رواية الم بدون صوت الفصل التاسع عشر 19بقلم خديجه احمد حصريه وكامله
رواية الم بدون صوت الفصل التاسع عشر 19بقلم خديجه احمد حصريه وكامله
#الم_بدون_صوت
البارت التسعتاشر
نور
اتصدمت من كلمتها
ساره بتحب يوسف؟
إمتى وفين؟
وازاي مقالتش ليا؟
هي كانت لسه واقفه قدامي بتراقب رده فعلي!
وأنا انا مشيت وسبتها واقفه!
مقدرتش أتكلم
ولا افتح بقي
إحساس غريب غمرني لما قالت إنها بتحبه
ولغاية دلوقتي انا مش فاهمه الإحساس
دا
هل غيرانه؟ ولا مصدومه؟ ولا اي بظبط .....
يوسف كان نزل مش عارفه شكله
سمع ف نزل عشان الإحراج
نزلت لقيته واقف ساند ع العربيه
ومستنيني
سألته بتوتر: انت سمعت اللي هي قالته؟
رد عليا بتردد وهز راسه
سألته وقولت:
__ بتحبها؟
رد عليا وهو بيتنهد:
__ساره زي اختي
وعمري م شفتها غير كدة
بصراحه مش هخبي عليكوا
انا حسيت بفرحه لما سمعته قال كدا
لكن اتبدلت الفرحه دي لحزن
لاني مش عارفه هعمل اي مع ساره
ولا هعرف اكلمها إزاي وأنا عارفه إنها
بتحب جوزي؟
ع الرغم اني متجوزاه لسبب معين
الا انه هيفضل برضه جوزي!
سندت ع العربيه جمبه وقولت:
__أنا عارفه ان جوازنا جه فجأه عشان كدا
انا مش هعتب عليك ولا هتضايق لو يعني عايز تكلم بنت او....
وقبل م كمل قاطعني
صوته كان ثابت بس فيه نبرة استغراب وزعل:
__نور… إيه اللي بتقولي ده؟
إنتي فاكرة إني بعد الجواز هبص لحد تاني؟.
اتجمدت.
مستوعبتش كلامه بسهولة.
هو ليه بيقول كده؟
هو مش المفروض… يبقى بارد؟
متفقين؟
متجوزين بالعقل مش بالقلب؟
كملت بصوت واطي:
__أنا بس… مكنتش عايزاك تحس إنك مربوط، أو… مُلزم بحاجة.
بص لي بنظرة عمري ما شفتها منه قبل كده.
فيها احترام… وشيء يشبه الغيرة الخفيفة:
__نور… طالما احنا اتجوزنا حتى لو لسبب
فإنتي مراتي.
ومش من حقي ولا من طريقتي إني أدور على حد تاني.
ومش عايزك تفكري كده عني تاني.
الكلام دخل قلبي بهدوء…
كأنه ريّح جزء جوايا كان مضغوط من غير ما آخد بالي.
بس في نفس الوقت… حسيت بتقل.
تقل المسئولية.
تقل إن في حد بقى شايفني مراته… رسمي.
غمضت عيني للحظة، وبصيت له:
__طب… وسارة؟
تنهد، وبان عليه إنه مش عايز يدخل في وجع الموضوع:
__هنتعامل.
بس دلوقتي… انتي الأول.
إحنا الأول.
الكلمة وجعتني وراحت مني.
إحنا.
عمري ما كنت متخيلة إني هسمعها…
ولا إنّي هرتبك بالشكل ده لما تتقال.
سكتّ.
مقدرتش أرد.
ركبت العربية، وقلبى لسه بيدق بسرعة.
مش من خوف…
من ارتباك.
أنا اللي كنت فاكرة الجوازة دي مجرد ورق.
بس واضح إنها مش ماشية زي ما في دماغي.
_______________
ســـاره
بعد ما مشيوا… كنت منهارة.
جسمي كله بيرتعش من الحزن والوجع.
مصدوومة إني قلت الكلام ده…
بس هو الإنسان كده، يعمل حاجة بلحظة وجع،
وبعدين يرجع يندم عليها نفس اللحظة اللي بعدها.
إزاي سابتني ومشيت؟
من غير ولا كلمة؟
ولا حتى حاولت تفهمني؟
هو مش فارق معاها إحساسي؟
مش فارق إن قلبي اتفتح قدامها لأول مرة؟
كنت مخنوقة…
مش قادرة أتنفس…
قمت وخرجت من الأوضة، لقيت ماما قاعدة في الصالة،
وشها شاحب، نظرتها كلها قلق وخوف عليا.
قربت منها وقلت بهدوء مصطنع:
__هخرج أتمشى شوية.
ردت بسرعة بصوت فيه حزم:
__انتي مش هتخرجي لوحدك وانتي بالحالة دي يا سارة.
تنهدت… معنديش طاقة أجادل:
__يا ماما سيبيني على راحتي.
قالت بصوت أقوى:
__أنا قولت اللي عندي.
سكت… مش قادرة أفتح موضوع.
لكن هي اللي كملت، بنبرة مترددة بس معناها واضح:
__لو عايزة تروحي مكان… اتصلي بفريد يوصلك.
مننا وعلينا.
بصيتلها… فاهمة قوي هي تقصد إيه،
وقولت بجمود:
__ماما… اللي في دماغك ده مش هيحصل.
أنا وفريد مش شبه بعض.
ردت وهي بترفع حواجبها:
__أنا مجبتش سيرة اللي في دماغك…
انتي اللي قولتي من نفسك.
حسيت دماغي هتنفجر، رديت بنفَس مقطوع:
__تمام يا ماما.
دخلت أوضتي، وبعد وقت طويل طلعت وقلت:
__فريد تحت.
ماما بصتلي وابتسمت كأنها انتصرت في معركة،
وقالت وهي بتسلم ضهرها للكنبة:
__خدي بالك على نفسك يا حبيبتي.
نزلت السلالم وأنا لسه حاسة الرجفة في ركبي.
الهواء كان بارد…
ولا برد الشتا قد برودة اللي جوا قلبي.
أول ما خرجت، لقيت فريد واقف جمب عربيته،
إيده في جيبه،
وعينه أول ما شافتني… اتبدلت بقلق واضح.
قرب مني خطوتين وقال بصوت هادي،
اللي غير العاده مضايقنيش:
__انتي كويسة؟
مقدرتش أبصله…
عيني نزلت ع الأرض وأنا بقول:
__ماما قالتلي اخدك معايه… عشان مخرجش لوحدي....
هز راسه كأنه فاهم كل حاجة من غير كلام.
فتحلي باب العربية وقال:
__اتفضلي.
ركبت…
وقعد هو جمبّي من الناحية التانية،
بس قبل ما يشغل العربية…
فضل ساكت.
وبعدين قال جملة كسرت آخر حتة كنت مسكاها:
__انتي مكسورة يا سارة… ومش لازم تقوليلي ليه.
قلبي اتحرك…
بس مش بالراحة،
بالوجع.
ما اتعلمتش أتكلم لما أكون موجوعة…
ففضلت ساكتة.
بص للشارع قدامه وقال:
__لو عايزة نمشي من غير ما تتكلمي… ماشي.
ولو عايزة تهربي من كل اللي حصل… برضه ماشي.
بس… بلاش تكسّري نفسك زيادة.
الكلام لمسني…
مكنتش مستوعبة قد إيه محتاجة حد يسمعني
من غير ما يحكم…
ولا يلوم…
ولا يقول لي: غلطتي.
همست وأنا ببص من الشباك:
__خدني أي مكان… مش مهم فين.
شغّل العربية…
وبدأنا نتحرك،
والمدينة بتعدّي من جمبنا
زي ما تكون بعيدة… أو أنا البعيدة عنها.
نزلت من العربية وأنا حاسة برجليّ تقيلة…
الهوا ع الكورنيش كان بيشد شعري لورا،
وفي لحظة حسّيت إن الدنيا كلها ساكته…
إلا قلبي.
فريد رجع بعد دقايق بكوبايتين عصير،
مدهالي وقعد جمبي على السور،
وقال بصوته الهادي اللي بيحرّك الكلام ببطء:
__ديما لما أحس إني متضايق أو مخنوق…
باجي هنا.
بس أول مرة يبقى معايا حد.
بصيتله بابتسامة باهتة،
مش قادرة أدي أكتر من كده.
هو كمل بنفس الهدوء:
__أنا عارف إنك لسه متأثرة من جواز نور ويوسف…
بس أقولك؟
الدنيا مش هتقف عند حاجة، صدّقيني.
الكلمة اصطدمت بيا…
زي موجة بتخبط ف صخرة.
وشي اتبدل…
جوايا وجع ما لحقش يهدأ من الأساس.
ودموعي بدأت تتملي،
من غير ما أنطق ولا أشرح.
فريد لاحظ،
ضحك ضحكة خفيفة جدًا كأنه بيهزر بس مش عايز يجرحني:
__إي إي… أنا كنت بنصحك بس.
لو نصيحتي هتعيّطك… خلاص متاخديش بيها.
ضحكته الخفيفة كسرت آخر حاجة جوايا،
حسيت نفسي بتنهار.
شهقة خرجت غصب عني،
وقولت بصوت مكسور:
__أنا…
أنا قلت لنور النهارده…
إني بحب يوسف!"
الكلمة خرجت وراها ريحة وجع كبير،
زي اعتراف كنت شايلاه ومفيش مكان يستخبى فيه.
وشهقي عليت،
وعيني نزلت دموع من غير توقف.
فريد سكت…
سكت شوية…
كان شايف دموعي بتنزل من غير توقّف،
وشايف قلبي بيتكسر قدّامه،
بس اللي ميّزه إنه مكنش من النوع اللي يرمي كلام وخلاص.
ع رغم من هزاره الدايم
ورخامته
الا انه وقت الجد
بيبقى راجل بجد ....
كان بيفكّر…
بيركّب الجملة قبل ما يقولها…
عشان متكسرنيش أكتر.
مسح على دقنه بتفكير،
وبعدين قال بصوت هادي قوي،
الصوت اللي تحسي إنه خارج من حد كبير عن سنه:
__ساره…
اللي انتي فيه مش بسيط.
وانتي مش غلطانة إنك حبّيتي حد.
ولا غلطانة إنك اتوجعتي.
بصيتله ودموعي نازلة،
مش عارفة أرد ولا أكمل.
كمل:
__بس عارفة فين الغلط الحقيقي؟
إنك تعيشي حياتك كلها مستنية حد…
مش هيبصلك بالطريقة اللي انتي بتحلمي بيها.
قلبي وجعني أكتر…
بس كلامه حسّيته صريح، حقيقي.
__يوسف…
مش شايفك كده،
ومش هيشوفك.
مش عشان فيكي حاجة وحشة،
لأ…
عشان قلبه متقفل على شكل تاني من الارتباط.
وإنتي عمرك ما هتقدري تقفي قدّام الظروف دي.
حاول يخفف نبرة الكلام،
فكمل وهو بيبص للبحر:
__وأنا مش بقولك انسَي في يوم وليلة…
محدش بيعمل كده.
بس بقولك حاجة واحدة:
لو فضلتي ماسكة في حب من طرف واحد…
عمرك ما هتشوفي اللي يستاهلك.
اتسعت عيني شوية…
مش من الصدمة،
من إن الكلام لمس مكان جوايا مكنتش عايزة حد يقربه.
وهو كمل:
__انتي بنت قلبها أبيض…
وعقلك كبير…
ومستحيل ربنا يكتبلك وجع على طول.
هيجي يوم…
وهتضحكي على اليوم اللي كنتي فاكرة إن نهايتك فيه.
كان بيحاول يطبطب بالكلام،
من غير ما يدّيني أمل كداب،
ولا يحسسني إني غلطانة في مشاعري.
رجّع نظره عليا:
__بس أهم حاجة…
أهم حاجة يا ساره…
إنك متخليش حبك لحد
يمسحك…
أو يضيّعك…
أو يمنعك تشوفي قيمتك.
الحزن ف عنيا ما راحش…
بس لأول مرة من بدري…
قلبي هدي سنة.
__________
نور
كنت قاعده في أوضتي،
الدنيا هاديه…
وكل حاجة جوايا مش هاديه خالص.
الفون رن…
رسالة من رقم مش مسجلاه.
فتحتها بلا اهتمام…
ومكنتش متوقعة ألاقي كلمة واحدة بس
تدوّخني كدا:
__وحشتيني.
قعدت أبص للكلمة شوية…
دماغي تحلل وتشك وتتخض وتستغرب
وكل دا في ثانية.
مين دا؟
رقم غلط؟
حد بيهزر؟
ولا… حد فاكر نفسه لسه ليه مكان؟
هزّيت راسي
وقولت لنفسي:
__مليش دعوه… مش وقت الكلام دا.
قفلت الفون
وحطيته بعيد
كأني بكدا بقفل باب في وشي.
خرجت من الأوضة
وكالعادة…
لقيت يوسف ماشي في الطرقة
وهو نايم.
بقت عادة يومية،
وبقت حاجة غصب عني بخاف عليه فيها
وبشفق عليه قوي.
مسكت كتفه بهدوء
ووجّهته ناحية أوضته،
كان عيونه نص مقفولة
وكلامه مش مفهوم
زي كل مرة.
غطيته كويس
وسبت نور خفيفة في الأوضة
ورجعت أنا لأوضتي.
بس وانا قاعدة…
كلمة الرسالة
فضلت بتزن في ودني:
__وحشتيني.
ومع إن عقلي رافض يفكّر…
قلبي كان بيسأل:
مين اللي لسه شايف إني أوحشه؟
وبعدها بدقايق…
نفس الرقم رن.
الموبايل كان بيرج فوق السطر اللي قلبي واقف عليه.
ردّيت وأنا لسه مش مستوعبة:
– مين؟
لحظة صمت…
وحسّيت إن وداني بتسجل كل نَفَس على الطرف التاني.
وبعدين جه الصوت…
الصوت اللي عمري ما نسيت نبرته، حتى لو الدنيا لفّت بيا ألف لفة:
– مش فاكْراني يا نور؟
اتجمدت.
الصوت دا…
مش غريب.
مش بعيد.
مش منسي.
بس كان عامل زي صورة قديمة اتعفّر منها لونها… ولسه ملامحها موجودة.
حاولت أتكلم، بس لساني اتربط…
قام هو كمل، وبنبرة هادية بس داخلايا عملت دوشة:
– أنا أدهم.
أول ما قال اسمه…
كأن حد فتح جوايا باب كنت قافلاه بإيدي وساتر عليه بقلبي.
كل الذكريات اللي كنت حافّة حوالينها خطوط حمراء… كسرت الخطوط ورجعت تجري ناحيتي.
إيدي اللي ماسكة الموبايل بقيت سقعة…
ومشاعري؟
مش مرتّبة.
لا فرح… ولا خوف… حاجة في النص، حاجة بين الاتنين…
زي لما النور يولع فجأة في أوضة ضلمة.
دموعي نزلت قبل ما حتى أفكر أمسحها.
رجع… أدهم رجع مصر.
الكلمة خبطت في قلبي زي مطراقة.
رجع… يعني كل اللي هربت منه ممكن يقف قدامي تاني.
رجع… يعني يمكن يكون جاي يعيدني لنفس البيت… نفس القهر… نفس الضرب اللي عمري ما نسيت ريحته ولا وجعه.
سمعت نفسي بقول بصوت واطي، متلخبط، ومش ثابت:
–… أدهم؟ إنت؟
عرفت مكان شغلي ورقمي ازاي؟
رد عليّا بنفس الهدوء اللي خلاني أتجمد أكتر:
– مكان شغلك لقيته من كارت كان واقع من حاجتك… ورقمك خدته من بابا.
حاولت أتكلم، لساني ماكنش بيسمع الكلام.
صوتي خرج متكسّر، مهزوز:
– أنت… رجعت؟ بجد؟
هو رد بهدوء… الهدوء اللي ساعات بيخوف أكتر من الصوت العالي:
– أيوه يا نور. كنت لازم أرجع.
اتنفست بصعوبة، كأن الهوا تقيل.
الشك مسيطر عليّ…
هل هو معايا؟
ولا واقف في صفهم؟
ولا جاي يكمل اللي ابتدى زمان؟
بعدين قال الجملة اللي زوّدت الرعشة اللي في جسمي:
– لازم أقابلك. انتي وحشتيني أوي يا نور.
كنت على وشّ إني أنهار.
مش فاهمة…
مش قادرة أصدق…
هو بيقول "وحشتيني"؟
بعد كل السنين دي؟
بعد اللي حصل؟
بعد اليوم اللي سبت البيت فيه وأنا بترعش؟
بعد ما اتمنيت محدش
يعرف أنا عايشة فين ولا بشتغل فين؟
قفلت معاه واتفقنا إننا هنتقابل.
صحيت الصبح بدري قبل يوسف،
حضرت حاجتي بسرعة وقلبي بيخفق من التوتر،
عشان أروح المحاضرات من غير ما يوصلني.
وصلت الجامعة،
شفت ساره من بعيد داخلة.
قلبي اتجمد، عيني جت ف عينيها!
لكن هي هي متكلمتش،
ولا قالت حرف.
حسيت بغصة في صدري،
عدت من جنبي كأنها متعرفنيش، وكأن كل المشاعر اللي بينا اختفت فجأة.
خلصت محاضراتي،
وخرجت…
وصدمه غمرتني لما لقيت!
مازن قدامي!
قلبي دق بسرعة، إحساسي كله توتر وخوف.
مش قادرة أتحرك، ومش عارفة أعمل إيه…
كنت هَجري…
قلبي كان بيخبط في صدري، نفسي اتقطع، وكل اللي جوايا بيصرخ "ابعدي عنه!"
لكن فجأة…
مسكني من إيدي جامد،
شدّة وجع، شدّة خوف، شدّة رجوع لأسوأ لحظات حياتي.
صرخ في وشي بصوت عالي:
– هربتي من البيت يا نور؟ عملتي اللي ف دماغك؟
وياترى بعد دا كله… اتجوزك في الآخر؟
كلماته كانت زي السكاكين،
بترجعني لكل ذكريات الذل اللي كنت بهرب منها.
صرخت وأنا بحاول أخلص إيدي من قبضته:
– سيبني! سيبنييي!
لكن هو زاد عنف وقال بصوت أعلى:
– انتي هترجعي معايا حالاً!
الدنيا اتشوشت حواليّا،
جسمي كله بيرتعش،
نفَسي اتقطع،
عيوني اتملت دموع،
وصوتي اتكتم من الخضة والخوف.
كنت منهارة…
وما حسّيتش بنفسي غير وأنا بِقَع مغمى عليّا في نص الجامعة،
والدنيا كلها بقت صوت بعيد…
وضلمة.
_________________
يوسف
أول ما الموبايل رن وشفت اسم سارة…
قلبي اتقبض.
ما بينّا مشاكل ومش بنتكلم،
بس صوتها كان مترعش… وكلمة واحدة كسرت كل المسافات:
– نور… وقعت في الجامعة واغم عليها.
ما سألتش حتى "ازاي" ولا "ليه".
قفلت وجريت.
روحت الجامعة بأسرع ما أقدر،
عينيا بتلف يمين وشمال أدور عليها…
بس سارة كانت اختفت.
واضح إنها مش قادرة تشوفني بعد اللي حصل ....
لقيت نور مرمية على الأرض،
وشها شاحب…
أنفاسها ضعيفة…
وإيديها متلجة.
قلبي اتخبط في صدري لحظة شُفتها كدا.
نسيت كل حاجة…
نسيت إني وهي متجوزين بس “بالاسم”،
ونسيت إن حياتنا معقدة،
ونسيت كل الدنيا....
كل اللي كان في دماغي: أنقذها… دلوقتي.
شلتها في حضني من غير ما أفكر،
وبخطوات سريعة خرجت بيها برا الزحمة.
حتى الناس اللي بتتفرج مبقتش شايفهم.
ركّبتها في العربية،
وهي مرمية على الكرسي وراسها ميلة عليا،
وأنا بإيدي التانية بحاول أصحيها:
– نور… اسمعيني.
– نور افتحي عينيكي.
صوتي كان بيتهز…
وأنا حتى مش قادر أخبيه عن نفسي.
سُقت على المستشفى بأقصى سرعة،
وقلبي بيحارب الوقت.
وصلت ودخلت بيها على المستشفى،
وأول كلمة قلتها للدكتور:
– الحقوها… دي فقدت الوعي فجأة.
وقفت برا أوضة الكشف،
وصوتي متكتم وأنا بضغط على إيديا جامد…
قلق، توتر، غضب…
كل المشاعر كانت بتتخانق جوايا وأنا مستني الدكتور يخرج.
الدقايق كانت بتمشي ببطء قاتل،
ولما باب الأوضة اتفتح… قلبي وقع.
الدكتور خرج وهو ماسك الروشتة،
وبصلي بنظرة فيها هدوء شوية وقال:
– بسبب التوتر الشديد… السكر عندها علي.
– وبما إنها مريضة سكر، إحنا أديناها جرعة إنسولين توازن الوضع.
– إن شاء الله شوية وهتفوق… متقلقش.
حسيت روحي بترجع لجسمي،
بس في نفس الوقت…
الغضب اتحول لبركان جوايا.
تعبت للدرجة دي؟
وفين؟ في الجامعة؟
وبسبب مين؟
وكل دا وهي لوحدها؟
مسكت نفسي بالعافية عشان ما أصرخش،
وملامح وشي اتشدت من القلق أكتر.
وف وسط كل الهم اللي كان جوايا…
خرجت الممرضة فجأة،
ودتني شنطة نور وتليفونها.
اخدتهم منها وأنا مركز معاها…
لكن قبل ما أفتح الشنطة حتى،
التليفون نور… رن برسالة.
النغمة قطعت صمتي.
قلبي شد…
نظرت للشاشة.
كانت الرسالة باينة من برّه:
"مجيتيش ليه؟"
اتجمدت لحظة.
مين دا اللي مستعجل يشوفها؟
فتحت الموبايل — مش من حب استطلاع…
من خوف.
من قلق.
من إحساس إن في حاجه أكبر من اللي أنا شايفه.
ولقيت رقم مش متسجل باعتلها:
__وحشتيني!
__مجيتيش ليه؟
حسيت الدم بيجري في وشي بسرعة.
وشي احمر…
ودرعي شد.
والدم اللي في صدري غلي.
__مين دا اللي بيقولها وحشتيني؟؟؟
رجعت بصيتلها من الإزاز وهي نايمة…
حسيت بغضب مش مفهوم.
مش مفروض أحس كدا.
بس حسّيته.
مين الراجل دا؟
وليه بيقولها كدا؟
وهي… ليه سايبه حد يكلمها بالشكل دا؟
يتبعع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هنا هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات
إرسال تعليق