سكريبت لعب الشباب كامل بقلم حور حمدان
سكريبت لعب الشباب كامل بقلم حور حمدان
هو ليه ممكن شاب يكلم بنات كتير جدًا، بس لو واحد فكّر يتكلم مع أخته يقلب الدنيا وميسيبش فيها حد..!
ده كان أول تفكير جه في بالي بعد ما قفلت الشات اللي كان بيني وبين أخويا الكبير، للأسف.
فتحت الشات تاني، وعقلي لسه مشغول بكل الكلام اللي بيتقال عنه، واللي أنا عارفة إنه صح أصلًا.
عيني وقعت على أول رسالة أنا اللي كنت باعتاهاله، وكان مكتوب فيها:
هو إيه ده يا ماجد؟
لا بجد... إيه ده؟!!
إنت من إمتى بتكلم بنات؟! لا، وبتضحك عليهم كمان! مين دول اللي عندهم فلل وعربيات؟!!
هو رد بسرعة وقال:
وإنتي مالك يعني؟ متدخليش في اللي ميخصكيش.
ميخصنيش؟!
ميخصنيش إزاي يعني، وكل البنات اللي بيكلمهم ومفهمهم إنه غني ومش عارف إيه!
كتبتله بعصبية:
مالي ونص كمان يا أستاذ، إنت ناسي إنك أخويا؟ اللي بتعمله ده هيترد فيا أنا! متزعلش بقى لما واحد يجي يخلّص حق البنات دول منك فيا.
كنت بتكلم ومش شايفة قدامي غير وش البنت اللي رنت عليا وطلبت تشوفني في كافيه.
ولما رُحتلها، كانت مقطّعة نفسها من العياط، عشان الأستاذ سابها... عشان يضحك على غيرها.
لحد ما لقيته باعتلي آخر رسالة:
ابقي فكّري، مجرد تفكير حتى يا حور، تعملي أي حاجة زي دي... هيكون آخر يوم في عمرك، صدقيني.
فضلت أبص في الشاشة فترة، الكلمة الأخيرة في مسدجه كانت بتترن في وداني زي صفارة إنذار.
"آخر يوم في عمرك يا حور"...
جملة تقيلة، مخيفة، بس الأتقل منها كان إحساسي... إحساسي إني شايفة أخويا بيتحول لوحش وأنا مش قادرة أعمل حاجة.
قعدت على السرير، دموعي كانت بتنزل من غير صوت، وأنا بحاول أستوعب هو إزاي وصل لكده؟
اللي كنت باخده قدوة زمان، اللي كنت بفرح لما يقول "دي أختي الصغيرة"، بقى هو نفسه السبب في وجعي.
مسكت الموبايل تاني، كنت ناوية أرد عليه، أقول له إنه وجعني، إنه بيمسح صورته من جوايا واحدة واحدة...
بس وقفت، إيدي اتجمدت، وحسيت إني لو كلمته تاني هخسر نفسي أكتر.
فقررت أسيبه، أسيبه لضميره اللي يمكن يوم يصحى.
ورحت عند المراية، بصيت في نفسي...
وشي كان باين عليه التعب، بس في عيني لمعة غريبة، لمعة تحدي يمكن.
أنا مش هخاف منك يا ماجد... ومش هسكت.
الهمس اللي خرج مني كان أقرب لوعد، وعد بيني وبين نفسي إني مش هسمحله يكسر بنات تانية زي ما كسرها.
بس في قلبي كنت عارفة...
اللي هييجي بعد كده، مش هيكون سهل.
تاني يوم الصبح، وأنا خارجة من الأوضة، سمعت صوت ماما في الصالة بتزعق.
طلعت أجري، لقيت ماجد واقف قدامها، وموبايله في إيدها.
كانت بتصرخ فيه:
دي صور إيه يا ماجد؟!!
هو وشه اتبدل، وشبه اتشل وهو بيحاول ياخد الموبايل منها، بس ماما كانت مصممة.
انتي فتّحتِ الموبايل بتاعي ليه يا ماما؟
قالها بعصبية، وهي ردت عليه:
لما تبقى راجل بجد، ساعتها اسألني بعمل إيه! بنتي تبقى بتعيط طول الليل عشانك وأنا أسيبك تكمّل غلطك؟!
أنا كنت واقفة في النص، قلبي بيدق بسرعة، مش عارفة أفرح إنها عرفت ولا أخاف من اللي جاي.
ماجد لفّ ناحيتي، نظرته كانت نار.
إنتي السبب!
صرخ فيها وهو بيشاور عليا، هي اللي حرّضتك عليا يا ماما!
أنا؟!
قلت وأنا بخطوة لورا، أنا اللي فضّحتك؟ ولا إنت اللي فضحت نفسك؟
راح جاي عليا بسرعة، صوته عالي ووشه احمر من الغضب، بس ماما وقفت قدامه ومنعته.
قرب منها يا ماجد وجرب تلمسها بس!
سكت ثواني، وبعدين خبط الباب وخرج من البيت.
كنت واقفة مرعوبة ومش فاهمة هو هيروح فين.
عدّى يومين، ولا كلمة منه، لحد ما جالي مسدج على واتساب من رقم غريب:
"اتفرجي على أخوكي البطل وهو بيكذب على البنات في نفس الوقت.."
فتحت الفيديو، ووشه كان باين، بيقول نفس الكلام اللي قاله لكل البنات، نفس الوعود، نفس الكذب...
بس المرة دي كان متصور!
ما لحقتش أستوعب الفيديو، غير لما بدأت أسمع صوت إشعارات الموبايل بتضرب ورا بعض.
فتحت الجروب بتاع العيلة...
الفيديو منتشر.
قلبي وقع، literally وقع.
كلهم شافوا!
عمتي باعتاله، خالي كاتب “ده ابن مين؟!”، وأبويا داخل البيت في اللحظة دي وشه مهبّب من الغضب.
دخل الصالة وهو ماسك الموبايل، صوته كان راعد:
ده انت يا ماجد؟!! انت اللي في الفيديو ده؟!!
ماجد كان لسه راجع، أول ما شاف أبويا اتجمد، بس بابا مسك القميص بتاعه شدّه ناحيته:
أنا ربيت راجل ولا مسخرة؟!! الناس كلها بتكلمني تقول شوف ابنك بيضحك على البنات!
ماما حاولت تهديه، بس هو زقها بعيد وهو بيصرخ:
البيت ده اتفضح بسببه!
أنا كنت واقفة في الركن، نفسي أتكلم وأقول إني كنت بحاول أنقذه من اللي حصل ده، بس لساني مربوط.
ماجد بصلي، نظرة كلها حقد، وقال بهدوء يخوف:
مبروك يا أختي... جبتِ آخرك.
طلع يجري على فوق، وبابا بعده، بس سمعنا صوت خبطة جامدة.
جرينا كلنا نطلع، لقيناه كاسر الموبايل بتاعه ومرمي على الأرض.
قال لبابا بصوت عالي:
ولا يهمني الناس كلها، أنا مش ندمان، بس اللي عملت كده فيا مش هتعيش مرتاحة.
ساعتها ماما صرخت فيه:
اطلع برا يا ماجد، اطلع من بيتنا قبل ما أعمل فيك حاجة تندم عليها.
خرج وهو بيضحك، ضحكة غريبة، ضحكة كلها وجع وغل.
وأنا كنت واقفة ببص ورا الباب وهو ماشي...
حسيت إن اللي طلع من البيت مش أخويا، ده شخص تاني.
عدّى أسبوع من يوم ما ماجد خرج من البيت، محدش يعرف له طريق ولا خبر.
ماما كانت بتدعي له كل ليلة، وأنا رغم كل اللي عمله، كنت كل ما أسمع خبطة في الشارع أقوم أجري أبص من البلكونة يمكن يكون راجع.
بابا كان ساكت، بس في عينه كسرة محدش قادر يشيلها.
وفي ليلة مطرها كان شديد، الدنيا ساكتة إلا من صوت المطر وهو بيخبط على الزجاج.
الموبايل رن، بابا رد، وبعد ثواني صوته اتغير تمامًا:
إيه؟ حادثة فين؟!
جرينا وراه على المستشفى، أول ما دخلنا غرفة الطوارئ شُفت ماجد.
وشه كان باهت، أنفاسه ضعيفة، وجسمه متوصّل بأجهزة، شكله كان مرعب.
الدكتور طلع وقال بصوت هادي:
ابنكم حصل له نزيف داخلي وتلف في الكُلى... محتاج متبرع فورًا وإلا حالته هتسوء.
ماما قعدت على الأرض منهارة، وأنا قلبي اتقبض.
قُلت بسرعة:
أنا هتبرع.
الدكتور بص لي وقال:
هنعمل تحاليل توافق الأول.
بعد ساعات طويلة رجع وقال:
أخته هي المطابقة الوحيدة.
ماما مسكت إيدي وهي بتعيّط:
بس يا حور، بعد كل اللي عمله فيك؟
قلت لها وأنا دموعي نازلة:
عشان هو أخويا... ومينفعش أمشي وأسيبه يموت.
دخلت غرفة العمليات، والوقت عدى ببطء.
ولما فوقت، كنت حاسة بتعب فظيع، بس أول حاجة سألتها عنها كانت:
هو بخير؟
الدكتور ابتسم وقال:
عدّى الخطر.
بعد يومين، دخلت أوضته. كان صاحي، وشكله ضعيف جدًا.
أول ما شافني، دموعه نزلت من غير ما يتكلم.
قال بصوت مبحوح:
أنا آسف يا حور... آسف على كل كلمة، على كل وجع سبّبتهولِك... كنت أعمى، فاكر إن الرجولة في الكذب والضحك... بس إنتِ علّمتيني يعني إيه قلب نضيف.
قربت منه، مسكت إيده وقلت بهدوء:
خلاص يا ماجد، كلنا بنغلط... المهم نتعلم.
ابتسم، دموعه ماوقفتش، وقال بصوت متقطع:
أنا مش هضيّع الفرصة دي تاني... ومش هكسفك ولا أوجع قلبك أبدًا.
ماما كانت واقفة ورا الباب، ودموعها نازلة وهي بتقول بصوت خافت:
الحمد لله إن ربنا رجّع ليّ أولادي لبعض.
والدنيا سكتت بعدها، بس في السكون دا...
كان في سلام، لأول مرة من سنين.
#تمت
#لعب_الشباب
#حكاوي_كاتبة
#حور_حمدان


تعليقات
إرسال تعليق