رواية الم بدون صوت الفصل العشرون 20بقلم خديجه احمد حصريه وكامله
رواية الم بدون صوت الفصل العشرون 20بقلم خديجه احمد حصريه وكامله
#الم_بدون_صوت
البارت العشرين
يوسف
قلبي دق بسرعه
مش من خوف
لكن من صدمه!
مين دا ..... اللي كانت رايحه تقابله؟
وهي ع ذمتي؟ ......
بس رجعت أفتكر كلامها
اللي ضرب ف دماغي زي خبطه
فوقتني
"دا جواز صوري يا يوسف"
ضحكت بسخريه
هي فعلا مش شايفاني
زوج
هي شيفاني
اتفاق!
حلّ مؤقّت لمشكلة
وبس
قررت إني اعاملها
ببرود واني اشيل حبها
من قلبي ....
مش عارف انا كدا
بنتقم منها ع اللي عملته؟
ولا بنتقم من نفسي !
إحساس بيضربني من جوا .....
وانا؟ أنا واقف ومش
عارف اخد قرار ......
كل اللي كنت فاهمه…
إني موجوع،
وغضبان،
ومش شايف طريقي من بعد الرسائل اللي شفتها.
____________
نور
فتحت عينيّ ببطء…
الدنيا كانت مغبّشة،
وراسي تقيلة كإن حد ضغط عليها طول الليل.
أول ملامح وضحت قدامي كانت ملامح يوسف…
واقف جنبي،
مشدود،
وصوته مكتوم جواه حاجة.
بصيت حواليّا بسرعة وأنا بقول بصوت متلخبط:
– هو… هو إيه اللي حصل؟
آخر حاجة فاكرها إن ساره كانت واقفة جمبي…
وبعدين كل حاجة اسودّت.
يوسف تنهد،
نَفَسه كان تقيل،
وفي صوته نبرة مش مفهومة… فيها غضب؟ ولا قلق؟ ولا الاتنين مع بعض.
وقال من غير ما يبص لي:
– ساره لقتِك واقعة على الأرض… اتصلت بيا… وأنا خدتِك وجيت هنا.
قلبي وقع.
قلت بسرعة، بلهفة باينة:
– يعني… ساره هنا؟
هز راسه:
– لأ… مشيت على طول.
الحزن نزل على ملامحي من غير ما أقدر أخبيه.
ساره مش قادرة تبص في وشي…
مش قادرة حتى تتأكد إني بخير.
وجع غريب شد صدري.
وبعدين…
زي صفعة…
افتكرت مازن.
افتكرت إيده اللي مسكت إيدي بالغصب.
وصوته العالي.
ونظرات الناس.
والدوخة اللي خدتني بعدها.
كنت هفتح بُقي…
هقوله كل حاجة…
بس خوفت.
خوفت أحكيله فيمنعني أروح الجامعة تاني.
خوفت أكتر… إنه يتأذى بسببي.
مازن لو عرف إن يوسف جوزي…
هيدخل يأذي أي حد يقرب لي
وهيأذيني انا شخصيا!!.
لساني وقف.
الكلمة طلعت لحد طرف حلقي…
ورجعت تاني.
فضلت ساكتة.
والصمت بينا كان تقيل…
تقيل لدرجة خلتني أحس بدقات قلبي جوه وداني.
ركبنا العربية،
والهدوء كان مخيف…
مفيش كلمة.
مفيش حتى نفس متقلّب زي كل مرة.
يوسف كان سايق وساكت…
وكأن الصمت جزء من طريقنا.
قلبي بدأ يقلق.
دا مش يوسف اللي أعرفه…
مش اللي دايمًا بيطمن، ويسأل، ويدوّر على السبب.
دا يوسف "التاني"…
اللي أول مرة أشوفه بالطريقة دي.
فجأة ركن على جنب.
نزل من العربية من غير كلمة،
وسابني قاعده مش فاهمة:
هو رايح فين؟
عملت إيه؟
ماله؟
رجع بعد دقائق…
شايل "شنطة" صغيرة.
قرب مني وحطها على رجلي وقال ببرود:
– أدويتك… متنسيش تاخديها في معادها.
هزّيت راسي،
بس جوايا مليون سؤال بيلف بسرعة.
هو اتغير كدا ليه؟
زعلان مني؟
ولا جراله حاجة؟
سألته وأنا حاجبي معقود من القلق:
– يوسف… هو في حاجة؟
رد من غير ما يبص لي،
بصوت بارد… مش شبهه:
– حاجة إيه؟
اتلخبط…
قلت بخفوت:
– مش عارفة… بس حساك بتكلمني بحدود… وبطريقة غريبة.
رد وهو عينه قدام،
وإيده ماسكة الدركسيون بقوة:
– الحدود دي… انتي اللي عملتيها يا نور.
إنتي… وبس.
الكلمة دي نزلت عليا كإن حد كب عليا ميّة مثلجة.
إزاي؟
ليه؟
أنا عملت إيه؟
فتحت بُقي كنت هاسأله…
كنت هقوله يوضح…
بس العربية وقفت.
وصلنا.
نزل…
ونزلت وراه،
ومخي بيلف ومش لاقي أي إجابة.
هو يقصد…ايه؟
وإيه… اللي أنا عملته؟
وقفت في نص الصالة، والهدوء تقيل…
تقيل لدرجة إني كنت سامعة دقات قلبي.
يوسف؟
اللي دايمًا صوته ثابت…
واللي عمري ما شوفته بيعلّي باب أو يقفله بالعنف…
دخل أوضته ورزع الباب وراه!
أنا حرفيًا اتجمدت.
مش فاهمة… زعلان؟
متضايق؟
ولا في حاجة أكبر مني ومنه؟
قعدت على الكنبة، مسكت موبايلي وأنا ايديا بتتهز.
كتبت لادهم: __
تعبت فجأة ومش هعرف أجي.
رد في ثواني كإنه مستنيني:
__قوليلي انتي فين وأنا هجيلِك.
وقفت الجملة عندي.
جمدتني أكتر من اللي يوسف عمله!
أنا…؟
أنا مش ينفع أقول لحد.
لسه مش جاهزة أواجه.
لسه مش فاهمة حتى جوازي دا هيوديني لفين.
وكمان…
ادهم؟
اللي كان أقرب واحد لقلبي قبل ما الزمن ياخده مني؟
ينفع أثق؟
ولا الزمن برده هيثبت إنه بيعلم الناس يتغيّروا؟
قعدت أفكر…
وأقرب كلمة نطقت بيها لنفسي كانت:
__أنا لو عرفته إني اتجوزت… هيعمل إيه؟
معرفش.
ومش عايزة أختبر.
بعد ما قعدت أفكر كتير…
ولقيت نفسي مش قادرة أستحمل الصمت اللي مالي البيت…
ولا الباب اللي اتقفل بعنف في وشي…
كتبت لآدم:
**"ممكن نتقابل في كافيه **؟"
كافيه قريب جدًا من البيت…
بس برضه بعيد كفاية…
عشان ادهم ميعرفش أنا ساكنة فين.
ولا مع مين.
ومستحيل يعرف…
مش دلوقتي
قبل م اعرف نيته!.
لبست بسرعة، وخدت موبايلي ونزلت.
قلبي كان بيخبط في صدري،
مش عارفة من خوف…
ولا من ذنب…
ولا من رغبة إني أفهم أي حاجة في حياتي بدل ما هي ماشية بالعكس.
خرجت من باب العمارة للشارع.
الهواء البارد ضرب وشي…
والأفكار ضربت أقوى.
وصلت للكافيه…
والدنيا كانت هادية.
الإضاءات صفرا…
وتقريبًا مفيش زحمة.
ولما قربت من باب الكافيه…
لمحت ادهم قاعد.
قلبه كان متعلق بالباب…
كأنه مستنيني من سنين مش دقايق.
عينيه اتفتحت أول ما شافني…
وقام واقف.
كانت اللحظة اللي نفسي وقف فيها.
قربت عليه…
نفس الملامح.
هــاديــه…
وحـــاده شوية…
وجميــلة.
أخويا بقى!
أكيد جميل زيي 😂
بس التوتر زاد لما قعدت قدّامه على الكرسي.
هو استغرب، وقعد وقال:
– هو أنا موحشتكيش ولا إيه؟
ردّيت وأنا بهرب من عيونه اللي كلها عتاب:
– إنت جاي عشان تحكم عليّا زيهم؟
ردّ عليّا باستغراب:
– من إمتى يا نور بحكم عليكي من غير ما أسمع منك الأول؟
قلبي بدأ يدق…
وردّيت بصوت متقطع:
– يعني إنت جاي عشان بجد وحشتَك؟
مش عشان تنتقدني… وتزعق إني سبْت البيت؟
مسك إيدي بهدوء…
نَفَسه كان ثابت… وصوته مطمّن:
– عمري ما أعمل كده…
لإني واثق فيكي،
وعارف إن عمرك ما تعملي حاجة غلط.
هو دا…
هو دا فعلاً أدهم أخويا!
الدموع اتجمعت في عيني…
وإيديا بدأت ترعش.
ومن غير مقدمات…
حضنته.
حضنه كان وحشني.
كلامي معاه…
ضحكتنا…
وسهرنا الليالي مع بعض.
بس هو سافر.
ورمى كل حاجة وراه.
سابني في التعب دا… لوحدي.
أتفاجئ… حرفيًا اتشدّ مكانه.
ثانية… اتنين…
وبعدين حسّيت إيده بتترفع ببطء،
وبتحاوط ضهري.
حضنته كان مليان قلق…
كأنه لسه مش مصدّق إني قصاده.
بس بعد لحظات…
حضنه اتغيّر.
بقى أدفى… أقرب…
وإيده كانت بتربّت على ضهري كأنه بيهدّيني.
طلع نفس طويل…
نَفَس كتمه سنين.
وقال بصوت واطي جدًا:
–انا اسف…
اسف يا نور إنّي سبتك…
اسف على كل يوم كنتِ فيه لوحدِك.
كلامه وقع على قلبي زي مية ساقعة
بعد عطش طويل.
شدّني أكتر ليه…
كأنه بيعوّض حضن السنين اللي فاتت.
بعدها بعد ثواني،
بعدني شويّة،
مسك وشي من الجانبين…
وعيونه كانت بتلمع، لا غضب… ولا حكم…
بس خوف.
خوف عليّا.
وقال:
– مين آذاكي؟
وليه شكلك اتغيّر كده؟
وليه صوتك مرعوب؟
قوليلي يا نور…
أنا جيت عشانك.
بعد ما خلّصت كلامي…
بصّلي بعينين فيها وجع… وعتاب… وكبت سنين.
اتكّأ بظهره على الكرسي،
ومسح على وشه بقهر واضح،
وبعدين صوته طلع منخفض… لكن مجروح:
– ليه يا نور؟
ليه؟
كان في ألف طريقه… ألف!
غير إنك تتجوزي بالشكل دا.
الشخص اللي انتي معاه دا…
إنتي حتى متعرفيش شايفك إزاي.
متجوزاه من غير أي حقوق… ولا أمان…
ولا حتى سند بجد!
أنا بصيت له بثبات هادي…
مش لأني قويه،
لا…
لأني اتكسرت خلاص ومبقاش فيّا طاقة أشرح تاني.
قلت له بهدوء موجوع:
– طب قولي…
قولي طريقة واحدة من الألف اللي عندك يا أدهم.
يونس… مازن… بابا…
كلهم كانوا قافلين عليّا كل باب.
مفيش حل.
مفيش.
سكت ثواني،
وبعدين قلت بصوت متحشرج:
– النهاردة مازن وصلي.
كان هيخدني بالعافية.
لولا إني وقعت مغمى عليّا…
مكنتش هبقى قاعدة قصادك دلوقتي.
كانت حياتي خلصت.
كنت هرجع للسجن تاني…
للسنين اللي اتسجنتها في بيتنا.
عينيه لمعت،
بس ماردش.
كمّلت:
– وأنا…
أنا اخترت أهون خراب.
اخترت جواز صوري…
على إني أعيش في تعب تاني.
وأما بالنسبة ليوسف…
فمتقلقش.
يوسف محترم… ومتربي…
وعمره ما هيبصلي بنظرة تقلل مني.
عمره ما هيشوفني كدا.
أدهم عضّ شفايفه…
وغضبه اتحوّل لقلق حقيقي…
وخوف…
وكسرة قلب ع اخته.
حاولت أغير الجو… أهدّي التوتر اللي مالي المكان.
فابتسمت ابتسامة خفيفة وقلت:
– طب قولي… إنت قاعد فين أصلاً؟
أدهم تنفّس بعمق… كأنه بيحاول يتحكم في غضبه قبل ما يتكلم.
وبعدين رد بصوت هادي… بس وراه نار:
– أول ما رجعت…
نزلت على البيت.
وخدت رقمك من موبايل بابا.
وأول ما عرفت إنك سبتي البيت…
وإنهم كانوا عايزين يجوزوكي للزفت يونس…
اتخانقت معاهم.
وسبت البيت.
وحالياً قاعد في أوتيل…
لحد ما ألاقي شقة مناسبة.
هزّيت راسي بفهم… وقلبي وجعني إنه بقى من غير بيت بسببي.
قلت وأنا بتأسف وبحاول أخفّف عليه:
– والله لو البيت بيتي…
كنت قلتلك تعالِ اقعد معايا…
قبل ما أكمل، قطع كلامي بسرعة…
نبرته كانت فيها مزيج من العشم والوجع:
– عارف…
عارف إنك كنت هتخليني أبيت معاكي عادي.
أنا فاهمك يا نور.
متقلقيش…
أنا هتصرف.
صوته كان ثابت…
لكن عينه قالت كل حاجة:
"وحشتيني… واتوجعتي لوحدك… وأنا مكنتش موجود."
_____________
يوسف
كنت قاعد في الصالة…
من ساعة ما عرفت إنها خرجت بعد ما لسه راجعة من المستشفى.
إزاي تعمل كدا؟
إزاي تنزل وهي تعبانه؟
و… تروح لمين أصلاً؟
عيني كانت ثابتة على الدبلة اللي كنت جايبها.
كنت ناوي أديها لها…
كنت ناوي العالم كله يعرف إنها متجوزة.
إنها مش لوحدها.
إن مفيش حد يقدر يقرب منها.
لكن كل دا اتبخر من ساعة ما شفت الرسالة.
"مجيتيش ليه؟… وحشتيني!"
القلب ولّع…
الغضب كسر أي هدوء عندي.
رميت علبة الدبلة بعيد…
وقعدت أبص للباب، مستني… منفجر.
وفجأة الباب اتفتح.
رجعت.
أول ما دخلت، لقيت نفسي واقف من غير ما أحس،
وصوتي طالع كله غضب،
والرجل بتتهز:
– كنتي فين؟
كانت هتتكلم،
قاطعتها قبل ما تفتح بقها:
– مع الباشا… مش كدا؟
بصتلي…
بعينين متفاجئة.
كورقة بيضا متلخبطة…
وكأنها مش فاهمة أنا بتكلم عن مين!
دماغي غلت…
قربت منها خطوة،
صوتي عليته غصب عني:
– مش عامله حتى حساب ليا؟!
مسكتها من إيدها…
جامد…
أعصابي كانت هتفرقع.
– ليه بتعملي كده؟
ليه؟
ليه ولا كإن ليك حد في حياتك؟
ولا كإني موجود؟
صوتها جه مكسور…
بتحاول تمسك نفسها من العياط:
– أنا مش فاهمة… انت بتتكلم عن إيه!
سيبت إيديها،
وقولت بحرقه:
– برضه بتتمثلي؟!
الغضب شدني…
ورفعت إيدي
مش عليها
على الحيطة
علشان أفرّغ اللي جوايا.
خبطت الحيطة…
والصوت دوّى.
بس اللي صدمني…
إنها خبت وشها!
رجعت خطوتين لورا،
ايديها بترتعش
كأنها… متوقعة إني هضربها.
نزلت إيدي ببطء…
وبصوت هادي مش مصدق:
– نور… أنا؟
أنا عمري ما همد إيدي عليكي.
بصتلي…
وكل وجع الدنيا في صوتها:
– انت زيهم.
مفرقتش حاجة.
بتحكم… من غير ما تسمع.
زقتني بعيد عنها…
ودخلت أوضتها،
ورزعت الباب بصوت هز قلبي قبل ما يهز الشقة.
يتبعععع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هنا هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات
إرسال تعليق