القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية هيلين الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر الأخير بقلم هنا محمود كامله

 


رواية هيلين الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر الأخير  بقلم هنا محمود كامله 






رواية هيلين الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر الأخير  بقلم هنا محمود كامله 





"٦"


كيف طردها شقيقة و لما خطبها چاك بسبب روبين؟!..


هو لم يعد يفهم شئ ! ، بُكاء الصغير قد أخرجة من شرودة ، سأله بهدوء ..:

_وليان طردها ليه ؟..و ايه علاقة خطوبتها بيك؟..


نفي الصغير له و هو مازال يبكي بصخب ابعد رأسه بنفور حينما لاحظ يد عمة تمتد للتربيت علي رأسه 


ضرب كفة بخنق..:

_ابعد عني ، أنتَ رجعت ليه ؟...عشان تخليها تمشي و تسبني ؟!...احنا مش محتاجين وجودك ....


ألمة قلبة لروئية الصغير يتألم هكذا و يكرهه وجودة .. لم يفهم مدي قربة هو و مربيته ليقول..:

_من بكرا هجبلك مربية تانية أش...


بتر روبين حديث الأخر بصراخ ..:

_انا عايزها هي ، هي صحبتي الوحيدة...


مد يده ليلتقط جسد "روبين" بين ذراعية ببعض القوة بسبب مقاومة ...


مسح علي ظهرة بضيق ، لرؤية دموع الصغير هو لا يفهم سبب تعلقة ب إيلينا هكذا لكن ما يعلمة أنه لن يتركة حزين ..:

_بس خلاص اهدي ، روح مدرستك و لما ترجع هتلاقيها موجودة عشان تتغدي معاك ...


سكنت حركة الصغير قليلًا ليرفع عيونة البريئة يسأله بتشكيك..:

_انتَ كداب هي مش هترجع ...


ضرب رأس الصغير بخفة لوصفة له بالكاذب..:

_بتقول لعمك كداب عشانها!...طلاما قولت كلمة مش هرجع فيها يلا روح غير هدومك عشان المدرسة قبل ما اغير رأي...


ركض الصغير بسرعة لغرفة يستعد للذهاب حتي يلتقي بقا في نهاية يوم ...


بدل "ايدين" ملابسة ليذهب لحراسة البحث عنها لن تستطيع الخروج من حدود المدينة من دون علمة ....


سار في الحديقة الخلفية ليري چيسكا خادمة قصرهم القديمة و والدة هيلين المُستعارة...


و هُنا قد نذكر شئ قد دفن بين ذاكرتة كيف كانت تتعامل چيسكا معها بقسوة و كرهه !...


حاول تجاهل شعورة بتأنيب ليغادر أسوار قصرة فا لدية شئ يتأكد منه...


٠

تجلس علي المقعد الخشبي تحتضن بدنها بسترتها الرقيقة بحوزتها حقيبة بها بعض من متعلقاتها  الشخصية ، تنتظر وصول قطارها لتغادر تلك المدينة


لم تودع أحد و لا حتي چاك !...تريد المُغادرة بأي ثمن 

تكره ذلك الشعور الذي يقتحمها ..


الوحدة !....لا أحد لديها و لا ملجأ تذهب له هي بمُفردها.....


ارجعت خصلاتها للخلف و هي تتفقد تذكرتها لفتها رجلين يرتدون ملابس سوداء تشبة لحراس القصر يناظرونها بتفحص...


أنزوت علي ذاتها اكتر لعلها تختفي عن أعينهم لكنها تشر بالخوف هم يراقبونها! ....لحظات حتي بدأو في التحرك في الأنحاء و كأنهم كانه بنتظرون أمرًا من أحد!...


أحتضنت حقيبتها و هي تنهض تريد الإبتعاد عنهم هي غير مرتاحة...


أسرعت في خطواتها لتشعر بهم يتحركو خلفها !...

اتسعت عيناها بهلع و هي تركض برهبة 


التفت للخلف لتراهم لكنهم أختفه بين الإزدحام...زفرت انفاسها براحة و هي تعيد غرتها للخلف لكنها أصطدمت بشئ صلب!...


ارتدت للخلف أثر الإصطدام لتتسع حدقتيها بصدمة كان هو "ايدين"...


أنفرج ثغرة ببسمة ساخرة علي حالها ..:

_كده تسافري من غير ما تسلمي عليا!...


تراجعت خطوة للخلف و هي تسأله بخوف..:

_انتَ عايز أيه؟...


تقدم خطوتها و هو يمسح هيئتها بعيناه المتفحصة..:

_عايزك...


بخل عليها في الإجابة مما زاد إرتباكها مِنه ، احتضنت حقيبتها اكثر و كأنها تحتمي بها نافية له برأسها..:

_أنا عايزة امشي مِن هِنا....


لم تترك له فرصة الحديث لتسرع بخطواتها في الإتحاه المُقابل له تركض بطيش دون تفكير تريد الفرار منه هي تخشاه ....لا تعلم ماذا يريد مِنها...


تابعها هو بخطواتة ليسرع بعدما زادت حركتها ، تشعر بأنفاسها مختنقة و كأنها محبوسة داخل صدرها ..


كانت تصدم بالرُكاب لسرعتها لكنها لم تهتم حتي ألتوت قدمها مُجددًا!...


حينما دفعها الليلة الماضية قد أصيبت قدمها ، لم تهتم لكن الأن الآلم أضح لا يُطاق...


و رغم ذلك أكملت سيرها بخطوات متعرجة ، دون شعور مِنها قد أنساب دموعها لكثرة خوفها . لا تعلم حتي لم تخشاه هكذا لكنها باتت تختنق لوجودها داخل ذَك القصر...


شهقت بفزع و هي تتخيط محاولة للفرار بعدما شعرت بيد تحاوط خصرها ترفعها عن الأرض!...


الأنظار أصبحت عليهم بعدما حملها بين ذراعية و سط إزدحام المسافرين دون إهتمام لمكانة بالدولة ...


_انتَ عايز مني ايه ؟...مش قولتلي مش عايز اشوفك؟..


طوق يده بقوة حول خصرها بسبب صراعها العنيف مع ذراعة ليُجيهبا ببرود..:

_غيرت رأي مش عايزك تمشي...


مسحت دموعها بقسوة بعدما أستمعت لجواية هو يريد التلاعب بها ليري مدي ضعفها ...


___________


تجلس بحديقة الأزهار و هو أمامها بعدما أمر حراسة بتحضير المكان لهم ، ينتظرون عودة روبين من المدرسة 


أعصابها قد تلفت بسببة هي تبغض و جودة حولها الأن ، كان يتابع هزت قدمها و قضمهت لشفاتها و نظراتها الساخطة له بين الحين و الأخر ...


ليُباغتها بسأل مفاجئ..:

_هي روما راحت فين؟..


يعرف الإجابة لكنه يريد التأكد ، ابعدت عيونها عنه بحزن دفين..:

_اتوفت بعد ولادتها لروبين في حادثة...


همهم لها بخفة ليقول ..:

_و بما ان روبين أبن أختك و حفيد عشيرة والتون محبتيش تكوني جزء من القصر؟..


رفرفت بأهدابها لثواني لتحاول فهم مُراده ، هو يقصد أنها تطمع لي المناصب ...يسألها بطريقة غير مباشرة لما لم تتزوج شقيقة ..


كادت ان تُجيبة بغضب لكنه قاطعها بسؤال أخر..:

_أزاي وافقة أن وليام يتجوز روما؟...


رطبت شفتاها بهدوء و هي تضم سترتها لها..:

_معتقدتش ان المفروض أني اجاوبك عن السؤال ده دي أموركم العائلية زي ما أنتَ عارف انا من عشيرة أندريا يعني مليش دخل بيكم ، و علي سؤالك الي قبل ده فا مش كل الناس بتبص للمناصب بس زيكم ...


ناظرها بهدوء ليردف بفضول..:

_اتخطبتي ل چاك ليه؟...


قاطع حديثهم ركض "روبين" بحماس لها ليحتضنها بقوة مما جتل توازها يختل ...


بادلة العناق بحب و هي تضمة لها بقوة لا تعرف كيف كانت ستنركة و السؤال الأهم لمن كانت ستتركة؟!..


كان سيضح وحيدًا مثلها بتلك الحياة ؟...و هُنا قد أغرورقت عيناها بالدموع و هي تقبل و جنتاه بحُب


أبتعد عنها روبين ليسألها بحُزن..:

_سبتيني ليه؟...مش قولتي انك مش هتمشي ؟!...انتِ زهقتي مني زي ماما؟..


نفت له و هي تدفن رأسه داخل صدرها تتشبث به بقوة ، هو الحسنة الوحيدة بحياتها ..:

_انا عمري ما ازهق منك ، انا بس كنت هروح في حته و هرجع تاني..


رأت تشبثه بيها و حركت رأسه الداله علي عدم تصديقة لها مسحت علي خصلاتة و هي تطبع قبلة دافئه علي مقدمة رأسه..:

_طب يلا عشان تتغدا و نلعب سوا بالكرة زي ما بتحب...


رفع عيونة لها يناظرها بشك هي لا تحب لعب الكرة لخسارتها فيها دائمًا ، أبتسمت علي نظراته المتعجبة لتمسح علي وجنته بحب..:

_اعتبرة اعتذار مني ...


همهم لها برضا و هو يجلس جوارها مُلتصقًا بها 


كُل ذلك كان يحدث أسفل أنظارة المراقبة لقرب أبن شقيقة مِنها و هُنا قد تأكد أنه قد مر بالكثير ليتعلق بها هكذا....


تناولة الطعام في صمت ، كانت هادئة اكثر من المُعتاد لم تتناول سوي القليل...تشعر بالبرد و قدمها تؤلمها ..


أفكارها مُتداخلة ، ما هي نهايتها ؟!...

لم تخطط لحياتها هكذا أرادت أنهاء أخر سنه بالجامعة لتتحرر من تلك القيود و تُغادر عُشها الشائك ...


تنهدت بثقل و هي تمسح علي خصلات روبين ..كيف فكرت بأنانية هكذا ؟!...كانت ستتركة بين أولائك الوحش في قبضة والدة الطاغي!...


خرجت من شرودها علي حديث "روبين"..:

_يلا نلعب...


همهمت له بخفة و هي تضم سُترتها الصوفية لها لتنهض ببطئ و هي تستند علي الشجرة القريبة مِنها..


أخفت ألمها اسفل بسمتها ..:

_في كورة الحراس جابوها هاتها ...


اسرع "روبين" في إحضارها بحماس لم تراه علية منذ وقت طويل ، اتجهت خلفة بخطوات حريصة 


ركل الكره لها بخفة لتعيد الكاره له ببعض البطئ ليردف "روبين" بضيق..:

_احدفيها اقوي من كده عشان تكسبيني...


همهت له لتعيد دفعها لها بذات الخفه فقدمها تؤلمها!...زفر "روبين" بسخط و هو يحاول تعليمها..:

_أضربيها كده جامد ، هي اللعبة دي مش للبنات...


ضمت يدها امام صدرها تضيق عينها بسخط من حديثة كادت أن تتحدث لكن قاطعها صوته من الخلف..:

_عندك حق دي مش للبنات...


التفت له لتجده قد نزع سُترته و بدأ في ثَني أكمامة ، بقف أمامها و هو يناظرها بثقة ...


التف ل"روبين" يستأذنة بهدوء فقد فهم القليل من شخصية..:

_ممكن ألعب معاكم؟...


تهجم محياه الصغير برفض لوجودة قربهم..:

_لاء مش ممكن ، قولتلك ملكش دعوة بينا...


رأته نظرة بعيونة قد عرفتها فمهما مر من الزمن سيظل صديق طفولتها ، عيونة كانت حزينة!...


تدخلت هي محاولة تلطيف الأجواء تري محاولاتة في التقرب من أبن شقيقة....:

_خلية يلعب معانا يا روبين كده كده احنا الهنكسبة...


اقترب الصغير منها ليسألها بخفوت..:

_وجودة مش هيدايقك؟...


انحنت لطولة و هي تقبل وجنته بحنان فكيف لطفل صغير مثلة ان يفكر براحتها هكذا؟!..:

_لاء طبعًا وجودة مش هيدايقني..


همهم له و هو يرمق عمة بعيون ضيقة..:

_ماشي مع أني مش بحب وجودة بس عشانك هلعب معاه...


قهقهت بخفوت علي حال الصغير ليقف امام عمة الذي كان يناظرهم بفضول فهو لم يستمع لحديثهم..:

_هنلعب و الي هيخسر هيحقق امنية للتاني..


عيناه متحدية و بها بريق التمرد كما كان هو بصغرة!...


تبادلة الأماكن لتقف قرب "روبين" بخطوات حذرة لتكبح ألمها أسفل إبتسامتها الخافتة


كانت تحاول مشاركتهم لكنها اكتفت بمراقبتهم بصمت ، رأت حماس روبين و بسمة أيدين التي قد ذكرتها بماضيهم ...


تلألأت عيناها بالدموع حينما رأت أيدن يحتضن روبين و هو يرفعة رغمًا عنه بعد فوزة علية ...


مظهرهم كان لطيف فيبدو أن الرب قد عوضة بعم حنون ..، ابتسمت لهم بحب لتقول بإرهاق..:

_ممكن نروح عشان تعبت؟..


همهم لها "روبين " ليشرع في جمع أغراضة...


تحركت هي ببطئ بعدما رأت الحراس يوضبة المكان من خلفهم لكن آلم قدمها لم يعد يطاق 


وقفت لتستريح لكنها شهقت بصدمة حينما شعرت بجسدها يرتفع عن الأرض!...


حاوطت عنقة بسرعة خشية السقوط..:

_انتَ بتعمل ايه؟...نزلني...


اجاب و هو يخطو بها للأمام ..:

_انا السبب.


قطبت حاجبها و هي تحاول الإبتعاد عنه..:

_السبب في ايه؟!.....نزلني لو سمحت...


اقترب منها لينبس قرب أذنها..:

_رجلك اتولت بسببي ، و باين اوي انك مش قادرة تمشي فا متعنديش


قاطعهم صوت "روبين" و هو يسألها..:

_انتَ شايلها ليه؟...هو مضايقك؟..


نفت له بسرعة لمنع شجارة صحبة عمه لتجيبة ببعض الخجل و هي تحاول الإبتعاد عن "ايدن" ..:

_عشان تعبانة شوية هو ساعدني...


همهم لها بشك ليسير أمامهم..


__________


حملها مُجددًا اسفل تذمرها ليضعها علي المقعد بمكتبة برفق...


اتجه لأحد الادرج يخرج علبة الإسعافات لتعقيم جرح يدها و قدمها التي اصابت بسببه!...


كانت تُتابع حركاتة بهدوء هو يحدث صخب بداخلها يوقظ أحاسيس قد دُفنت داخلها منذ زمن!...


ابعدت كفها عنه بعدما حاول لمسه ..:

_انا هغير جرحي بنفسي ...


نفي لها و هو يمسك كفها بإصرار..:

_طلاما انا السبب يبقا انا الي هغيره...


نفت له و هي تتحدث بألم دفين..:

_مش اول مره اداوي جروحي لوحدي مش جديدة عليا...


كاد ان يتحدث لكنها قاطعته بعدما رأت صورتهم موضوع علي الجريدة المتوضعة أمامها!..


سحبتها بعنف لتتسع حدقتيها بعدما رأت صور لها تجمعها به بالحفل و هو يمسك مرفقها و اليوم في محطة القطار و هو يحملها!...


_ايه ده مين صورنا كده؟...


"عودة حفيد عشيرة والتون چينرال الأعمال لأرض الوطن لكن يبدو أنه يعيش قصة حُب مع مربية القصر، فمتي الزفاف؟...أما أنه يخون كابر أبنة الوزير توماس معها ؟...من هي حبيبة الچينرال؟..."


مدت الجريدة لها بعدما قرأت الكلمات و هي لا تصدق ما رأت..:

_ازاي يكتبه عني كده ؟...ايه علاقتي بيك أصلًا؟!..هنبرر ده ازاي للناس؟...هيقوله عليا ايه؟...


تتحدث بإندفاع و عقلها يرفض تصديق انها بالجريدة صُحبة !...


تناول من بين يدها الجريدة و هو يناظرها ببرود ليجيبها بعد ثوان..:

_هنعمل ايه؟..لازم نلعن خبر جوازنا...


يُتبع....


"٧"


ابصرتة بصمت بعد حديثة تنتظر أن يبتسم و يخبرها أنه يمزح...


رطبت شفتاها لتسأله بتعجب..:

_نتجوز ازاي؟..انتَ تقصد ايه؟..


جلس علي الطاولة أمامها يجيبها ببرود..:

_انتِ بتحبي روبين و هو مش عايزك تسبية ، و فية إشاعات عننا ممكن يقلبوها بفضيحة فا حلنا أننا نتجوز..


تحتملت علي ذاتها لتقف علي قدم واحدة بإنفعال..:

_انتَ انجنيت ؟!...يعني ايه نتجوز انتَ نسيت اني مخطوبة؟...


رفعت خاتم خطبتها أمام وجهه و هي ترمق بحدة ...

استقام ليقف أمامها مُباشرةً ضم كفها بين يده و هو يضغط علية ببعض القسوة ليحذرها بنبره هادئة لكنها بثت الرعب لها..:

_خلي بالك علي اسلوبك و نبرتك معايا متنسيش انا مين؟...


سحب خاتم خطبتها اسفل مقاومتها ليلقية بعيدًا قائلا ببردو..:

_كده مبقتيش مخطوبة...


نفضت يدها من بين قبضة و هي تبحث عن الخاتم لتتحدث بإنفعال..:

_انتَ عملت ايه؟... فين الخاتم؟...مين سامحلك اصلا تاخده مني؟...


ارجعت خصلاتها للخلف بقسوة و هي تشعر بضيق تنفسها..:

_انا عمري ما هتجوزك انتَ سامع؟...خليك بعيد عني ، انا بحب خطيبي..


ارتفع طرف ثغرة بسخرية و هو يقترب منها..:

_هنشوف في الاخر...


ابتعدت عنه و هي تسير بعرج تحاول كبح دموعها لما كُل شئ يسير عكس رغباتها !....

٠

القت ببدنها علي الفراش شاعرة بالتعب ، ابتسمت بسخرية حينما لاحظت حقيبتها التي كانت بحوذتها في محطة القطار ...


انتفضت بعدما استمعت لصوت حجر يلقي علي الشُرفة تعرف هوية ، استقامت بحرص لتسحب وشاحها تضعة علي بدنها ...


خرجت للحديقة الخلفية لتجد "چاك" يبصرها بغضب، اقترب منها ليردف بحده..:

_ايه الي في الجرايد ده؟...انتِ في علاقة مع ايدن؟...


نفت له ببعض الخوف مِنه ..:

_لا و الله دي اشاعات انتَ شوفت هو سحبني ازاي؟..


لم يهتم لجوابها ما شغلة هو انها ستتركة؟..


اقترب اكثر منها لم يعد يفصلهم سوي بوصات قليلة ..:

_اعملي حاسبك انتِ هتمشي من هِنا...مش هسيبك انا ضحيت عشانك و انتِ اقل حاجة تعمليها انك تمشي و تبعدي عنه ، مش هستني لما ياخدك مني...


نفت له و هي تتراجع للخلف تلك اول مره يتحدث معها هكذا و يذكر تضحية في الماضي!...


_انا مش هقدر اسيب روبين ....و كمان انتَ عارف علاقتنا انتَ ضحيت عشاني و عشان نفسك ...لا انتَ بتحبني ولا انا...


و بحديثها هذا قد اشعرت فتيلة غضبة صاح بها ..:

_مش بمزاجك ، مصلحتي خلصت و مشت من زمان انا مكمل معاكي عشان بحبك ....


تصلبت اوصالها من اعترافة المفاجئ ، كيف يحبها؟!...


رفرفت بأهدابها بدهشة محاولة لجمع كلماتها..:

_انتَ بتقول ايه؟ ...يعني ايه بتحبني؟...


_احنا سوا من ٨ سنين ده غير اننا نعرف بعض من و احنا صغيرين ايه يمنعنا نكمل خطوبتنا و نكون مع بعض ؟!...كل حاجة بنشاركها مع بعض اسرارنا سوا..


و هُنا قد فهمته ، هو لا يحبها بل متعلق بوجودها ...

رطبت شفتاها محاولة لجمع افكارها ..:

_فهماك بس مش معني كده انك بتحبني !...انتَ كنت لسه بتحب زملتك في الشغل و كنت بتحكيلي عنها عشان رفضتك تبقا بتحبني انا؟!...


كانت مستنكرة حديثة تعلم بحقيقة مشاعرة لتلك الفتاة فما بالة الأن يُحبها؟...


نفي لها بإصرار ..:

_كُنت بحبها...انا دلوقتي عايزك انتِ ...و بعدين انتِ بتناقشيني في ايه ؟...انتِ بتحبيه عايزة تبقي معاه هو ؟...طب و انا و الي عملة عشانك؟...


كادت ان تتحدث لكنه تابع ..:

_هو اصلا فاكر انك السبب في انه يسيب بيته السنين دي كُلها؟...


ماذا يقصد !...أ يبتزها ؟!...


و رغمًا عنها عيونها قد امتلئت بالدموع ...


أجابة بغصة ..:

_تقصد ايه؟...و لو هو ميعرفش هتعمل ايه؟...


حاول تبرير موقفة امامها..:

_انا مقصدش كده بس هو لو عرف مش هيسيبك انا عارف ايدين ، و غير كده وجودك هِنا مبقاش كويس ليكيِ انتِ عارفة وليام لو عرف انك عارفة سره من الاول هيتصرف ازاي؟...هديكيِ كام يوم تفكري قبل ما تمشي ...


__________


مر ثلاثة أمام لم تذهب لجامعتها تمنع أي شئ قد يتسبب بلقائهم ...


هي مرتبكة لا تعلم ما الصواب من الخطأ...


تعلم أن ايدين لا ينوي الخير لها ، چاك لم تفهمة لِما يتمسك بها هكذا!...تشعر و كأن شئ يخنقها هو قد ضحي من أجلها حينما اجبروها علي الزواج من وليام بعد موت روما لكن هو وقف أمامهم و منع ذلك 


جعلهم يصلحه بين العائلتين بخطبتهم قد عارض حتي أهلة!...فعل ذلك ليتمرد عليهم بعدما أراده ارسالة للمصحة!...


تتذكر كيف جعلت "روما" الشعب يثور علي عشيرة والتون بعدما أخبرتهم بحملها من حفيدهم الأكبر و عدم إعترافة بالجنين...


رأت حينها كيف حارب "وليام" من اجل الزواج بِها لكن كُل ذلك اختفي بعد زواجهم .....


جلست في مقعد مقارب للأستاذ لتستمع للشرح بتركيز...


دلف احد الأساتذة لينادي بأسمها ، رفعت يدها بتردد ليقترب منها و هو يضع بعض الاوراق أمامها..:

_امضي عليهم دول بيثبة حضورك للمواد..


اومئت له اسفل إستغرابها لتهم في ترك توقيعها علي الأوراق دون النظر لهم ...


________


مر يومين أخرين دون ظهور له ..


عادت للقصر بعد جامعتها بإرهاق لتستمع لصوت صراخ ..


صوت تحفظة عن ظهر قلب "وليام" ركضت بسرعة و هي تلقي اغراضها لتراه يمسك "روبين" يرغب في صفعة!...


هرولت بخطواتها لتدس بدنها بينه و بين الصغير تدفعة بدون تفكير ..:

_سيبه هو معملش حاجة...


دفعها "وليام" بسخط و هو يترنح ببدنه..:

_انتِ مالك؟...انا بتكلم مع ابني ايه الدخلك؟..


احتضنت "روبين" تخفي جسدة عن انظار الاخري لتتحدث بقوة..:

_هتدخل بصفتي خالته...مش هسمحلك تضربة ...


تفوح منه رائحة المشروب...حديثها زاد غضبة اكثر ليحاول سحب الصغير من بين يديها..:

_قولتلك ابعدي ده ابني مليكش دعوة ...


تشبثت ب "روبين" اكثر و هي تنفي له مما جعل غضبة يزداد ليصفعها بقوة مؤديًا لسقوط بدنها ارضًا!...


صرخ "روبين" بخوف و هو يبكي يحاول الوصول لها لكن يد والده الصلبة قد منعة


رغم المها الا انها تحاملت علي نفسها لتنهض لكنه اوقفها حينما وجه سلاحة لها...


تصلبت اوصالها بخوف تعلم انه مختل ....هي تخاف من الاسلحة تذكرها بمقتل عائلتها...


_اهدي يا وليام و سيب المسدس...


كانت نبرتها مرتعشة اثر خوفها مما جعلة يبتسم بإتساع شاعرًا بنشوة الإنتصار..:

_دلوقتي بقيتي بتتكلمي بخوف ؟...فين تمردك ؟...كُل ده عشان رفعت سلاح عليكي؟...


اقترب اكثر منها بعدما ترك "روبين" ليضع فوهه المسدس علي رأسها مستمتع بخوفها...


انكمشت علي ذاتها و هي تغمض عيناها بقوة لرهبتها لكن تدخل صوت لا تصدق انها سعيدة لسماعة كان هو "ايدين"..:

_كان لازم تفكر الف مره قبل ما ترفع سلاحك في وش مرات الچينرال....


يتبع...


"٨"


لم تهتم لحديثة هي سعيدة لوجودة تشعر بالأمان ، رغم كُل شئ تثق أنه سينقذهم!...


إستقامت بثقل تريد الوقف جواره لتضم بدن الصغير ...لكنها تراجعت بخوف حينما صوب "وليام" السلاح عليها ليغيظ شقيقة الأصغر 


_انا ارفع سلاحي في وش اي حد..


ابتسم "أيدين" بسمة جانبية قد أخافتها ..

همهم له ليخرج سلاحة هو الأخر رافعة أياه بوجهه شقيقة ، أشار لحارسة ليأخد "روبين" بعدما مسح علي خصلاتة بحنان...:

_كان لازم تفكر قبل ما تتهور كده..


ترنح بدن "وليام" بعدما قهقه بصوت مرتفه لينبس بسخرية..:

_و هي بقت تهمك و مراتك كمان؟...لسه فيك الخصلة دي؟...بتسرق اي حاجة معايا؟....بس المره دي مش هسبهالك..


كاد ان يضغط "وليام" علي الزناد ليصيبها يعاند شقيقة لكن طلقة قد هربت من سلاح "ايدن" سبقته 


تأوه "وليام" بألم و هو يلقي بسلاحة ارضًا ليحاوط ذراعة و هو يجلس علي الارضية....


رمقة "ايدين" ببرود و هو يري ألمة دون إهتمام ...


اقترب من تلك الواقفة صاحبة الجسد المرتعش ..:

_هيلين....


ما أن نبس بأسمها الحقيقي حتي أعادها داخل دوامة الماضي !...تراجعت بخوف و هي تراه يقترب منها لم تعد تراه "ايدين"  تراه قاتل والديها صوت الرصاص حبسها في طفولتها...


تحدثت بخوف و هستريا و هي تبكي ..:

_ابعد عني ...عايز مني ايه؟...


قطب حاجباه بتعجب منها ليقترب اكثر ..:

_في اي مالك؟...


هي ترتعب الأن تذكرت كُل شئ وفاة عائلتها هروبها صوت الرصاص ، جلست علي الارضية و هي تحتضن جسدها بخوفها و كأنها تحمي ذاتها...:

_ابعد عني ....ابعد عني...


تصيح بهستريا و خوف مما جعلة يدرك حالها هي بنوبة هلع  ، تبكي بهستريا ..تنكمش علي نفسها ، جسدها يرتعش...


جثي امامها و هو يتحدث بأرق نبرة إليها.:

_هيلين....بصيلي....انتِ في أمان ، أنا أيدين صحبك الوحيد...


نفت له و هي تنزوي علي نفسها اكثر ليمد كفة البارد يضعة علي يدها مما افزعها أكثر لكنه تشبث بها ليتابع بحنان..:

_انا ايدن الكنت بحميكي من كل حاجة و هفضل اعمل كده ....انا هِنا عشانك ...عشان احميكي...


استنشقت ماء انفها و هي تناظرة بعيونها البراقة لتنبس بتقطع و هي تحاول سحب يدها..:

_ابعد عني....انتَ قا..تل....


نفي لها و هو يحاول الاقتراب منها لتقاومة بفزع ....

حاوطها بيديها ليحضتها له و هو يمسح علي خصلاتها ليحتوي خوفها ...


همس قرب أذنها بخفوت..:

_انتِ في امان ، غمضي عينك و انسي كل الفات ...انتِ دلوقتي معايا انا مع ايدين ...صحبك الوحيد...


توقفت مقاومتها بعدما شعرت بأنفاسة الساخنة ترتطم بعنقها هي تحتاج للإطمئنان ...


فرت شهقات من بين ثغرها لتبادلة العِناق ! دست وجهها في عنقة لتترك العنان لدموعها لا تتذكر متي اخر مره قد عانقها شخص هكذا و مسح علي ظهرها بذلك الحنان...


نهض و هو يحملها يضمها لها اكثر حتي يخرجة مِن ذلك القصر...


_______________


في صباح اليوم التالي ...


تململت في الفراش تشعر بالوخذات في رأسها لتفتح عيناها بخفة ...


رفرفت بأهدابها لتعتاد علي إضائة الغرفة ، لتنهض بفزع بعدما تذكرت احداث الليلة الماضية...


_روبين...


همست اسمة بخوف و هي تنهض بسرعة لا تعلم حتي اين هي !...


فتحت باب الغرفة و هي تركض حافية القدمين صاحت بأسمة ..:

_روبين...انتَ فين ؟...روبين...


كانت تستكشف ذلك القصر تبحث عنه بهلع لتتجه للمطبخ بعدما استمعت لصوت من داخلة..:

_روبين؟....


وقفت بدهشة حينما رأته يعد الطعام صُحبة عمة !...

اقترب "روبين" منها و هو يحتضنها بحب ..:

_انتِ صحيتي اخيرا...انا خفت عليكي اوي..


بادلة العناق و هي تتفقدة بقلق..:

_انتَ كويس ؟...حد عملك حاجة؟...


نفي لها ببسمة خافته يحب رؤيتها قلقة علية....:

_انا كويس ، أيدن جه...


و هُنا قد رفعت عدستيها له ، كان يستند علي الجدار و هو يضم ذراعية امام صدرة بناطرها بهدوء...


ثواني حتي تذكرت ما أصابها قد دخلت بنوبة هلع لسماعها صوت الرصاص..


توردت وجنتها بعدما تذكرت عناقها له و بكائها أمامة ، رفعت يدها علي خصلات "روبين" تشتت ذاتها لتقول..:

_يلا عشان تفطر ...


و هُنا قد تدخل هو مقتربًا منها ببسمة عابثة..:

_انا عملت الفطار ، ده دوري كزوج مُراعي...


رفرفت باهدابها لبرهة لتتسع عيناها بصدمة قد تذكرت حديثة من ليلية امس..:

_تُقصد ايه؟...انتَ كُنت بتتكلم جد وقتها؟!...بعني ايه؟...


لم يهتم لإنفعالها ، و جهه حديثة للصغير..:

_اسبقنا انتَ علي الترابيزة ...


سحبها من مرفقها بخفة ليدلف بها لغرفة المعيشة، شدت مرفقها منه بحده لتصيح به..:

_جاوبني!...


ابتعد عنها ليتوجة للأريكة ، التقط من عليها عدة اوراق ليمدهم لها ...


سحبتهم منه بحدة لتقرأ الكلمات اسفل صدمتها ..:

_دي امضتي !...ازاي ؟...انا ممضتش علي حاجة..


شعرت باليأس لتنوي تمزيقهم..:

_  انسي الورق ده..


كادت ان تمزقهم لكنه التقطهم منها بسرعة و هو يرمقها بغضب ، كانت ستنهي كُل شئ قَبل أن يبتدي ...


اقترب منها عدت خطوات ليحاوطها بينه و بين الحائط ، انحني ليواكب طولها ..:

_ده عشان مصلحتك ...


نفت له بضيق و هي تضع يدها علي صدرة تُحاول دفعة..:

_مصلحة اية ؟...انا مخطوبة فاهم يعني ايه؟...


حاوط كفها بين يدية مما زاد انفعالها لكنه لم يهتم ، تحسس بنصرها مكان خاتم الزواج ليتحدث بصوت خافت..:

_ ٤ شهور مش هيروحو مني كده ...


لم تفهم حديثه لتسحب كفها بقسوة و هي تحاول التحرر من محصارتة لها..؛

_انتَ بتقول ايه؟...انا مش مرات حد انتَ سامع؟....انا هقاضيك ، فاكرني هسكت ؟!...كُل ده عشان ايه ؟...عشان ذنب انا مليش يد فيه هتعاقبني علية!...


ترقرفت عيناها بالدموع الحبيسة لما الحياة قاسية هكذا؟...لِما ليست عادلة؟...


تشعر بالعجز...، خضرواتها الامعة قعد عكست برائتها له لتتحدث بثقل..:

_انا اذيتك غصبًا عني لكن انتَ قاصد تبوظلي حياتي...


استنكر حديثها ..:

_للدرجة دي جوازك مني كارثة؟!...


همهمت له بإصرار و هي تتمالك غصتها..:

_طلاما هيبوظلي حياتي ببقا كارثة ، انتَ فكرت فيا ؟...الناس هتقول عليا ايه؟...چاك خطيبي هق...


قاطع حديثها و هو يرفع يده الباردة ليتحسس وجنتها الدافئه بخفة...:

_انا اكتر حد يخاف عليكي ؟ انا لسه ايدين القديم الي كان بيحميكي...كُل حاجة و ليها سبب 


نفت له و هي تزوم بشفتاها بضيق..:

_عمرك ما هتكون زي زمان ، كُل حاجة اتغيرت ....كفاية كده قطع الورقة دي و انا همشي من هِنا....


_هتمشي من غير ما تعرفي حقيقة موت روما؟....حادثة روما كانت مقصودة .....


يُتبع....


#هيلين 



"٩"


برأسها الكثير من الأسئلة ...هل تم قتل شقيقتها؟!..

كيف ذلك؟..و مَن الفاعل؟.....


تشعر بالذنب لموت شقيقتها روما ماتت و هم علي خلاف تُحاول التكفير عن ذنبها ...


وافقت في استمرار زواجها من "ايدن" لعلها تكشف سر موت "روما"...


زفرت انفاسها بثقل يومين قد مرو  لم تعود للقصر تقتن بذلك البيت الغريب عَنها صُحبة ....


_مساء الخير ...


صوت الخشن قد افاقها من شرودها فقد عاد من الخارج لكنها لم تعطيه إهتمام مازلت شاردة ...


اغتاظ من تجنبها له لكنه تمالك ذاته ليحاول فتح مجال للحديث صُحبتها..:

_بقالك يومين مش بتروحي الجامعة ليه؟...


رفعت عينيها لترمقة ببرود و تعاود مُراقبة الإشجار من خلف قضبان الشُرفة ، جلس امامها بغيظ ..:

_مش بكلمك؟...مش بتردي ليه؟...


جز علي اسنانة بغيظ مِنها ليباغتها بسحبها من قدمها ، شهقت بصدمة و هي تحاول الإبتعاد لمنع اي تلامس بينهم...


هي تنفر مِنه و ذلك يغضبة ، ليسألها بهدوء زائف..:

_انتِ بتحبية؟....


كادت ان تجيبة بتعالي لكنه ضغط علي ساقها محذرًا اياها..:

_من غير كدب ، في حاجة ورا خطوبتكم مكنتش بالحُب فا جاوبي علي سؤالي....


قطبت حاجبها بسخط من فظاظة في الحديث ، لتتحدث بتعالي..:

_و انتَ مالك بحبه ولا لاء؟...و بعدين ده خطيبي اكيد بحب...


بتر حديثها حينما و ضع كفه علي ثغرها حابس كلماتها بين كفة ، هو يحاول تمالك غضبة لكنها تستفزة!...


نفر انفاسة بضيق لتصطدم بنقاء بشرتها ، كان يشد علي كُل حرف يخرج من ثغرة مُحذرًا أياها ..:

_مبقاش في هو خلاص ، في انا بَس ...في جوزك...


ارجعت رأسها للخلف بنفور من حديثة..:

_مؤقتًا مراتك لفترة مؤقتة و هبرر موقفي لچاك...


استقام متجاهلا حديثها ببرود ظاهري..:

_يلا عشان نجيب روبين من المدرسة...


ابصرتك بدهشة..:

_نجيب روبين ؟!...انا و انتَ؟...


اكد لها و هو يمد كفة ليعاونها علي النهوض..:

_روبين بيحبك تخدية من المدرسة و انا هروح معاكي...


رفضت مساعدة لتنهض بمفردها ، تشعر بالملل لبقائها بالمنزل لا ضرر من بعض التنزه ...


___________


ارتدت ثوب بلون الزهري يليق ببشرتها قد وجدتة علي الفراش هو من أحضرة!...


تقف امام المرآة تتحسس ثوبها هو يليق بِها ، تَذكرت طفولتهم كان يحضر لها كُل ما تحتاج لتتشابه مع بقية التلاميذ ....


لم تستطع غلق السحاب ، انتفض بدنها بفزع حينما احست به خلفها !..، لم تدرك متي قد دخل للغرفة؟!...


عيونهم قد تلاقت لثواني في انعكاس المراة ....رفع يده بروية ليغلق السحاب ....شَريط ذلك اليوم قد مر عليها دخول شقيقة للغرفة و اتهامة بالباطل الضرب الذي تلقاه علي يد جده و سفر للخارج اسفل بكاء والدته....


كيف رأها والدها بالتبني وصمة عار بالنسبة له و تعنيفها علي يد "چيسكا" ، عُقدة الذنب تٍلك لم تستطيع التخلص مِنها ....


ترغرغت عينها بدموع الآلم ، لتنهمر دموعها و هي تتابع انعكاسة المعلق علي سحابها...


التفت له و هي تبكي بصمت لتنبس بأسف حقيقي..:

_انا اسفة ..


قطب حاجبه بتعجب للتابع بغصة..:

_مكنتش اتمني ان حياتك تبوظ كده ، ان..ا السبب


و هُنا قد فهم مقصدها قد زارتها ذكري الماضي لتشابة المواقف ، هي تبكي لأجلة و هي قد تعرضت للآذي مثلة هو عَلم كِل شئ مِن شقيقها بالتبني ...


رفع يدة ليتحسس و جنتها بخفة ..:

_اهدي ، خلاص ....الي حصل حصل ...المهم الحاضر مش الماضي ...صدقيني لو قولتلك ان سفري كان احسن حاجة حصلتلي في حياتي....


ابتعد عنها ليحضر المعطف الذي احضرة لها ، حاوط بة بدنها ليردف بهدوء و هو يعدل خصلاتها..:

_انتِ ملكيش ذنب كُنتِ طفلة و اتأذيتي زي...


حديثة كمثل الثلج علي قلبها قد برد نار ضميرها التي نهشت بها طول تلك السنوات ، عيونها لم تكن مصدقة لحديثة ..:

_بس الي حصلك كان بس....


قاطعها و هو يمحي دموعها بخفة..:

_محدش لينا كان ليه ذنب ، هما الي اذونا ...


اغلق معطفها ليسترسل ببسمة..:

_يلا عشان منتأخرش علي روبين...


اومئت له و هي تمحو دموعها لتسير خلفة ....


_____________


تجلس جوارة تتابع قيادة بهدوء لم تتخيل بيوم من الأيام أن يعود و يكون زوجها حتي لو لفترة مؤقتة..


بداخلها فيضان مِن المشاعر ، هو كان حُبها الأول من احبة بصمت و انتظرت عودته فقد للإعتذار مِنه ....


اعادت انظارها نحو الشرفة ليلفتها رجل يسير صُحبة فتاة يُمسك كفها و هي تضحك له برقة ....اتسعت عيناها ما أن رأته وجه الرجل كان چاك!....


قاطع شرودها "ايدن"... بعدما لاحظ شرودها..:

_بتبصي علي ايه؟...


ناظر مكان شرودها ليري "چاك" ، شد علي مقبض السيارة ....أهي حزينة لرؤية ؟...أ كانت تحبة؟...


_انتِ بتحبية ؟...


نفت له لتخاطبة لاول مره منذ عودة عما بداخلها..:

_مش بحبه الحُب ده ، چاك كان معايا في كُل حاجة عارف ايه بيوجعني و ايه لاء ، عارف اني كنت عايشة و حاسة لتأنيب ضمير من ناحيتك بيخليني منمش الليل ، كُنت بحرم نفسي من اي حاجة ممكن تبسطني علي اساس اني كده بعاقب نفسي....هو عارف كُل ده و في الاخر حاول يحسيني بالذنب من نحية و هو عايش حياتة؟!....


زفرت بضيق و هي تفرك و جهها بإرهاق لتتابع..:

_شكلي حطيت ثقتي في الشخص الغلط...


جزء بداخلة شعر بالسعادة من حديثها ، هو سعيدة انها لم تعد تثق به بعد الان...لكن لم يعجبة حُزنها بسببة....


ترجلت من السيارة لتحتضن "روبين" ببسمة بشوشة لتسأله ..:

_عملت ايه النهاردة؟...


اجابها بملل..:

_ولا حاجة...


ضحكت بخفة علي اجابة فهو يكرهه المدرسة ، اقترب "ايدن" مِنه ليحملة اسفل أعتراضة..:

_مالك مكشر ليه بس ؟. امال هتعمل ايه لما تكبر ...


رغم شعوره بالضيق من عمة يخاف الوثوق به فيخذلة كوالدة ألا أنه يشعر بالأمان لوجودة!....


اراح " روبين" راسه علي كتف عمة بصمت ، تابعت ذلك المظهر بحب ...كم تمنت ان يكون هو والده ....


______________


تجلس علي الاريكة تضم ركبتاها له تحتضن بدنها ، شاردة بأفكارها ...لا تعلم ما القادم يستحيل ان تعود لذلك القصر بعد ما حَدث...


تريد السفر و الفرار لكنها لا تقوي علي ترك "روبين" ، تُفكر بقاتل "روما " و زواجها ...العديد من الاسئلة...


_قاعدة كده ليه؟...


التفت له ببطئ ليجلس امامها ، ابصرتة لثواني لتسأله..:

_عايزة اعرف مين التسبب في موت روما؟....


ارجع خصلاتها للخلف للتتابع بتشتت..:

_انا زهقت بقيت حاسه بالذنب لكل حاجة و لاي حد...


_قبل ما اجاوب قوليلي ازاي روما و وليام اتجوزو ؟...


زفرت انفاسها بثقل و هي تتذكر الماضي..:

_كانت حامل ، لما بابك رفض جوازهم روما راحت لأهل المدينة و نشرت خبر حملها من ابن الوزيز ....الشعب ثار علي عيلتك و عملو مُظهرات قصاد القصر ان ابن الوزير اتعدي علي بنت من عامة الشَعب ....و عشان بسكته الناس اتجوزة وليام كان ببحبها بس بعد فترة من والدتها كُل حاجة أتغيرت...


كان يستمع لها بصمت ليسألها..:

_و خطوبتك من چاك ايه سببها؟...


رطبت شفتاها لتنبس ..:

_بعد موت روما بابا كان عايز روبين يبقا معانا مكنش واثق في عيلتك و طبعًا الوزير رفض ده ، كُنت علي خلاف مع وليام بسبب معاملة مع روما قبل وفاتها فحب يعاند معايا و قلهم انه يتجوزني عشان اربي روبين ، وقتها چاك اتدخل و طلبني من بابا اتفقة اننا نتجوز لما اتخرج و كده يضمنه اني اكون جزء من العيلة و افضل مع روبين...


_وايه خلي چاك يعمل كده؟....


ابتسمت بسُخرية لتنبس..:

_وقتها كان بيعاند اهله بس مع الوقت افتكر انه اتملكني....


اتنهدت بثقل وقالت..:

_انا عايزة امشي مِن هِنا بروبين مش هستحمل افضل هِنا ..بس وليام استحالة يسيبة 


رفع يده ليعبث بخصلة من شعرها يجيبها بهدوء..:

_مكان روبين جمب ابوة،  يعني معايا...


يُتبع....


"١٠"


أتسعت عيناها بدهشة و هي تعيد كلماتة بتقطع ..:

_جمب أبوة؟!...


رفرفت بأهدابها و هي تُطالع محياه القريب مِنها..:

_تُقصد ايه؟...


ابتعدت عنه بعدما ادركت مقصدة ، استقامت و هي تعيد خصلاتها بعُنف ..:

_انتَ هو ابو روبين الحقيقي صَح؟...ازاي ؟....كُنت بتخون اخوك مع حبيبته؟!....ازاي مفكرتش فِيه ؟...شوفتها امتي اصلًا؟...


كلماتها مُبعثرة عقلها لا يستوعب الصدمة ...وقف امامها و هو يُحاول الإقتراب منها لتهدئتها ..:

_انتِ كُنتِ عارفة منين انه مش ابن وليام؟...


نهرته بسخط ..:

_ملكش دعوة كُنت عارفة منين ؟ ...جاوب عَليا..


لم تدعة يجيبها فقد تابعت بإنفعال و هي تربط الخيوط ببعضها..:

_وليام الي قَتلها صَح؟...هو عرف ان روبين مش ابنة عشان كده اتغير معاها !...يعني انا اختي ماتت بسببك انتَ....


لم تعطية الفرصة للدفاع عن نفسة ، دفعته بصدرة بقوة و هي تتحدث بصراخ..:

_انتَ السبب في موتها ....ازاي قدرت تعمل كده في اخوك ؟....و اتجوزتني ليه ؟....عايز مني ايه انا كمان؟....


سمح لها بالتفريغ عن غضبها مُتحملًا ضربتها التي كان بعضها مؤذي له ، حاوط ذراعها ليعيق حركتها اسفل مقاومتها ليُجيب بثبات..:

_عايزة تعرفي الحقيقة يبقا تسمعيني...


بروده لم يعفل شئ سوي انه أشعل نار غضبها أكثر ، احتدت مقاومتها ترغب في سحب يدها و هي تشرزة بسخط..:

_ايه البرود الي انتَ فيه ده ؟...انتَ أتسببت في موت حد فاهم يعني؟... دخلت ليه في حياتي تاني ؟..


عاق حركتها و هو يحتضنها ، جَلس بها أرضًا ليُحيطها بساقية و ذراعة مُسيطرًا علي حركتها ، يَعلم كم هي عنيدة ...صاح بها بقوة مما أجفل بدنها ..:

_بس خلاص اهدي و اسمعي...


هو خائف من فقدانها ، خائف الأ تُصدقة ....، اردفت بضيق و هي تسعي للتحرر من عناقة..:

_ازاي قدرت تسيب ابنك كُل ده ؟...انتَ ايه يا أخي؟...


شد علي عِناقها غير مكترث لحركتها..:

_من ٩ سنين ماما قررت تدي روما منحة لألمانيا كشكر لچيسكا عشان ربتك ....سكنها كان قريب مني مكنتش تعرف حد هِناك  كُنت بعتبرها اختي الصُغيرة اي حاجة بتحتاجها كنت ببقا معاها فيها ، لحد ما قالتلي ان حد بيطاردها من الجامعة و اتعدي علي سكنها ...


رطب شفتاه و تابع بغيظ من ذاته..:

_الوقت كان اتأخر اضطريت اخليها تبات الليلة دي عَندي بعد ما جاتلي ، اليوم دي جدي رفض للمرة التالتة اني أرجع البلد تاني حالتي كانت وحشة كُنت بكسر و بشرب مش شايف قُصادي لحد ما بدأت اغيب عن و عي ....


استد بجبينه علي كتفها يبتعد عن عيناها مُسترسلًا حديثة..:

_و لما صحيت أدركت الي حَصل ، وقتها اعترفتلي انها بتحبني و كانت قاصدة ان ده يحصل بينا عشان أجبر اكون معاها  .... أنا عارف روما بتحب السُلطة و النفوذ حسيت وقتها انا بتلوي دراعي و بتجبرني ، طردتها من البيت و خليت ماما ترجعها تاني ....


عيونها كانت مُستنكرة لحديثة كيف له ان يطردها !...اجابها علي سؤالها الصامت ..:

_ روما مكنتش زي ما انتِ فاكرة ، انا مش اول حد في حياتها هي بتسعي للسُلطة حبت تنتقم مني لما رجعت قربت من وليام و خلته يحبها و بلع هو الطُعم ...لما عرفت خبر حملها عملت فضيحة في البلد عشان تتجوزة و تلحق نفسها 


رفع عيونة ليعناها لثواني من الصمت مُردفًا بهدوء..:

_انتِ عارفة روما و عارفة شخصيتها ، معرفش ايه الي حصل بينهم بعدها بس تقريبًا شك انه مش ابنه ...و بعدها وليام عرف انة مش ابنه الحادثة كانت مُدبرة  ...


أردفت بتشكك..:

_و انتَ عرفت منين انه وليام؟...و عرفت منين ان روبين ابنك؟..


ابتسم بثقة محتفظًا بجزء لنفسة..:

_نسيتي اني بقيت چنيرال الأعمال ؟!....عرفت من ماما روما كانت كاتبة في في مُذكرتها قبل ما ت..موت و لما جيت اتأكدت بنفسي...


عيونها تائهه و عقلها مُرتبك لا تستطيع تقبل الحقيقة !..:

_طب هتقول لوليام ايه؟...استحالة يبسبلك روبين ....


_روبين بقا بأسمي خلاص...دي فايدة السُلطة ...


رفعت كفها بعدما حرر قيدها تعيد خصلاتها خلف أذنها ..:

_انتَ اتجوزتني ليه ؟...ليه عملت كده ؟...انتَ مش محتاجني في حاجة كُل حاجة حلتها لوحدك...


رفع يدة ليُداعب وجنتها بلمسات حنونة يُجيبها بهدوء..:

_اربع شهور ، انا رجعت من اربع شهور ....شوفت واحدة لابسة فُستان صيفي مشجر لايق عَليها و فردة شعرها كانت بتجري وسط الناس و هي بتضم كُتبها ليها ، خبطت فيا و اعتذرت من غير ما تلاحظني !...


فك عقدت حاجبيها بإبهامة و هو يبتسم بخفة ..:

_قعدت في مخبز قريب لنفس الشارع بالصدفة و قبلت نفس البنت و هي بتطلب قهوة و بتقعد لوحدها و هي بتراجع دروسها و بتبتسم ببشاشة للناس ...الصدف زادت و هي ملاحظتنيش ولا مره !...وسط انشغالي كنت بروح نفس الشارع عشان اشوفها ...


تابع حديثة و هو يتأمل عيناها..:

_فضولي بقا ليها مش عارف اوصل لطرف خيط ، كُنت بدور بنفسي من غير مُساعدة حد ...انشغلت عَنها فترة بسبب الشُغل و لما رجعت شوفتها في جنينة بتنا !.،قربت مِنها بفضول كانت بتقطف تفاح من الشجرة ....استغليت الفرصة وقربت منها عشان تلاحظني بس عرفت انها مخطوبة لقريبي  !...


اتسعت عيناها بعدما فهمت انها المعنية بالحديث ، ابتلعت ريقها شاعرة بثقل اثر كلماتة ... عيناه تقص الكثير ..:

_انتَ تُقصد ايه؟...


_الصدف جامعتنا اكتر طلعت بتشتغل في القصر و اقرب حد لابني و بقيت بقرب ليها اكتر دون ادراك كُنت عايزه تلاحظني رغم اني و شوفت علاقتها بأبني و حنيتها علية و هِنا حسيت بقد ايه انا أناني كُنت عايزها ليا أنا لوحدي ، مكنتش فاهم مشاعري غير اني عايزها تبقا معايا كُل ده وقف لما افتكرت هي مين ....البنت الي كانت السبب في نفي من البلد و اتهامي بالمُتحرش ...الغضب سيطر عليا لكني اكتشفت بعد كده ان غضبي مكنش منها كان من نفسي و من اهلي ....


تابع حديثة بخفوت ..:

_مكنتش اتخيل اني في يوم من الايام احب الي كانت السبب في نفي من بَلدي الطفلة الي كبرت علي ايدي...


سند راسه علي جبينها و هو يتشرب انفاسها ..:

_مكنش عامل حسابي اني اعمل عيلة و احب حد لكن للقدر رأي تاني ، اتجمعنا في زمن مُختلف و حبيتك من غير ازاي و ليه ؟....انا بَحبك يا هِيلين ...


اعادت رأسها للخلف تُطالعة بصدمة عيناها امتلئت بالدموع غير مُصدقة لحديثة !...هو يُحبها كَيف ذلك أيعني ما يقول...


حُلم طفولتها قد تحقق !...العديد من المشاعر قد داهمتها و خاصة بعدما اخرج حروف اسمها من بين شفتاه ذكرها بماضهم ، كيف كان يشتري لما الهدايا و يحيمها من الغُرباء ...كان مَصدر أمانها الذي فقدته منذ زمن ...


لم تتحكم في مشاعرها ، كورت قبضتها علي قميصة تكمشة بين كَفها و تبكي بقهر !....


حاوطها بذراعية يمسح علي خصلاتها بحنان لتنبس بشهقات ..:

_أيدن....


همهم لها و هي يشد علي عِناقها لتتابع ..:

_ازاي ؟..، أنا حاسه اني تايهه...


تابع المسح علي خصلاتها بُحب و هو يُقبل فروتها ..:

_انا هوجهك للنور هفضل جمبك زي زمان ، ادينا فرصة...


نفت له و هي تبتعد عنه ، مسحت دموعها بقسوة ..:

_مش هينفع ، الكُل هيكون ضددنا ...الحياة هِنا مش مُريحة بالنسبة ليا ....انا عايزة امشي ، كده انا اطمنت علي روبين معاك.و ...


قاطع حديثها و هو يُحاوط كفوفها ..:

_ملكيش دعوة بحد ، وافقي انتِ و سيبك من الكُل...


نفت له و هي تستقيم من بين يدية..:

_مش هقدر معندش القدرة اني احارب و اواجهة تاني ...روبين لازم يعرف الحقيقة انا هساعدك و بعدها هيكون دوري انتهي 


_______________


حاوطت كوب القهوة الساخن امامها بين كفيها لتدفئ بدنها تستمع لحديث "چاك" الموبخ لها بعدما عَلم أنها تزوجت من "ايدين" ....


_يعني ايه؟...ازاي تعملي حاجة زي دي من غير ما ترجعيلي؟...


زفرت انفاسها بثقل لتُجيبة بهدوء..:

_كُنت لابس چاكت اسود و رافع شعرك لفوق و هي فستان لبني و فوقة بلطو بني و ماشين ماسكين ايدين بعض فرحان في حياتك مع الشخص الي بتحبه من غير ما تفكر تقولي و جاي بتعاتبني علي حاجة مكنتش بإيدي!...


ارتفع طرف ثغرها بسخرية بعدما رأت دهشة لتتابع..:

_عارف اني عنيت من تأنيب الضمير سنين و انتَ استغليت ده من غير ما تفكر فيا !...عارف علاقتنا عاملة ازاي لكنك اصريت تضغط عليا ...


يكرهه رؤية نفسه مُخطئ لا يتقبل الهزيمة...استند بمرفقية علي الطاولة متجاهل حديثها ليدس سم كلماتة ليحرز هدفة ...:

_و انتِ فاكرة بعد جوازكم ايه هيحصل؟....عمره ما هيعلنه و مجرد ما يلاقي الشخص المُناسب هيرميكي زي اي حاجة ملهاش لازمة عنده ....


استقامت تقف امامة لا تصدق ان تلك الكلمات تخرج منه هو من صديق طفولتها المُقرب من يعلم نقاط ضعفها !....


صفعته بقوة دون تفكير ، رفعت سبابتها امامة لتنهره بقوة و دموعها حبيسة عدستيها ..:

_اوعي تفكر ان كلامك ده هيفرق معايا ، القلم ده عشان تفوق لنفسك ...يخسارة يا چاك ، انا كُنت بشوفك اقرب حد ليا في الدُنيا ...


اردف انفعال ..:

_بس عُمرك ما شوفتيني زية ، دايمًا كان في بالك ...


ابتسمت بسُخرية لتواجهه بالحقيقة..:

_كُنت عارف ان ايدين ليه مكانك مختلفة عندي ، مكنتش بنام لسنين من كتر ما انا ضميري بيأنبني كُنت عايشة بذنبة و انتَ عارف ده لكنك استخسرت ده فيه كُنت عايز تاخد مكانة في كُل حاجة لانه لما سافر حتي اهلك فضلو يقرنوك بيه...


رفعت يدها امامة تمنع حديثة لتتابع..:

_اوعي تفكر تجيب الحق عليا ، انتَ الي خونت الثقة و خونت سنين صداقتنا ...


________________


تجلس امامة و هي تمسح غلي خصلاتة تُحاول شرك له الوضع بأسلوب يتقبلة ..:

_الحياك اوقات كتير بتخلينا نعمل حاجات غصبًا عننا و نقابل ناس و حشة و تأذنيتا من غير ما تهتم بوحعنا ....


تابعت حديثها و هي تري عيناها المُهتمة..:

_عارف انك بتحب وليام لكن كان نفسك يكون اب كويس زي ما بتشوف صُحابك ، مفيش اب بيقسي علي ابنة...


رطبت شفتاها تحاول تنقية كلماتها تعلم ان روبين سيفهمها ..:

_شوفتك عمك بيتصرف معاك بحب و اهتمام ازاي ؟!....عشان هو اب و الاب مش بيكرهه عيالة...


قاطعها هو بهدوء..:

_ايدين هو بابا صح ؟...سمعته بيتكلم مع بابا كان بيهدده انه هينتقم منه علي كل حاجة عملها لينا انا و انتِ....


اتسعت عيناها لتسيطر علي الموقف و هي تضمة لها ..؛

_كُل حاجة هتفهمها لما تكبر انا بس عايزاك تعرف ان ايدين بيحبك اكتر من اي حاجة ...


بادلها العناق ليقول بتعقل لا يناسب سنه..:

_انا فرحان ان هو بابا كُنت بدعي ان تحصل معجزة و بابا يحبني لكنها اتحققت بطريقة تانية ...


_________


 غادر وليام العاصمة للأبد بصمت !... لم تعود للقصر فلا محل لها به بعد الأن ....اكتفت انها ودعت السيدة "چوليا" و شكرتها عما فعلته لها طوال تِلك السنوات ...


و دعت شقيقها بالتبني ، رأت "چيسكا"  ترمقها بتقزز كعادتها ...رطبت شفتاها لتنبس بغصة..:

_عارفة انك متقبلتيش اني اكون بنتك شوفتيني بسرق شخصية إيلينا الحقيقة لكن رغم ده احب اشكرك انك احتوتيني في بيتك و محرمتنبش اني اقول كلمة ماما ، عمري ما اتمنيت اكون جزء من القصر ده ولا ادخل في حيات روما بس انتِ شوفتيني دايمًا مُذنبة ...شوهتيلي ذكريات طفولتي و اتهمتيني ظُلم و انا طفلة بحجات مفهمتهاش غير لما كبرت ...بس برضة شكرًا لانك علمتيني درس في حياتي عُمري ما هنساه ...


لانت نطرات "چيسكا" و هي تستمع لحديث الاخري و تري دموعها لتستكمل حديثها..:

_احب اقولك اني مسمحاكي ، هسيبك لضميرك ....ده اقوي عذاب للإنسان....


____________


تقرأ الجريدة تري أنجازات چينرال الأعمال مُنتظرة قدوم القطار لترحل عن تلك المدينة  تنوي العودة بعد وقت لزيارة "روبين " فلم تتح لها الفرصة لتوديعة تعلم ان ايدين لن يتركهاا...


هي تريد البقاء بمفردها لبعض الوقت لتنظم حياتها المُشتتة ، وليام قد رحل و تعلم ان أيدين السبب 


چاك انتهت علاقتها به و انتهت صداقة السنوات تركت القصر الذي ترعرت به لعلها تحظي ببعض الهدوء بحياتها 


لم تتقبل فكرة ان روبين ابن روما و ايدين لا تستطيع ان تلومة فهو المظلوم بتلك الحكاية ...تخاف ان تثق به فيتم خذلانها مُجددًا ...


______________


يجلس علي مقعدة بإهمال هي غادرت المدينة ، لا يريد اجبارها علي العودة و لا تركها ....


افاق من شروده علي دخول "روبين" و هو يسير بتردد...، وقف امامة ليسألة ..:

_عايز حاجة يا روبين ...


نفي له و هو يقترب منه ليزوم بشفتاه..:

_لا يا ...ب..ا با...


تيبست اوصالة لا يصدق ما سمع ..:

_انتَ قولت اية؟...


اقترب منه ليجثو علي ركبتاها امامة ، ليسأله بدهشة..:

_انتَ عرفت ؟...


همهم له "روبين" قائلًا..:

_ايلينا قالتلي ، انا مش زعلان منك هي قالتلي لما اكبر هفهم الحقيقة ...بس انا مش عارف هي راحت فين هي مشيت يا بابا؟!...


احتضنة بقوة و عيناه قد أغرورقت بالدموع ، هو يعلم انة والدة قد نفذت وعدها قبل مُغادرتها ...


لا يصدق تلك المشاعر التي اصابتة بعدما نعته بأبي !...قبل فروته بحب ..:

_ايلينا ممشتش هي بس سافرت عشان الجامعة و هترجع تاني...


_____________ 


أسبوعان قد مرا عَليها و هي بمُفردها ، لم تستطيع نقل اوراق جامعتها لكنها وجدت مقهي للعمل به و جوارة شقه صغيرة تسع وحدتها ...


لفت وشاحها حلو رقبتها و هي تضم معطفها تقيها من برودد الثلوج  تحاول العودة بسُرعة ...


تبضعت بعدما اخذت جزء من راتبها لتشتري ما تحتاج ، هروت بخطواتها شاعرة بالبرد ليوقفها صوت طفولي..:

_ايلينا!...


التفت بفزع لتندهش لرؤيتها "روبين" يجلس بالسيارة صُحبة "ايدين" ....اقتربت منه بسرعة تحاول منعة من النزول لبرودة الجو لكنه لم يهتم ركض لها مُعانقًا اياها بقوة ..:

_و حشتيني ...


تركت ما بيدها لتعانقة بسرعة تحمية من برودة الجو ، لفتها صوتة لم يكن مُعاتبًا بل سعيدًا ...


_و انتَ و حشتني اكتر ...


ابتعد عنها و هو يبتسم ..:

_مع اني زعلان منك عشان مسلمتيش عليا بس عارف انك سافرتي بسرعة عشان الجامعة


اردفت بتعجب..:

_الجامعة!...


همهم لها و هو يُتابع ..:

_ايوا باباايدين قالي انك مسبتيش انتِ مشيتي عشان الجامعة و هترجعي تاني بس انتِ طولتي اوي 


و هُنا قد تلاقت عيناهم  ...هو مُشتاق و هي خائفة !..

ابتسمت بسعادة بعدما لاحظت انه نعته ب "بابا"..


احتضنته بقوة و هي تحمل حقائبها بعدما ازدادت برودة الجو ..:

_طب يلا ندخل بسرعة الجو بَرد ...


تابعهم هو بصمت ليدلف خلفها ، عاين منزلها كان غرفة واحدة و مساحة للطعام صغيرة بها المظبخ و المرحاض و رغم ذلك كان دافئ مثلها...


جلس علي الاريكة بصمت لتقاطعة هي بهدوء ..:

_هعملكم حاجة دافية عشان تشربوها ....


دقائق قد مرت لتضع المشروب الدافئ علي الطاولة امامهم اشعل هو المدفئة ليجلسة في جو عائلي هادئي....


اقترب "روبين" منها و هو يحتضنها بإشتياق لينبس بعفوية..:

_انا دلوقتي عايش مع بابا لوحدنا  ، انتِ ليه بقا مش قاعدة معانا ؟...مش انتِ و بابا اتجوزتو المفروض تبقي معانا احنا كده عيلة


سعلت بقوة متفاجئة من حديثة لتشتغل وجنتيها بحمرة الخجل مُبعدها عيناها عنه لتسأل الصغير..:

_مين قالك كده؟...


اشار علي عمة بهدوء..:

_بابا قال كده ...


همهمت له و هي تتجنب سؤالة مقربة الكوب مِنه ..:

_اشرب قبل ما يبرد عشان تدفي ...


بعد وقت غط روبين في نوم عميق و هو يحتضنتها ابتعدت عنه بخفة لتضع الغطاء فوقة تُحاول بث الدفئ له ....


_محتاجين نتكلم ...


حاولت السيطرة علي رجفة كفها اثر سماعها صوتة الغليظ لتقف جوارة امام الشرفة يتابعة تساقط الثلوج...:

_مشيتي ليه ؟....


فركت كفوفها لتُجيب..:

_انا متلغبطة مفيش حاجة مترتبة في حياتي ....


التفت له يُناظرها بهدوء..:

_و انا قولتلك هرتبلك كُل ده بس افضلي معايا ، كُنتِ فاكرة اني مش هلاقيكي...


نفت له بهدوء..:

_انا عارفة انك هتلاقيني انا بس كُنت محتاجة وقت لنفسي..


_و اخدتي وقتك ؟....


كادت ان تجيبة لكنه سألها مجُددًا..:

_انتِ عايزة تبقي معايا و لا لاء ؟...بتحبيني؟...


سؤالة قد شُل حركتها هي لا تعرف الجواب لا تدرك مشاعرها أ هو  تعلق منذ الطفولة أم حُب نمي بداخلها  ، رطبت شفتاها لتجيب بتباطئ..:

_انا خايفة ، مش هقدر اتحمل وجع تاني ...


نبس بهدوء..:

_مش واثقة فيا ؟...


طال صمتها لتجيب بعد لحظات ..:

_واثقة انك تقدر تحميني انا و روبين لكني مش واثقة ان مشاعرك تفضل ليا انا مريت بحاجات كتير اوي مش هقدر اتحمل وجع تاني 


همهم لها ليتوجة للباب و هو يسحب معطفة ..:

_روحي نامي و انا شوية و هرجع


اسرعت له و هي تنفي ..:

_لاء طبعًا مش هسيبك تطلع في الجو ده ...


مسح علي خصلاتها بخفة لينبس بهدوء..؛

_متخافيش مش هبعد محتاج افكر شوية ...


تخطاها ليخرج و هو يرتدي معطفة ، راقبة من خلف الشرفة و هو يستنشق ثم لفائفة ...تري قبضة و هي تتكور بغضب و وجنتاه الحمراء اثر البرودة 


هو بحاجة لها و هي تحتاج له !...ارتدت معطفها لتلحق به لا تريد ان تكون مصدر قلق بالنسبة له ...


هرول لها و هو ينهرها بعدما خرجت ..:

_ادخلي جوا برد عليكي 


نفت له بعناد..:

_اشمعنا انتَ..؟..


زفر بقلة صبر و هو يلقي سجارتة..:

_انا هستحمل انتِ لاء ...


تجاهلت حديثة لتقول ..:

_بتفكر في ايه ؟...انا بس قولت الي جوايا ....


ابصرها لثواني اربكتها ، يتأملها بصمت كسرة بقولة..:

_انا أسف ...


اتسعت عيناها لكلماته المفاجئة تابع ..:

_اسف لاني مش عارف و معرفتش احسسك بالأمان من نحيتي ، حقك تخافي بس عايزك تعرفي اني هحاول عشانك 


اقترب خطوة مِنها ..:

_انا مش صغير و مريت بحاجات كتير في حياتي تخليني اقدر احدد مشاعري من غير تفكير انا بحبك و عايز اكون معاكي ، اوعي تفتكري اني بحاول اخليكي جمبي بسبب روبين ..انا بس طمعان ان  لمستك الحنونه و الانثوية دي تكون في حياتنا ...


رفع كفة البارد ليحاوط و جنتاها مردفًا بحنان ..:

_عايزك بس توافقي تكون جمبي و انا هحارب عشان املك قلبك وافقي انتِ بَس ..


هزت رأسها بالموافقة دون تفكير هي تسحق فرصة للعيش بسعادة ، عانقها بقوة و هو يستنشق خصلاتها نابسًا قرب اذنها ..:

_اوعدك اني هعمل المُستحيل علشانك ، متفكريش في حد من بكرا هعلن خبر جوازنا ...


ابتعد عنها و هو يتحسس و جنتها ..:

_حياتي بقت عبارة عنك و عن روبين بَس...


ضرب ارنبة انفها بمشاغبة ..:

_مش ناوية تقوليلي حاجة كده و لا كده ؟..


نفت له بخجل و هي تبتعد عنه بعدما فتح ذراعية ليعانقها مُجددًا ...لتنبس بطفولية كما في ماضيهم ..:

_هنشوف الموضوع ده لما تمسكني الاول ...


ركضت امامة بصعوبة لوجود الثلج ...كان يتابعها ببسمة واسعة و عيون لامعة متذكرًا مغامرتهم في الماضي ، هو ناضج منذ مراهقة لكن بها شئ يجبره علي التخلي عن كُل شئ فقد لرؤية بسمتها !....


نسي هوية و مكانة في البلاد ليركض خلفها و هو يستمع لصراخاتها تخاف ان يُمسك بها ...


حاوط خصرها و هو يرفع عن الارض اختل توازنة ليسقطة فوق الثلج ، اعتدل  ليدغدغدها مستمتعًا بصوت ضحكاتها ..:

_اعترفي يلا و قوليها انك بتحبيني ...


_خلاص خلاص هقول ...


اوقف حركت اصابعة يسمح لها بأخذ انفاسها لتدعي التفكير لتقول بخبث..:

_بحب نفسي اكتر ...


صُدم من اجابتها مما جعلة يدغدغها بغيظ..:

_لسه خبيثة زي ما انتِ ...السنين مغيرتكيش..


_و انا كمان يا بابا عايز العب معاكم ...


التفت للصوت ليجدة روبين يرتدي معطفة و وشاحة يدفئ نفسة جيدًا و يبصرهم بأعين لامعة بالحماس ...


استقام "ايدين" و هو يلحقة ليحملة و هو يدور به في الهواء ..:

_تعالا انتَ كمان ....


وضعة قربها و هو يداعب معدتة مؤديًا لظهور ضحكاتة الصاخبة 


____________


مر عامًا كاملًا تقف الان لتسلم شهادته تخرجها ...


تسير ببعض الثقل هي بشهرها الرابع الأن اخذت شهادتها...


تناظرهم من اعلي المنصة تري زوجها يجلس و قربة روبين الذي اصر علي حمل باقة الزهور لها تحسست معدتها بحُب ...


 عاونها زوجها علي نزول السلالم ليقدم "روبين " الزهور لها ..:

_مبروك التخرج ايلي...


قبلة وجنته بحب قائلة بسعادة..:

_الله يبارك فيك يا حبيب ...


تدخل "ايدين" بضيق ..:

_اشمعنا هو ؟!...ما أنا باركتلك مرتين؟..


تحسست وجنته بحب و هي تُقبل وجنتة ببسمة واسعة لتنبس قرب اذنة..:

_هو ابني و انتَ حبيب قلبي...


ابتسم لها مظهرًا صف اسنانة الامامي يحمل روبين و هو يمسك يدها..:

_يلا نروح بيتنا عايز اقعد مع عيلتي شوية....


و هُنا قد تكون انتهت قصتنا جمع القدر ثلاثتنا لنعوض بعضنا ..


"قد تُدفن الهويّة في ركام الذاكرة، لكن الحب الحقيقي يُعيد بناء الإنسان من جديد... نحن لم ننسَ الألم، بل اخترنا أن نكون دواءً لبعضنا البعض."


تمت ....


#بقلم_هَنا_محمود 

#هيلين


تعليقات

التنقل السريع
    close