رواية ماض لا يغتفر الفصل الثاني 2بقلم ريتاج أبو زيد
رواية ماض لا يغتفر الفصل الثاني 2بقلم ريتاج أبو زيد
بعد ما طالت الأسئله في رأس (رحيم)
وبعد شرود قطعه صديقه(نادر) عندما سأل بخوف و قلق:
-إيه اللي حصل يا رحيم، مين كلمك؟
نظرًا لقصر المسافة بين بيت خالته و بيت (نادر) جاءت الشرطة قبل أن يخرج من تفكيره و صدمته ليُجب على صديقه.
قبل دخول الشرطة العمارة لكي يعتقلوه من بيت صديقه، وقف (رحيم) بثبات قبل دخولهم لها وعرفهم على نفسه، فأمسكه الضباط من يديه لاعتقاله.
وهو لم يعترض فكان كل تفكيره هل حقا من قدم البلاغ هو (مظهر) ؟
وبعد معارضة من (نادر) في أخذ صديقه بهذهِ الطريقة ودون أن يفهم ماذا حدث ولماذا يُعتقل جاوب (الشرطي) عليه بنبرة حادة وهو يسحب معه (رحيم) قائلًا:
-الاستاذ مش عايز يسدد القرض إللي اخده من البنك ،وعليه أقساط وفلوس من رجل أعمال ولسه مسددهاش كمان ،حاجه تاني زعلان عليه؟ تحب تيجي تتحبس معاه؟
نظر له (رحيم) مدهوشًا عندما سمع كلام الشرطي.
فقال ومازالت علامات الدهشة على وجهه:
-قرض إيه وفلوس إيه إللي عليا ،أنا مش مستلف فلوس من حد ولا حتى خدت قرض.
رد عليه (الشرطي) بتهكم وملامح غاضبة:
-هو مش أنت رحيم أدهم القمّاش؟
هزّ (رحيم) رأسه بالإيجاب.
قال له (الشرطي) وهو يسحبه معه:
-أيوه أنت واخد قرض من البنك وفيه راجل مقدم فيك بلاغ عشان فلوسه إللي واخدها منه.
-ممكن اعرف مين اللي مقدم فيا بلاغ؟؟
-لأ يا حلو في القسم بقى.
ذهب معه (رحيم) إلى قسم الشرطة، ولحقه (نادر).
-حضرتك يا رحيم باشا واخد قرض بـ ٥٠ ألف جنيه.
رد (رحيم) ينفي هذه التهمة بثبات:
-لأ يا باشا انا مخدتش قرض ولا عمري حتى استلفت من حد.
قال (الشرطي) بضجر من انكاره:
-اومال مين إللي واخد قرض من ٣ شهور و اسبوعين بمبلغ ٥٠ الف جنيه مصري ،إنت بعت والدك للبنك ياخد القرض بأسمك بالتوكيل إللي معاه.
-والدي؟
وقع الحديث عليه كالصاعقة، كأنه سُكب عليه دلو من الماء البارد في ليلة قارسة البرودة.
فهم أن والده أخذ قرض من البنك بأسمه من التوكيل.
ليس هذه أول مره يورطه بشئ هو لم يفعله قط، أحس بقهر و غصة فهو كان يظن أن هذا الشخص، سيتغير في يوم قريب و إنه بدأ يتعافى من المخدرات شيئًا فشيئًا لكن بعض الظنون تكون خاطئة.
هذا الشخص يعيش لثلاث اشياء فقط اللهو،النساء، و المخدرات و الخمرة.
قال (رحيم) بقهر وهو مطأطأ رأسه لأسفل بعد ما كان يتحدث بثقة وثبات:
-حضرتك والله العظيم ما أنا هو إللي عمل كده مش انا هو انا ليه بتعاقب على أفعاله؟
ليه بجد؟ أنا معملتش حاجه ولا استفلت حاجه والله العظيم.
جاء رد (الشرطي) بجمود:
-ايوه وبعدين يعني القرض مكتوب بأسمك و إنت بقالك أكتر من ٣ شهور مسددتش الأقساط هو ده إللي عندي وهو ده إللي اعرفه و هتتحاكم عليه، معاك فلوس تسدد وتجيب محامي و لا بكره الصبح تتعرض على النيابة؟
حينها وفجأة تحول القهر في عينيّيهِ إلى جمود وغضب، رفع رأسه في وجه (الشرطي) وقال له صارخا:
-أنت يعني كده بطبق العدل والقانون،أنا بقولك معملتش حاجه وإنت مش فاهم حاجه متجيش تقول ده إللي عندي،الناس بتقول البلد خربانه ليه مش عارفة أن الحكومة بتسيب الظالم حر والمظلوم ورا الشمس، انا معملتش حاجه و مخدتش حاجه و ده إللي عندي.
نظر إليه (الشرطي) نظرة مطولة بغضب و تهكم ثم نادى على (الأمين) حتى يأخذه إلى الحبس.
وكان الوقت الذي خرج فيه (الأمين) وهو يسحب (رحيم) رغمًا عنه مثل الخِراف التي تُجر في عيد الأضحى تزامنًا مع وصول(عبير) و (جميلة).
فأزداد القهر في قلبهِ عندما رأى امه و اخته.
وكان القهر كذلك في عين أمه الذي رأت منظر أبنها وهو يُجر مثل الخِراف.
ظلت أمه تصرخ وتصرخ وهي تدافع عن ابنها و لكن دون جدوى ،ابنها الذي ذنبه الوحيد أن خُلق لأبٍ فاسد يهوى المخدرات.
دخل (رحيم) الحبس ذو الرائحة الكريهة و المجرمين والظالمين والمظلومين.
بعد ما حدق (رحيم) في المكان و أوجه الرجال
جلس في ركن بعيد في أبعد ركن ، وأخذ يتذكر الموقف الذي لم ولن ينساه طوال حياته.
كان والده يرجع بعد منتصف الليل بكثير
بعد أن يُنهي لهوه ولعبه مع اصدقاء السوء.
وفي يوم عاد للبيت بعد منتصف الليل مخمورًا
كان أهل البيت نائمين حيث كان (رحيم) و (جميله) بجانب والدتهم نائيمين كانت(جميلة) لم تتخطى التاسعة من عمرها، وكان (رحيم) في منتصف العقد الثاني من عمره.
دخل (أدهم) الغرفة بهجوم وأخذ يمشي بالغرفة كالثور.
فاستيقظت(عبير) على صوته وهياجه بالغرفه وقالت وهي مغمضة نصف عينيها وصوتها ملحوظ من أثر النوم:
-مالك يا أدهم بتعمل كده ليه في حاجه حصلت.
هدر فيها صارخا في وجهها بعنف:
-انا مش قلت العيال دي متنمش هنا تاني ولا يقربوا من هنا هو أنا كلامي مش مسموع ليه؟
ردت باستنكار وقد طار النوم من عينيها:
-يعني إيه متشوفهمش هنا تاني هما دول مش عيالك وإنت ابوهم؟، هو إنت ليه بتحسسني انك جوز امهم يا أدهم، فيها إيه يعني لما يناموا جـ.....
وقبل أن تنهي الجملة صفعها على وجنتها بقوة
ثم قال صارخًا بها مرة أخرى:
-أنتِ كمان بتردي عليا و تعلي صوتك مين سمحلك تتكلمي معايا كده...
في ذلك الوقت استيقظ (رحيم) بفزع
فردت (عبير) بقهر:
-إنت مجنون إنت اكيد شارب حاجه انا معملتش حاجه ليك عشان تمد ايدك عليا.
قال بصراخ وهياج أكثر:
-زعلانه عشان مديت ايدي عليكي طب اهو يا ست.
في ذلك اللحظة سقط عليها بالضربات و الصفعات واللكمات على الوجه و(رحيم) يصرخ ويبكي فاستيقظت (جميلة) وظلت تبكي،
وقف (رحيم) أمام أمه حتى يمنعه من ضرب أمه وهو يقول بتوسل له:
-خلاص يا بابا انا اسف حقك عليا انا ، ماما معملتش حاجه عشان تضربها عشان خاطري خلاص طب ماما عملت إيه طيب؟.
هل توقف عن ضربها...؟ بالطبع لا..
فبعد ما كان يضربها فقط ضرب (رحيم) معها، و(جميلة) كذلك عندما حاولت الدفاع عن امها واخيها.
في وسط الضربات والصرخات كانت (عبير) تدافع عن (رحيم) من اللكم في الوجه فدفعته على الجهة الأخرى سريعاً، فجاءت اللكمه على أنفها فسالت الدماء منها وسقطت مغشيه على الارض من كثرة الضربات و اللكمات..
فهل يهدأ ويخاف على زوجته المغشية وأطفاله الذين يبكون ويصرخون؟؟ بالطبع لا ..
أخذ يثور أكثر في زوجته المغشية وأولاده إذا دافعوا عن والدتهم ..
حتى خمدت ثورته وخمدت معها أجسادهم.
خرج (رحيم) من هذه الذكرى المؤلمة المعلقة في ذهنه متشبثة بذاكرته ويتمنى أن تهجره لكنها تأبى عندما خانته العبرات الهاربة من عينيه، وفي خلده تدور أغنية يسمعها دائمًا للفرقة المفضل بالنسبة له كايروكي:
انا بجري مني
وبجري ورايا.
بجري من حاجات
قديمة جوايا.
بجري ومش شايف بكرة
عيني في قفايا.
إللي فات عمره ما مات
إحنا بس إللي بن موت.
انا بجري و السنين
بتجري ورايا.
مسح دموعه وقرر أن يتوقف عن التفكير في الماضي وينظر إلى ماذا سيفعل الآن، لكن كما ذُكر في الأغنية (عيني في قفايا).
وعلى الجهة الأخرى كانت أمه تبكي بحرقة على ابنها فمن يصدق أن شاب مثله يبلغ ستة و عشرين عامًا يُسجن عشر مرات.
وكانت بجانبها (جميلة) هذه الجميلة التي بكت في هذه الدنيا اكثر ما ابتسمت وكبرت أعوام على اعوامِها، كانت تحاول أن تُكف رأسها عن الحديث حتى تُفكر في حل للمأزق.
جاء في تلك اللحظة كلا من (وفاء) و(ليلى)
وكانت (ليلى) بجانب (عبير) التي ظلت تكرر المكالمات على (أدهم)، ظنًا منها أنه سيدافع عن ابنه و يساعده.
فقالت لها (ليلى) بحزن وقهر لأجلها:
-إنت فاكره أنه هيرد عليكي حتى لو رد هيجي ينقذه،هيقولك أنا مالي ،وهتقهري نفسك وعيالك اكتر حرام عليكي، إحنا هنتصرف صدقيني أنا ونادر هنتصرف إن شاء الله وهيخرج بالسلامه.
أثناء مواساة (ليلى) لـ (عبير) و(جميلة) ولج آخر من توقعوا.
-أنتَ إيه إللي جابك هنا جاي هنا ليه و تعمل إيه جاي تشوف أبني وانا مقهوره عليه؟
فهذا كان قول (عبير) بانفعال وصراخ عندما شاهدت (خالد).
رد (خالد) عليها ببرود أعصاب وهو يضع يديه في جيب بنطاله:
-إنتِ مزعلة نفسك ليه كده يا أم رحيم وجميلة متقلقيش، إنت جوزك ، أقصد طليقك استلف مني فلوس عشان يجيب خمرة وحشيش،وقالي إللي هيسد الفلوس ابني.
صمت لبرهة ثم قال بالبرود نفسه:
-جاي أتفق معاكي اتفاق يا بنت عمي لو موافقة عليه هخرجكلك ابنك من هنا، وكل شيء هيرجع مش زي ما كان خالص تؤ، زي ما انا عايزها قولتي إيه يا أم رحيم وجميله، تتجوزيني؟؟
-قالت أنك أقذر واحد في الدنيا كلها وابن ****** كمان ولو قلت حاجه تاني أو اتكلمت تاني مش هسمى عليك..
كان هذا رد (نادر) عليه بنبره جامدة واثقة رافع رأسه لا يهمه أحد ولا يخاف أحد إلا الله جل وعلا، فمن من البشر يستحق الخوف منهم..؟
حتى إذا يوجد بشر يستحقون الخوف منهم بالطبع ليس (خالد).
أكمل (نادر) بنفس النبرة الواثقة وهو يقترب منه بثبات:
-انا عمري ما شوفت حد بيعمل كده في بنت عمه إللي المفروض بيحبها، بجد عمري ما شفت ولا هشوف أندل منك، إيه الجحود ده؟
رافع قضيه على ابن بنت عمك إللي يعتبر ابن اختك؟ إنت ازاي؟ طب من انهي فصيلة؟؟
رد عليه بنفس النبرة الباردة الخالية من أي تعبير قائلًا:
-و انا مش هتنازل على القضية غير لما أخد إللي انا عايزه ، ده اول حاجة، تاني حاجة بقى هي مش أختي و متقولش كده تاني، وانا قلت هتوافق على الشرط هخرج ابنها مش هتوافق على الشرط مش هتنازل و هاخد حقي، وبس كده.
فقالت (عبير) بتوسل وبكاء:
-خالد ده أبني عشان خاطري بلاش كده يا خالد، وإنت عارف أنه مستلفش منك حاجه ولا خد منك حاجة متعقبهوش بذنب الماضي ابوس ايدك يا خالد عشان خاطري.
بنفس النبرة الخالية رد عليها:
-إنتِ ليه شايفة إني بقول كلام وخلاص؟
قلت مش هتنازل غير بشرطي تتجوزيني يا عبير.؟
أتى تلك المرة الرد من تلك (الجميلة) الشاحبة:
-إنت ليه مصمم على كده قالت قبل كده لأ لأ لأ إنت عبيط في دماغك روح شوف واحدة رخيصة زيك بس أمي لأ، ومش عايزين منك مساعدة احنا هنتصرف و نتطلع رحيم، وطز فيك إنت و نفوذك.
ردت بقوة نفس قوة (رحيم) و النبرة الواثقة الجامدة فهي اعتادت على صفاته وتصرفاته منذ الصغر.
رد (خالد) بسخرية هذه مرة:
-لما نشوف يا جميلة هانم هتخرجي أخوكي رحيم باشا إزاي..!
ردت بثقه تُحسد عليها تتناقض مع ضجيج رأسها الذي لا يكف عن الحديث:
هخرجه، هخرجه وهتشوف و هتنبهر كمان..
ابتسم بسخرية ثم ذهب إلى مكتب (الشرطي)
كي يتم المحضر ويستفسر منه عن أي جديد وإذا أحد دفع المبلغ، فأجابه (الشرطي) بالسلب، فأطمئن ..
لكن تغير كل شئ بعد مكالمة واحدة جاءت للشرطي التي خضع بالقول إلى المتصل قائلاً "أمرك".
تلك المكالمة التي أجرتها تلك الواثقه الجميلة فقلبت الموازين..
فعلق (خالد) على المكالمة التي جاءت للشرطي بتوتر:
-هو أمرك إللي عمال تقولها في المكالمة إللي جاتلك دي حاجه بخصوص رحيم؟
فرد (شرطي) بالإيجاب.
انفعل (خالد) وقال له بجهوريه:
-وإيه إللي كان في المكالمه يخليك تقول امرك أمرك اوعى يكون هيخرج.
رد(الشرطي) بضجر:
-اه المكالمة إللي جاتلي دي من سيادة اللواء وقال أن رحيم هيسدد كل الديون إللي عليه من القرض ولحضرتك..
قال بسخرية تهكمية:
-استغفر الله العظيم، ومين كلم اللواء؟.
قبل أن يرد عليه (الشرطي)
طُرق باب المكتب فسمح بالدخول.
فكان الطارق هو (مظهر) .
دخل (مظهر) بخطوات ثابتة وألقى التحية على (الشرطي)
دون النظر لـ (خالد) ثم قال:
-انا جيت اسدد كل الديون إللي على رحيم القمّاش انا صاحب والده، اسمي مظهر الضبع.
فرحب به (الشرطي) وقال له وهو يُشير ناحية (خالد):
-هو ده الأستاذ صاحب المحضر،الاستاذ خالد الحداد، تقدروا تتكلموا مع بعض وتتفاهموا وتشوفوا الفلوس هتدفع أمتي عن اذنكوا..
خرج (الشرطي) ودارت معركة النظرات بينهم.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق