القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم سوما العربي كامله وحصري

 رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم سوما العربي كامله وحصري



رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم سوما العربي كامله وحصري



الفصل الثاني عشر 


وقفت أنجا أمام باب غرفة الطبيب الوسيم تسحب نفس عميق ثم دقت على الباب دقات متتابعه.


وما أن أذن لها صوته الرخيم بالدخول حتى دلفت تبتسم بلطف شديد وهي تتفرس ملامحه الوسيمة بإبتسامة عذبة ثم قالت:

-كيف حال طبيبنا العظيم

-بخير سيدة أنجا ..زيارتك لي بمكتبي شرف كبير.


أبتسمت أنجا بأنتشاء و هي تطالعه و تستمع لطريقة تحدثه اللبقة تشعر أنها أحسنت الإختيار.


تقدمت إلى أن جلست على الكرسي المقابل لمكتبه ثم قالت:

-جئت لأسألك عن تلك الجارية المريضة...ما هو وضعها يا ترى؟

-أي جارية؟

-تلك الحسناء صاحبة البشرة البيضاء 

عدّل الطبيب من وضع نظارته فوق عيناه ثم قال:

-أه.. جارية الملك.


ابتسمت أنجا و هي تبصر إرتباكه ... لم تكن نظرتها خاطئة يوما و هي تراه يقم بالكشف عليها بعيناه نظرة رجل لفتاة أعجبته.


تغاضت أنجا عن جملته الأخيرة حين خصها بلأنتساب للملك و قالت عن عمد :

-لا أعلم سيد "نيمار" لكني كلما نظرت لها كأنني أراك ، يا ألهي بينكما تطابق رهيب في الشكل، فأنت ابيض البشرة ذو شعر أشقر مثلها... و عينان خضرواتان.


أبتسمت و هي تلاحظ تحرك تفاحة آدم الخاصة بالطبيب الوسيم، إذا هي بالفعل أحسنت الإختيار.


وقفت عن مقعدها تسأل:

-هممم.. لم تخبرني بحالتها 

-ليست بخير تحتاج لرعاية فائقة كما أن حالتها النفسية ليست جيدة إطلاقاً.


التوى ثغر أنجا بإبتسامة على جانبه ثم تقدمت عدة خطوات و قالت بإهتمام واضح:

-لااا.. إن كان ذلك الوضع فأنا أطلب منك و بشكل رسمي أن تشرف على علاجها بل وتلازمها كذلك فكما تعلم الحالة النفسية هي أهم شيء للعلاج .


صمتت لثواني ثم أكملت بمكر :

-و بالتأكيد قد وصل لمسامعك محاولاتها الهرب و الأنتحار..على ما يبدو أنها غير متقبله لوضعها وحياتها هنا.


دارت حوله و كأنها تحيك خية لاحدهم و أكملت متنهدة تتصنع الأسى حيالها:

- أااه.. أخشى أن تقدم على الأنتحار مرة أخرى، أتعلم أنها فتاة حرة وتحولت بين رفة عين و انتباهها إلى جارية .. الأم صعب جداً دكتور نيمار .. أنت تعلم.


راقبت التعاطف و التوتر على ملامحه الوسيمة بإبتسامة متسلية بينما يردد:

-أعلم أعلم.. لكن... أعتقد أن الملك ي.....


قاطعته عن عمد تردد:

-الملك يراها جارية يرغبها ..قل لها سيد نيمار و أسدي لها النصح بدلاً من تمردها الذي لن يفيدها..فلتعطي للملك رغبته بها بعدها سيزهدها و يمل كما يمل الطفل من لعبة أعجبته ربما وقتهااااا...هاااه.. من يعلم..ربما تركها وشأنها.


تغضنت ملامح الطبيب بضيق شديد و قال :

-سيدة أنجا... أنا هنا بصفتي طبيب وفقط لا أعمل گ أغا من الأغوات أو گ فرد من الغلمان كي اجلس بجوار الجواري أقرب بينهم و مزاج أسيادهم.


جسدت أنجا علامات الذعر و التراجع على ملامحها بنجاح مبهر ثم قالت معتذرة:

-اووه...أعتذر منك دكتور نيمار...كيف قولت ذلك... نعم أنت على حق.. معذرة.


تقدمت منه خطوات ثم قالت:

-فكرت فقط بأنك شخص مثقف مثلها ربما يصبح هناك أي لغة حوار بينكما قد تفيدها في مأزقها هذا بدلاً من التفكير في الأنتحار ...لكن لا عليك انس أي حديث تفوهت به ...معذرة.


ثم خرجت من عنده سريعاً و الابتسامه الخبيثة مجتمعه على جانب فمها رفيع الشفه.


في الغرفة الملكية


اتكئت رنا على ظهر الفراش وهي تحاول مضغ الطعام بفمها تغمض عيناها وتلتهمه في صمت و الخدم من حولها يتابعونها.


دلف الملك بخطى واثقة فانحنى الجميع ينظرون ارضاً .


أشار الملك لهم بعيناه فأنصرفوا على الفور ملبين أمره.


شعرت بالتوتر و ها قد عادت معه بمفرديهما .


ظلت تنظر له بترقب وبدأت ترف بأهدابها من التوتر و الملك يبتسم على هيئتها الطفولية التي مست قلبه.


جلس لجوارها و قال :

-كيف حال صغيرتي الأن؟

-أفضل بكثير


صمتت لثواني ثم سألت مباشرة دون مقدمات:

-هل تنادي كل جواريك بصغيرتي؟!


أبتسم بعذوبة ثم جاوب:

-بالتأكيد لا

-لما؟


سحب نفس عميق ثم أقترب منها حتى بات أمام شفتيها وضع خصلة من شعراتها الشقراء خلف أذنها ثم همس:

-لا أعرف


تلبكت تبلل شفتيها امام عيناه التي تتفرسها بجوع زاد و هو يرى فعلتها بشفتيها فلم يتمكن من السيطرة على ما يرغب و أقترب يلثم شفتيها بقبله بطيئة مثيرة.


أقترابه منها كان الكارثة بعينها.... كان يقترب وهي تشعر بنواياه..وضعت خصلة شارده خلف أذنها وهي تشعر به يميل على ثغرها يقبله بعذوبة.


توقف بها الزمن والشعور...قبلتها الأولى سلبت منها..الغريب أنها لا تفهم ما تشعر به و تجربه.


ربما ستفهم فيما بعد لا تعلم لكن ما هي موقنه منه أنها لن تنسى تلك الرائحة الرجوليه آلتي ملئت رئتيها.


و نظرة عينه التي تقطر نشوى و استمتاع بعدما فصل قبلته القصيرة لثوانِ ينظر إليها مبتسماً و هو يستشعر عدم رفضها كالسابق.


و ما أن أبصر وجهها المشرئب بالحمرة من الخجل حتى تلبسته رغبته و جذبها يقبلها بعمق من جديد.


شعر بمقاومة منها و محاولة إبعاده عنها فغرس أصابعه في جذور شعرها يتمكن منها أكثر و يمنع ابتعادها...لقد تلابسته شياطين لا يعرفها ولا تعرفه من قبل ...كأنه تحول إلى إنسان بوهيمي ما أن يمسسها... وكأنه لأول مرة يرى أنثى!!!


أخذت تضرب على صدره.... لقد نفذ الأكسجين من رئتيها وهي بحاجة للهواء... أي معتوه هذا؟!


هل هو ملك... أنه رجل بربري لا أكثر.. تقسم بذلك.


و أخيراً عاد له رشده و أفاق من سكرته و هو ينظر لها يراها تجاهد في التقاط الهواء...كيف نسى أنها مريضة وكانت موصلة بخراطيم الأكسجين منذ ساعات فقط.


شعر بفداحة فعلته و عودة جديده لخوفها منه .. حاول إيجاد صوته ثم قال بلا ترتيب و بدون كياسته المعهودة:

-أرى انك بحاجة للهواء..ما رأيك في أن أخذك معي لأستنشاق الهواء في مكاني المفضل


انصرف من أمامها و ذهب يطلب من الحراس تجهيز كل الترتيبات و هو يسأل نفسه بغضب:

-لما أبرر لها و اللعنه.. أنا الملك 


بينما هي في فراشها تضع يدها على عيناها تفكر فيما تفعل وما حدث.


ربما هي بحاجة لترتيب أفكارها.


دخل عليها الخدم ليساعدنها و من بينهم سوتي التي نظرت لها باستغراب ثم سألت:

-الملك أمرنا نغيرلك لبسك...شيفاكي هاديه فين تمردك و صوتك العالي.


نظرت لها رنا بصمت تام و جه خالي من التعبير و لم تتحدث.


فاقتربت سوتي منها مرددة:

-شنو يعني راح تتكبري علينا... هااااه.. عندك حق ما أنتي عاجبه الملك وهو كمان إلي بيسعى لك و كمان هتغيري لبس الجواري و تلبسي فستان اتعملك مخصوص و تطلعي في نزهة مع الملك.. بس مش عايزاكي تعيشي الوهم ..كتير قبلك كانوا في المكانة دي .. الملوك بيملوا بسرعة .. إحنا بالنسبة لهم مجرد تسالي... بلاش تخسري ولاء سوتي ليكي.


نظرت لها رنا بجانب عينها ثم قالت بهدوء:

- أرجو أنك تساعديني دلوقتي و بس..مش عايزين نتأخر على الملك مش عايزين نعصبه علينا .


رفعت سوتي حاجبها الأيمن مستهجنة من تغيرها و شرعت تنفذ ما أمرت به و رنا تترك جسدها لهم يحمموها و يغيروا لها ملابسها بعدما كانت رافضه رفض قاطع لكل ذلك.... ربما عليها تغيير بعض قوانينها و مبادئها أن أرادت البقاء على قيد الحياة و الخروج من هنا.


انتهوا من وضع ذلك الفستان الوردي الرائع على جسدها وبدأت مرحلة تمشيط الشعر والتعطير... أبتسمت رنا بحزن...يعتقدون أن صمتها تعالي وتكبر.


لا أحد يفهم أنها قررت الصمت مع مراقبة و دراسة ما يحدث من حولها...


خرجت رنا على الملك الذي لم يجاهد في إخفاء الاعجاب الناطق بعينه و هو يراها بكل هذا البهاء أمامه.


ابتسمت هي الأخرى و تقدمت منه تشبك يدها في يده الممتدة لها بترحاب و قد قررت أن القليل من الصمت و الطواعية لن يضر


الصراخ و التمرد لم يجدوا معها بأي نفع بل أوشكا على إذهاق روحها .


نظرت للملك بصمت تام..ربما على كل أم أن تعلم أبنتهة كيف تتلون كالحرباء لتعيش و تحصل على كل ما تريد..... رنا الآن في طور التحول لحرباء.. كلام سوتي عن ملل الملوك لا يفارق أذنيها..لن يحدث معها.. تقسم ألا تصبح لعبة في يد أحدهم حتى لو كان ملكاً لمملكة ممتدة على مدد النظر.


جالت عينا راموس على جسدها الغض الذي حكم قماش الفستان و زادها إغواء.


إنها ناعمة حد الهلاك قد تصل به يوماً للجنون... هو بالفعل قد شعر بتهوره حين مسها و أقترب منها لأول مرة..


أحكم الغطاء الموضوع حول صدرها يخفي الفستان المكشوف ثم خرج بها باتجاه موكب الحرس الذي سيقوده للمكان المنشود.


لمحت رنا أنجا تقف في شرفه و ماديولا في شرفه أخرى كلها مطلة على حديقة القصر.


سارت مع الملك لموكب سياراته و بعينها نظرة موعودة غير مفهومة لا معنى لها سوى( ويلكم مني جميعاً)


______________سوما العربي ____________


خرج في الليل يهيم في الشوراع على وجهه، و بنهاية المطاف ساقته قدماه لذلك المقهى الذي اعتاد صديقه الجلوس عليه.


تقدم بلا سلام أو كلام يجلس لجواره 


نظر له صالح بصمت ثم صفق بيديه للصبي الذي تقدم يردد :

-أوامر يا كبير

-شيشة الملعم يا حته و هات له واحد عناب.


أنصرف الصبي يجهز الطلب فيما نظر صالح لزيدان يردد :

- قول قول...شكل الكلام على وجع قلب.


نظر له زيدان بتجهم ثم قال:

-وحياة أمك أنا ما ناقصني تريقتك و لا كلامك ده عندك كلمة حلوة قولها مش عندك أسكت حبه أنا أصلا مش عايز أتكلم.


-لأ واضح.. أنت اتفتحت فيا زي البلاعة وتقولي مش عايز أتكلم.


صمت صالح ثواني وهو ينظر له بجانب عينه بينما يسحب انفاسه من مبسم أرجيلته ثم قال:

-ياما قولت لك.. أقطع عرق وسيح دم...هتفضل في وضع التسبيل ده لحد أمتى.


كاد زيدان أن يرد لكنه تفاجأ بأحدهم يضع كرسي امامهم مباشرة ويجلس مردداً:

-الكلاك على نسوان...أمووت أنا.


نظرا لصديقهم الثالث و الغائب دائماً ثم قال صالح :

-جلال باشا الزيات نزل من قصره وجه يقعد معانا على القهوة في مصر القديمه ده شرف عظيم والله.


نظر له جلال بجانب عينه ثم قال:

-مش هرد عليك... أنا مابردش على رجالة

-طول عمرك جاي في أي حاجة فيها حريم 

-أنا كده فعلاً...الكلام على مين؟


نظر زيدان لصالح ولم يجيب كأنه لن يصرح فقال صالح:

-لا ده احنا بنتكلم في العموم يعني و بقوله إن للناس تحب الراجل الناشف المخلصاتي إلي ياخدها يرزعها بوسها تجيب لها إرتجاج.


زم جلال شفتيه يتصنع التقزز ثم قال :

-بيئة وجلف ..النسوان دول دلع و حنية وإحساسيس حلوة.. إيه إلي بتقولوا ده.. المزة من دول تيجي بهدية... بفسحه ... بوكيه ورد شيك وتبقى جنتل مان معاها كده.


اشاح صالح بيده يردد بقوة و تعصب:

-هو إيه إلي دلع و جنيه و إيه يا اخويا ورد...طب بذمتك دي أشكال تشيل ورد؟


نظر جلال لهيئتهما الضخمه و ملامحهم المتجهمة كرجال المذبح ثم ردد بيقين :

-لأ

-يبقى تكتم قال ورد قال.. أهو ده اللي كان ناقص.


مر الكثر وهو للأن لم يعد...وقفت في الشرفه تطلع للشارع .. تراقب المارة علها تراه من بينهم.


دلفت للداخل بعدما خاب أملها للمره المئة.


رغما عنها تذكرت رشا و طريقة حديثها اليوم لا تعلم لما تشعر بالضيق من تصرفها .


وقفت بلهفة دون أن تدري وهي تستمع للمفتاح يدور بباب الشقة.


تقدمت تنوي الاعتذار على جرح لم تقصده...باتت ترى أنه لا يستحق ما يقال عنه ..تنوي الحديث معه لكن...


تخشى عصبيته، تتوقع بل هي شبه موقنة أن رد فعله سيكون عصبي غاضب .. زيدان بالأساس رجل صدامي ،حاد الطبع متحفز دوماً للعراك.


ولكن......


أتسعت عيناها و هي تبصره يتقدم منها وبيده باقة ورد حمراء يحملها بيده.


يتقدم منها بحرج و تردد ...واضح أنه يفعل ذلك لأول مرة.


حمحم بخشونة و فاجئها حين قال:

-حقك عليا.


صمتت برهبة ... ماذا؟ هل هو من يعتذر لها .


تقدمت منه تقول:

-زيدان.. أنا إلي... 


لم يتركها تكمل جملتها و قاطعها يبتسم:

-أول مرة أسمع أسمي حلو كده.


بلل شفتيه ثم قال بمهادنة:

-حورية.. أنا مش بخوف زي ما الكل فاكر.. يعني..جربيني.


كان يتحدث بحرج كما لو أنه مكسورة عينه.. يتكلم بلا استحقاق أمام حورية المتفاجئة من حديثه.


كادت أن تصرخ وتجيبه أنه على العكس تماماً لكنه لم يترك فرصه كأنه يحفظ الكلام ويخشى أن ينساه فأكمل:

-احنا مش كنا أتفقنا إننا نبدأ من الأول صح؟


هزت رأسها إيجاباً موافقة فوضع يده بجيب بنطاله و اخرج منها علبه مخملية زرقاء صغيرة..فتحها و اخرج منها محبس من الذهب و آخر من الفضة.


نظر لها بترقب و سأل بأعين مهتزة:

-موافقة؟


هزت رأسها إيجاباً تبتسم..أرتجع صدره من شدة الفرحة...موافقتها على ارتداء خاتم خاص به تعني الكثير ...تناول الخاتم في يد كي يلبسها أياه لكن قاطعه جرس الباب.


نظرت له وقالت بحماس:

-يالا 

-استني أشوف إلي على الباب الأول.


هزت رأسها موافقة وذهب هو يفتح الباب ليبصر أمامه رجل طويل الجزع عريض المنكبين يرتدي بذله رسمية فاخرة و رائحة عطرة القوية عبأت جوانب البيت و عليه إبتسامة لبقة لا يراها إلا على وجوه الممثلين.


نظر له زيدان بجهل وجبين مقضب يسأل :

-أمر

-مش ده منزل أنسة حورية؟


تقدمت بعدما أستمعت تردد إسمها لترى من هذا الذي يسأل عنها.


تجهمت ملامحها وهي تردد بإستغراب:

-أستاذ عاصم؟؟!!


الفصل الثالث عشر 


لحظة صمت صعبة و طويلة نالت من ثلاثتهم..لم تتوقع حورية للحظة أن يأتي السيد عاصم لبيتها.


لحظة...... ما الذي أتى به لعندهم...شهقت بجزع يا أللهي...رنا .


تقدمت بلهفة تسأل:

-في حاجه يا أستاذ عاصم..رنا جرى لها حاجة؟

تجعدت جبهة السيد عاصم وهو ينظر لها بإستغراب ولمعة الأفتتان لم تنمحي بعد ثم ردد متسائلاً:

-رنا؟؟؟ لا مافيش أي أخبار جديدة عنها.


صمتت حورية و نظرات زيدان الغاضبة تنال من أثنتيهما.. ينتظر تفسير لما يرى .


كذلك نظرات عاصم له كانت تقييمية كأنه يقرأ الوضع... يرى عن كثب نظرة زيدان له ..نظرة من رجل لرجل آخر..نظرة يعرفها جيداً.


و بموقفه كان لابد من التحدث ليعلل سبب مجيئه على الأقل خصوصاً وهو إمام زوجي من العيون تنظر له بإستنكار شديد فتحدث بصوت حاول صبغه بالرزانة و الهدوء:

-أحمم.. أنا جيت عشان الأنسة حورية نسيت بطاقتها في الشركة.


ماكر كثيراً ..... فقد تقصد إرفاق إسمها ب(أنسة) و وقف يراقب ردة الفعل.


فتنهد بأرتياح وهو يستمع للرجل المقابل له يسأل بضيق:

-و الباشا جابها منين؟


هممم.. لم يعقب على نعتها بأنسة ... عظيم.


رد عاصم بكياسه وهدوء تجلى على ملامحه :

-كانت مع أفراد الأمن وانا اخدتها منهم


-همم.. أه..و العنوان عرفته منين؟


إلتف يرمق حورية بغضب فرد عاصم:

-ما العنوان في البطاقة يافندم..


صمت ينظر للرجل الغاضب ومن خلفة حورية الجميلة.


قرر الإنسحاب مؤقتاً على الأقل الآن فقال معتذراً:

-أسف على الازعاج...عنئذنكم .


رحل مغادراً في حين أن زيدان لم يكلف خاطرة و يعزم عليه بالشاي أو حتى يجلس ليلتقط أنفاسه.


بل أغلق الباب خلفه بحده و التف لحورية يسأل:

-أيه ده؟

-ايه؟ ده أستاذ عاصم مدير ..


قاطعها يردد بينما يغلق عينيه بغضب و نفاذ صبر:

-مدير رنا بنت خالتك...حفظتها دي.. أنا عايز اعرف جاي ليه وراكي لحد هنا؟

-ماهو..ماهو قالك عشان البطاقة و... أنا مالي بس يا زيدان.


تركها وتحرك بغضب و قلة حيلة يجلس على أحد الأرائك فتقدمت منه بتردد ثم جلست لجواره تردد:


-طب أنا عملت ايه غلط دلوقتي؟


رفع عيناه التائهة ينظر لها يتأمل جمالها ثم قال:

-أنا عارف إنك ما عملتيش يا حورية.


تطلعت له بأمل تبتسم حاول مبادلتها الإبتسامة لكن لم يقدر.


فنادت عليه:

-زيدان...طب مش ناسي حاجة؟

و أخيراً أبستم ثم أخرج من يده العلبة المخملية يفتحها.


أبتسمت هي أيضا فيما تراه يخرج محبس ذهبي رقيق مشغول بفصوص من الذهب الابيض و التقط يديها يضعه في أصبعها و توقف ينتظر ماذا ستفعل .


فزادت دقات قلبه و تشبع وجهه بابتسامة جميلة وهو يراها تحمل محبس الفضه و تضعه في أصبعه كذلك و تبتسم له برقه.


لعب عقله و فكر في التمادي وكسر الحواجز...فرفع كفها لفمه يلثمه برقه بينما ينظر لعيناها يتابع ردات فعلها بخوف وتوتر.


هدأت روحه وهو يراقب ملامحها تحاول تدراك ما يحدث ... فتمادى أكثر  و قبل باطن يدها بحرارة تملكته ليباغتها و هو يضمها داخل أحضانه و يغمض عيناه بتعب شديد.


يشعر بجسدها متصلب بين ذراعيه..كأنها تائهه لا تعلم ماذا تفعل..أحس بترددها و هي ترفع يديها شيئاً فشيئاً ثم تضعهم على ظهره و تحتضنه هي الأخرى.


أبتسم بسعادة غامرة...و أخرجها من أحضانه ينظر إليها وهي قريبة منه هكذا لأول مرة..عيناها جميلة رائعه و خدودها ممتلئة مستديره .. فمها ضغير منتفخ و أنفها متوسط الحجم و شعرها الناري يضئ وجهها شديد البياض...ريحها يسكره ويسرق لُبه


إنها فتنه تمشي على الأرض..بأقصى أحلامه لم يكن يتخيل أن تصبح فتاه مثل حورية من نصيبه.


كانت أحلامه مقتصرة على فتاة ذات خلق تعيش معه على الحلوة والمرة ليجازى على طول صبره و رضاه ب (حورية) ...أنها صفة و ليست إسم.


لو طال به الوصف لن يستطيع أحد أن يعلم مدى الرغبة التي تتملكه حين يراها و الآن وهي باحضانه فعلياً لا يستطيع المقاومة... زيدان راغب في تقبيل حوريه بشدة..لمرة فقط..مرة واحدة وليحدث ما يحدث... سيتحمل العواقب فيما بعد لكن فليقبلها.


عيناه على شفتيها لا تتزحزح.. انفاسه ثقيله ساخنه...لاحظ رفرفرة اهدابها و إنكماشها على نفسها ترهبه... يدرك الوضع تماماً... هو بالنسبة لها رجل غريب و زواجهم لوحده قصه ...  ولكنه مازال راغب في تقبيلها.


اللعنه عليها و على المنطق هو يريد أن يقبلها و سيفعل.


مال عليها كي يقتنص حلمه بين يديه لكنها كانت الأسرع و وثبت مبتعدة تردد بتلعثم:

-أااا..هعملك العشا...أكيد جوعت.


أسبل جفناه براحة الشبق قد تمكن من خلاياه..ربما من الأفضل أنها فرت من أحضانه...فهو ما أن أقترب منها شعر بفقدانه السيطرة...كان سيزيد حكايتهما سوءاً...أضجع بظهره على الأريكة يسأل :


-هي ليه حلوة كده؟ استغفر الله العظيم...


____________سوما العربي_______________


بعد خروج الملك بحاشيته و موكبه على أعين جميع من بالقصر كانت الهمسات و النميمة في كل مكان.


لأول مرة يخرج من القصر في نزهة مع جارية واحده فقط... الأمر لا يحتاج للنقاش ولا يمكن تجميله ...تلك الفتاة كُسر لأجلها كل القيود و القوانين... ترى ماذا سيُكسر لأجلها مقبلاً ؟


وبينما أنچا تلاحظ همسات الجواري كلن على جنب، تغلي من الغضب وشعورها فإنفراط حبات العقد من يدها تقدمت ماديولا بغضب شديد وخلفها جواريها .


حتى توقفت امام أنچا التي جلست تضع رأسها بين يديها كأنها توزنه وتفكر بمصيبة..ليخرج صوت مادولا الغاضب لتزيد من عصبيتها وهي تقول:

-ثم ماذا؟ هل سنترك لتلك الجاريه الملك بالمملكة؟ هل ستفوز؟ تلك الفتاة لا يجب أن تعيش ..لقد تحدتني و أهانتني.. و بقائها على قيد الحياة كل دقيقة زياظة يقلل من هيبتي ...تصرفي أنچا و إلا تصرفت أنا.


رفعت أنجا رأسها من بين كفيها وقالت ببرود حانق من غباء الأميرة:

-جيد إذاً ..هيا..أذهبي و أمري بشنقها من جديد..لما مازلتي واقفة.. هيا أميرة ماديولا.


ضربت ماديولا الأرض بقدميها كما الاطفال وهتفت:

-مجدداً؟ و كأنك لا تعلمين ما جرى.

-لا أعلم... لذا مستغربه حديثك.

-ما بكِ أنچا؟ و هل كل القتل يكن الشنق .. علناً؟


ضيقت أنچا عينيا تفكر:

-ماذا تقصدين

-ما قصتك أنچا تتحدثين و كأنك لستِ أنچا ثعلب السياسية و التخطيط في المملكة الممتدة.. أنتي تعلمين مرادي جيداً.


ألتمعت عينا أنجا بخبث دفنته ببراعه و قالت تدعي الخوف:

-لا أميرة ماديولا.. فأنا لن أجازف مجدداً.. أنا لا أمن عواقب ماتقولين ..لن أستطيع فمهما كانت مكانتي لي حدود لا يمكن تخطيها...و أنتي بما أنك عزيزة على قلبي يا اميرة مملكتنا انصحك ألا تفعلي.


زمت ماديولا شفتيها و أسنانها بغيظ ثم غادرت كرياح عاصفه.


تقدمت خادمة انجا منها وهي مازالت تتابع خروج الأميرة العاصف ثم دنت من سيدتها تسأل بجهل و إستنكار:

-لما سيدتي؟! لما لم تساعديها.


ابتسمت أنجا ترفع كتفيها بمكر متسائلة:

-و لما قد أفعل..أتركيها..فهي ستفعل.

-كيف سيدتي بعد نصيحتك لها؟!

-أنا أعرفها جيداً..ستدبر حادثه لتلك البيضاء.

-لكن تدخلك سيدتي كان سيحسم القصة .. الأمر لن يتم بلا عقل السيدة أنجا.


ضحكت أنجا ساخرة ثم قالت:

-لااا.. لن أفعل فقد حاولنا مسبقاً وانا لا أعيد الكره مادامت لم تصيب ..الرجل كالطفل الصغير لو ابعدناها عنه لأصبح يتوق لها أكثر...وهذا ليس حلاً.


حارت الخادمة كثيرا و سألت سيدتها :

- أذاً..ما الحل سيدتي.


أبتسمت أنجا و وقفت بثقة تردد :

- لا تقلقي فجراب أنجا لا يخلو مطلقاً...فلنترك ماديولا المدللة تحاول..ههه..من يعلم ربما تفلح تلك المرة لكن ..لنكن نحن بعيد نشاهد فسحب.


نظرت لها الخادمة بغباء وقالت:

-عقلك من الصعب فهمه سيدتي..


ضحكت أنجا و قالت:

-لو كنتي تفهميه لما اصبحتي جاريه... السياسه لعبة قذرة وتلك الفتاة زجت نفسها بنيرانها...ههه فلنرى من سيغلب في النهاية.


ثم تحركت مغادرة الحرملك كله وعقلها يعمل في جميع الاتجاهات.


_________________


خرج من المبنى وهو ينظر لأعلى بتفكير تقدم ليجلس في سيارته السوداء العالية.


يفكر فيما فعل ولأين قاده عقله يسأل منذ متى وهو متهور هكذا.


نظر في ساعة يده ثم تطلع حوله ليرى "حته" صبي القهوة وهو عائد بصينيه عليها اكواب من الشاي.


أوقفه يسأل:

- بقولك يا كبير ماتعرفش بيت مين ده؟

نظر له حتة نظرة تقييميه شاملة ملابسه و سيارته "الرانج روڤر" ثم أجاب:

-ده بيت الحاج شداد و إبنه المعلم زيدان أحسن نجار في شبرا تمل...أمر يا باشا خير؟


جعد عاصم مابين حاجبيه وسأل:

-هاه.. والله...طب وفين بقا المحل ولا عنده ورشه ولا إيه؟

-الاتنين يا باشا عنده ورشه و معرض موبيليا بسم الله ماشاء الله بيدوي...بس انت لو جايله على شغل أجله حبه اصله عقبال عندك أتجوز.


لا يعلم لما شعر عاصم بتدفق الحقد بداخله وهو يستمع للجملة الاخيرة ثم أردف متسائلاً:

-ايه ده ماشاءالله..و اتجوز أمتى؟


رمقه حتة بنظرة غير مرتاحه وسأله:

-عدم الا مؤاخذة يا باشا أنت بتسأل ليه و اسئلتك مالها كتيرة كده؟


-أاا.. أنا بسأل بس عشان أشوف أجازته هتخلص أمتى.

-قريب ماتقلقش...هي أصلا تعتبر جوازة كده وكده.


لمعت عينا عاصم يسأل بلهفة:

-إزاي كده و كده؟

-هو إيه إلي كده و كده؟ مين قال إنه كده و كده

-أنت إلي لسه قايل.


ما أن شعر حته بتورته حتى تحدث بصوت عالي و كأن أحدهم يناديه.

-اأيوه جايلك.


وبلمح البصر كان قد اختفى من أمام عاصم الذي انتعش الهواء بصدره لا يعرف لما .


________________


وقفت في المطبخ تحاول إعداد الطعام... لا بل كاذبة..فالطعام يعتبر معد لا يحتاج سوى وضعه في الصحون.


هي فقط كانت تتهرب منه... ربما تريد خلوة لتعرف ماهية مشاعرها تلك...هل صادقة أم أنها فقط مجرد مجاراة لمشاعره لأنها لا يمكنها إحراجه.


لكنه لم يمهلها الفرصة و وجدته خلفها في المطبخ يردد:

-تحبي أساعدك؟


أتسعت عيناها..تباً لقد قالها همساً في أذنها بعدما التصق بظهرها يتصنع مساعدتها على التقاط الاطباق المعلقة عالياً.


تبعثرت كليا وفقدت النطق حتى أنها لم تعد قادرة على أبتلاع لعابها ...تشعر بيداه تداعب معدتها تتحسسها.


زيدان يقتحم كل الحصون... كأنه عزم على كسر كل الحواجز ..حسم أمره يجب أن تعتاده.


لفها ببطئ بين ذراعيه إلى أن أعطته طلة كاملة بملامحها البديعة.


وضع إصبعه على طابع حسنها يرفع وجهها له لتفتح عيناها فيه و ترى نظرة إعجاب.. اعجاب خاص رائع لأول مرة ترى تلك النظرة على الرغم من سماعها المدح الدائم لجمالها لكن نظرة زيدان كانت خاصه جداً...ينظر لها و كأنها...و كأنها الجنة التي ينالها الصابرين...ليست كأي مكافأة... أنها جزاء صبره .


مسح بكفه على خصلات شعرها و قال :

-غيرت رأيي..الجمال ده مايقفش في المطبخ وسط الحلل ..ده يخرج يتعشى فى أحلى مطعم على النيل.


فغرت فمها تردد:


-هاااااا؟؟!


و بداخلها تصرخ(زيدان بيعرف يقول كلام حلو؟!!!)


لقد كان جميلاً جدا و زادت وسامته وهو هادئ يتغزل فيها و تلك اللمعه بعيناه تقسم أنها لم ترى رجل وسيم كوسامته بتلك اللحظة.


ظلت تنظر له بأعين لامعه هي الأخرى كأنها تراه لأول مرة...فبقى يطالعها و هو لولا الملامة لرقص...نظرة حورية كانت قاتله لقلبه ... أنها تتأمله..يا أللهي .. هل هو بحلم أم بعلم... يرغب بأن يقرصه أحدهم خصوصاً وهو يرى لمعة الإعجاب في عيناه ..ليست نظرة خوف أو قلق أو رضى بالأمر الواقع..بل هي نظرة إعجاب صارخ.


خرجت للأسف من صمتها المتأمل فيه وقالت:

-طيب هروح أغير واجي.


ثم تحركت سريعاً تهرب من هيمنته الجديدة عليها .


وتركت زيدان يدور حول نفسه في المكان كطفل في العاشرة دق قلبه لأول مرة وعرف معنى ذاك الشعور... يتمنى لو بقت واقفه تتأمل فيه لتشبع ذلك الأحتياج بداخله.

_______________سوما العربي_____________


جلست متكئة على أحد الأرائك الملكية المريحه تنظر بصمت تام للبحر الممتد من أمامها وعلى الشط أشجار لفاكهة اشكال والوان تراهم لأول مرة تحاول اخذ نفس عميق تزفره براحه و تمهل.


فيما اقترب منها الملك راموس يطالعها وهي بكل هذا الحسن والبهاء إضافه على كونها هادئة على غير العادة.


أقترب منها وجلس على نفس الاريكه بل إنه أخذها يجلسها في أحضانه يشعر بتململها.


لقد اغضمت عيناها ببغض شديد ...هل وصل بها حال الدنيا لأن تعامل كدمية تسلب جل حقوقها..من أعطاه الحق لأن يجلسها هكذا في أحضانه من قال له لأنه ملك و وسيم فله أن يحصل على ما يريد.


قال بهمس بعدما شعر بتململها:

-ما بكِ صغيرتي؟ 


التفت تنظر له تطالعه بصمت مفكرة ...وقد تعلمت بما يكفي..هي الآن تحاول إنتقاء الكلام قبلما تنطق به فقالت بهدوء :

-أتعلم.. أنت وسيم جداً...ليتك لم تكن ملكاً


تجعدت جبهته و سأل مستنكراً:

-لما؟

-أظن أنه..لم لم تكن ملكاً..لو لم يكن ذلك هو وضعي لو كنت قد قابلتك بشكل اخر و في ظروف أخرى أقسم أن قلبي كان سيقع في هوى عيناك الغامضة من أول نظرة .


زاد من أعتصارها داخل أحضانه بتملك ثم قال:

-و ما المانع لأن يحدث الآن صغيرتي مادام الإعجاب موجود.. أنا نفس الشخص.


نظرت له بحزن ثم قالت:

-هل سمعت يوماً عن قصة يونس وابنة السلطان؟


رمقها بإستفهام ثم أجاب:

-لا..ما قصتها 

-أنها نفس قصتنا بأختلاف أنك أنت بموضع أبنة السلطان.

-لم أفهم.


قاطعهم صوت الطبيب يردد

-أحمم..معذرة مولاي.


نظر له راموس بغضب بعدما قطع إسترسال حديثه مع صغيرته فسأل بحده:

-ماذا هناك؟

-موعد الدواء سيدي.


همهم الملك يتنحى جانباً و ترك المجال للطبيب كي يباشر عمله فيما ذهب هو ليسأل ماهي قصة يونس وابنة السلطان.


وبقى نيمار مع رنا وحدهما فسأل:

-كيف حالك سيدة ميرورا.


نظرة له بحنق و قالت:

-رنا..رنا.. أسمي رنا

أبتسم الطبيب وردد بكياسة:

-جيد إذاً ..هذا يعني إنك لم ترضخي بعد.


رفعت أنظارها المستنكرة له فقال : 

-لا تقلقي رنا فأنا معك ولست عليكي.

ضيقت مابين حاجبيها وسألت مشككه:

- بأمارة ماذا؟


ضحك بمرح ونظر لها نظرة غريبة ثم قال:

-بأمارة أنا قصتنا متشابهه إلى حد كبير.


نظرت له مدققة هو بالفعل رجل أشقر ملامحه مختلفة كلياً عن ملامح أهل الجزيرة ..كادت أن تسأله عن قصته لولا صوت إحدى الفتيات الذي صدج من خلف الحراس تصرخ مستنجدة بالملك آثار انتباه الجميع..مظهر الفتاة كان ينم عن كارثه كبيره.


___________سوما العربي ____________


وقف زيدان مع والده أمام باب شقته لحين تنتهي حورية من تجهيز نفسها 


رمق شداد ولده وسأل بمكر: 

-الاه..على فين العزم يا معلم زيدان مش بعادة يعني.

-أحمم.. ألا جرى ايه يا حاج مالك شادد حيلك عليا ليه؟

ضحك شداد و قال:

-لا بطمن بس

-عادي يعني يا حاج قولت أخرج حورية شوية

-ايوه أيوه..هتقعدوا على الكورنيش و تاكلوا درة و تشربوا مانجا زي الحبيبة؟


كاد زيدان  أن يجاوبه لولا ظهور حورية أمامه على درج السلم تردد:

-أنا جاهزة خلاص.

فصرخ غاضباً:

-جهزة إيه نيلة إيه إيه إلي أنتي مهبباه ده.

نظرت حوريه على فستانها الأبيض المشجر بورود حمراء يلتصق على منحنياتها بإجرام ثم قال بجنون :

-امشي اطلعي غيري الزفت ده.

-ليه ماله

-بقولك أمشي يالا اطلعي ماتقفيش كده.

لكنها لم تستجيب أو تتحرك فصدح صوته عالياً بغضب أكبر لترى زيدان على حق..ذلك الذي كان يتشاجر مع الشباب أمام محله ...فأنكمشت على نفسها خائفة مصدومه من موضعها معه في الوقت الذي صعدت فيه رشا و والدتها سريعاً سريعاً على صوت الشجار فسألت والدتها:

-في إيه يا زيدان يا ابني كفى الله الشر.


لكن زيدان لم يكن يرى أو يسمع كل ما يراه أنها تقف هكذا أمامهم جميعاً بل مازالت واقفة لا تتحرك و كأنها تتحداه خصوصاً وهي تقول:

-ايه إلي حصل لكل ده يا زيدان!


فتردد رشا بإستنكار شديد:

-أيه إلي حصل يا زيدان؟ لأ لأ مالكيش حق.. ده خايف عليكي و بعدين لازم أي واحدة تسمع كلمة جوزها.


لتكمل عنها والدتها:

-لأ و هي مش متجوزة اي حد ده المعلم زيدان على سن و رمح.


نظرت لهما حورية غير مصدقة فيما صدح صوت زيدان:

-بردو لسه واقفه في مكانها ...تمااااام.. أنتي إلي حضرتي العفريت بقااا.


ثم تقدم منها بخطى غاضبه قبض على معصمها و جرها معه لشقتهما.


فقالت فردوس :

-روح له يا شداد..روح عقله البت مش حمله.


لكن رشا تدخلت :

-سبيه يا مرات عمي..هي بصراحة زودتها..ده لبس يتخرج بيه ده ليه متجوزة سوسن مثلاً.. لأ لأ حورية هي صاحبتي أه بس أنا أقول الحق ولو على رقبتي.


و أكملت والدتها بجزل:

-أنا خايفه يعمل فيها حاجة هي مش أد عصبية زيدان 


فأضافت رشا:

-لا و حورية مستفزة ومجنونة... ربنا يستر......


يتبع الحلقة القادمة


عايزه أقول إني بكتب الحلقة دي وأنا تعبانه و باخد دوا فيه نسبة منوم عالية و الدوا ده مكمل معانا شهور كتير قدام


أدعو لي بالشفاء رجاءً

دمتم في خير وصحه وراحة بال

بحبكم جداً ❤️❤️❤️


الفصل الرابع عشر 


أنتصبت منتفضة تتبع صوت الصرخات المستجيرة.


و انتتفض كذلك نيمار لجوارها يرى ماذا هناك لينتبها على صوت فتاة تصرخ ومن خلفها الحراس تمنع وصولها لمخيم الملك.


كادت أن تتسأل بجزع عن مايحدث لكن سبقها سؤال راموس الذي وقف في الخلفية يرى ما يجري فسأل عنها:

-ماذا يحدث؟


تقدم كبير الحرس وهو يخفض عيناه مرددا:

-أنها فتاة من العامة تصرخ مستنجدة بالملك تطلب مقابلتك يا مولاي لكن الحرس تعاملوا معها و منعوها.

-و ماذا كانت تريد؟

-لا علم لنا مولاي 

-أحضروها في الحال.

رفع كبير الحرس عيناه يردد باعتراض:

-لكن يا مولاي.. تلك الفتاه لا نعرفها و لا نعلم نواياها تجاه حضرتكم خصوصاً وأنها قد علمت بوجهكم هنا و هذا يثير الشكوك حولها.


وقفت رنا تتابع ما يحدث بصمت معترض لكنها لم تتحدث كما عاهدت نفسها ، راقبت ردات راموس الذي قال بتأكيد آمراً:

-احضرها لعندي 

-لكن يا مولاي.....

-قولت أحضرها....أنتهى.


تنحى كبير الحرس للخلف قليلاً و خرج بأدب ..ثلاث دقائق مرت و راموس يقف في مكانه ثابت ينتظر و مازال من كان متواجد في مكانه.


ثواني و دلف الحارس معه نفس الفتاة و قد بانت ملامحها عن قرب أكثر،كانت فتاة سوداء مليحة الملامح طويلة الجزع بجسد ممتلئ ، تقدمت بخضوع تقف بحضرة الملك الذي رمقها بإستفهام ثم قال:

-من أنتي وما أمرك؟


ردت الفتاة بأسى:

-جئت بأسم بعض فتيات قبيلتي أستجير بمولاي أن يحمينا.

-من ماذا؟


كادت الفتاة ان تتحدث إلا أنها توقفت على صوت جلبة قادمة من أسفل أسترعت انتباه الجميع فنظروا من الشرفه ليجدوا جمع من الرجال والنساء يهللون وعلى مايبدو أنهم يطالبون بتسليم الفتاة لهم.


فيما انتفضت تلك المستجيرة تردد :

-لا تسلمني لهم مولاي لقد أستنجدت بك.


لم تستطع رنا مواصلة دور المحايدة واندفعت تربط على كتفيها مردده بخوف:

-لا تقلقي ..أهدئي ..ماذا بك؟ من هؤلاء وماذا يريدون منكِ؟


جاوبت الفتاه ببكاء:

-هم أهلي..يريدون قتلي.

جعدت رنا ما بين حاجبيها وسألت:

-ماذا؟! لما؟


تعالى صراخ الأهل و زاد نحيب الفتاة فهتف راموس بحسم:

-كفى.


إلتف يرمق حارسه بغضب ثم قال:

-أخرس هؤلاء ويتم محاسبتهم على ما فعلوه ..الوقوف على باب الملك له قوانين و احترام... اضرب بيد من حديد فلن أسمح بذلك التجاوز مرة ثانية.


ثم نظر للفتاة و عاد يردد:

-خذوا تلك الفتاة للداخل لنعلم ما قصتها...هيا تحركوا.


سحب الحارس الفتاة السوداء فيما اختفى هتاف الأهالي على ما يبدو أن الحراس قد تعاملوا معهم.


تنهد الملك يغمض عيناه بتعب..فقد ذهب بعيداً عن القصر مع فتاته لكي ينال بعض الراحه و العزلة بها بعيداً عن شؤن وقضايا مملكته لتأتي القضايا تلهث خلفه منادية.


نظر لها لينشرح صدره وسمح لنفسه كالعادة أن يمد يده يسحبها من خصرها فيضمها له وهو يتأمل جمالها الفريد وكاد أن يتحدث لكنه لاحظ إستمرارية وقوف الطبيب ينظر بترقب وملامح غير مفهومه لما يفعله الملك فقال راموس:

-شكراً سيد نيمار.


أنهى حديثه بإبتسامة متكلفة مفاداها واضح لكن نيمار ظل متوقف ينظر  ليده المستبيحة مفاتن رنا يضمها بتملك ثم يرمق للملك بعدم فهم وبلا اي ردة فعل، فيبادله الملك بإستنكار ثم تبسم بإستنكار وحدجه بنظرة مفادها تحرك من هنا.


وأخيراً فهم نيمار و نظر أرضاً يعتذر بحرج ثم ردد بعدم رضا:

-عذراً مولاي..


غادر بعدها تحت نظرات راموس المستعجبة سرعان ما تلاشت ما أن أصبح وحده مع رنا .


تأمل جمالها بوله و رفع كفه يمررها على عنقها مستلذ بإقشعرارها و هي تغمض عيناها بضيق مما يفعل، لكنه لم يبالي و قال:

-أشتقت لكي صغيرتي.


تطلع فيها بوله وهو يتنهد بحرارة يردد:

-لا أعرف لأين أخذك كي يتثنى لي الأنفراد بكي... فحتى هنا بمكاني المفضل المنعزل ركضت خلفي المشاكل صارخه.


تنهد بضيق رجل عاشق ثم ردد:

-أؤد خطفك عن كل الانظار..لنتوارى معاً عن العالم.


سمح لنفسه أن يقترب منها ويمد يده يضم مفاتنها بين يديه بتملك مفتتن يكمل بصراحه:

-أرغب في أقتحامك ..في أمتلاكك.. أن أدمغ جسدك بلمساتي يا ساحرتي.


كانت تتسع عيناها مع كل كلمة إضافية..تبتعد وتعود بظهرها للخلف حيث لا يمكنها الإفلات من قبضة على  نهديها و مؤخرتها...تراه مختل.. يخفيها بطريقته تلك.


بللت شفتيها تحاول أن تحدثه ربما تعقل لكن ما فعلته بشفتيها أثار جنونه و مال بهجوم يقبلها غير مراعي لأي منطق.


ما يحدث معها شئ خارج حدود المنطق.... قولاً واحداً...........لقد ذابت في قبلته.


أبتسم الملك منتشياً ...هي لم تبادله لكنها أيضاً لم تتمنع ككل مرة... لقد شعر بها وشعر كذلك أنها فرصته التي لن تتكرر إن لم يستغلها و يجعلها ملكاً له ... تحركت يداه وقدميه تسحبه لغرفته الملكيه ويداه تتحرك على طول جسدها بجنون وجرأة.


غائب تماماً عن الواقع غارق في الشبق الذي اندلع في كل خلاياه يطالب بأشياء جنونية.


لكنها انتفضت تشعر بالخطر الذي يجرها إليه ، كانت تستشعر إنه يتعمد إغراقها في الوحل فبدأت تتمنع.


وقاومت تبعده عنها وتدفع جسده الضخم بكفيها الصغيرين تصرخ :

-لا.. لا أرجوك..أبتعد عني.


لكنه كان مغيب تماماً لقد تمكنت منه الرغبة وأخذ يردد:

-لا أستطيع، أنا أريدك صغيرتي.. أريدك الآن.. تعالي معي سأجعلك ملكة ينحني لها العالم كله..تعالي صغيرتي.

-لااا

-أنا أريدك.

-أرجوك أبتعد عني.


لكنه لم يستمع لها ولم يبتعد إنما أخذ يمرمغ عنقها و مقدمة نهديها بقبلاات حارة متلهفة تزيد من رغبته كلما لامست شفتيه جلد جسمها الطري.


رنا كانت متحفزة...علمت أنه الأقوى. .. مبارزة جسديه هو الأقوى فيها لذا وجب عليها إعمال العقل كما عاهدت نفسها فقالت بصوت منخفض.


-جلالة الملك إذا سمح ..


كتم اعتراضها وهو يبتلع باقي الكلمات حين أخذ شفتيها من جديد بل و بدأ في فك باقي أزرار فستانها بيد ويد ترفعه عن ساقيها.


داهمها الخطر .. هي قاب قوسين أو أدنى من السقوط في الوحل...لم تجد بد، سعلت بقوة وكأن أنفاسها ستزهق.


مثلت الدور بصورة متقنة انتشلت راموس من نشوته فترك شفتيها و الحمد لله.


لكن يداه مازلتا عليها تمسكها و هو يردد:

-ما بكي صغيرتي؟


نظر لهيئتها المبعثرة من عبثه في جسدها.. فستانها مرفوع وشعرها الأشقر مشعث حول وجهها، ساقيها ظاهران كلهم أمام ناظريه و هي تضم كتفي الفستان خشية سقوطه تحاول ستر نفسها.


ما رأه كانت صفعه مهينة بالنسبة له....كيف فعل.


تلك ليست بتصرفات ملوك بتاتاً... إلى أين أوصلته هي؟ هل كاد أن يغتصبها؟! 


هز رأسه بجنون، لا يعلم هل يعتذر منها لما بدر منه و ما كان مقبل عليه أو يسبها و يعاقبها لأنها هي السبب فيما وصل إليه مذ رأها وتحول إلى شخص آخر لا يعرفه ولن يكن يرغب يوماً أن يتعرف عليه.


تحرك على الفور يغادر الغرفه وقد طلب لها الطبيب.


و وقف هو في أحد الغرف يتحرك بعشوائية، عض شفته السفلى بغضب و وضع يده في شعره يغرزه وهو يدور حول نفسه في المكان يسأل كيف له أن يفعل ذلك..لا يصح ولا يليق به و ما العمل؟


_____________سوما العربي___________


في أحد الملاهي الليلية جلس عاصم على البار يداعب بأصابعه قطع التفاح المقدمة أمامه مع المشروب و لجوراه بعض من اصدقائة تخلطت أصواتهم مع صوت الموسيقى الصاخب و هو عيناه شاردة في نقطة واهية، أنتبه على يد رقيقة وضعت فوق كتفه وصوت أنثوي ردد:

-عاصم... أنا بحب الأغنية دي قوي...قوم نرقص.


رد عليها بابتسامه صغيره وقال:

-ما ليش مزاج دلوقتي يا دانيا.


أقترب منهم صديق آخر وقال :

-سيبك منه تعالي أنا أرقصك.


ذهبت دانيا مع صديقهم فيما أقترب آخر منه و جلس لجواره على أحد الكراسي العالية، نظر له بإستخفاف وردد ساخراً:

- روميو الحبيب... أيه يا عم عاصم مالك مغمقها علينا ومتنشن لنا السهرة ليه.

نظر له عاصم بضيق وردد:

-فوكك مني يا شاهر دلوقتي بقا.

-ياعم أنت لسه بتفكر في البت إياها مات..

قاطعه عاصم بغضب سابق لآوانه:

-نقي ملافظك يابغل... إيه بت دي .. ليها إسم.


لانت ملامحه وحانت منه إبتسامة معجبه وهو يكمل:

- احلى اسم...أسم على مسمى .. حو-ر-ية.


نطقه متقطعاً بتلذذ وصديقه ينظر له بإستخفاف ثم قال معلقاً:

-حورية؟! مالك يابني كده في إيه... إيه إلي جرى لك بقيت ني في نفسك كده.


تنهد عاصم وهو يتطلع لنقطة وهمية وردد بشرود:

-مش عارف انا بردو مستغرب نفسي أول مره في حياتي أعمل كده عشان واحدة.


لكزه صديقه في كتفه مردداً:

-عاصم فوق يا حبيبي دي واحده متجوزة.


تحولت أنظار عاصم لصديقه بأنتباه ثم ردد بشيء ما بين البرود والتصميم:

-المتجوزة تطلق يا كريم.

-نعم؟! لا أنت شكلك تقلت النهاردة كفاية عليك كده و قوم روح عشان شكلك هيست ... بقولك دي واحده متجوزة 


كاد عاصم أن يتحدث لولا صوت هاتفه الذي أعلن عن وصول رسالة صوتيه له، تناول هاتفه بأهتمام ما أن رأى أسم المرسل.


وضع الهاتف على أذنه يستمع للرسالة وملامحه تشرق كلما أكمل في الاستماع للرسالة تحت نظرات كريم المراقب لملامح للأنفراج على وجهه خصوصاً حينما انتهى عاصم وقال بفرحه شديدة:

-شوفت... مش قولتلك ..طلعت جوازة ... خد أسمع بنفسك.


تناول كريم الهاتف يستمع لصوت إحدى الفتيات تقص على مسامعه قصة زواج حورية و زيدان من البداية.


جعد كريم مابين حاجبيه حين أستمع لعاصم وهو يسجل لتلك الفتاة رسالة أيضاً يقول:

-براڤو عليكي يا وفاء .. أنا كنت متأكد انك انتي إلي هتقدري تجيبي قرار الحكاية وزي ما وعدتك أنا  عند وعدي بس عايزك تجيلي بكره المكتب عشان اقولك هتعملي إيه بالظبط.


أنهى ما يفعله وأغلق الهاتف وهو يبتسم بإستمتاع فقال كريم:

-أنت اتجننت مش كده؟ جرى لك إيه يا عاصم في ايه من قلة البنات.

-مالك يا كيمو من أمتى وأنت حمقي كده

-مش حمقي يا سيدي بس مابحبش الأڤورة و إلي أنا شايفه ده اوڤر بصراحة وتلزيق كمان.. ايه ده.


تبسم عاصم وقال بملامح مرتاحه:

-لا هو أوڤر ولا تلزيق ده إسمه نصيب وانا من ساعة ما شوفت البنت دي وأنا حاسس انها نصيبي وأنا أهو وانت أهو و المكان الطاهر ده يشهد علينا.


نظر كريم للملهى الليلي من حوله و للفتيات العرايا وزجاجات الخمر ثم لعاصم الذي أقسم بيقين:

-البنت دي هتبقى نصيبي و هتجوزها و هتشوف.

-تتجوزها إزاي وهي متجوزة.

-متجوزين غصب 

-إزاي؟

أتسعت إبتسامة عاصم وهو يحكي لكريم ما أخبرته به تلك الفتاة التي قابلها في الحي وجندها كي تعرف ما حدث وتخبره و تصبح عينه على حوريه.


_____________________


دلف زيدان للداخل وهو يسحبها..الغضب تمكن منه، دفشها للداخل و اغلق الباب بطريقه اتسعت لها عيناها... تسأل آي جنون قد أصابه؟


صرخت فيه مستنكرة:

-ايه إلي بتعمله ده؟ إزاي تزقني كده 

-إنتي كمان ليكي عين تتكلمي وتعلي صوتك ايه اللي أنتي لابساه ده ؟

-فستان زي ما كل البنات بتلبس

-حورية ما تجننيش...هو ده لبس ... لابسه فستان مزرقش لازق عليكي و نازله تتقصعي.


جحظت عنياها و رددت بصدمة:

-ات أيه؟

-تتقصعي إيه ما بتسمعيش

-إنت. إزاي تكلمني كده

-أنا اتكلم زي ما أنا عايز هو أنتي إلي هتعرفيني أتكلم إزاي... اصحي لنفسك انا زيدااان.. يعني الكلمة تتقال مرة واحدة وما حبش إلي يراجعني في الكلام ..لبس الهشك بشك إلي كنتي عملاه ده مايحصلش تاني.


كانت ترى جانب آخر جديد من زيدان هي الآن تستكشفه.


فهتفت :

-أنا طول عمري بلبس كده

-أه ده كان زمان دلوقتي حاجة تانيه

-أنت محسسني اني لابسه حاجه أوڤر و...


قاطع حديثها قائلاً بأمر:

-حورية.... أنا مش بناقشك... أنا بعرفك وإلي بقوله مافيهوش طبطبة.


نظرت له نظرة لن ينساها و دلفت لغرفتها تغلق الباب.


دار حول نفسه في المكان..هي الآن غاضبه ولابد أن يراضيها ... لكنه لن يفعل فذلك الأمر لا نقاش فيه النسبة له.


________________________


جلست رنا منهارة تبكي بعد خروج راموس، لقد كانت على شفى خسارة شرفها تسأل إلى متى ستتمكن من المقاومة ، لو أسعفها حظها مره فلن يحدث كل مرة 


وأثناء حزنها دلف الطبيب بأمر من الملك ليرى حالتها

انتهت على وقوفه وتوقفت عن البكاء وهي تراه ينظر لها بتركيز ثم قال:

-البكاء لن يفيد رنا


مسحت دموعها وقالت بثبات:

-نعم..بت متأكدة من ذلك.. لكن ما المفيد

-التفكير في حل... أو...الإستسلام لمصيرك .


هزت رأسها برفض وقالت :

-اي مصير.. لا أريد أن أصبح جارية .. أنا أرفض هذا المصير.


وقفت عن الفراش بعزم وتحركت تتجه نحو الخارج 


ناداها الطبيب :

-إلى اين ؟


لكنها لم تجيبه وخرجت لتواجه الملك.


ذهبت تبحث عنه وهي لا تعلم أي شيء هناك سارت في ممر طويل أوصلها لنفس الشرفه المطلة على البحر..كان راموس يقف شارد الذهن يطلع للبحر.


وقفت خلفه و قالت:

-إلى اين سنصل وماذا سيحدث معي؟

التف يبتسم لها ثم مد يده و قال:

-تعالي صغيرتي.

اقتربت تلبي طلبه إلى أن أصبحت بين يداه..ضم ضهرها لصدره وقال وهو يتابع أمواج البحر:

-لم تخبريني بعدما هي قصة يونس وابنة السلطان؟


سحبت نفس عميق متعب وبدأت تحكي له القصة.


و ما أن انتهت حتى التفت تنظر له و وجدت بعيناه نظرة غامضة طالعها بها وحل الصمت.


صمت رافقهم طوال اليوم حتى عادوا للقصر .


مرت أيام لم يقترب فيها راموس من رنا لم يطلبها لكنها ما عادت تسكن غرفته ولم تعد للحرملك كذلك بل خصصت لها غرفه مليكة وبقى القصر كله يتحدث عن ما جرى.


وقفت أنچا لجوار الملك تنظر له عن كثب، تنهدت بتعب ثم اقترب منه أكثر تردد:

-ماذا أصاب مولاي؟


أسبل جفناه بتعب ثم ردد:

-الملك بنفسه لا يعلم أنجا.


اطبقت عيناها بغضب ثم قالت:

-تلك الفتاة؟


رفع رأسه للسماء بقنوط ثم ردد على مضض:

-نعم.

تنهدت أنجا و قالت:

-لن اخبرك اني سأجلب لك من هي أفضل منها وأجمل لأنك ببساطة تريدها هي.


هز رأسه بضيق:

-نعم و هذا ما يثير غضبي.

-اذا لا مفر... خذها.


صمتت مستغربه ما تفوهت به، نظر لها راموس وقد منعه الكبر عن التفوه بما يجيش بصدره إلا أنه قال :

-أنا الملك راموس يا أنجا..لا أخذ فتاة بغير رضاها.

-لأول مرة أرى جارية ترفض ملكاً.

-لانها ليست بجارية.


تنهد راموس ثم تحدث وهو ينظر للفراغ:

-هل سمعتي يوماً عن قصة يونس وابنة السلطان؟


تجعدت جبهة أنجا بتفكير و جيرة مالبس أن أشرق وجهها وكأنها وجدت الحل العظيم، حاولت التحكم في ملامحها وأجلت صوتها كي يخرج هادئ ثم قالت:

- نعم.. حينما رفض يونس حب ابنة السلطان لأنه ليس حراً.


تقدمت تنظر لراموس كي تسترعي أنتباهه و سألت:

-لكن لم تسأل ومن اخبرك بتلك القصة؟


نظر لها راموس ولم يجيب وتخطاها مغادراً.


وقف قبل الممر المؤدي لغرفة رنا، يريد أن يراها ،صار له مدة لم يكحل عيناه بملامحها البديعة.


لكنه غالب شوقه و استدار مغادراً ليوقفه صوتها المميز :

-جلالة الملك.


توقف بدقات قلب عاليه خاب في إيقافها وتوتر جسده وهو يراها اقتربت حتى توقفت أمامه تنظر له نظرة غريبة ثم قالت:

-هل لي أن أطلب منك شيئا

هز رأسه إيجاباً وهو يحاول صبغ ملامحه بالجمود كي لا يظهر ضعفه أمامها.


ليصدم راموس و تتسع عيناه حين سمع همسها المتردد:

-هل... هل لي أن... أن أنام بغرفتك الليلة؟


___________________________


مرت أيام وللأن لم يأتي زيدان مراضياً لها كما إعتادت أو للحق كما عودها.


بل صار يتجنبها لأبعد حد...نظرت في أرجاء البيت الذي تجلس فيه وحيدة لتشعر بالوحشة وعقلها يسأل ماذا به.


بينما في الورشة

جلس زيدان ينظر في هاتفه يتابع بعض الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي لأخيه بعدما أصبح حديث كل المواقع بسبب فيديو له وهو يتشاجر مع أحد الشباب المشاركين معه في نفس المسابقة.


تقدم شداد يجلس لجوار إبنه الذي لم يلاحظ دخوله وجلوسه منذ فترة إلى أن تحدث قائلاً:

-جرى إيه يا ولا..أديلي ساعه قاعد جنبك و أنت ولا أنت هنا.. إيه إلي واخد عقلك.


أغلق زيدان هاتفه وتطلع لوالده بصمت ثم قال:

-إحنا غطلنا يابا.. غلطنا غلطة مالهاش حل.. ماكنش ينفع اتجوز إلي اخويا كان هيتجوزها.

-وفيها إيه ماهياش أول مرة وياما رجالة اتجوزت أرملة اخوتها.


نظر له زيدان في عيناه وقال بحسم:

-ارملة يابا ... أرملة بيكون الأخ مات خلاص لكن محمود عايش...هنعمل إيه لما يرجع ... تقدر تقولي.


هنا صمت شدا بعجز و لم يجد جواب كل منهما يحدق في الآخر بقلة حيلة.


وقفت تهز ساقيها بغضب ..لن تصمت على ما يفعله.. صمته وتجنبه لها يصيبها من الجنون.. لم يأتي ليراضيها و علاوة على ذلك بات يتأخر كثيراً.


تحركت بغضب تجاه الباب و هي تسمع صوته فعلمت انه قد عاد أخيراً.


تحركت تقف أمامه مرددة:

-كنت فين

رد بهدوء:

-في الورشة

-اه الورشة وطبعا هتغير وتنزل

-ايوة

-يابرودك يا أخي مش كفاية مزعلني بقالك أسبوع وما فكرتش تيجي تصالحني.


رفع زيدان عيناه ليبصر جمالها الذي اشتاقه بجنون..حاول السيطرة على ما بدأ يتحرك داخله وقال :

-ابعدي عن وشي دلوقتي احسن يا حورية

-كمان..كمان مش طايق ت....


لم تستطع تكمل كلامها لأنه لم يستطع السيطرة على نفسه وجذبها من ذراعها ضمها لأحضانه و هجم على شفتيها يبتلعهم مقبلاً بجنون و فراغ صبر وتهور .....


يتبع الحلقة القادمة...

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close