سكريبت حرب الحموات كامله بقلم حور حمدان
سكريبت حرب الحموات كامله بقلم حور حمدان
كنت لسه خارجة من الأستوديو، والإبرة لسه سايبة حرارتها على إيدي… أول ما ركبت العربية، صورت الوشم وبعتهوله على طول وكتبتله:
مش مصدقة عيوني بجد… أخيرًا بعد انتظار عملت الوشم الواو دا! بدل المنديل التقليدي… هاا بقى؟ هتنزل امتى؟ فرحنا بعد أسبوع.
ماعدّاش ثواني، وردّ:
ولِيه كلّفتي نفسك؟ دا فرح عادي… مش حاجة كبيرة.
قعدت أبصل الرسالة، ومخي يقف… يعني إيه مش حاجة كبيرة؟! كتبتله وأنا مش فاهمة:
مش حاجة كبيرة إزاي يعني؟ مش فاهمة؟!
بعد دقيقة، جالي منه:
متاخديش في بالك… شكله حلو. هنزل قبل الفرح بيوم.
وأنا أول ما قريت الجملة دي… قلبي اتقبض بس من غير ما أعرف ليه.أول ما قريت "هنزل قبل الفرح بيوم" حسّيت روحي وقفت ثانيتين…
يعني إيه؟!
هو مش ابن عمّي؟!
ومش المفروض يبقى موجود قبلها بوقت؟!
مش دا فرحنا إحنا؟!
فضلت ماسكة الموبايل وسرحانة، لحد ما المزيكا في العربية قطعت تفكيري. كتبتله من غير ما أفكر:
إنت مش كنت قايل هتنزل بدري؟ مش يوم قبل الفرح!
ظهر إنه شاف الرسالة وما ردّش…
فضلت مستنية، دقيقة… دقيقتين… خمس دقايق…
وبعدين جه الرد:
ماهو… ماما مش بتحب مامتك، ومش حابة أنزل بدري علشان ما يحصلش مشاكل.
قعدت أبصل الشاشة ودماغي يولّع.
يعني هو بيكلم عن أمي بالمفتاح كده؟
ومين اللي قال إن في مشاكل أصلًا؟!
كتبتله بسرعة وصوابعي بتترعش:
طب وإيه علاقة دا بوجودك؟ دا فرحنا!
ردّ عليا بكلمة واحدة… كلمة قتلت كل الحماس اللي كان جوايا:
كبرّي.
وهنا… اتجمّدت.
لا… اتصدمت.
قعدت أتنفس بالعافية، ومسكت إيدي اللي لسه محمرة من الوشم…
حسّيت إني عملت مجهود كبير علشانه، وهو… ولا فارق معاه.
قلبت الموبايل وسندته على رجلي…
وبعدين لقيت نفسي بكتبله:
طب خلاص… ما تكبّرش إنت، وبلاش ترد أصلًا. لما تهتم تبقى كلّمني.
وبعت الرسالة وقفلت النت…
وسبت العربية ساكنة على جنب الطريق.
أنا كان لازم أفرح…
كان لازم أبقى طايرة…قفلت النت… وسندت ظهري على الكرسي، وسيبت نفسي أتنفس كأن صدري كان ماسك هوا وبيرجعه بالعافية.
بصّيت على إيدي… الوشم لسه لامع وجديد، بس جوايا حسّيت بحاجة غريبة…
مش فرحة.
ولا حتى ندم.
حسّيت إن في حاجة غلط… غلط قوي.
فضلت ماسكة إيدي، وقلبي يعلى ويوطّي، لحد ما أفتكرت كلمة البنت اللي في الأستوديو قالتها لي وهى بتجهز الجهاز:
"انتي متأكدة؟ الوشم مش بس وجع… دا كمان غلط شرعًا، وكل حد بيسألك هتفضّلي تقولي عملته ليه."
ساعتها ضحكت وقلت لها:
"يا بنتي سيبك… دا بدل منديل فرحي، وشغل لحظة وبيعدّي."
إنما دلوقتي… مكنتش قادرة أضحك.
حسيت كأني تعمّدت حاجة مش صح.
حاجة ربنا مش راضي عنها… ودا لوحده كان كفاية يضرب قلبي بقلق.
رجّعت الموبايل، وفتحت النت تاني.
لقيت منه 7 رسائل…
سبعة!
فتحت أول واحدة:
انتي قفلتي ليه؟
وبعدها:
هو انتي زعلتي؟
وبعدها:
ما قصدتش أضايقك… بس ماما فعلاً مش بتحب مامتك، وانا مش حابب أعمل مشاكل.
كانت الرسالة الرابعة أطول:
وبعدين ما تعمليش وشم… دا غلط شرعًا، وانتي عارفة دا. مش ناقصين كلام من الناس… ولا أمي تمسكها عليك.
الرسالة دي بالذات…
وحسّيت نار في صدري.
طب هو مهتم إن أمه تمسك عليا… بس مش مهتم إني أنا موجوعة؟
مش مهتم إني عملت مجهود علشانه؟
مش مهتم إن فرحي بعد أسبوع وأنا ماشية لوحدي في كل حاجة؟!
وكمّلت:
وبعدين شكل الوشم مش وحش… بس انا ضد الموضوع، وانتي عارفة. كان ممكن تعملي حاجة أحسن.
وبعدين:
طيب ردي… مش كدا.
وآخر واحدة:
خلاص… براحتك.
مسكت الموبايل بإيدي الاتنين، وقلبي بيخبط كأنه بيفكّر ينزل يمشي.
كتبتله ببطء، وكل حرف كان بيطلع من كتمة:
أولًا… الوشم غلط؟ ماشي، كان المفروض تقوليها بطريقة ألطف، مش بالطريقة اللي حسستني فيها إنك بتهاجمني.
ثانيًا… حتى لو غلط، المفروض تبقى قلقان عليا أنا… مش من كلام أمك.
ثالثًا… أنا بنت عمّك، وفرحنا بعد أسبوع، ومش طبيعي تقوللي هتنزل يوم واحد قبل الفرح.
رابعًا… كلمة “كبرّي” كان ملهاش أي لازمة.
وبعدين…
سكت.
وكملت:
لو انت شايف إن الفرح “مش كبير”… تبقى انت مش مستوعب أنا مستنيا اللحظة دي قد إيه.
وانا… مش هفضل مستنية حد مش مقدّر.
وبعت الرسالة…
وحطيت الموبايل في الكونسول… وسيّبت رأسي على الزجاج.
الدنيا كانت ليل… والشارع فاضي… واللمبات بتضرب نور أصفر على الأرض.
وفي اللحظة دي… جالي إحساس غريب قوي…
زي اللي بيحصل قبل ما حاجة كبيرة تحصل.
حاجة تغيّر الدنيا…
يا إما لقدّام… يا إما لورا.
بعد دقيقتين… الموبايل ضرب.
مش رسالة…
مكالمة.
اسمه منوّر قدامي على الشاشة.
فضلت أبص للموبايل…
ومردّتش.
كان في حاجة جوايا بتقولي:
“سيبيه… سيبيه يحس.”
رنّ تاني…
وثالث…
وخامس.
وفي المرة السادسة…
ردّيت.
قلت:
أيوه؟
كان صوته متوتر… وفيه نفس متقطع:
إنتي بجد زعلانة؟ طب اسمعيني… اسمعيني بلاش تقفّلي. انتي عارفة إن الوشم غلط… وأنا خوفي عليكي مش على أمي. بس انتي… عملتيه من غير ما تفكريني حتى.
قلتله ببرود:
وانت… قلت كلمة جرحتني من غير ما تفكر… قلتلي كبّري.
سكت.
وأول مرة أحس إنه اتلخبط…
وبعدين قال:
طب اسمعي… أنا هنزل بكرة.
مش يوم قبل الفرح…
بكرة الصبح.
هنا…
أول مرة أحس قلبي هدي شوية…
بس برضه… كان في حاجة مش مظبوطة.
قلتله:
طب… لما تنزل بكرة، نتكلم… وجها لوجه.
مش بالشات.
قال:
ماشي… وأنا آسف. بس أوعديني… تشيلي الوشم ده. أرجوكي… غلط وربنا مش راضي عنه، وأنا مش عايزك تعملي حاجة غلط. وانا هبقى معاكي لما تشيليه.
هنا…
اتسمرت.
اتجمدت…
مش عشان كلامه…
لأ.
عشان أول مرة أحسه خايف عليّ بجد…
مش خايف من حد تاني.
قلتله بهدوء:
نبقى نشوف… لما تنزل.
وقفنا شوية…
وبعدين قال:
طب قوليلي… انتي كويسة؟
وهنا…
لأول مرة من أول اليوم…
حسّيت إن حد سألني السؤال ده.
قلت:
كويسة… بس محتاجة أفكر.
قال:
فكّري… بس ماتبعديش.
وقفلنا.
قعدت سايقة بالعربية… والطريق قدامي طويل…
وفجأة حسّيت إن الأسبوع اللي جاي…
مش هيعدّي عادي.
فيه حاجة هتحصل.
حاجة كبيرة…
يا إمّا هتقربنا…
يا إمّا هتبعدنا للأبد.
اليوم اللي بعده بدأ بسرعة غريبة…
صحيت من بدري من غير ما المنبّه يرن، كأن قلبي هو اللي صحّاني.
غسلت وشي، وبصّيت في المراية…
عينيا كانت مجهدة، بس ثابتة…
مكنتش خايفة.
كنت مستعدّة.
نزلت الشغل… واليوم كله كان تايه.
كل شوية أبص لإيدي اللي فيها الوشم… وأفتكر كلامه:
“غلط… وربنا مش راضي عنه”.
ولأول مرة من ساعة ما عملته…
حسّيت بثِقل حقيقي في صدري.
عدّى النهار، ولما رجعت البيت… لقيت ماما واقفة في الصالة، وشايلة الموبايل بتاعي، وتبصّلي بنظرة مش فاهمة.
قالتلي بهدوء غريب:
هو نازل النهارده؟
اتخضّيت…
إنتي عرفتي منين؟
قالت:
هو اتصل بيا.
اتجمّدت.
بجد؟!
عدّلت الطرحة اللي على راسي، وقعدت جنبيها:
قالّك إيه؟
قالت:
قال إنه كان غلطان… وإنه جاي يصلّح. وقاللي حاجة عن الوشم…
سكتّ، وماما كملت:
بُصي يا بنتي، أنا عمري ما هزقك… بس الوشم دا حرام، وانتي عارفة. ولو هو زعّلِك بطريقة غلط… فدا غلطه هو، مش غلط الدين.
كنت حاسة دموعي بتتجمع…
ماهو أنا… فعلًا كنت متضيّقة. بس كنت فرحانة قوي بالفكرة… وحسّيت إني بعمل حاجة مختلفة.
ماما ابتسمت وقربت مني:
الاختلاف مش دايمًا صح… المهم يكون يرضي ربنا. وإنتي قلبك أصله حلو… ومش بتعملي حاجة بقصد غلط.
قبل ما أرد… جرس الباب رنّ.
أنا وماما بصينا لبعض.
عارفة مين…
هو.
قمت وفتحت الباب…
كان واقف…
تعبان…
وشكله مسافر ومعاه شنطة.
وشه مش متضايق…
بس مكسوف.
قال:
ينفع أدخل؟
هزّيت راسي ودخل.
ماما سلّمت عليه وراحت المطبخ تسيب لنا مساحة.
قعدنا سوا…
ولأول مرة من زمان… مفيش صوت غير النفس.
قال:
اسمعيني… قبل ما تقولي أي حاجة. أنا آسف. آسف على كلمة “كبرّي”. آسف على أسلوبي. آسف إني خليتكِ تعملي كل حاجة لوحدك.
خد نفس وقال:
وأنا آسف إني ماقدّرتش إن دي فرحتنا… مش فرحي أنا بس.
قلبي وجعني…
بس فضلت ساكتة.
كمّل:
أنا نازل مخصوص علشان أشوفك… وعلشان الوشم…
قطعته:
عارفة إنه غلط… بس أنت زعلتني بالطريقة اللي قلتها.
قرب مني وقال:
وانا غلطان. بس خفت عليك… مش على حد. وعلى فكرة… أمي مش هتدخل. ولا ليها دعوة باللي بينا. وأنا هافضل معاكي في كل التجهيزات.
بصيتله…
وقولت:
طب ومين قال إني مش فاكرة إن الدين مهم؟ أنا فعلاً حسّيت إن في حاجة غلط… ويمكن ربنا بعّتلي الإحساس دا علشان أراجع نفسي.
لمح الوشم… وبصّ عليا بشفقة:
وأنا هروح معاكي بكرة… نشيله. مش علشان أمي… علشان ربنا. واحنا هنبدأ حياتنا صح.
سكتت…
لكن قلبي؟
كان بيدق بشكل مش طبيعي.
وهنا…
دخلت ماما بالصينية، وقالتلي بصوتها اللي دايمًا بيطري الجو:
طب اقعدوا… فكّو التوتر دا، كل حاجة تتصلّح.
قعدنا، وهو فجأة بص لماما وقال:
أنا جاي أقول لحضرتك بس… إن مهما حصل، أنا متمسّك بيها. ودي بنت عمي قبل ما تبقى مراتي. وأنا غلطت… وراجعت نفسي.
ماما بصّتلي… وابتسمت.
ولأول مرة، حسّيت إن الجو الدافي اللي كان ناقصني… رجع مكانه.
بعد ما قعدنا شوية، خرجت معاه نمشي تحت البيت.
الهوا كان هادي… والليل لطيف.
قالّي:
بصي… الأسبوع دا كله هنرتّب فيه كل حاجة سوا. هنروح القاعة، والبدلة، والميكاب… كله.
ضحكت:
انت فاكر إني مش هحاسبك على إنك كنت نازل قبل الفرح بيوم؟
ضحك وقال:
أنا صرفت نظر عن الفكرة… انسي.
وقولتلُه:
وعن كلمة “كبرّي”؟
قالي:
اتمسحت من التاريخ… حرفيًا.
ضحكت رغماً عنّي.
وبعدين… وقف فجأة.
ووشه بقى جدّ.
قال:
آخر حاجة… لو انتي زعلتي في يوم منّي، قولي. ما تسكتيش. وإياكي تخلّي حد يدخل بينا. لا أمي… ولا أمك… ولا أي حد. إحنا اللي هنعيش مع بعض.
هزّيت راسي…
وقلت بهدوء:
أنا اتعلمت النهارده… إن الصح مش اللي يرضي الناس. الصح اللي يرضي ربنا… ويريّح قلبنا.
قرب مني أكتر…
وقال:
وعلشان كدا… أنا وإنتي هنبدأ صفحة جديدة… قبل فرحنا بأسبوع.
وقفنا قدام البيت…
وقال بصوت واطي…
مش خايف…
بس صادق:
أنا بحبك… ومش هسيبك… ومش هسيب كلمة تجرّحك تاني.
ردّيت عليه…
وكنت حاسة إني بتنفّس من أول وجديد:
وأنا… سامحتك.
مد إيده…
وخد إيدي اللي فيها الوشم…
وبصّ لي:
بكرة أول خطوة… نشيله. ونشيل معاه أي غلط، وأي زعل.
ساعتها…
حسّيت الدنيا كلها بتلفّ حوالينا… بس بشكل هادي.
كنت حاسّة…
إنه آخر بارت…
بس بداية حياة جديدة.
عذرا لو فية خطأ ولكن مرهقة جدا ومش شايفة وانا بكتب، ف حقكم عليا
#تمت
#حرب_الحموات
#حكاوي_كاتبة
#حور_حمدان


تعليقات
إرسال تعليق