رواية عاشق قهر النساء الفصل الثامن عشر 18بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية عاشق قهر النساء الفصل الثامن عشر 18بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
نهض عشق بفزع شديد، وعيناه تبحثان عنها في أرجاء الغرفة، وصدره يعلو ويهبط مع كل نفسٍ يخرجه. ورغم تعبه وإرهاقه الظاهر، إلا أنه كان كالغول غاضبًا وهو ينزع الأسلاك الطبية المتصلة به، ولا يوجد على لسانه غير اسمها:
شوووق… فين شوووق؟
اقترب ليل وزين يحاولان تهدئته، وهتف ليل بقلق واضح:
اهدَى يا عشق لو سمحت… جرحك هينزف تاني.
أما زين فكان ينظر إلى الجرح وهو يقول بنبرة شبه ساخرة:
هو بينزف أصلًا… ده منظر واحد واخد رصاصة في رقبته؟ اهدى يا عشق بيه، أنت لسه راجع من الموت، ما يصحش كده.
نظر له ليل وعشق بغضب، وصرخ الاثنان في وجهه بصوت واحد:
إنت بتقول إيه يا حيوان إنت؟
ابتلع زين ريقه بخوف شديد، ثم قال بنبرة متقطعة:
بقول… هروح أنادي للدكتور يا فندم… عن إذنكم.
هرول زين من أمامهم، بينما نظر ليل إلى عشق قائلًا:
انت مستحيل… الغبي ده إزاي؟
أجاب عشق وهو يضع يده على موضع الجرح متألمًا وهو يهتف بتعب وصوت ضعيف:
سيبك منه… وقولي شوق فين؟ حصل لها حاجة؟
نظر له ليل بخوف، وظل صامتًا لا يعرف ماذا يخبره. نظر له عشق، وشعر أن هناك شيئًا ما، فهتف بقلق شديد:
فيه إيه يا ليل؟ شوق حصل لها إيه؟ ساكت ليه؟ انطق!
تنهد ليل بعمق، ثم أجابه بهدوء:
اتقبض عليها… بتهمة قتل جدّها.
صرخ عشق بغضب وهو ينهض عن الفراش، ورغم ما أصابه والتعب الظاهر عليه، إلا أنه لم يُبالِ بشيء سوى أن يذهب لها، فهو يعرف أنها بريئة ولن يتركها تُعاقَب على جريمة شخص آخر.
وَسِبتوهم ياخدوها…؟
توجه عشق ليغادر، فلحق به ليل وهو يصيح:
استنى يا زفت! رايح فين بمنظرك ده؟ عاوز تفضحنا؟
وهنا انتبه عشق لنفسه، فنظر إلى مريلة العمليات التي كان يرتديها، ولا يرتدي أي شيء غيرها. نظر بذهول إلى ليل الذي كان يحارب كي لا يضحك، بينما قال عشق بحَنَق:
هو إيه الهبل اللي ملبسينه لي ده؟ فين هدومي؟
أضاف ليل بسخرية:
ما هو على رأي زين… أنت لسه راجع من الموت، وده اللبس بتاعه.
صرخ عشق بغضب:
ليييل!
انتفض ليل وهرول ليغادر أمامه وهو يقول:
خمس دقايق… هنزل أجيب لك هدوم وأجي.
كور عشق يديه بغضب شديد، وهو يفكر في شوق… وكيف ممكن تكون حالتها الآن. قطع شرودة صوت الباب يفتح ويدلف زين بحذر شديد وعندما راي عشق في وجهه تجمد مكانه وهو يقول بخوف وصوت منخفض.
الدكتور خمس دقايق وهيجي.
اجاب عشق بغضب ونبرة لا تسمح لنقاش
عملت اي في اللي طلبته منك..
تنهّد زين وأجاب بهدوء وجدية:
شكّك في محالها يا فندم، لكن للأسف مش هنقدر نعمل حاجة… الآنسة شوق اتقبض عليها وهي معترفة إنها هي اللي حطّت السُم. مش هنقدر نعمل حاجة غير لو أنكرت الاعتراف أو قالت على المجرم الحقيقي.
نظر له عشق وهو يقول بنبرة حادة:
طيب… اخلع الهدوم دي.
أجاب زين مذهولًا:
عيب كده يا عشق بيه، أنا راجل شريف والله!
صرخ عشق بغضب جامح:
زيييييين… أنا مش ناقص غباء!
انتفض زين بفزع، ومن دون أن يقول شيئًا، نزع ملابسه وأعطاها لعشق، ولم يبقَ عليه سوى الملابس الداخلية. نظر إلى عشق الذي كان يرتدي ملابسه على عجلة وهو يقول:
هو حضرتك هتروح فين؟ أنت لسه حالتك مش مستقرة.
انتهى عشق من ارتداء الملابس وتوجّه ليغادر الغرفة دون أن يجيب عن سؤال ذلك الأحمق. بقي زين واقفًا مصدومًا وهو ينظر لنفسه قائلًا:
يا بُختك الأسود يا زين… ما بقاش غير هدومك وتتاخد على آخِر الزمن…
انتفض بخوف عندما دلف ليل فجأة وهو يحمل حقيبة ملابس. نظر ليل باستغراب في أرجاء الغرفة يبحث عن عشق وهو يقول:
هو عشق راح فين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في القسم وقف حازم أمام نيل وهو يصرخ في وجهه بغضب شديد:
انطِق! أنا بسألك… مين دي اللي مراتك؟
تنهد نيل بعمق ثم أشار نحو نيلي وهو يقول بهدوء:
الآنسة نيلي… مراتي.
نظرت له نيلي بصدمة، فهي لم تتوقع أن يعترف بتلك البساطة، وكانت تظنّ أنه سيخترع كذبة جديدة. بينما حازم وساهر نظروا نحو نيلي بذهول. انتبه الجميع على صوت صفعة قوية هبطت على خد نيل، وحازم يصرخ في وجهه بحدّة دون أن يهتم أين هو أو من يقف أمامه:
إنت اتجننت؟! متجوز من ورانا؟! ومين دي؟! متجوز بنت لـيليّة يا نيل؟! متجوز رقّاصة؟!
شعرت نيلي بالحزن على الحال الذي وصلت إليه؛ كانت كلمات حازم الغاضبة كخنجر يطعن قلبها. وهنا عرفت أنها في نظر من حولها لم تعد الطبيبة نيلي التي كانت تدرس الطب البشري وحصلت على شهادة معتمدة من جامعة أمريكية… بل أصبحت نيلي العاهرة فتاة ليلية لا تشرّف أن تكون زوجة لرجل من عائلة محترمة. انهمرت دموعها على خديها وتوجهت لتغادر كي لا تسمع كلمة أخرى تجرحها وتجرح كرامتها… لكنها توقفت عندما شعرت بأحدهم يقبض على معصمها فجأة. نظرت خلفها لتجد نيل يمسك بها وهو يقول بهدوء مُقدّر أن الذي يقف أمامه هو والده:
الآنسة نيلي… مراتي يا بابا، وماسمحش لحد يغلط فيها، حتى لو كان حضرتك. هي دلوقتي مش البنت الليلية اللي بتقول عليها… هي دلوقتي مرات نيل الجوكر، وماسمحش لأي حد يهينها بشكل ده.
نظر حازم بذهول إلى يد نيل الممسكة بيد نيلي، ثم نظر لنيلي التي أخفضت رأسها بخجل، وعاد ينظر إلى نيل وهو يقول بهدوء حاد:
تمام يا نيل… حلو أوي! بقى بنت زي دي تخليك تتكلم معايا بالشكل ده قدّام اللي يسوي واللي مايسواش؟! بس اسمع… هي كلمة واحدة هقولها يا تطلّقها دلوقتي حالًا قدامي… يا تعتبر نفسك مطرود من عيلة الجوكر اللي إنت فخور باسمها!
نظرت نيلي لحازم بذهول، ثم نظرة ألي نيل تراقب ما سيختاره… كانت واثقة أنه سيطلقها وكأن شيئًا لم يكن. لكنها تفاجأت، واتّسعت عيناها بذهول عندما أجاب نيل بهدوء حاد:
تمام يا بابا… وأنا بتنازل عن اسم عيلة الجوكر من النهارده. أنا مش منها زي ما حضرتك عايز…بس مراتي؟… مستحيل أتنازل عنها مهما حصل.
عن إذنك.
أنهى حديثه وسحبها خلفه وتوجّه للمغادرة، تاركًا خلفه حازم واقفًا مذهولًا لا يصدّق أن ابنه الوحيد تخلّى عن عائلته بهذه السهولة ومن أجل عاهرة من وجهة نظره.
بينما كانت نيلي تنظر إلى نيل، غير مصدّقة أنه تخلّى عن كل شيء لأجل أن يكون معها… لكن تلك المسكينة لا تعرف أنه فعل ذلك ليُرضي غروره فقط، وتنازل عن عائلته خوفًا من أن يتركها وتذهب لغيره، فهذا ما لا يسمح به إطلاقًا. أسرع ساهر خلف نيلي، فهو لم ينهي حديثه معها بعد… وما زال هناك الكثير ليقوله لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما في القصر، عادت كوثر إلى جناحها وحالة من الرعب والقلق تغرقها في دوّامة مظلمة. فقد عاد عشق الذي ظنّت أنها تخلّصت منه؛ فهي واثقة أنه الوحيد القادر على كشف أمرها، وبلا شك سيعرف الحقيقة عاجلًا أم آجلًا… وسينهار عالمها وكل ما خططت له.
حاولت أن تسترخي لتجد حلًّا، لكن توتّرها ازداد وفقدت توازنها عندما دلف عشق عليها فجأة. اتّسعت عيناها في دهشة وذهول، وكادت تسقط، لكنها تماسكت وحاولت قدر المستطاع أن تبدو هادئة. بينما تقدّم عشق بخطوات ثقيلة وهو ينظر إليها بتفحّص، ثم توجه وأخذ كأس خمر بهدوء مريب وجلس على طرف الفراش أمامها، وضع قدمًا فوق الأخرى ورفع الكأس قائلًا بسخرية وهدوء مخيف، وكأنه يتلاعب برعبها الذي يراه في عينيها.
– في صحتك يا عمّتو… حاسس إنك مش مبسوطة إني لسه عايش. ولا كنتِ مستنياني أموت مثلًا؟
وقفت تفرك كفّيها بشكل ملحوظ وهي تقول بابتسامة هادئة تُخفي توتّرها:
– لا يا حبيبي، بعد الشر عليك يا روحي، ده انت حبيب عمّتو.
نظر لها عشق باشمئزاز، وقال بسخرية وهو يرمي الكأس من يده. انتفض جسدها بفزع رغم محاولتها الحفاظ على ثباتها.
– النوع ده مُقرف أوي… شوفي نوع تاني غيره، بصراحة مش عاجبني.
أجابته كوثر بهدوء حاد، محاولة إنهاء النقاش قبل أن تنهار أعصابها أمامه:
– هات من الآخر وقول عايز إيه يا عشق.
ابتسم بسرعة وقال:
– أيوه كده… ده اللي أنا عاوزه. النوع ده بيعجبني. خلّينا كده دوغري… أنا بحب الدوغري. ها بقى، قوليلي يا عمّتو… ليه قتلتي جدو؟ وإشمعنى شوق اللي تلبّسيها التهمة؟
نظرت له باستنكار قائلة بهدوء يخالف ما بداخلها:
– إنت أكيد حصل لعقلك حاجة يا عشق… نسيت إن جدك ده بيكون بابا ولا إيه؟
مد عشق شفتَيْه بسخرية وقال بهدوء مريب:
– أوبس… معلش آسف على الغلطة دي. إنتِ مش كنتي عايزة تقتلي جدو اللي هو باباكي طبعًا…إنتي كنتي عايزة تقتلي الكل في حفلة عيد ميلاد شوق، بس شوق الغبية بوّظت لك الخطّة، فقررتي تخلّصي من الرأس الكبيرة الأول—اللي هو جدو—وبعدين تخلّصي على الباقي. صح كده يا عمّتو؟ ولا نسيت حاجة؟
شعرت كوثر أن قدميها لا تقويان على حملها، فسحبت كرسيًا صغيرًا وجلست عليه تلهث، صدرها يعلو ويهبط مع كل نفس تخرجه وهي تنظر إليه بملامح شاحبة. بينما وقف عشق وتوجه إليها، أحضر كوب ماء وأعطاه أليها وهو يقول بهدوء مريب:
– بس بصراحه لسه في حاجة أنا مش فاهمها يا عمّتو… عايزِك توضّحيهالي معلش. يا ترى موت جدو له علاقة بموت سامح ونور؟ ده بس اللي عاوز أفهمه… معلش.
اتّسعت عينا كوثر في ذهول وهي تهتف بصوت بالكاد يخرج:
– بلاش تقلب في موت سامح ونور… علشان هتندم اوى يا عشق.
عقد عشق حاجبيه وضاقت عيناه بغموض وهو يقول بهدوء حاد:
– طيب خلّينا نتفق على حاجة… إنتي تديني اللي يخصّني، وأنا أطلّعك منها زي الشعرة من العجين. إيه رأيك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في القسم، داخل مكتب وكيل النيابة، كانت تجلس شوق بصحبة قاسم وحازم الذي رغم كل ما حدث ظل مع شقيقه ولم يتركه بمفرده في تلك الظروف التي يمرون بها. وكان محامي العائلة يتشاور مع وكيل النيابة محاولًا إخراج شوق بكفالة، حتى لو كانت ضخمة، لكن اعترافها كان عقبة لا تُزحزح بسهولة. وعندما شعر بالإحباط تقدّم نحوهم وهو يقول بإحباط واضح:
– للأسف مش هنقدر نطلّعها بكفالة. الاعتراف والشهود وكل حاجة بتثبت إنها هي اللي حطّت السم في نظر القانون… وصعب تطلع من غير قرار المحكمة وأدلة.
نظر قاسم إلى شوق بحزن، وقال بهدوء:
– ليه كده يا شوق يا حبيبتي؟ ليه تعترفي بحاجة ما عملتيهاش؟ لو خايفة من حاجة أو في حد مهددك احكيلي لو سمحتي. أنا معاكي… ما تخافيش، مش هسيبك.
نظر له حازم وزفر بضيق واضح… بينما نظرت له شوق بحزن شديد، ودموعها تنهمر على خديها بصمت مريب، ولم تَقوَ على قول شيء. فقال المحامي بهدوء:
– لو سمحتي يا آنسة شوق، اتكلمي… قولي أي حاجة. سكوتك ده مش هيفيدك في حاجة.
قاطع حديثهم صوت فتح الباب، ودلَف عشق بهيبته. رافع رأسه بشموخه المعتاد. نظر إلى شوق بهدوء مريب، بينما هي ابتسمت وكأن روحها عادت للحياة من جديد. نهضت مسرعة نحوه، وفجأة عانقته وهي تقول بصوت باكٍ:
– عشق! إنت لسه حي؟! أنا مش مصدقة إنك حي… وما متّش!
وقف عشق كتمثال، وظلت يداه في جيبه، وكأن مشاعره نحوها تجمّدت. لم يعد قلبه ينبض بقربها… لم يعد يتوتر عندما تقترب منه. فقد ماتت مشاعره من جديد. عاد عشق القاسي ذات المشاعر المتحجرة والذي لا تهزه فتاة… ولم تلاحظ شوق عينيه المُحمرّتَين ولا غضبه المكبوت بداخلِه، ولا عروقه البارزة ولا جسده المتحجر. ظل صامتًا حتى أدركت شوق ما فعلته فابتعدت عنه بخجل وهي تقول.. بينما اقترب قاسم وحازم من عشق بسعادة وفرحة برؤيته. شعر قاسم وكأن حمل ثقيل زال عن كتفه عند رؤية عشق ابنه الغالي، والذي سيتحمل مسؤولية إخراج شوق بدلاً منه.
– أنا آسفة… ما خدش بالي.
اقترب قاسم وعانق عشق بحب، ولم يُزِح عشق حتى يداه من جيبه، وظل كما هو… ملامحه جامدة لا يؤثر فيها شيء.
قاسم: حمدالله على السلامة يا بطل… ينفع خوفتنا عليك يا عشق بيه؟
وقف حازم صامتًا، عقد حاجبيه باستغراب عندما لاحظ ملامح عشق المتجمدة وتعبيره الغاضب. شعر أن هناك شيئًا ما، فوضع يده على كتفه برفق وهو يقول بهدوء:
– خير؟ مالك يا عشق… إنت كويس؟
ونقووول… استوووووب!
#الفصل18
#عاشق_قهر_النساء
#الكاتبة_صباح_عبدالله_فتحي
تفتكروا كوثر قالت إيه لعشق؟ 🤔🔥
استنّونا… الحلقة جاية علشان نعرف سوآ 😹❤️🔥🥱
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق