القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل الثاني 2بقلم الكاتبة شهد الشورى

 


رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل الثاني 2بقلم الكاتبة شهد الشورى





رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل الثاني 2بقلم الكاتبة شهد الشورى





#الفصل_الثاني

#رواية_ما_ذنب_الحب

#الجزء_الثاني_لرواية_ضحايا_الماضي

#الكاتبة_شهد_الشورى

#حصري

ملخص احداث الجزء الأول

ليلى الجارحي ويوسف العمري كانوا متجوزين وبيحبوا بعض جدًا وعندهم خمس أولاد آدم أوس ريان أمير وحياة لكن يوسف اضطر يتجوز بنت صاحب أبوه عشان شرط أساسي لاستلام الورث البنت دي لعبت لعبة كبيرة بينهم وأوهمته إن ليلى بتخونه مع راجل غريب في أوضة نومهم وخلته يشوفهم بعينه يوسف صدق الكذبة وكره ليلى وعياله الخمسة ورفض يسمع لحياة اللي كانت شاهدة على كل حاجة وهي متكتفة شايفة اللي بيحصل لأمها


السنين عدت والعيال عاشوا مع أهل أمهم ولما كبروا بدؤوا يكشفوا الحقيقة ويثبتوا براءة أمهم ليلى


حياة كانت بتحب ابن عمها إلياس بس كانت خايفة منه لأنه شبه أبوها في طباعه في نفس الوقت كانت بتحس بالأمان مع بدر ابن عم والدتها رغم إنها اختارت إلياس في الأول إلا إنه اتهمها بالخيانة زي ما أبوها اتهم أمها لما شافها مع الدكتور النفسي عمر اللي كانت بتتعالج عنده بعد الاتهام ده بعدت عنه وسافرت مع بدر وعيلتها عشان تكمل تعليمها بره وقدر بدر يكسب قلبها ويخليها تحبه


آدم اتجوز بنت خاله زينة

أوس اتجوز مهرة بنت أخت الست اللي ربتهم

أمير اتجوز فرح بنت الست اللي ربتهم

ريان اتجوز ندى بنت عمه وأخت إلياس


سارة بنت زوجة أبوهم اللي دمرت حياتهم قدرت تزرع كاميرات في غرفة نوم أوس وصورته مع مراته وهددته إنها هتفضحه لو ما اتجوزهاش خوفًا على مراته وافق ودي كانت صدمة للكل إنه اتجوز بنت الست اللي قتلت أمه ومع الوقت العيلة اكتشفت حقيقة سارة وحصل لها حادث قلب حياتها بدأت تفكر بطريقة مختلفة وطلبت السماح من الجميع


سارة بعد الحادث قابلت الدكتور النفسي عمر اللي كانت حياة بتتعالج عنده وكان هو نفسه ضحية ليها زمان لما كانوا في الجامعة سارة كانت عملت رهان مع صحابها على عمر وخلته يحبها وبعدين سابته لما تقابلوا تاني عمر ساعدها بس رفض يسامحها رغم إنه كان لسه بيحبها عمر كان متجوز بنت خالته بس هي توفت يوم ولادة بنتهم في النهاية سامح سارة بعد ما شاف إنها فعلاً اتغيرت


أما أدهم الجارحي ابن خال الأخوة الخمسة وأخو زينة كان بيحب هنا قريبتهم من بعيد وكان ناوي يتقدم لها بس في نفس اليوم شافها نايمة في سرير صاحبه فبعد عنها ما كانش يعرف إن دي لعبة من سكرتيرته وخطيبته سمر اللي ارتبط بيها عشان ينسى هنا


الجد أجبر أدهم وهنا على الجواز لكن بعد كام يوم من الفرح أدهم اعتدى على هنا وهو سكران فكرهته بعد كده اتواجهوا بالحقيقة اللي كان مخبيها في قلبه في النهاية قدر يثبت براءتها لكنها رفضت تسامحه واتطلقوا بعد ما ولدت ابنهم سليم بعد خمس سنين من الانفصال قدرت هنا تسامحه ورجعوا لبعض


في النهاية مات يوسف العمري بمرض خبيث وكان الندم بينهش في قلبه على كل اللي عمله في أولاده ومراته اللي كانت الحب الوحيد في حياته يوسف حس بالذنب إنه رمى أولاده في الشارع في وقت كانوا محتاجينه فيه وإنه صدق الكذبة اللي دمرت حياته وحياة أولاده وفي نفس الوقت كان عايش مع سارة بنت الست اللي دمرت عيلته كلها


الياس ونسرين

نسرين شخصية طرف ثالث في علاقة بدر وحياة، وبيحصل بينهم علاقة وينتج عنها حمل


سمر ورجل الأعمال

بعد ما أدهم يكتشف حقيقتها، ختدخل السجن

بعد خروجها، تتجوز رجل أعمال مش كويس

هتكتشف بعد الجواز إنه مريض وبيعذبها

للرجل ده ليه بنت اسمها بسمة لكنها فاقدة النطق وعنده ولد اسمه نوح

لكن الراجل اتوفى في ظروف غامضة في الجزء الأول هنعرف تفاصيلها في الجزء التاني

➖➖➖➖➖➖

الأبناء في الجزء الثاني معظمهم شخصيات ثانوية ⬇️

عائلة حياة وبدر :

يوسف/مروان/عشق وعاصم "توأم"


عائلة آدم وزينة :

ياسين/صافي


عائلة أوس ومهرة :

مالك/حمزة/ليلى


عائلة ريان وندا :

ليلة/شريف


عائلة أمير وفرح :

ثائر/جوان وجوري "توأم"


عائلة أدهم وهنا :

سليم/قمر


ابناء إلياس ونسرين :

سيدرا/يونس "تؤام"


عائلة عمر وسارة :

جومانا من زواجه الأول

ريماس/كارما وليان "توأم"


معظم الابناء دورهم ثانوي ❤️ 

في شخصيات جديدة هتظهر قدام وهتتعرفوا عليها

مفيش لخبطة ان شاء الله هبسطها ليكم

المخلص هنشره ليكم اول كل بارت جديد

..............

الفصل الثاني


تقدمت قمر بخطواتٍ مرتجفة، تتسلل على أطراف أصابعها، قلبها يخفق بعشوائية، وكأنه على وشك أن يُفلت من صدرها التفتت يمينًا ويسارًا، تشعر الخوف والتوجس


فجأة، باغتتها يدٌ قوية جذبتها بعنف خلف شجرة ضخمة، شهقت بصوتٍ مكبوت، لكن أنفاسها سرعان ما ارتجفت حين تسللت إلى مسامعها همساتٌ دافئة، مشبعة بالحنين :

وحشتيني يا أحلى من القمر، وأجمل أميرة


ارتجفت شفتاها بابتسامةٍ لا إرادية، تعانقت مع ذكريات اللحظة الأولى التي قال لها فيها نفس الكلمات، كأن الزمن توقف ليُعيدها إلى بداياتها معه، همست باسمه بخفوتٍ يقطر عشقًا :

نــوح !!!!!


اقترب أكثر، يدفن وجهه في عنقها، يستنشق عطرها بشغف العطشان حين يجد ماءه، قبض على يدها برفقٍ حذر، وكأنه يخشى أن تضيع منه بين اللحظة والأخرى :

تعالي معايا يا قمر


تراجعت خطوة، وعيونها تتسع بالصدمة :

معاك فين، نوح، إنت عارف لو حد حس بغيابي، هتبقى مصيبة كبيرة


اقترب بخطواتٍ ثابتة، عيناه كالجمر وهو يقول بحسم :

خلاص.....هطلع أنا معاكي


رفعت كفها أمامه، وصوتها امتزج بالذهول والرجاء :

إنت اتجننت؟! نوح بالله عليك امشي دلوقتي، لو بابا أو سليم شافوك هنا، هتبقى كارثة، امشي دلوقتي عشان خاطري، بكره نتقابل 


زفر بعمق، قائلاً بحدة ونار الغضب تشتعل داخل صدره :

براحتك، بس خلي بالك يا قمر، أنا زهقت من الوضع ده


سقطت كلماته على قلبها كخنجرٍ مسموم، جعلها تتمزق من الداخل، همست بعجز :

طب انا ايه اللي في ايدي اعلمه ومعملتهوش !!


نظر إليها بحدةٍ لم تعهدها في عينيه، خرج صوته صارم لكنه مليء بالعتاب والألم :

الحل في ايدك، لكن انتي اللي مش موافقة


أفلت يدها، وغادر بخطواتٍ مثقلة بالغضب، لم يلتفت، لم يحاول أن يترك لها بصيص أمل، فقط مضى.....

تاركًا إياها وحيدة في عتمة الحديقة، غارقة في بحر من الحيرة !!!

حتى وإن كانت تحبه، ما يطلبه مستحيل، كيف تتزوجه زواجًا عُرفيًا، لا يمكنها ان ترتكب هذا الخطأ الفادح بحق عائلتها، وهم بالأساس يكرهونه !!

كان قلبها يتنازع بين نداء العشق وصرخات الواجب

عالقة بين جحيمين، لا مفر منهما !!!!!!

.............

أغلقت عينيها بقهرٍ، تحاول طرد صور الماضي من رأسها، لكن الذكريات كانت كالأشباح، تلح عليها بلا رحمة، آخر لقاء بينهما لا يغادرها، الفضيحة التي ألقاها فوق رأسها أمام الجميع، الإهانة التي حطمت كبرياءها

ما فعله كابوسًا يُطاردها كل ليلة.....لا ينتهي !!


انزلقت دمعة حارقة على وجنتها وهي تستعيد صوته الغاضب، تلك الكلمات التي خرقت روحها كالسكين، بينما كادت روحها ان تُزهق بين يديه :

فاكرة إني بموتها هبصلك؟! هاجري عليكي زي ما بتتمني؟! تبقي غلطانة إنتي وهما، لو فاكرين كده، انا عمري ما هسامحكم، اللي بيني وبينكم بعد اللي عملتوه مش هيبقى إلا كره.....كره وعداوة طول العمر


ارتجف قلبها مع الصدى المرعب، كأن تلك اللحظة لا تزال حاضرة بين أنفاسها، كانت غارقة في عالمها المظلم، لم تشعر بطرقات الباب المتكررة، ولا بخطوات والدها أوس وهو يدخل بعد أن ضاق صدره بالانتظار

رآها متهالكة، غارقة في دموعها، مغمضة العينين كمن يحاول الهرب من واقعه


انكسر قلبه، هو الذي اعتاد أن يرى طفلته مدللة، مشرقة، حاول أن يخفي حزنه خلف ابتسامة باهتة وصوتٍ مرح :

قلب أبوها، سرحانة في إيه، مش سامعة كل الخبط اللي ع الباب


انتفضت ليلى جالسة، ومسحت دموعها بعجلة مرتبكة :

آسفة يا بابا، ماسمعتهوش


جلس بجوارها، ولم يقل كلمة، فقط جذبها إلى حضنه، تشبثت به بكل قوتها، كغريقٍ يلتقط طوق النجاة، وعادت دموعها تتساقط بصمتٍ موجع

طالت لحظة الصمت، قبل أن تقطعه ليلى قائلة بصوتٍ متهدج يكاد يتلاشى :

أنا مقتلتهاش يا بابا، ولا كنت شمتانة في موتها زي ما هو بيقول، أنا عمري ما أعمل كده أبداً


شد أوس من عناقها، وصوته يغلفه حزنٌ عميق :

عارف يا ليلى، عارف وكلهم عارفين ده كويس، هو اللي غبي، بكره يندم


رفعت رأسها تنظر إليه بعيون مثقلة بالوجع :

بس بكرة ده مش بييجي ليه يا بابا، بقاله سنتين، الحقيقة ما ظهرتش، وهو ما رجعش، هفضل قاتلة في نظره لحد إمتى، طب أنا أستحمل بس ذنب عمته وأونكل بدر إيهؤ أنا مجرد بنت خاله، لكن هما؟ عيلته، أبوه وأمه، أكيد وجعهم أكبر من وجعي بكتير، ليه يصدق فيهم كده !!!


نظر إليها أوس بحدةٍ مفاجئة وسألها مباشرة :

قلبك حن ليه...؟!


أطرقت للحظة طويلة، تبحث بداخلها عن اجابة، ثم قالت بمرارة تسري بصوتها :

تفتكر ممكن احن لواحد عمل فيا كل ده، هحن لواحد فضحني، وكان هيموتني لولا انكم لحقتوني من بين ايديه


تنهدت بوجعٍ يخنق الروح، وقالت :

انا مش عايزاه، ولا عايزة حبه، كل اللي عايزاه دلوقتي إنه مايفضلش شايف نفسه مظلوم، عايزاه يندمؤ يحس بالوجع زي ما أنا موجوعة


تغيرت ملامحها فجأة، وسيطر على صوتها غضبٌ مفعم بالانتقام :

أنا عايزة حقي يا بابا، عايزة أذله زي ما ذلني واهانني قدام الناس، انا بكرهه اوي يا بابا بكرهه اوي


أغمض أوس عينيه بحزنٍ شديد، كأن الزمن يصر على أن يعيد نفسه مرارًا، بنفس الوجع، لكن هذه المرة كان الألم أعمق، أثقل، وأكثر قسوة !!!!!!

............

كان إلياس واقفًا في شرفة غرفته، عيناه تائهتان في زرقة السماء، والليل يوشوشه بذكرياتٍ لم يفلح الزمن في محوها خمسة وعشرون عامًا مرت كالسجن الطويل، يعيش فيه وحيدًا، يحاول أن يكون أبًا وأمًا في آنٍ واحد، يُربي أبناءه وحده، بينما قلبه عالق هناك، حيث فقد نفسه يوم فقدها


ظن يومًا أن الأيام كفيلة بتهدئة النار المشتعلة في صدره، لكنه اكتشف أن بعض الحرائق لا تنطفئ، بل تتوارى تحت الرماد، تنتظر النسمة لتشتعل من جديد


ألقى بنظره نحو الحديقة، فرأى ابنته سيدرا تجلس وحيدة على الأرجوحة، ملامحها الغارقة في التفكير أعادته إلى ماضيه، وكأنها انعكاسه الصغير، قرر أن ينزل إليها


اقترب منها وقال بصوتٍ يفيض بالحنان :

قاعدة لوحدك يا سيدرا، بتفكري في إيه


ابتسمت له وهي تفسح له مكانًا بجوارها :

كنت بجري شوية، وقعدت أرتاح


جلس بجوارها صامتًا، لكن سؤالها المباغت زلزله من الداخل:

بابا عمرك حبي


تردد قليلًا قبل أن يجيب، وصوته يشي بتوترٍ خفي :

ليه السؤال ده.....؟!!!


رفعت كتفيها بلا مبالاة متعمدة :

ـمجرد فضول


زفر بعمق، ثم ابتسم ابتسامة باهتة غلفها الحزن :

اكيد مش انسان وليا قلب زي اي حد


ترددت قبل أن تسأله بخفوت :

اللي حبيتها دي تبقى.....تبقى.....


أدرك مقصدها، فأجاب قبل أن تكمل :

تقصدِي والدتك


نطقت سيدرا بضيقٍ لم تحاول أن تخفيه :

بابا، لو سمحت الست دي مش امي وخسارة فيها اصلا تكون ام لأي حد


نظر إليها بعتاب قائلاً :

برده يا سيدرا، مهما حصل، دي امك


أشاحت بوجهها بعيدًا، وقالت بسخرية مرة :

امي على اساس ايه، سهرة الليالي، كانت جنبنا، نعرفها اصلاً، انا لو شوفتها صدفة مش هعرفها يا بابا.....خليني ساكتة احسن 


لم يرد، لكنه لم يكن يتوقع منها السؤال التالي :

لسه بتحبها....؟!!!


حرك رأسه نافيًا بحزم :

محبتهاش، جوازي من والدتك مكانش حب أبدًا


نظرت إليه بعينيها المتسعتين، وسألته بصوت خافت :

يعني، كنت بتحب واحدة تانية


ارتسمت على وجهه ابتسامة حزينة، وتنهيدة طويلة أفلتت من صدره وهو يقول بحب :

ماحبتش في حياتي غيرها، كانت زي النجمة في السما، شايفها، لكن مهما عملت مستحيل اوصلها


زاد فضولها، فسألته :

طالما تحبها كده....ليه ما اتجوزتهاش؟


غاص صوته في بحار الندم وهو يقول :

كنت هتجوزها، لكن ضيعتها من إيدي بغبائي، زمان قبل ما اتجوز والدتك، كنت عصبي ومتهور ، فيا صفات وحشة كتير، كانت سبب اني أخسرها !!


كانت سيدرا تستمع بانتباه شديد، ووالدها يتابع بحزن :

مكنتش قادر أفهم هي محتاجة إيه، كنت متردد في إني أقرب منها، وخفت أندم لو اخترتها خوفي ده خلاها ما تحسش بالأمان معايا، وزودت الإحساس ده بغلطة غبية مني...كانت الناهية لعلاقتنا اللي يدوب لسه بتبدأ


سألته سيدرا باهتمام :

هي دلوقتي فين، بتشوفها....؟!!


ابتسم بمرارة، قائلاً :

بشوفها، وكل مرة بشوفها بحس بندم مالي قلبي، بس على قد ندمي، بفرح لما بشوفها سعيدة مع غيري، اتجوزت اللي يستاهلها، اللي قدر يديها اللي أنا ماقدرتش أديهولها


ساد صمت قصير، قبل أن تقول بحذر :

عشان كده سميتني سيدرا


نظر إليها بدهشة، فتابعت بهدوء :

اسمي معناه النجمة، وي ما وصفت حبك ليها بالظبط


سألته سيدرا وهي تضم قدمها لصدرها :

كان نفسك تسميني على اسمها


ابتسم ورد عليها بحب :

كان نفسي


سألته بخفوت :

طب ليه ماعملتش كده


رد عليها إلياس بحزم :

لكذا سبب، هحتفز بيهم لنفسي


ابتلعت فضولها، لكنها لم تستطع منع سؤال آخر :

طب مين هي؟


لم يجب، صمته كان اعترافًا أبلغ من الكلام انه لا يريد البوح عن هويتها !!!!


ساد صمت ثقيل للحظات، قبل أن تسأله بخفوتٍ ممزوج بالوجع :

هي ليه سابتنا ومشيت يا بابا، حنا كنا صغيرين، مستحيل نكون عملنا حاجة تخليها تسيبنا او تكرهنا، وحتى لو حضرتك كنت السبب، برده مش مبرر إنها تختفي كده وتنسى إن ليها ولاد، دي ما بتسألش حتى بالتلفون


ضحكت بسخرية مريرة وقالت :

ده أنا حتى معرفش شكلها


حاول أن يجد كلماتٍ يواسي بها قلبها، لكنه لم يجد، فأكملت هي بصوتٍ حنون :

عارف يا بابا... أنا مش زعلانة، بالعكس، انا بحمد ربنا إن حضرتك اللي فضلت لينا، إنت أحن وأجمل أب في الدنيا، متأكدة إنها عمرها ما كانت هتحبني انا ويونس ربع حب حضرتك لينا


ابتسم، وجذبها إلى حضنه، قائلاً بحنان :

انتي وأخوكي حياتي كلها،  انتوا الحاجة الوحيدة اللي مصبراني ع الدنيا، انا ماليش غيركم


فجأة، جاء صوت يونس توأم سيدرا من خلفهما قائلاً بدراما مبالغ فيها :

خيانة، مش عيب يا باشا تحضن بنتك، وتنساني كوز درة انا يعني، هوا في القصر ده


ضحك إلياس، وفتح ذراعيه قائلاً بحب :

تعالى يا أهبل


ألقى يونس بنفسه في حضن والده، فضمهما إلياس معًا، يخبئ كل جراحه بين عناقهم، ثم همس بحب :

ربنا يخليكوا ليا


قبّل الاثنان يده بحب عظيم، ورددا في صوتٍ واحد :

ويخليك لينا يا بابا

.............

في منتصف اليوم، جلست غنوة أخيرًا على المقعد في فيلا بدر الجارحي، محاولة أن تمنح نفسها دقائق قليلة من الراحة قبل أن تعود لعملها المستمر


أخرجت هاتفها، واتصلت بصديقتها الوحيدة حبيبة، التي أجابت فورًا بنبرة لهفة وقلق :

طمنيني يا بت، اخبارك ايه، ومرتاحة في الشغل ولا لأ ؟؟


ابتسمت غنوة قليلًا، وشعور بالراحة يعتري قلبها :

الحمد لله الناس اللي بشتغل عندهم كويسين أوي


تنهدت حبيبة براحة، ثم، قالت :

طب الحمد لله، ابعتيلي العنوان في رسالة وسيبي تليفونك مفتوح علطول، عشان أطمن عليكي من وقت للتاني


"حاضر..." أجابتها غنوة بهدوء، قبل أن تسأل بتوتر :

حبيبة... هو... هو بابا مسألش عني؟


ترددت حبيبة قليلًا، لكنها قررت أن تقول الحقيقة :

أبوكي خد مراته وبناته وسافر امبارح بلدكم، بعد ما باع الشقة لجابر الجزار


أغمضت غنوة عينيها، غارقة في شعور القهر، تحاول منع دموعها من التساقط، خاصة مع وجود الخدم حولها


اخذت تواسيها حبيبة قائلة بحزن :

متزعليش نفسك يا غنوة.....بكره يندم


 ــ او مايندمش، مش فارقة خلاص !!

قالتها غنوة بسخرية مريرة، قبل أن تقطع المكالمة :

هقفل، ورايا شغل بينادوا عليا، هكلمك وقت تاني، سلميلي على خالتي، وأخواتك، سلام 


أغلقت الهاتف، وعادت إلى عملها، لكن عقلها كان شاردًا، وقلبها محطمًا، تركها والدها وحدها، لم يسأل عنها، لم يلتفت لوجودها !!!


أجابت باقتضاب على إحدى الخادمات التي طلبت منها تنظيف غرفة بالطابق العلوي :

ماشي


تعمل كآلة، تنظف الأتربة، تغير الشراشف، كانت ممسكة بإحدى التحف السوداء لتنظيفها، بينما عقلها يعيد كلمات حبيبة وأفعال والدها وزوجته، والدموع تكاد تتشكل على عينيها


لم تشعر بدخول مروان إلى الغرفة، ولا بصوته وهو يناديها :

يا آنسة


ارتجفت، وأفلتت قطعة الزينة من يديها، لتتحطم على الأرض، ليدوي صوت تحطيمها في المكان تزامنًا مع بكائها الحاد !!!!!!


اقترب مروان يسألها بحذر وقلق وهو يرى انتفاض جسدها، وعلو شهقاتها :

اهدي يا انسة، بتعيطي ليه بس دلوقتي ؟


لكنها لم تهدأ، بل زاد الأمر سوءًا حتى اصطبغ وجهها باللون الأحمر من شدة البكاء، والدموع تتساقط بغزارة، مغرقة وجهها بالكامل


جذبها من يدها برفق وجعلها تجلس على طرف الفراش، قائلاً بحنان، وصوتٍ دافيء :

اهدي يا انسه، مالك بتعيطي ليه، حد ضايقك من اللي في البيت ؟؟


نفت برأسها، لكن شهقاتها لم تتوقف، سألها مروان بحيرة :

طب مالك بتعيطي كده ليه، انتي تعبانة


لم تجد ما تقوله، الأمر خاص بها، فأشارت بيدها نحو حطام الزينة، متلعثمة :

كسرتها غصب عني....


اتسعت حدقتاه بدهشة ، وقال :

يعني المناحة كلها عشان دي اتكسرت


أومأت، والدموع لا تزال تسيطر عليها، لم تكذب عليه حين قالت ذلك، فبكاءها بهذا الشكل كان لعدة اسباب منها خوفها الشديد بخسارة عملها بسبب انها كسرت تلك التحفة المؤكد انها باهظة الثمن وبالتأكيد لن تستطيع دفع ثمنها !!!!!

تخاف ان تخسر عملها الذي وجدته بعد عناء 


ضرب مروان كف بالآخر قائلاً بعدم تصديق :

لا حول ولا قوة إلا بالله، يا شيخة قولي كلام غير ده، انا قولت البت اتعورت، فيه مصيبة، حد معذبها


زفر بضيق، سرعان ضحك بخفوت، وقال :

اقفي


التزمت غنوة الصمت، فعلت ما قال، ليأخذ هو إحدى التحف التي تزين مكتبة الحائط الخاصة به، ثم دفعها على الأرض بعيدًا لتتحطم لأشلاء على الفور، تزامنًا مع شهقتها الفزعة !!!


ردد مروان بابتسامة :

اهدي، ماحصلش حاجة مش مستاهلة تبكي بالشكل ده عليها فداكي يا ستي ألف واحدة زيها، المهم إنك ما تأذيتيش منها !!!


أخفضت وجهها بخجل، فسألها بمرح :

عايزة منديل، ولا الكم كفاية


انحنت لتنظف الزجاج بيدها، قائلة بحياء :

انا آسفة، هنضف كل حاجة بسرعة


تنهد، وجذب يدها لتقف، قائلاً بابتسامة :

اقفي بس، وسيبي اللي في إيدك، هتنضفي الازاز، وإنتي بتترعشي، كده هتجرحي إيدك، وبعد كده أوعي توطي قدام أي راجل


أخفضت وجهها بخجل، وقد فهمت مغزى كلماته، فتابع  مروان حديثه بهدوء :

انا مش بقول كده عشان أحرجك أو أني نيتي وحشة، لأ، أنا بنصحك معايا أو مع غيري، خدي بالك من تصرفاتك يا غنوة


ثم ابتسم قائلاً :

مش اسمك غنوة برده...؟؟


أومأت بخجل، فرد مبتسمًا :

طب يلا روحي اغسلي وشك واهدي


غادرت بخفوت، وابتسم مروان بخفوت بعد اختفائها قائلاً بعدم تصديق :

يا بنت المجنونة !!!!!

.............

دخلت عشق إلى الشركة التي تديرها والدتها وأخوالها، متجهة نحو مكتب خالها أوس بعد أن تلقت اتصالًا منه يدعوها للحضور، قبل أن تفتح الباب، توقفت عند كلمات ابن خالها الأكبر مالك، الذي قال بصوت خافت :

ازيك يا عشق


استدارت نحو مالك بابتسامة لطيفة أسرت قلبه، وأجابت بهدوء :

الحمد لله يا مالك.....انت إزيك؟


تلعثم مالك وهو يحاول السيطرة على مشاعره، صوته يحمل شوقًا مكتومًا :

بقيت كويس لما شوفتك


بدت على عشق علامات الحرج، لكنها الابتسامة لم تغب عن وجهها، سألها مالك محاولًا إخفاء ارتباكه :

انتي رايحة فين؟


أشارت بيدها نحو مكتب والده أوس وقالت بابتسامة لطيفة :

جاية أشوف خالو أوس، كان عايزني


ابتسم مالك، وأضاءت عينيه ببريق الحب المكبوت :

طب لما تخلصي ممكن تيجي مكتبي، يعني مش معقول تيجي الشركة وما تشربيش حاجة عند ابن خالك


ابتسمت بخجل، وردت عليه بانصياع :

حاضر


تنهد مالك بارتياح، كأنه حصل على وعد ثمين :

حضرلك كل خير يارب


في تلك اللحظة، خرج حمزة شقيق مالك الأصغر، من ورآها فابتسم تلقائيًا، وقال :

عشق، إزيك وحشتينا


لم تستطع الرد، إذ خرج أوس فجأة من مكتبه :

واقفين عندكم بتعملوا إيه؟


ابتسمت عشق، وقالت :

مفيش يا خالو، كنا بس بنسلم على بعض


نظر إليها أوس بحنان، ووضع يده على كتفها برفق :

حبيبة قلب خالك، تعالي معايا


دلفت عشق إلى المكتب، تاركة وراءها مالك وحمزة، كلاهما مشدوه بنظرات معلقة على الباب المغلق


جلس أوس على الأريكة بجانب عشق، وسألها بجدية :

قوليلي، مامتك عاملة إيه، أوعي يكون أبوكي مزعلها


ضحكت عشق بخفوت، وقالت :

لا يا خالو، بابا مستحيل يزعلها، ده لو  فينا ضايقها بكلمة، يقلب الدنيا علينا


ابتسم أوس بسعادة وارتياح، فقد أثبت بدر، زوج شقيقته، أنه على قدر الثقة التي منحوها له، محافظًا على عهده في إسعادها وحمايتها


قطع أوس الصمت، وسألها :

كنت عايزك في موضوع مهم


أومأت عشق باحترام وقالت :

اتفضل حضرتك، ايه الموضوع


نظر إليها أوس بنظرة ماكرة، وقال بابتسامة جانبية :

ايه رأيك في مالك؟


تفاجأت عشق، وردت بتوتر :

مالك؟!


ابتسم اوس وقال بمكر :

اه مالك.....مش عارفاه يعني


ردت عليه عشق بخجل واضح :

لأ طبعًا، في حد ميعرفش ابن خاله، بس حضرتك بتسألني رأيي فيه من أي ناحية ؟؟


أجابها مباشرة، وبدون مراوغة :

كزوج !!!!


تلعثمت عشق، وتوردت وجنتاها بلون الخجل، وقالت بصوت مرتبك :

هو كويس، وأي بنت تتمناه.....بس حضرتك بتسألني ليه


ضحك أوس بخفوت مرة أخرى، وقال :

تفتكري ليه ؟؟


لم تجب، فتابع بصوت جاد :

من الآخر يا عشق، أنا مش هلاقي لمالك زوجة أحسن منك، انا لسه مافتحتش الموضوع ده مع مالك، بس اتجرأت واتكلمت لما شوفت إنه فيه مشاعر متبادلة بينك وبينه


شعرت عشق بالتوتر الشديد، وفركت يديها بقلق، ثم قالت بحرج :

خالو....انا آسفة، بس.....انا مش موافقة


تفاجأ أوس من ردها، نظر إليها بتعجب وسألها بصدمة :

ليه ؟؟


حركت رأسها نفياً، وقالت بتردد وحزن :

حمزة طلب يتجوزني يا خالو !!


ساد الصمت للحظة، كأن الزمن توقف، وقع كلامها على أوس كالصاعقة، ابنيه الاثنين واقعان في حب نفس الفتاة !!!!!!!

.............

في المساء كان الحفل يعج بالصخب، الظلام يكتسح المكان متخللاً بين الأنوار الخافتة الحمراء التي تنبعث من كرة معلقة في السقف، فيما كانت أصوات الموسيقى تصدح بقوة تجعل من المستحيل سماع أي شيء آخر الأجساد تتمايل بإيقاع منتظم مع دقات الموسيقى، مشهد يعكس حالة من الغياب عن الواقع، الجميع غارق في عالم مليء بالنشوة !!!


الضيوف يتوافدون على المكان، كل واحد منهم يرتدي قناعاً يخفي إما جزءاً من وجهه أو يغطيه بالكامل، مما أضفى مزيداً من الغموض على الأجواء دخل إياد إلى الحفل برفقة ابن عمه هشام وعدد من أصدقائه، ينظر بعينيه إلى المكان حوله بفضول وإعجاب لم يمضِ وقت طويل حتى كان يحاوط خصر فتاة بجواره، يمرح معها بانسجام


فجأة، توقفت الموسيقى، وتعالت الهمسات، الكل ينظر إلى الخلف بترقب دفعه الفضول إلى أن ينظر بدوره، وانحبست أنفاسه فور رؤية ما وراءه


كانت هناك فتاتان، فاتنتان، تتمايلان وكأنهما ملكات جمال لكن إحداهما، تلك صاحبة البشرة الحليبية، والفستان الأحمر الناري الذي ينساب على جسدها بلا أكتاف، شدت انتباهه بشدة خصلات شعرها الذهبية التي تميل إلى البرتقالي كانت مصففة بعناية، وقناع ذهبي لامع غطى منتصف وجهها رغم أنه لم يرى ملامح وجهها كاملة، إلا أنه كان متيقناً أن جمالها لن يقل عن جمال جسدها الذي تفحصه بعين الخبير المتمرس في النساء


مرت الفتاتان من أمامه، لكنه لم يستطع أن يرفع عينيه عن صاحبة الفستان الأحمر ما الذي فعلته هذه الفتاة لتجذبه بهذه القوة وهو الذي اعتاد أن تكون الفتيات هن من يلاحقنه، لا العكس.....لكنها قلبت هذه القاعدة !!!


تعالت صيحات الحضور فرحاً، يهتفون بأسماء الفتاتين، لكنه لم يركز إلا عليها وفجأة، رآها تصعد إلى المنصة الدائرية برفقة الفتاة الأخرى التي لم تقل عنها جمالاً


بدأت بالغناء بصوت رخيم أخذ الجميع إلى عالم آخر حتى انتهت من الغناء، لكن إياد لم ينتهي من النظر إليها

تساءل في داخله، وعيناه ترفض أن تتركها

يريد ان يعرف من تكون هذه الفتاة.....؟!


قبل أن يتمكن من النطق، تدخلت كارلا، إحدى الفتيات التي يعرفها هشام، وأجابت بنبرة مليئة بالغيرة :

دول بنات عيلة العمري، صافي وجوان


سأل إياد باهتمام وهو لا يزال مسحوراً بها :

مين اللي لابسة الفستان الأحمر


أجابه هشام وهو يرتشف من كأسه :

دي صافي، بنت آدم العمري....فكرت انك تعرفهم، أبوك وعيلة العمري وعيلة عمران في منافسة على مشروع ضخم في الساحل....القرية السياحية، اللي هيتولى تصميمها هيكسب مكاسب مهولة، المشروع ده مش لعبة، بالعكس ده وراه ناس تقيلة جداً، تقدر تقول نقلة تانية واللي هيفوز بيه يبقى اتفتحت ليه طاقة القدر


استمع إياد باهتمام، وعيناه لا تزالان على صافي انطفأت الأضواء جميعها فجأة، إلا نور خافت يضيء المكان المخصص للرقص


لم يدرك كيف، لكن قدماه قادته نحوها، رفع يده لها وقال بصوت رجولي عميق جعلها ترتجف من الداخل دون أن تدري السبب : تسمحيلي


نظرت في عينيه الجريئتين، ثم ابتسمت له بثقة تماثل ابتسامته قبل أن تضع يدها في يده !!!

كانت تلك أول رقصة تشاركها مع شخص غريب عنها


ما تفعله الليلة كان يتعارض تماماً مع ما تربت عليه، لكنها فعلت ذلك نكاية بوالدها، ولا شيء أكثر


بدأ الرقص معها باحترافية شديدة، تبادلوا النظرات بصمت تام شعرت بأنها تذوب تحت نظراته، وتاهت في عينيه العميقتين، في نفس اللحظة، كانت جوان مشغولة برفاقها، أولئك الذين يسميهم أمير "رفاق السوء"، بينما صافي كانت في عالم آخر


ما أن انتهت الموسيقى حتى جذبها إياد من يدها دون أن ينطق بكلمة، وقادها نحو الحديقة بعيداً عن الحفل وعن أعين الناس سارت خلفه وكأنها في حالة غيبوبة، كما لو كان قد ألقى عليها تعويذة تمنعها من الاعتراض


وأخيراً تحدثت، وسألته بارتباك : انت مين !!!


لكنه لم يبعد عينيه عنها وهو يهمس :

مش عارف


حاولت أن تتحرك لتغادر، لكنه أمسك بيدها وجعلها تدور حول نفسها عدة مرات قبل أن تستقر بين أحضانه وضعت يدها على صدره، بينما أحاط خصرها بيديه، قائلاً بصوت مسحور :

ارقصي معايا


تحرك معها برقة، ولم تستطع أن تعترض أو تنطق بأي كلمة مضى الوقت ببطء، وكأن كل شيء توقف إلا تلك اللحظة توقفا أخيراً، وعيناه تركزت على شفتيها، يميل برأسه نحوها، مغيباً عن العالم من حوله !!!!!!!!

............

البارت خلص 🔥

مستنية رأيكم يا حلووووين ♥️

انطباعكم ايه، وتوقعاتكم للقادم ايه......؟؟

هتكتشوا بعدين ان إلياس بس هو اللي ربى عياله كويس 😂

الجزء ده دمار ومليان مفاجأت 🔥

مواعيد الرواية في الجروب كل يوم أحد وخميس

لكن ع الواتباد اتنين وجمعة 

دمتم سالمين يا قمرااااتي 😚

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة الجزء الاول1 من هناااااااااا

الرواية كاملة الجزء الثاني2 من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا

تعليقات

التنقل السريع
    close