القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية افراح منقوصة الفصل الأول والثاني والثالث بقلم امل صالح حصريه

 


رواية افراح منقوصة الفصل الأول والثاني والثالث بقلم امل صالح حصريه 







رواية افراح منقوصة الفصل الأول والثاني والثالث بقلم امل صالح حصريه 


تصلِي الفجر وتاخدي بعضِك وتروحي تقفي على الفُرن تجيبلنا العيش، كفاية دلع لحد النهاردة يابنت سيد..

قالها بلهجة قاطعة لا تحمل النقاش وهو بيبصلها بنظرة خلَت جسمها يقشعر بخوف، سكتت لثواني معدودة بعد جملته قبل ما ترد عليه بصوت مهزوز:

_ بس يا عمي الفرن بيبقى زحمة جِدًّا، وبيبقى كله رجالة في ستات وكذا مرّة مروة قالتلي إن في رجالة مش كويسة بيستغلوا وقفة الحريم هناك..

خلصت وعينها في الأرض، معندهاش الجرأة ترفعها وتشوف تعابير وشه بعد جملتها، ايدها ببترعش بشكل معرفتش تتحكم فيه بسبب خوفها منه..

جسمها اتنفض بخضّة وهي بترجع كام خطوة لورا كانت هتقع فيهم لكن عرفت بصعوبة تتماسك وهي بتسمع صريخه وزعيقه فيها وهو بيقوم من على كرسيه:

_ مالك يا روح أمك؟؟؟ طب أنا عايز أرجع من صلاة الفجر ألاقيكِ يا فاتن يا بنت سيد لسة في الدار! ونقلبها دَ.م بقى ساعتها.

خلّص تهديده ليها وقرّب أكتر، مسك دراعها وضغط عليه بإيده بقوة وجعتها وهو بيكمل بصوت أوطى:

_ وحِسك عينك حاجة توصل لنديم، أكون دَبـ.ـحِك قبلها وراميكِ لكلاب السكك..

هزّها بعنف وصوته بيعلىٰ من جديد: سامعة؟!

حركت راسها بسرعة بدون ما ترفع عينها اللي بدأت تنزل منها الدموع ليه، شال ايده من على دراعها وزقها من كتفها لورا:

_ يلا غوري شوفي بتهببي ايه.

وكأنها أطلق حكم بتحريرها، بمجرد ما قال آخر جملة وهي لفت وطارت على شقتها فوق، كانت كاتمة عياطها وأنينها بسبب خوفها ووجع جسمها لحد ما تختلي بنفسها.

فتحت باب شقتها ودخلت وقفلته وراها بحرص شديد وهدوء مخافة إنه يفكرها رزعت الباب فيطلع يعملها حاجة!

مانتظرتش حتى تروح أوضتها، قعدت على الأرض جنب الباب وخبت راسها بين رجليها وانفجرت في العياط، عياط مصحوب بأنين وآهات زي الأطفال بالظبط.

شهقات ورا بعضها خلتها مش عارفة تاخد نفسها، حطت ايدها على قلبها وحاولت تبطل عياط وتوقف شهقاتها عشان تتنفس ومعرفتش!

صوتها عِلىٰ بدون قصد، فزحفت على الأرض لحد ما بعدت عن الباب، كانت قلقانة صوتها يوصله!!

"يارب"

خرجت بصعوبة من بين شهقاتها، حست إن روحها هتطلع من صعوبة التنفس، عدت دقيقة رجعت أنفاسها فيها تنتظم واحدة واحدة، لكن كانت لسة بتبكي.

بصت قدامها بشرود، بتسترجع الأحداث اللي حصلت من نص ساعة، لما طلعت غادة سلفتها ترن عليها جرس شقتها عشان تقولها إن مختار حماها عايزها، الساعة 1 ونص بعد نص الليل!

نزلتله وهي بتفكر هي عملت ايه عشان يطلبها في ساعة زي دي، النهاردة كان دورها في الطبخ، نزلت الأكل في ميعاده، كنست السلم بتاع البيت كله ومسحته رغم إنه مش دورها، بس عشان خاطر غادة كانت تعبانة، نضفت شقته هي وحماتها، نست تعمل إيه ياترى؟!!

كانت نازلة بتقدم رجل وتأخر التانية وهي مرعوبة منه، لحد ما فاجئها بطلبه الغريب ده!

برغم إن العيش بيجيلهم كل يوم لحد عندهم من قِبَل ناس ده شغلهم، إلا إنها مقدرتش تجادله أو تناقشه وتقوله ده.

من يوم ما سافر نديم جوزها بعد فرحهم بـ3 شهور وهي عايشة أسوء أيام حياتها، عروسة لسة مكملتش سنة جواز وشافت اللي ماشافوش حد!!

وهي حتى مش عارفة سبب معاملة مختار حماها القاسية دي ليه، ليه مش بيتعامل كدا مع غادة مرات ابنه الكبير؟!

ابتسمت فاتن بسخرية وهي بتكلم نفسها، مين كان يصدق إن حلم حياتها إنها تكون في بيت حبيب عمرها هيتحول لأبشع كابوس؟!

تلفونها رَن،

شافت إسمه اللي زيّن الشاشة قصادها؛ "نديم ♡"

مسكته وايدها لسة بتترعش، فضلت باصة للتلفون دقيقة بدون ما ترد عليه، دموعها بتنزل بصمت وهي في حيرة كل يوم، تقوله على السواد اللي هي عايشة فيه من بعد سفره ولا تسكت عشان مختار ما يأذيهاش زي ما قال..

رفعت التلفون على ودنها بعد ما ردت،

اتكلمت بصوت مخنوق وبنبرة كان باين فيها عياطها:

_ نديم!

يتبع...ᥫ᭡


رفعت التلفون على ودنها بعد ما ردت، اتكلمت بصوت مخنوق وبنبرة كان باين فيها عياطها: نديم!


كان بيكلمها وهو نايم على سريره مرتاح، مجرد ما سمع صوتها اتعدل وقعد عليه وهو بيسألها بقلق: في إيه مالِك؟؟ بتعيطي ليه؟؟!!


وهي وكأنها ما صدقت حد يسألها، خصوصًا لما السؤال جالها منه هو، سؤال عادي لكن كالعادة لم يخلو من حنية نبرته وخوفه عليها..


اتفتحت في العياط من جديد ولسة التلفون حاطاه فوق ودنها، بتعيط من غير ما تنطق بكلمة واحدة، وهو قاعد مكانه هيتجنن!


مش عارف يعمل إيه أو يفهم منها حتى سبب عياطها، يمكن لو كان موجود معاها كان عرف يحتويها وفهم منها في إيه، لكن ده في دولة تانية!!


كان حاسس نديم بالعجز، وقف يتحرك في الأوضة ويلف حوالين نفسه، بيحرك ايده في الهوا وهو بيكلمها وكأنه قصاده:


_ فاتن! في إيه ماتخوفنيش بالله عليكِ، اهدي وقوليلي حصل ايه.


حاولت تتمالك نفسها، رجعت تاخد نفسها عشان توقف شهقاتها لحد ما هِدَت، وعلى الجانب الآخر قعد نديم على السرير مرة تانية وسألها بيأس وحزن من بُعده اللي مخليه عاجز عن وجوده معاها:


_ في إيه يا فاتن؟!! في ايه!


فضلت ساكتة لثواني، ثواني كانت بتحاول تقرر فيهم؛ تقوله ولا لأ على معاملة أبوه ليها، خايفة لو قالتله ينفذ تهديده وفي نفس الوقت خايفة لو ما قالتلوش يأذيها ويزيد في جبروته!


_ مفيش يا نديم، أنت بس ... أنت بس وحشتني!


_ كذّابة، أحلف على المصحف إنك كذابة يا فاتن، أنتِ بتكلميني كل يوم، عُمرِك ما عيطتي بالشكل ده! مش مصدَقِك!


عيونها رجعت تدمع وهي مستمرة في كِذبها عليه: والله مفيش حاجة، أنت فعلًا وحشتني جِدًّا.. 


كانت صادقة وكاذبة في نفس الوقت، كاذبة في ردها على سؤاله، صادقة في اشتياقها واحتياجها ليه، مسح نديم وشه بكف ايده الفاضي وهو متيقن إنها مش بتقول الحقيقة ورغم ده سايرها في كلامها:


_ طب وده يخليكِ تنهاري بالشكل ده؟؟ ما أنتِ كمان وحشتيني!


_ ارجع بقى يا نديم، اشتغل في مصر وكفاية غربة!


قالتها بصوت مخنوق وهي على وشك البكاء من جديد، حاسة بوحدة مريبة في بيت عيلته من غيره، بتحارب ناس مش شببها ولا يملكون من الإنسانية ذرة تخليهم يسيبوها في حالها.


هو أول ما سمع جملتها الأخيرة عينه دمعت بتلقائية، بلع ريقه لما حَس بخنقة ورد عليها بصوت حاول يخليه طبيعي:


_ على عيني يا فتون والله، على عيني يا حبيبة عيني، بس أنتِ شوفتي بنفسِك بلدي عملت فيّا إيه!


ابتسمت عقب لقبها اللي بيخصها بيه؛ "فتون"

رفعت ايدها مسحت عيونها بيها قبل تكمل كلامها معاه، بتحاول تتوه على عياطها وانهيارها من شوية وفي نفس الوقت تهون عليه.


وهي في أعز احتياجها لمن يهون عليها.!


خلّصت كلام معاه وبصت للساعة في تلفونها، 3 قبل الفجر! لسة ساعتين ونص على أذان الفجر، ساعتين ونص على تنفيذ طلبه اللي أمرها بيه!


غطت وشها بكفوفها الاتنين وهي بتقول يارب، مش عارفة تدعي وتقول إيه بس كفاية ربنا يعلم هي جواها إيه.


ماتعرفش امتى راحت في النوم ونامت على الأرض مكانها، امتى الفجر أذّن وهو راح وصلى وانتظر نزولها عشان تروح تجيب العيش، ماتعرفش حاجة ولا حست بحاجة


فجأة سمعت صوت خبط جامد على باب الشقة اللي كانت لسة قاعدة قريبة منه، صوت خلّاها تتنفض من مكانها بفزع، جسمها كله اترعش وهي بتبص على الساعة؛ سبعة الصبح! الفجر أذّن والناس صلّت، أكيد اللي بيرزع عليها ده هو!


بلعت ريقها بخوف وزحفت بعيد عن الباب وهي حاسة بمحاولاته لكسره والدخول، لسة جسمها كله بيتنفض وبيرتعش بخوف.


_ عارف إنِك جوة يا ** بنت الـ **، والله لو ما فتحتِ لأكون مخلّص عليكِ أنتِ سامعة!


حاوطت فاتن جسمها بايدها في محاولة بائسة لبث الطمأنينة لنفسها، وبدون شعور منها وبسبب رعبها منه كانت بتغرز صوابعها في دراعها بعنف.


سمعت صوت ابنه الكبير مجدي وهو بيحاول يبعده عن الباب ويفهمه إن اللي بيعمله ده عيب ومينفعش!


لكن لا حياة لمن تنادي! 


_ بقى حتى عيّلة ماتسواش شِلِن زي دي تكسر كلمتي؟؟ وربنا لأكسرلها رقبتها، سيبني اوعى أنا مش شايف قدامي!


وقفت فاتن من مكانها بصعوبة، قاومت ارتجاف جسمها وخوفها واتحركت ناحية الباب، وقفت وراها وخرج صوتها ضعيف:


_ غصب عني يا عمي والله، راحت عليّا نومة وماصحتش غير دلوقتي!


_ طب افتحي بس الباب ده كدا بدل ما اطربقه فوق نفوخك، افتحي وكلمني وش لوش..


_ هلبس وأنزل أجيبه دلوقتي لسة الفرن ماقفلش، هلحق والله!


رزع فوق الباب: بقولك افتحي!


مسكه مجدي ابنه وحاول يرجعه لورا: يالا مايصحش اللي بتعمله ده، بعدين ما الست عزة بتجيبلنا العيش كل يوم ببطايق التموين، لازمته إيه ننزل حريمنا وسط هيصة الفرن وقرفه ده!


زقه للمرة التانية بعنف: بقولك إيه يا مجدي ابعد كدا وملكش دعوة أنت، أنا قولت كلمة هي اللي تجيب العيش يبقى هي اللي تجيبه، إنما روح أمها تستغفلني وتعمل شغل الأفلام الهابط ده يبقى تستاهل ضرب الجزم، بعدين حريم إيه؟؟ هي دي حريم دي؟؟ أنا عارف أخوك اتطس في نظره وبصلها على أي أساس!!


كلمة ورا كلمة بتخرج منه بسهولة وببساطة ولكن كانت بتنزل عليها زي السوط، بلعت اهانته ليها وهي بتتمنى يكون خلّص غضبه لحد كدا، يسيء ليها تاني بس الباب اللي مانعه عنها ده ما يتفتحش!


واستجاب ربنا لأمنيتها التي لم تبُح بها لما خبط خبطة أخيرة على الباب وقال قبل ما يمشي: انجزي يلا عشان هتنزلي تجيبيه برضو..


ونزل ووراه مجدي ابنه على السلم بيتكلم: يا حج دي مرات ابنك اللي سايبها أمانة لينا، مينفعش هو يمشي نقوم إحنا نعمل فيها كدا ونبهدلها، بعدين العيش بيتوزع على الشارع كله يوميًا من غيرِك ما الحريم تنزل وتتبهدل في وقفته، لزوم ايه نزولها بس؟! يعني حتى لو ضاقت الدنيا ومفيش حد يجيبه لينا يبقى ساعتها الرجالة هي اللي تتصرف...


وصلوا لحد البيت في الدور الأرضي الخاص بمختار أبو مجدي وحماها، لَف مختار بصله وحرك راسه بلامبالاة: خلصت خلاص؟؟ ملكش دعوة أنت، مراتك معززة مكرمة محدش جه جنبها بكلمة متضايق ليه؟؟


_ عشان دي أمانة أخويا اللي حلفنا نخلي بالنا منها قبل ما يمشي، وأمانة أهلها لينا اللي مش عارفين بنتهم بيتعمل فيها ايه هنا، حرام عليك يابا دي بنت ناس ومسير اللي بتعمله فيها يتردلك..


زعق مختار فيه وهو بيحرك ايده في الهوا بعصبية: خلاص ابقى نزلي مراتك بدالها يا حِمش أنت!


رد عليه مجدي بعصبية مماثلة: أكسر ايد اللي يفكر يكلم مراتي بكلمة يابا، يفكر بس مجرد تفكير..


_ خلاص غور وملكش دعوة بقى باللي بعمله، جتك القرف قفلتلي يومي!


سابه ودخل ومجدي فضل واقف مكانه لثواني بيستغفر ربه وهو مش راضي عن اللي أبوه بيعمله، وفي نفس الوقت مفيش في ايده حل يقدر يساعدها بيه من تجبر أبوه!


طلع السلالم ناحية بيته فقابل في طريقه فاتن اللي لما لمحت طيف حد طالع على السلم تراجعت لورا بخوف معتقدة إنه حماها طلع ليها تاني.


شافها مجدي ولمح حركتها، صعب عليه هيئتها وهي منكمشة على نفسها وبتبص للأرض بخوف: أنا مجدي يا فاتن متخافيش..


رفعت راسها وبصتله بنظرات لم تخلو من شعورها بالخجل والانكسار، في حين كمل هو بإحراج: حقِك عليا من اللي بيعمله أبويا، أنتِ عارفة محدش بيقدر عليه..


هزت راسها بدون ما ترد عليه وكملت طريقها لتحت، خرجت من البيت كله واتحركت بشرود في الشارع، الناس بتبصلها استغراب؛ بقى هي دي العروسة اللي لسة متجوزها نديم من 3 شهور بس!


وشها شاحب،

جسمها خاسس،

ملامحها الجميلة حبسها الحزن اللي اترسم على وشها ورا قضبانه.


- فاتن!!


رفعت وشها فجأة، بصت حواليها تستوعب هي فين بعد ما سرحت لوهلة ونست، بعدين بصت للي واقف قصادها؛ فارس ابن عمها..


رفعت ايدها تعدل طرف حجابها بتوتر: ازيك يا فارس!


_ رايحة فين الساعة دي؟؟ ومالك متبهدلة ومش على بعضِك، في حاجة ولا إيه، أنتِ كويسة!


عينها دمعت وهي نفسها تصرخ بِـ"لأ"، نفسها تقوله على كل اللي بيحصل معاها، نفسها تقوله ياخدها من هنا ويرجعها لحضن باباها ومامتها تاني، نفسها ونفسها وفي النهاية ردت بـ:


_ الحمد لله بخير، أنا كنت راحة الفرن أجيب العيش بتاعنا أنا وحمايا.


قالتها بكسوف، طول عمرها عايشة ملكة في بيت أبوها، الشارع ده مش بتنزله إلا للضرورة، حاجة البيت أخوها أو أبوها بيجيبوها لكن النساء لأ! مكرمين اللي عايزينه يجيلهم.


ودي الأصول والمتعارف عليه!


ما توقعتش فتون رد فعل فارس ابن عمها، عينه برقت بعصبية وهو بيرد عليها:


_ نازلة الساعة ٧ الصبح تجيبي العيش؟؟ ليه رجالة البيت عندكم ماتت يابنت عمي!!


يتبع...ᥫ᭡

___________________________________


• الجُزئية الثانية،

من حدوتة "أفراح منقوصة". ♡

__________________________________



_ نازلة الساعة ٧ الصبح تجيبي العيش؟؟ ليه رجالة البيت عندكم ماتت يابنت عمي!!


كان بيتكلم فارس ابن عمها بصوت عالي حاد جذب انتباه بعض الماشيين في الطريق حواليهم، بصت فاتن حواليها بتوتر وقربت خطوة منه واتكلمت بصوت واطي وهي بتحاول تقول أي حاجة تهديه بيها:


_ وطّي صوتَك يا فارس الناس بتبصلنا، أنا هروح وأرجع على طول وهحاول أتكلم مع عم ناصر صاحب الفرن يمشيني عشان ماقفش في الزحمة دي...


بصلها بدهشة وهو بيحرك راسه بعدم تصديق وعدم استيعاب للي بتقوله قبل ما يرد عليها: أنتِ سامعة نفسِك يا فاتن؟؟ أنتِ اتجننتِ ولا إيه عشان تروحي تقفي الوقفة الزبالة دي عند الفرن وسط الرجالة؟؟


ورجع يتكلم بعصبية مرة تانية وهو بيكمل: بعدين نزلتِ إزاي من بيت جوزِك الساعة دي، حماكِ سابِك تنزلي عادي كدا؟؟ ونديم...


كمل وهو بيبصلها بشك: نديم عارف إن مراته نازلة بعد الفجر تقف عند الفرن تجيب عيش؟؟


رفعت راسها ليه بسرعة واتكلمت بنبرة فيها شيء من الرجاء وهي بتنفي براسها: لأ  نديم مايعرفش حاجة، نديم مايعرفش حاجة يا فارس ومش هيعرف، وبالله عليكِ سيبني أروح وأرجع عشان ألحق أجيبه وأروّح..


بلعت ريقها وهي بتكمل بقلق ولازال الإحراج متملك منها من بداية الوقفة: وياريت برضو محدش في البيت عندنا يعرف، أنـ....


قاطعها فارس بزعيق وصوت كان أعلى من بداية الحوار بشكل ملفت وهو بيحرك ايده في الهوا بعصبية: أنتِ هتجننيني ليه؟؟ في ايه بيحصل؟ وايه منزلِك الساعة دي؟؟ وازاي خلوكِ تنزلي أصلًا دلوقتي؟!!!


وقبل ما تفتح بُقها وتجاوبه رفع سبابته في وشها وقاطعها بتهديد: وأقسم بالله لو كذبتِ عليّا يا فاتن لأتصل على نديم أعرّفه، وتبقى مشكلة بقى بحق وحقيق.


_ لأ يا فارس بالله عليك!


بصت للناس اللي بدأوا يتفرجوا عليهم واللي خرجوا من شبابيك بيوتهم يشوفوا مصدر الصوت العالي على الصبح ده جاي منين بعدين بصتله: يا فارس الناس بتتفرج علينا، مايصحش صوتَك العالي ده، سيبني وأنا هاجي البيت بليل و...


قبل ما تكمل قاطعها بلهجة قاطعة وإصرار: مش ماشي، ولا أنتِ هتروحي في حتة..


واتحرك وقف في جنب بعد ما كان واقف في نص الطريق وهي كذلك ورجع اتكلم: انجزي يا فاتن، أنا مش هسيبِك تروحي في حتة ولا هتنقل من مكاني هنا غير لما أفهم..


ورفع حاجبه وهو بيكمل: وإلا أكلّم أبوكِ وأبويا ونعملها قاعدة بقى نشوف الأستاذة نازلة تجيب العيش ليه وبيتها فيه بدل الراجل اتنين!


بصتله لثواني معدودة بصمت قبل ما تبعد عينها عنه وتبص للأرض، فضلت ملتزمة الصمت لحوالي دقيقة ماحاولش هو يقاطع فيها صمتها واحترمه. 


في حين كانت هي بتحاول تتمالك نفسها بعد الخنقة اللي حست بيها فجأة مع رغبة في البكاء، بتبلع ريقها مرة ورا التانية وهي بتصارع الغصة اللي واقفة في نص حلقها.


رفعت راسها ليه فشاف عيونها الحمرا اللي غرقت بالدموع، ماعلقش وكأنه كان متوقع أو عارف إن في حاجة، اتكلمت أخيرًا بعد طول صمت بصوت هامس وصله رغم انخفاضه وحشرجته:


_ عم مختار اللي منزلني، غصب عليا أنزل.. 


مقالتش غير الجملة دي، بعدها انفجرت في العياط وهي بتحكيله عن اللي بتعاني منه من يوم سفر نديم جوزها، عن المعاملة اللي زي الزفت والغلط اللي بيغلطه فيها حماها كل يوم، من ألفاظ وسبّ فيها وفي أهلها، تهديده ليها لو قالت لأهلها أو لنديم، محاولته للهجوم عليها في بيتها، ايده اللي اتمدت عليها ولو حتى لمجرد الهويش.


فضلت تحكي وتتكلم لفترة ماتعرفش مدتها، مخدتش بالها إنها حكت كل التفاصيل اللي حصلت معاها، مخدتش بالها إنها كانت بتعيط، نست هي فين و واقفة مع مين، نست كل حاجة ومافتكرتش غير الوجع اللي هي عايشاه، بتحكي بدون شعور بأي حاجة حواليها.!


وفارس..

كان بيسمعلها بصمت، صمت مُريب مع اللي بتحكيه!


هي بتتكلم وبتبكي وهو عينه متثبتة على نقطة وراها، بيحرك راسه مع كلامها ولازال محتفظ بصمته، من بعيد يبان سرحان أو مش مهتم لكن رد فعله عقب سكوتها عكس الرؤية دي تمامًا.!


بمجرد ما خلصت، فضلت فاتن ساكتة لثانية أو اتنين، قبل ما ترفع راسها وتبص لفارس ابن عمها اللي رفع سبابته في وشها واتكلم وهو بيضغط على كل حرف وكلمة:


_ هتجيبي بعضِك دلوقتي وتيجي ورايا البيت عندنا، وحسِك عينِك يا فاتن أسمعلِك نَفَس أو اعتراض..


نفت برعب وهي بتتخيل رد فعل مختار حماها لو مارجعتش: لأ يا فار...


وماسابهاش تكمل كلامها، مسكها من رسغ ايدها وشدّها وراه وهو مش قادر يستوعب دماغها أو غباءها اللي وصلها للنقطة دي، إزاي فضلت ساكتة كل ده؟! إزاي مع أول مرة تم الإساءة ليها فيها ماخدتش موقف؟!!


نظرات الناس كانت بتحلقهم، نظرات تباينت لفضول، ترقب، استنكار، عيون الناس حواليهم لكانت بتاكل فيهم مش مجرد بتبص عليهم!


إيه اللي يخلي ابن عم العروسة يجرجرها وراه بالشكل ده؟

غريبة!


ومن ضمن النظرات والعيون اللي كانت مترصدة ليهم كانت عيونه؛ مختار حماها  ....  اللي عيونه برقت بشكل مخيف وهو شايف مَسكة فارس لفاتن بالشكل ده.


_ يابنت الـ**!


حكم عليها بالسوء بدون ما يعرف سبب شدّه ليها، بدون ما يعرف الحوار الداير بينهم كان عن ايه، وبدون تردد رفع تلفونه على ودنه بعد ما جاب رقم نديم ابنه، اتكلم بصوت ساخر بعد ما جاله صوت نديم النعسان:


_ صباح الفل يا حبيب أبوك، نايم أنت عندَك ولا على بالك الـ** اللي أنت متجوزها وسايبهلنا..


نديم عيونه وسعت من صدمة اللفظ اللي أبوه قاله، فضل ساكت لثواني يستوعب الكلمة، يستوعب إن أبوه بيتكلم عن مراته؛ فاتن! 


انتفض في مكانه بعصبية ورد عليه وهو بيقعد: إيه يابا اللي بتقوله ده، عيب أنت بتتكلم عن مراتي اللي مش هسمحلَك تقول عليها نص كلمة!


دخل مختار من بوابة البيت وقفل الباب وراه بعنف وهو بيرد عليه: طبعًا حقَك تدافع عنها، ما أنت ربنا عاميك عن اللي شوفته أنا...


وبدون ما يعطيله فرصة يرد عليه كان بيكمل بعصبية غير مبررة: اسمع اللي هقولك عليه، تسيب كل اللي عندَك وتجيب بعضَك وتيجي تشوف المهزلة اللي بتحصل وإلا ورب الكعبة يا نديم تيجي تلاقيني مخلص عليها..


نديم نفى براسه بعدم تصديق وعدم فهم، اتكلم وهو بيبص حواليه بتيه: أنا مش فاهم حاجة! مينفعش اسيب حاجة هنا، أنا لسة بقول بسم الله في الشغلانة اللي لقيتها، ولو نزلت دلوقتي تعب الـ3 شهور اللي فاتوا هيضيعوا هدر!


وكمل وهو بيقف وايده الفاضية بتتحرك في شعره بعنف: فهمني ايه اللي حصل مضايقك من فاتن كدا، دي مفيش أطيب ولا أغلب منها.!


_ مانت طرطور بقى أقول إيه....


وكمل بصوت عالي لا يحمل نقاش: أنت تعمل اللي قولتلك عليه وأنت ساكت، الاقيك قدامي النهاردة قبل بكرة، يولـ.ـع الشغل!


وكان هيقفل،

لكن صوت نديم الملهوف خلّاه يرجع التلفون ويسمعه..


كان رجع نديم قعد على السرير تاني، اتكلم بصوت واطي مترجي: ملكش دعوة بفاتن يابا، دي أمانتي ليكم!


*******************


وعلى الجانب الآخر، دخل فارس من بوابة البيت الكبير الخاص بالعيلة وكان لسة ماسكها من ايدها، بمجرد ما بقوا جوا البيت سابها ولَف قفل البوابة الرئيسية قبل ما يرجع يبصلها:


_ مبسوطة أنتِ بالمنظر اللي جيبتِك بيه ده يابنت عمي؟؟


_ أنت اللي عاجبَك بصات الناس ليّا وهمسهم؟؟ يقولوا ايه عليّا دلوقتي وأنت مجرجرني زي الكلبة وراك؟!!


كانت بتتكلم بصريخ!

انهارت فجأة وحست برغبة ملحة وغريبة في الانفجار والصريخ بكل قوتها، ماتعرفش ليه الاحساس ده ولكن ده اللي خرج منها.


بصلها فارس بصمت وبدون ما يقاطعها وهو متيقن إنها مش في وعيها الكامل في الوقت الحالي، ربّع ايده وبصلها وهي مستمرة في الصريخ:


_ حرام عليك أنا اللي فيّا مكفيني، هلاقيها منك ولا منه ومن اللي بيعمله فيّا، قولتلك هروح اجيبه وأروّح كان هيحصل إيه لو سيبتني، كان هيحصل إيه؟؟ كان هيحصل ايـــه؟!!


كررت جملتها الأخيرة مع ارتفاع صريخها في آخر مرة، واللي صاحبه نزول شاب من داخل بيتهم وراه اتنين رجالة واتنين ستات، قربت منهم واحدة منها واتكلمت بخضة وهي بتاخدها في حضنها:


_ فاتن! مالك يا قلب أمِك، مالك يا عمري في إيه؟!!


انهارت فاتن تمامًا، مبقتش عارفة تقف على رجليها فقعدت على السلم الداخلي للبيت وراها، قرب منها الشاب واتكلم وهو بيقعد على ركبه قصادها:


_ في ايه؟؟ في ايه مالِك؟


في حين الرجلين قربوا من فارس، اتكلم واحد منهم بحدة: في ايه حصل يا فارس، بنتي مالها؟ وايه جايبها البيت الساعة دي؟؟


وقف الشاب واللي كان أخو فاتن وقرب من فارس، مسكه من ياقة قميصه بعنف: أختي مالها يا فارس انطق!


كان ساكت فارس،

وفاتن لازالت بتبكي.


بصلها فارس بطرف عينه واتكلم: هتقوليلهم يا بنت عمي ولا أقول أنا؟؟


الكل بصله بعدم فهم، نعمة أمها ومرات عمها أم فارس، السيد أبوها وعمها رؤوف وأخوها سراج، لحظة صمت عدت بالكل بمشاعر مختلفة ونظرات الاستنكار وعدم الفهم تعلو ملامح البعض.


لحد ما رجع فارس يتكلم، حكى ليهم كل اللي قالته، مفيش كلمة قالتها ماقالهاش هو، وكأنه ثبّت الكلام في دماغه بالنص!


وفي ختام سرده وقبل ما يخلص، سمعوا صوت ضرب عنيف فوق بوابة البيت اللي كانوا لسة مجتمعين عندها من جوة، صوت مصحوب بصوته المنفر، مختار!


_ افتحوا يا عيلة يا **، بقى مسافر وطالع عينه عشانِك وفي الآخر راحة تخونيه يا ** أنتِ...


الـ.ـدم غِلى في عروقهم بعد السب والشتم اللي سمعوه، كانوا بالفعل على آخرهم من اللي سمعوه عن تعامله مع فاتن من وقت سفر نديم جوزها، جه هو زاد الأمر سوءًا بحركته دي!


زق سراج اخو فاتن فارس عن البوابة وفتح الترباس بعنف وتلاه بفتح الباب بقوة، بصله بصمت لثانية قبل ما يمسكه من ياقة عبايته ويشده لجوة بحركة سريعة محدش استوعبها.


فجأة وخلال أقل من دقيقة بقى مختار جوة البيت، البوابة سراج رجع قفلها تاني، بقى متحاوط برجالة عيلتها، عيلة فاتن..


كلهم بيبصوله بنظرات مليانة شر، وكان أول حد قرّب منه هو السيد أبوها، اللي شمر أكمام قميصه واتكلم بصوت مكتوم من تحت سنانه وهو بيقرب منه: ايه رأيك تشوف مواهب العيلة الـ**


ابتسم سراج بطرف شفته وهو بيغمزله بمراوغة لا تليق بالموقف: وعملي مش بس نظري!


ابتسم فارس على كلامهم،

بص لأمه ومرات عمه وفاتن اللي كانت لسة خايفة لمجرد وجوده في نفس المكان اللي هي موجودة فيه واتكلم وهو بيشاور بعيونه على السلم لفوق: اطلعوا أنتوا فوق دلوقتي...


بص لمختار اللي كان بينهج بتوتر وكمل: عندنا ماتش على الضيّق.


يتبع...ᥫ᭡

___________________________________


• الجُزئية الثالثة،

من حدوتة "أفراح منقوصة". ♡


لو مقرأتش الجُزئيات السابقة لازم ترجع تقرأها؛

عشان تكون معانا على الخط. ♡

__________________________________




رجالة العيلة هيعملوا إيه في عمو مختار الغلبان؟! 😔

نديم هيعمل ايه؟؟ هيصدق أبوه ولا مراته؟! 🫣


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


 

تعليقات

التنقل السريع
    close