رواية هيلين الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم هنا محمود كامله
رواية هيلين الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم هنا محمود كامله
_أنتِ مين؟ ...و أيه جابك هِنا؟...
انكمشت علي نفسها و دموعها بتنساب أكتر بعد ما سمعت صوت غليظ غير مألوف بالنسبة ليها ...
تهجم محياه بعد ما لاحظ قطرات الدماء علي ثيابها فسأل بقلق..:
_انتِ متعورة ؟...حد عملك حاجة؟..
نفت ليه بخوف اكتر ونبست..:
_أنا عايزة ، ماما...
همهم ليها و هو بينحني ليواكب طولها مطالعًا الطرقات حولها ...لكن عيونه أهتزت لما شاف نقش السهم محاوط أعلي ذراعها ...سألها بفزع..:
_أنتِ من عشرة أندريا؟...
و ما أن أخرج حروف الإسم من بين شفتاة ، زحفت بعيد بإرتبعاب مِنه ، رق قلبة علي مظهرها ...
هي طفلة تكاد أن تكون بلغت سن الثمانية...
ذكرته بها !...ابنة الفقيدة..
زفر أنفاسة بروية و قال..:
_متخافيش ، أنتِ بس قوليلي فين ماما و بابا...
و ما أن ذكرهم حتي تجددت دموعها ، حركت راسها بالنفي ..:
_مش عارفة بابا قالي أهربي و متبصيش وراكي ، بس أنا عايزها..
و هِنا فهم الصابهم ، الم.وت هو مصيرهم !...
هم عائلة أندريا خائنة للوطن!..
مد كفة ليها و هو بيمسح الشوار بعيونة خوف أن يشوفة حد ، خلع سترته و مده ليها من بعيد عشان متخفش أكتر..:
_حطيها عليكي عشان البرد...
حجه حطها حتي تخفي وشمها...
ترددت ، لكن ملامحة الممتلئة ببعض التجاعيد و بسمة البشوشة ريحتها شوية...
سحبة منه بخفة بعدما شعرت برفجفة البرد ...
رطب شفتاه وقال بتردد..:
_لازم نمشي من هِنا قبل ما حد يشوفك ...
حاول تلين نبرته قدر الإمكان عشان يبث الإطمئنان ليها..:
_تعالي معايا نقعد في حته بعيد عن البرد ...
عيونها البريئة رجفتها دموعها المنسابة كُل ده حرك جواه مشاعر الأبوة ليها ، رطب شفتاه و مد ايدي ببسمة حنونه..:
_متخفيش...
لكنه اول ما سمع صوت أقدام بتقرب باغتها بحملها بين ذراعية و هو بيحاوطها ببسُترته ، مسح علي ظهرها بخفة..:
_متخفيش ده أمان ليكي ، متعمليش صوت بس..
اومئت ليه و هي بتنزوي بنفسها بين أحضانة!..
تحرك بخطوات مسرعة و الخوف متملكة...
_أستني عَندك....
تيسبت قدماه ، حاول تمالك اعصابة و التفت للصوت ، كان من العساكر البرطانية ...
ماسك سلاحة و هو بيرمقة بشك..:
_بتعمل ايه في وقت زي ده؟..
شاور علي عربة الحصان وقال..:
_انا خادم في قصر عائلة والتون و كنت بوصل طلبات أنا و بنتي....
طالعة بشك لكن حركتها بين أيدين والدها خلته يفتكر انها رجفة برد همهم ليه بتفهم وقال..:
_ماشي روحها يلا ، متفضلش في الشارع للوقت ده..
شكره بهدوء و هو بيسرع بخطواتة لعربة الحُصان ، حطها برفق و ساق بسرعة ...
و صل قُصاد قَصر بعد عن البوابة الرئسية و توجة لبوابة الخدم ...
دخل بسرعة لكن وقفة صوت .:
_بتعمل ايه يا أسكندر؟..
كانت "چوليا" سيدة القصر!...
رمقة بتشكيك..:
_من الي بين ايديك ؟...
مفيش مفر للكدب هي الوحيدة التقدر تساعدة ..
ازاح السترة من علي ذراعها ووجهها لتتضح لها ..
شهقت بصدمة بعد رؤيتها لوشمها ..:
_انتَ جبتها منين ؟..دي عاشيرة أندريا؟!...
اومئ لها بخفة و يدة تمسح علي ظهر الصغيرة..:
_لقيتها في شارع الخان بتعيط لوحدها وسط الضلمة ..
كمل بهمس ..:
_النهاردة كان نهاية العاشيرة كُلها ، هي الناجية الوحيدة
رغم رفضها للبيحصل لكن عيونها البريئة و دموعها المنسابة خلتها تلين ليها ، حطها علي الارض فقربت هي ليها عشان تتأكد..:
_فين ماما و بابا ؟..
زامت بشفتاها بعد ما أفتكرت اصوات الصراخ و ضرب النار..:
_مش عارفة ، بابا قالي أجري و مترجعيش تاني ...بس انا عايزهم...
رفعت "چوليا" كفها و مسحت دموع الصغيرة ...
_بتعملة ايه هِنا؟..
التفة بفزع لما سمعة صوته ...لكنها زفرت براحة لما شافة كان أبنها الصُغير
" أندريا" طالع الفتاة بتسأل وقال..:
_مين دي؟...
و بدون تفكير جاوبة مامته بصراحة عارفة ان هو الوحيدة الهيقدر يساعدها..:
_من عاشيرة أندريا..
اتكلم بغضب و نفور من فعل والدته..:
_يعني ايه؟!..و هي بتعمل ايه هِنا؟...أنتِ عارفة هيحصل أيه لو جدو او بابا عرفو؟..
اتشتت مش عارفة تتصرف لكن خوف الصغيرة و نظراتها الفارغة خلت قلبها يلين أفتكرت بنتها !...
أغرورقت عيناها بالدموع و هي بتمسح علي بدن الطفلة بين حضنها ..:
_دي هربت منهم هي الوحيدة الناجية من عيلتها ، هتسبهم يموته طفلة؟...
نبس إنفعال و قسوة..:
_تموت و لا تغور مش مهم ، جدو لو عرف مش هيسيبك...
نفت ليه بسرعة..:
_مش هيعرف لو ساعدتني مش هيعرف..
رفع خصلاته بحده..:
_مش هساعدك ، احنا هنرميها في اي حته ..مينفعش نتورط معاها
نهرته بضيق و هي بتتحرك لبرا!..مش هتقدر تسبها..:
_ايه القسوة دي!...لو هي مشيت أنا كمان همشي...
مسك" "أندريا " ذراع والدته بسرعة يمنع حركتها ..:
_بتعملي ايه؟...انتِ عارفة لو حد شافك معاها ايه هيحصلك؟..
أتنهد بيأس لما شاف دموع والدته و قال..:
_هتيها أنا هتصرف متدخليش ...
نفت ليه بعنف..:
_مش هتمشي من هِنا أنتَ سامع ؟!...
سحبها منها بقسوة وقال بسرعة..:
_يلا في حراسة جاية...
هرول بخطواتة داخل حدود القصر و حاسس بخوف أن حد يشوفة ، كانت الطفلة لسه هتتكلم لكنه نهرها بقوة أفزعتها....:
_متتكلميش...
اومئت ليه و هي بتنكمش علي نفسها بين ايديه!...
"چوليا" والدته كانت طالعة وراه ، كان هيدخلها غرفة الضيوف لكنها وقفته..:
_لا يا اندريا دخلها اوضتك ...
لف ليها بسرعة و نفور..:
_لاء طبعا اوضتي محدش غريب هيدخلها
ترجتو بعيونها..:
_لو دخلتها اوضة تانية الكُل هيعرف بوجود غريب وسطنا
نظر للبين ايدية بتقزز..:
_ماشي . بس تحميها الاول مش هتلمس حاجتي و هي متوسخة كده..
حطها علي الارضية ببعض الحدة و وجهه كلامة لوالدته ..:
_لازم تمشي بكرا مش هينفع قعدتها هِنا...
كانت بتابع نقاشهم عنها ببكاء و خوف ،قربت "چوليا " منها و هي بتربت علي خصلاتها بحب و قالت..:
_بس يا حبيبتي اهدي انتِ في أمان دلوقتي متخافيش انا مش هسيبك...
أسترسلت حديثها بحنان..:
_انتِ أسمك أيه؟..
حركت عيونها بعينهم لكنها اول ما التقت بعيونة استخبت في حضنها وقالت بتقطع..:
_هَ..يلين..
_هيلين؟...أسمك جميل اوي زيك ؟ أيه رأيه ناخد شاور و نغير هدومنا!...
نفت ليها بخوف تفهمته "چوليا" وقالت..:
_خلاص تدخلي انتِ لواحدك؟...عشان تبقا ريحتك حلوة...
مسحت علي دراعها وقالت..:
_هجبلك هدوم من بنت عمه و هاجي ..
اتدخل بحزم..:
_و افرضي حد شافك ؟..
نفت ليه بتفهم..:
_متقلقش هاخد بالي...
دقائق مرت كانت بمثابة الساعة عليها ، نظراتة حركاتة بتحسسها بالخوف و عدم الراحة ...
عادت "چوليا" ببسمة بشوشة..:
_جبتلك فستان هو مش حلو زي بتاعك بس يارب يعجبك...
مسحت دموعها بكفها و هي بتبصلها بسكون . قربت "چوليا" منها ، عاونتها علي النهوض و دلتها علي الحمام ...
الليل معروف بالسكون لكن الليلة دي كانت مختلفة ، الكل بيدور في الأنحاء عن حفيدة عاشيرة أندريا الخاينة!...بأمر من المنظمة تم ق.تل كُل العيلة!...
فتح جزء صغير من ستارة غرفة بتطل علي الشارع الخلفي ، شاف حركة الحرس و ألتفتهم حوالين نفسهم هما قربة منهم!...
قاطع أفكارة صوت طرقات علي الباب ، اشار ليهم بالسكوت و فتح الباب بهدوء...
استقبل بدن الخادمة ، كانت بتبص علي الارض بإحترام وقالت..:
_الحراس عايزين يدخلة يدوره في القصر علي حفيدة عيلة اندريا لأنها هربت...
سب تحت أنفاسة بسخط ..:
_خليهم يدخلة
قفل الباب و اتوجه لوالدته الكانت بتبصلة بصدمة ، أزاي هيسبهم يدخلة؟!...
أشار ليها ..:
_روحي اوضتك من غير ما حد يشوفك و مثلي أنك نايمة
نفت ليه بخوف علي "هيلين" ..:
_بس ...
قاطعها بحزم ...:
_متقلقيش عليها ، اتحركي بسرعة
اومئت ليه و مسحت علي كتفة بحنان ...:
_انا واثقة فيك ...
خرجت "چوليا" و هي بتتسحب بتوتر لحد ما وصلت أوضتها و مثلت النوم ....
عيونة كانت بتجوب في المكان بيدور علي حل لحد ما لاحظها ، منكمشة علي نفسها بتبكي بصمت و هي كتمه شهقتها بتحاول تداري بعيد عنه حركتها و عيونها البرئية فكرتها بيها !
هو كان بيفكر يسلمها و كأنها هربت لحد هِنا لوحدها لكن حاجة جواه منعته دى طفلة !...
زفر بحنق و هو بيفتح الباب و سمع خطوات رجلين ...
هرع ليها بسرعة و شالها و و رماها علي السرير خلاها تشهق بصدمة
طفي الأنور كلها و نام علي السرير و رفع الغطا عليهم ، نهرها بحدة لما سمع شهقتها :
_هشش مطلعيش صوت أنت سامعة !..
اومئت ليه بسرعة و هي بتكتم أنفاسها صادف فتح الأبواب بهمجية ، مثل التثائب و هو بيرمق الحراس بجمود ، اتكلم واحد منهم بحزم..:
_في طفلة هربانة عندنا أوامر أننا ندور عليها في القصر
حرك الغطا بحرص عشان ميظهرش حاجة منها و اتكلم بغضب..:
_و انت شايف انها هتكون عندى ؟....و ازاي تدخل كده في قصرنا ؟...
بعد الحراس عيونة عنه بخوف و اعتذر بأدب بعد أدراكة غلطة..:
_انا اسف مكنتش اقصد
نهره بحد ..،:
_اطلع برا يلا
اول ما خرجة راح بسرعة علي الباب و قفلة بالمفتاح ، ابصرها و هي منكمشة علي نفسها و دموعها منساية علي عيونها و قالت بقلب مرتجف ..:
_أنا عايزة م..ا ما
اتنهد و هو بيبعدها بضيق هي السبب في كل ده و لو حصل لمامة حاجة هيكون بسببها ، اشار ليها عشان تسكت وقال...:
_مش عايز أسمع صوتك ، نامي لحد ما نشوف هنعمل اية
ضمت بدنها و قعدت علي الكنبة و هي بتحاول توقف رعشة جسمها و دموعها بتنساب بحرية ، حياتها أتغيرت في ليلة واحدة بس!...
_______________
تاني يوم ، في غرفة الخدم ... كانت قاعدة منزوية علي نفسها و هي سامعة حديثم ...
"كابر" بتقنع عائلة الراجل الساعدها امبارح "روبين" أنهم يربوها !....
كلام كتير مش فاهمه ، هما عندهم بنت و م..اتت هي هتاخد مكانها!..
قربه عليها و كُل بيمنحها إبتسامة بشوشة عدا ست واحدة !...نظراتها كانت و كأنها متقزز مِنها!...
قعدت "چوليا" جوارها وقالت بنبرة حنونها و هي بتحرك خصلاته البُنية ..:
_عشان تقدري تعيشي هِنا لازم يبقا معاكي أم و أب وعيلة...
فركت كفوفها بقسوة و جابوبتها بخفوت..:
_بس أنا عندي بابا و ماما
همهمت ليها و تابعا" ..:
_انا عارفة بس دول هيبقو تانين و مش هياخدو مكانهم
اشارت عليهم و تابعت..:
_ده اسكندر الجابك و دي جيسيكا...
التفتت ليها وقالت ..:
_و انتِ هتكوني بنتهم إيلينا...، انسي هيلين خلاص و عاشيرة أندريا ، وشمك اوعي تخلي حد يشوفة...
كانت بتتابعهم بعيون هادية لكنها فاهمة البيدور حوليها ، مش هتشوف أهلها تاني هُما بقو في السما خلاص!...
هتكون مع العيلة دي مكان بنتهم !...
هتنسي اسمها و نسبها هتعيش متخفية بينهم...
____________
بعد مرور شهرين ...
بتحاول تتأقلم معاهم و تتعود علي حياتها الجديد ..
الشاب المخيف بالنسبة ليها مبقتش بتتقابل معاه غير من بعيد محصلش تصادم تاني بنهم..
الاجواء كانت هادية ، اتعرفت علي أخواتها الجداد ...
اليكس و روما ...
رجعت من مدرستها بحزن ...
السيدة"چوليا" حطتها في مدراس عائلتهم للطبقة الراقية لكنها مخلصتش من التنمر عليها!...
الحياة قاسية علي فتاة لم تكُمل سوي الثمان سنوات...
حطت كورسي صغير و وقفت تقلب اكلها ..:
_بتعملي ايه؟..
التفت بفزع لمصدر الصوت كان هو اكتر شخص بتهابة !...
نزلت من علي الكرسي و هي بتحاوط كفوفها بتوتر ، عيونها راحت للأكل غصبًا عنها هي جعانة . لكن وجودة مش مريح بالنسبة ليها ...
رمقها هو بتهكم ، و جودها بيفكره بالكان ممكن يحصل لمامته بسببها لو حد عرف بيها!...
_هيلين...
نبس اسمها بروية من بين شفتاه لتقاطعة هي بنفيها..:
_مبقتش هيلين ، أنا إيلينا..
ارتفع طرف ثغرة بسُخرية و هو بيقف قُصادها يناظرها من أعلي بسبب فرق الطول بينهم..:
_كدبتي الكدبة و صدقتيها؟!...انتِ هيلين الهربانة من عاشيرة اندريا ...الم..اتت كُلها...
أغرورقت عيناها بالدموع و هي بترجع خطوة لورا..:
_انتَ عايز ايه؟...
طالعها لثواني كانت طويلة بالنسبة ليها ، ملامحها لسه طفولة و عيونها لسه بريئة لم يتم تدينسهت بقذار البشر بعد...
بص للوعاء وراها كانت بتحضر اكل هي لنفسها!..
_ليه انتِ البتعملي الأكل فين جيسكا..؟..
رفعت كتفاها ليه بخفة وقالت..:
_نامت هي و اخواتي بعد ما اتعشو..
_و انتِ متعشتيش ليه معاهم؟...
بعدت عيونها عنه و جاوبة..:
_أتأخرت عليهم فنامة...
جواه اسألة كتير ، و لو هُما اتعشو مشالتلهاش أكل ليه؟!...رمق الوعاء بخفة وقال ببردو..:
_انا جعان..
رغم خوفها منه ، الا انها مش عايزة تحتك بية !..:
_هنادي حد من الخدم
نفي ليها و هو بيقعد ببرود..:
_مش انتِ بنتها؟!.
شرزته بحقد لما ادركت مقصده فتابع بإستفزاز..:
_ايه مش قولتي انك بقيتي إيلينا خلاص؟..
زفرت انفاسها بسخط ، مش حبه تدخل معاه في مشاكل هي مديونة ليه هو حماها....
حطلة الأكل في طبق و حطة قصاده و حطت لنفسها طبق هي كمان قُصادها ، رفع حاجبية ليها وقال..:
_انتِ هتكلي معايا؟...كُلي في أوضتك؟..
نفت ليه بخفة و هي تشرع في تناول الطعام..:
_مينفعش ناكل في اوضة النوم انسب مكان للأكل هو الترابيزة..
تجاهلها و هم في تناول طعامة ، طعمة حلو!...
_سمعت انك رحتي المدرسة مع ليلي...
همهمت ليه وقالت..:
_شكرًا انكم دخلتوني مدرسة راقية زيها..
نبرتها و اسلوبها و كأنها أنسة كبيرة مش مُجرد طفلة، هز راسه ليها لكنه لاحظ لتو احمرار طفيف علي وجنتها!...
اشار من بعيد ليها وقال..:
_ايه ده؟..
تحسست وجنتها بخفة ، بعدت عيونها عنه و جاوبة بصراحة..:
_مش الكل متقبل وجودي في المدرسة..
فضل باصص علي احمرار وجنتها بهدوء ..
_______________
تاني يوم وقت المدرسة....
_إيلينا يلا ، بابا هيتأخر ...
همهمت ليها و هي بتحضر شنطتها لكن وقفها صوت صراخ جاي من الجزء الاخر من القصر !..
قاطع فضولها صوت "روما" اختها..:
_احنا همنشي عشان منتأخرش ابقي تعالي مشي عشان تتعلمي الدرس ...
مركزتش معاها ، فضولها كان بيقودها لمصدر الصراخ ، ذكرها بجدها الراحل...
اتسحبت علي اطراف اقدامها حتي وصلت لصالة القصر...
كان الجد و كبير عائلة" والتون" بيصرخ في وشي "ايدن" بغضب..:
_قولت هتسافر يعني هتسافر...
نفي ليه و هو بيقف قُصاده بغضب..:
_لاء مش هسافر مش عايز اسيب ماما لوحدها ...
ابتسم بسخرية علي حديثة وقال بنفور..:
_متسترجل كده ، انتَ حفيد والتون فاهم يعني أيه؟!...
حقد السنوات أتركم جواه من جده و افعالة و كالعادة باباه و اخوة واقفين بيتفرجة بصمت و مامته بتزرف دموعها بسكون ، قال بإصرار..:
_و انا قولتك مش هسافر...
صوت صفعة قوية هو ما كان يُسمع في سكون الصالة!...شهقت فزع فرت من ثغر والدته ...
مسك و جنتة بعد ما سقط علي الأرض من قوت الكف . تمساك و هو بيرمق جدة بكرهه ...
قرب جدة منه و هو كارهه عيونة المتحدية ، ركلة بقوة في معدته ...
حاوط "ايدين" معدته و هو بيتأوهه بألم منكمش علي ذاته ...و هِنا إبتسم "والتون" جدو لما شافة بيتآلم قصاده...صرخ في الخدم..:
_طلعوة اوضتو محدش يدخلة لا اكل و لا شرب ...
عاونوة علي النهوض قربت "چوليا" منه بدموع ..:
_أيدن...
لكن قاطعها صوت جدو الغليظ..:
_مكانك ، محدش يقرب مِنه....
و كالعادة وقفت مكانها ، خافت مِنه تيبست قدمها و تابعت ابنها و هو بيتحرك بصعوبة لغرفة سابة لوحدة كعادتها!....
كُل ده كا بيحصل أسفل عيونها المُراقبة ، حست بالشفقة لحالة و خصوصًا انها شافت عيلة كُلها ساكتة محدش دافع عنه!....
احساس بالذنب روح طفولتها الطاهرة بتحسها علي مساعدتة....
بعد نص ساعة مكنش قصادها حاجة تعملها عايزة تجبلك اكل عملت سندوتشات ليه ....
كانت بتتسحب بخوف و هي بتبص حواليها لحد ما وصلت لغرفة ، بصت حواليها بإرتباك و فتحت بابة من غير طرق..
كان قاعد علي سرير و باصص للسقف بسكون ، التفت لمصدر الصوت و شافها !...قربت منه بسرعة و هي بتتسلق فراشة بصعوبة بسبب ارتفاعة...
طلعت السنوتشات من اسفل سُترتها و حطتها قُصاده بسرعة و بعدها خرجت ادوات التعقيم قالت بهمس و خوف..:
_كل بسرعة و عالج جرحك قبل ما حد يجي...
رطب شفتاه و تجاهل تفاجئة بوجودها ونبس بمشاكسة..:
_مش والتون قال محدش يدخلي؟..
همهمت ليه بجدية و هي بتخرج قطعة قطن صُغيرة..:
_هو جدك انتَ يعني مليش دعوة بيه...
ابتسم بجانبية ..:
_يعني انتِ سمعتي اوامره؟..
حركت راسه ليه بالموافقة و هي بتمد قطعة القطن ليه ..:
_لازم امشي بسرعة قبل ما حد يلاحظني ، هحاول اجيلك تاني بليل...
زامت بشفايفها وقالت بصدق ..:
_انتَ مُخيف لكنك طيب ، ساعدتني و حامتني ...
ربتت علي رجلة بخفة وقال بطفولية..:
_منزعلش ، انتَ شخص طيب هحاول اكون صحبتك عشان متبقاش وحيد...
استقامت بسرعة غير سامحة ليه بالحديثة ، لوحت ليه من بعيد و سارعت في خطواتة لبرا بعد ما قفلت الباب...
تابع طفها بدهشة اتحولت لإبتسامة هي طفلة عنيدة زية...
٠
الحال اتحسن بينهم و بقو اصدقاء ...
_هنتمشي سوا.؟...
همهم ليها بخفة..:
_اه ...
استكمل تعديل خصلاتة فوقفت قصاده داخل مرحاض غرفة و هي بتدور حوالين نفسها بفرح بفستانها الجديد...:
_ايه رايك؟...
جاوبها بإستفزاز..:
_مش وحش...
مهتمتش لكلامة و التفت ليه ..:
_ارفع السوستة لحد اخر حته
همهم ليها و هو بيرفع شعرها كانت حته صغير بس المفتوحة مسك السوسته عشان يرفعة لكن وقفة دخول همجي لغرفة كان شقيقة الأكبر "وليام" قول بصراخ..:
_انتَ بتتحرش بيها!...بتتحرش بطفلة؟!..
يُتبع...
"٢"
تسير في الأزقة و هي تضم سترتها الرقيقة علي بدنها مستمتعة بأشعة الشمس التي تبث الدفئ لها ...
نوڤمبر بالندن مشهور بأجواء الخريف و رياحة الرشيقة..
دلفت لقصر عائلة "والتون" لم تلبث لثواني حتي دفئ بدنها بسبب المدفئه المشتعلة...وضعت أغراضها داخل غرفتها ....
خرجت لتجد والدتها تتناول الطعام صحبة شقيقها يتناولون غدائهم دون إنتظارها كالمُعتاد ، لم تعلق عليهم . حضرت شطيرة لنفسها و خرجت للحديقة الخلفية...
نسمات الهواء تُداعب خصلاتها برفق مرسلة شعور بالراحة داخلها ، احست بحركة جوارها
ألتفتت ببسمة واسعة ما أن علمت هوية ،رفعت كفها تستأذن أولا قبل أن تمسح علي رأس الصغير ..:
_روبين..
طالعها بعيون طفولية لتتابع بالمسح علي رأسة بحنان..:
_عملت ايه في المدرسة؟...
رطب شفتاه بخقة ليكتفي بإجابة مُختصرة..:
_كويس ...
فهمت أجابة لتفتح ذراعة تضمة لها بحرص حتي لا تزعجة ...تري نفسها بِه!...هو ذون ثمان سنوات وحيد كما في ماضيها !....
قاطع جلستهم صوت الخادمة ..:
_ايلينا ...چوليا هانم عايزاكي...
طبعت قبلة رقيقة علي رأس الصغير قبل أن تنهض و تتوجة للداخل ....
مكتب يليق بكبار العائلات بالندن عَشيرة "والتون" من داعمة الوطن وقت الحرب و لم يخونونه علي عكس عشيرة "أندريا"!...
جلست بإحترام أمام سيدة القصر "چوليا" عيناها تنظر للأرض بأدب ..:
_حضرتك طلبتيني...
ازاحت "چوليا" خصلاتها الشقراء بعيد عن عيناها لتنبس..:
_انتِ عارفة حالة روبين كويس...
همهمت ليها فتابعت..:
_انتِ الوحيدة البيتجاوب معاها ، عشان كده عايزاكي تكوني معاه دايمًا تعتبري نفسك المُربية بتاعة...
زامت شفتاها بضيق ،...تريد الرفض لكنها لاتنسي أفضالها عليها !...
قالت بتردد.:
_بس أنا كُنت عايزة امشي...، انا بساعد في القصر يمكن اقدر اسدد جزء صغير من ديني ليكي بس وجودي مع روبين يعني بقائي هِنا علي طول
لم تعد تتحمل بقائها في ذلك القصر أضحت جدرانه تخنقها ...تفهمت "چوليا" حالتها لتقول ..:
_هدعمك في قرارك لكن مش دلوقتي ، لما حال روبين يتحسن أكتر هتمشي...انتِ هتستلمي كُل اموره لكن طبعًا قراراتة هترجع ل"وليام" الأول..
لم تعطيها فرصة الرفض قد أتخذت قرارها من الأساس ...شكرتها بأدب لتستقيم من مكانها لكن أوقفها كلماتها..:
_أيدن هيرجع نهاية الاسبوع....
و ما أن سمعت اسمة حتي شعرت ببرودة أطرافها ، هو سيعود ...من كان يطاردها بأحلامها سيعود ، الغريب الوحيد الذي يعلم بسرها!...
قد غادر البلاد منذ أربعة عشر عامًا بسببها هي ، فضيحة لم تفهم معناها حينها قد نفته هو من موطنة!..
دلفت لغرفتها و عقلها يكاد ينفجر من كثرت التفكير شاعرة بعيون مراقبة لَها وقفت "جيسكا" والدتها أمامها بعيون حاقدة..:
_كُنتِ بتعملي ايه في المكتب ؟...
كانت ستتجاهلها لكنها اجابتها بكذب..:
_كانت بتقولي اني اهتم بأمور القصر أكتر ...
ضيقت عيناها بعيون مشككة لتقترب مِنها بعيون كارهه..:
_المهم تكوني بعيدة عن روبين ، اوعي تقربي من حفيدي....
لم تعطيها رد فعل بل انسحبت بعيدًا لحديقة القصر الخلفية كعادتها ....
"روبين" هو أبن شقيقتها" روما" و "و وليام" وريث عشيرة "والتون" ...
ذنب لم تفترقة لكنها دفعت ثمنة .....
______________________
ثوب رقيق مثلها يحيط بدنها اعلاة سترة طويلة تقي جسدها من برودد نوڤمبر ....
أخذت كُتبها لتذهب للجامعة لكن أوقفها جسد طويل امامها رفعت عيناها لتلمحة "جاك" خطيبها!...
فتح ذراعية لها ليستقبلها بعناق ، هرولت بخطاها له و البسمة تعلو ثغرها لقد عاد!...
_رجعت أمتي أنا مش مصدقة؟...
مسح علي خصلاتها و هو يضمها له اكثر ..:
_من يومين ...
ابتعدت عنه و هي ترمقة بضيق..:
_يومين و انتَ هِنا و مفكرتش تشوفني او تبعتلي رسالة حتي !...
ابتسم علي غضبها بلطف ليقرص وجنتها..:
_كان في مشاكل تبع الشغل خلتني معرفش اجيلك انا حتي مرجعتش لوحدي ...
لم تعقب علي حديثة فهي سعيدة ان صديق طفولتها قد عاد!....حاوطت ذراعة بود قائلة بمرح..:
_احكيلي عملت ايه هِناك؟...
ابصرها ببشاشة و هو يطوق كتفها فهو قد إشتاق لها حقًا....
مر الوقت و هما يتبادلون الحديث لينبس بمرح كعادة..:
_ايه رايك نقطف تفاح زي زمان..
هي فتاة تخلت عن طفولتها من زمن حتي ابسط الأشياء لم تعد تُسعدها لكن وجوده يذكرة بأوقاتها السعيدة...اومئت له ببسمة..:
_يلا بينا...
تسلل بخفة للحديقة الجانبية المنتشر بها أشجار التفاح ، اشار لها ..:
_استني هجيب حاجة نجمع فيها...
لم تضيع وقت حيث أمسكت بالأخصان تتسلقها بحرص، القت بالحبات التي تلتقطها من أعلي و مع كُل ثمرة بتسلل لها ذكري قديمة ، طيف يلاحقها من بين صفحات الماضي..:
_انتِ مين ؟..و بتعملي ايه هِنا؟..
شهقت بصدمة لتحرك قدمها دون إراده مؤدية لتهاوي جسدها ...اغمضت عيناها مستعدة للآلم ، لكنها شعرت بأيدي تحاوطها!...
فتحت عيناها برفق لتتسع عدستيها بقوة ، كان هو !...لقد عاد ، كابوسها عاد...
يُتبع....
"٣"
أبتعدت عنه بسُرعة شاعرة برجفة أطرافها ، لقد عاد!..أنه هو؟!...
قرب ما بين حاجبية بتعجب وسألها ..:
_انتِ مين؟...
شُل لسانها ...نست كيف تتحدث ، تقطقعت حروفها عقلها لا يستوعب وجودة امامها بعد تلك السنوات الطوال!...
تدخل صوت "جاك" الذي أفاقها من صدمتها..:
_انتَ جيت علي القصر ؟...
همهم له و عيونه لم تنزاح عنها ليسأل ببرود..:
_مين دي؟...
ابتسم"جاك" و هو يحاوط كتفها يرقبها له ..:
_انتَ مش فاكرها دي أي....
قاطعتة هي بنبرة مُرتجفة ..:
_انا خطيبة ....
عيونة مازالت مُتعلقة بها .. وضع كفة بين جيوبة ليبتعد عنهم بصمت دون التفوه بشئ او إلقاء التحية حتي!...
لقد تغير ...فقد ملامح المراهقة لتضح نظراتة حادة تبث الرهبة للجميع ...يبدو أن فتي السابعة عشر لم يعد كما كان!...
_____________
يجلس علي طاولة الطعام بوجهه جامد ، أمامة شقيقة "وليام" و يسارة والدته ...
اخذ قطمة من شريحة اللحم ليسأل بهدوء بعدما لاحظ خادمة شابة ..:
_فين جيسكا و اسكندر جوزها؟...
رطبت والدته شفتاها قبل ان تجاوبة بحزن..:
_اسكندر اتوفي من تمن سنين و جيسكا كبرت خلاص فمبقتش بتشتغل كتير في القصر ...
همهم ليها بخفة و استكمل تناول طعامة بهدوء ، يشعر بنظرات شقيقة له و عيونة الحاقدة !...
تجاهلة و هو يوجهه حديثة لوالدته مُجددًا..:
_فين روبين؟...مش بياكل معانا ليه؟..
لما يري ابن شقيقة ولو لمره واحدة حتي منذ مولدة!...مُنذ أن تم نفية و هو بالسابعة عشر لم يُفكر العودة مُجددًا...
و هُنا قد تدخل والده قائلا ببعض التسأل..:
_بتسأل ليه؟...
استشعر قلق والده من حديثة ليجيب بدهاء..:
_عندي فضول عشان اتعرف علي ابن اخويا...
اشارة والدته للسُلم ..:
_هتلاقية في اوضة..
كاد ان يتدخل "وليام" ليمنعة من الذهاب لكن نظرات والده قد أسكتته...
صعد درجات السلم ، مازال بتذكر منزلة و مكان غُرفة ...وجد غرفة كانت فارغة في الماضي استشف انها غرفة الصغير...
فتح الباب دون طرق ، ليجد بدنه الصغير يجلس علي المقعدة خصلاته سوداء مشابهه له و عيونه سوداء...
رطب شفتاه و هو يتابعة بهدوء ليشتته صوت لم يلاحظ صاحبة سوي الأن..:
_يلا عشان نخلص الواجب سوا و بعدها نتمشي زي العادة...
كانت ذات الفتاة ، فتات التُفاح !...خطيبة "جاك" أبن عمة....ما علاقتها بقصرهم ؟...لما تجلس مع ابن شقيقة؟!...
افزعهم بصوته الغليظ..:
_بتعملي أيه هِنا؟!...
انتفضت لصوتة لتستقيم و هي تُعدل ثوبها، دلف للغرفة و هو يناظرها بهدوء منتظر إجابة...
مسحت علي خصلات الصغير بعدما رأت عيونة الهلعة لتجيب بتقطع..:
_أنا م...ربية روبين الجديدة...
تجاهل حديثها ليوجهه كلماتة للصغير..:
_انا عمك الصغير أيدن ...
ناظرة "روبين" بعيون حاقدة يكرهه تلك العائلة و كُل من يقربهم !....
نبس "ايدين" بضيق بعدما رأهه يقترب من بدن تلك المربية يبتعد عنه ..:
_مش هتسلم عليا؟...و كمان منزلتش عشان تاكل تحت ليه؟...
نفي له و هو يجيب بفظاظة..:
_مش هسلم عليك، و ملكش دعوة بيا...
ارتفع طرف ثغرة ببسمة جانبية و هو بيقترب مِن "روبين" بخطي بطيئة و بدون تفكير منها وضعته خلف ظهرها لتتصدي هي له !...
تحدثت بسُرعة..:
_هو مكنش قصده أنه هعرفة غلطة ...
انكمشت بسمة بعدما رأي عيونها الخائفة و دفاعها عنه ...أتحاول حماية مِنه !...
شرزها بضيق ..:
_متتدخليش في شؤن العيلة...
وجهه نظراتة للصغير قائلًا بأستفزاز..:
_لو عايز تقول حاجة متستخباش و را حد اقف بشجاعة وقولها ..و يلا عشان تاكل تحت...
كاد ان يتحدث "روبين" لكنها تدخلت مجددًا و هي تضغط علي كفة ليصمت ..:
_هينزل وراك...
ابصرها لثواني قبل ان يلتف منصرف للخارج ...
انحنت لتواكب طولة قائلة بلوم..:
_مينفعش نقلل احترام من الاكل مِنا كده يا روبين مش انا قولتلك؟!..
تدخل بضيق..:
_انا مش عايزهم ، هو جاي ليه ؟...ليكون عايزني امشي بعيد زية ؟...ده حتي انتِ مكنتيش مستريحة لما شوفتيه...
عقلة اكبر من سنه بكثير ينتقي كلماته قبل الحديث ، زفرت انفاسها بنفي له..:
_عمك طيب و بيحبك هو بس حابب يتعرف عليك ...انا مدايقتش من وجودة انا بس مش متعودة علية...
امسكت يده قائلة..:
_هننزل عشان تاكل معاهم و مش عايزاك تقول حاجة غلط عشان مزعلش منك....
هز رأسه لها بضيق و هو يسير معها للخارج لكنها تفاجئت من وجودة ! "ايدين" كان بالخارج يستمع لهم ...
استدار ليترجل السلالم دون حديث و كأنه لم يفعل شئ!...
لحقته هي و "روبن" بعد لحظات حاولت بها جمع شتات نفسها...
خطواتها كانت ثقيلة ، متذكرة ماذا حدث بأخر مره قد انضمت لتلك الطاولة !....
جلس "روبين" بأخر مقعد و هو يشرزهم بضيق طفولي...رافضًا ترك يد مرببة أسفل أعين عمة المراقبة..
سألته والدته ..:
_هنعمل حفل خطوبتك امتي؟...
شعرت بشئ غريب يتحرك داخلها ، شعور لم تفهمه ...
هو سيخطب !...و ما المشكلة هي أيضًا مخطوبة ...
قاطع شرودها صوته الحاد..:
_تعالي علي مكتبي ..
ضمت قبضتها بخوف ، عيونه مصوبة علي عدستيها هو قد تذكرها!...
يُتبع...
"٤"
تسير الرواق تدعي ألا ينتهي ، حبست انفاسها لتطرق الباب بخفة لا مفر إن كان تذكرها ستتحمل النتائج
يجلس علي مكتبة يناظرها بصمت ، اشار لها لتجلس أمامة
هي غامضة بالنسبة له و ذلك ما يبغضة !....
_انت مين؟...و ايه علاقتك ب جاك؟...
رطبت شفتاها شاعرة بقليل من الراحة علي الاقل هو لم يتذكرها ، كادت أن تتحدث لكنه قاطعها مسترسلا...:
_علي حد علمي أن روبين مش يندمج مع حد ؟....
تحمحمت بخفة في محاولة لإيجاد جواب مناسب ..:
_أنا و جاك أتكتبنا لبعض من سنين و لما كبرنا تمت خطوبتنا أما بالنسبة لروبين فأنا قضيت معاه سنوات طوال كخادمة في القصر تخلية يتعود عليا
كانت عناه تجوب في محياها و كأنة يقيس مدي صدقها!....
_تمام عايز جدول بكل مواعيد روبين
همهمت له بخفة و هي تنهض كادت ان تتحدث لكن قاطعها صوت غاضب....
_يعني اية ده؟!...
تدخل والده بهمجية و هو يلقي إحدا صحف الجرائد أمامة ، لم يهتز بل ظل كما هو يقرا المكتوب بثبات ..
رفع عيونة لوالدة لينبس ببرود..:
_في اية ؟...بيعلنه عن هوية أبن الوزير الي بقا من أهم رجال الأعمال...
ابتسم بسخرية و تابع...:
_ابنك بقا من اشهر رجال الأعمال ....
صاح والده بغضب و هو يركل المقعد ...:
_متعصبنيش اكتر ، أزاى اصلا أنت بقالك كام سنه برا و جبت فلوس منين ؟..
نهض من مقعدة ليقترب من والدة بخطوات ثابة انحني قليلا ليواكب طولة قائلا قرب أذنة..:
_اشتغلت شغلك القديم يا حضرت الوزير فاكرة؟!... ، انا هنا بقالي اكتر من شهرين
ابتعد عنه ليردف بسخرية...:
_أية يا حضرت الوزير مش عارف تشوف شغلك؟!....
صوت صفعة قوية دوت بأنحاء المكتب ....كان والدة! دار وجهه للجه الاخرى لشدتها ، لكنه ظل ثابتا لم يترنح بدنة مثل الماضي .....
التقطت عيناه والدتة تقف بعيد كعادتها تتابعة بعيون حزينة و شقيقة يشاهد بشماتة ، أعادت طفولة مجددا! لم يتغرب لأربعة عشر عاما حتي يعود للماضي مره اخري؟!...
كور قبضة و هو يرمقة بضيق حاول تمالك اعصابة ليحادثة بنبرة مهدده..:
_انا مبقتش ابنك الصغير تضرب فيه زى زمان ، انا معايا الجنسية الألمانية يعني ممكن اتكلم معاك بالقانون و غير كده انا بقيت من اهم الشخصيات في البلد يعتي تخلي بالك و انت بتتكلم معايا.....
انهي حديثة و هو ينصرف للخارج دون إهتمام بأحد ..... كل ذلك حدث امامها لتتذكر حينما ضربة جدة و منع عنه الطعام حينها كان صغير و هزيل اما الان اضح رجلا يرسل الرهبة لمن يقف امامة !....
اقتربت من سيدة "جوليا" بسرعة بعدما رأتها تبكي ربتت على ظهرها بخفة ..:
_زمانة بيكرهني معرفتش اقف معاه لا زمان ولا دلوقتي ...
حاولت التخفيف عنها ببعض الكلمات..:
_هو عارف أن مفيش حاجة في ايديك
نفت ليها بقوة...:
_انا عارفة عصبية وحشة ، اطلعيلو خليكي معاها عشان ميعملش حاجة و كمان عشان جرحة ده بوقة كان بينزل...د..م....هو مش هيرضي ابقا معاه..
______________
بعد إلحاح من "چوليا" و ترددها صعدت للطابق الثاني ، تقف أمام غرفة تُمسك أدوات طبية ..
يدها ترتجف تشعر و كأنها غير قادرة علي طرق الباب!...جمعت شتات نفسها للحظات لتحسم أمرها بطرق الباب علية ....
فتحته بخفة بعدما أستمعت لأذن الدخول ، الزجاج متناثر بالأرجاء لا يوجد شئ بمكانة !...و كأن عاصفة قد داهمت الغُرفة ....
يجلس علي الأريكة يناظر الأرض بشرود ، خصلاتة مُبعثرة تحجب محياه عنها و كفه ينزف الد.ماء ...
_مش عايز حد ينضف الأوضة دلوقتي...
فركت كفوفها بتوتر..:
_انا مجتش انضف..
رفع عيناه لها بعدما استمع لصوتها ...، رمقها بتلك الناظرة الغامضة..:
_جيتي ليه؟...
ابعدت عيناها عنه لتجيب ..:
_چوليا هانم قلقت عليك ، طلبت مني اشوفك و اساعدك...
همهم لها بعدما رأي عُلبة الإسعافات بين يديها ...اعتدل في جلسة ليتيح الفرصة لها للجلوس جواره مقررًا العبث معها قليلا فتلك هواية ...
اشار لها بعيناه ..:
_اعملي شغلك يلا...
زامت بشفتاه بضيق من اسلوبة الفظ لتجيب بتوضيح..:
_ده مش شُغلي ، انا عشان بحترم چوليا هانم فسمعت كلامها ...
ابتسم بجانبية ..:
_و لا عشان تنتهزي الفرصة..
ابصرتة بنفور بعدما فهمت ما يرمي اليه ، يقصد انها تتحجج للقرب مِنه!...
رفعت خاتمها امامة..:
_انا مخطوبة لو مش فاكر...
لم بجيبها بل أراح رأسه للخلف بصمت ، اتخذتها إشارة للإقتراب ...جلست جوارة بإستحياء ...
رفعت كفها تعيد خصلاتها للخلف ... وضعت وسادة علي قدمها لتسمك كفه من طرف قميصة دون إحداث أي تلامس بينهم....
قطب حاجبها بضيق أتتجنب لمسه ؟!...أيحمل مرض مُعدي؟!....
تابعها بصمت و هي تضمم جرحة ، يدها ترتجف تقضم شفتاها بين الثانية و الأخري ...يبدو أن قربة ليس مُريح بالنسبة لها!...
تحمحم بخفة ليسألها عما يدور بداخل رأسه..:
_ازاي عمتي سابت جاك يخطبك ؟...هي بتهتم للمكانة في المجتمع و ليه اتكتبتو لبعض اصلا؟!...
رفعت عيناها له لتجيب ، لكنها صدمت لمدي قُربة ...عيناه السوادء بدت متعبة خصلاته مبعثرة ذكرتها بمراهقة !...
اهتزت عدستيها بعدما رأت ندبة وجنتة اليُمني ...قد مرت عليها السنوات لتدفنها بين الماضي تاركة أثر فقد للذكريات...
لم تعد بارزة كالسابق لكنها ظاهرة هي تتذكرها كانت بسببها ... ذَلك اليوم حينما تشاجر بسسببها !....
و هُنا قد أغرورقت عيناها بالدموع دون إدراك ، ظنت أنها نسته لكن ما أن رأته حتي داهمها الماضي الشعور بالذنب يخنقها...
أجابتة بثقل..:
_دي أمور خاصة...
انهت حديثها لتلف الشاش حول كفة ..
مدت قطنة بها مُطهر..:
_لجرح شفايفك...
لم تعطية فرصة الجواب فقد نهضت ...
_____________
ضمت بدنها أسفل الغطاء لتبكي بصمت كعادتها ، هي إشتاقت له ...إشتاقت لصديق طفولتها
استيقظت ثاني يوم علي صوت ضوضاء بالقصر علي غير العادة ...
أرتدت ثوب زهري به ورد بيضاء كاشف قليلا من الأعلي و فوقة سترة صوفية رمادية اللون ، تركت خصلاتها كعادتها ....
سألت احدي الخادمات بفضول..:
_ايه البيحصل هِنا؟...
اجابتها بسرعة ..:
_چوليا هانم هتختار عروسة للچينرال..
قطبت حاجباها بتعجب..:
_و مين الچينرال؟!...
_السيد ايدين ، ده لقبة الجديدة في عالم الأعمال..
كُل تلك التجمعات من الحُسنوات لأجلة هو !...
شعور من الضيق قد داهمها لا تعلم سبه حتي ؟!...مشاعرها مُشفرة حتي بالنسبة لها ..
لكن ما تعلمة هو أنها لا تريدة أن يعلم هويتها أو يتذكرها ...
صعدت لغرفة "روبين" علية الإستعداد للمدرسة...
_صباح الخير يا حبيبي...
ارتجفت بسمتها بعدها رأته يجلس علي الأريكة و هو يري الصغير يتصارع مع قميصة حتي يرتدية..
ماذا يفعل هُنا؟!..، تجاهلة لتدخل ببطئ لتقترب من "روبين " تسأله بلطف..:
_ممكن أساعدك؟..
ابصرها لثواني ليهز رأسه بالموافقة بعدها مما جعل عمة يرفع حاجبة بضيق فهو عرض عليه المساعدة منذ لحظات ورفض بحزم !...
ابتسمت له برقة و هي تعدل ملابسة و بعدها خصلاته بحنان ، كان يتابعها بهدوء ......
امسكت حقيبة لتقول بلطف..:
_يلا بينا عشان منتأخرش؟...
همهم لها روبين ليمسك يدها كالعادة ..:
_علي فين؟..
اوقفهم صوته ...اجابة دون الإلتفات..:
_لمدرسة بعد كده جامعتي...
استقام ليتخطاهم ..:
_تمام يلا...
ماذا يعني أ سيذهب مَعهم؟...
فتح باب السيارة بعدما توجة للأسفل ، هي و روبين يذهبون للمدرسة سيرًا دون معرفة أحد ، هكذا سيفسد نظامهم ...
رفص "روبين" ..:
_لا احنا هنمشي زي كل يوم...
_هتمشو؟!...انتو بتروحو مشي؟...
مسكت علي كف الصغير بخفة و هي تحاول تبرير موقفها ..:
_روبين بيتعب من المواصلات الكتير فعشان كده بمنشي الصبح ...
_لوحدكم؟...
سؤالة كان واضح و مباشرة عيونة مصوبة عليها يرفض الكذب ...
ابعد عيونها عنه لتجاوب بصراحة..:
_اوقات كان جاك بيجي معانا ، بس محدش يعرف بهوية روبين ..
لم يعجبة جوابها ، لم يرضيه وجود چاك بِه ...
سار امامهم ليقول..:
_يلا...
رغم صدمتها من ذاهبة معهم ألا انها سارت خلفة و هي تحتضن كف الصغير الذي عبر عن ضيقة قائلا..:
_انتَ هتيجي معانا ليه؟...ده وقتي أنا و هي لوحدنا..
تجاهل رفض الصغير ..:
_وقتكم لوحدكم ؟...و بتعملية ايه فيه بقا؟...
و كأنه يحقق معه يرغب في معرفة كُل شئ متعلق به !..
_ميخصكش..
نهرت الصغير بخوف من غضب عمة..:
_عيب يا روبين مينفعش نقول كده للأكبر مِنا...
زام بشفتاه بسخط و هو يرمقة عمه بغضب فقد تعرض للتوبيخ من صديقته بسببه..
كاد ان يدخل من شارع مختلف لكن صوت "روبين" اوقفة..:
_لا هندخل من شارع الأزهار أيلي بتحبة...
وضع يديه بجيب بنطالة و هو يسأل بتعجب..:
_هو لسه موجود؟!..افتكرتهم هدوه...
نفت ليه بخفة ليتابع هو ..:
_انتِ بتحبي الشارع ده؟..
هزت رأسها بخفة مما جعلة يبصرها بهدوء ذلك الشارع له ذكري خاصة معه ....
_أسمك أيلي ؟.
ذلك أختصار أسمها المقربين فقد من يعرفة ذلك الأسم ، ستدعة ينعتها هكذا فلا حاجة لمعرفة أسمها ...
_اه ده اسمي...
كذبت لكن بصدق نية تحاول تجنب المشاكل...
__________________
في مساء اليوم التالي ...
الجميع يرتدي ملابس تُناسب ذلك الحدث ...
خطبة جينرال الأعمال الذي لا يعلم هو بأمرها حتي ...
كابر ابنه احد الوزراء و صديقة طفولة انسب احد لذلك المنصب ...
لم يتم الإعلان برسمية الجميع حاضر لعلمة انها حفل استقبال له لكن "جوليا" احبت اشهار خطبة بذات الحفلة...
لم تهتم لإرتداء شئ مناسب اكتفت بثوب ابيض يبرز نحافتها اعلاة سترة زهرية ، لتتنقل بين الطولات تري النواقص ...
تشعر بعيون تلاحقها ، كان هو يقف ببذلة السوداء يحتسي مشروبة و عيناه لم تفارك تلك الفراشة المحلقة بين الحضور...
_حضرت الچينرال ...
التف للصوت ليري فتاة شقراء ترتدي ثوب بلون النبيذ كاشف قليلا من الأعلي ، لم يعلم هويتها ليكتفي بالهمهمه لها ...
لتتابع بحرج..:
_انتَ مش فاكرني ؟..انا كابر بنت الوزير توماس...
تعبث بخصلاتها عيونها مثبة عليه بجرأة هدفها لفت نظرة ....
ارتشف من كوبة ليردف بفظاظة رفم تذكرة لها..:
_مش بفتكر الحاجات الي مش مهمة...
ابتسمت بضيق لتقول بخبث..:
_في حد ميفتكرش خطيبة؟...
فهم هدفها ليشاركها الضحك و عيونة ليست معاها بل علي فراشة "أيلينا"...
_الحفلة دي عشان اعلن عن منصبي مش عشان خطوبة ، متاخديش بكلام حد تاني غيري بعد كدة..
حاولت تمالك اعصابها و كبح إحراجها لتبتبسم له ..:
_قصدك ايه؟..
لم يجيبها بل ادني بإهتمامة للأخري ، حاولت لفت نظرة لتقول بحقد..:
_لسه زي ما هي بتحاول تلفت نظر الكُل ...
التف لها و هو يضيق عيناه بعدم فهم لتتابع بتسأل..:
_انتَ مش فاكرها دي إيلينا بنت الخدامة جيسكا...
كرر حديثها بعد فهم ..:
_دي إيلينا؟!...
يتبع...
"٥"
_هيلين؟!..
نبس أسمها بخفوت بعدما أخرجة من صفحات الماضي ...عقلة لا يستوعب أن تِلك هي !....
هل خدعة مُجددًا!...كان يناظرها و عقلة مازال يُفكر ، اقترب جاك منها لتبادلة بسمة بشوشة و هي تحتضنه بحُب...أ خدعت أبن عمتة ايضًا؟!...
و دون تفكير منه اقترب منها بخطوات مُسرعة لينتشالها من حضن الأخر بقسوة ...
سأله چاك بتعجب..:
_في ايه يا ايدين؟!...
شد بقبضة علي معصمها ليردف من بين أسنانة ..:
_هتكلم معاها في حاجة بخصوص روبين خليك مع الحضور...
كاد ان يتحدث لكن بنظرة من "ايدن" قد أسكتته ...
سَحبها من مرفقها خلفة بعنف ....
كانت تُحاول تثبيت قدمها في الارضية و هي تدفع يدة تتحدث بهلع..:
_سيب ايدي ، عايز ايه؟!..
قلبها كاد ان يتوقف من خوفها ، هل علم هويتها؟!..
نفض بدنها علي ارضية غرفة بقسوة ليغلق الباب خلفة بعنف...
تراجعت للخلف و هي تراه يقترب مِنها ، انحني لطولها قليلًا .سحب قدمها بسرعة ليضح وجهها مقابل له ...
عيونها هرعة من ظلمة حدقتية هو تذكرها!...
اردف بصوته الغليظ و هو يعتصر ساقها بين قبضة..:
_ايلي؟...اسمك كان ايلي صَح؟..
ارتفع طرف ثغرة بشر و يضغط بأنمالة علي قدمها أكثر ..:
_عبيط أنا عشان تضحكي عليا مِش كده؟!...كُنت بتضحكي و انتِ عارفة اني مش فاكرك ..
حركت راسها بنفي و هي تشعر بثقل الكلمات علي لسانها ليتابع بحقد..:
_و خليتي چاك يخطبك أزاي و رطية في أيه؟!...لا و كمان لسه بتحومي حواليم عيلتي و بقيتي مُربية روبين!...
عيناه كانت تحتد كراهيه و الحقد يستوطنة اكثر ، الهلع قد سيطر عليها اكثر تأوهت بخفة اثر قبضة الحادة
حاولت الإبتعاد عنه هي خائفة منه لم يعد صديق طفولتها هو يكرها !...
رطب شفتاه ليردف بخبث..:
_و ياترا بقا چاك عارف أصلك ؟...أنك من عشيرة أندريا !...
اتسعت عيناها بصدمة اذا علم چاك بالأمر سيكرهاا لكونها كذبت علية سيكرها مِثلة !...سيبعدونها عن روبين أيضًا بل سيقتلونا!...
دموعها أنساب علي وجنتها لتتحدث بإختناق..:
_كُنت طفلة وقتها ...
و هُنا قد فتحت جرح لم يلتأم له ،حدث قد دمر حياته و كانت هي سببه...
أقترب مِنها أكثر حتي ضربت أنفاسه وجهها بهياج ..:
_كُنتِ طفلة!...و معرفتش تدافعي و تقولي الحقيقة ؟!...ولا عجبك الفيلم ده !...كُنت فاكره انك كده لما تكبري هتتجوزيني و تسيطري علي القصر؟....
شرزها بتقزز ليتابع..:
_طمعتي فينا ، عضيتي الأيدي الي اتمدتلك ...طبعًا كُنا مستانين ايه من حفيدة أندريا ؟...الخيانة بتجري في دمكم...
سحبت قدمها منه بعنف لشدة ألمها هو يضغط علي مكان ألتوائها أثر سقوطها القاسي...
استقامت ببطئ تحاول الدفاع عن ذاتها هي ليست خائنه كانت صغيرة و حسب..:
_مكنتش فاهمة معني كلامهم ، حاولت ادافع عنك لكن محدش سامعني محدش سامحلي بالكلام ...
أرجعت خلاصتها بعنف لتتابع..:
_انا كمان اتأذيت زيك مش انتَ لواحدك ...
شد علي قبضة و هو يقترب مِنها لينهي حديثة بسُخرية..:
_راقبي نبرتك معايا متنسيش انتِ بتكلمي مين؟...انتِ اتأذيتي في ايه؟...حرموكي من الحلاويات؟..
تراجعت للخلف بخوف منه ، الشر بعيناه هي تعلمة سيأذيها ، هَذا ما كانت تخشاه ...
و دون تفكير منها سحبت سكين كان بوعاء الفاكهة لترفعه أمام وجهه ، لم تري أي خوف يظهر عليه بل نظراتة ساخرة ممزوجة بالكُرهه..
لوحت بالسكين لتقول..:
_انا مش مضطرة احكيلك مريت بأيه ، انا عشت بذنبك طول عمري كان نفسي اشوفك عشان أعتذرلك رغم اني مكنتش السبب
رطبت شفتاها و دموعها تنهمر بغزارة و رجفت ايديها سيطرت عليها ..:
_أنا ممتنه لكل حاجة عملتها ليا في الطفولة و أسف ليك..
لامس السكين عري صدرة الظاهرة من قميصة ، حاول الثبات رغم تأثرة لإعتذارها غضبة كان المُسطر حينها ...اقترب أكثر حتي غرز طرف السكين في بشرة
عينا همتحدية مُخبرًا أياه كم هو لا يهتم ...
رفع يده ليقبض علي كفها بعنف مقربًا السكين له اكتر ..:
_و كمان بترفعي السكينه في وشي!...انتِ عارفة ده عقابة ايه؟...بتدافعي عن نفسك كده ؟!...
ابتسم بسخرية علي ارتجافها و هو يقرب السكين اكثر حتي سبب جرح طفيف لذاته..:
_فاكرة ان السكينة دي الي هتمنعني عنك!...زودتي حسابك معايا اكتر ...
نفت ليه بحدة لا تريد ان تتسبب له بالأذي اكثر فهي اكتفت من تأنيب الضمير ...رفعت كفها الاخر لتُمسك طرف السكين الحاد تبعده عن صدرة غير مكثرة بألمها
هي جرحت نفسها من أجلة !...
سحبه من كفها بعنف بعدما رأي الد..ماء تنساب من كفها ...و هُنا قد تذكر طفولتهم كيف كان يخاف عليها حينما تُجرح ....فما بها الحياة أضحت قاسية !...
حاوطت كفها بملامح متألمة لكنها حاولت تمثيل القوة أمامة ....ابتسم داخلة علي حالها لم تتغير كما هي بطفولتها لا تظهر ضعفها...
ابتعد عنها ناهيًا تلك المناقشة بطريقة غير مُباشرة يحاول كبح غضبة ..ليسألها...:
_ايه علاقتك بچاك؟...
ابتعدت عنه و هي تضم كفها تحاول ايقاف جرحها لتجيبه بفتور..:
_روما علاقتي بيه روما...
اجابتها لم تكن مُرضية بالنسبة له لكنه ليس وقت النقاش الان ، ابتعد عنها ليسحب قميص من خزانة اقترب منها ليضعة بين كفها و هو يضغط علية ليوقف الدماء ..:
_ساعدتيني و انا ردتها ليكي..
سحبت كفها دون مبلاهه له متجهه للباب في نيه المُغادرة ليوقفها قائلا..:
_مش عايز اشوفك تاني ، مكان مأكون موجود مش عايز المحك...
_______________
استيقظ بأرق بعدها شعر بهزه في جسدة لتلتقط أذنها صوت طفولي غاضب..:
_انتَ جيت ليه ؟...رجعت ليه؟..
اعتدل في جلسة و هو يفرك عيناه كان روبين يحادثة ببكاء!...ليتابع الصغير..:
_ايلينا مشت بسببك هي مستريحتش لما جيت خلتها تمشي ، انتَ عايز منها ايه؟...
لم يبالي لمغادرتها فهكذا لم يلتقي بها و يخمد غضبة لكنه اعتدل في جلسة حينما قال روبين..:
_انتَ متعرفش هي شافت ايه عشان تفضل معايا هِنا و متسبتيش...بابا طردها و چاك خطبها بسببي أنا!...
يُتبع...
تكملة الرواية من هناااااااا


تعليقات
إرسال تعليق