيّن:

-أمريني يا انسه.

لتتحدث الفتاة ببطء مثير:

-ابداً بس كنت عايزاك تيجي تبص على كراسي السفره بتاعت ماما إلا اتخلعت كلها والسفره دي عزيزه على ماما قوي مش عايزه تفرط فيها قولنا بس مافيش غيره المعلم زيدان هو أبو التفانين وهيقدر يلاقي لنا حل...ده لو مش خنزعجك يعني.


لف زيدان بوجهه ينظر على حورية وأمها ثم قال:

-يا خير من عنيا.

فقالت الفتاه:

-أنا عارفه انك مش بتشتغل غير في الجاهز بس من عشمنا فيك بقا والجيران لبعضيها ولا ايه

-اه طبعاً طبعا ...عينينا....النهارده ان شاء الله بالليل

-ماشي هستناك ..قصدي هنستناك..سلام

-سلام


غادرت الفتاه وهو رمقها بنظره أخيرها ثم التفّ لهم ليرى نظرات الحقد في عينا حوريه وحماته تهتف بحده:

-خلصت يا عين أمك 

فرد ببجاحة كما وصاه صالح :

-خلصت اه .

-يا بحاجتك 

-بتقولي أيه؟

-بقول يا بحاجتك...جبت يا واد كشفت الوش دي منين

-هو أنا عملت حاجة؟!

-لا أبدا...أنت بتاخد مواعيد وقدامنا بس ...تسمح بقا تفسح حبه كده بدل ما أنت ساددعلينا مايه وهوى ...عايزين نتحرك..بقالنا نص ساعة واقفين .


هندم ياقه قميصه وقال :

-اه تمام..يالا بينا

وهم ان يتحرك لتوقفه:

-يالا بينا على فين

-جاي معاكوا

-جاي معانا فين

-مكان ماانتو رايحين رجلي على رجلكوا

-تيجي معانا بأمارة ايه؟ 

-تاني...تاني يا ست فوزيه..بأمارة ان مراتي معاكوا 

-اللهم طولك يا رووح

وأمام بروده وإصراره إضطررن الذهاب معه حتى ينتهي هذا اليوم على خير 


_______سوما العربي_______


وقفت في غرفة الحراسه تتتنهد أخيراً براحه شديدة غير مبالية بغضب السيدة الأنيقة التي بدأت تصرخ عليهم بحده:

-يعني ايه كاميرات المراقبة كانت عطلانه يومها.

اقترب الحارس يردد من جديد:

-يافندم مشّ عطلانه مش عطلانه...بس السيستم بتاع الشركه كان بيتيغير عشان كنا مغيرين سيستم الأمن كله فجه حظه بقا في اليوم ده

رفعت السيدة احدى حاجبيها بنزق هاتفه:

-حظه؟! ولا دي خطة معموله على ابني...انتو يومكم مش معدي معايا.

-يافندم أنا تحت امرك وشوفي الأجراءات الي عايزة تاخديها وأنا معاكي فيها لأن فعلاً مافيش أي خطت معمولة على أستاذ عاصم خصوصاً انه مديرنا كلنا من زمان وطول عمر الشغل ماشي وهو راجل جان يعني مش بيضيق على حد بالعكس هو متعاون جدا وجميل.

-فبقت دي جازاته عشان متعاون وجميل...أنا ابني فقد الذاكرة هيعيش حياته ازاي دلوقتي؟!

-يافندم ان شاء الله يبقى زي الفل 


التفت تنظر بشك وعدم راحه لوفاء التي تهلل وجهها من بعد شحوب ثم سألت الحارس:

-والبنت دي؟ تعرفها؟

-أيوه دي الانسه وفاء شغاله في البوفيه بقالها حوالي شهر على ما أظن 

-تعرف عنها ايه

-وأنا اعرف عنها ليه يافندم...ماعرفش غير اسمها وأنها بنت مجتهده وبشوشه هو بس ..

نظر لوفاء باعتذار ثم أكمل:

-لسانها طويل حبه وبترد الكلمة بعشرة

فعقبت وفاء على حديثه:

-ماشي ياعم مشكرين.

رمقتها السيدة الانيقه بعدم إرتياح ثم أمرتها:

-اتفضلي 

-هروح؟!

-إتفضلي على شغلك


هبطت عزيمة وفاء وتدلى كتفيها ثم التفت لتغادر لمن أوقفها صوت السيدة الصارم:

-بس خليكي عارفه أنا عيني عليكي ومستنيه لك على غلطة.

-يا ستي ربنا مايجيب غلط أنتي هتبشري في وشنا ليه على الصبح 

اتسعت عينا السيدة بينما ردد الحارس :

-اهوا دي الي قصدي عليه بالظبط 


قتلته وفاء بنظرة متوعدة من عينها ثم قالت بما يشبه الوعيد وهي تغادر المكان:

-ماشي بشوقك...ليك روقة.

ثم غادرت متجهه نحو عملها تقبل يدها وجهاً وظهر بعدما سترها واغلق الموضوع فأنى لها هي بعاصم و والدته كيف ورطت نفسها معهم تقسم ألا تعاودها.


________سوما العربي________


في رحاب السيدة نزلت السكينة على قلب فوزية وانشغلت بعيناها وتركيزها قليلاً عن مراقبة زيدان الذي استغل الوضع وسحب حوريه معه 

-رايح بيا على فين..باب الستات من هنا

-تعالي بس معايا

-أجي فين

-هنروح لشيخ مبروك هنا عارفينه من زمان نحكي له على الي حصل وهو يحكم مابينا ايه رأيك.

-لا...

-يا حورية.

-قولت لأ


زفر أنفاسه ثم ردد:

-طب عشان خاطري..ولا أنا ماليش عندك خاطر

-رفعت عيناها فيه ليترقرق بهما الدمع ...شعر بكل ما تريد قوله من عتاب...هو من وصل بهما لهنا فقال:

-عندك حق ...أنا ماعملتش حاجه تخلي ليا خاطر عندك.


هم ليتحرك مغادراً ناحية باب الرجال لكنها أوقفته قائلة:

-أستنى.


تشبع وجهه بالفرحه والحياه وهو يستمع لصوتها المتردد يقول:

-أنا مش ناسيه انك انت الي حميتني من الفضيحه بتاعت محمود فهاجي معاك رداً للجميل بس وكده واحده بواحدة ومالكش عليا جمايل.


أشرقت ملامحه وهو يقول متهللاً:

-ماشي .


_______سوما العربي________


وقفت فوقية على اعتاب السيدة تتمسح وتدعو 

-يارب..يارب طمني على بنتي يارب وريح قلبي من ناحيتها...احميها واحرسها ...يارب تتهنى وتفرح وأبعت لها أيام حلوة من عندك يارب...يارب ماتعدي ألسنه دي غير ورنا بنت فوقيه متجوزه ومتهنيه في بيت جوزها هي وحوريه بنت فوزيه قادر يا كريم ..طمن قلبنا عليهم يارب دول غلابه مالهمش غيرك انت السند والضهر.


ثم تقدمت تجلس لجوار اختها التي افترشت الأرض تدعو بصمت وأعين دامعه.

وبلحظة انتبهت تسأل:

-البت حورية فين

التففن حول انفسنهن يبحثن عنيها بأعينهن لكن لا اثر لها فقالت رنا:

ماتقلقوش تلاقوها راحت تجيب حاجة نشربها ...أنا هروح أشوفها.


_________سوما العربي_______


خرجت من المسجد مع زيدان وكل منهما صامت يتذكر حديث الشيخ الذي أرجع معظم الخطأ على زيدان لأنه الرجل وقد خلقت هي من ضلعه ولأنه لم يحتوي الموقف وتسرع بإلقاء يمين الطلاق يخبره بأن الطلاق حلال لكنه غير محبب مطلقاً ولا يصح اللعب به...وطلب على إستحياء من حوريه ان تسامحه وتعطيه فرصه أخرى خصوصاً وان ما جرى يندرج تحت بند المتوقع نظراً لظروف زيجتهم.


همت حوريه ان تتجاوزه باتجاه مصلى السيدات ليوقفها قائلاً:

-حوريه


وقفت دون ان تعطيه وجه ...حديث الشيخ كان داعم لهواجسها هو كل الحق عليه فهمس:

-هتديني فرصه يا حوريه؟ أنا مش عارف أعيش من غيرك لدرجة بقيت اسأل طب انت كنت عايش من قبلها ما تحاول تعمل كده بس مش عارف ومش عارف إزاي فعلاً كنت عايش من قبلك.


مش حديثه قلبها...لكنها جمدت مشاعرها كأنها تخشى حنس وعدها لنفسها بالشخصية الجديدة...لن ترضى بالقليل ولن تصمت على أفعاله.


بتلك اللحظه أبصرتها رنا أخيراً وتقدمت تقول:

-حوريه ...كنتي فين؟!

نظرت حوريه على زيدان نظرة غير محددة المشاعر ثم التفت لرنا قائلة:

-مافيش...أنا رايحه شغلي عشان كنت مستأذنه ساعتين بس لازم أتحرك.


تحولت عينا زيدان للغضب الشديد وهو يرى تحديها المعلن له وهم كي يوقفها لكنها كانت الأسرع واختفت بين الزحام.


فوقفت رنا تسأل بغباء:

-شغل؟؟ هي رنا بقت بتشتغل؟! بتشتغل ازاي وهي لسه بتدرس؟!


التفت لترى زيدان وقد ظهر التعب والإرهاق على ملامحه فأشفقت عليه قليلاً وسألت بشك:

-هو انت بتحبها فعلاً ولا جوازة والسلام؟

نظر أرضاً بحرج وكأنه يستكبر على الأعتراف فقالت بغيظ:

-حلو خليك كده إستكبر و قاوح لحد ما تطير من أيدك بجد

رفع عيناه فيها وقال بإندفاع:

-الله هو كل واحد فيكم هيقطع فيا ده بدل ما حد يتدخل ويساعدني:

-إذا كنت انت مش عايز تساعد نفسك...هي كلت ايه تشرب عليه مايه؟! بذمتك انت وقفتها قدامك وقولت لها يا حوريه أنا بحبك؟! جربت؟!

فردد بغباء:

-طب شوفت...خليك واقف بقا محتار كده .


ثم تركته وذهبت باتجاه مصلى السيدات تلحق بخالتها وأمها وهو غادر مشغول الباب بكل ما قيل له .


في الورشة 


انتفض جسده فجأه من صراخ صالح عليه :

-ينصر دينها البت رنا دي..جابتها..كانت تايهه عني فين دي؟

-هي ايه دي


ضيق صالح عيناه مردداً:

-حوريه وباين عليها هتيجي سكه بس عايزة شويه محايلة مع حبة رومانسيات كده لكن ده هيطول والعده قربت تخلص وكمان حماتك معصلجه يبقى الحل اييييه عشان نكسب وقت ؟

-إييييه؟!

-فضيحه.

هب زيدان من كرسيه يردد بغضب:

-إيييه؟! تاني...يا اخي حرام عليك..اسكت خالص وبلاش افكار تاني الله يكرمك.


جذب صالحه يده يحسه على الجلوس وقالت بمهادنة:

-أقعد بس وأسمعني...دي فضيحه كده وكده...فضيحه لذيذه يعني

-ازاي؟!

-هي مش بنت خالتها نصحتك تعترف لها بأد ايه بتحبها وأد ايه مش عارف تعيش من غيرها.

-اه

-يبقى انت محتاج تعمل ده بس نعمله بحرفنة..يعني ورد ..بدله شيك وتطلع لها من على المواسير.

-ورد وبدله مع مواسير؟! زي الحراميه؟؟ هي دي الفكرة؟!!

-طب وقسماً بالله جامده جداً وهتشوف..انت هتخش على أرضتها تثبتها بكلمتين وتاخدها في حضنك على دخلة أمها هووووب فتصلح انت غلطتك.


نظر له زيدان بتردد فشجعه صالح :

-اسمع مني

-لأ لأ بلاش

-ياض اسمع الكلام...طب بذمتك مش وحشاك

-وحشاني قوي بس...

-مابسش بقولك اطرق على الحديد وهو ساخن قوم نجهز الورد وهديه حلوة انت الليلة لازم تبقى عريس قووووم.


__________سوما العربي_________

جلست حوريه على مكتبها تحاول الإنشغال عن التفكير بزيدان مقرره أنها لابد وأن تمضي قدماً ولا توقف حياتها عنده.


لكنها شعرت وكأن أحدهم يراقبها لترفع عيناها وتبصر فتاة ترتدي بذله عمليه أنيقة جدا تقف مكتفه يديها حول صدرها و عيناها مثبته على حوريه التي ابتسمت بتوتر مرددة:

-صباح الخير 

رفعت الفتاة حاجبها الأيسر هاتفه بترفع:

-قصدك مساء الخير الساعه عدت واحدة بس صحيح هو بالنسبه لك صباح اصلك لسه جايه الشغل.

وقفت حوريه تردد:

-أنا استأذنت من مديري على فكرة 

-بجد...وأنا مديرة مديرك ومش موافقة وعايزة أعرف أصلا أنتي خريجة ايه عشان تشتغلي معانا هنا؟


فوقفت حورية بتوتر تقول:

- لأ أنا لسه ماخلصتش كليه

-كماااان

ارتفع صوتها عالياً بغضب فاقترب مدير حوريه يسأل بقلق:

-خير يا أستاذه منه ايه الي حصل 

- الي حصل؟ مين الأنسه دي وإزاي اشتغلت هنا وهي لسه أصلا من غير أي سي ڤي أو شهادات مين شغلها هنا؟

-دي أوامر مسترعاصم 

-عاااصم...ده حلو قوي الكلام ده أنا ليا كلام تاني معاه


كل ذلك تحت أنظار كل الموظفين من ضمنهم الفريق صاحب السفريه الاخيره لتهمس أحداهن:

-أموت واعرف بتجيب القدر ده منين امال لو ماكنتش راجعه من سفريه متكلفه الشئ الفلاني من غير أي نتايج وكمان مضيعه واحده من الفريق


ليرد أخر:

-البت دي لو ماحدش وقفلها هييجي علينا الدور في يوم

لكن أوقفهم ثالث منبهاً:

-ولا لينا أي دعوة...بلاش نفتح العيون علينا ...أحمدوا ربنا إننا رجعنا لاقينا عاصم تعبان وإلا كنا دخلنا كلنا في سين وجيم ...ماتنسوش هي صحيح مسؤله عن الرحله لكن احنا كمان كنا معاها فكل واحد يحط لسانه جوا بوقه ويخليه في خيبته.


كلامه كان مقنع لهم حيث غلبت المصلحه والخوف على الوظيفه لذا التفّ الجميع وذهب كل واحد تجاه مكتبه بينما جلست حوريه منقبضة الروح والملامح لتسترعي انتباه وفاء أثناء مرورها.


فاقتربت منها تسأل:

-في ايه مالك؟ هي الحيزبونه دي كانت بتزعق لك إنتي؟

-اه 

-وأنتي سكتي لها؟

-اه ومتضايقه عشان سكت ...أنا مش عايزه أسكت لحد تاني يا وفاء..مش عايزه أبقى ضعيفه واشرب في جنابي واسكت.

تحفزت ملامح وفاء وصمتت ثواني ثم قالت:

-طيب سبيني النهارده بس وأنا بكره هجيب لك قرارها واخليكي تدوسي على رقبتها..وماتنسيش المدير بذات نفسه موصي عليكي يعني أنتي كعب عالي ادخلي بوخي في ودنه بكلمتين قوميه عليها.

-ازاي...لسه مش بعرف اعمل كده...ابقي علميني

-هعلمك.


قاطعهم صوت سكرتيره عاصم تقول:

-وفاء...مستر عاصم عايزك

-حاضر جايه

التفت مرة أخرى تقول لحوريه:

-أنا رايحه له أكيد عايز قهوه..وأنا جوى هولع لك الدنيا وبعدين اندهلك تتشحتفي شويه ماشي.

-طب ما أزعق...أنا حاسه إني هبقى احسن لو زعقت.

-يا بنتي بقا...عند الرجاله اتشحتفي وعند البنات زعقي...افهموها بقاااا...


تحركت بخطى سريعه وهي تردد:

-لما ارن لك تيجي اوكي؟

-اوكي 


__________سوما العربي___________


وقف يطالعها عبر شاشة الهاتف منبهراً ..حدقتا عيناه متسعه على وسعهما ومرهوب، هل هذه هي قبتطيته التي لم يرى منها سوى التمرد والشراسه أحياناً والمكر المكشوف أحياناً أخرى؟!


هو كأنه لأول مره يراها ...يستكشفها ...ما هذا الانطلاق وما هذه الحيويه.


فهو الآن يجلس داخل القصر المخصص له بالمحروسه يراقبها عبر الهاتف وهي تتجول في شوارع القاهرة بمرح شديد مصطحبه سيدتان متقاربتان بالعمر وكذلك بالملامح.


كانت تتبختر بخيلاء وكأنها قد عادت لها الحياه ما ان عادت لأرضها...إنها تحفظ هذه الشوارع..أنه حيها...ذلك هو جوها رغم تكدس المدينه بالزحام عكس شوارع مملكته الحاره...لكنها تبدو معتادة بل ومستلده.


لمعت عيناه بإبتسامة ماكرة وعض شفته بسفالة وقد تأهب جسده وهو يشاهدها تتفرج على أنواع مختلفه من بذلات الرقص المصري وكذلك بعض من الجلابيب المصريه التي تتميز بالدندشة والإغواء وقد بدت معجبه بقطعه ذهبية اللون منهن.


أغمض عيناه مقشعراً يشعر بتسرب السخونة إليه وهو يسأل كيف ستكون هيأتها حينما تدي له جلباب كذالك الذهبي؟


ارتخي فمه بابتسامة معجبه وهو يراها تقف على عربه متجوله تبيع الزلابيه تلتقط حبات منها وتشارك الباقي مع السيدتان المصاحبتان لها.

تقضمها أولا ثم تغمض عينيها مهمهمة بتلذذ شديد والعسل يقطر على فمها.


انتفض من على كرسيه وكشر عن أنيابه وهو يرى احد الشباب طويل الجزع مفتول العضلات وسيم المحيا يتبرع ويعطيها منديل ورقي مشاوراً لها على شفتيها التي يعتبرها تخصه...تخصه واحده ..من سمح لها بأن تتصرف هكذا.


قبضت مفاصل يده متكورة وهو يقبض على مسندي الكرسي من شدة الغضب وهو يري ذلك الشاب يتحدث معها وهي ضحكت...من سوء حظها وتعاستها أنها قد ضحكت...ضحكت لشاب يبدو أنه معجب بها .


ليتابع بترقب وقلق ذلك الشاب تفسه وهو يتردد السيدتان اللتان بجوارها.


لم ولن ينتظر وإنما رفع سماعة هاتفه وأمر رجاله بسرعة إحضارهن ثلاثتهن لعنده حالاً.

_________سوما العربي_________

دلفت وفاء لعند عاصم لتجده يجلس وهو يسند دماغه على يده بإرهاق شديد فقالت:

-أمرني.


رفع وجهه لتبصر ملامحه المتألمة وبلحظة شعرت بالندم لتهورها ولسانها السليط المتسبب بكل ذلك فالجدع قد ذهب معها ليساعدها ويسعف والدتها ليصبح ذاك هو جزاؤه.


الآن فقط أدركت خطورة وفداحة ما فعلته .


اقتربت منه بإشفاق وسألته:

-تعبان؟

-مش عارف كنت كويس وفجأة تعبت

-مش عارفه بس ليه صممت تيجي الشغل النهارده وفي نفس اليوم 

-السكرتيرة كلمتني وبتقول ان الميزانية لازم تتسلم النهارده آخر يوم أنا مش فاكر الموضوع ده.

-أنا فاكره خليني أساعدك.

ابتسم لها بإمتنان مردداً بهدوء:

-شكراً يا قمر هتعبك معايا

تخشبت مكانها تسأل وهي لا تكاد تصدق :

-قمر...اللهي تنتستر

-ضحك عليها وقال:

-شكراً بس أنتي فعلاً قمر هو أنتي مش عارفه ولا إيه؟


حاولت الخروج من ذلك الحديث الذي سيجر قدميها لمنطقه تخشى الدخول فيها كبقية الفتيات فنقضت نفسها و مسحت وجهها قائلة:

-يالا عشان نقفل الباقي من الميزانية...على فكره أنا الي عملتها لك.

-بجد

-ايوه أنا خريجة تجارة 

-امال ليه بتشتغلي بوفيه حد بالذكاء والجمال ده مايبقاش في مكانه الصح 


تاهت في حلاوة حديثه ونطراته وقالت:

-وبعدين بقااااااا...هي الخبطه مأثره للدرجه دي وبعدين مالك كده طيب كده ليه ...فين عاصم بتاع زمان الي كان بيناطح فيا واناطح فيه وكان جبروت ويستاهل كل الي بحراله مالك مستطيب كده أنا مش عارفه اخد وادي معاك.


ابتسم عليها وسأل:

-كنا بنناطح بعض ازاي بقا فكريني.


تاهت في بسمته ثانيه أخرى وسيصبح الوضع من الصعب السيطرة عليه لتنفض رأسها مجدداً تقول:

-بقولك ايه انت كنت مناديلي ليه؟  ااااه صحيح نسيت أقولك...حوريه

-حوريه مين؟

غمزت بعيناها تردد:

-حوريه الي كنت عايز تظبطها...فرصتك جت لك ..متخانقه مع أستاذه منه ومحتاجه لحد يقف في ضهرها...أظن مافيش فرصه احسن من كده عشان تقرب منها

-نادي لها نشوف مشكلتها بس هقرب منها ليه؟

-هااه؟! بص انت يمكن بس عشان لسه ماشرفتهاش لكن لما تشوفها كل ده هيتغير دي تحل من على حبل المشنقه..استنى هروح أنادي لها تجي لك وتقعدوا لوحدكم تحكوا.


همت لتغادر فقال:

-وفاء استني.


توقفت مكانها بقلق فقال:

-ماتغبيش عني عشان أنا مش فاكر أي حد هنا ولا عارف كنت بعامل كل واحد أزاي ومش مش عارف مين آمن له ومين لا فخلصي وتعالي بسرعه عشان مش مطمن لهم.


لتشاور على نفسها وتسأل بذهول:

-ومطمن لي أنا؟

-اه

-ليه مانا المفروض زيهم

هز كتفيه ورد بجهل:

-مش عارف بس مرتاح لك.


لتغادر دون التفوه باي حرف إضافي وقد سلب عقلها حديثه وعقلها يردد:

-مأمن لي أنا؟! اه لو عرفت أن أنا وامي السبب في الي انت فيه بعد ماكنت جاي عشان تنجدنا...اااه.


_________سوما العربي_______


كان الخوف يكتنفهن ثلاثتهن بعدما توقفت امامهن سيارة سوداء عاليه وقد اخترقت الزحام وترحل رجل ببذله سوداء وشارب كثيف يأمرهن بحزم:

-اتفضلوا معايا بهدوء لو سمحتم


لتسأل فوزيه :

-احنا 

-آه 

-ليه يابني...أمن دوله دول ولا ايه...أنتي عملتي ايه يا فوقيه.

-والنبي يأختي ماعملت حاجه 


ليردد الرجل من جديد:

-يالا لو سمحتم.


لكن فوزيه لما يعجبها الوضع وقالت:

-انت مين يا جدع انت ونيجي معاك بتاع ايه شايفنا غلط ولا ايه عشان نتخطف بالسهوله دي؟


هز الرجل رأسه ثم قال:

-حضراتكم مطلوبين في السفارة 

-سفارة ايه 

-اتفضلوا معايا وهناك هتعرفوا كل حاجة 

فذهبن معه بجهل شديد وقلق.


_______سوما العربي_______


أسدل الليل ستائره على الحي العتيق وعادت حوريه لتمدها من خلو المنزل من والدتها فقررت شحن هاتفها لتتصل بها.


دلفت لغرفتها وأشعلت النور وبدات في فك أزرار بلوزتها وخلعتها وبقت بكنزه قطنيه بلا أكمام وهمت لتخلعه كذلك لكن شهقت برعب وهي ترى النافذة تفتح ببطش شديد ثم فُجت بدخول زيدان منه.


صرخت برعب فاقترب يده يده على فهمها ويضمها له قائلاً:ششششششش...هشيل أيدي بس تهدي و أوعي تصوتي.


هزت رأسها إيجاباً فأبعد يده لتحاول التقاط أنفاسها ومن ثم التحدث:

-انت اتجننت ...ايه الي جابك هنا وبالطريق 


فرد بقوه:

-عارفه فيلم البحث عن فضيحه

-حلو هنمثله أنا وانتي دلوقتي وانتي هتعملي دور مرفت أمين 


لتتسع عيناها برعب وهي تراه يقترب منها بعزم بينما يخلع عنه ملابسه وكله إصرار على إتمام ما يريد.


يتبع💖💖💖

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close