رواية افراح منقوصة الفصل العاشر 10بقلم امل صالح حصريه
رواية افراح منقوصة الفصل العاشر 10بقلم امل صالح حصريه
بقعة الـ.ـدم اللي ظهرت مكان ما كانت قاعدة وكأنها أفقدتها وعيها وإدراكها، غطت فاتن وشها بإيديها وهي بتصرخ، ألمها النفسي بفكرة فقدها لجنينها اللي لسة محدش عرف بيه خلتها معمية عن كل اللي حواليها.
حتى إحساسها بنفسها فقدته!
ماحستش بالوجع الرهيب اللي كان في ضهرها وتحت بطنها غير لما وقعت وقعدت على الأرض.
وبرة، كانوا أهلها قاعدين بيتكلموا ويضحكوا وهم مبسوطين إن أخيرًا بنتهم عايشة مبسوطة، وإن نديم عرف يحميها من أبوه زي ما وعدهم، وعد ووفىٰ ... أو لم يوفي!
سمعوا صوت الصريخ اللي مَلىٰ المكان فجأة، التلاتة اتنفضوا في مكانهم وهم بيجروا ناحية مصدر الصوت؛ صوت بنتهم اللي مفيش واحد فيهم ماعرفوش.
وقفوا التلاتة قصاد أوضة نومها هي ونديم، خبطت أمها نعمة الأول ووراها واقف أبوها وسراج:
_ فاتن! فاتن في ايه يابنتي؟!
صوت صريخها راح،
لكن تناوب عنه عياطها.
سندت نفسها على الدولاب وراها،
بتعيط بإنهيار،
حاسة بنزول الـ.ـدم،
بس مش عايزة تصدق!
دخلت مامتها الأول،
وقفت في نص الأوضة،
عينها وقعت على البقعة فبصلتها بعدم فهم للحظات،
قبل ما تستوعب!
كان ممكن تقول إنه حاجة تانية،
لكن عياط بنتها الهيستيري أكدلها شكوكها،
بنتها أجهضت.
قربت منها وقعدت قصادها على الأرض، خدت في حضنها وطبطبت عليها وهي بتسمع نواحها وكلامها من بين عياطها وشهقاتها: ملحقتش أفرح بيه يا ماما، ملحقتش أفرح بيه...
_ قدر الله وما شاء فعل يا فاتن، قدر الله وما شاء فعل يابنتي.
_ دانا ... دانا حتى لسة مكنتش عرفت نديم، جمعتكم النهاردة عشان أعرفكم وأعرفه، ملحقتش يا ماما..
دخل أبوها وسراج بعد ما كانوا واقفين على الباب احترامًا لخصوصيتها، وبعد ما فهموا سبب عياطها وصريخها.
اتكلم أبوها وهو بيواسيها: استغفري الله يا فاتن، نصيبِك يابنتي، نصيبِك ماتعمليش كدا قومي!
بيحاولوا يهدوها بجهل لحقيقة الموضوع، محدش فيهم كان عارف بنزولها تحت لنديم، ولا بمقابلتها لمختار واللي عملوا فيها، محدش فيهم كان مدرك إن مختار كان عامل رئيسي في اللي حصلها..
توترها الحاد المفاجئ وخوفها اللي رفع ضغطها فجأة كان هو السبب فيهم، تهديده ليها وايده اللي اتحطت عليها وضغطت على دراعها فكرها بكل ما ظنت إنها نسيته وتخطته، رجعها لنقطة الصفر ... أو يمكن لنقطة تفوقها شوية!
بعدت عن أمها بعنف بعد جملة أبوها وزعقت بدون وعي وهي بتضرب بإيدها على نفسها:
_ نصيبي؟!! لأ ده مش نصيبي يا بابا، هو السبب المرة دي كمان، هو اللي كل مرة بيكون السبب في أي مصيبة، أخد مني ابني بدون ما أفرح حتى بخبر وجوده، منه لله .. منه لله!!
سمعها سراج بإنصات،
عكس أمها وأبوها اللي ماركزوش أوي في كلامها،
فكروها بتهذي من صدمتها وحزنها.
كان سراج واقف من البداية مش عارف يتدخل ويقول إيه، حزين عليها أكتر من حُزنه على فقيدها، وكلامها اللي صرخت بيه بعلو صوتها دلوقتي خلاه يضيق عيونه بشك وهو بيقرب منهم بعد ما كان واقف على الباب:
_ هو مين؟؟
بصت لأخوها وردت بنفس الصوت العالي المقهور ودموعها مش مش بتوقف نزول من عيونها:
_ ومين غيره؟؟ الحج مختار، شافني على السلم دلوقتي وكأنه ما صدق، وقفني ومسكني من ايدي وحلف إنه هيخلص عليّا، قالي إنها هانت ... حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ياخده!
كلام جديد على شخصيتها،
ردة فعل جديدة عليها كفاتن!
استحملت غلطه واهانته وحتى مَد ايده عليها،
لكن المرة دي كام فَقد؛ فَقد غالي لقلبها.
سراج ماستناش يسمع أي حاجة بعد كلامها، لَف بهدوء ظاهري باطنه نيران ظهرت في عيونه، عكس أبوه اللي قرب منها وهو بيسألها بعصبية:
_ عمل إيه، اهدي واحكيلي الـ ** ده عمل إيه تاني؟!
على السلم، نازل سراج السلالم بسرعة وهو مش شايف قدامه بكل ما تحمله الكلمة من معنى، غضبه عاميه .. عملها تاني وقرب من أخته، وفي وجوده ووجود أبوه!
وفي نفس الوقت دخل نديم من بوابة البيت، طلع كام سلمة لحد ما عدى شقة أبوه، فاتفاجئ بسراج نازل من جنبه بسرعة كبيرة، لدرجة ما وقفش يقوله أي حاجة، وكأنه مش شايفه!
لف نَدهله وهو بيبتسم بعدم فهم: ولا يا سراج رايح فين؟!!
وزاد استغرابه بعدم استجابة سراج ليه، استغراب تحول لدهشة وتعجب وهو شايفه بيزق باب شقة أبوه برجليه ويدخل!
عيونه وسعت بصدمة وهو بيسيب الأكياس من ايده على السلم ويلحقه وهو بينادي بعدم فهم: سراج .... سراج!!
دخل سراج وتجاهل نداء نديم ليه،
ويمكن ماسمعوش كمان!
اتحرك بشكل مباشر ناحية أوضة مختار اللي سبق وشاف نديم خارج منها من كام أسبوع لما كان هنا؛ يوم ما رجعت أخته البيت.
كان مختار لسة خالع جلابيته ويادوب بيتعدل على سريره عشان ينام، بس ملحقش.
اتفاجئ من سراج اللي اقتحم عليه المكان فجأة، وقبل ما يستوعب أو ينطق كلمة واحدة كان سراج مسك عصايته اللي بيسند بيه ونزل بيها عليه، من غير حتى ما يحدد أو يشوف هو بيضرب فين.
بيرفع العصا وينزل بيها عليه، مرة ورا مرة بغضب أعمى، بدون ما يستجيب لمحاولات نديم الفاشلة في إبعاده عنه، مكنش حاسس بيه ولا شايفه، مش شايف غير أخته ودمـ.ـاء جنينها.
العصاية اتكسرت،
وهو لسة ماكتفاش!
بص حواليه بيدور على حاجة ونديم واقف قصاده بيزعق بجنون وهو بيوزع عينه بينه وبين أبوها اللي بقى بالفعل غرقان في دمـ.ـه: أنت اتجننت يا سراج! بتعمل إيه؟؟ اطلع برة .. اطلع برة يا سراج!
بينقل عينه بينهم وقلبه بيدق بجنون من شدة خوفه وقلقه، خايف يبعد عينه عن سراج يتجنن تاني، أو يبعد عينه عن أبوه فيفقد آخر أنفاسه، ضاقت بيه الدنيا تاني .. تاني!
ملقاش سراج حاجة يطلع بيها غِله في مختار،
بس عنده ايدين!
قرب منه ومسكه بعنف من تلابيب قميصه بإيد وبالتانية نزل فيه ضرب: حذرتك لو قربت منها همـ.ـوتك، حذرتك! رايح تهددها يا ** إنك هتخلص عليها..
نديم واقف بيشده بصعوبة وهو مش فاهم أي حاجة من اللي بيقولها، مش فاهم أي حاجة، بس أبوه لو مابعدش سراج عنه هيروح في ايده!
أمه ومرات مختار اللي ماظهرتش في الصورة من البداية واقفة في جنب بعيد في الأوضة بتلطم وتصوت، صوت الصريخ والضرب والزعيق خلَىٰ الناس تتجمع جوة البيت.
وبعد عناء عرف نديم بمساعدة واحد من الرجالة اللي اتجمعت جوة البيت يزقوه بعيد عنه، وقف نديم قصاده ودفعه بعنف في صدره لورا: ابعد! ابعد بقى..
ولف بسرعة لأبوه اللي بقى بين الحياة والموت ملامحه مش باينه من كُتر الـ.ـدم عليها: بابا ... بابا..
دخل في الوقت ده مجدي، اللي اتصدم من الجمع جوة شقة أبوه، الناس بدأت تخرج لما شافوا إن بس العيلتين موجودين فاتصدم مجدي أكتر من منظر أبوه، اللي كان أسوء ١٠٠ مرة من المرة اللي فاتت لما اتلم عليه الأربع رجال، ومكنش محتاج يفكر كتير في هوية الفاعل وهو شايف سراج واقف قدامه بينهج وايده في وسطه.
مكنش محتاج برضو يفكر في سبب الفعل!
طلع تلفونه فورًا وكلم الإسعاف، ونديم قعد جنبه بيحاول يخليه ينطق أو يفتح عينه، أي حاجة تعرفه إنه عايش، أي حاجة تطمنه وتطمن قلبه اللي هيخرج من مكانه من الرعب..
ده أبوه!
وقف نديم قصاد سراج ورفع ايده وضربه في وشه بقبضته قبل ما يصرخ فيه وهو بيمسكه من هدومه: أقسم بالله يا سراج لو أبويا حصله حاجة لأموتك وأحـ.ـرق قلب أمك عليك، أنت سامع!
زقه سراج لورا بعنف واتكلم وهو بيمسح جانب شفايفه من الـ.ـدم اللي سببته لكمة نديم: أقسم بالله أنا لو شميت خبر إنه لسة عايش لأنهي حياته بايديا دول، الـ** الـ ** ده...
وكمل بجملة ذات مغزى مفهماش نديم: روح قصاد روح.
صوت الإسعاف بيقرب منهم، مجدي دخل بيجري وهو بيطلب من نديم اللي واقف قصاد سراج يساعده في شيل أبوه لحد العربية، جروا الإتنين شالوه وخرجوا بيه وطلعوا على المستشفى...
*******************
عدى 3 أيام من بعد أحداث اليوم ده!
يوم كامل منهم قضاه في المستشفى مع أبوه، اللي حالته كانت فعليًا بين الحياة والموت، ربنا منحه عمر جديد.
تاني يوم منهم رجع البيت،
اتفاجئ بالبيت خالي من وجودها،
رغم إنه كان متوقع،
لكن زعل!
ما جاش في باله يسأل عن سبب اللي عمله سراج،
باله طوال الأيام دي مشغول بأبوه، وكان عنده اعتقاد إن سراج عمل كدا استكمالًا للي عملوه قبل كدا في المرة الأولى!
وفي اليوم الرابع، كان طالع السلالم بتعب واضح في مشيته على ملامح وشه بعد ما ساب مجدي وأمه مع أبوه، مر ببيت أخوه مجدي وقبل ما يعديه الباب اتفتح وخرجت منه غادة مراته.
وقفته بندائها ليه: نديم..
لف بصلها: إزيك يا غادة عاملة ايه...
وقبل ما يسمع ردها كمل: مجدي هيرجع بليل لما أروحله إن شاء الله، هطلع أريح كام ساعة وأرجعله يجي.
_ أنا مكنتش هسألك عن مجدي...
وتمسكت بطرف حجابها بتوتر: أنا معرفش فاتن قالتلك ولا لأ بس أنا والله عقلي مش بينمني بليل من تأنيب الضمير، خصوصًا بعد ما عرفت إنها كانت حامل وسقطت..
لفلها نديم بكامل جسده بعد ما كان بيتكلم وهو نص لافف، الصدمة على وشه خلتها تتأكد من شكوكها بعدم علمه باللي حصل، وزاد تأكيدها لما قال:
_ حامل!!
وبدأت غادة تحكيله اللي حصل قدام عينها في اليوم ده، بداية من تريقة مختار عليها مرورًا بلمسه ليها وختامًا تهديده الصريح اللي سبب ليها حالة من الهلع والرعب.
_ طلعت تجري على السلم وجسمها بيترعش، بعدها سمعت صوت صريخها ولسة امبارح عرفت من رجاء بنت عمها بموضوع اجهاضها، رجاء دكتورة وقالتلي إن حالتها والضغط اللي حصلها فجأة وخوفها ممكن يكونوا سبب اجهاضها، عشان ماتظلمهاش يا نديم!
وبعد ما كان طالع شقته غيّر مساره ووجهته لبيتها، نِسىٰ في لحظة كل حاجة؛ أبوه، سراج ومواجهته اللي أكيد هتكون مش أفضل حاجة بعد اللي عمله.
مش في باله غير فاتن، حملت وأجهضت وكل ده بدون مايعرف هو أي حاجة، وهتعرف إزاي وأنت مكلفتش نفسك تتواصل معاها تلفون حتى!!
خليت الموضوع شخصي ونسيتها وسط كل ده، عقابك لأهلها بالكره طالها ونسيت إنها حبيبتك يا نديم مهما كرهت!
وفي طريقه وهو بيفكر افتكر جملة سراج؛
"روح قصاد روح"،
دلوقتي بس فهمها.
وصل البيت، تجاهل صراخ سراج اللي كأن شيطان لبسه بمجرد ما شافه، وطلب منهم يشوفها ويتكلم معاها، لحد ما خرجتله بنفسها، بوش جديد ومختلف!
مش وش فاتن حبيبته الرقيقة،
ولا وش فاتن الضعيفة اللي بيتداس عليها.
وش جامد يخلو من أي تعبير، فاتن جديدة!
واتأكد من ده لما اتكلمت،
وقالت آخر كلمة توقع تخرج منها:
_ طلقني..
يتبع...ᥫ᭡
___________________________________
• الجُزئية العاشرة،
من حدوتة "أفراح منقوصة". ♡
لو مقرأتش الجُزئيات السابقة لازم ترجع تقرأها؛
عشان تكون معانا على الخط. ♡
__________________________________
قولتلكم اللي جاي حمادة تاني خالص،
قولتلكم. 🫣
يلا يا حبايبي باب الهبد مفتوح،
متنسوش بس وأنت بتهبدوا تدعولي عشان بكتبلكم في ليالي الميد ومدلعاكم دلع مش هتشوفوه في أي مكان. 😾☝🏻
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق