القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية اذوب فيك موتا الفصل الثامن عشر والتاسع عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية اذوب فيك موتا الفصل الثامن عشر والتاسع عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




رواية اذوب فيك موتا الفصل الثامن عشر والتاسع عشر (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


الفصل الثامن عشر 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 




هوني على نفسك يا مسكره...... حقك على قلبي من اي حاجه مزعلاكي 

ربنا يجبرك ويراضيكي ويرضى عنك ويرزقك من حيث لا تحتسبي 

انا بحبك 





مرت ثلاثه ايام في هدوء حذر بعد اخر احداث عاشها ابطالنا 

الجميع يترقب القادم دون ان يستطيعوا تخمين ما سيحدث 


عدي .... كان يتابع سير القضيه باهتمام شديد وقد أمر سمير ان يحتفظ بحسين حتى بعد ان قام بطلاق ضيه 

فهو الخيط الاخير الذي سيوصله الى تلك العائله التي اختفت فجاه وكأن الارض انشقت وابتلعتهم 



حتى النفق الذي هربوا من خلاله حينما دخل فيه عدي هو والرجال...... ساروا فيه الى اخره وجدوا حالهم يخرجو من الجهه الاخرى و بعدما صعدوا الى الاعلى اصبحوا وسط منزل مهدم مليء بالقمامه وكل شيء يستغنى عنه سكان الحي يلقوه بداخله 



ورغم قذاره المكان الا انهم فتشوه بدقه لكنهم لم يحصلوا على اي شيء يدل على وجود أحد جاء هنا قبلهم 

وبالطبع ذلك الحي الفقير لا يوجد به كاميرات مراقبه حتى يتتبعوا أثرهم 

اذا...... الاختفاء كان حليفهم بمنتهى السهوله 



تميم...... بعد ان ارتاح ضميره ولو قليلا تجاه تلك الصغيره..... بدا في ممارسه عمله ومتابعه القضيه مع اخيه 

الشيء الوحيد الذي كان يؤرقه هو حرمانه من سماع صوت امه وابيه 

حاول كثيرا ان يتصل بهم لكنهم لم يجيبوا عليه 

رغم بكاء سمر وتمزق قلبها على ولدها الغالي واشتياقها له الا انها قررت ان تقسوا عليه قليلا وتقوي قلبها حتى يعود الى رشده ولا يخسر حياته التي بناها بتعبه وجهده 



والصغيره .... ظلت تفكر كثيرا في امكانيه تشغيل الخط الذي بحوزتها حتى ترسل الى تميم بعض الرسائل 

كانت متردده كثيرا لكنها في الاخير قالت بغيظ من حالها : مفيهاش حاجه هركبه وابعتله رسالتين واقفل 

كده كده هو مش حاططلي خط في الفون ده اكتفى بالواي فاي.... 

تنهدت بغيظ شديد وهي تقلد صوته حينما كان يحادثها بالامس : وأنتي محتاجه خط في ايه..... عندك الواي فاي هو بس اللي محتاجاه علشان تتفرجي على اليوتيوب ولا شوفي الدروس اللي هتاخديها هتسمعيها فين 

انما خط انسي... 



اما عن سالم الشريف ذلك الداهيه 

ترك اولاده يعملون على تلك القضيه بما هو متاح لهم من معلومات 

وبدا هو في التحرك بمفرده دون ان يخبرهم بما وصل له من معلومات هامه للغايه 

تلك القضيه كان يعمل عليها من قبل حتى ان يصبح وزيرا للداخليه 

وبعد ان شغل هذا المنصب الهام  أوكلها الى احد الضباط الذي يثق فيهم ويؤمن بكفاءته 



من بعدها تولاها عدي واصبحت اهم اولوياته 

لكن الخبره كان لها عامل كبير وعشق ولده لضي جعله يغفل عن بعض الاشياء الهامه الذي كان من الممكن ان تحل له تلك المعضله 

جلس مع صديقه الذي يعلم كل خطواته كي يرتب ما عليهم فعله في الايام المقبله 




ساله سعيد باهتمام : انا نفسي اعرف انت ليه مش عايز تقول للعيال على المعلومات اللي معانا.... طب ماتظبطهالهم من بعيد..... حتى لمح يا اخي ارميلهم واحده كده يمشي وراها 

ضحك سالم ثم قال بشماته : دول ولاد كلب فاكرين نفسهم هيتذاكوا عليا 

طب خد دي  بقى..... عدي بيه خطوته الجايه بدل ما يروح يقرر حسين ولا يعرف منه اي معلومه هيجي لي انا 



تحدث سعيد بصفو نيه : طب ما طبيعي يجي لك يا سالم اكيد هيسالك على اللي المفروض يعمله او هياخذ رايك في حاجه 

ضحك هذا الخبيث بصخب شديد ثم هدا قليلا وقال : لا يا حبيب اخوك..... مش هيجي ياخد رايي ولا يسالني عن المفروض يتعمل 

نظر له سعيد باهتمام و عدم فهم 

هيجي يقول لي انه المفروض يتجوز ضي عشان يحميها ومش هينفع يقعد معاها في بيت واحد وهي مش حلاله 

انا راجل برده والشيطان شاطر ودي بنت بحبها 

بس انا مش هتجوزها عشان هي حبيبتي يا بابا.....لااااااا انا هتجوزها بس علشان قاعده معايا في نفس البيت ولما نخلص القضيه اللي حضرتك عايزه هو اللي هعمله 





بعد مرور ساعتان داخل مكتب سالم الشريف 

كادت انفاس سعيد ان تنقطع من شده الضحك 

هل تعلمون لما..... لان عدي يقف امامه الان ويقول نفس الكلمات التي سمعها من صديقه منذ ساعتان لم ينقص منها حرف 



لدرجه ان عدي قطع حديث ونظر اليه بذهول وعيناه تسال لما كل هذا الضحك 

اما سالم فقد اراح ظهره الى الخلف وابتسم بجانب فمه وبداخل عيناه يقول لصديقه : شوفت ابن الكلب…. اهوووووو بيقول نفس كلامي 



رفع سعيد يده امام عدي وهو يحاول ان يقول باعتذار : حقك عليا يا ابني..... اصل اسيل بنتي كل يوم بتبعث لي نكته بتهلكني من الضحك 

رد عليه عدي بذكاء : بس انت مش ماسك الفون يا عمو 

قال سريعا بكذب : لسه شايفها قبل ما انت تيجي وافتكرتها دلوقتي وانت بتتكلم عشان كده ضحكت 

خلينا في المهم..... حاول ألا ينظر الى سالم حتى لا يضحك مره اخرى وقال بجديه زائفه : انا شايف ان عدي كلامه صح ما ينفعش نحط البنزين جنب النار 



وبرده البنت مش هتعيش متقيده ليل نهار برده اكيد هتبقى محتاجه تقعد بلبس بيت زيها زي اي حد يعني ومش هينفع طول ما عدي معاها 

انا من رايي توافق يا سالم هو ده الحل الوحيد 

رده سالم بوقاحه : ملعون ابوك لأبو سالم يا شيخ ريح ظهرك وما تتدخلش بيني وبين عيالي 




تطلع له سعيد بغيظ بينما قال عدي بتوسل متواري كان ظاهره الاقناع : يا بابا عمو عنده حق..... وبعدين انا مش هينفع كل شويه انزل واسيب ضي لوحدها 

محتاج اجيبها الفيلا 

ننننننننننعم يا روح امك ......صرخ سالم  فاكمل ولده سريعا افهم بس يا بوب..... انت شايف القضيه اتعقدت ازاي وانا تقريبا المفروض ابقى مقيم في المكتب 

شغلي من البيت مش نافع..... غير اني اتعودت اعمل كل حاجه بايدي ما بعرفش اعتمد على حد حتى لو باثق فيهم 



انا مضطر اجيبها البيت يا بابا عشان خاطري مش هأمن عليها في حته ثانيه غير عندنا...... انا واثق ان ماما مش هتعترض كده كده هي بتحب ضي ومربياها المشكله في حضرتك فارجوك اقف جنبي انا محتاج احل القضيه دي في اسرع وقت ممكن 


رد عليه سالم بمكر : وبعد ما تحل القضيه..... هتطلقها 

امتعضت ملامح عدي ولم يقوى على مداراه قبضه قلبه التي شعر بها لمجرد ان سمع تلك الكلمه البغيضه 

حتى ابيه من داخله اشفق عليه لعلمه ما يكنه ولده لتلك الورده التي ازهرت على يده 



اكمل حديثه بعد ان خبأ  شفقته على ذلك العاشق : في العموم ده مش كلامنا ولا موضوعنا..... لما القضيه تتحل هنشوف وقتها وضعك هيكون ايه 

ما تنساش ان انت شغلك حساس يوم ما هتفكر تتجوز لازم تكون ما فيهاش غلطه 

بس في العموم البنت امانه في رقبتنا وتعتبر شاهد ملك في القضيه حمايتها واجبه علينا كلنا 


هكلم امك وهفهمها الوضع وبعدها هتصل بيك علشان تفهم البنت برده 

بس سؤال هنا تميم وسما هيفضلوا هناك ولا هيتجوزها برده عشان يحميها 

رد عليه عدي بجديه لكن صوته ظهرت عليه السعاده بوضوح :  معتقدش  ان تميم ممكن يتجوزها بس اللي ممكن يحصل او اللي انا مرتبله 

ده بعد اذنك طبعا يا بابا وبعد اذن ماما ان سما كمان تيجي تعيش معانا 

منها تكون في امان ومنها هتكون مع اختها وكده انا واخويا نقدر نتحرك براحتنا ونشوف شغلنا عشان نخلص بشكل اسرع 



سعيد بتسرع : طب ما تقول لاخوك يتجوز اختها واعملوا حجه القضيه وحمايتها يمكن ده يخليه يبعد عن ساره و المشاكل الي هتيجي من وراها 

لمعه عين سالم بعدما سمع ذاك الاقتراح لكنه قال بيأس طفيف : تميم ده بالذات ابن ستين كلب...... مش هيقتنع بالكلام ده بسهوله 

وهيقولك ما هتبقى قاعده عندنا في الفيلا فين المشكله انا مش هبقى قاعد معاها في البيت 

هنا ....... قطع حديث فجاه ثم نظر الى ولده وقال بغيظ شديد : انت يلاااااااا بتشتغلني بروح امك 



سأله عدي بوجل : في ايه بس يا بابا ما احنا كنا زي الفل كويسين 

جز علي اسنانه بغل ثم قال : ايه لزوم الجواز ادام انت هتجيبها تعيش معانا في الفيلا 

طب انت كنت عايز تتجوزها عشان قاعد معاها في شقه لوحدكم أما  دلوقتي هتبقى معايا انا وامك يعني في محرم  في النص يبقي ايه بقي هااااااا 




ابتسم ولده الذي تعلم المكر منه وقال بخبث شديد : يا حبيبي انا وانت اغراب عنها برده مش هتفضل قاعده في البيت براحتها...... انما لما تبقى مراتي خلاص انت شرعا هتبقى زي ابوها فبالتالي مش هتبقى متقيده بس كده سهله 



عض شفته السفلى ثم قال بغيظ شديد: اااااااه يابن الكلب يا واطي..... جايبها بالسنتي 

ضحك عدي بفرحه شديده ثم قال : مفصلها بالمقاس ما فيهاش مللي زياده..... غمز له بشقاوه ثم اكمل : تربيتك يا بوب 

تربيه وووووووسخه 

ذلك كان رد سالم والذي اعقبه بالقاء ولده باحدى الاقلام الموضوعه امامه و الذي ظل  يضحك  هو وسعيد علي إجبار ابيه بمنتهي العقل و المنطق 





و تميم ....قطب جبينه حينما راي رساله من ذاك الرقم المجهول مفادها ... 

- عامل ايه.... انت كويس 

بعد ان قراها لم يرد عليها وترك المحادثه باكملها حتى يرد على حبيبته التي ارسلت له الان رساله تحمل الكثير من الاشتياق و .....الاحتياج 



- حبيبي ....طمني عليك 

- وحشتني قوي يا تميم هتجنن مش متخيله اني بقالي  ثلاث ايام ولا شفتك ولا كلمتك 

- اول ما وصلت لقيت مايكل اخويا مستنيني.... تخيل مش مديني فرصه اتنفس 

- كأنهم مسلطين يا تميم عشان ما امسكش الفون واكلمك 


كتب لها بلهفه تنم على اشتياقه هو الاخر لها وقلبه الذي يحترق في بعدها 

- قلب حبيبك..... انت كمان وحشتيني قوي 

- مرضيتش ابعتلك حاجه علشان ما حدش يضايقك هناك وانا مش معاكي وممكن متقوليش 


ساره : مش بقولك عشان اخبي عليك يا حبيبي .....عشان بس  مضايقكش مش اكثر 

- كمان مش حابه اشغلك عن شغلك كفايه اللي حصل 

- اصلا اول ما وصلت وحسيت ان مايكل متوصي انه ميسيبنيش دخلت التواليت واتصلت بيك بس للاسف لقيت التليفون مقفول 


تميم : اليوم ده حصلت مشكله في شغلي وقفلت الفون خالص 

- بس فتحته تاني يوم الصبح مينفعش يتقفل لاني على تواصل مع عدي وبقيه الفريق 


سألته بغيره ظهرت الجاليه من بين حروفها المشتعله 

- هي البنت اللي انت بتحميها دي حلوه يا تميم 

- بتعملوا ايه طول اليوم 

- بتقعد معاها..... بتكلمها.... بتاكلوا سوا 

- اكيد كل ده بيحصل طبعا 



ارسل لها عده ملصقات ضاحكه ثم كتب بمزاح 

- الغيره هتنط من الشات 

- نارك وصلتلي من امريكا لحد مصر 

- مبهزرش....رد عليا عشان مركبش اول طياره واجيلك حالا 



كتب لها بجديه وصرامه 

- سااااااره...... شغلي خط احمر وانت عارفه 

- مش اول مره اشتغل مع بنات او ستات وتكون مهمتي حمايتهم 

- ما تخلينيش اندم اني حكيتلك حاجه تخص شغلي 



كتبت بحزن و عتاب 

-على اساس ان انا اعرف حاجه عن شغلك اصلا يا تميم 

انت لو فكرت تتكلم بعد إلحاح مني يا دوب بتعرفني قشور كم كلمه بترميهوملي وخلاص على كده 

-وبعدين هو انا مش من حقي اغير عليك 

-قاعد انت وبنت في شقه لوحدكم وانت تاريخك مشرف تفتكر انا احساسي هيكون ايه 

-تعالى نبدل الوضع وشوف انت احساسك هيبقى ايه لو انا قاعده مع شاب كل المده دي لوحدنا في مكان مقفول 



اشتعل صدره بنار حارقه لو كانت امامه لكانت طالتها لا محاله 

كتب سريعا وبغضب 

- اللي مخليني اوافق على شغلك اصلا يا ساره إنه  شغل مكتبي.... مبتطلعيش مهمات ولا ليكي دعوه بالقصص دي 

- يعني ايه.....تقصد ايه يا تميم 

- اقصد ان لو شغلك ميداني استحاله كنت هوافق عليه ووقتها كنت هخيرك ياأنا يا شغلك 

- بلاش الحته دي معايا يا ساره عشان ما نزعلش من بعض 



ظلت تنظر لتلك الحروف والكلمات التي ارسلها لها سريعا ودون ذره تفكير 

شعرت بالغضب الشديد منه فقررت انهاء تلك المحادثه قبل ان تتطور لشجار لا تعلم كيف سيحل وهي في بلد وهو في بلد اخر 

- حبيبي معلش مضطر اقفل علشان مايكل ميخدش باله ويدخل عليا فجاه زي ما بيعمل 

- انا قلتله رايحه اريح شويه في الاوضه اللي حاجزها علشان نبقى مع عمو 

- اول ما اعرف اكلمك هبعتلك على طول او هتصل بيك فون 

- خد بالك من نفسك يا حبيبي سلام 

- سلام ....هذا فقط ما ارسله لها بعد ان قرا تلك الحجج الواهيه التي لم يقتنع بها 



زفر بحنق شديد وقد نجحت في اثاره غضب ثم تركته واغلقت دون ان تهتم بحل هذا الشجار الذي نشب فجاه وانتهى دون مصالحه 

ترك الهاتف فوق الطاوله الصغيره الموضوعه امامه ثم قرر ان يشغل حاله باي شيء حتى لا يفكر فيها ويزداد غضبه منها اكثر 



مر من امام غرفه سما المغلقه..... وقف امامها للحظات ثم طرق الباب بخفه 

قال بعدها : سما.....مش جعانه 

انتفضت بالداخل وقامت بتخبئه الهاتف اسفل الوساده...... فقد كانت تنتظر رده على رسالتها وهي تراه نشط الان 

ردت عليه بصوت مهتز قليلا : اااا...اه جعانه 


تميم : طب انا هجهز اكل لو حابه تعالي ساعديني وناكل سوا انا كمان جعان 

ابتسمت تلقائيا بعد ان سمعت هذا الحديث..... انتفضت من مجلسها وهي تقول بطفوله : هوااااااااا 

اديني دقيقه وهكون عندك....و فقط 

اخرجت الشريحه سريعا من داخل الهاتف ثم لفتها في محرمه ورقيه وخبأتها مره اخرى داخل صدرها 

سحبت نفسا عميقا ثم اخرجته حتى تهدئ حالها...... اتجهت نحو الباب والذي فتحته لتخرج منه وتتجه مباشره نحو المطبخ الذي وجدته يقف داخله ويجهز ما سيحتاجه لعمل وجبه لا تعرف الى الان ماهيتها 





رتب عدي كل شيء حتى يؤمن حبيبته اثناء انتقالها من تلك الشقه التي كانت تقيم فيها الى فيلا سالم الشريف 

وبعدما انتهى من اجراءات التامين اصطحب معه الشيخ الموكل بعقد قرانهم 

ومعه ايضا نوح وعمار اللذان سيكونا شهودا عليه 



حينما كادت ان تفتح الباب بعد ما سمعت طرقته المميزه وجدته ممسكا به من الخارج 

وقبل ان تساله عن شيء وجدته يقول بهمس : البسي حاجه واسعه..... معايا رجاله 

لم تفكر مرتين هرولت نحو الداخل لتغير الثياب البيتيه التي كانت ترتديها وتبدلها باخرى فضفاضه من تلك الملابس التي اشتراها لها هذا الغيور المختل 




دلف ثلاثتهم وقبل ان يغلق عدي الباب وقف متصنما في موضعه 

لا يصدق ما يراه امام الان..... هل ابيه من يتقدم نحوه بابتسامه مرسومه على ثغره ام انها مجرد تهيؤات 

وصل سالم امامه ثم رفع يده وضربه بجانب عنقه وهو يقول بمزاح : متنح كده ليه يلاااااا..... مفكر اني مش هحضر كتب كتابك ولا ايه 

مش كفايه امك والمندبه اللي عاملاها في البيت 

منك لله انت واخوك في ساعه واحده هطلع ميتينكم بس نخلص من كل العك اللي احنا فيه 




القى بجسده على ابيه يعانقه بقوه ورجوله 

تحدث بصوت مختنق : ربنا يخليك ليا يا بابا...... ربنا ما يحرمني منك وتفضل سند ليا ولاخواتي العمر كله 

مش مصدق نفسي ولا كانت فرحتي هتكمل غير بوجودك 


ابعده سالم برفق ثم قال بمزاح ليواري فرحته بولده حتى وان كانت الظروف غير ملائمه : فرحه ايه يا روح امك...... هو انت مش هتتجوز عشان تحميها ياض ولا بتشتغلني 


دفعه سعيد من الخلف وهو يقول بنفس الصبر : يا اخي بقى يا اخي..... ادخل يا سالم خلينا نخلص اللي بتعمله ده مش وقته خالص انت عارف احنا فين وخاطرنا ازاي عشان نيجي هنا ونبقى معاه 

الواد قرب يعملها على روحه ارحمو شويه يا جدع وافتكر ان انت في يوم من الايام كنت مكانه 

أخذ بالك يا صاحبي..... سبحان الله الله يرحمك يا سعاد الزمن بيعيد نفسه 




رسم الجديه على ملامحه ببراعه شديده بل ايضا احاطها بهاله من الوجوم 

انقبض قلبها حينما وجدته يغلق الباب خلفه وهو بتلك الهيئه 

سألته برعب : في ايه يا عدي..... مين الناس اللي معاك بره 

حصل حاجه..... ابوس ايدك انطق قلبي وقع في رجلي 



رد عليها بجديه شديده: ضي..... هنطلع دلوقتي حالا في ماذون بره هيكتب علينا كل اللي عليك تمضي على القسيمه وبسرعه 

زوت بين حاجبيها و قالت بعدم فهم يشوبه الصدمه : مأذون ايه ....انت بتقول ايه 

رد عليها بنفاذ صبر و غضب مفتعل : بقولك بسرعه انتي لسه هتسألي ....مفيش وقت يا ضي يلا بسرررررعه 

اعقب قوله بامساك كفها ليسحبها معه الي الخارج و ......فقط 

في غضون أقل من نصف ساعه كانو يسمعون تلك الجمله الشهيره 

بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما بالخير 



هنا فاقت من صدمتها و رعبها الذي بثه داخلها حينما جعلها تشعر بوجود كارثه أوشكت علي الوقوع 

نظرت لمن حولها بتيه ثم تطلعت له بعدم تصديق وكادت ان تتحدث الا انه انتفض من مجلسه سريعا وهو يقول لهذا الشيخ بوقاحه : الف شكر يا عم الشيخ نورتنا والله..... نوح وصلو مكان ما يحب 

عمار اتكل على الله مهمتك انتهت 



وسط حاله الزهول التي اصابت الجميع وجد ابيه ينتفض من مجلسه ويمسكه من ملابسه الخلفيه ويقول بغل شديد : نننننعم يا روح امك 

انت فاكرها ليله دخلتك ولا ايه ما تفوق ياض 

مثل الخجل وهو يهمس له بتملق : عيب يا كبير ما تهزقنيش قدام الحته بتاعتي..... والعيال دي هتشمت فيا وهيمسكوها عليا واحده وكل شويه يعايروني بيها 

وحياه سماره عندك لتحترمني قدامهم 



تطلع له بغل حينما جاء بسيره الغاليه..... تركه على مضض ثم قال : يلا ياااااض انت وهو مهمتكم انتهت اخلصوا قبل ما حد ياخد باله مننا 

انااااااا مش فاهمه حاجه ..... هكذا صرخت ضي كي ينتبهون لها وينهو حاله الجنون التي تلبستهم 



تقدم منها سالم ثم قال بحنو : وحشتيني يا ورده..... نسيتي بابا سالم 

دمعه عيناها بل انهمرت منها الدموع بغزاره بمجرد ان تفوه بتلك الكلمات البسيطه 

سحبها سريعا ليحتويها داخل احضان الابويه الحانيه 

ربت عليها وهو يقول : بدل ماتقولي وحشتني يا بابا بتعيطي...... على العموم إنتي رجعتي لحضن أبوكي  تاني وامك سمر اللي هتتجنن عليكي مستنياكي في البيت هاخدك ليها حالا 




ااااااااايه ياباااااااااا 

هذا ما كان الا صياح عدي الذي اطلقه بجنون وعدم تصديق 

ابعدها سالم برفق ثم نظر الى ولده بشماته وساله ببرود : مالك يا حبيب ابوك فيك حاجه 

عض شفته السفلى بغل شديد ثم قال بوقاحه : انا اللي المفروض احضن مش انت..... وانا اللي المفروض اقولها انها رايحه البيت عندنا مش انت 

في ايه يا سالم بيه وقفتني زي قلتي كده البت تقول عليا ايه 



رفع سالم حاجبه الايسر ثم ضمها اسفل ذراعه وقال بقوه و جديه : لزمتك في مكتبك يا روح امك...... انا عملت اللي قلته 

بحميها..... مهمتك بالنسبالها انتهت من هنا ورايح ضي معايا وانت وابن الكلب الثاني هتترمو في المكتب لو عتبتو الفيلا هقطع رجليكم 


لااااااااااا.....متفقناش علي كده 

صرخ بتلك الكلمات عدي بعد ان اصابه الجنون 

لم يهتم ابيه الذي قال بمكر شديد : اقنع اخوك بالمهمه الثانيه وانا افكر في دخولك البيت.... اظن ده عدل ....اتفقنا ..... سحب تلك المسكينه التي ما زالت تحت تاثير الصدمه بل تزداد ذهولا مما يحدث امامها 

...... اكمل بهدوء جعل ولده يكاد ان يفقد وعيه :  كده انا عداني العيب وازح..... شخلل عشان تعدي يا عدي بيه 


و فقط ..... تركه يقف مصدوما وسط المكان والضحكات الصاخبه التي انطلقت من سعيد وعمار الذي رفض الذهاب مع نوح كي يشاهد ما سيحدث ويثلج صدره ويشفي غليله بسبب ما عناه اثناء خطوبته بروجيدا 



تمالك عدي حاله سريعا وعاد الى شخصيه الضابط القويه 

وقف امام ابيه ثم قال بجديه شديده : اللي انت شايفه يا بوب..... بس برضه انت عارف انها مش هتنفع تنزل معاك 

لازم تتامن قبل ما تطلع من الباب 


ابتسم له ابيه ونظر له بفخر ثم قال : عارف يا حبيب ابوك .... مكنتش هنزل بيها اصلا 

يلا شوف شغلك عشان نمشي من هنا باسرع وقت 

و فقط .....انتهي وقت المزاح وبدا العمل الجاد كي تخرج ضي أمنه من تلك الشقه وتصل بأمان اكبر الى فيلا الشريف التي ستصبح مخبأها السري الى أن يتم القبض على عائلتها وتنتهي تلك القضيه التي تعرض حياتها هي واخوتها للخطر الشديد 




انت مجنون صح.....احاااااااا لا دانت ضايع خالص 

هكذا صرخ تميم بجنون بعدما اخبره عدي بما يجب عليه فعله 

صاح الاخير بجديه تامه وبغضب شديد حتى يرد اخيه الى عقله : لا هو محدش مجنون غيرك انت يا تميم..... انت مش شايف نفسك انك في شغل .....و مهمه الغلطه فيها بفوره.....فوووووووق 

تطلع له تميم بغل ثم قال بحسم : ......... 




ماذا سيحدث يا تري 


الفصل التاسع عشر 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 




عمر الصوت العالي مكان قوه..... ولا كان صاحبه صاحب حق 

اتعلمي تبقي هاديه..... وتاخدي حقك بالعقل وبالفعل 

الكلام كتير.... بس اللي يقدر ينفذه واللي بيقدر يعمل افعال تعلم مع الناس هو ده بس اللي بيقدر يكمل في الدنيا 

متسيبيش حقك ابداااااا 

وخليكي دايما واثقه ان مش بياخد الروح.... الا اللي خالقها 

انا بحبك 




تلك اللحظات كانت صعبه للغايه..... اثنتيهم اشتاق لبعضهم البعض 

اثنتيهم افتقدوا تلك الايام التي قضوها معا 

لم تشعر ضي ابدا انها ضيفه لديهم 

حنان سمر واحتواءها لها كان يشعرها انها ابنتها حقا لا مجرد فتاه يشفقون عليها 



والان بعدما اصطحبها سالم وعدي الى الفيلا الخاصه بهم كيف تقابل سمر وايضا تقيم معها كان اللقاء مؤثرا للغايه 

اثنتيهم يعتصران بعضهم البعض في عناق قوي مليء بالمشاعر الدافئه والبكاء الشديد 

والذي حاولت سمر التحدث من بينه قائله بلهفه 

- بنتي ونور عيني..... اخيرا رجعت لحضني 

- كنت هتجنن عليك ودايما بسال عدي وسالم 

- طمنيني يا حبيبتي انت كويسه..... فيكي حاجه 

- عملولك حاجه 


تبتسم الورده من بين دموعها المنهمره بغزاره ثم تبتعد قليلا وتنظر لها وتقول بصعوبه 

-لا يا ما..... قطعت كلمه ماما سريعا ثم قالت بخزي....يا طنط 

تطلعت لها سمر بغضب ثم قالت 

- طنط....من امتي بتقوليلي كده يا ورد 



ردت عليها  ضي بخزي شديد 

- الاول كان الوضع مختلف..... مكنتوش تعرفوا انا مين ولا اهلي مين 

- انما دلوقت..... 

قاطعتها سمر سريعا وهي تقول بحنان وقد نسيت اعتراضها عليها والذي اخبرت به سالم في السابق..... تذكرت فقط حينما راتها امامها ان هي..... هي تلك الطفله التي ربتها على يدها وكانت تملا المكان بهجه وسعاده 



سمر : انا ماليش دعوه بكل ده انا ليا يا بنتي اللي ربيتها..... وعاشت معايا سنين  ..... انا اللي هعتبرك كنتي مخطوفه واخيرا رجعتي في حضني 



تدخل عدي سريعا وهو يقول بفرحه يشوبها المزاح 

- وانا بقى يا ست الحبايب ضمنتلك ان هي تفضل معاكي على طول مش هتطلع من حضنك ابدا 

- اكمل بهمس سمعه الواقف بجواره..... ولا من حضني 



ده عند امك ..... كان هذا رد ابيه الذي جعله ينظر له بغضب لكنه كتم كل انفعالاته حينما اكمل سالم حديثه بجديه 

- المهم..... روح كمل بقيه شغلك علشان البنت تطمن على اختها 

- وتشوف هتعمل ايه مع اخوك وبلغني..... قال تلك الكلمات بمكر شديد وقد فهم ولده ما يعني 

ابتسم له بثقه ثم قال 

- عيب عليك يا بوب عمرك كلفتني بمهمه ومقدرتش عليها...... هجيبهولك متكتف ومتعبي في شوال 



سالت سمر بجزع 

- مين ده يا ابني وهتجيبه فين 

لحقه سالم سريعا بعد ان غمز لولده بخباثه 

- متقلقيش يا بابا.. .. ده واحد من المجرمين كان عايز ينصب عليا بس انا كشفته وعدي وصى اصحابه في القسم عشان يقبضوا عليه 



فركت ضي  كفيها وهي تقول بخجل شديد 

- طب هو انا هفضل هنا كتير... واخواتي 

- انا محتاجه اطمن عليهم..... 

تطلعت لعدي بعيون دامعه ثم اكملت بحزن شديد 

-انت وعدتني اني هشوفهم ومكنتش معرفني اني هرجع هنا تاني او انك هتتجوزني 

كل ده حصل في لحظه من غير ما افهم حاجه 

-لو سمحت يا عدي انا محتاجه افهم...... مش هقدر افضل كده وعايزه اطمن على اخواتي ويا ريت لو ينفع اشوفهم 



نظر لها بعتاب فقام سالم بسحب سمر وهو يقول 

-تعالي معايا يا بابا عايزك في موضوع 

تحركت معه بعد ان فهمت انه يريد اتاحه الفرصه لكليهما حتى يتحدثا معا ولو قليلا 


بمجرد ان اختفى والديه فوق الدرج 

اقترب منها سريعا ثم امسك ذراعيها بقوه طفيفه 

ثبت ناظريه داخل خاصتها ثم قال بنبره جديه للغايه رغم العشق الذي يملاها 

-انت بقيتي مراتي يا ضي.... بقيتي مراتي يا ضي الحياه 

-يا وردتي اللي فتحت على ايدي... رجعت في حضني تاني عشان ارويها واراعيها ..... وهترجع تفتح تاني وتبقى احلى ورده في الكون كله 


-ده بس اللي عايزك تحطيه في دماغك اي حاجه ثانيه متشغليش بالك بيها يا حبيبي 

-اخواتك هيرجعوا لحضنك وهتطمني عليهم.... وعد مني حمايتهم زي حمايتك بالظبط.... انا عارف غلاوتهم عندك وعارف ان هما حته منك مش هقبل اوجعك ابدا 




تطلعت له بدموع ثم قالت بحزن شديد رغم خفوق قلبها بسبب كلماته التي ربتت على اوجاعها 

-انا واثقه من كده يا عدي مش محتاج توعدني.... اللي بفكر فيه هو جوازنا اللي انت خطفتني فيه 

انا مرجعتش ليك عشان تتجوزني..... رجعت عشان احميك واقولك الحقيقه 


-مش هقدر اجبرك تعيش مع واحده زيي وانت عارف.... 

قطع حديثها سريعا ليس بالرد عليها ولا حتى بوضع كفه فوق ثغرها 

بل قام بالتهامه حتى ينهي اي حديث ستتفوه به ونتيجته وجعها هي قبل ان يؤلمه هو 


قبلها بقوه وجوع..... كلما تذكر انها اصبحت حلاله زاد من فجور تلك القبله التي افقدته صوابه وجعلته يحملها حتى يتجه بها نحو احدى الغرف المغلقه 

حينما شعرت بتحركه حاولت فصلها حتى تمنعه من التهور نظرا لوجود والديه في نفس المكان 

الا انه لم يهتم بل امسك شفتها السفلى باسنانه حتى يمنعها من الابتعاد 

مجرد ان دلف غرفه المكتب واغلق الباب الذي اسندها عليه 

ابتعد بتمهل ثم نظر لها برغبه جنونيه وقال 

- انا بحبك..... ده بس اللي تفكري فيه وتحسيه 

- اي حاجه تانيه في الدنيا مش مهم 

- اعتصر جسدها بجسده بعدما تملكت منه الشهوه ثم اكمل 

- انا عايزك انتي يا ضي.... عايز قلب وردتي 

- جسمك ده هموت عليه بس مش هو اولى اهتماماتي 

الصق وجهه في خاصتها وهو يكمل بهوس 

-بقيتي بتاعتي يا ضي..... مش عايز حاجه من الدنيا بعدها 

اعقب قوله بتقبيلها مره اخرى لكن تلك المره كانت اكثر فجورا بعدما مد يده يتلمس بها مفاتنها لاول مره 

تاوهت داخل فمه.... فما كان منه الا ان يمتص لسانها حتى كاد ان يقتلعه من جذوره 

اصبح جسدها يرتعش بين يديه نتيجه الرغبه التي احتلتها بعدما انتقل بقبلاته فوق جيدها والذي اخذ يمتصه بمجون الهبها وجعلها تمد يدها لتعانق راسه وتداعب خصلاته بهياج شديد 

وقد القت بكل افكارها ومخاوفها عرض الحائط.... هي الان بين زراعي حبيبها الذي امتلك قلبها وروحها بل كل ذره في كيانها 

فليحترق العالم اجمع مقابل تلك اللحظات الحميميه التي تقضيها معه 


انتفض الاثنان على سماع صوت هاتف عدي الذي صدح داخل جيبه بالنغمه الخاصه التي وضعها لابيه الغالي 

عض شفته السفلى بغل وغضب حقيقي ثم قال بجنون 

-ابويا..... كده المره الجايه هيدخل علينا الاوضه مش هيرن التليفون 

هز راسه بياس ثم قال بغيظ 

- كتر خيرك يا حاج سبتني خمس دقائق مش عارف اودي جمايلك فين 


ضحكت من قلبها التي تزوره الفرحه لاول مره منذ سنين طويله 

بينما كان ينظر لها بغل شديد قالت له بمهادنه 

- عشان خاطري امشي دلوقتي.... بلاش تحطني في موقف محرج معاهم 

- وانت عارف بابا سالم مبيتكسفش 

- ده اول يوم ليا هنا عايزه يمشيني ولا ايه 



الصق جبينه فوق جبينها ثم قال بهمس عاشق 

-لا يا حبيبي ميرضنيش.... الايام جايه كتير 

-كل لحظه بينا هعيشها جوه حضنك.... وهعيشك الحب والحنيه اللي بقالك سنين محرومه منهم 

انزلها برفق ثم طبع قبله سطحيه فوق ثغرها المبتسم بحلاوه وقال 

-همشي ووقت ما هعرف اتصل بيكي هكلمك على تليفون ماما لحد ما اجيبلك فون جديد 

وفي اقرب وقت ان شاء الله اخواتك هيكونوا عندك عايزك تكوني مطمنه 

بس اهم حاجه يا وردتي متخرجيش بره الفيلا مهما حصل لو الدنيا بتولع اقعدي في مكانك متتحركيش....اتفقنا 





وقف امام اخيه يشتعل غضب بل كاد يحرق العالم اجمع بعدما اخبره بزواجه من ضي وانه يجب عليه ايضا ان يعقد قرانه على سما حتى يستطيعو حمايتهم من هؤلاء المجرمين 

صرخ تميم بجنون 

- انت اهبل ولا بتستهبل..... ولا عشان خلاص حبيبتك بقت في امان عايز تلم حواليها حبايبها هما كمان ومش مهم اي حد ثاني 

- مين العيله دي اللي انت فاكرني هبصلها 

-انت اتجنيت يا عدي...... انا بحب ساره وماليه عيني مبقتش اشوف واحده غيرها..... يعني لو بحمي ملكه جمال عمري ما هبصلها ولا هحس بيها اساسا 




اكمل بغضب شديد دون ان يشعر بالتي تسمعه بالداخل وتبكي بقهر 

-انت عارفني كويس عمري ما دخلت مهمه وفشلت فيها 

-عمري ما ربطت حياتي الشخصيه بشغلي..... ولو على الغلطه اللي غلطتها من كام يوم عمرها ما هتتكرر تاني 

يبقى مينفعش تيجي تجبرني اتجوز واحده وتوهمني ان ده لمصلحه المهمه..... انا مش تلميذ يا تؤامي بلاش نعمل الحركات دي على بعض 




تركه عدي يفضي ما بداخله وبعد ان صمت ظل ينظر له بغضب حقيقي لاول مره يشعر به تجاهه وقد اصبح الامر بالفعل يخص العمل 

لا بسبب اتفاقه مع ابيه..... فالقضيه صعبه للغايه وتتطلب حمايه فائقه على الفتيات 

ذلك المدعو ابيهم لن يتهاون لحظه ان يبيعهم مثل الرقيق كما يبيع الفتيات التي يتم خطفها وشحنها في صناديق مثل الحيوانات الى الخارج 



تحدث بنبره حازمه لكنها مشتعله 

- خلصت.... دوري بقى عشان ارد عليك 

- منكرش اني بحب ضي لا بعشقها...... واذا كنت كلمتك من كام يوم وقعدنا نهزر على حكايه جوازي منها واخد حمايتها حجه عشان ابوك ميتكلمش 

- انت عارف كويس جدا ان ده كان هزار اخوات واصحاب مع بعض 

- انما في الحقيقه البنتين دول هم مفتاح القضيه 

- وهم اللي هيضيعوا لو احنا قصرنا في حقهم 



،- انا غيرك يا اخويا..... يا توامي 

-عارف كويس جدا امتى اخلط بين شغلي ومشاعري وامتى افصل بينهم 

حتى لو البنتين هيقعدوا مع امك وابوك في الفيلا انت عارف ان هيجي وقت مش هينفع يقعدوا فيها 

وهنضطر ننقلهم لمكان تاني على حسب سير القضيه 



انا مليش دعوه بتحب مين..... وميخصنيش اي حاجه في حياتك الخاصة 

انا مبكلمش اخويا..... انا بكلم الظابط تميم الشريف اللي ماسك قضيه المفروض يعمل كل اللي يقدر عليه واللي ميقدرش عليه عشان تنجح ويقفلها قفله صح 




وبعدين انا عايز افهم ايه دخل ساره في شغلك..... انت بتحكلها تفاصيل شغلك يا تميم 

ساله بحزم جعل الاخر يرد سريعا بمنتهى الصدق 

- ومن امتى عملتها..... اذا كنت انا وانت مبنقولش تفاصيل شغلنا لبعض..... يبقى تفتكر هقولها لاي حد ثاني مهما كانت درجه غلاوته عندي 

- للدرجه دي مبقتش تثق فيا ولا ايه 



تنهد عدي بحنق شديد ثم قال 

-انا مبثقش في حد في الدنيا قدك وانت عارف 

الفتره الاخيره حاسس ان انا مبقتش عارفك 

ولا عارف الظابط تميم الشريف اللي الجهاز كله بيحلف بذكائه ومكره 

ولا بقيت عارف اخويا تؤامي اللي النفس اللي بنتنفسه بنعرفه لبعض 

انت دماغك بقت مشوشه يا حبيب اخوك لازم تفصل.... كده انت ولا هتعرف تعيش حياتك الخاصه ولا هتعرف تفلح في شغلك ولا تكمل فيه 

لازم تفصل..... وانا عارف انك تقدر تعملها 

اخويا مش ضعيف ابدا ولا بيسيب نفسه مشوش 

والقرار اللي بياخده مهما كان هو اللي بيتحمل نتيجته 




اشعل تميم سيجاره يلجا لها حينما يتعرض لموقف صعب ونتيجته تكون توقف عقله عن العمل 

نفث الدخان بغل شديد ثم قال بغباء 

-ولو ساره عرفت وخسرتها..... احاسب مين 

انت اللي هتكون مسؤول قدامي يا عدي ووقتها مش هسامحك ابدا 



تطلع له عدي بحزن ثم قال بعتاب 

-يعني ساره عندك اغلى من اخوك توأمك..... عمري ما كنت اتخيل اني اسمع كلمه زي دي منك 

في العموم مش هرد عليك على انك اخويا 

انا هسالك سؤال واحد 

بلدك ولا ساره يا تميم 



قالها بقوه وصوت عال جعلت الاخر يرتعش من الداخل ليعود  اليه صوابه من جديد 

القى السيجاره داخل المنفضه الزجاجيه ثم عانق اخاه بقوه وهو يقول باعتذار وندم 

-الدنيا كلها فدا ظفرك يا اخويا..... حقك عليا متزعلش 

بس اكيد انت حاسس بيا..... وعارف اللي جوايا 

عشان خاطري..... اعذرني ومتخدش على كلامي 



ربت عدي بقوه على ظهر اخيه  وهو يقول 

-حد يزعل من روحه يلاااااا..... انا بقولك كده عشان افوقك..... اخويا عمره ما كان ضعيف ولا بيسمح لحاجه او حد يتحكم فيه ويخليه مش مركز ولا تايه 


فصل تميم العناق ثم قال بجديه وصرامه 

-رتب نفسك و هات  الماذون .....شوف ايه الخطوه الجايه اللي المفروض نعملها 

انا معاك في اي حاجه يا حبيب اخوك 




ابتسم عدي بفرحه بسبب عوده اخيه الى رشده وكاد ان يرد عليه الا انه وقف متصنما حينما وجد ذلك الاعصار ياتي من الداخل 

بينما كان اخيه ينظر بغل شديد للتي تصرخ امامهما دون حتى ان تلاحظ ضخامه اجسادهما مقابل جسدها الضئيل 

بعدما سمعت كل ما حدث مسحت وجهها جيدا حتى تخفي اثر الدموع التي كانت منهمره بغزاره 


ثم قررت ان تخرج لهم وتثار لكرامتها بعد ان سمعت رفضه الواضح لها .......حتى بعد ان وافق فلتلك الموافقه سببا واحد وحينما ينتهي سيكون خارج حياتها 

تحدثت امامهم بغضب شديد وقوه لم يتخيلوها اثنتيهم 

-ومين قالك ان انا ممكن اوافق..... تولع القضيه ان شاء الله نموت كلنا 

اهون عليا ان انا اتجوز واحد زيه..... انتوا بتهزروا ولا ايه صدقتوا نفسكم وعمالين تتكلموا وهو يرفض وانت تقنع 

انسى يا بابا انت وهو انا هعرف احمي نفسي  كويس مش محتاجه واحد شبهه يعمل عليا ظابط 



شبهوووووو....نهااااااار ابوكي اسود 

انتي بتقولي الكلام ده لمين يا بايره 

هرولت تجاه عدي بعد ان سمعت صرخاته التي تشبه زئير الاسد الغاضب 

لكن لسانها السليط لم يصمت..... بل اشاحت له بذراعيها وهي تقول بغضب جم لا يليق بسنها الصغير 

-بايره مين يا ابو بايره...... ده انا مكملتش سبعتاشر سنه 

وبعدين متتمطعش قوي كده وتفرد نفسك وتقول ظابط.... ظابط على نفسك مش عليا 



تدخل عدي سريعا بعد ان شعر ان اخيه سيقتلها لا محاله 

-عيب يا سما ميتفعش كده..... احترميني انا على الاقل 

وبعدين ده شغل مينفعش تدخلي فيه 

كل اللي عليك تسمعي الكلام وتقولي حاضر وبس سامعه 




ننننننننعم.....لا مش  سامعه يا عدي..... الكلام ده تروح تخوف بيه ضي عشان تسمع كلامك 

انما انا لاااااااااا 


تقدم منها تميم وهو يقول بجنون بعد ان قرر ابراحها ضربا 

-ايه البت دي.....دي عندها سبعتاشر سنه 

طب و حيات امي لاربيكي 

امسكه عدي سريعا وهو يدفعه الى الخلف حتى يمنعه من الوصول اليها وهو يقول بمهادنه 

- بالله عليك تهدى هتعمل عقلك بعقل عيله 

ردت الأخري بغيظ شديد 

ااااااايه عيله دي 




بينما كان تميم يدفعه حتى يصل اليها وهو يتحدث بجنون قال عدي بغل شديد بعدما لف راسه لينظر لها بتحذير 

-ما تخرسي بقى الله يحرقك..... ده حلف بالغاليه يعني لو سبته عليك هيفرمك 

اتكتمي شويه...... مش عايز اسمعلك نفس....سااااااامعه 



شعرت ان حديثه جاد للغايه ليس مجرد كلمات يتفوه بها حتى يخيفها 

مثلت الشجاعه وهي تقول بصوت مهزوز لاحظاه الاثنين بوضوح 

- انا هسكت بس احتراما ليك..... مش عشان خايفه منه ولا حاجه 

- انا اصلا مش بخاف من حد 



اعقلت قولها بالجلوس فوق احد المقاعد ثم اكملت 

-بس حضرتك انا مش هتجوز حد..... ومليش دعوه بكل الكلام اللي انتم بتقولوه عن القضيه والحمايه وكل الهري ده ميخصنيش 




جز تميم على اسنانه حتى كادت ان تنكسر من شده الغضب ثم قال بعناد وتصميم 

-اتصل بالماذون يا عدي..... نظر لها بعيون مثل الجمر ثم اكمل بتهديد صريح 

-فكري تنطقي كلمه وانا هدفنك حيه 

مش حته عيله هنبوظ شغلنا عشانها 



تنحنح عدي ثم قال بخجل طفيف 

-هو الحقيقه مش هينفع اتصل بالماذون 

تطلع له الاثنان بعدم فهم فاكمل بحذر 

-السن القانوني للجواز تمنتاشر سنه 

كده مضطرين نكتب عليكم عرفي على يد محامي 


ننننننننننعم 

هكذا صرخ الاثنان في نفس الوقت اعتراضا على ذلك الحل المرفوض تماما بالنسبه اليهم 

لكنه لم يهتم وقام باخراج هاتفه من جيبه ثم ضغط على احد الارقام وحينما سمع الرد من الطرف الاخر قال 

-اطلعو..... وفقط اغلق الهاتف ونظر اليهم بتحدي ان يعترض احدهم على ما سيحدث بعد بضع دقائق 




في غضون نصف ساعه او اقل قد تم زواجهما بعقد عرفي في وجود ابيه الذي مثل البرود امامه ولم يتحدث معه بكلمه واحده 

وايضا حضر معه سعيد وعمار معهم نوح والمحامي الذي اتمم العقد 


كان تميم يشعر انه خائن..... لاول مره يشعر بذاك الشعور الذي جعله يختنق من الداخل 

كيف له ان يخون حبيبته ويتزوج باخرى حتى وان كان من اجل مصلحه العمل 

نظر الى ابيه وقال بتحذير شديد 

-انت عارف اللي حصل دلوقت حصل ليه يا بابا 

ارجوك ميطلعش من بينا وانت فاهم انا اقصد ايه 



نظر له سالم بغضب ثم قال 

-اولها بتعلي صوتك على ابوك.... ودلوقت بتحذروا 

-فاضل ايه تاني يا تميم بيه معملتوش معايا 

هي دي تربيتي ليك 

رد سريعا باسف 

-والله ابدا يا حبيبي...... عمري ما اقدر اعمل معاك كده 

بس يا بابا انت فاهم موقفي عامل ازاي والحكايه معقده لوحدها 

خفت تغلط بكلمه قدام اهلها ويبقى حياتي كلها انتهت وضاعت 



رد عليه سالم بقوه وحكمه ايضا 

-لو ده حصل يبقى انت اللي ضيعت حياتك بايدك مش حد ثاني.....ليييييييه 

عشان مسلمتش قلبك للي تصونه واللي تراعي ظروفك وظروف شغلك مهما كانت 



انت مش شغال في سوبر ماركت ولا موظف في بنك..... انت ظابط مخابرات 

يعني شغلك بيخليك تعمل اي حاجه وكل حاجه عشان مهمتك تتم بنجاح 

فووووووووووق 

فوق يا ابن الشريف قبل ما حياتك فعلا تضيع من ايديك وكل اللي بنيته هيتهد 

بس فوق دماغك انت مش حد ثاني..... انت الوحيد اللي هتطلع خسران من الحكايه 




يعني ايه مش عارفين توصلوللهم..... من امتى عدي ولا تميم بيقعدوا في مكاتبهم كل ده 

رد عليااااااااا 

كان هذا صراخ شعبان او راشد الذي صرخه في وجه الرجال المكلفين بمراقبه الاخوين 


رد عليه احدهم بخوف شديد 

-يا باشا احنا وراهم من اول ما بيدخلوا مكاتبهم لحد ما بينزلوا ويروحوا الشقه اللي جنب المكتب 

رجالتنا طلعت الشقه وفتشتها حته حته 

واحنا كنا مكاننا قدام الجهاز..... ولا الرجاله لقيت حاجه في الشقه 

ولا احنا شفناهم اتحركوا من جوه المبنى 

يبقى ذنبنا ايه...... حتى الفيلا الحركه فيها طبيعيه 

مفيش غير بنتهم كل كم يوم بتزورهم هي وابنها الصغير 

ومرات سالم مبتخرجش خالص من يوم ما بدانا المراقبه مشوفنهاش طلعت بره الباب 




تدخلت شيري في الحديث قائله بتعقل 

-اهدى يا راشد مش كده...... ما هما اكيد مش هينزلوا بنفسهم يدوروا علينا اكيد عندهم فريق كامل هو اللي مسؤول عن البحث 

انت عارفهم بشوات مبيتحركوش من مكاتبهم غير للمهمات الكبيره اللي بره البلد 

وادام محدش يعرف شخصيتك الحقيقيه يبقى انت خايف من ايه 



رد عليها بغل شديد 

-طول ما بنت الكلب دي عايشه انا مش هعرف اكمل حياتي مرتاح 

لازم اخلص منها عشان ابقى مطمن 

ولازم الاقي محمد وسما عشان ارجعهم ليا واحاول اقنعهم ان ضي كانت بتضحك عليهم 

لو ده محصلش يبقى عمرنا ما هنعيش في امان 

وفي اي لحظه تاكدي ان كل اللي بنيناه في السنين اللي فاتت هيتهد على دماغنا 

صمتت قليلا ثم لمعت عيناها بخبث 

شديد و هي تقول..... 




ماذا سيحدث يا تري 



سنري 



انتظروووووني 



بقلمي / فريده الحلواني


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close