سكريبت الشك كامل بقلم حور حمدان
سكريبت الشك كامل بقلم حور حمدان
عملت الكيكة وسِبتها لآدم ونزلت من الشقة، وطلعت على شقة سلفتي. معدّاش دقايق غير ولقيت آدم باعتلي صورة الكيكة ومعاها مسدج:
إيه الكيك دا؟ بتتكلمي بجد؟!!!!!!! مش فاهم الكلام معلش؟
كتبتله وأنا قلبي بيطير من الفرحة:
أه بجد… شُفت المفاجأة بقا؟ عشان تعرف إن مفاجآتي غير…
لكن الصدمة كانت لما رد وقال:
مفاجأة إيه وزفت إيه؟! أنا مبخلفش أصلاً يا هانم يا محترمة! يعني اللي في بطنك دا مش ابني. أقسم بالله لما تيجي ما هرحمِك… صبري عليّا بس يا زبالة…
نفس اللحظة اللي قريت فيها الرسالة… حسّيت كإن الدنيا اتلخبطت حواليّا. الصورة لسه قدّامي… الكيكة اللي تعب قلبي فيها، والرسالة اللي دخلت زَيّ السكينة في روحي.
إزاي؟ ليه؟ هو إيه اللي حصل فجأة؟!
رجليا اتسمرت مكانها… قلبي بيخبط في صدري بطريقة مخيفة، وإيدي بترتعش على الموبايل.
سلفتي كانت بتتكلم، بس وداني مش سامعة غير صوته… صوته اللي عمره ما شالني بالطريقة دي.
“يا زبالة… اللي في بطنك دا مش ابني.”
الجملة دي اتكررت في وداني كإنها صفعة ورا صفعة.
حطّيت الموبايل على الترابيزة عندها وقولت:
“أنا نازلة.”
ملحقتش حتى أردّ على سؤالها… عيني كانت مغيّمة، ومخي مش شايف غير حاجة واحدة…
لازم أعرف بيقول كده ليه. لازم أفهم.
نزلت السلم وأنا مش حاسة برجلي… الباب اتفتح بالمفتاح وأنا بدخله بإيدي بتترعش.
كان واقف في نص الريسيبشن… موبايله في إيده، ووشه محمّر، ومتشنّج، وعينه كلها غضب.
أول ما شافني قال بصوت عالي:
“إنتي جاية ليه؟! إنتي فاكرة إنك هتعرفي تضحكي عليا؟!”
وقفت قدّامه… مش قادرة حتى أبلع ريقي.
“آدم… إنت بتقول إيه؟”
ضحك… ضحكة مش ضحكته، ضحكة حد موجوع أو مجنون من الغضب.
“بتسألي؟! تبقي حامل فجأة؟! وإمتى؟ إزاي؟! وإحنا بقينا قد إيه متجوزين!؟”
“ع سنة… وإنت اللي كنت دايمًا بتقول لسه بدري…”
صرخ:
“لإن الدكتور قالّي إني مبخلفش! يبقى اللي في بطنك دا إيه؟!!”
وقتها… قلبي وقع.
مش من كلامه…
من جملة واحدة بس:
الدكتور قالّي.
وقفت عليه خطوة وقلبي بيقولي: في حاجة غلط، حاجة كبيرة.
“دكتور إيه؟ وإمتى رُحت من غير ما تقولي؟”
اتوتر… وبص الناحية التانية.
“رُحت من شهرين… وسكت. كنت مستني أشوف… يمكن يحصل miracle زي ما بيقولوا. لكن إنتي فجأة تقولي حامل؟!”
بصيت له بقهري:
“وإنت صدّقت كده؟ صدّقت إن أنا…!”
صرخ تاني:
“أيوه صدقت! عشان التقرير معايا! التقرير بيقول إني مش بخلف !”
ثانية… وسكون… وكأن كل حاجة وقفت.
قلتله بهدوء مرعب:
“هات التقرير.”
اتصدم من طلبي.
“قمر، بلاش حجج ”
“قلت هاته.”
دخل الأوضة وجاب ظرف صغير.
إيده كانت بتترعش وهو بيمدهولي.
خدت الظرف… فتحته… طلعت الورقة…
بس قبل ما أقرا، لمحت فوق الختم اسم الدكتور.
الدكتور دا… أنا عارفاه.
شاب جديد… مشهور إن تحاليله بتتلخبط.
أختي قريبها حصَل معاها غلطه
قعدت على الكنبة… قلبي بيقُول: طب ما يمكن برضه… يمكن…؟
بس عقلي قال: لا. لازم أتأكد.
رفعت راسي لآدم:
“إنت عملت تحليل واحد؟”
“أه.”
“ودكتور واحد؟”
“أه.”
“ومن غير ما تعيد؟”
“قالي بغضب … التقرير واضح…”
صرخت فيه لأول مرة:
“واضح لمين يا آدم؟! واحدة زيي؟! بتتهان بكلام زي دا؟!”
وقف… وسكت…
وشه تلون… كأنه فجأة بيدرك إنه استعجل… إنه غلط… بس مع ذلك كان مكابر.
قمت وقلتله:
“هتلبس دلوقتي… وإحنا هنروح معمل محترم… ونعيد التحليل حالاً.”
اتوتر:
“قمر بلاش فضايح…”
“فضايح؟! وهو اتهامك ليا بالخيانة مش فضيحة؟! ولا التهديد مش فضيحة؟!”
سكت…
ولأول مرة شُفت عين آدم بتتهز… بتتخض…
كأنه ابتدى يستوعب إنه رمى كلمة مستحيل تتنسي.
بعد عشر دقايق، كنا في العربية…
ما اتكلمتش ولا كلمة…
هو كان باصص في الطريق، نفسه متلخبط، إيده عصبية على الدركسيون.
دخلنا المعمل…
عملوا التحليل… وقالوا النتيجة هتطلع بعد ساعة ونص.
قعدنا في العربية، قدّام الباب.
كان الليل نازل، والهدوء حوالينا غريب… مرعب.
حسيت إني عايزة أعيط… مش من الصدمة.
من الظلم.
هو اللي دايمًا كنت جنبه… اللي عمري ما كدبت عليه… اللي حلمي إني أبقى أمه ومراته وكل حاجة.
بصيت له وقلت بهدوء:
“عمرك حطيت احتمال واحد بس… إني أكون بريئة؟”
ما ردش.
“عمرك قلت يمكن التقرير غلط؟ يمكن ربنا كتبها دلوقتي؟”
سحب نفس وقال بصوت واطي:
“قمر… أنا كنت مصدوم… وخوفت… وأي راجل ينهار لما يعرف إنه…”
قاطعت كلامه:
“بس أنا انهارت أكتر. انت كسرتني.”
مر ساعة ونص…
دخلنا نستلم النتيجة.
المرضة ابتسمت وقالت:
“التحليل ممتاز.”
ساعتها…
اللي حصل جوا آدم… ما يتوصفش.
وشه اتفتح… واتقفل… واتلخبط… وبصلي كإنه شايف مصيبته لأول مرة.
خرجنا من الباب…
وقف قدّامي… وصوته اتكسر:
“قمر… أنا آسف… والله آسف… أنا غلط… اتسرعت… اتجننت…”
أنا وقفت قدّامه، قلب موجوع ودمعة واقفة.
“آدم… اعتذارك مش هيمسح الكلام اللي قولته. مش بسهولة على الأقل.”
مسك دماغه بإيده:
“ما قصدتش… والله ما قصدت… أنا كنت في حالة… والدكتور…”
“إنت اخترت تصدّق الدكتور… أكتر من مراتك.”
انزلت دمعة من عينه…
آدم اللي عمره ما بكّى…
بس دا ما كانش يهمّني وقتها.
قلتله:
“أنا راجعة البيت… بس مش عشانك… عشان ابني.”
اتصدم:
“قمر بالله عليكي
لفّيت وركبت العربية
وهو وقف برا
عينه بتترجّاني
بس أنا كنت موجوعة بزيادة.
في الطريق…
حطّيت إيدي على بطني…
وهمست:
“ولا يهمك… ماما معاكي.”
بس اللي جوايا كان حاجة واحدة:
اللي حصل النهارده… مش هيتنسي بسهولة.
بس يمكن… يتصلّح.
لو كان يستاهل.
#تمت
#الشك
#حكاوي_كاتبة
#حور_حمدان


تعليقات
إرسال تعليق