رواية اذوب فيك موتا الفصل السادس عشر والسابع عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية اذوب فيك موتا الفصل السادس عشر والسابع عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
الفصل السادس عشر
صباحك بيضحك يا قلب فريده
( لا تحزن ان الله معنا )
عن جمال الايه دي وقد ايه هي بتطبطب على القلب
فكره ان لينا رب موجود معانا دي لوحدها تخلينا مطمنين
واثقين في حكمته ومسلمين لاقداره
لان اقدار ربنا كلها خير
خلي عندك يقين ان اللي جاي احلى واحسن مليون مره من اللي فات
زي ما بكيتي في يوم من شده الهم بكره باذن الله هتبكي من شده الفرح بس انتي قولي يا رب مليش غيرك..... انا واثقه
وبحبك
وقفت تنظر له باستغراب حينما فتحت له باب الشقه الذي تركها فيها
ترى داخل عيناه لمعه غريبه..... خليط ما بين الفرح والعشق و.....التمني.....
وجهه مشرق للغايه... تري ما السبب
الان فقط.... علمت ما سبب كل هذا حينما اختطفها كي يحطم عظامها بعناق ساحق وهو يقول بنبره تقطر عشقا وفرحا : بقيتي حره..... هتبقي بتاعتي
هبوسك واحضنك وافرمك…. محدش له حاجه عندي
رغم احتياجها لهذا العناق الا انها حاولت ان تفصله حتى تفهم معنى تلك الكلمات التي جعلت قلبها يخفق بشده
سالته بنبره مرتعشه و هي تحاول الابتعاد : فهمني في ايه طيب انا مش فاهمه تقصد ايه
ابتعد قليلا ثم نظر لها بعيون تلمع عشقا وتمني ....... قال بفرحه عارمه : ايه اللي مش مفهوم يا حبيبي..... بقيتي حره يا ضي حياتي
ابن الكلب لسه مطلقك من ساعه
شهقت بعدم تصديق ثم قالت بصوت اختنق بالبكاء : ايه اللي بتقوله ده يا عدي..... ازاي ده حصل وفين
ده زمانهم قالبين الدنيا علينا
ابتسم بحب ثم قال : عيب عليك...... ازاي حصل وفين دي بتاعتي انا.... المهم انها حصلت وكلها كم يوم اول ما القسيمه تطلع هجيبهالك
امسك كفها و سحبها معه الى الداخل ثم اكمل بعد أن جلسوا معا فوق الاريكه: اما بقى ان هما قالبين الدنيا عليكم..... المفروض ان ده الطبيعي انما انا اللي شايفه عكس كده
ضي بخوف : يعني ايه ....تفتكر عرفوا أننا معاك
عدي : هما اتاكدوا انكم معايا بعد ما اجبرت حسين يطلقك.....اكيد زمانه بلغهم بعد ما طلع من القسم لاني قولتله يقولهم اللعب بقي عالمكشوف
انما قبلها كانوا بيتصرفوا بطريقه طبيعيه ابوكي وامك راحوا المولد..... يارا راحت الدرس
محمد على القهوه وراح يجهز الدنيا فمبقتش فاهم هم بيفكروا ازاي
من شده حقدها عليهم لم تنتبه كثيرا بتلك الرساله التي ابلغها لحسين و إنما قالت بغل : انا اقولك....
تطلع عليها باهتمام فاكملت : اولا بيحاولوا يظهرولك ان هما مش في دماغهم ومعندهمش حاجه يخافوا منها فبالتالي مش فارق معاهم غيابنا
ثانيا وده الاهم انهم واثقين اني مش هقدر احكيلك حاجه هخاف.... دمعت عيناها واختنق صوتها كثيرا وهي تكمل بقهر : مش هيتخيلو ابدا ان انا احكيلك عالى حصل زمان حتى لو حكيتلك جزء منه مش هقدر اقولك على الحقيقه كلها
بس اللي ميعرفهوش ان انا مكنتش هقدر اخبي عليك اكثر من كده مهما كان قرارك...... هتقبله مهما كان رد فعلك اهون عليا مليون مره من اني اخدعك
كوب وجهها بحنان ثم قال : عمر نظرتي فيكي ما خيبت..... هي دي وردتي اللي ربيتها على ايدي
مش هكذب واقول مزعلتش لاااااا ده انا مقهور..... واللي هعمله فيهم مفيش عقل ممكن يتخيله
بس مش ده ابدا اللي يخليني ابعد عن حب عمري والبنت اللي اتمنيتها واتعذبت بسببها...... الورده اللي فتحت على ايدي
كنت كل يوم براعيها وبرويها..... بشوفها بتكبر قدامي يوم بعد يوم
اول ما جيتي عندنا مكنتيش بتتكلمي..... بس لما همستيلي وسمعت صوتك وعرفت اسمك
وقتها حاجه جوايا قالتلي البنت دي بتاعتك..... مش هتكون غير ليك
حسيت ان اللي جوانا هيبقى كبير..... اكبر واعمق من ان حد يتخيله
كون اني انا اسمع صوتك واعرف اسمك اول واحد ده كان بالنسبالي علامه اني هكون اول واحد في قلبك وفي عقلك وفي كيانك
وانت هتكوني الاولى والاخيره بالنسبالي...... اللي حصلك وانتب صغيره مكنش بايدك ولا ليكي ذنب فيه
ابقى مش راجل لو لومتك عليه او بعدت عنك بسببه..... ابقى مستاهلش حبك ليا
وعذابك اللي اتعذبتيه عشان بس تحميني وتبعديني عنهم.... ضغط على وجهها قليلا ثم اكمل : ولا انتي شايفاني مش راجل يا حبيبي
ردت عليه من بين دموعها المنهمره بغزاره : انت ....دانت سيد الرجاله كلها.... ارجلهم واقواهم واحنهم..... لو لفيت الدنيا عمري ما الاقي ظفرك
لما بعدت مكنش قله ثقه مني.... كان خوف عليك.... ومكنش عندي الجراه اني احكيلك حاجه زي كده
بس لما بقي قدامي اختيارين يا اما احكيلك عشان احميك..... يا اما افضل بعيد و احافظ على سري
بكت اكثر وهي تكمل بنبره تقطر وجعا : مقدرتش اخبي.... حياتك وامانك اهم مليون مره من اي حاجه ثانيه حتى لو كان ثمن الحقيقه هو بعدك عني..... مش مهم
الاهم انك تكون بخير مش بتمنى من الدنيا غير كده
مال عليها ليلتهم شفتيها بل يرتشف دموعها المنهمره ويروي بها ظما اشتياقه لها..... تاره ياكل ثغرها و تاره أخري يوزع قبلاته على ثائر وجهها الذي تحول الى جمر ملتهب من شدت الخجل..... لكنها ايضا تريد ان تاكله اكلا
ان تشق صدرها وتدخله ثم تغلق عليه
بادلته بجنون مما جعله يبدا في اماله جسدها للخلف حتى اصبح نصفه العلوي فوقها وهنا...... دقت اجراس الخطر داخلها
هل سيكمل مضاجعته لها مستغلا انها ليست عذراء..... داخلها الف صوت يخبرها ان حبيبها ليس كذلك.... لن يفعلها
الا ان خوفها كان اكبر من هذا اليقين
وحبيبها كان يمتلك من التعقل والحكمه ما يجعله يلجم جماح جنونه بها
رغم اندماجه معها ورغبته القويه بها
الا انه لاحظ ارتعاش جسدها اسفله لذا.... ابتعد سريعا وقد نجح في كبح جماح مشاعره التي اصبحت كالنار تلتهم احشائه
تطلع عليها بعيون مشتعله ثم قال برجوله : هتبقى مراتي..... وهعمل كل اللي بحلم بيه معاكي
اخذ كل اللي بتمناه منك..... واخليكي اسعد ست في الدنيا.... ده وعدي ليكي
وعد من.....عدي الشريف
في ذلك الوقت..... وعلى غير العاده لم يكونا توامان..... فاحدهم غارق في العشق بعد ان ازال اصعب عائق بينه وبين حبيبته
اما الاخر..... يقف امام والديه ومعهم العم سعيد يسمع ما لا يرضيه وقد اصبح الامر فوق صفيح ساخن بينهم
ولاول مره تتخذ سمر قرارا جديا امام ابنائها.... دائما ما تغلبها عاطفه الامومه
اما الان..... تقف جنبا الى جنب مع زوجها وتسانده فيما يفعله بل تساعده ايضا في اقناع ولدها بما يقوله
صرخ تميم بكل ما اوتي من قوه وتصميم : انا بحبها ومش هسيبها...... مش مشكلتي انكم مش مقتنعين انتم او اهلها
كل اللي بتقوله ده ولا يلزمني انا وهي بس اللي هنعيش..... وانا وهي بس اللي عارفين هنمشي حياتنا ازاي
مش هنسمح لاي حد مهما كان يبعدنا عن بعض مش عشان شويه افكار متخلفه اضيع حب عمري
هاااااااااا..... هكذا صعقت سمر حينما تلقى ولدها صفعه قويه لاول مره في حياته على يد ابيه الذي ينظر له بغضب لم ترى مثله من قبل
هتفت باسمه فرد بجنون و نظره لم يحيد عن الذي يقف ثابتا كان شيئا لم يحدث : ولا كلمه يا سمر….. لما الامر يوصل أن ابنك يغلط فيا يبقى لازم اعيد تربيته من اول وجديد
تدخل سعيد سريعا : اهدى يا سالم مش كده.... الموضوع عمره ما يتحل بالضرب و لا الخناق
رد تميم بصلابه : ولا هيتحل اصلا يا عمو...... انا بحب ساره ومش هتخلى عنها مهما حصل
تطلع له سالم بغيظ شديد ثم قال بنبره خرجت من الجحيم : و ماله ..... روح اتجوزها.... بس قبل ما تعمل كده قدم استقالتك
نظر له تميم بعدم فهم ثم قال : وايه علاقه شغلي بالجواز يا بابا……مفيش حاجه هتضر شغلي وانا معاها
ضحك سالم بغل ثم قال : هو انت في اجازه يا تميم بيه...... مش المفروض انك في مهمه...... ومهمه صعبه لان المفروض اللي انت بتحميها مش مجرد عيله ولا اخت حبيبه اخوك مقعدها معاك لحد اما يفضالها او ياخدها لاختها
دي طرف في القضيه وشاهد فيها...... قولي يا بيه تعرف عنها ايه..... سبت شغلك وجريت على ساره صح
اهملت واجبك عشان ساره صح
ممكن تتحمل ثمن روح سما لو جرلها حاجه.... وهتتحمل خساره القضيه اللي اخوك شغال عليها بقاله سنين
وهتتحمل ذنب كل الاطفال والبنات اللي لسه بيتشحنوا على بره يا اما اعضاء يا اما تجاره رقيق و دعاره
كل دول ذنبهم في رقبتك....لييييييييه..... عشان البيه بيحب والهانم اتصلت تشتكيله وتعيط
###### الدنيا كلها ....تولع المهم هي صح
عرفت ليه بقولك استقيل....... لانك طول ما انت معاها ولا هترتاح ولا هتريح اللي حواليك ولا هتنجح في شغلك
وانا مخلفتش ابن فاشل..... مش هقبل كل يوم والتاني تجيلي شكوى منك
والمفروض..... انت كراجل متقبلش انك تكمل في شغل زي ده عشان بس انت ابن سالم الشريف .....و لا ايه
لديه كل الحق فيما يكون كيف الغي عقلي و اترك مهمتي كي اهرول اليها..... هكذا قال تميم داخله وقد ظهرت على ملامحه علامات الندم والغضب ايضا
مسح فوق وجهه بقوه حينما سمع امه تقول بنبره غاضبه : انت اتجننت يا تميم..... تسيب البنت لوحدها وانت لسه مبقالكش كام ساعه موديها المكان اللي مقعدها فيه
طب مش هقولك عشان دي تخص اخوك لو جرلها حاجه اكيد هيزعل منك..... هقولك عشان ده شغلك اللي حالف عليه قسم
يا خساره يا ابني..... ادام هان عليك شغلك
وقدرت تقف قدام ابوك وترفع صوتك عليه..... يبقى هيهون عليك كل حاجه عشان خاطر بس الست ساره
بدات تتحرك نحو الاعلى وهي تقول : لسانك ميخاطبش لساني.... لما تعقل وترجع تاني ابني اللي انا ربيته على الرجوله وتحمل المسؤوليه وقتها ابقى افكر اكلمك
نظر لابيه بحزن فوجده يقول : انت بقيت راجل كبير وعاقل
عقلك يوزن بلد..... عايز تتجوزها اتفضل مش همنعك..... بس بطولك
ساله بحزن : يعني ايه يا بابا.... هتتبرا مني
سالم : اكيد لا.... بس مش هحضرلك حاجه ولا هروح اتقدملها معاك
ولما تبقى في بيتك متلزمنيش
تيجي لوحدك تسال على امك وعلى ابوك ده لو حابب
انما هي مش هتعتب باب بيتي..... وده اخر كلام عندي
اتفضل..... الباب مفتوح شوف نفسك رايح فين..... هترجعلها ولا هترجع لشغلك ده لو كان لسه موجود والبت مجرلهاش حاجه
هز رأسه ببطء ثم اتجه نحو الخارج دون ان يتفوه بحرف واحد..... يشعر بغضب شديد لعلمه ان ابيه لن يرجع في كلمه قالها مهما حدث..... اصبح الان امام خياران احلاهما مر
نظر سعيد الى سالم ثم قال بهدوء : الشده مش هتنفع يا سالم وانت عارف عيالك..... خده واحده واحده وبالراحه
اصلا معتقدش ان اهلها هيوافقوا..... انت شفتهم عاملين ازاي
سالم بغل : البت مقويه قلبه..... على الوضع اللي انا شايف ابني فيه ده لو قالتله تعالى نهرب هيجري معاها والبلد هتولع يا سعيد..... اذا كان لما يكونوا اثنين عاديين بيعملوا كده الدنيا بتتهد
فما بالك اتنين في مراكزهم ووضع اهاليهم
هيبقى الحال ايه.... الموضوع كبير واخطر مما تتخيل
انااااااا ابني جهاز المخابرات كله بيحلف بيه ينسى شغله ويسيب مهمه مكلف بيها عشان يجري على بنت بيحبها..... تفتكر دي سهله عندي يا سعيد..... ورحمه امي ما هعديهاله بس نخلص من القرف اللي عايز يحطنا فيه وبعدها يحلها ربنا
جالستها صوفيا داخل غرفتها بعد ان اتصل بها نوح كي تذهب اليها وتحاول اخراجها من تلك الحاله النفسيه التي اصبحت عليها
فقد قص له شريف ما حدث عبر الهاتف..... وبما ان لميس وصوفيا اصبح صديقان منذ مده .... لم تتاخر الاخيره حينما طلب منها زوجها الذهاب اليها
نظرت لها بغيظ ثم قالت : انت غبيه قوي على فكره..... سنتين ايه اللي انت بتتكلمي فيهم دول
اصلا ما شاء الله اللي يشوف مؤمن يقول ده معدي التلاتين.... طول بعرض بحلاوه ....و الله انك بت فقريه
نظرت لها بغيظ ثم قالت : بطلي غلط بقى..... هعمل ايه بطوله وعرضه كفايه جوايا عارفه ان انا اكبر منه.... ده غير امه اللي مش هخلص منها
اساسا لو وافقت على ارتباطنا..... طب وانا اجيب لنفسي وجع الدماغ ليه
شيل ده من ده يرتاح ده عندك
صوفيا : وانت هتقدري تشيلي ده من ده... هتعرفي تنسيه وتحبي غيره بسهوله يا لميس
هتقدري تشوفيه مع غيرك..... هتقدري تعيشي مع غيره
ولا هتترهبني وتكملي بقيه حياتك من غير جواز
ردت عليها بنبره حزينه لكن يملاها التصميم : لا مش هترهبن.... هتجوز واعيش حياتي عادي ومسيري انساه...... يعني هي كل الناس بتتجوز عن حب اهم حاجه الاحترام والتفاهم
الموده والرحمه اللي ربنا امرنا بيهم مقلش الحب ابدا
تطلعت لها بشكل ثم قالت : بت ..... هو انا ليه مش مرتاحه لكلامك ده.... هو في حاجه حصلت وانا معرفهاش
.....مش عارفه..... قلبي بيقولي انك ناويه على كارثه
ابتسمت بهم ثم قالت بتسويف : ولا كارثه ولا حاجه.... كادت ان تكمل الا ان رنين هاتفها منعها من ذلك
بينما كانت صوفيا تقول بمزاح : اكيد حبيب القلب عايز يطمن عليكي
ردت عليها بجديه قبل ان ترد علي المتصل : ده رقم غريب
قامت بالرد بمنتهى الهدوء : السلام عليكم ....مين معايا
ردت من الطرف الاخر بنبره غاضبه : عاملالي فيها شيخه وبتقوليلي السلام عليكم
انا ام مؤمن
كتمت شهقتها بصعوبه و نظرت لصوفيا ......والتي اشارت لها سريعا ان تفتح مكبر الصوت
فعلت ذلك ثم قالت بنبره مهتزه : اهلا يا طنط.... ازي حضرتك عامله ايه
ردت عليها بصوت عال يملاه الغضب : انا مش قريبتك عشان تقوليلي يا طنط..... هما كلمتين تسمعيهم وتنفذيهم عشان ميبقاش ليا معاكي تصرف ميعجبكيش
ابعدي عن ابني...... عمري ما هقبل انه ياخد واحده اكبر منه
روحي شوفيلك واحد ارمل ولا مطلق عشان يناسب سنك.... انا مش عارفه انتي عديتي التمانيه و عشرين .....و لا دخلتي في التلاتين.... ما علينا ميخصنيش
الله يسهلك حالك ويبعتلك نصيبك
اللي هيكون اي حد غير ابني سامعه ولا لا
لم تتحمل صوفيا تلك الكلمات المهينه ولا دموع رفيقتها التي انهالت بغزاره
سحبت الهاتف سريعا ثم قالت بغل : انت بتتكلمي كده ليه..... مش من حقك تقوليلها كل الكلام ده
لما تقدري على ابنك وتقوليله بطل تحبها وتجري وراها .....وقتها ابقي تعالي لومينا
سالتها بجنون : انت مين اصلا عشان تكلميني كده
ردت عليها بقوه : انا مرات اخوها واختها الكبيره ومش هسمحلك ابدا تهنيها بالطريقه دي
اختي مبتجريش ورا حد والف راجل يتمناها
مش مشكلتنا ان ابنك بيموت فيها لا ده بيعشقها ومش شايف بنت غيرها
ولا همه السنتين اللي بينهم
روحي..... روحي يا حاجه اقنعي ابنك يحاول يشوف واحده غير اختي ولو قدر ابقي جوزهالو .....و فقط
اغلقت الهاتف في وجهها دون ان تنتظر ردا منها او تضيف حرفا اخر
تركت الهاتف ثم احتضنت تلك الباكيه باحتواء وقالت لها بقوه : اوعي تزعلي نفسك يا حبيبتي.... مكالمتها دي اكبر دليل ان مؤمن بيموت فيكي ومصمم عليكي.... لو كانت قادره تبعدوا او تخليه يغير رايه مكنتش اتصلت بيكي تقولك الكلمتين دول
ردت عليها لميس بقهر : عرفتي بقى انا ليه رافضه.... وعمري ما هوافق لو مهما حصل.... ده ابنها الوحيد
مش هقدر اخليها تتحرم منه حتى لو متستاهلش
ولا هقدر اعيش عمري كله في نكد وخناق بسببها
ساحه واسعه مليئه بالاشخاص..... اقيم فيها بعض الخيم الرثه
والعاب الاطفال الذي تاكلها الصدا
عربات خشبيه يجرها الرجال وسط الحشود متراس عليها الحلوى المخصصه لذلك اليوم
اليوم هو الاحتفال باحد المشايخ والذي يعرف ب....مولد سيدي الزهري....
يتجمع هناك الفقراء معتقدين انهم ياخذون البركه من ضريح هذا الشيخ
ويتواجد ايضا شعبان وزوجته معهم ابنه بحجه بيع العاب الاطفال الرخيصه لرواد المكان
نجد ايضا رجال عدي منتشرين حول الخيمه المخصصه لهم
يراقبون تحركاتهم من بعيد.... متنكرين في شخصيات مختلفه حتى لا يلاحظهم احد
راوا محمد ياتي باكياس مليئه بالطعام ويهتف على امه وابيه حتى ياتوا له ويتناولو الطعام معا
دلفوا ثلاثتهم داخل الخيمه ..... ولم يخرجوا منها مره اخرى الى ان حل الظلام بل اقترب بذوغ الفجر
كاد رجال عدي ان يجنوا كيف لهم ان يختفوا كل تلك الساعات
ماذا يفعلون بالداخل..... كيف تركوا بضاعتهم ملقاه وسط الطرقات ولن ينتبهوا لها
حينما طال الامر كثيرا اضطروا للاتصال بعدي والذي كان ينتظر اتصالهم على احر من الجمر
يعني ااااااايه مطلعوش لحد دلوقت
هذا كان رد عدي الذي قاله بصراخ حينما ابلغه احد رجاله بما حدث
انتفض من مجلسه ثم اكمل بامر : واحد فيكم يدخل الخيمه بسرعه..... يمكن الطفح اللي طفحوه في سم
او يكونوا اتخمدو ومش حاسين.....بسررررعه
فعل ما امره به وحينما وصل الى باب الخيمه قال من الخارج بطريقه سوقيه : يا ريس..... العيال اخذوا نص البضاعه
انت جايبهم يتوزعوا لله ولا ايه..... انا فكرتك جاي تسترزق..... اعقب قوله بازاحه تلك القماشه حتى يرى من بالداخل
جحظت عيناه حينما وجد المكان خاليا
نظر الى الخلف واشار الى رفاقه الذين اتوا اليه سريعا فقال لهم : محدش جوه
سمع تلك الكلمات عدي عبر الهاتف الممسك به احد الرجال
اتجه ليخرج من مكتبه وهو يقول بجنون : يعني ايه محدش جوه انا جاي حالا...... انتوا كنتوا نايمين ولا ايه ثلاثه يخرجوا ويغفلوكم
رد عليه الرجل بغيظ: يا باشا ما حدش اتحرك من مكانه وعينينا متشالتش من على الخيمه..... ابنهم دخل باكياس الاكل وبعدها بحوالي ربع ساعه في واحد دخلهم مقعدش عشر دقائق وطلع..... انا قلت اكيد اكل معاهم وراح يكمل شغله
ساله عدي بغل : والراجل ده فين راقبته ولا مشغلتوش بالكم بيه
حينما صمت الرجل علم انهم اهملوا تلك النقطه الهامه
اغلق الهاتف في وجهه وهو يغلي كالمرجل ويقود سيارته على سرعه عاليه الى ان وصل المكان المنشود
ظل يدور حول الخيمه وبداخلها عله يجد المخرج الذي هربوا منه..... لكنه لم يجد شيئا
وقف في المنتصف يدور حول نفسه واضعا يداه فوق خصره بعدما شعر ان عقله سيتوقف
لفت نظره ذلك البساط المهترئ المفروش فوق الارض الترابيه
رفعه سريعا وقبل ان يعتدل بجسده خرجت من عيناه السنه اللهب التي تنذر بغضبه الشديد
وقف الرجال حوله مصدومون لما راوه فقد وجدوا بابا خشبيا يؤدي اسفله الى ممر طويل لا يعلمون كم يمتد..... كل ما راوه بضع درجات وفقط
صرخ عدي بغل شديد : يا ولاااااااد الكلب
بعد ان ترك منزل ابيه لام نفسه كثيرا على تقصيره في عمله الذي لم يحدث مطلقا فيما مضى
لم يعطي حاله عذرا لذلك الخطا الفادح
كل ما يفعله ان يدعو الله بالستر والا يحدث شيء لتلك الطفله التي اذا تاذت سيكون حقا ذنبها في رقبته
اشتري لها هاتف جديد وبعض الحلوى معهم.... بعض الطعام الجاهز ثم اتجه الى البنايه المخبئه داخلها
طرق الباب كثيرا لكنه لم يجد ردا مما جعل قلبه يخفق بجنون .....شعر بالخطر على من بالداخل
فتح الباب ثم دلف واغلقه..... القى ما بيده ارضا وهو يهتف باسمها بنبره يملاها الخوف : سما.....يااااااا سمااااا-
لم يكف عن الهتاف وهو يبحث عنها في ارجاء المكان حتى وصل الى غرفتها التي وجد بابها مفتوحا
تخشب موضعه وهو ينظر بصدمه حينما وجدها ملقاه ارضا فاقده الوعي او.... قطعت انفاسها
ماذا سيحدث يا تري
الفصل السابع عشر
صباحك بيضحك يا قلب فريده
متفكريش في اللي جاي..... لانه بايد ربنا سبحانه وتعالى.... اسعي واعملي كل اللي عليكي...... وسيبي التوفيق على اللي خلقك...... ربنا اكرم وارحم من انه يضيع تعب حد
ارحم من انه يسيبك شايله حمل من غير ما يقف جنبك ويجبرك.... اياكي تخافي طول ما ليكي رب كريم ورحيم
هيجبرك وهيعوض تعبك وهيرزقك من حيث لا تحتسبي انا واثقه
وبحبك
لاول مره يشعر بالندم...... بل اصبح الندم عباره عن وحش ياكل في احشائه
يلتهمه من الداخل بمجرد ان راى تلك الصغيره ممدده فوق الارض لا حول لها ولا قوه
الوقت الذي قضاه من بدء تحركه تجاهها لم ياخذ اكثر من نصف ثانيه الا انه كان كفيلا لجلد ذاته الاف المرات
هنا ..... عادت اليه شخصيه تميم الشريف الذي كاد ان يفتقدها بسبب عشقه المستحيل
مارس اقصي درجات الثبات الانفعالي حينما مال عليها ليتاكد انها ما زالت على قيد الحياه
بمجرد ان شعر بانفاسها البطيئه تخرج منها حملها ثم وضعها فوق الفراش
حاول افاقتها كثيرا سواء بنثر بعض الماء على وجهها او رش بعض العطر امام انفها
لكن للاسف لم تستجيب……مما اضطره ان يتصل على اخيه حتى ياتي له بطبيب تابع لعملهم
بمجرد ان رد عليه عدي قال بلهفه وصوت يملاه الحزن
- عدي..... هات دكتور وتعالى بسرعه سما مغمى عليها ومش عارف افوقها
انتفض اخيه من مجلسه تحت نظرات حبيبته التي اصابها قلق لا تعلم سببه ....
رد عليه بتسويف بعد ان قرر الا يخبرها شيء
-انا جايلك حالا......سلام
و فقط ...اغلق الهاتف ثم سحب مفاتيح سيارته
نظر الى حبيبته التي تنظر له بلهفه وتساؤل
-مالك يا حبيبي خايفه ليه..... ده مكالمه شغل لازم انزل حالا محتاجيني في المكتب
تطلعت له بشك ثم قالت بريبه
-سما حصلها حاجه..... متكذبش عليا يا عدي ولا تخبي انا شايفه اسم تميم..... مش هو اللي موجود معاها دلوقت
رد عليها بمنتهى الثبات بعد ان مال مقبلا وجنتها بحنان
-يا حبيبي هكذب عليكي ليه.... ايوه تميم اللي كلمني علشان كانوا محتاجينه هو اللي يروح المكتب بس مش هينفع يسيب سما لوحدها فبالتالي انا اللي هروح بداله
وبعدين متنسيش ان انا اللي ماسك القضيه من الاول وفي حاجات كتير تمين ميعرفهاش عنها
تحرك نحو الباب وهو يكمل سريعا
-خدي بالك من نفسك مش هتاخر عليكي..... وعشان خاطري كلي اي حاجه لحد اما ارجعلك بالليل
و فقط .....اغلق الباب بعد ان خرج منه دون ان يلتفت اليها حتى لا تنهال عليه بالكثير من الاسئله
بعد ان صعد سيارته لينطلق بها نحو احد الاطباء الذين يعملون معهم والذي اخبره عبر الهاتف ان يجهز حاله حتى يذهب معه الى تلك الصغيره
لم يتخيل عدي في اقصى كوابيسه ان يكون اخيه سببا من اسباب ما حدث لها
اين عقله حينما تركها منذ الصباح لم تتذوق طعم الذاد
ظل يتطلع له بلوم والكثير من الاسئله تدور داخل عقله بسبب ملامح اخيه المتجهمه وعيناه التي تهرب من مواجهته
شعر ان الامر به شيء ما مما جعل اخيه يقف امامه بتلك الهيئه
سينتظر قليلا الى ان ينهي الطبيب عمله ويطمئن على الصغيره ثم يجلس معه ويعرف منه كل ما حدث
تحدث الطبيب بحزن على حالتها بعد ان علق لها محلولا طبي وضع به بعض الادويه
- البنت شكلها اتعرضت لضغط عصبي جامد غير انها ضعيفه وتقريبا ماكلتش بقلها فتره
- المحلول ده هيقويها شويه وفي نفس الوقت هيخليها تفوق
- لازم تهتموا باكلها والادويه اللي هكتبهالها تاخدها بانتظام
- لو حابين افضل معاها لحد اما تفوق وصحتها تتحسن انا معنديش مانع
لااااااااا...... هكذا صاح تميم دون وعي مما جعل اخيه ينظر له بشك اقرب الى اليقين ان تلك الحاله هو السبب فيها
نظر الى الطبيب الذي يتطلع لهم بعدم فهم وقال بجديه
-مفيش داعي يا دكتور احنا هنتابعها ولو في اي حاجه هنتصل بيك
اتفضل معايا عشان اجيب العلاج بالمره
فتح الطبيب حقيبته ثم اخرج منها بعض العلب ثم مدها اليه وقال
-ملوش لزوم تنزل يا عدي بيه لما كلمتني في التليفون تقريبا استنتجت الحاله اللي عندها وجهزتلها الادويه دي
اتفضل..... ان شاء الله حالتها تتحسن قبل ما يخلصوا
تحرك عدي مع الطبيب نحو الخارج
جلسه تميم على حافه الفراش رغم جمود ملامحه الا انه ينظر لها بندم
اراد ان يعتذر منها لكن صراعه الداخلي منعه من فعل اي شيء قبل ان يحسم امره ويعود الى ذاك الضابط الذي لم يتوانى عن خدمه وطنه واتمام اي مهمه توكل اليه على اكمل وجه
انه تميم الشريف الذي وصل الى ما هو عليه الان بكفاءته ومهارته في عمله..... لم يعتمد ابدا على اسم ابيه ولا منصبه
يجب عليه ان يعود لرشده مهما كان الم قلبه لن يضاهي ما سيشعر به اذا ما خسر عمله والذي بعدها بالتاكيد سيخسر نفسه وهويته
لم يهتم بعوده اخيه لكنه اخرج هاتفه ثم ارسل رساله مفادها
-طمنيني عليكي لما تروحي..... حبيبي سامحيني مش هينفع اتصل بيكي تاني
مش هينفع اكلمك وانا في شغل
من نص ساعه بس كنت هخسر شغلي وكل اللي بنيته بدراعي.... مش هينفع يا ساره
حاولي متتكلميش مع اهلك في اي حاجه ولا تتصادمي معاهم
اول ما الاقي فرصه هتصل اطمن عليكي
خدي بالك من نفسك ....سلام يا حبيبي
و فقط ....... اغلق الهاتف ثم نظر لاخيه الذي ينتظر ان يسمع منه سبب ما حدث
القى نظره على تلك الغافيه بسلام ثم قام من مجلسه وهو يقول
ـ تعالى نتكلم بره.... عشان متقلقش... خليها تكمل المحلول بعدين نحاول نفوقها عشان متقومش تعبانه
وصلوا الى تلك الفيلا المملوكه لهم ولكنها باسم... راشد سعفان رجل الاعمال الكبير الذي يمتلك الكثير من الشركات حول العالم.... مصري الجنسية لكنه ولد وتربى في احدى الدول الاوروبيه
من اب مصري وام انجليزيه
بسبب عشقه لبلده الام اقام فيها الكثير من المشروعات والاستثمارات الهامه حتى تساعد في تقدم اقتصاد بلده
هذا هو راشد سعفان الذي يعلمه الجميع
لا احد يتخيل ان يكون هو نفس الشخص الذي يدعى شعبان..... المقيم في احد الحارات الاكثر فقرا والذي يعمل مجرد بائع متجول
ما الذي اتى بهذا الى ذاك
حقااااا....لا نعلم
تنفست شيري الصعداء ( ام محمد فيما مضي ) حينما القت بجسدها فوق احدى الاراءك الفاخره وهي تقول بعدم تصديق
-انا مش مصدقه نفسي يا راشد..... معقول عرفنا نفلت
معقول قدرنا نهرب من الكمين اللي كان معمولنا
رد عليها زوجها بصوت يملاه الشماته والانتصار
-وايه اللي ميخلكيش تصدقي هي اول مره نهرب ولا ايه
افتكري قبلها كنا فين وقبلها كنا فين.... مش جديد علينا يا شيري
رفع كفه نحو وجهه ثم بدا يزيح ذاك القناع الجلدي الذي كان يرتديه ليواري خلفه ملامحه الحقيقيه والتي لا يعرفها غير زوجته وولده محمد وابنته الصغرى يارا
القاه بعيدا ثم قال بغل شديد
-يدوروا على شعبان بقى يشوفوا هيلاقوه فين..... وبنت الكلب اللي خرجت من تحت طوعنا كده لو شافتني في الشارع ولا هتعرفني
ردت عليه زوجته بغيظ شديد
ـ ما انت طول عمرك عايش بماسك محدش يعرف شكلك الحقيقي غير انا ومحمد
حتى يارا لو مكنتش شافتك بالصدفه السنه اللي فاتت مكنتش عرفته
طب انا وابنك هنعمل ايه هنلبس ماسكات ولا هنفضل محبوسين هنا بين اربع جدران
اكمل عنها محمد بغضب شديد
-انسوا ان انا اتحبس وانتم عارفين كده كويس..... شوف لك حل علشان نقدر نعيش حياتنا زي البني ادمين
كفايه قرف بقى..... تلفت حوله وهو يكمل
-معانا ملايين لا مليارات معرفناش نتمتع بيها غير في السر
وعشنا اكتر من نص عمرنا فحاره زباله عشان ايه مش فاهم
نظر له راشد بغضب شديد ثم قال بنبره خرجت من الجحيم
-فكر تسال تاني وهبيع اعضائك مع العيال اللي تحت
مش هفكر لحظه ان انت ابني الكبير
مليون مره تسال السؤال ده وارد عليك ميخصكش .......طلع السؤال ده من دماغك
مش هقبل تقولهولي تاني يا محمد بلاش متدخلش نفسك عش الدبابير
القي ببصره نحو زوجته ثم قال بامر لا يقبل النقاش وكانه رتب لذلك اليوم منذ زمن بعيد
-بالليل هتكوني عند دكتور التجميل شويه بوتكس على فيلر على الحاجات بتاعه الدكاتره دي هترجعي شباب وشك هيتغير
يارا بنتك هقدملها في مدرسه تانيه باسم جديد
مدرسه انترناشونال اعتقد كده احنا اختفينا بالنسبه لاي حد يعرفنا
-تمام يا راشد كل ده هيحصل زي ما انت امرت بالظبط..... بس انت رتبت اللي انا هعمله ورتبت حياه يارا طب ومحمد .......حقيقي ده شاب مش هينفع يتحبس في البيت
رد عليها بقوه وتحدي ان يعترضه احد
-محمد يومين وهيجهزله باسبور جديد باسم جديد..... ياسين راشد سعفان ابن رجل الاعمال
هيسافر عشان يتابع شغلنا بره اعتقد كده الدنيا مترتبه..... في اي حاجه تاني محتاجين تعرفوها
لم يرد عليه احد فانطلق نحو الاعلى كي يزيح من فوق جسده تلك الملابس الرثه التي لم يرتديها مره اخرى...... منذ تلك اللحظه سيعود الى راشد سعفان الذي يرتدي اغلى الثياب وينثر فوقها ابهظ العطور
لكنه ايضا سيعمل على تدمير عائله الشريف باكملها
ولن يرتاح الا اذا وصل الى ابنائه الثلاثه وسيعيدهم ليس لشيء الا لينتقم منهم وخاصه ابنته ضي التي كادت ان تهدم كل ما بناه في اكثر من أربعون عاما
لم ترى تلك الرساله التي اتتها منذ اكثر من ساعه بسبب انشغالها بحاله عمها الحرجه رغم غليان عائلتها باكملها وغضبهم منها
الا انها تحملت تلك النظرات المشتعله وعدم تحدث احدهم اليها كي تطمئن فقط على من يرقد بالداخل بين الحياه والموت
بدا الانبا بولس في عمل الكثير من المكالمات الهاتفيه الدوليه كي يرتب سفر اخيه الى امريكا حتى تتم هناك اجراء عمليه قلب مفتوح
شعر جلال بالارهاق الشديد وكاد ان يفقد وعيه الا انهم لحقوه سريعا
وقام احد الاطباء بتركيب محلول به بعض الادويه حتى يعينه على الصمود
وهنا كانت المعضله...... ستصل طائره طبيه الى المطار في غضون ثلاث ساعات هم ما سيحتاجهم بولس في تجهيز اوراق اخيه للسفر وسيصاحبه الطبيب المعالج له وايضا زوجته لكنها لا تحسن التصرف في اي موقف
وبوليس يجب عليه ان يبلغ الكنيسه بسفره حتى يحل محله احد اخر لكن في ذلك الوقت لن يستطيع
تطلع الى ساره بقوه ثم قال
-ابوكي تعبان زي ما انتي شايفه و مرات عمك سامي بتغرق في شبر ميه
انا لازم ابلغ الكنيسه قبلها مينفعش اسافر على طول وانت عارفه ......يبقي ايه الحل
زوت بين حاجبيها باستغراب ثم قالت بعدم فهم
-حضرتك بتقولي الكلام ده ليه يا عمو ما انا موجوده معاك ومتحركتش حتى شغلي مرجعتلهوش
ابتسم بجانب فمه ثم قال بغيظ نجح في كبته
-هو المفروض تكوني موجوده مع عمك سامي في الطياره مش معانا
هتسافري كمرافق ليه على بال ما ابوكي يشد حيله ويحصلك وانا اكون بلغت الكنيسه بسفري و احصلكم
هل ده يناسبك ولا هتاخدي الاذن من تميم بيه الاول
تنهدت بغيظ ثم قالت بغضب حقيقي
-عمو من فضلك متخلطش الامور ببعضها.... حتى لو هبلغ تميم معتقدش انه هيرفض..... عمره ما هيعترض على اني اكون مع عمي اللي بين الحياه والموت
وفي العموم حتى لو كنتو مسافرين انا كمان كنت هسافر انت عارف غلاوه عمو سامي عندي قد ايه
مكنتش هطمن غير وانا جنبه
ولما ارجع هنتكلم في موضوعي وهنلاقيله حل
مر الوقت سريعا وكان يدا خفيه تسرع بالاجراءات
.....والان تجلس ساره على احد المقاعد داخل طائره مجهزه ستنقلها الى الولايات المتحده الامريكيه
قبل ان تتحرك الطائره اخرجت هاتفها حتى ترسل رساله لحبيبها وتخبره بتلك التطورات السريعه
وجدت رسالته فتنهدت بهم ثم دمعت عيناها وهي تكتب له
-ولا يهمك يا حبيبي.... انا عارفه ان انا السبب بس مكنتش اعرف ان انت في شغل مهم لدرجه انك متردش علي تليفونك او متقدرش تسيبه
في العموم انا دلوقت بكلمك في الطياره قبل ما اقفل التليفون
عمو سامي حالته خطر وكان لازم يسافر يعمل عمليه في امريكا
بابا تعب وعمو بولس هيستاذن الكنيسه الاول فبالتالي مافيش غيري اسافر معاه
اول ما اوصل هفتح تليفوني وانت اول ما تقدر طمني عليك
سلام يا حبيبي هتوحشني
و فقط ....... اغلقت هاتفها نهائيا ثم وضعته داخل حقيبتها وتنهدت بهم
تشعر بالاشتياق له من قبل حتى ان تغادر ارض الوطن
تتضرع بداخلها الى العذراء حتى تعيدها سريعا الى حبيبها الذي لن تتنازل عنه مهما كلفها الامر حتى وان تركت اهلها
او حتى وطنها
جحظت عيناها فجاه بعدما لمع عقلها بتلك الفكره المجنونه..... ابتسمت بفرحه ثم قالت
-اول ما يكلمني هقوله .....هو ده الحل الوحيد
انهت حديثها الهامس ثم استرخت على ظهر المقعد وكان الامر قد حل بالفعل
-انا مش قادر اصدق ولا استوعب..... تميم اخويا توامي اللي كان بيحط روحه على كفه في اي مهمه بيطلعها
يعمل كده..... يلغي عقله..... طب يا اخي بلاش نقول انها مهمه انت متكلف بيها كظابط مخابرات
اعتبرها خدمه لاخوك..... ولا ساره بقت اهم عندك من توامك
كان هذا عتاب عدي لاخيه الذي يجلس بندم وخزي لاول مره في حياته
رد عليه بنبره تقطر حزنا
- مش عارف اقولك انا اسف عشان الموقف ده مينفعش فيه كلمه اسف
انا معرفش ايه اللي جرالي..... ولا قادر اتخيل ان انا في لحظه لغيت عقلي ولا.....
قاطعه عدي بغضب شديد
-انت اصلا لغيت عقلك من اول ما حبيتها يا تميم
بقت هي اولى اهتماماتك قبل اهلك وشغلك وحياتك
انت مفكرتش في عواقب حبك ليها
وقبل ما تقول ان انا كمان حبيت واحده مينفعش اني احبها
عشان شغلي وشغل اهلها
انا كبيري ايه..... استقيل من الوظيفه وهشتغل مع ابوك في الشركه
بس هكمل معاها ومحدش هيبقى ليه حاجه عندي
انما انت وساره حتى لو عملت زيي مش هيكون ده الحل
انت عارف عواقب جوازك منها ايه
بس انت مفكرتش في كده
انت الموضوع بدا معاك بعند..... ازاي بنت تقف قصادك
بعدها المغامره عجبتك وقلت تخوضها
ما انت بتحب دايما الحاجه المستحيله..... بس للاسف من غير ماتحس قلبك اتسرق
ودلوقتي انت في اختيار صعب يا حبيب اخوك
قلبك وساره في كفه...... وشغلك وحياتك وعيلتك كلهم في الكفه الثانيه
وعليك انك تختار
رد عليه بندم وحزن شديد
-انا بحبها بجد يا عدي وانت عارف الكلام ده مش مجرد تحدي ولا حاجه مستحيله حبيت اوصلها
يمكن كان في الاول كده بس زي ما قلت قلبي اتسرق
انا مش هقدر اكمل حياتي من غيرها ولا هقدر اخسر عيلتي وشغلي علشان حبي
انا تعبان يا عدي الاختيار صعب ومش هقدر اتنازل عن حد فيهم قولي اعمل ايه
تنهد بهم ثم قال بشفقه على توامه الغالي
-تفصل..... زي ما متعود تفصل يا تميم
لما بتطلع اي مهمه بتنسى انت مين او وراك ايه كل تركيزك بيبقى في شغلك
الحمد لله عمرك ما فشلت في مهمه
انت عارف ان القضيه دي صعبه مش مجرد بنات بنحميهم
لازم نركز فيها ونحط كل طاقتنا علشان نخلص في اقرب وقت قبل اما البلد تضر اكتر من كده
بعدها بقى يا حبيبي يحلها الحلال...... ان شاء الله هنلاقي مخرج وحبيبتك تكون ليك بس عشان خاطر اخوك مش عشان اي حاجه ثانيه حافظ على سما...... مش عايز يكون اخويا هو السبب في وجع حبيبتي لانك عارف هي وياسر بالنسبه لها ايه
ارتدى ثوب الجديه ثم نفض عنه كل ذلك الهم واصبح فقط الضابط تميم الشريف حينما سال اخيه
-البنات مقدور عليهم هتعمل ايه في ياسر..... هتسفروا زي ما قلت
رد عليه بجديه
-مفيش حل غير كده ده عشان امانه
اصلا طيارته بعد بكره كل الاوراق الجديده باسمه الجديد هستلمها بكره باذن الله
مشكلتي الوحيده انه مش هيقدر يودع اخواته ولا يشوفهم قبل ما يمشي
و طبعا البنتين هيعملو مناحه لو عرفوا ان اخوهم مسافر من غير ما يشوفوه
ضحك تميم بهم ثم قال
-حاسس اني ضي مقدور عليها انما القرده اللي جوه دي هي اللي هتطلع ميتنا
بادله اخيه الضحك ثم قال
-بص.... سما دي حته بسكوته بس عقل الدنيا كله فيها و جدعنه الدنيا كلها فيها..... حقيقي انا مشوفتش بنت في سنها فيها كل المواصفات دي..... يا بخت اللي هتكون من نصيبه
انا مش خايف منها متاكد ان هي هتفهم الموقف وهتقدره الخوف من المجنونه اللي عندي هي اللي هتخرب الدنيا وهتنكد على امي
ساله تميم باهتمام
-هي هتفضل في الشقه هناك غمز له بشقاوه ثم اكمل
-طبعا انت سايق فيها ومقضيها الله يسهله يا عم انا لو منك اكتب عليها والحجه بحميها وبعد كده يسهل ربنا
برقت عين عدي بصدمه وهو يقول لاخيه بعدم تصديق
-هو ده اللي في دماغي اصلا عرفت ازاي ياض
ضحك اخيه بصخب ثم قال
-يمكن عشان توام وكده
اخذ يضحكان معا وبعد ان هدا قليلا اتجه للداخل حتى يطمئن على التي ما زالت غافيه
حينما وجدها عدي على حالها قال لاخيه
-انا كده مضطر امشي خد بالك منها واول ما تفوق رن عليا
رد عليه تميم بجديه
-متقلقش..... سما في عينيا ومش هسمح باي حاجه تحصل لها حتى لو على موتي
بعد مرور اكثر من ساعه قضاهم في انتظار افاقتها بفارغ الصبر حتى يطمئن ويهدا ضميره الذي ما زال يجلد فيه
وجدها تحاول فتح عيناها وهي تقول بوهن
-انا فين..... ايه اللي حصل
انتفض من مجلسه ثم اتجه ناحيه الفراش..... جلس على حافته ثم قال بلهفه
-فتحي عينك.... بقيتي كويسه
حاسه بحاجه تعباكي
فتحت عيناها وظلت تنظر له بتيه ثم القت ببصرها على تلك الحقنه المغروزه في كف يدها اليمنى
اعادت بصرها اليه ثم سالته باهتزاز
-ايه المحلول ده.... هو انا ايه اللي حصلي
ظفر براحه ثم قال بمزاح
-شكلك بتحبي الاكل زي عينيكي عشان قعدتي ساعتين من غير ما تاكلي اغمى عليكي
الله يخربيتك يا شيخه وقعتي قلبي
تطلعت له بغيظ شديد وقد بدات تستعيد عافيتها
قالت بغضب طفولي جعله يضحك بشده
- ما انت سبتني ومشيت قعدت ادور على اي اكل ملقتش
- يا اخي ده انا ملقيتش حتى كوبايه عصيره اطفحها
محسيتش بنفسي غير وانا راجعه الاوضه و وقعت من طولي
مكنتش اعرف انك بخيل كده
بينما كانت ضحكاته تملا الارجاء تحرك من مكانه ليجلب لها تلك الحقائب التي اتى بها اليها
اخرج منها الحلوى ووضعها جانبها وهو يقول بمزاح ايضا
-جايبلك شيكولاته تطفحيها..... وجايبلك تليفون جديد
سندوتشات شاورما بردت بسببك ..... اكلها ازاي دلوقت
انتفضت من مرقدها و هي تقول بتلقائيه و بفرحه عارمه
-وحياه امك جد..... الايفون ده بتاعي
الشيكولاته الغاليه دي بتاعتي
احيييييه ده انت صارف ومكلف
خلاص مش زعلانه
تطلع لها من بين ضحكاته الشديده التي كادت ان تقطع انفاسه ثم قال بعدم تصديق
-وحياه امي..... صارف ومكلف
انت بتكلميني انا كده
بينما كانت تاكل قطعه من الشوكولاته بنهم..... ردت عليه بغيظ طفولي
-يا عم خلي البساط احمدي بقى متبقاش حمبلي
-حمبلي..... هكذا اعاد كلمتها بصدمه
ضحكت بحلاوه ثم قالت بجديه
-شكلنا مطولين مع بعض..... هنبقى منفسنين بقى وعاملين زي الديوك في بعض انت اللي هتتعب عشان انا عيله فبالتالي مش هزهق
انت بقى راجل كبير وعاقل ...... يبقى مين اللي هيطلع من هدومه ....انت
يبقى ايه الحل يا معلم
سالها بجديه زائفه بعد ان كتم ضحكاته بصعوبه
-ايه الحل يا اخره صبري
ابتسمت بسماجه مفتعله ثم قالت
-تفكها كده وتخليك فريش لحد اما الرحله تخلص على خير
انتفض من مجلسه بهيئه متجهمه جعلتها تعود للخلف برعب
تطلع لها بعيون تلمع بالشرر ثم قال فجاه.......
ماذا سيحدث يا تري
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق