القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل الأول بقلم الكاتبة شهد الشورى

 رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل الأول بقلم الكاتبة شهد الشورى





رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل الأول بقلم الكاتبة شهد الشورى




ملخص احداث الجزء الأول كتبته بمساعدة الادمن ليلى

تسلم ايديها وكل الشكر ليها 🥹❤️ 

.......

ليلى الجارحي ويوسف العمري كانوا متجوزين وبيحبوا بعض جدًا وعندهم خمس أولاد آدم أوس ريان أمير وحياة لكن يوسف اضطر يتجوز بنت صاحب أبوه عشان شرط أساسي لاستلام الورث البنت دي لعبت لعبة كبيرة بينهم وأوهمته إن ليلى بتخونه مع راجل غريب في أوضة نومهم وخلته يشوفهم بعينه يوسف صدق الكذبة وكره ليلى وعياله الخمسة ورفض يسمع لحياة اللي كانت شاهدة على كل حاجة وهي متكتفة شايفة اللي بيحصل لأمها


السنين عدت والعيال عاشوا مع أهل أمهم ولما كبروا بدؤوا يكشفوا الحقيقة ويثبتوا براءة أمهم ليلى


حياة كانت بتحب ابن عمها إلياس بس كانت خايفة منه لأنه شبه أبوها في طباعه في نفس الوقت كانت بتحس بالأمان مع بدر ابن عم والدتها رغم إنها اختارت إلياس في الأول إلا إنه اتهمها بالخيانة زي ما أبوها اتهم أمها لما شافها مع الدكتور النفسي عمر اللي كانت بتتعالج عنده بعد الاتهام ده بعدت عنه وسافرت مع بدر وعيلتها عشان تكمل تعليمها بره وقدر بدر يكسب قلبها ويخليها تحبه


آدم اتجوز بنت خاله زينة

أوس اتجوز مهرة بنت أخت الست اللي ربتهم

أمير اتجوز فرح بنت الست اللي ربتهم

ريان اتجوز ندى بنت عمه وأخت إلياس


سارة بنت زوجة أبوهم اللي دمرت حياتهم قدرت تزرع كاميرات في غرفة نوم أوس وصورته مع مراته وهددته إنها هتفضحه لو ما اتجوزهاش خوفًا على مراته وافق ودي كانت صدمة للكل إنه اتجوز بنت الست اللي قتلت أمه ومع الوقت العيلة اكتشفت حقيقة سارة وحصل لها حادث قلب حياتها بدأت تفكر بطريقة مختلفة وطلبت السماح من الجميع


سارة بعد الحادث قابلت الدكتور النفسي عمر اللي كانت حياة بتتعالج عنده وكان هو نفسه ضحية ليها زمان لما كانوا في الجامعة سارة كانت عملت رهان مع صحابها على عمر وخلته يحبها وبعدين سابته لما تقابلوا تاني عمر ساعدها بس رفض يسامحها رغم إنه كان لسه بيحبها عمر كان متجوز بنت خالته بس هي توفت يوم ولادة بنتهم في النهاية سامح سارة بعد ما شاف إنها فعلاً اتغيرت


أما أدهم الجارحي ابن خال الأخوة الخمسة وأخو زينة كان بيحب هنا قريبتهم من بعيد وكان ناوي يتقدم لها بس في نفس اليوم شافها نايمة في سرير صاحبه فبعد عنها ما كانش يعرف إن دي لعبة من سكرتيرته وخطيبته سمر اللي ارتبط بيها عشان ينسى هنا


الجد أجبر أدهم وهنا على الجواز لكن بعد كام يوم من الفرح أدهم اعتدى على هنا وهو سكران فكرهته بعد كده اتواجهوا بالحقيقة اللي كان مخبيها في قلبه في النهاية قدر يثبت براءتها لكنها رفضت تسامحه واتطلقوا بعد ما ولدت ابنهم سليم بعد خمس سنين من الانفصال قدرت هنا تسامحه ورجعوا لبعض


في النهاية مات يوسف العمري بمرض خبيث وكان الندم بينهش في قلبه على كل اللي عمله في أولاده ومراته اللي كانت الحب الوحيد في حياته يوسف حس بالذنب إنه رمى أولاده في الشارع في وقت كانوا محتاجينه فيه وإنه صدق الكذبة اللي دمرت حياته وحياة أولاده وفي نفس الوقت كان عايش مع سارة بنت الست اللي دمرت عيلته كلها


الياس ونسرين

نسرين شخصية طرف ثالث في علاقة بدر وحياة، وبيحصل بينهم علاقة وينتج عنها حمل


سمر ورجل الأعمال

بعد ما أدهم يكتشف حقيقتها، ختدخل السجن

بعد خروجها، تتجوز رجل أعمال مش كويس

هتكتشف بعد الجواز إنه مريض وبيعذبها

للرجل ده ليه بنت اسمها بسمة لكنها فاقدة النطق وعنده ولد اسمه نوح

لكن الراجل اتوفى في ظروف غامضة في الجزء الأول هنعرف تفاصيلها في الجزء التاني

➖➖➖➖➖➖

الأبناء في الجزء الثاني معظمهم شخصيات ثانوية ⬇️

عائلة حياة وبدر :

يوسف/مروان/عشق وعاصم "توأم"


عائلة آدم وزينة :

ياسين/صافي


عائلة أوس ومهرة :

مالك/حمزة/ليلى


عائلة ريان وندا :

ليلة/شريف


عائلة أمير وفرح :

ثائر/جوان وجوري "توأم"


عائلة أدهم وهنا :

سليم/قمر


ابناء إلياس ونسرين :

سيدرا/يونس "تؤام"


عائلة عمر وسارة :

جومانا من زواجه الأول

ريماس/كارما وليان "توأم"


معظم الابناء دورهم ثانوي ❤️ 

في شخصيات جديدة هتظهر قدام وهتتعرفوا عليها

مفيش لخبطة ان شاء الله هبسطها ليكم

المخلص هنشره ليكم اول كل بارت جديد

الادمن ليلى هتنشر ليكم الجزء الأول كل يوم بارتين في الجروب هنا روايات الكاتبة شهد الشورى






#الفصل_الأول

#رواية_ما_ذنب_الحب

#الجزء_الثاني_لرواية_ضحايا_الماضي

#الكاتبة_شهد_الشورى

#حصري

ملخص احداث الجزء الأول

ليلى الجارحي ويوسف العمري كانوا متجوزين وبيحبوا بعض جدًا وعندهم خمس أولاد آدم أوس ريان أمير وحياة لكن يوسف اضطر يتجوز بنت صاحب أبوه عشان شرط أساسي لاستلام الورث البنت دي لعبت لعبة كبيرة بينهم وأوهمته إن ليلى بتخونه مع راجل غريب في أوضة نومهم وخلته يشوفهم بعينه يوسف صدق الكذبة وكره ليلى وعياله الخمسة ورفض يسمع لحياة اللي كانت شاهدة على كل حاجة وهي متكتفة شايفة اللي بيحصل لأمها


السنين عدت والعيال عاشوا مع أهل أمهم ولما كبروا بدؤوا يكشفوا الحقيقة ويثبتوا براءة أمهم ليلى


حياة كانت بتحب ابن عمها إلياس بس كانت خايفة منه لأنه شبه أبوها في طباعه في نفس الوقت كانت بتحس بالأمان مع بدر ابن عم والدتها رغم إنها اختارت إلياس في الأول إلا إنه اتهمها بالخيانة زي ما أبوها اتهم أمها لما شافها مع الدكتور النفسي عمر اللي كانت بتتعالج عنده بعد الاتهام ده بعدت عنه وسافرت مع بدر وعيلتها عشان تكمل تعليمها بره وقدر بدر يكسب قلبها ويخليها تحبه


آدم اتجوز بنت خاله زينة

أوس اتجوز مهرة بنت أخت الست اللي ربتهم

أمير اتجوز فرح بنت الست اللي ربتهم

ريان اتجوز ندى بنت عمه وأخت إلياس


سارة بنت زوجة أبوهم اللي دمرت حياتهم قدرت تزرع كاميرات في غرفة نوم أوس وصورته مع مراته وهددته إنها هتفضحه لو ما اتجوزهاش خوفًا على مراته وافق ودي كانت صدمة للكل إنه اتجوز بنت الست اللي قتلت أمه ومع الوقت العيلة اكتشفت حقيقة سارة وحصل لها حادث قلب حياتها بدأت تفكر بطريقة مختلفة وطلبت السماح من الجميع


سارة بعد الحادث قابلت الدكتور النفسي عمر اللي كانت حياة بتتعالج عنده وكان هو نفسه ضحية ليها زمان لما كانوا في الجامعة سارة كانت عملت رهان مع صحابها على عمر وخلته يحبها وبعدين سابته لما تقابلوا تاني عمر ساعدها بس رفض يسامحها رغم إنه كان لسه بيحبها عمر كان متجوز بنت خالته بس هي توفت يوم ولادة بنتهم في النهاية سامح سارة بعد ما شاف إنها فعلاً اتغيرت


أما أدهم الجارحي ابن خال الأخوة الخمسة وأخو زينة كان بيحب هنا قريبتهم من بعيد وكان ناوي يتقدم لها بس في نفس اليوم شافها نايمة في سرير صاحبه فبعد عنها ما كانش يعرف إن دي لعبة من سكرتيرته وخطيبته سمر اللي ارتبط بيها عشان ينسى هنا


الجد أجبر أدهم وهنا على الجواز لكن بعد كام يوم من الفرح أدهم اعتدى على هنا وهو سكران فكرهته بعد كده اتواجهوا بالحقيقة اللي كان مخبيها في قلبه في النهاية قدر يثبت براءتها لكنها رفضت تسامحه واتطلقوا بعد ما ولدت ابنهم سليم بعد خمس سنين من الانفصال قدرت هنا تسامحه ورجعوا لبعض


في النهاية مات يوسف العمري بمرض خبيث وكان الندم بينهش في قلبه على كل اللي عمله في أولاده ومراته اللي كانت الحب الوحيد في حياته يوسف حس بالذنب إنه رمى أولاده في الشارع في وقت كانوا محتاجينه فيه وإنه صدق الكذبة اللي دمرت حياته وحياة أولاده وفي نفس الوقت كان عايش مع سارة بنت الست اللي دمرت عيلته كلها


الياس ونسرين

نسرين شخصية طرف ثالث في علاقة بدر وحياة، وبيحصل بينهم علاقة وينتج عنها حمل


سمر ورجل الأعمال

بعد ما أدهم يكتشف حقيقتها، ختدخل السجن

بعد خروجها، تتجوز رجل أعمال مش كويس

هتكتشف بعد الجواز إنه مريض وبيعذبها

للرجل ده ليه بنت اسمها بسمة لكنها فاقدة النطق وعنده ولد اسمه نوح

لكن الراجل اتوفى في ظروف غامضة في الجزء الأول هنعرف تفاصيلها في الجزء التاني

➖➖➖➖➖➖

الأبناء في الجزء الثاني معظمهم شخصيات ثانوية ⬇️

عائلة حياة وبدر :

يوسف/مروان/عشق وعاصم "توأم"


عائلة آدم وزينة :

ياسين/صافي


عائلة أوس ومهرة :

مالك/حمزة/ليلى


عائلة ريان وندا :

ليلة/شريف


عائلة أمير وفرح :

ثائر/جوان وجوري "توأم"


عائلة أدهم وهنا :

سليم/قمر


ابناء إلياس ونسرين :

سيدرا/يونس "تؤام"


عائلة عمر وسارة :

جومانا من زواجه الأول

ريماس/كارما وليان "توأم"


معظم الابناء دورهم ثانوي ❤️ 

في شخصيات جديدة هتظهر قدام وهتتعرفوا عليها

مفيش لخبطة ان شاء الله هبسطها ليكم

المخلص هنشره ليكم اول كل بارت جديد

..............

الـفـصـل الأول 


مرت سنوات طويلة، كبروا، وكبر ابناءهم معهم، وكبر الحب في قلوبهم، ومع ذلك ظلوا يدًا واحدة، تلك الإمبراطورية التي تأسست يومًا بفضلهم، بعدما كانوا خمسة فقط، أصبحت اليوم عائلة كبيرة، يجمعهم الود والمحبة


اليوم، الكل مجتمع للاحتفال بزفاف أبناء عائلة العمري

ياسين، ابن آدم العمري، يتزوج من حبيبته وعشق طفولته ريماس عمر أبو زيد، كذلك ثائر، ابن أمير العمري  على معشوقته كارما بنت عمر أبو زيد الصغرى


لم يكن أحد منهم يتخيل أن يأتي يوم تُصبح فيه بنات سارة زوجات لأبناء العمري، وأن يجمع بينهم النسب، رغم أن تلك المرأة كانت يومًا سببًا في دمار حياتهم هي ووالديها !!


لكن الحقيقة التي لا يستطيع أحد إنكارها أن سارة تغيرت حقًا، وللأفضل، بفضل مساندة حياة، التي رأت فيها الجانب الطيب، فشجعتها، وأمسكت بيدها حتى وقفت من جديد


أصر آدم أن يكون الزفاف في ذلك القصر

ليشهد أول زفاف لأبنائهم جميعًا، وليكون اول فرح للعائلة التي أسسوها منذ سنين، في نفس المكان الذي بدأوا فيه من جديد، في قصرهم الذي شيدوه قبل أكثر من عشرين عامًا


كان المكان مزينًا بطريقة فخمة تأسر الأنفاس، تليق باسم العائلة ومكانتها، وقف آدم يراقب الحضور، يستقبل المعازيم مع أخيه أمير، بينما كان عمر، والد العروستين، يشاركهما الترحيب بالضيوف في بهجةٍ واضحة، كان قلب آدم معلقًا بابنه ياسين، يراه من بعيد مع عروسه، وقلبه يفيض بالفرح لم يكن يصدق أن ابنه قد صار عريسًا اليوم، وكأن خوفه القديم من أن يفشل ويصبح أبًا غير صالح كان محض أوهام، ينظر إليه الآن وهو فخور به، فخور ان ابنه أصبح نسخةً أفضل منه، نسخةً خالية من وجع الماضي، ذلك الوجع الذي رغم مرور السنين ما زال يترك ندبةً عميقة في قلبه وقلب إخوته، ندبة يعلمون أنها لن تشفى أبدًا


على الجانب الآخر، كان أمير يتأمل ابنه ثائر بعينين مفعمتين بالحب والحنان، فخورًا وهو يراه يكبر ويؤسس عائلة، سعيدًا لأنه وصل به العمر إلى هذه اللحظة التي لم يكن يتخيلها، وضع آدم يده على كتف أخيه، وابتسم له ابتسامةً حانية يقول له بنظراته فعلناها يا أخي


اقترب منهما أوس وريان بابتسامة فخورة، الأربعة جنبًا إلى جنب، كتفًا بكتف، يجمعهم الفرح والفخر، لحظات قليلة حتى لحقت بهم حياة، وقفت بينهم، لتكتمل الدائرة


وقف الخمسة يتأملون المكان من حولهم بفخر، ورغم أن في داخل كل منهم ندوبًا قديمة من الماضي، وآلامًا خلفها الحاضر، إلا أنهم كانوا فخورين أنهم بلغوا هذه المرحلة


فالسنون التي مرت لم تترك لهم أفراحًا كثيرة، بل اختبرت صبرهم وجربت صلابتهم، وأثقلت دربهم بالعثرات، لكن أجمل ما في تلك العثرات أنهم تجاوزوها معًا، كتفًا بكتف، فلم تضعفهم المصاعب، بل زادتهم قوة، وجعلتهم كما هم اليوم عائلةً واحدة، متماسكة، لا تهزها الرياح

.............

بدأ الزفاف، والجميع كانوا سعداء، وكل أفراد العائلة حضروا دون استثناء


جاء إلياس مع أولاده سيدرا ويونس، وشقيقه مازن ايضًا مع زوجته وأبنائه، كذلك أدهم وهنا مع ولديهما قمر وسليم


امتلأ القصر بالبهجة، وحضر الحفل نخبة من كبار البلد، فكان عرسًا يليق باسم عائلة العمري


بعد انتهاء الزفاف، أخذ كل عريس عروسه على جناحه، لا يصدق ان من أحبها يومًا قد أصبحت أخيرًا زوجته، على اسمه !!!!

..........

بعد مرور عدة ايام

في صباح يوم جديد، كانت الحياة تنساب أمامها كحلمٍ لطالما تمنته منزل هادئ، يلفه دفء العائلة، وأطفالها الذين أصبحوا الآن شبابًا يحيطون بها وكأنهم أعمدة هذا الكيان إلى جانبها، زوجها بدر، الذي لم يتغير حبه لها رغم مرور السنين كان حبه عميقًا، مثل بحرٍ لا قاع له عيناه اللتان طالما نظرتا إليها بنفس الطريقة، لا تزالان تمنحانها دفئًا، أمانًا، وشعورًا لا يُضاهى بأنها الأجمل في هذا العالم


ورغم هذا الكمال الذي أحاط بها، كان هناك ظلٌ معتم يخيم على قلبها، ظلٌ صنعه غياب ابنها الأكبر "يوسف"


كلما مر ذكر يوسف، شعرت حياة بوخزة في قلبها، وكأن غيابه يسرق منها قطعة صغيرة في كل مرة كانت تتذكره كل صباح، رغم محاولاتها المستمرة لإخفاء الألم تحت ستار الحياة اليومية


انتهت من تجهيز مائدة الإفطار، تتابع الخدم الذين ينجزون ما تبقى، وتضع لمساتها الأخيرة على الأطباق بنفسها

كانت تعلم أن باقي أفراد العائلة سينزلون تباعًا، وكأن هذا الروتين الصباحي هو الشيء الوحيد الذي يمنحها بعض الطمأنينة


نزل بدر أخيرًا، هادئًا كما كان دائمًا، بوسامته التي لم تتلاشى رغم مرور الزمن خصلات شعره التي بدأت تكتسي ببعض من البياض لم تضعف جاذبيته، بل زادته وقارًا وهيبة


اقترب منها بحب عميق ثم طبع قبلة خفيفة على وجنتها، قائلاً بمزيج من المزاح والعشق الذي لم يتغير :

صباح الجمال يا صغنن


ابتسمت بخفة تلك الابتسامة التي تحمل في طياتها ذكريات السنين الطويلة كيف رغم كل شيء لا يزال يراها صغيرة في نظره، ردت عليه بحب كبير و هي تقبل وجنته برقة :

صباح الخير يا حبيبي


ابتسم بحب، ونظر حوله بدهشة، لم يستمع لضجيج المنزل الذي اعتاد عليه، فسألها بتعجب :

فين ولادك، مش عاملين دوشة زي كل يوم ، ايه، هي القيامة قامت ولا ايه


ضحكت حياة، ضحكة قصيرة لكنها حملت معها مزيجًا من الفرح والحنين لما كان :

عشق بتجهز وهتنزل، ومروان راجع النهاردة من السفر، فعاصم راح يستقبله


لكن عند ذكر مروان، تغيرت ملامح بدر فجأة تراجع قليلاً، كأن ثقلاً قد سقط على قلبه، تنهد تنهيدة عميقة، ثم قال بألم :

عقبال يوسف لما يرجع هو كمان، وحشني اوي يا حياة، اه هو غلط وغلطه كبير وزعلان منه اوي.....بس واحشني !!!


كانت كلماته مثل سكين في قلبها لكنها لم تستطع أن تُظهر ألمها كما يفعل هو بدلاً من ذلك، أغمضت عينيها للحظة، تنهدت بصمت، ثم قالت بهدوء تحاول أن تتماسك :

واحشني اوي انا كمان يا بدر 


كان يوسف أكثر من مجرد ابن، كان جزءًا من روحها ورغم كل ما حدث بينه وبينهم، لم تستطع أن تتخلى عن أمل عودته، أمل أن يعود إليها من بعد ذلك اليوم الذي غادر فيه وترك خلفه فجوة لا تُملأ


ظل بدر صامتًا للحظات، وكأن كلماته قد أخرجت ما كان يحاول كتمانه منذ زمن عيناه، اللتان كانتا دائمًا تحملان الدفء، أصبحتا الآن مزيجًا من الحزن والخذلان نظر إلى الأرض، وكأنه يبحث عن كلمات لشرح ما بداخله، لكنه لم يجد سوى تنهيدة أخرى تخرج منه بصوت خافت :

أنا مغلطتش معاه يا حياة، ولا حتى انتي هو اللي اختار يبعد، اختار يخسرنا كلنا، اختار يبقى ضدنا، انا لحد دلوقتي مش قادر استوعب ان بعد كل السنين دي و تربيتنا ليه يفكر كده، يفكر ان ابوه يعمل الكارثة دي، سيبت ايه للغريب لما ابني اللي من صلبي، وربيته على ايدي يصدق عني كده، ياريته استكفى بانه اتهمنا ظلم، لا البيه دمرنا كلنا، ومشي، انتي عارفة ان ابنك لحد اللحظة دي بيحاربني....بيحارب ابوه يا حياة !!!!


حاولت حياة أن تخفف عنه، لكنها كانت هي الأخرى غارقة في ذات الألم جلست أمامه، وضعت يدها على يده بلطف، وحدقت في عينيه محاولة أن تجد الكلمات المناسبة لتضميد جرحه


ابتسامة صغيرة ومغلفة بالدموع ظهرت على وجهها، لكنها كانت تعلم أن الألم لا يمكن مداواته بالكلمات :

مسيره يوم يعرف الحقيقة ويرجع، يا بدر....مسيره يرجع !!


لم يكن هناك رد فقط صمت ثقيل يملأ الفراغ بينهما، صمت يحمل كل الذكريات التي حاول كلاهما نسيانها

فجأة، قطعت حياة الصمت قائلة بتردد :

طب ما نكلمه يا بدر !!!!


لكن بدر، الذي كان دائمًا صلبًا في مواقفه، هز رأسه بحسم :

لا يا حياة، احنا مغلطناش فيه، هو اللي قرر يمشي، سنتين بعيد عننا مفكرش حتى يتصل بينا ولا حتى بأخواته ، بيعاقبنا يعني، مين فينا الأب مش فاهم !!!


كانت تعلم أن بدر على حق، لكن قلب الأم لا يعرف المنطق كانت تشتاق لابنها، لابتسامته، لصوته، لكل لحظة جمعتهم لكنها لم تستطع الرد الصمت كان رفيقها الوحيد في تلك اللحظة


استدار بدر فجأة قائلاً بابتسامة صغيرة، محاولاً التخفيف من ثقل اللحظة :

المهم، فين القهوة، أنا اتأخرت وعندي شغل لسه هوصلك كمان في طريقي


ابتسمت حياة برقة وتابعت بهدوء :

انا اجازة انهارده 


ضحك بدر، وكأنه قد توقع ذلك، وقال مازحًا :

طبعًا عشان مروان جاي، ده غاب عنك أسبوع واحد بس


قبل أن ترد عليه، قاطعهما صوت عشق، التي نزلت من الطابق العلوي شبيهة لأمها بكل شيء في ملامحها ورقتها، انها حبيبة قلبه الثانية، ثم قالت بابتسامة مشرقة :

صباح النور 


رد الاثنان بتحية دافئة، ثم سألتها حياة :

رايحة فين بدري كده


أجابته عشق وهي ترتدي حقيبتها :

رايحة لجوري


- ليه !!!!


ابتسمت وهي تقبل وجنت والدها بحب :

كنت طالبة منها حاجة، فهروح اخدها قبل ما اروح الجامعة 


رددت حياة بابتسامة هادئة :

طب استني شوية، سلمي على مروان....زمانه وصول


ضحكت عشق وردت برقة :

هرجع بدري يا ماما متقلقيش


غادرت عشق بعدما ألقت تحية سريعة بينما عادت حياة لتحضير قهوة بدر ولكن عقلها لم يكن هنا، بل كان يسرح بعيدًا...إلى تلك الليلة المظلمة، الليلة التي خرج فيها يوسف بعد أن نال صفعة قاسية من والده لأول مرة !!!!

......

كان يجوب بعينيه على تلك الماثلة أمامه، متأملاً من أعلى لأسفل بنظرات غير بريئة بالمرة ولم تكن الأخرى بممانعة، بل كانت أكثر من سعيدة، إذ علمت أنها ستنال مبتغاها من تلك النظرات التي تتراقص في عينيه نحوها فهي "شدوى" التي تملك القدرة على جذب أنظار الرجال إليها بكل سهولة نظراً لجمالها الساحر !!!


ابتسمت بتفاخر وهي تراقبه يغمغم ببرود، لكن نظرات الإثارة والرغبة التي لمعت في عينيه كانت تشي بعكس ذلك :

سهر، عرفتك، شغلك عبارة عن إيه !!


أومأت له برقة مبالغ فيها، قائلة :

اه يا باشا، متتصورش حضرتك انا مبسوطه قد ايه عشان هشتغل مع سليم باشا بنفسه 


أومأ لها، لكن عيناه لم تفارقا منحنيات جسدها التي تعمدت إظهارها بفستانها الذي التصق بجسدها كجلد ثانٍ، كاشفاً عن ساقيها البيضاء الممشوقة


استأذنت منه وغادرت، وهي على يقين بأنه يتابعها بعينيه من الخلف، فتعمدت السير ببطء وغنج

ما إن أغلقت الباب، حتى لمع بريق مكر في عينيه، يفوق مكرها بكثير !!!


يبدو أنها لا تعرفه جيداً إنه "سليم أدهم الجارحي"

المعنى الحرفي للمكر والدهاء يصعب معرفة ما يدور في عقله، فهدوؤه هو ما يميزه، حتى في أصعب الأوقات، لا تجد سوى الهدوء مرتسماً على ملامح وجهه !!!


دخلت إلى مكتبه مرة أخرى، وابتسامة ترتسم على شفتيها، قائلة بدلال وهي تقترب منه :

مستر سليم، في ورق مهم لازم حضرتك تمضيه


تلاعبت بخصلات شعرها بين أصابعها، ثموضعت الأوراق أمامه في حركة متعمدة، تأمل ما أظهرته من أنوثة وإغراء


كان نظره يتابعها بإعجاب، وارتسمت على وجهه ابتسامة ماكرة وفجأة، جذبها نحوه مما جعلها تفقد توازنها وتقع على قدميه، قائلاً بنبرة ماكرة :

قدم اوي جو الإغراء اللي بتعمليه ده !!


حاولت دفعه برفق، معارضة ولكن بحذر :

سليم بيه، من فضلك، عيب كده


ابتسم بزاوية شفتيه، وهو يمرر يده على ساقها المكشوفة، وتعلو عينيه نظرة تحذيرية :

ما تخليكي معايا ضهري، وبلاش لف ودوران....أنا عارف وأنتي عارفة أخرة اللي بتعمليه ده إيه


أجابته بحماسة، وكأنها لم تسمع سؤاله :

الجواز


ضحك بسخرية، وهو ينظر إليها باحتقار :

مكنتش أعرف إن الجمال ده وراه الغباء ده، صحيح الحلو ميكملش


شعرت بالإهانة ولكنها تغاضت عن ردها، لتستمر في إغوائه فحررت أزرار قميصه ببطء، ومررت يدها على صدره العاري، وهي تبتسم بدلال :

يعني عجبتك


أمسك بفكها بين يديه بقوة، وهو ينظر في عينيها بنظرة حادة :

هتجوزك !!


توسعت عيناها، متسائلة بسعادة :

بجد، هتتجوزني


لكن آمالها تبخرت عندما قال ببرود :

عرفي!!


ثم ابع بصرامة :

بلاش نلف وندور على بعض ، من الآخر انتي عجبتيني وأنا عايزك، وانتي كمان نفس الكلام، مش كده برضو !!!


أجابته بإحباط :

طب ليه متخليش الجواز رسمي


زفر بضيق، رافعًا حاجبيه بصرامة :

عشان أنا عايز كده، ومش أنا اللي أعمل علاقة مع واحدة في الحرام، عشان كده بقولك جواز عرفي نقضي كام يوم ولما نزهق، هطلقك لو حد شم خبر عن الموضوع ده، اعتبري نفسك من الأموات......فاهمة


وافقت بلا تردد وهي تدرك أنها أمام فرصة قد لا تتكرر سليم الجارحي، سيتزوجها صحيح انه زواج عرفي، لكن هذا لا يهم فهو لا يدري انه بذلك سهل لها مهمتها !!!!!

.......

في مطار القاهرة الدولي

أعلنت شركة مصر للطيران عن وصول الطائرة القادمة من المكسيك بعد فترة من الانتظار، ظهر شابٌ وسيمٌ في صالة المطار، يخطف الأنظار من حوله، لكن بدا عليه عدم الاكتراث بأي شيء !!


كان يتجول بنظراته الفضولية، هذا المكان لم يسبق له أن وطأه كانت مصر بالنسبة له أرضًا جديدة لم يزورها من قبل،

أشرق وجهه بابتسامة تلقائية بدون سبب واضح، كأن قلبه يخبره أن هذه الزيارة ليست مجرد عابرة، بل بداية لمغامرة جديدة تمامًا !!!!


اقترب منه "سلطان" ذراع والده الأيمن، وهو يضع الحقائب في صندوق السيارة، مرحبًا به بحرارة :

اياد باشا، نورت مصر كلها والدك عنده اجتماع مهم مقدرش يأجله، وبيبلغك تنتظره في البيت، هيكون عندك بعد ساعة بالكتير 


أومأ أياد بهدوء وصعد إلى السيارة، يجلس في الخلف متأملًا الشوارع المحيطة، بينما سلطان يقود السيارة ينظر له عبر المرآة من حين لآخر


سأله اياد ببرود، دون أن ينظر إليه :

هشام، ابن عمي، فين دلوقتي، خدني عنده


نفذ سلطان الطلب على الفور، بعد أن أجرى اتصالًا لمعرفة مكان "هشام" وما إن وصلوا، حتى اقترب هشام معانقًا أياد بابتسامة عريضة :

نورت مصر يا بن عمي


رد عليه الآخر ببرود :

عارف


ابتسم هشام ولكنه لم يعلق فسأله اياد :

فين عمي


أجاب هشام ببرود، وهو يجلس بجانبه :

مع أبوك في الشركة


رد أياد بفتور :

طب، أنت مش هناك ليه


فجأةً، أطلت السخرية من عيني هشام وهو يقول :

أنت أولى بالسؤال ده، المفروض أنك ابن صاحب الشركة، أنا وأبويا حيالله شغالين عندكم بمرتب


شعر أياد بالملل من هذه اللعبة السخيفة، فهو يعرف تمامًا أن حديث ابن عمه ليس سوى محاولة لجذب العطف والشفقة فرد عليه بسخرية وملل :

ما تعيشش في الدور يا هشام، لو أنت وأبوك مجرد موظفين بمرتب زي ما بتقول، مكنتش هتركب عربية زي اللي راكنها بره، ولا كنت هتسافر بلد كل شهر وتصرف الفلوس على الحشيش....مرتب إيه اللي يخليك تعمل كل ده !!!


صمت هشام بضيق ولم يجب، ليسأله اياد :

هتسهر فين انهارده


رد عليه هشام بسخرية، وهو يدخن سيجارته :

جاي حامي أنت أوي


أخذ أياد السيجارة منه يضعها بين شفتيه قائلاً بجرأة :

عندي فضول أجرب


فهم هشام ما يرمي إليه ابن عمه، فهو يرغب في قضاء ليلة ماجنة مع شرقية


قبل أن يتحدث هشام، وصلت له رسالة من أحد أصدقائه ابتسم فجأة، والتمعت عينيه بمكر قائلاً :

جيت في وقتك يا بن عمي !!!!!!

.......

بينما كانت تلك الفتاة الصغيرة، النحيلة الجسد، تخطو بقدمين مترددتين داخل أرجاء الفيلا الواسعة، تلمع عيناها بفرحةٍ طفولية لا تخلو من انبهار، وكأنها ترى الدنيا للمرة الأولى من نافذة لم تُفتح لها من قبل

إنها غنوة.....الخادمة الجديدة التي جاءت لتحل محل الخادمة التي تركت العمل بعد زواجها


كانت تسير بجوار كبيرة الخدم عبير، التي أوصتها بصوتٍ امتزج فيه الحزم بالرجاء :

غنوة، ركزي في شغلك يا بنتي، بلاش تسببي ليا احراج مع الست حياة أو مع حد من العيلة


أومأت غنوة قائلة بطاعة :

حاضر يا خالتي، ماتشغليش بالك، انا هخلي بالي كويس


ابتسمت عبير نصف ابتسامة، لكنها أردفت بجدية :

طب يلا، الست حياة لازم تشوفك الأول، وتوافق


ظلت غنوة صامتة، تتابع بعينيها البريئتين كل زاوية في المكان، كأنها تحفظه في ذاكرتها، فهي لم تعتاد ان تدخل اماكن كتلك، فيلا فخمة تفيض بالهيبة والرقي


ما إن دلفت إلى الصالون الكبير، حتى وقعت عيناها على سيدة جميلة الملامح، ترتدي نظارة طبية وتُمسك ملفاً تنظر في أوراقه بكل تركيز، اقتربت عبير منها قائلة بتهذيب :

حياة هانم


رفعت حياة رأسها قائلة بابتسامة هادئة :

نعم يا عبير


خطت عبير خطوة للأمام، تدفع غنوة برفق لتظهر أمامها :

دي غنوة يا هانم، البنت اللي قولت لحضرتك عليها عشان تشتغل مكان رشا


رفعت حياة عينيها نحوها، لتقع نظراتها على فتاة صغيرة، ضئيلة الجسد، وجهها شاحب لكنه جميل بملامح طفولية نقية، فتساءلت بدهشة :

عندك كام سنة يا بنتي.....؟!!!


أجابتها غنوة بارتباك :

سبعتاشر سنة يا هانم


فتحت حياة عينيها بدهشة، وقالت :

دي صغيرة اوي يا عبير، والشغل هنا تقيل، هيتعبها


أسرعت غنوة قائلة برجاء، وصوتها يرتجف :

لأ والنبي يا هانم، انا مش بتعب، جربيني بس، والله هخلي بالي، مش هكسر حاجة و......


قاطعتها حياة قائلة بحنان ممزوج بصرامة :

يا بنتي أنا خايفة عليكي، انتي لسه صغيرة، والشغل هيكون مرهق مع دراستك اكيد


أطرقت سلمى رأسها، وقالت بحرج وعيناه تلمع بالدموع :

انا معايا اعدادية.....ومش بدرس


ساد صمت قصير أثقل المكان، قبل أن تتدخل عبير محاولة التخفيف :

ماتقلقيش يا هانم، غنوة شاطرة، وهيعجبك شغلها اوي


زفرت حياة بهدوء، ثم أشارت بيدها إلى جهة المطبخ :

طيب،  روحي المطبخ من هنا، وعبير هتلحقك دلوقتي


أومأت غنوة بخجلٍ وتوتر، قبل أن تغادر، وما إن ابتعدت حتى التفتت حياة إلى عبير وقالت بجدية :

خلي بالك منها، لسه صغيرة وضعيفة، بلاش تشغليها شغل تقيل، ونبهي ع البنات في المطبخ محدش يطلب منها حاجة فوق قدرتها


ابتسمت عبير، وقالت باحترام :

حاضر يا هانم، عن إذنك


دخلت عبير إلى المطبخ، لتجد غنوة واقفة في ركنٍ بعيد، عيناها تائهتان بين وجوه الخدم الذين رمقوها بنظراتٍ فضولية، قدمتها لهم ببضع كلمات، ثم اصطحبتها إلى الغرفة الصغيرة المتصلة بالمطبخ، الغرفة الوحيدة الشاغرة بين غرف الخدم، ستصبح لها


سلمتها الزي الرسمي بنطال أسود، قميص بنفس اللون، مئزر أبيض صغير يُشد حول خصرها، وحذاء أسود

نظرت غنوة إلى الملابس بين يديها، بخوف خفي من القادم !!


مرت ساعات طويلة على حياة وهي تنتظر أبناءها القادمين من المطار، ومع طول الانتظار تسلل الإرهاق إلى جسدها، فقررت أن تصعد إلى غرفتها لتستريح قليلًا على فراشها، حتى يصلوا


بعد ساعة، توقفت سيارة عند الباب الداخلي للفيلا، ترجل منها عاصم أصغر الأبناء، يتبعه شقيقه الأكبر مروان


كان مروان مختلفًا عن باقي إخوته، بينما اتبع الجميع خطى والدهم في عالم الأعمال، شق هو لنفسه طريقًا آخر، حاملاً حلمًا قديمًا بأن يصبح قبطانًا بحريًا


تلفت مروان بعينيه باحثًا عن والدته، اللهفة تسبق خطاه، فقد اشتاق لرؤيتها، توقع أن يجدها بانتظاره في الصالة، لكن الصدمة اعترت ملامحه حين لم يرها، التفت بقلق نحو عبير كبيرة الخدم ليسألها، فأجابته بهدوء معتاد :

حمد الله عالسلامة يا مروان بيه، حياة هانم استنت حضرتك كتير، ولما اتأخرتوا طلعت ترتاح في أوضتها


أومأ مروان بصمت، ثم صعد مباشرة إلى غرفته، كان بحاجة إلى حمام سريع يزيل عن جسده تعب السفر


بعد وقت قصير، خرج مروان من الحمام، قطرات الماء تتساقط من شعره وهو يجففه بمنشفة صغيرة، بينما التفت أخرى حول خصره، راح يدندن بصوت خافت، مستمتعًا بصفاء اللحظة، حتى مزق الصمت صراخٌ مفاجئ من داخل الغرفة !!!!!


انتفض بحدة، جاحظ العينين، ليجد فتاة تقف عند أحد الأركان، ظهرها له، جسدها مرتعش من الخوف، فصرخ عليها بغضب :

انتي مين، ازاي تدخلي كده من غير استئذان....؟!!!


جاءه صوتها متهدّجًا بالدموع :

والله ما كنت أعرف إن حضرتك موجود، أنا آسفة


في تلك اللحظة، اندفعت حياة إلى الغرفة، وقد أيقظها صوته الغاضب، ومن خلفها عبير، فسألت بقلق :

في إيه؟ إيه اللي حصل؟!


أشار مروان بعصبية نحو الفتاة :

مين دي يا ماما


التفتت حياة إليها، ثم عادت تنظر لابنها باستغراب :

دي غنوة لسه جديدة، بدأت شغل هنا النهارده مكان رشا ايه اللي حصل؟!!


تلعثمت غنوة، وخرج صوتها مرتجف :

والله ما كنت أعرف إن حضرتك هنا، البنت اللي تحت قالتلي أطلع أمسح التراب، ما كنتش أعرف والله


هدأت حياة، وقالت بلطف :

خلاص يا بنتي، حصل خير


لكن مروان زفر بضيق، ثم اتجه إلى غرفة الملابس، يغلق الباب خلفه بعنف، بسبب شعوره بالإحراج من ظهوره هكذا أمام الخادمة


ارتجفت غنوة مع صوت الباب العالي، قبل أن تلتقط أنفاسها وتعود لعملها، تحاول التماسك رغم خوفها


بعد قليل، خرج مروان ليجد والدته جالسة على الفراش تنتظره، اقترب منها قائلاً بابتسامة مشتاقة :

حياة قلبي وحشتيني


ضحكت حياة بخفوت، واحتضنته بحنان الأم :

وإنت كمان يا حبيبي


جلسا سويًا يتبادلان حديثًا قصيرًا، قبل أن تسأله بلهجة مترددة :

شوفت اخوك يا مروان ؟؟


تنهد مروان، ثم قال بضيق :

حاولت يا ماما، بس رفض يقابلني، حتى مكالماتي ما بيردش عليها


أطرقت حياة بعينين مثقلتين بالأسى :

ربنا يهديه ويصلح حاله


ربت مروان على يدها بحزن، يزداد ضيقه من انعزال شقيقه الأكبر يوسف عنهم جميعًا


في المساء، هبط مروان درجات السلم بخفة وحماس، يبحث عن والده وإخوته، اشتاق إليهم كثيرًا، لكن لم يجد أحدًا، بدلاً من ذلك، وقعت عيناه على تلك الخادمة الجديدة "غنوة"

كانت تمسح الأتربة بحذرٍ شديد، يديها ترتعشان كلما اقتربت من تحفة زجاجية أو قطعة كريستال ثمينة


تذكر مروان موقف الصباح، وحاول أن يستعيد اسمها لكنه لم يتذكره، فابتسم وقال مازحًا :

بس بس


التفتت نحوه بخوف، نظرت في عينيه لثانية قبل أن تخفض بصرها سريعًا :

في حاجة يا حضرتك؟


رد عليها بمرح :

ايوه تعالي هنا


اقتربت بتردد، حتى وقفت أمامه، فابتسم وسألها :

اسمك إيه...؟؟


ردت عليه بصوت خافت، خجول:

غنوة


ردد الاسم بإعجاب :

غنوة، اسم جميل، اول مرة أسمعه


خفضت رأسها بخجل، فتابع بسؤاله محاولًا كسر خوفها :

عندك كام سنة ؟؟


ردت عليه بخفوت :

سبعتاشر سنة


سألها بفضول :

وبتدرسي إيه


أجابت بحزن خفي، وحرج :

معايا إعدادية، وطلعت من التعليم


صمت للحظة، ثم قال بهدوء معتذرًا :

ما تزعليش من اللي حصل الصبح، أنا اتفاجأت بس، والوضع كمان مكنش لطيف خالص


رفعت رأسها قليلًا، متفاجئة من اعتذاره :

حصل خير يا حضرتك


سألها وهو يلمح بعينيه أرجاء المكان :

ماما والباقيين فين؟


ردت عليه بتهذيب :

لسه داخلين أوضة السفرة عشان يتغدوا


ابتسم وهو يهم بالمغادرة :

إن شاء الله تنبسطي في الشغل هنا.....يا غنوة


تنفست بارتياح بعد ابتعاده، حامدة الله في سرها، كانت تخشى أن يستغل الموقف ليؤذيها أو يأمر بطردها، لكن بعدما خاطبها بلطف، انزاح عن صدرها عبء ثقيل

............

بين جدران القصر المهيب، حيث تمتد الطاولة الفاخرة محملة بما لذ وطاب، جلست العائلة الكبيرة حولها

آدم، بوقاره وهيبته، جلس في صدر الطاولة، عيناه تجولان على أبنائه، كأنه يعد نعمة العمر التي حصدها بجهده وصبره كان قلبه يفيض بالفخر، يرى حياته ممتدة أمامه، عائلة كبيرة مترابطة، كما تمنى دومًا


لكن فجأة، اخترقت صافي ذلك الجو بهدوءها وصوتها المليء بالتردد، قائلة :

بابا، في حفلة بكرة بالليل، أنا وجوان وليلى معزومين، ممكن نروح


رفع آدم نظره إليها، حاجباه انعقدا قليلًا، وسأل بهدوء :

حفلة إيه؟ وهتكون الساعة كام يا صافي؟


ابتلعت ريقها، وأجابت بصوت متردد، وهي واثقة من رفضه :

حفلة تنكرية يا بابا، وصحابنا كلهم هيكونوا هناك، هتبدأ الساعة عشرة بالليل


ساد الصمت، وكأن الطاولة تحولت لبحرٍ راكد، تنحنح آدم قليلًا، وصوته خرج أعمق هذه المرة، ممزوجًا بالاستنكار :

الساعة عشرة، طب وهتخلص الساعة كام بقى ان شاء الله، إحنا اتفقنا مفيش رجوع متأخر، والساعة عشرة دي أصلاً متأخر


تحركت صافي في مقعدها بملل وضيق، وقالت :

بس يا بابا، دي مرة واحدة، وبعدين ممكن تبعت حراس معانا، يعني مفيش حاجة تخوف، صدقني


رمقها آدم بصمت، لكن قبل أن ينطق، جاء صوت عمها أوس الصارم من الطرف الآخر، كالسيف القاطع :

صافي، الكلام مش ليكي لوحدك، خروج ورجوع بالليل كده غلط جدًا يا حبيبتي


تدخلت جوان، التي كانت تراقب الموقف بصمت، وقالت :

يا عمي، دي أول مرة نطلب حاجة زي كده، الحفلة هتبقى حلوة، وكل صحابنا هناك، هننبسط اوي، ونغير جو 


لكن آدم أنهى النقاش بحدة، وصوته جاء كالرعد :

صحابكم اللي سمعتهم زي الزفت، وتصرفاتهم طايشة عشان كده بقول لأ.....والموضوع انتهى، كملوا أكل


ارتجفت يد صافي وهي تقبض على الملعقة، قبل أن تضعها بعنف على الطبق، وصوتها يخرج حادًا لأول مرة :

بس أنا عايزة أروح يا بابا


تدخلت زينة، الأم الحنونة، بعينين دامعتين تحاولان تهدئة النار المشتعلة :

صافي، عيب تتكلمي كده مع بابا


لكن الفتاة، امتلأت عيناها بالحزن والتمرد، ردت بجرأةٍ غير معتادة :

أنا مش بعمل حاجة غلط، انا من حقي اعمل الحاجة اللي نفسي فيها طالما مش بضر حد، ولا بتجاوز حدودي


حينها ارتفع صوت آدم، بصرامة، وغضب :

اطلعي على أوضتك يا صافي


تسمرت مكانها بصدمة، لكن حين أعاد والدها الأمر بغضب أشد، وصوته يزلزل الجدران :

قولت اطلعي فورًا !!!!


انفجرت صافي بالبكاء، دموعها تسابق خطواتها وهي تركض للأعلى، تضرب الأرض بقدميها كطفلة مقهورة، تبعتها جوان سريعًا، بينما غادرت ليلى في هدوءٍ بارد، هدوء يخفي خلفه زوابع من المشاعر المتناقضة


العيون كلها لاحقتها، لكنها لم تلتفت، كانت تعرف تلك النظرات جيدًا، نظرات الشفقة، التي لطالما مزقت قلبها أكثر من أي كلمات !!!!!


داخل غرفة صافي، جلست على الفراش، قبضتاها مشدودتان حتى احمرت أصابعها، والغضب يغلي في صدرها، همست بصوت مبحوح، مليء بالتمرد لجوان :

أنا مش عيلة صغيرة، وهروح الحفلة دي يعني هروح، حتى لو من وراهم، أنا مش بعمل حاجة غلط، امتى يثقوا فينا، يقتنعوا بقى اننا كبرنا مبقناش عيال صغيرة !!!!!!!

.............

في الحديقة الخلفية للقصر، كانت خطواتها الخفيفة تلامس العشب بحذر، كأنها تخشى أن يفضحها حتى صرير الأرض


قلبها يخفق بجنون، يتأرجح بين خوفٍ، ولهفةٍ لا تعرف كيف تكبحها، التفتت يمينًا ويسارًا، تبحث عن احدهم، وفجأة !!

شعرت بيدٍ قوية، تسحبها بعنفٍ مباغت خلف شجرة ضخمة شهقت بصوتٍ خافت، لكن الصوت لم يكتمل، إذ سبقته أنفاسٌ حارة همست عند أذنها :

وحشتيني، يا أحلى من القمر، واجمل أميرة !!!!


ارتجف جسدها، لكن ابتسامة شاردة ارتسمت على شفتيها، تذكرت اول مرة نطق بتلك الكلمات لها منذ سنوات طوال


اقترب أكثر، دفن وجهه في عنقها، يستنشق عبيرها كما لو كان غريقًا وجد أخيرًا شاطئ النجاة

شعرت بأنفاسه تحرق بشرتها، وبشفتَيه يلامسان عنقها برقةٍ كأنهما يعزفان لحنًا سريًا لا يسمعه سواها


همست بصوتٍ متقطع، يحمل كل الحنين والاشتياق :

نــوح !!!!

...........

البارت خلص 🔥♥️

توقعاتكم ايه للقادم........؟؟

على الله حد يسألني مين نوح 🔪🔪

مستنية رأيكم يا حلوين يا أحلى متابعين في الدنيا كلها 😍

اتمنى الجزء التاني يعجبكم زي ما الأول عجبكم ♥️♥️

دمتم سالمين يا قمرااااتي 😚


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة الجزء الاول1 من هناااااااااا

الرواية كاملة الجزء الثاني2 من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا

تعليقات

التنقل السريع
    close