سكريبت عريس بجح كامل بقلم حور حمدان
سكريبت عريس بجح كامل بقلم حور حمدان
كنت قاعدة على السرير، وبقلب في موبايلي عادي… لحد ما لقيت الـ3 رسائل.
أول ما عيني وقعت عليهم… حسّيت قلبي بيخبط في ضلوعي، وإيدي بتسقّع، وكأن روحي اتسحبت فجأة.
فتحت الشات وبدأت أقرا:
انا عمر خطيبك وتاج راسك
كان وشك محمر كدا لي، أكيد كنتي عايزة تزغرطي من فرحتك وفخرك بيا…
عارف أصل انتي كنتي هتلاقي فين واحد مهندس وشغال وبيقبض كويس وهيعيشك في شقة 120 متر؟
متخيلة؟
بدل بيتكم اللي عامل زي علبة الكبريت دا.
والرسالة التالتة… كانت القاضية:
وعامة انتي كويسة و موافق عليكي، بس محتاجة تخسي شوية، وكمان رجلك باين عليها كبيرة.
فضلت أقرا كل كلمة ببطء…
الجملة بتقطع في قلبي، وجملة تانية تهز بدني من الإهانة، وجملة تالتة تخلي وشي يولع من الغيظ.
قعدت أبص كدا ومش فاهمة
هو إزاي واحد لسة جاي يتعرف عليّ يسمح لنفسه يحكم ويقلل ويهين ويقارن ويقولي "موافق عليكي"؟
موافق عليّ؟
وكأنه بيختار حاجة من السوبر ماركت!
اتنفست بعمق…
وبلمسة واحدة…
اتعمل بلوك.
من غير كلمة… من غير رجوع… من غير لحظة تفكير.
وقفت من على السرير وقلبي بيترعش…
دخلت الحمام وغسلت وشي ونمت
تاني يوم صحيت بدري بلغت اهلي برفضي لية وقعدت شوية حوالي ساعتين
وبعدها نزلت الشغل وأنا ساكتة، مخي مشغول بس بالجملة اللي قتلتني:
«محتاجة تخسي شوية ورجلك كبيرة طب والله هو كداب انا مقاس رجلي 38
وصلت الشركة
ودخلت المكتب وأنا بحاول أثبت نفسي بس جوايا نار.
مفيش نص ساعة
ولقيت السكرتيرة بتكلم:
"حور… في حد بيسأل عليكي برا."
استغربت…
خرجت…
لقيتها أم العريس واقفة قدام الباب، عاملة إيدها في جنبها، وبصة ليّ بنظرة فيها قرف مشفتهوش قبل كدا.
قلت بدهشة:
"حضرتك؟! بتعملي إيه هنا؟"
قربت مني خطوة وقالت بصوت عالي لدرجة الناس سمعت:
"إنتي بترفضي ابني؟!
إنتي؟!!
يا بت انتي عديتي التلاتين
دا إنتي كنتي تدّعي ربنا أي حد يبصلِك أصلاً!
لقيتي مهندس وراجل محترم… ما صدقتي؟
وجايه تقولي رافضاه؟!
اتلمّي… دا انتي ضيّعتي فرصتك!"
فضلت واقفة مصدومة
الكلام نزل على وداني زي السكاكين.
الناس بتتفرج… السكرتيرة واقفة مندهشة…
والست مكملة تهزيء ومابتسكتش.
قربت مني أكتر وقالت:
"يا بت قومي بصّي في المراية…
هو انتي شكل؟
ولا جسم؟
ولا سن؟
ولا حتى أهلك؟"
وكمان لا يمكن تخلفي بسنك دا
حسّيت الأرض بتتهز تحتي.
دموعي بتتحبس بالعافية
بس كنت مصممة عمري ما أديها متعة إنها تشوف ضعفي.
قلت بهدوء:
"حضرتك… وجودك هنا غلط.
وانا مينفعش أسمحلك تهينيني بالشكل دا و المكان دا شغلي مش شارع."
صرخت في وشي:
"دا انتي قليلة الأصل… دا انتي رفضتي ابني!!"
الناس بدأت تتجمع
والمدير خرج من مكتبه بسرعة عشان يشوف الصوت دا إيه
المدير وقف قدّامي، وبص على الست وقال بهدوء حاد:
"مدام… حضرتك ممنوع تعلي صوتك هنا.
دا مكان شغل… مش ساحة خناقات."
الست ردت بحدّة:
"أنا هقول كلامي ولو مش عاجبكم! دي منظر واحدة ترفض ابني انا المهندس
قطع كلامها وقال:
"حتى لو… دا مش مبرر لكلامك ولا لموقفك.
اتفضلي برا."
الست وشّها احمر
اتنرفزت من الإحراج
وبصتلي بكره وقالت:
"ربنا يوريكي ايام سودة!"
ومشت.
سكت المكان كله…
والمدير بص لي بمنتهى القلق وقال:
"إنتي كويسة يا حور؟"
وقتها… مقدرتش أمسك دموعي.
قعدت على الكرسي وقولت بنبرة متكسرة:
"هي قالتلي كلام… مستحيل…"
قاطعني وقال:
"ولا كلمة مما قالت صح.
وانا عارف قيمتك كويس…
وإنسانة زيك… تتشال على الراس."
الكلمة دي… كانت زي بلسم فوق جرح.
ومن اليوم دا… حصل تغيير صغير…
طريقة كلامه، اهتمامه، قلقه عليّا…
كل حاجة بقت واضحة.
الأيام عديت…
والمدير بقى يسمعني… يشوف شغلي… يشجعني…
بقى يحترمني بطريقة عمري ما شوفتها.
وكان دايماً يقول:
"إنتي أرقى من إن حد يقلل مِنّك… بالعكس، إنتي اللي لازم تختاري مش تتختاري."
ومع الوقت…
بقى الموضوع مش مجرد احترام…
ولا مجرد اهتمام…
كان إعجاب… بيكبر… وبيكبر.
وفي يوم… بعد ما خلصنا اجتماع…
قاللي وهو واقف قدامي ومتوتر:
"انا… عايز أطلب ايدك
قلبي وقع.
هو أكبر مني بسنة بس
بس كان راجل… بمعنى كلمة راجل.
احترام… أخلاق… عقل… ومكانة.
وفعلاً…
اتخطبنا.
الجواز جه بسرعة…
فرح هادئ وجميل…
بيت واسع…
حياة كلها احترام وراحة.
وأول شهرين…
ربنا كتب لنا خبر أحلى من كل اللي فات:
حملت…
والصدمة؟
مش طفل واحد…
توأم؟
لأ…
ثلاث توائم.
هو وقف جنبي، ماسك إيدي، وبيقول:
"اللي ربنا كتبهولنا… أحسن من أي حد حاول يقلل منك."
ضحكت…
وخبّيت دمعة فرح…
وبس، في اللحظة دي بس…
فهمت السبب الحقيقي ليه ربنا شال من طريقي اللي مايستاهلش…
وبعتلي اللي يستاهل قلبي وكرامتي وحياتي.
#تتمت
#حكاوي_كاتبة
#عريس_بجح
#حور_حمدان


تعليقات
إرسال تعليق