القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

 

سكريبت لدغة عقرب كاملة بقلم حور حمدان 





سكريبت لدغة عقرب كاملة بقلم حور حمدان 




كنت قاعدة عند أمي، بحاول أضحكها وأخفّف عنها، لحد ما جتني المسدج دي:

"شايفة نتيجة اهمالك يا هانم؟ سايبة البيت معفن ورايحة عند أمك! قال يعني لو مرحتش تعمليلها أكل وتخدميها هيجرالها حاجة.."


قريت الكلام وإيدي اترجفت... حسّيت نار بتولع في قلبي قبل عيني ما تدمع.

كتبتله وقلبي واجعني:

بعد الشر على أمي أولًا، ثانيًا اللي في إيدك دي إزاي متحملها كده؟ دي سامة يا مجنون!!!


بس الرد اللي جه بعد كده...

كسّر فيا حاجة جوايا، حاجة كانت لسه صامدة.


"لا ياختي مش سامة ولا حاجة، ومتعمليش نفسك عارفة كل حاجة في الدنيا، وحتى لو سامة، أهو الواحد يرتاح من وشّك بقى!"


قريت الجملة كأنها خنجر دخل صدري ببطء.

فضلت أبص في الشاشة وأنا مش مصدقة إن دا الشخص اللي كنت فاكرة إنه ضهري...

اللي كنت بدعيله قبل ما أنام.


صوت أمي وهي بتناديني قطع الصمت، بس أنا ماقدرتش أرد...

كنت حاسة إني فقدت نفسي مش بس في كلامه...

كنت تايهة، ودموعي نازلة من غير صوت، لحد ما صوت أمي قطع الصمت:

مالك يا بنتي؟ وشك أصفر كده ليه؟


مسحت دموعي بسرعة وقلت بابتسامة باهتة:

ولا حاجة يا أمي، يمكن تعبت شوية... الجو خانق بس.


بس هي ما اقتنعتش، قربت مني ولمست إيدي وقالت:

تعبانة من الجو ولا من اللي في قلبك؟ أنا أمك وعارفة نظرة عينيك.


ساعتها اتكسر اللي كنت بحاول أخبيه...

رميت الموبايل على الكنبة، وحطيت وِشي في حضنها وأنا بعيط زي الأطفال.

يا أمي، هو بيكرهني كده ليه؟ هو إزاي يقدر يقول كلام زي ده؟ ده أنا كنت بخاف عليه من ظلّي.


أمي مسحت على شعري بهدوء وقالت بصوت مليان وجع:

اللي يهون عليه قلبك يا حبيبتي ما تبكيش عليه، ده اللي بيرخصك النهارده، بكرة هيندم على نفس الدموع اللي نزلت عشانه.


حضنتها أكتر، والدموع مش عايزة توقف...

كنت حاسة إن كل حاجة جوايا بتتكسر واحدة ورا التانية.

بس في نص الوجع ده، كان في صوت صغير جوا قلبي بيقوللي:

كفاية يا بنتي... قومي، لسه فيك حياة تستاهلها.


مديت إيدي ومسكت الموبايل،

بصيت على آخر كلمة كتبها: "انسي."

ضحكت ضحكة وجع وكتبت له آخر رد:

صدقني... من اللحظة دي، خلاص نسيت.

كتبت له الرسالة الأخيرة:

صدقني... من اللحظة دي، خلاص نسيت كل حاجة ما بينا بكفايا كدل، طلقني 


قفلت الموبايل وأنا بحاول أصدق كلمتي،

بس قلبي كان لسه بينزف من اللي قاله، من سخريته، من برده.


عدّى نص يوم، وأنا قاعدة مع أمي بحاول ألهي نفسي في أي حاجة،

لحد ما سمعت صوت الفون بيرن،

رقم غريب... ترددت لحظة، بس رديت.


ألو؟

حضرتك قريبة الأستاذ سامي؟

أيوه، أنا مراته، في إيه؟

هو في المستشفى دلوقتي، اتعرض للدغ من عقرب وهو بيحاول يمسكه، حالته مش مستقرة.


الكلمة وقعت عليا زي الصاعقة.

اتلجت، كل حاجة حواليا بقت ساكتة.

أمي سمعت الكلمة الأخيرة من المكالمة، قربت مني وقالت بخوف:

في إيه يا بنتي؟ مين اللي في المستشفى؟


رديت بصوت مرتجف:

هو... العقرب لسَعه يا أمي.


قامت بسرعة، جابت طرحتي وقالتلي:

يلا بينا، الحقوه قبل ما يحصل له حاجة.


وأنا في الطريق، كل كلمة قالها رجعت ترن في وداني:

"لا يختي مش سامة ولا حاجة ومتعمليش نفسك عارفة كل حاجة في الدنيا، وحتى لو سامة اهو الواحد يرتاح من وشك بقا

الكلام اللي وجعني امبارح،

بقا النهارده وجع تاني...

مش فرحانة، بس مش قادرة أزعل.


وصلت المستشفى، شُفتُه نايم على السرير،

وشّه شاحب، عينه مغمضة،

وإيده اللي كانت شايلة العقرب فيها ضمادة.


قربت منه بخطوات هادية، قلبي بيدق بس مش خوف...

وجعتني حالته، بس دي كانت النتيجة الطبيعية لغروره.


اتكلمت وأنا واقفة جنبه:

كنت بتتريق وتقول ياريتة يكون سام، بس شكلك نسيت إن ربنا ما بيسيبش وجع بيرجعش.

ربنا يشفيك، مش عشانك... عشان ضميري يرتاح.


مسحت دمعة نزلت غصب عني،

وبصيت له آخر نظرة فيها وجع سنين...

وبعدها مشيت،

وسبت في ورايا قصة انتهت بنفس السم اللي بدأت بيه.

بس كنت متأكدة ان ربنا هيعوضني، مش عشاني بس عشان اختارت امي نيابة عن كل الناس.... 


#تمت

#لدغة_عقرب

#حكاوي_كاتبة

#حور_حمدان

تعليقات

التنقل السريع
    close