رواية اذوب فيك موتا الفصل العشرون والحادي وعشرون (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية اذوب فيك موتا الفصل العشرون والحادي وعشرون (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
الفصل العشرون
بقلم الكاتبه فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
كل شيء حدث بسرعه غير متوقعه
رغم علم هذا العاشق من داخله الا انه اختار مصلحه عمله التي تحتم عليه حمايه تلك الصغيره وان يضع حياته امام حياتها
لا يعلم كيف فعلها لكن..... هذا ما وجب عليه فعله ولا يوجد اي اختيارات اخرى
الامر اصبح يسير بسرعه لم يكن يتوقعها
اليوم يجب عليهم نقل سما الى فيلا الشريف
وايضا سيتقابلون مع ياسر الذي تقرر سفره خارج البلاد غدا
وفي نفس الوقت قد سافر اليوم محمد بعد ان غير ابيه اوراقه واصبح شخصا اخر في الاوراق الرسميه
نفذ الاخوان عمليه نقل سما بنجاح دون ان يتم اكتشافهم
كانت مقابلتها هي واختها الحبيبه التي لا تملك في الدنيا غيرها مؤثره للغايه جعلتهم جميعا ينظرون لهم بحزن مع بكاء سمر الشديد حزنا واشفاقا عليهم
تدخل عدي سريعا بعدما ألمه قلبه بسبب دموع حبيبته التي لم تتوقف منذ ان عانقت اختها الصغيره
اقترب منهم ثم امسكها من ذراعها وهو يقول بحنان
-اهدي يا حبيبتي بقى كفايه عياط عشان متتعبيش..وبعدين
إديها فرصه تسلم على ماما ولا ايه انت ناسيه ان هي لسه متعرفتش عليهم
تدخل سالم الذي قال بمزاح حتى يخفف من وطأه الامر
-اتكلم على امك انا عنفسي إتعرفت عليها وطول الطريق مبطلناش ضحك وهزار بت دمها زي العسل
اعقب قوله بالقاء نظره خبيثه تجاه ولده الذي ينظر اليهم ببرود
انفصلت الاختان وبدأ يمسحن دموعهم بينما كانت ضي تقول من بين شهقاتها المرتفعه
-كنت هتجنن عليها غصب عني والله يا عدي عقبال ما اطمن على ياسر واشوفه قدامي هو كمان
ابتسمت لاختها بحنو ثم اكملت بعد ان مسكت كفها لتسحبها تجاه سمر
تعالي اعرفك بقى على ماما سمر اطيب واحن ام في الدنيا ممكن تقابليها
كادت ان تتحرك معها لكنها وقفت تنظر لها بصدمه شديده
رفعت جانب شفتها العليا ثم نظرت الى عدي وتميم الواقفان
بالقرب منها ثم قالت بصدمه شديده
-ام مين..... اشارت على سمر بعدم تصديق ثم اكملت بجراه
-بقى دي ام الشحطين دول وربنا مصدق
ضحك سالم بقوه بينما كانت تنظر لها اختها بتحذير حينما رات تجهم وجه تميم والذي كاد ان يهجم عليها وهو يقول بغل شديد
-احترمي نفسك يا بت انتي..... انا ساكتلك من الصبح ولو مسكتك هفرمك
احتضنتها سمر سريعا كي تحميها من ولدها المختل والتي ما زالت مستمره في خصامه
ضمتها بحنون ثم قالت
-متخافيش يا حبيبتي منه ولا يقدر يعمل لك حاجه ولا يجي جنبك انا معاكي
ابعدتها برفق ثم نظرت لها وقالت باعجاب
-بسم الله ما شاء الله زي القمر..... نظرت لضي ثم قالت
-شبهك قوي يا ضي سبحان الله بس شكلها شقيه عنك
زفر تميم بحنق ثم قال لامه بتملق
-والله ما في قمر غيرك يا سماره..... وحشتيني على فكره
خفق قلبها وكادت ان تحن لولدها الغائب عنها منذ مده والذي
لأول مره يطول الخصام بينهم
تماسكت بصعوبه وقررت عدم النظر اليه كي لا تضعف وتجاهلت ما قاله
اتجه اليها ثم امسك كفها عنوه بينما هي ادارت وجهها للجهه
الأخري .قبله باجلال ثم قال بحزن
-عشان خاطري يا امي انت بالذات مقدرش على زعلك
بالله عليكي ..... وغلاوه بابا عندك متقسي عليا
نظرت له بعيون تملاها الدموع ثم قالت بعتاب
-وانا من امتى قسيت عليك او على حد من اخواتك.... من امتى كملت خصام يوم واحد لحد فيكم
انت يا تميم اللي نسيت اهلك وبعدت..... انا اللي مقهوره وقلبي بيتقطع من جوايا عشان حسيت ان انا هنت عليك
كلنا هنا عليك يا تميم ودي مش تربيتي ولا ده ابني
بكت بقهر فقام باحتضانها وهو يقول بصدق وندم شديد
-مقدرش يا ماما..... ده انتوا اغلى عندي من الدنيا وما فيها ازاي تفتكري ان انا اقدر ابيعكم ولا اتخلى عنكم..... انتم بس اللي مش عايزين تفهموني ولا قادرين تحسوا بيا
تطلعت سما لذلك الموقف المؤثر وقد بدات تبكي مره اخرى وقد ألمها قلبها على حبيبها كثيرا
تمنت ان تحتضنه وتربت عليه..... تخبره ان لا احد في العالم اجمع يضاهي تلك النبره الحزينه الذي يتحدث بها
لاحظها سالم وقد بدا يشك في امرها فقرر ان يتدخل قبل ان يتفوه ولده بحديث بالتاكيد سيحزنها كثيرا
تقدم منهم ثم سحبها من بين ذراع ولدها وهو يقول بغيظ مفتعل
-ما تلم نفسك يا ابن الكلب..... ضمها اسفل ذراعه بحمايه ثم اكمل بغير حقيقيه
-سبتك تبوس ايديها وقلت بيراضي امه وماله.... انما تسوق فيها وتقعد تحضن وتبوس هفرمك
غور من وشي بقى
بينما كانت تنظر سما بذهول لما يحدث امامها ضحكا ضي وعدي عليهم
وقد قال تميم بغيظ حقيقي
-يا بابا بقى دي امنا برده انا مشفتش كده في الدنيا..... هو الواحد مش من حقه يحضن امه..... ايه الغلب ده يا ربي
رد عليه سالم بمغزى
الأهم من حضن الام رضاها يا روح امك.... راضيها وبعدين يحلها ربنا
ساااالم.... هكذا تفوهت سمر بلوم فرد عليها الاخر بمهادنه
ايه يا بابا بس يعني ينفع كده الولا عمال يفعص فيكي وانا واقف
برقت عيناها من وقاحته فقال سريعا
-المهم سيبك من عيال الكلب دول وتعالي عايزك في كلمتين عشان وحشتيني
الله يسهلوووووووو
هكذا صاح الاخوان في نفس اللحظه ثم اخذ يطلقون صفيرا كي يعبر عن اعجابهم بجراه ابيهم في التعبير عن عشقه لتلك التي كانت وما زالت صغيره وعشقه الاوحد
امسك عدي كف حبيبته مقررا ان ياخذها بعيدا حتى يختلي بها ويبث لها مايعترى قلبه من شوق وحب
لكنه ثبت مكانه حينما سمع صوت ابيه العالي من فوق الدرج وهو يقول له بامر لا يقبل النفاذ
-سيب ايد البنت وخد البغل اللي قدامك وروحوا شوفوا شغلكم
لو لمحت واحد فيكم هنا هطلع ميتين اهله وانتم عارفيني
غوووووور ياض منك ليييييه
حاله من الحزن سيطرت على مؤمن بعد ان اخبره شريف منذ عده ايام برفض اخته لخطبته
لم يتقبل الامر لكن شريف حدثه بحده لاول مره وقد هدده بانهاء العقد الذي بينهما حتى يترك الشركه باكملها
هنا اضطر رغما عنه ان يكتم غضبه ويتحلى بالصبر قليلا حتى يجد حلا لتلك العنيده
لكن كيف له ان يهدا وقد لاحظ وجود ذلك المدعو سمير بكثره في تلك الايام داخل الشركه بحجه زياره يوسف وشريف
لكن ما جعله يفقد اعصابه ولا يتمالك حاله ابدا حينما كاد ان يدخل لها ووجد الاخر قد سبقه و دلف قبله الي مكتبها
اشتعلت ملامحه بالغضب الشديد وهو ينظر له ويقول بغل
-انت مش شايف رجلك اليومين دول اخذت على الشركه خير يا حضره الظابط ناوي تشاركنا ولا ايه
القى بصره لتلك التي تقف بجمود ثم اكمل بغضب شديد
-وانت ليه تسمحيله يدخل مكتبك هو جاي لاخواتك اللي هما المفروض صحابه يجيلك بتاع ايه
قبل ان ترد علي قال سمير بكيد
-وانت مالك هو انت كنت اخوها ولا هي جت اشتكيتلك
لو الانسه لميس رافضه وجودي مكانتش سمحتلي أدخل المكتب
تحولت ملامحه الى شيطان قرر ان يحرق العالم كاد ان يهجم عليه الا ان الاخر اكمل بجديه شديده
-وبعدين انا لسه طالبها امبارح من اخوها وجاي عشان اسمع ردها
انا موافقه .....فقط
تلك الكلمه البسيطه في ظاهرها المدمره في باطنها هي ما تفوهت بها ومن بعدها حل الصمت حول المكان
سمير ينظر اليه بشماته ومؤمن ينظر لها بصدمه وعدم تصديق لدرجه ان لسانه قد شل ولم يقوى على التفوه بحرف واحد
كل هذا حدث في نفس اللحظه التي دخل عليهم يوسف وقد قرر ان ينقذ الموقف قبل ان يقتل بعضهم البعض
امسك ذراع مؤمن الذي ما زال تحتله الصدمه ثم سحبه معه وقال بهدوء
تعالى معايا يا مؤمن نتكلم في المكتب عندي
تحرك معه مسلوب الاراده لكنه يشير الى الخلف ويقول بعدم تصديق
-هو ايه اللي اتقال دلوقت..... انا مش فاهم حاجه
رد عليه اثناء خروجه من المكتب بشفقه
-هفهمك..... وهنتفاهم مع بعض بس مش هنا
ظلت واقفه كما هي تنظر اثر اختفاؤه بحزن شديد لاحظه سمير بسهوله
رغم انها قد صممت على رفضه بعد مكالمه امه التي جرحتها جرحا شديدا الا انها لم تكن تعلم ان تلك الكلمات التي قالتها ستجرحها هي قبله
لم تتخيل حجم الالم الذي تشعر به الان لدرجه انها تريد ان تهرول خلفه وتعترف له بعشقها وسبب ما قالته منذ لحظات
قرر سمير ان يتحدث حتى يخرجها من تلك الحاله فقال بهدوء وتعقل
-اتمنى موافقتك ليا متكونش بسبب انك عايزه تخلصي من مؤمن وخلاص
انا عارف ان مفيش اي مشاعر جواكي من ناحيتي
بس انا اتقدمتلك رسمي عشان يكون في خطوبه واقدر اقرب منك
يمكن لما تحسي بحبي ليكي وقد ايه أنا متعلق بيكي يتولد جواكي حاجه ويبقى بينا قصه حب الكل يحكي عنها
نظرت له بتيه وهي تلقي بجسدها فوق المقعد بعدما فشلت ساقيها على حملها
فاكمل بتصميم
-صدقيني عمرك مهتندمي على موافقتك وارتباطك بيا
اوعدك اني هخليكي اسعد بنت في العالم
وحبي ليكي هيخليكي غصب عنك تحبيني
هزت راسها ببطء وحاولت رسم ابتسامه على ثغرها ثم قالت بصوت مهزوز
-ان شاء الله خير يا سمير.... تقدر تحدد مع اخواتي ميعاد الخطوبه
بس عشان نكون متفقين لو مرتحتش موعدكش ان انا هقدر اكمل معاك
ابتسم باتساع ثم قال بحماس
-وانا اوعدك انك هتيجي في يوم تقوليليانا مقدرش استغنى عنك
جلس الاخوين امام ياسر الذي يمسك بهويته الجديده بين يديه ويقراها بحزن جديد
نظر لهم وقال بهم
-انا مش قادر اتخيل اني هسافر عشان ابقى في امان وهسيب اخواتي البنات هنا الله اعلم مصيرهم هيكون ايه
رد عليه عدي بقوه
-حياتنا قبل حياتهم خليك واثق من ده.... استحاله يحصلهم حاجه باذن الله وهم معانا
اكمل تميم عن اخيه بجديه شديده
-الحمد لله رب العالمين مفيش قضيه مسكها اولاد الشريف غير وقفلوها بسرعه ونجاح
اطمن على اخواتك يا ياسر مفيش اي حاجه هتحصلهم باذن الله واي وقت هنقدر نخليك تكلمهم اكيد مش هنتردد لحظه
انا مسافر معاك بس طبعا زي مفهمتك هندخل المطار كل واحد لوحده بشخصيته الجديده
اول مانوصل امريكا هسلمك للناس بتوعنا هناك ومش هسيبك غير وانت مرتاح ومطمن سواء في سكن او في شغل
تنهد بهم ثم قال برجاء
-طب مينفعش اشوفهم قبل ما اسافر او حتى اكلمهم في التليفون اودعهم على الاقل
هزه عدي راسه برفض ثم قال
-للاسف مش هينفع..... معلش تعالي على نفسك واتحمل لحد اما ننهي القصه خالص وتبقوا في امان وقتها هترجع لاخواتك وتشبع منهم زي ما انت عايز
وقف تميم من مجلسه ثم قال
-قوم جهز نفسك وانا هدخل اجهز نفسي عشان فاضل على الطياره ساعتين مفيش وقت
اهم حاجه اول ما تدخل المطار اوعى تبصلي ولحد ما احنا في الطياره متفكرش عينك تيجي عليا
ولما نوصل مطار لوس انجلوس باذن الله ....... هتلاقي ناس مستنياك هتاخدك على السكن...... برده هناك ملكش دعوه بيا بعد اما تمشي واطمن انك وصلت هحصلك على طول
يلا..... توكلنا على الله
كادت ان تجن ولاول مره منذ ان اتت لها وهي صغيره لتعيش معها وتعوضها عن امها الراحله تغضب منها كل ذلك الغضب بل تقف تصرخ بها قائله بجنون
-انت اكيد اتجننتي...... ازاي توافقي على واحد انت مش عايزاه اصلا ولا جواكي ليه حاجه
-انت كده بتظلمي نفسك وبتظلميه
تطلعت ليوسف وشريف الذين يقفان معهم ثم اكملت بغضب
-وانتم ازاي توافقوها طب هي خلاص اتجنت ومش عارفه تفكر انتم يا كبار يا عاقلين ازاي تعملوا كده ومنغير ماترجعولي
بينما كانت تبكي لميس بقهر قال شريف بعدم رضا
-والله يا ماما انا نفسي اتفاجئت بموافقتها احنا حكينالك اللي حصل وانا مش راضي على اللي هي عملته بس مقدرش اجبرها على حاجه ده قرارها وهي اللي هتتحمل نتيجته
نظر لها يوسف بعتاب يشوبه الغضب ثم قال
-لو تشوفي مؤمن وانهياره والله العظيم يا ماما هيصعب عليك
لدرجه انه ما كانش قادر يسوق ولا قدر يفضل في الشركه انا اللي نزلت وصلته لحد البيت
وبعد ما وصلت قدام الفيلا قالي معلش طلعني على اي فندق مش هقدر ادخل لامي ولا لاخواتي بالمنظر ده مش عايز حد يشوفني في الحاله دي
ضربت شروق فوق فخذيها بغل شديد وهي تقول
-الولد بيموت فيها وهي دبحته يا ريتها رفضته بينها وما بينه
الله يكون في عونك يا ابني ويهونها على قلبك
انتفضت لميس من مجلسها وهي تقول بغضب وحزن شديد من بين بكائها المرير
-حرام عليكم بقى كفايه....كفاااااايه
-محدش حاسس بيا ولا باللي جوايا
-عايزني اوافق على مؤمن بعد ما مامته اتصلت بهدلتني وحسستني ان انا عانس وبخطف عيل قد ولادي عشان اتجوزه مش مجرد سنتين بس فرق
تطلعوا لها جميعا بصدمه بينما قال شريف بغضب
-امتى حصل الكلام ده ومقلتلناش ليه
بكت بقهر وهي تقول
-محبتش اوجعكم زي ما اتوجعت
-وخفت تروحوا تعملوا مشكله مع مؤمن او مع باباه وهم الاثنين ملهمش ذنب في اللي عملته مامته
-انا اصلا من غير كلامها مش مقتنعه إني اتجوز واحد اصغر مني حتى لو كنت بحبه او هو بيموت فيا
-اخرها هتبقي علاقه فاشله وانا معنديش استعداد اتجوز وافشل في حياتي.....و فقط تركتهم وغادرت لتحبس حالها داخل غرفتها دون ان تنتظر ردا منهم او تضيف حرفا اخر
يكفيها عذابها الذي تشعر به خاصه بعد ان علمت بحاله مؤمن والذي من الاكيد انه اصبح يكرهها ويبغضها كثيرا
نظرت شروق الى ولديها ثم قالت بحزن
-انا مقهوره على اختكم..... البنت ملهاش بخت من وهي صغيره
حتى لما حبت واحد وهو كمان بيموت فيها الدنيا معانده معاها ومش عايزاها تفرح ابدا
رد عليها شريف بغضب
-لازم تقول لنا يا ماما عشان نجيب حقها
اختنا محدش يهينها ابدا وبعدين هي مجريتش وراه الولد اللي بيحبها وبيعمل قرد عشان يقرب لها
انا لا يمكن اسكت ابدا
نظر الى اخيه ثم قال بقوه
-تعالى معايا يوسف هنروح لابو مؤمن حالا
وهنعدي على الثاني في الفندق لازم يعرف اللي امه عملته عشان اختي مش رخيصه ولا جريت وراه
ولا احنا في روايه البنت هتخبي عليه عمايل امه بلاش قرف
كانت تشعر بسعاده تملا قلبها حينما وصلتها رساله من حبيبها مفادها
حبيبي اللي واحشني.... وهشوفه بكره
كتبت بعدم تصديق
-تشوفني فين يا حبيبي.... انا في امريكا انت نسيت ولا ايه
ارسل لها ملصقات ضاحكه ثم كتب بعدها
-ما انا برده في امريكا انت هبله يا بت ولا ايه
-انا لسه شباب وبعقلي حبك مجننيش
-المهم لسه بتسرقي الفون عشان تكلميني ولا سابوهولك
شعر بالغيظ الذي ينطلق من حروفها حينما قرات تلك الرساله التي ردت بها عليه
-معايا يا حبيبي.... بس طبعا مش بسهوله بهدلت الدنيا وزعقت وتعاركت مع مايكل
-سابني في الظاهر بس في الحقيقه لسه مراقبني مش مديني فرصه اقعد مع نفسي
-واصلا عمو سامي عمل العمليه اول امبارح بس لسه هيفضل في المستشفى لحد اما حالته تستقر
-بابا وماما وعمو بولس هيوصلوا بكره
-معرفش بقى وقتها الدنيا هتبقى ايه كويس ان انا هشوفك بكره قبل ما هما يوصلو
قضت الليل بطوله في لهفه وترقب لذاك الموعد الذي سيحدد مصيرهم معا
دبت شجار كبير مع اخيها داخل المشفى حتى تتخذه حجه وتتركه وحده كي تقابل تميم
وقع اخيها في الفخ سريعا وتركها لتغادر دون ان يلحق بها وهو مطمئن انها في بلاد بعيده كل البعد عن ذلك الذي تحبه
والان..... تتعانق القلوب قبل الاجساد حينما اجتمعا معا داخل شقه تخص تميم وقد استاجرها باسم المستعار حتى يحظى
بالخصوصيه مع حبيبته والتي اشتاقها حد الجحيم
قامت حربا طاحنه بين شفاههم والسنتهم من شده رغبتهم ببعضهم البعض
لا يصدقوا انهما اجتمعا معا مره اخرى
لكن ذلك العاشق العاقل حينما وجد جسده سيجبره على ما لا يجب فعله
تمالك حاله بشق الانفس ليفصل تلك القبله ويبتعد عنها
نظر لها بعيون متوهجه ثم قال
-وانتي وحشاني لدرجه مقدرش اوصفهالك
-اول مره احس ان احنا بعيد قوي عن بعض يا ساره
-رغم اني كنت زعلان منك بعد اخر كلام حصل بينا ومن بعدها
مسالتيش بس اول ملقيتني بركب الطياره وجاي في مكان انت فيه مقدرتش امنع نفسي اني ابلغك واشوفك
تطلعت له بعيون يملاها الندم ثم قالت
-حقك عليا يا حبيبي انت عارف اني مقصدش غيرتي عليك هي اللي اتحكمت فيا
فجاه لقيت قلبي بيغير يمكن بسبب الضغط اللي علينا عقلي وقف ومبقتش عارفه افكر وافرق بين حياتنا الشخصيه وشغلك
قبلها بسطحيه ثم سحب يدها لتجلس جانبه فوق الاريكه
نظر لها بجديه ثم قال
حصل خير يا حبيبي.... انا مقدر اللي إنتي فيه
المهم عايز اعرف هترجعي امتى من امريكا عشان ابقى ابدا اجهز نفسي وننهي القصه بتاعتنا دي خالص لأن لو سكتنا هنفضل محلك سر وعمرنا ما هنتجمع ابدا
تطلعت له بعدم فهم ثم قالت
-انت ناوي على ايه.... اصلا انت رفضت ان احنا نهرب ونتجوز من وراهم وهم مصممين على موقفهم سواء عندي او عندك ايه الجديد يا تميم اللي هيتعمل يخليهم يغيروا رايهم
رد عليها بقوه
-مفيش جديد يا حبيبي ومش انا اللي اهرب بس اللي انا متاكد منه انهم لما يلاقونا مصممين على موقفنا ومتمسكين ببعض هيضطروا ويوافقوا حتى لو كان في الاول هيبقى في شويه زعل من الطرفين بعدها هيتعودوا ولما يشوفوا قد ايه احنا عايشين سعده وجوازنا مأثرش على حد فينا هيتقبلوا الامر وهنعيش حياه طبيعيه زي اي اثنين
ضحكت بملء فاهها امام نظراته المستغربه لتلك الضحكات التي لا مكان لها الان
وقبل ان يعنفها على تلك السخريه التي شعرها منها وجدها تهدا وتقول
-انسى يا حبيبي..... عمر اللي انت بتحلم بيه ده مهيحصل خصوصا ان احنا في مصر.... ولو حصل واهالينا اقتنعوا وده مستحيل طبعا
-الكنيسه هتقلب الدنيا وتقدر تتخيل حياتنا هتتقلب لجحيم ازاي
-حتى شغلنا معتقدش هنقدر نكمل فيه
نظر لها بعيون يملاها الشك لكنه اثر ان يسالها حتى يفهم المغزى من ذلك الحديث
-الكلام ده جديد علينا يا ساره.... ايه اللي في دماغك هاتي
من الاخر
رفعت كفيها لتكوب وجهه بقوه وتقول بنبره جديه للغايه
نتجوز هنا..... هنا معندهمش مانع ابدا الاثنين دياناتهم مختلفه يتجوز
وكده نبقى بعدنا عن مشاكل الكنيسه وفي نفس الوقت حطينا اهلنا قدام الامر الواقع
سنه ولا اتنين ونرجعلهم ثاني وقتها هيكونوا تاقلموا على وضعنا
ابتلع لعابه بصعوبه ثم سالها باهتزاز لاول مره يشعر به
-طب وشغلنا..... لو إنتي عندك استعداد تتخلي عن شغلك انا لا وانتي عارفه الكلام ده
قربت وجهها من وجهه ثم قالت باقناع والحاح شديد
-انا كمان مقدرش اتنازل عن شغلي...... هنقدم على اجازه احنا
الاثنين
لمده سنه على الاقل لحد ما اهالينا يتقبلوا الوضع والحكايه تتنسي نرجع مصر تاني
نكمل حياتنا هناك ونرجع شغلنا
ساد الصمت بينهما وهي تتطلع له بعيون تملاها ال لهفه في انتظار رده الذي سيكون في صالحها لا محاله
بينما هو ينظر لها بعيون رغم برودتها لكنها مليئه بالافكار التي تعصف به
حينما طال الصمت سالته بلهفه ونفاذ الصبر
-هاااااا...ايه يا حبيبي
-الموضوع مش محتاج التفكير ده كله ساكت ليه رد عليا قول اي حاجه فهمني اللي في دماغك
ابتسم لها ثم قال ........
ماذا سيحدث يا تري
الفصل الواحد والعشرون
صباحك بيضحك يا قلب فريده
في بعض الاوقات يحدث لنا صدمه تشل عقلنا
تجعلنا غير قادرين على التفكير او اتخاذ قرار
كيف لنا ذلك وقد توقف العقل تماما ولم يعد بامكانه العمل
هذا ما حدث لتميم حينما سمع اقتراح حبيبته بترك عملهم وحياتهم حتى يظلا سويا
كل ما فعله رسم ابتسامه مبهمه فوق ثغره لم يتعمدها من الاساس
لا يعلم اذا كان يبتسم على سذاجتها لاعتقادها انه من الممكن ان يتخلى عن عمله الذي يعشقه وعن عائلته التي لم تقدم له الا كل خير
ام انه يبتسم سخريه من حاله لانه عشق في يوما ما انسانه بكل تلك الانانيه
نعم يحبها بل يعشقها وتسري في دمه
لكنه لن يقبل ابدا ذلك الحل المهين بالنسبه له
رفع ذراعه حتى يبعد كفيها المحاوطه لوجهه بتمهل ومازالت عيناه مثبته داخل خاصتها التي يشع منها طريق الامل والتمني
زوت بين حاجبيها حينما وجدته يبعدها عنه فهمست باسمه دون تصديق
هنا.... استعاد عقله العمل والتركيز مره اخرى حينما قال لها بجمود
-إنتي مجنونه صح...... مش هقوللك ازاي تعملي كده في اهلك او عايزاني اعمل كده في اهلي
لااااااااا.... ازاي شغلنا اللي حلفنا وأقسمنا عليه ممكن تبعيه بسهوله
هو احنا شغالين في شركه ادويه يا ساره
فوووووووقي ..... احنا شغالين في المخابرات
يعني وجودنا مع بعض دلوقت هم عارفينه
وبرغم كده خاطرت وسبت شغلي اللي مكلف بيه علشان اجي اشوفك واطمن عليك
تطلع لها بحزن وهو يكمل
-عشان وحشتيني وكنت هموت واحضنك... متخيلتش ابدا ان
هلاقي انسانه تانيه انا معرفهاش
اللي حبيتها مكانتش كده..... اكثر حاجه شدتني فيكي ذكائك وحبك لبلدك اللي خلاكي تشتغلي في المخابرات واللي كلنا عارفين ان اللي بيدخل فيها بيحط روحه على كفه
حتى لو مات محدش بيحس بيه ولا بيعرف مات ليه
بس كفايه ان ربنا شاهد وبلدنا عارفه ان احنا موتنا فدي ترابها
جايه بمنتهى السهوله تقوليلي ناخد اجازه من شغلنا ونفضل هنا في امريكا بلد الحريات عشان نتجوز براحتنا
انا مش عارف ازاي فكرتي في حاجه زي كده وقدرتي تطلبيها مني
نظرت له بغضب ثم قالت بصراخ
-انا اللي مش قادره اتخيل انك بترفض...... انت ازاي بتتكلم
بالبرود ده
انا ببيع الدنيا كلها عشان اشتريك
وانت حاططني في اخر اهتماماتك
هو ده حبك ليا يا تميم..... هو ده وعدك اللي وعدتهولي وانا صدقته ومشيت وراه
انا الي مش قادره اتخيل انك بترفض تكون معايا لاي سبب
من الأسباب
تطلع لها بغضب جم ثم قال بقسوه
انا مش جبان..... اساسا الجبان ميتسماش راجل
مش انا اللي ابيع اهلي وبلدي عشان قلبي
لو بموت في التراب اللي بتمشي عليه يا ساره مش هعملها
انا وقفت قدام اهلي واهلك..... مسكت ايدك قدام الكل وقلت دي بتاعتي ومش هتجوز غيرها
وبقولهالك دلوقت لاخر نفس فيا عمري ما ابيعك ولا اخلف وعدي معاكي
بس بالاصول مش بالهروب
وبعدين انت مش قلتي اللي تتجوز من ورا الكنيسه تبقى زانيه..... هنعملها ازاي هتعيشي معايا بقيه حياتك في الحرام زي ما دينك بيقول
ردت عليه بغيظ شديد
هنتجوز جواز مدني يا تميم..... اظن كده ملكش حجه ولا سبب
ابتسم بجانب فمه ثم قال بسخريه مبطنه
-هو انا ما افهمش في قوانينكم
ولا ايه اللي يصح وايه ميصحش.... بس برده هنرجع لنفس النقطه انا مش ههرب
-مش هعمل حاجه من ورا اهلي
-مش هسيب شغلي وبلدي
تطلع لها بقوه ثم اكمل بحسم
-وانت هتطمني على عمك وهترجعي مصر.... هترجعي شغلك يا ساره
-ووقتها هنبدا حربنا اللي بجد مع اهلك واهلي
-هنفضل وراهم لحد ميقتنعوا ويوافقوا على جوازنا
هزت راسها برفض ثم قالت ببكاء
-يبقى عمرنا مهنتجمع يا تميم.... حتى لو اهلك وافقوا واقتنعوا بكلامك او خلوك تتجوزني عشان يرضوك بس من جواهم رافض
-انا بقى استحاله يحصل كده معايا
-لا اهلي ولا الكنيسه ممكن يقبلوا بحاجه زي دي
ابتسمت بهم ثم اكملت بسخريه واضحه
-في حاله واحده بس الكنيسه ممكن تقبل بجوازنا..... عارف ايه هي
-انك تغير دينك وتبقى مسيحي.....
رأت الغضب والرفض يرتسم على ملامحه بوضوح فاكملت سريعا
-انا عارفه ان ده استحاله يحصل انا بقولك الحاله الوحيده اللي ممكن يقبلوك بيها
-الموضوع بقى في ايدك يا تميم
-يا اما توافقني ونفضل هنا نتجوز و نقعد فتره لحد ما الدنيا تهدى والموضوع يتنسي
-يا اما هنفضل طول عمرنا بنحارب في معركه خسرانه عمرنا ماهنكسبها
وقف سالم معه سعيد يرحبان برجل الاعمال الكبير راشد سعفان الذي اتفق مع الاول على ميعاد كي يتمموا بعض الصفقات معا
ويا حبذا ان تمت شراكه ودمج الشركتان معا
بعد الكثير من الترحاب بحفاوه جلس ثلاثتهم حول طاوله مستديره وقد بدأ راشد الحديث قائلا بجديه
انا حقيقي مبسوط جدا ان هيكون في تعاون بينا
برغم ان شركتكم بقالها كم سنه في السوق بس مسمعه وبقى ليها سمعتها واسمها
علشان كده اول ما وصلت مصر قررت يكون اول لقاء عمل ليا معاك يا سالم بيه انت وسعيد بيه
رد عليه سالم بهدوء يشوبه الفخر بما وصل له هو وصديقه في سنوات قلائل
-عندك حق.... احنا اسسنا الشركه دي بعد ما سبنا وزاره الداخليه بس حاليا بقت بتنافس اكبر الشركات اللي بقى لهم سنين كثير في السوق
اكمل عنه سعيد
-احنا كمان يا راشد بيه مبسوطين جدا ان هيكون في تعاون بينا وباذن الله منختلفش على اي شروط في العقد سواء من طرفنا او من طرفك
راشد : انا مش ناوي اختلف شغلي معاكم بالنسبالي اكبر مكسب
-ربنا ميجيبش اختلاف يا سعيد بيه وان شاء الله نوقع العقود ونعمل حفله كبيره نعلن فيها عن بدايه مشروعنا الجديد
نظر لهم نظرات مبهمه وهو يكمل
انا ناوي باذن الله ميكونش مجرد فندق في مصر وبس
- لأ انا ناوي يكون سلسله فنادق على مستوى العالم
وكمان عايز تكون المطاعم اللي تبع الفنادق شغاله باكل اورجانيك
واي لحوم تكون من وارد مزارعنا
ساله سالم باهتمام وعدم فهم لما قيل مؤخرا
-وارد مزارعنا.... معنى كده ان انت ناوي تعمل مزارع يا راشد بيه الكلام ده جديد اول مره اسمعه
رد علي باقناع
-اتفاقنا الاول من خلال الوسطاء اللي بينا كان اتفاق مبدئي على مجرد فندق
-بس انا قلت لسيادتك يا معالي الوزير اني بتمنى الشغل يكون دايم بينا ونتوسع فيه مش مجرد مشروع وخلاص
هزه سالم راسه بتفهم ثم قال بعمليه
-مش بحب اسبق الاحداث نتمم اتفقنا الاول وبعدها نشوف الخطوات اللي بعد كده اذا كانت تناسبنا ندخل فيها او لا
تدخل سعيد في الحديث قائلا بفخر
-سوري راشد بيه.... احنا كمان عندنا ولادنا رغم شغلهم ومناصبهم بس مفيش صفقه من الصفقات الكبيره اللي بتم جوه الشركه الا لما هم بيراجعوها وبيتاكدوا منها
-فبالتالي وبما انهم مرحبين بمشروع الفندق وكمان عجبهم جدا هو ده اللي هنبدا تنفيذه
- اي افكار تانيه حضرتك طرحتها دلوقت هنقعد مع ولادنا ونطرحها عليهم ونتناقش واللي فيه الخير والاصلح لينا احنا
الاثنين اكيد هيتعمل باذن الله
في تلك اللحظه التي كان يتحدث فيها سعيد فتح الباب ثم دلف منه عدي معه نوح وشريف
ابتسم الاول بهدوء وهو يقول بينما يتجهون نحوهم
-بعتذر جدا عن التاخير..... اكمل بمزاح وهو ينظر الى راشد
-نوح باشا كان لازم يوصل المدام وميقدرش يقول لها لا عشان ميباتش على السلم هو ده اللي اخرنا
ضحكوا على مزحته ثم قال راشد بطريقه طبيعيه حينما تاكد انهم لم يكتشفوا هويته الاخرى
-والله يا ابني كلنا بنخاف من المدام .مدام ده عذرك مقبول جدا وانا عمري ما ازعل على تاخيركم
جلسوا ثلاثتهم واخذوا يتباحثون حول العروض التي قدمها راشد ويطالعون الورق الذي اتى به كي يدرسوه قبل ان يوقع سالم وسعيد عليه
اعجب شريف كثيرا بما قدمه هذا الخبير في شؤون عالم الاعمال
فقال بحماس شديد
انا اساسا من اشد المعجبين بحضرتك يا راشد بيه
دايما متابع اخبارك وقد ايه انت بتحب البلد رغم ان انت عايش بره وبتحاول تفيدها باي شكل
للامانه كانت مفاجاه ليا اني اكون من ضمن الناس اللي انت قررت تشتغل معاهم جوه مصر
لما سالم بيه بلغني انا كنت طاير من الفرحه انا ويوسف اخويا مكناش مصدقين ابدا
رد عليه بزهو وقد اخذه الغرور بما سمع
-الكل بيتمنى يشتغل معايا بس انا مش بختار اي حد عشان اشتغل معاه
انت عارف شغلي كبير وعلى مستوى العالم مش الشرق الاوسط بس فبالتالي مش اي حد ممكن ارفع اسمه جنب اسمي
رد عليه سالم بقوه وغرور كبير
-ده اكيد وحقك..... بس الكلام ده مع اي شركه تانيه غير شركاتنا
سواء شركتي او شركه شريف اللي اساسا بقى بينهم دمج هيكون اضافه لشركاتك لما اسمنا يتحط جنبك
-احنا الاتنين بنضيف لبعض يا راشد بيه
-يا ريت نتعامل من المنطلق ده لاني مش بحب حد يقلل من اي حد تبعي حتى لو بدون قصد
نظر له بطيبه شديده ثم قال باعتذار
-مقصدش المعنى اللي وصلك خالص يا معالي الوزير
-انا بس كنت بشرح لشريف بيه على اي اساس بختار الشركات اللي هتعامل معاها جوه مصر
-انما الاكيد ان اسم حضرتك لوحده اضافه كبيره لاي حد يتعامل معاه
بعد ان تركها وغادر.... ظل يجوب الشوارع بعقل شارد يفكر في كل ما حدث بينهما منذ قليل
كيف لها ان تفكر في ذلك الامر البشع
يعشقها نعم..... وعلى اتم استعداد ان يضحي بحياته من اجلها
لكن ..... التضحيه بحياته هو لا بحياه عائلته
ولن يكون عشقها بالنسبه له اغلى من عشق لوطنه الذي في اي لحظه سيدفع حياته حفاظا على ترابه
كل مره يعطيها عذرا في جنونها وتهورها رغم ذكائها الحاد.....
إلا ان اليوم لم يجد اي عذرا يعطيها اياه
فقد تعدت كل الحدود الممكنه والغير ممكنه
فما قالته غير مقبول بالمره
سينتظر عودتها الى ارض الوطن وسيبدا حربه من جديد وسيثبت لها انه كان لديه كل الحق حينما تمسك برأيه رغم غضبها وحزنها منه
جلس في احد الحدائق العامه امام بحيره صغيره فقد كان يحتاج الى الهدوء حتى يصفي ذهنه وينتبه لعمله جيدا
اخرج هاتفه واخذ يتصفح فيه فوجد امامه تلك الرساله التي ارسلتها سما منذ فتره ولم يلاحظها
لا يعلم لما بدا يعيد المحادثه من بدايتها وتوقف امام تلك الجمله وظل يطالعها كثيرا
( انت حبيت و لا عشت الحب )
ظل يفكر في معناها ويقارنها بحاله مع حبيبته
قرأ باقي المحادثه ثم كتب بحزن ظهر جليا من بين حروفه
كان عندك حق
ساعات الانسان بيحتاج يخرج اللي جواه لحد ميعرفوش
عشان ميلمهوش او يقسى عليه في رده
اوقات بنكون تايهين ومبنصدق نلاقي شجره نرتاح تحتها من الشمس اللي حرقتنا
اول مره في حياتي اقولها لحد
انا حاسس اني تايه
مقسوم نصين
نص عايزها وهيموت عليها
والنص الثاني بيقولي مينفعش في ناس اهم واغلى منها
اقولك حاجه ومتستغربيش او تضحكي
انا نفسي اتحضن
نفسي حد غريب يحضني ويطبطب عليا
نفسي حد يقولي انا فاهمك وحاسس بيك
انا حاسس ان ايديا الاتنين مربوطين كل ايد بحبل
هي بتشد من ناحيه
واهلي والمنطق بيشدوا من الناحيه الثانيه
وانا عمال اتقطع بين الاثنين ومحدش حاسس بيا
تعالى في حضني
ذلك كان رد سما الذي جعله يرتعش من الداخل وقد تفاجأ كثيرا حينما قرات تلك الكلمات
وقد كان يكتب دون ان يلاحظ انها تقرا ما يكتبه
قبل لحظات من بدايه دخوله تلك المحادثه كانت هي تجلس في الغرفه التي خصصتها لها سمر وقد دلفت لمحادثته تقراها مرارا وتكرارا وتتمنى ان يرد على اخر رساله ارسلتها له
تفاجات باول رساله راتها منه وقبل ان تفكر في الرد حينما وجدته يكتب ويكتب قررت ان تنتظر الى نهايه حديثه حتى ترد عليه بحكمه كما اعتاد
رد عليها وهو يبتسم بسخريه
-انت جريئه اوي على فكره
-حتى لو كنتي عارفاني وده اللي متاكد منه..... مش عارف بس حسيت الرد غير متوقع
ابتسمت ثم هزت راسها وهي تكتب
-مش فكره جرأه على قد ما هي احساس
-من اول مكلمتك قلتلك ساعات الانسان بيحتاج لحد ميعرفوش يفضفض معاه ويسمعه
- يطلعله كل اللي جواه من غير خوف او قلق او انك تبقى مستني اللوم
-جت عليا اوقات كتير كنت محتاجه اتحضن
-محتاجه حد يطمني ويقول لي متخافيش
-مع اني عندي اللي يقولها وعندي اللي يخاف عليا ويحبني
-امممممممم.... بس مش عارفه اشرحهالك
يمكن علشان عارفه ان هما بيعملوا كده لان ده واجب عليهم
انا محتاجه حاجه ثانيه
محتاجه حاجه مجنونه
ابقى عارفه اني بتحضن وبيتقالي متخافيش عشاني انا مش عشان ده الواجب
فاهم حاجه
ارسل لها بعض الملصقات منها الضاحق ومنها الذي يعبر عن استغرابه ثم كتب بمزاح
-إنتي عارفه انا خايف أسأل عليكي واعرف مين صاحبه الرقم ده ليه
ليه
خايف تطلعي عندك خمسين ستين سنه وابقى اخذت الصدمه بقى
بعد مكنت تميم اللي مدوب قلوب العذاري وملكات الجمال بيترموا تحت رجلي
ابقى بتكلم مع تيتا ايووووه
شكلي هيبقي مسخره هههههههه
ضحكت بصخب حينما قرات تلك الكلمات الساخره وقامت بارسال الكثير من الملصقات الضاحكه ثم كتبت بمزاح
يا ابني الصياعه ليها حد...... والمنحرف اللي زيك اخرته واقعه سوداء اسمع مني
بت.... انت اخذتي عليا قوي
احمد ربنا ده انا كل الناس بصدر لها الوش الخشب يعني انت كده اخذت اوبشن مميز
هزه راسه بعدم تصديق ثم كتب بجديه
يعني هو اللي بيحصل في الشات ده مش منطقي
وبره حدود العقل
بس في العموم شكرا
كلامي معاكي خرجني من حاله كنت خايفه ادخل فيها
لو اتسحبت جواها مكنتش هعرف اطلع
وانا عندي شغل مهم جدا محتاج كل ذره في تفكيري وعقلي
تقريبا شغلك هو كل حياتك
متسمحش لاي حاجه او اي حد ياخدك من حياتك او يسرقك منها
انت كبير كفايه وعقلك يوزن بلد ركز في شغلك ولما تخلصه
ابعد عن نفسك عن اي حد وكل حد بيشدك سواء هي ولا هم
ادي لنفسك مساحه تكون لوحدك فيها علشان تعرف تفكر صح وتشوف نفسك هتقدر تميل على اي جنب
وانهي حبل اللي هتقدر تفكه من ايديك
اعجبه كثيرا ما قالت لكنه رد بمزاح وقح
-يا جدعان على العقل الكبير ده.... بس الاهم من العقل فين الحضن يا بت
احمر وجهها خجلا لكنها قالت بجراه وصراحه امرها بهم قلبها العاشق لها
انت مبتطلعش منه اصلا
سلاااام
وفقط...... هي من انهت الحديث تلك المره بعدما لم تقوى على مواجهته حتى ولو كان عبر الهاتف بعد تلك الكلمات الجريئه التي كتبتها دون تفكير
اما هو ...... رغم ارتعاشه بسبب ما قراهه الا انه عض شفته السفلى بغيظ شديد ثم قال بحنق
الله اكبر عليك يا ابن الشريف..... بتحب واحده ومتجوز واحده.... وبتفضفض مع واحده
طب مش هتشوف الرابعه عشان يبقى ليها شغلانه معاك ولا ايه دنيتك
هز راسه بياس من حاله ثم تحرك من مجلسه مقررا ان يعمل بنصيحتها
سيفرغ عقله من كل شيء عالق به حتى يتم مهمته بنجاح كما اعتاد بعدها سيختلي بحاله ويقرر مصيره ومصير تلك العلاقه المستحيله
حضر ابو مؤمن مع ولده الى مقر الشركه بعد ان استدعاه شريف واخبرهم بضروره قدومهم
فقد امتنع مؤمن عن الذهاب منذ ان باعته من عشقها دون ثمن
جلسوا ثلاثتهم ثم حضر يوسف بعد ان استدعاه اخيه
نظر لهم ابو مؤمن والذي يدعى بسيوني ثم قال بتوجس
-خير يا ابني شكلكم ميطمنش في حاجه حصلت في الشغل
تطلع له شريف بجديه ثم قال
لا الشغل تمام برغم ان مؤمن بقاله كم يوم مبيجيش بس براحته احنا عارفين نمشي الدنيا
نظر مؤمن ارضا وقد ظهر عليه علامات الحزن الشديد فاكمل شريف بحده
اختي خط احمر.... رفع راسه سريعا ونظر له بغضب لم يهتم به واكمل
لما الحاجه تتصل تهنها وتقل من كرامتها ده اللي انا مش هسمح بيه
انتفض مؤمن من مجلسه ثم قال بغضب
-حجه مين.... انا مش فاهم حاجه مين اللي داس على كرامتها
هي مش اختك اتخطبت ووافقت على العريس اللي متقدملها
رد يوسف بغيظ شديد
خطوبه اختي مش موضوعنا..... امك اتصلت بيها من اكتر من اسبوع بهدلتها ومسحت بكرامتها الارض وده اللي مش هنقبل بيه يا مؤمن
احنا احترمناك واحترمنا حبك لاختي وانك شاريها
سيبنالك الفرصه تقنعها بيك وسبنالها الفرصه توافق عليك
انما تيجي امك تبهدلها وتحسسها ان هي اللي بتجري وراك ده اللي مش مسموح بيه ابدا
رد عليه بسيوني بعدم تصديق وغضب داخلي من زوجته التي يعلم تمام العلم انها من الممكن ان تفعل ذلك
انا مش مصدق اللي انا بسمعه ده
مين اللي يجري ورا مين
ده ابني اللي بيجري وراها وهيموت عليها
اشار الى ولده الذي يشتعل غضبا ثم اكمل بحزن
انتم مش شايفين منظره بقى عامل ازاي
لا بياكل ولا بيشرب ومربي دقنه
انا ابني بيضيع مني من يوم ما اختك وافقت على سمير
شريف : لميس مقالتش لحد على المكالمه دي
وبمنتهى الصراحه لما لومناها انها تسرعت في موافقتها على سمير حكتلنا اللي حصل
المدام اتصلت بهدلتها وقالتلها تبطل تجري ورا ابنها وانها استحاله توافق بيها علشان مش من همه اخذ قد امه
جن جنون مؤمن وقرر ان يذهب الى والدته ويواجهها بهذا الحديث الذي لن يقبله مهما حدث
ورغم غليانه الا انه شعر براحه نسبيه داخل قلبه حينما علم ان موافقه حبيبته على غيره ناتجه عما بدر من والدته
اوقفه يوسف سريعا وهو يقول له بجديه
-انت مجنون يا مؤمن ولا ايه ما تعقل شويه يا ابني
هو احنا بنقولك كده عشان تروح تمسك في خناق امك
كل الحكايه بنعرفكم اننا مش هنقبل حد يقل من اختنا ولا يدوس على طرفها
سواء كان في نصيب بينكم او لأ
وبعدين خلاص اختي قالت رايها في اللي هتتخطبله يبقى موضوعك انتهى ومالوش لزوم تعمل اي مشاكل في البيت
علي جثتي ... تلك كانت صرخات مؤمن والتي اكمل بعدها بجنون
لميس مش هتبقى لحد غيري
لو هبيع الدنيا هشتريها
انا لو مكنتش متاكد ان جواها حاجه ليا مش هفرض نفسي عليها ولا هتمسك بيها
وام السنتين السود اللي بينا دول انا هعرفها ازاي تنساهم وتعتبرهم مش موجودين
تدخل ابيه في الحديث وقال بحكمه وتريث
اهدى يا مؤمن وكل حاجه هتتحل
نظر لشريف ثم قال برجاء
عشان خاطري انا يا ابني أدام البنت والولد عايزين بعض
اجل موضوع خطوبتها من سمير شويه
متساعدهاش انها تظلم نفسها وتاخد واحد مش عايزاه لمجرد انها تجبر مؤمن يبعد عنها
انت واخوك كل واحد فيكم اخذ اللي بيحبها رغم ان الظروف وقتها مكانتش تسمح بكده
اعتبروه اخوكم وساعدوه حتى لو بطريقه غير مباشره
انا لو مش واثق في لميس مش هتمسك بيها اكثر من ابني
وبالنسبه للحاجه انا ليا تصرف ثاني معاها
ولو حصل نصيب اوعدكم عمرها مهتقدر تدوسلها على طرف حتى لو اضطريت ابعد ابني عنها مقابل سعادته هعملها
دلفت احدى الكنائس مع عمها بولس الذي حضر منذ يومان مع ابيها وامها في نفس اليوم الذي قابلت فيه حبيبها وقد امتنعت عن الحديث معه منذ تلك المشاجره التي جعلتها تستشيط غضبا منه وتغضب عليه
بعد ان أدوا صلواتهم اتى عليهم شاب في منتصف الثلاثينات يعمل طبيبا في احدى المشافي الكبيره
سلم على بولس بحفاوه واحترام ثم نظر لساره باعجاب وقال
امريكا كلها نورت بوجودك يا استاذه
تطلعت له بلا مبالاه ثم هزت راسها علامه التحيه دون ان تتفوه بحرف واحد
القى عليها بولس نظره مشتعله ثم قال بجديه
-ايه رايكم نقعد في اي مكان نتغدى مع بعض وهتتعرفوا براحتكم
التفت له ساره بانتفاضه ثم قالت بعدم فهم
ونتعرف ليه.... مين ده اصلا عشان عايزني اتعرف عليه
ده خطيبك.........
تكملة الرواية بعد قليل
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا














تعليقات
إرسال تعليق